رواية-أحببت عرجاء-الفصلين الثاني والثالث - بقلم بسمة الجمال-مجلة سحر الروايات

 الفصل الثاني توأم روحي

للكاتبه (بسمه الجمال)

            !!***


لم أكن أظن أن بلدي بهذه الروعة  المناظر الطبيعية والأماكن الأثرية والسياحية وفوق ذلك طيبة أهلها ، حسنا الجانب المشرق فقط فهناك ايضا بعض الدجالين والنصابين كما أن هناك العشوائيات، لأنني ما أن وصلت حتى بدأت في التعرف على طبيعة البلد على الرغم أنني تعلمت اللغة مثل اهلها تماما وتعلمت عنهم الكثير ولكن تنقصني الخبرة في التعامل وخصوصا أنني بعد وصولي بفترة قصيرة تم القبض على بتهمة فعل فاضح في طريق عام كل هذا لأنهم وجدوني في السيارة اقبل فتاة وما المشكلة في قبلة ، وفوجئت أنهم سيكتبون محضر ثم سيحولوها للنيابة فقط لانني اعترضت وتشاجرت مع الظابط ولكن ما أن تم معرفة من انا ( طبعا اقصد كمبرمج كمبيوتر وليس ابن المافيا) حتى تم إطلاق سراحي بشرط البدء في عمل برنامج مخصوص للمخابرات ، بالطبع وافقت ليس لانني اخاف من القضية وليس لأنني أشعر بالانتماء وليس لاعمل لصالح الوطن ولكن لأن فكرة أنني أعمل للمخابرات فهذا يزيد نفوذي وهيمنتي ببساطة والان استطيع أن أقول أنني أصبح لدي ظهر استند عليه

وفوق كل هذا اكتسبت مصلحة اكبر بكثير صديق جديد يعمل ضابط ، في المخابرات لقد أحببته حقا انه رجل نظيف لا يكذب لا يجامل لا يزيف الحقائق ، ولم اكتفي بصداقته ولكنه صار شريكي في شركتي الجديدة هو واخر يعمل في مجال الاستيراد والتصدير لا تسألني عن علاقة الاستيراد والتصدير بالبرمجة ولكن كل ما يهمني هو زيادة رأس المال الخاص بي وخصوصا أن شريكي الجديد اممممم حسنا سأقوم بوصفة بكلمة أو كلمتين طيب ونقي أي أنه ببساطة ليس مدنس مثلي لا يتلاعب بالناس ولا يفكر بالاذية .

ولقد صرنا في خلال ستة أشهر اصدقاء طبعا تأكدت من وفائهم لي لست غبي لاثق بأحد بسهولة ، فدائما وأبدا اقوم بوضع من امامي في اختبارات ، بالنسبة لي الثقة لابد أن تكتسب وليست شيئ بديهي

لاعرفكم على اصدقائي

جاسر المنشاوي : ضابط مخابرات ، طبعا غطائه هو أنه رجل أعمال وسيم طويل اكبر مني في السن ٣٠ عام ،جسده يكفي أن أقول إنه يشبه رجال الصاعقة في بنية الجسم ، يعشق الفتيات مثلي تماما ويستطيع التحكم في أفعاله مثلي أيضاً لكنه يترك العنان لنفسه متى أراد ، أما أنا أنتقي من أشتهي

آدم العشري : عائلته من أكبر العائلات وأغناهم في مثل عمري ٢٤سنة
رجل اعمال من الدرجة الأولى لديه خطيبة يعشقها بجنون إبنة عمه لكنها صغيرة في السن ١٨ سنة ولهذا لم يتزوجها حتى الأن

الساعة أصبحت السادسة مساءا أنا متأكد انها لحظات وسيكون جاسر فوق رأسي كالمعتاد وبالفعل


جاسر " هيا آريس كفاك عملا ألا تنتهي أبدا لابد الذهاب الى المصيف"

أجبته بتملل وانا مازلت انظر للحاسب امامي " ألم تجد غير هذه البلد للذهاب للتصييف لماذا لم نذهب الى مكان اعتدنا الذهاب اليه"

تأفف جاسر وهو ينظر في ساعته " يووووة الا تمل يا رجل ، لكن لا تقلق سوف نذهب الى قرية سياحية غاية في الجمال ، لكن يجب أن تحترس فهذه المدينة لا تتمتع بالحرية كما اعتدنا فلا داعي للفضائح هنا لن يتطوع المواطنون بالذهاب إلى قسم الشرطة هم من سيتعاملون معك ستكون ضربة موت "

نظرت له باشمئزاز وانا اعدل ملابسي والتقطت مفاتيحي وهاتفي وحقيبتي ثم توجهت معه للخارج

وبعد وقت

وصلنا الى القرية حسنا أنها رائعة ، وقد كان هناك الكثير من الفتيات ولكنني لم أهتم حسنا اعترف فتاة واحدة لفتت انتباهي كانت يافعة يمكن القول إنها في العشرين من عمرها جسدها يضخ أنوثة والأهم أنها كانت تركز معي جيدا

استلمت مفتاح غرفتي لم اكن اشارك غرفتي مع احد ، ولن اشاركها مع احد ابدا ، وقبل أن أفتح الباب تفاجأت بفاتنتي تدخل الغرفة المقابلة لي كانت جميلة جدا ابتسامتها مثيرة ولكن ليس بعهر تتحرك بدلال دون أن يكون مبالغ فيه كانت تتمتع بقوام جذاب للغاية بشعر اصفر وعيون حسنا لا اعلم لونها لأنها ترتدي عدسات لاصقة ولكن حتى هذا اللون يناسبها تماما ، ابتسمت لي بخفة وبادلتها الابتسام دون وعي مني حتى ، يا إلهي هل سأقع في الحب ......

لم استطع النوم كالمعتاد حاولت قضاء الوقت على الحاسب مثلما اعتدت ولكن هيهات كنت افكر في الفاتنة بالباب المجاور قررت ان ارتدي قميصي ذات الأكمام ( طبعا حتى أداري أثار الانتحار تذكرة لنفسي ابحث عن دكتور تجميل يخفيها) ، ثم اتجهت إلى الشاطئ وهناك شردت بأفكاري للحظة ما الذي افعله هنا لم اكن اقصد الشاطئ ولكنني قصدت الحياة ذاتها لماذا احيا مثل الاموات ،ماذا سيحدث لو ألقيت نفسي للامواج .

كدت أن ألقي نفسي في البحر بالفعل ، لولا أن رأيت طرف فستان يرفرف حولي نظرت بطرف عيني يا إلهي انها هي قانوني ، هل هذا قدر ام نصيب ؟  في العادة لم اكن لاتردد في محادثاتها ولكن في العادة ايضا الفتيات هن من يلقين أنفسهن نحوي .

وفي لحظة لابد أنني قد شردت قبلها وجدت وشاحها يستقر على وجهي باعثا رائحة الياسمين المميزة الى وجهي ، هل اهذي ام ماذا ؟ لقد جاءت فرصتي في التحدث إليها بسرعة جدا لابد أنني حقا محظوظ لابد أن هذه الفتاة تؤام روحي!!

اقتربت منها لإعطائها الوشاح " يا آنستي وشاحك لقد طار منك"

ابتسمت لي برقة " سلمت يداك شكرا لك" لم أنسى أن المس أطراف أصابعها لتبعد يديها بخجل بسرعة

بابتسامتي الرائعة المعهودة " مرحبا انا آريس المالكي"

ابتسمت برقة " اسمك جديد وعلى الموضة مرحب بك ، انا مايا العشري"

تفاجأت من اسمها "لحظة لحظة انتي من عائلة العشري ؟ ما هي صلة قرابتك بهم؟"

ابتسمت لي بعذوبة " انا ابنة مراد العشري"

نظرت لها بصدمة انها شقيقة ادم والقانون المعروف على مستوى العالم ممنوع العلاقات مع شقيقات الاصدقاء ورغم أنني لا اهتم بأي قانون ولكن هذا فقط ما يهمني لست بخائن ولكنني في النهاية بشر حسنا سأتعرف عليها صداقة فقط لن ادخل في علاقة .

تحدثنا لفترة قصيرة ثم وعدتها أن نكمل حديثنا غدا أوصلتها الى غرفتها وغادرت لقد عرفت الكثير عنها طبعا اكبر مفاجأة انها فقط ١٨ عام ، ثاني مفاجأة أن هذا لون عيونها الطبيعي


قررت أن أخذ جولة بالسيارة اتجهت مسرعا الى جراج السيارات الخاص بالقرية ، وذهبت للبوابة ليقوم الحارس بفتحها وهو يتثاءب هذا من حقه فلقد تعدى الوقت منتصف الليل ، صرت اسير بلا هدف وادخل من شارع لشارع دون هدى ، حسنا حتى لو ضللت الطريق لا يهم من السهل العودة حتى وصلت إلى منطقة مهجورة عبارة عن مخازن متعددة ، لم أجد أحد في المنطقة

التفت للعودة إلى الطريق الذي أتيت منه لعلي استطيع الخروج منه بعد ذلك ولكن اوقفني جذع شجرة امامي (اللعنة) هذا ما قلته وانا اتذكر أنه الشارع الذي أتيت منه للتو اذا لابد أن هذا فخ ،حاولت الرجوع بظهري ولكن كان الطريق قد أغلق بالفعل حاولت أن أتوجه لاي إتجاه ولكن اوقفني صوت تهشم الزجاج بجانبي وهو يتتطاير فوقي حتى أنه كاد أن يصيب عيوني لأنظر حولي لاجد ثلاث رجال مثيرون للريبة يحاوطوني لابد أن هذه سرقة تحت تهديد السلاح.

ابتسمت عندما اكتشفت انها طريقة سهلة وسريعة للموت ، القليل فقط من المقاومة وسوف يقتلونني في لحظة ( مرحا للموت)

ترجلت من السيارة وانا اتجة ناحيتهم ،اقترب مني أحدهم يبدو أنه القائد هنا وهو يأمرني بإخراج ما في جيبي طبعا ماطلت معه وانا ابتسم له باستفزاز وغضبه يزيد مرة عن مرة هذا رائع سوف يهجم علي في اي لحظة

سعادتي لم تكتمل وانا اشاهد سيارة صغيرة قديمة قد توقفت مسرعة لتخرج منها فتاة صغيرة تحمل عصا تحتوي على رؤوس مدببة لابد انها مسامير

لم تترك وقت وهي تقفز عاليا لتضرب الرجل الذي امامي بالعصا التي تحملها لتجرح جانب وجهه الأيسر بأكمله ثم التفتت بسرعة وهي تضرب الرجل الذي على يمينها وقبل أن تكمل الضرب انقض عليها الثالث وقام بلف ذراعه حولها مما جعل من المستحيل لها الحركة

وفي لحظة خاطفة كان زعيمهم والرجل الآخر قد استطاعوا النهوض زمجر القائد وعيونه تلمع بالخبث " اه يا ابنة ال..... انا سوف أغتصابك ، ثم سأشوه وجهك الجميل هذا حتى تعرفي فقط أن الله حق"

كنت أشاهد بهدوء ولكن أن ينتهك عرض فتاة أمامي لن يحدث صرخت بها " هل انت حقا غبية من طلب منك التدخل ايتها الحمقاء" لم يكن لدي ادنى فكرة أنني اتحدث الإنجليزية الان إلا عندما سمعت ردها

صرخت هي بصوت عالي وهي تبكي " كنت احاول إنقاذ مؤخرتك ايها الاحمق" حسنا أنها تتحدث بالإنجليزية ايضا لابد انها تظن انني سائح ربما ضل الطريق

لكن هذا لم يمنعني من الرد "وهل قمت أنا بطلبها منك حسنا سأدعك لهم واذهب ، وداعا"

انتظرتها للحظة أن تناديني وتطلب مساعدتي ولكنها لم تفعل بالعكس سمعت صوت صراخ أحدهم التفت لاجدها قد ركلته اسفل الحزام (هذا مؤلم) ولكن هذا جعلهم يغضبون اكثر فلقد امسكها الزعيم من رأسها ليشد حجابها ممسكا معه شعرها وهو يحاول أن يقبلها وما مرت لحظة حتى صرخ ألما لقد قامت بعض شفتيه (هذه الفتاة هالكة فلقد استفزته كثيرا اظن ان هذا وقت تدخلي)

استدرت مسرعا وانا أحدثها بالإنجليزية على أمل انها وحدها من ستفهمني "حسنا سأتدخل الان ولكن احترسي الزعيم غاضب للغاية يجب أن تستغلي أول فرصة وتهربي من هنا بسرعة اتفقنا"

صرخت برعب "لا لن يحدث لن اتركك لقمة صائغة بين أفواههم يجب أن نهرب معا هل تفهمني" هززت رأسي بيأس انها حقا غبية ولكن ما بيدي حيلة فهروبنا سويا مستحيل

ركضت بسرعة بعد أن كاد أن يمزق ملابسها فلقد كانت ترتدي قميص مهترئ وسروال قديم مما جعله عرضة للقطع بسهولة بدأت التدخل وانا اركل مؤخرتهم تباعا وهي تساعدني ، تنفست براحة قبل أن تجذبني بسرعة لنتجة إلى سيارتها سأعترف لولا مساعدتها لما تمكنت من الهرب تمنيت ان أخذ سيارتي لكنها الآن بين جذع الشجرة والعصابة

لم اقاوم كثيرا وخصوصاً عندما رأيت أن هناك إمدادات في الطريق للعصابة ، عندما ركبت السيارة قادت هي مسرعة وهي تحاول التماسك ( حسنا انا اعذرها لقد كانت تحت ضغط نفسي لا يحتمله أحد ، بل أنني أجد أنه من الغريب هنا انها لم تنهار)

عندما ذهبت فورة الادرينالين بدأت أشعر بألم في جانبي لأقول بصوت هامس " اللعنة"

نظرت لي تتفحصني " هل انت بخير ؟ اون يا إلهي انت مصاب لابد أن نذهب الى المشفى كما يجب أن نبلغ الشرطة"

نطقت بسرعة "لا شرطة من فضلك لا شرطة" حسنا اخر فتاة ذهبت معي للشرطة تم معاملتها بطريقة سيئة لا اريد هذا لها

نظرت لي بحيرة " لو ذهبنا الى المشفى سوف يتصلون بالشرطة أيضاً ، هل تثق بي؟"

نظرت لها بحيرة " لا طبعا لا اثق بك" حسنا اعترف اني وجدت النظرات التي توجهها لي مسلية اقسم أنه لو كانت خناجر لكانت طعنتني الان

قالت بغيظ " انك ناكر للجميل حقا ، حسنا هناك حقيبة بالخلف افتحها ستجد بها قميص قطني استعمله للضغط على الجرح"

استمعت لكلامها دون لحظة تردد وأحضرته ثم بدأت اضغط على الجرح ، وكنوع من أنواع تمضية الوقت قررت بدأ محادثة معها لعل ألمي يختفي ، نظرت لها بتفحص كانت تفوح منها رائحة نشارة خشب ممزوجة بالتوت كانت جميلة وصامتة

بدأت بفتح الحوار " هل لديك رخصة للقيادة ؟ ألست صغيرة على القيادة اصلا"

قلبت عيونها باستنكار " ما الذي تعنيه بصغيرة انا عمري ثمانية عشر سنوات ونعم لدي رخصة قيادة بالفعل"

سألتها بهدوء " لماذا انت في مكان مثل هذا في وقت متأخر ، هل تتعاطين المخدرات"

اظن أن عيونها ستخرج من محجرها في نهاية محادثتنا لأنها ها هي تقلب عيونها للمرة الألف " حسنا انا كنت اعمل ، كانت هناك شحنة اخشاب ولابد إدخالها للمخازن ، وانا من يجب أن يقوم باستلامها ، فهمت"

سألتها مرة أخرى " حسنا ما قصة هذه السيارة الغريبة وملابسك الغريبة هذه ، كما أنها قد تقطعت بالفعل"

تنفست الصعداء وهي تهتف بفرحة " اخيرا وصلنا هيا إتبعني"

تركتني خلفها وهي تتقدمني كنا أمام بيت من طابق واحد يحيطه سور عالي بعض الشيء ، أظن لحجب أنظار الفضوليين وقبل أن تفتح الباب نظرت إلي وهي تحاول التنفس " من فضلك حاول ألا تكون مثير للريبة ، اتفقنا؟" ثم قامت بفتح الباب ليقفز فوقها كلبين دوبرمان

نظرت لهم نظرة خاطفة لأقول باستهزاء "هل تمزحين يليق بك اكثر كلاب الشيواوا" توقعت أن تتجاهلني كما اعتادت وانا اناولها قميصي فملابسها ممزقة للغاية

نظرت للقميص بتساؤل ونظرت لنفسها فوجدت ملابسها المقطعة تظهر اكثر مما تخفي فتحول وجهها إلى حبة طماطم فوريا وهي تغمغم " شكرا لك ، عموما انا لا احب الكلاب كثيرا لكن يعتبر انا والدتهم فلقد ماتت والدتهم واخواتهم وهي تلدهم وهم فقط من بقوا على قيد الحياة وانا قد تبنيتهم من يومها"

دخلنا المنزل الذي لم أنسى أن اعلق على حجمه وشكله بينما هي تدحرج عيونها غيظا ، ولكن لفت انتباهي رجل يأتي نحونا مثل قطار اكسبريس

هتف الرجل بحدة " هل ستكوني مهملة هكذا طوال حياتك اين هاتفك ياحيوانة"

ضربت رأسها "يا إلهي لقد نسيته في الورشة"

ثم احتضنته هي بسرعة حتى تطمئنه عليها وهو ينظر لي بشك ليهتف بتساؤل " ومن هذا ايضا واللعنة"

أجابت مسرعة وكأنها كانت قد نسيتني والرجل ذكرها بي "سوف اقوم باخبارك كل شيئ ولكن ليس الان ،انه مصاب وبشدة لابد ان تطهر وتخيط الجرح"

اسرع الرجل نحوي وهو يجلسني على أريكة بينما طلب مني خلع الملابس حتى يرى الجرح جيداً بينما ذهبت هي للداخل وما مرت ثواني الا ورأيتها قادمة وبيدها شنطة اسعافات لتعطيها لوالدها

بينما الرجل بدأ بتطهير الجرح وتنظيفه بدأ التحدث لها دون أن يعطيني اي إهتمام ، الرجل" اذا ما الذي حدث وبالتفصيل"

هي " ابدا يا والدي لقد تمت إصابته وهو يحاول أن ينقذني من عصابة حاولوا اغتصابي"

نظر لها الرجل نظرة خاطفة ثم عاد إلى الجرح وهو يحضر خيط ويرش بنج موضعي "أين ومتى وكيف التقيت بهؤلاء العصابة من الاساس ؟"

لاحظت توترها " وانا عائدة من عند المخازن"

لاحظت محاولته التحكم باعصابه "الم اقل لك الف مرة الا تذهبي الى هناك مرة اخرى وخصوصا في الليل ، كما أن هناك شيئ غير منطقي لماذا ذهب هو الى المخازن بملابس المصيف هذه"

ابتلعت ريقها وهي تحكي له كل شيء بالتفصيل مما أثار غضبه كانت تحكي وهي تنظر لاثار جروح يدي من محاولاتي السابقة للانتحار فحركت يدي بعصبية لأخفي اثار الجروح

بينما صرخ هو "هل فقدتي عقلك ما اغباكي ديالا ألم أقل لك سابقا ألا تساعدي أحد أن لا تقتربي من طريق مخاطر أن لا تحشري أنفك فيما لا يخصك ، قلبي لن يحتمل مصيبة مثل هذه أبدا ، لا يمكن أن أفقدك ، هل فهمتي؟ ديالا لا يمكن"

بدأت هي بالبكاء بصمت "أرجوك والدي افهمني لا أستطيع ان أرى إنسان في ورطة ولا أقوم بنجدته لا أستطيع أن أولي ظهري إلى محتاج لقد كادوا أن يقتلوه"

رد بغضب "حقا فليقتلوه أليس هذا أفضل بكثير مما كان سيحدث معك

ردت هي "لقد إنتهينا والدي وما حدث قد حدث أنا بخير الان "

انتهى هو من تخييط جرحي أخيراً وأنا متحمل للألم لأهمس " شكرا جزيلا لمساعدتك هل يمكنني الرحيل الان"

رد الرجل " ابنتي خاطرت بحياتها من أجل خاطرك هل يمكنني أن أعرف لماذ رفضت الذهاب الى المستشفى؟ و لماذا رفضت الذهاب الى المخفر للقيام ببلاغ بسرقة السيارة وخصوصا أنها غالية جدا ها أجبني"

هززت أكتافي بلامبالاة وأنا أتجاهل نظراتها المندهشة لأنني استطيع التحدث بالعربية " لا يوجد سبب لقد خشيت عليها من تعامل الضباط معها في المخفر ولا تخف يمكنني بسهولة إرجاع السيارة"

الرجل " لن ترحل الان من الصعب الرحيل الأن لقد تأخر الوقت كثيرا ، يجب أن تبيت هنا الليلة ، و يمكنك الرحيل غدا إذا اردت ، ارتاح الان حتى تحضر ديالا لك العشاء حتى تستطيع تعويض الدم اللي خسرته وبعد ذلك يمكنك النوم لفترة ..... لم تقل لي ما هو اسمك"

انا" اسمي آريس المالكي"

ردت هي ببرود "آريس ... هل انت من عائلة هرقل ونبتون وزيوس"

نظرت لها بتمعن لابد انها متضايقة مني وتحاول ترجمة غيظها بالسخرية مني ولكنني قلت ببساطة "لا اخواتي عمر وسالم"

نظرت لي بدهشة "انت مسلم" حسنا لقد اردت حقا أن أجعلها تعرف أنني مسلم

انا" اه مسلم ، لحظة قبل ان تقومي بتحضير الطعام قومي بتنظيف المكان ، لا استطيع البقاء ولو للحظة في مكان غير منظم وأحضري قميص نظيف لألبسه ويجب أن يكون بكم طويل ، وبالنسبة لطعام ممنوع تماما التوابل أو الأكل المسبك او الملح الكثير ويجب أن تستحمي قبل ان تقومي بتحضير الطعام الموضوع لا يحتمل غثيان أكثر من هذا "

نظرت لها نظرة خاطفة يا إلهي أعشق تعبيرات وجهها المنصدمة من حديثي ، ولكن والدها ضحك بشدة "لا تظلمها أنا من كنت في المنزل ولكن لو كنت تظن أن هكذا المكان متسخ يجب أن ترى غرفتها ، هيا اذهبي يا ابنتي و حضري ما طلبه منك"

نظرت لوالدها أنه يعلم أن الفتاة تكره اسلوبي هل أسعده ذلك حسنا من المرجح أنه يريد حمايتها وليس هناك افضل من أن تكرهني ، ولكن ذكره لحالة غرفتها جعلني ارغب بشدة في رؤيتها

دحرجت عيونها وهي تتناول بعض الاكواب الموضوعة والكيس الذي يحمل القطن والغيارات المتبقية من تنظيف الجرح

ثم فاجئتني بنظرة طويلة ثاقبة شعرت أنها تقرأ ما بداخلي ، شعرت أنها تدرسني ولكنها قالت بهدوء "لعلمك والدي طبيب بيطري" ثم أخرجت لسانها وتركني لدهشتي ولكنني سرعان ما ابتسمت من فعلتها حقا طفلة

تأخرت هي لفترة داخل المطبخ ، بينما أخذت أنا اتفحص المنزل ، كانت غرفة المعيشة دافئة ممتلئة بلوحات فنية من الواضح أنها ليست لفنان مشهور ولكنها حقا جيدة جدا بل كانت رائعة ، في حياتي كلها كانت فكرتي عن الفن هي راقصة تعري تقف امامي ، ولكن فكرة لوحات تجبرك على الشعور بمشاعر مختلفة وأن تندمج مع اللوحة لم أكن لأصدق هذا لولا المشاعر التي اختلجتني وأنا أتابع اللوحات بشغف ، أعجبتني لوحة لمرعى به رياح عاتية تنحني بسببها الزهور بينما هناك شجرة قد انكسر جذعها من قوة الرياح تعجبت كثيرا اللوحة حقا غريبة ولكن لا اعلم لماذا اسرتني هذه اللوحة من الجائز لالوانها ومن الجائز لفكرتها أو لأنها بصراحة واضحة وصريحة دون معنى مجدي

أخرجني من تركيزي تنحنحها وهي خلفي التفت لها وهي تشير للطعام " هل أعجبتك هذه اللوحة؟"

تفحصتها بدقة كانت انهت الطعام وقد أخذت حمام وارتدت شيء يشبة العباءة (لم اكن اعرف اسمه وقتها ولكنه إسدال صلاة ) وتفوح منها رائحة توت خفيفة لابد أنه من غسول الشعر أو الجسم خاصتها ، جاوبتها " نعم كثيرا جداااا"

ذهبت مسرعة الى اللوحة وأنزلتها ووضعتها على الطاولة ثم تركتني وذهبت إلى غرفة ما تعجبت من ردة فعلها ولكنني لم أهتم بل ذهبت مباشرة إلى طعامي وأنا متردد في تذوقه ( هل ستنتقم مني بوضع توابل في الطعام)

خرجت وهي تمسك بشرشف أسود ثم قامت بلف اللوحة داخلها وهي تضعها بجواري "هذه اللوحة هدية مني لك على الأقل تشبهك كثيرا"

"هل قصدك انني سهل الإنكسار مثل الشجرة"

"لا طبعا أنت مثل الرياح من يظن أنه ضخم ويستطيع التوقف في طريقك مصيره التحطم أما من تعامل معك برقة و إنحنى من طريقك فسوف يحيا آمنا رغم انك تدهس بعضهم وتقتلعهم من جذورهم"

أكاد اقسم أن قلبي قد تحطم داخلي هذه الطفلة الملعونة تستطيع الولوج إلى روحي بسهولة ، نظرت لي ثم أمسكت بالملعقة وشربت رشفة من الحساء ثم ناولتني الملعقة مرة أخرى كانت تريد أن تؤكد لي أنها لا تضع به شيئ يضرني

نظرت لها باشمئزاز " ما هذا القرف واللعنة ، اذهبي وأحضري ملعقة جديدة" انفجرت ضاحكة بشدة وهي تحاول التوقف بأي طريقة دون جدوى متجاهلة نظراتي الحانقة اتجاهها ثم اتجهت لاحضار أخرى ،
جاء ميعاد النوم اخبرها والدها انها ستنام في غرفته الليلة وأنا سأنام في غرفة الضيوف وكاد أن يأتي بالكلاب لتنام في الصالة ولكن من سيحمي المنزل (هذا اذا احتاج حماية أصلا)

مر الوقت وعندما أدركت أنهم ناموا حقا تسللت خلسة إلى غرفة نومها (نعم اعرف ما تظننونه أنني منحرف وهناك الأمانة وأن هذا لا يجوز ولكن ما ذنبي أنا كلما أردت شيئا بشدة أصبحت مهوس به وهوسي الأن كان غرفتها) نعم للأسف انا عندي مرض الهوس

أشعلت الإضاءة ثم نظرت للغرفة وياليتني ما فعلت ....

 الفصل الثالث اخيرا نمت
للكاتبه بسمه الجمال

               !!!****

أشعلت اضاءة غرفتها وانا أدخلها حسنا أعتذر هذه ليست غرفة إنها مخزن تريدون وصف دقيق لتفهموني حسنا

الغرفة واسعة بها باب على يساري وعلى يميني باب شرفة لابد أنه يوصل إلى الحديقة

هناك سرير تصميمه مميز جدا أعجبني فوقه شرشف أسود غير مهندم وغطاء ملقى باهمال فوقه أيضا باللون الاسود (فتاة تحب اللون الأسود هذا جديد)

أحذية ملقية على الأرض باهمال حتى انني تعثرت في أحدهم ، مكتب كبير خلفه مكتبة يحتوي على المئات من الكتب وكراسات الرسم مرصوصة فوق بعضها دون ترتيب وصندوق كبير يحوي الكثير من اللوحات مغلقة في شكل اسطواني في شكل رأسي تفحصتهم لأجدهم مخطوطات اثاث منزلي و مكتبي

لا وجود لحاسب الي أو تلفاز فقط رسومات وبجانب السرير عند باب الشرفة المئات لصور تم التقاطها بيد محترف ولكنها لا تحتوي اي صورة خاصة بها ، الغرفة تفوح منها رائحة ألوان وجاز لابد انها الألوان الزيتية التي تستخدمها فهناك المئات من الفرش والألوان أيضاً

في الحائط المجاور لباب الشرفة المقابل للحائط الذي به صور كان هناك حبل غسيل (لماذا يوجد حبل غسيل داخل غرفة؟؟؟؟؟)

فتحت الباب الذي على يساري لاجد غرفة تبديل الملابس لديها ملابس وأحذية كثيرة كلها من ماركات معروفة عالمياً ومعظمها مستورد بالإضافة إلى أحذية واكسسوارات ومستحضرات عناية بالبشرة وتجميل كلها ماركات عالمية (لا اظن انهم بهذا الثراء لشراء كل هذا أن ما في خزانة ملابسها فقط يمكن أن يشتري بيت اكبر مما يسكنون به) الملابس هنا مرتبة للغاية عكس الغرفة

فتحت الباب الذي في آخر الخزانة اذا به حمام امتلئ برائحة التوت القوية ، وجدت مجموعة استحمام كاملة تتكون من غسول الشعر والجسم وبلسم للشعر وكريم وبودرة ولوشن للجسم وحتى زيت وفقاعات لحوض الاستحمام جميعها برائحة التوت والفانيليا والفراولة والياسمين مختلطين ببعضهم ولكن الأهم أن هذه المجموعة تحتوي اسمها كماركة تجارية (ديالا)

أثار حيرتي أن هناك ماركة باسمها فهذه الماركة باهظة الثمن جداً ولعدد محدود من الأشخاص لا تتعدى المئة على مستوى العالم أنا اعلم ذلك لأنني أملك مثلها

خرجت من الحمام لأجلس على السرير وأنا في حيرة من أمري ما هي طبيعة هذه الفتاة لماذا عندما رأيتها كانت ترتدي ملابس مهترئة بينما لديها ملابس ماركات عالمية موضة هذه السنة لماذا تملك خزانة أغلى من منزلها بمراحل كثيرة وما هي طبيعة عملها ولماذا تعمل اذا كان لديها كل شيء ؟

أغمضت عيوني للحظة حتى أستطيع استيعاب كل هذه البيانات مرة واحدة فالأمر جديد جداً لي ، كما أنها جميلة حقا وروحها بسيطة تهوى مساعدة الناس كأنه أمرا إلزاميا بينما تبكي لأبسط الأسباب
رقيقة بينما مشاغبة ، لا تشبة مايا أبدا على الرغم من أنهم بنفس العمر ولكن مايا تبدو أكبر من سنها بينما ديالا تبدو أصغر ، مايا أثارت اهتمامي بأنوثتها وجمالها وخنوعها لي بينما ديالا أثارت فضولي أريد أن أعرف من هي
مايا استطاعت من مرة واحدة أن تكون ما اريد ، بينما ديالا اشعر أنها تفهم ما أريد

لحظة لماذا أقارن بينهم ، لا لن أقع بالحب وبالتأكيد لن تكون ديالا ، من الممكن أن أقع في حب مايا ولكن ديالا مستحيل

أخرجني من شرودي دخول ديالا المفاجيء الى الغرفة ، كانت مازالت بنفس الملابس التي رأيتها عليها توقعت أن تصرخ في وتتهمني بالتطفل ولكن مفاجأتي أنها ابتسمت بإغراء ثم قامت بخلع ما ترتديه ليظهر من أسفله قميص أبيض من الستان قصير للغاية بينما شعرها الكستنائي الطويل ينساب على ظهرها ليغطي ظهرها بالكامل أمسكت يدي ثم جلست في حضني ،نظرت لي بعيونها السوداء بحب

لم أكن مستاء أو غاضب أو حتى مشمئز كان كل شيء كأنه في مكانه الطبيعي كأن هذا ما هو مقدر لي ، احتضنت وجنتيها بكف يدي وأنا أقربها مني مستمتعا بحلاوة شفاهها بين شفاهي كانت بطعم التوت (امممممممم لذيذ)

انتفضت كمن صعقته الكهرباء على لكزات متتابعة على كتفي فتحت عيوني لأجد والد ديالا أمامي (اللعنة هل كان هذا حلم ولكنني لا أنام) استيقظت من النوم وأنا أفكر كيف سأشرح له إنني على سرير ابنته ولكنه لم يهتم بل سألني الاستيقاظ حتى أتناول الإفطار .

كنت مازلت بشرودي لقد نسيت كيف تكون الأحلام بل إنني حتى لا أنام أريد أن أعرف كيف حدث ذلك وما سببه هل له علاقة بالحادثة وفقدان الدم أم له علاقة بهذا المكان .

كنت أتناول افطاري بهدوء عندما وجدتها أمامي تبحث مثل المجنونة عن شيئ مفقود منها وطبعا حتى تستطيع البحث ألقت الوسائد باهمال وبعثرت الشراشف مما أثار حنقي بشدة جززت على أسناني وأنا أحاول أن أهدء قليلا "ما الذي تبحثين عنه الأن"

لم تنظر لي ولكنها أجابت "أبحث عن خاتم هل رأيته؟؟"

- "هل تقصدين خاتم يحوي على ماسة كبيرة الحجم"

ركضت نحوي بسرعة وعيونها تترجاني أن أخبرها عن مكانه " نعم نعم نعم هو فعلا أين رأيته"

قضمت من خبز التوست الذي أمامي وأخذت وقتي في مضغه وأنا أراقبها بهدوء ، كانت ترتدي فستان رصاصي وبه نقشة ورود حمراء كبيرة بينما ترتدي حجاب رصاصي في أحمر ولم تكن تضع أي مستحضرات تجميل ولكن فقط كريم النهار وملمع شفاه وردي

شعرت هي بالملل وهي مازالت تنتظر ردي "ها أين رأيته؟"

أجبت بلا مبالاة "في الحمام الخاص بك سوف تجديه على المرآة"

ركضت مسرعة لتأتي به ولكنها ما أن عادت وهي ترتديه ، إلا ووجدتها تنظر لي بحنق "كيف تجرأت ودخلت غرفة نومي وحمامي هذه خصوصيات"

هززت كتفي بلا مبالاة "كنت أشعر بالملل"

فتحت شفاهها للحظة وكأنها كانت سترد ولكنها أغلقت فمها بسرعة وهي تلوح بيدها ثم تركتني وذهبت لتحصل على كوب من القهوة

وقف والدها أمامها ينظر لها بتفحص "هل ستقومين بالخروج ديالا"

اقتربت مني وهي تنحني لتأخذ من خبزي قضمة مما جعلها قريبة للغاية مني وبدأ قلبي بالنبض عندما تذكرت الحلم بينما هي تتحدث دون أن تشعر بما أصابني ثم ابتعدت بسرعة " نعم يا أبي سأخرج مع نادر فلقد وصل مع أصدقائه منذ أول البارحة" مهلا لحظة هل تناولت من افطاري؟ لماذا واللعنة تفعل شيئ مثل هذا؟؟

لا أعلم فيما اخطاءت هي ليصرخ والدها فيها ، هل لأنها ستقابل رجل؟ حسنا لو كان هذا ممنوع لم تكن لتحكي له من البداية لابد أنه غاضب بسبب شيء آخر وصدق ظني عندما بدأ بالتحدث "اسمعيني جيدا ديالا كيف لخاطبك أن يكون هنا منذ يومين ولا يحاول حتى زياراتك والأن تقولين أنك أنت من ستخرجين له لن اسمح"

أجابت برجاء وهي تتصنع وجه حزين "ولكن أبي هو طلب زيارتي منذ يوم قدومه ولكن أنا من كنت مشغولة"

هز والدها كتفها وهو يقول بتقرير "حسنا وإذا ، لا يجوز لك بالخروج له هو من سيأتي لزيارتك وبعدها يمكن لكم الخروج سويا"

نظرت له بغيظ للحظة ثم تحولت نظرتها إلى تفكير من الواضح أنها تعيد حساباتها ، لا أنكر أنه اعجبني قوة شخصيتها نعم ليست قوة الشخصية في الصوت العالي والعند وتحجر الرأي ولكن أن تأخذ رأي من أمامها في الحسبان ثم تتخذ القرار الأفضل

وفعلا ردت بهدوء "للأسف انت محق حسنا سوف أتصل به وأخبره أن يأتي هو لزيارتي ، ولكن ماذا لو رفض أنت تعلم أني أشتاق إليه"

لم يرد عليها ولكنه فرد يديه الاثنان أمامه وهو باسط كفه بينما يؤرجح يديه كأنهم كفتين ميزان

هزت رأسها "يا إلهي أنت محق ، كرامتي أهم"

ثم تركتنا وركضت مثل طفلة صغيرة لتقوم بالإتصال به  من هاتف والدها ، وما لبثت ثواني إلا وعادت وهي مبتسمة وهي تخبر والدها أنه قادم وهنا وجدت أنه حان وقت رحيلي ، قمت بوداعهم لتسلم هي ببرود وكأنني لم أكن في حياتها أصلا أثارت غضبي بشدة وخصوصا أنه جمعتنا لحظة خاصة عندما قبلتها ، لا لا لحظة كان حلم يجب أن أقنع نفسي بهذا ، حسنا لا يوجد فتاة لم تتمنى وجودي ولو للحظة لماذا هي لا تهتم هل خطيبها أفضل مني ، وكيف هذا؟ لا أظن ذلك ، حسنا لا غرور في الأمر ولكن ببساطة انا لا أقاوم

اخرجني من شرودي ضحكتها نظرت لها بتعجب لماذا تضحك هكذا وكدت أن اسألها لكنها أجابت وهي ترفع يديها أمامها " انا آسفة لكن انت عدت الى شرودك مرة أخرى وأكاد اراهنك أنك بشرودك انتقلت لعالمك الخاص أليس كذلك"

كان يجب أن أرد عليها في حدود كلامها لكنني وجدت نفسي أغير الموضوع وأنا أسألها وخصوصا أن والدها سبقني خطوتين "بالنسبة لخطيبك ، هل تحبيه"

نظرت لي باستنكار "رغم أنه ليس من شأنك ولكن أنا لا أحبه فقط انا أعشقه وهو أيضاً يحبني"

ابتسمت بسخرية " هراء لو كان يحبك ما كان تركك للحظة"

أجابت بتحدي "رأيك لن يقدم شيئ أو يؤخر لكنني متأكدة من حبه حتى أنني متأكدة أنه يحبني أكثر مما أحبه إسترحت"

اغاظتني كلماتها ، ولا أعلم لماذا اغاظتني ، نظرت لها ولابد أن نظرتي كانت مرعبة لأنها إتخذت خطوتين للخلف بينما ملامحها مرعوبة ثم جززت على أسناني وأنا أهمس بصوت مثل الفحيح "أرجو أن لا يعلم اي شخص بما حدث بالأمس هل فهمت ما حدث بيننا يبقى سر"

ابتلعت ريقها وهي تحاول التنفس "لا تخف أعدك اذا رأيتك سأتجاهلك تماما كأنني لم أعرفك من قبل هل ارتحت ، الأن يجب أن ترحل"

ما اللعنة التي تحدث معي لماذا انقبض قلبي من ردها؟ اللعنة لولا هذا الحلم ما كنت لأشعر بشيء كما أشعر الأن ، ولكن ما شعرت به وأنا أقبلها هو ما يحفزني حقا ، لأول مرة في عمري أشعر أن الفجوة بداخلي قد امتلأت بالدفء أشتاق فقط لشعوري بالاكتمال الذي خلفته القبلة .

تركتها وعدت إلى القرية السياحية وبما أن تأخري لم يكن لوقت طويل فلقد كان كل شيئ على ما يرام دخلت غرفتي وقمت بتغيير ثيابي بسرعة وبعد ذلك ذهبت أبحث عن جاسر بالتأكيد أريد استرجاع سيارتي وجدت جاسر مع مايا وآدم في الكافيتريا يتناولون إفطار متأخر ، جلست بينهم وأنا ألقي التحية بفتور بينما لمعت عيون مايا بفرحة ولكنني تجاهلتها ، لم يعجبني نوعا ما أن تكون هناك نظرات بيننا وشقيقها بجوارها ، للحظة ظننت أنه من الأفضل أن أقوم بطلب يديها حتى لا أشعر أنني أخون صديقي ، ولكن هل أنا مستعد لخطوة مثل هذه لا أظن ذلك كما أنني لا يمكن أن استغلها فهي شقيقة صديقي

نظرت إلى آدم وأنا أتجاهل مايا "أسف آدم أحتاج أن أتحدث إلى جاسر دقيقة على إنفراد إذا أمكن"

اتخذنا طاولة بعيدة نسبياً وأنا أحكي له كل ما حدث منذ الأمس وحتى الآن وعيون جاسر تتسع من الدهشة ليس مما حدث ولكن من فعل ديالا كان مستغرب أن هناك فتاة يمكن أن تفعل ذلك وما أن انتهيت حتى صمت للحظة وهو يقوم بمعالجة ما سمعه بتركيز

ثم قال لي فجأة "أنت تعلم أن هذه الفتاة في خطر أليس كذلك"

حسنا لم اتفاجئ ولكن حقيقة أنني تجاهلت هذا لمجرد أنني متضايق منها هذا ما فاجأني بحق ، هل كنت أريد الانتقام منها لأنها واقعة في الحب ومخطوبة لمن تحب؟ تنهدت بشدة ثم قلت بهدوء " حسنا فلنجد السيارة وعندما نجدها سنجد من سرقها وبالتالي سنستطيع إبعادهم عن طريقها"

وافقني جاسر الرأي ثم ذهبنا إتجاه آدم ومايا بينما حمل آدم مفاتيحه وهاتفه وهو يخبرنا أنه مضطر للرحيل لأن لديه مشكلة في الميناء مع الجمارك ثم رحل وهنا تحدث جاسر "من الأفضل أن تبقى أنت آريس هنا حتى لا تبقى مايا بمفردها وأنا سأتصرف في هذا الموضوع"

عرضت على مايا الذهاب إلى الشاطئ فوافقت بفرح ، وقبل أن نبتعد وجدت ديالا قادمة نحونا وهي تتأبط ذراع رجل ، لا أعرف إسمه كل ما أعرفه أنه من عائلة العشري ، هل هذا هو خطيبها هذا يفسر الملابس ذات الماركات العالمية

لم تلتفت لي ولم تلاحظني كانت هائمة للغاية في الشخص المجاور لها  ، كانت تحبه بشدة واللعنة وهو الآخر واضح أنه يعشقها كان يحتضن ذراعها. التي تحاوط يديه بتملك بينما ينظر لها بطرف عينيه بينما تحمل شفاهه إبتسامة غير مقصودة من فرط السعادة ، اللعنة أنهم يبدون مثل طيور الحب .

اقتربوا وأنا أضع يدي في جيبي على أمل أن لا أتهور وألكمه ، ولما ألكمه؟؟؟ لا يوجد لدي ادنى فكرة .

بدأت مايا بتعريفنا "حسنا آريس هذا نادر العشري إبن عمي وهذه خطيبته ديالا ، نادر هذا آريس" لقد تجاهلت ديالا تماما هل تكن مايا مشاعر لنادر أم أنها فقط تكره ديالا.

كما تجاهلت مايا ديالا قامت ديالا بتجاهلنا بينما بدا أن نادر هو السعيد بهذا التعارف فلقد ألقى التحية بحرارة كأنه وجد كنز ، أنهيت سلامي الطويل معه ثم نظرت إلى ديالا وأنا ارفع حاجبي بتحدي "ديالا هل أعرفك من مكان ما"

نظرت لي بهدوء"نعم، لقد تقابلنا الأمس هل تتذكر؟"

كان يجب أن أشتعل غضبا بسبب عصيانها لأمري بأن تتدعي أنها لا تعرفني ولكن لا أعلم لماذا ارتحت لهذا كثيرا ، ولكن مايا هي من فقدت أعصابها وهي تنظر شذرا الى ديالا "وكيف رأيته هل قضيت الليل معه"

امتقع وجه ديالا بشدة ولكنها مثلت الهدوء "ليس من شأنك مايا ، من فضلك دعيني وشأني"

تدخل نادر وهو ينظر لنا بشك "حسنا هذا شأني ديالا كيف تعرفينه"

نظرت له ديالا بعدم تصديق ثم قالت بصوت هامس مسموع " هلا توقفت من فضلك ، ألا تثق بي"

زفر بضيق وهو يحاول تغيير الموضوع "بالطبع اثق بكي ولكن أشعر فقط بالفضول للمعرفة"

لمعت عيوني بشدة أخيراً وجدت شيء يمتعني أنه يغيير عليها بشدة كما أنه يشعر بالتملك من ناحيتها أوووه هذا سيكون شيق للغاية لا والأسوء أن مايا تكن له المشاعر فهي تشعر بالغيرة من ديالا هذا واضح جداً ، حسنا وقت ممارستي لبعض الألعاب هنا ، كم أعشق تحطيم الأشياء وخصوصا قصص الحب الواهية .

ذهبنا إلى الشاطئ كان الوضع مربك بعض الشيء وكنا جميعا نجلس في صمت وكأن الطير حطت على رؤوسنا حتى عندما حاولت مايا التحدث لم تجد أي رد فعل فقررت الصمت هي الأخرى

نادر بتساؤل "أين هاتفك ديالا"
ديالا "لقد نسيته في الورشة"

نادر بسخط "اللعنة على الورشة بعد الزواج لن تعملي"

نظرت له باستنكار تحول بسرعة إلى تحدي وهي ترفع حاجبها " نادر من فضلك أنا أعشق عملي كما أنني قدمت أوراقي في كلية فنون جميلة فقط لاصبح مهندسة ديكور بجانب أنني أعمل في النجارة"

لم أستطع عدم التدخل "مهلا أنت نجارة ؟؟؟ لماذا؟؟؟"

ديالا "حسنا عمي نجار موبيليا وأنا تعلمت منه منذ الصغر ولهذا أنا أيضاً نجارة ،ثم من فضلك آريس دعني وشأني إذا كنت لا أطيق مايا للحظة فأنا حقا اكرهك" أثار كلامها سخط نادر لانفتاحها في التحدث معي ،كما أنها اعترفت أنها لا اطيق مايا .

نظرت لها بصدمة ما لبثت أن تحولت إلى غضب عارم وأنا أمسك يديها وأقوم بهزها بشدة "ما الذي فعلته لك حتى تكرهيني هل لأنني تحدثت معك على طبيعتي  ؟ أم لانني دخلت غرفتك دون إذن؟ اجيبي واللعنة"

نزلت دموعها وهي تصرخ في وجهي "لأنك تركتني لهم ليغتصبوني أيها الأحمق لم تفكر لحظة وأنت تتركني خلفك لقد كدت أموت رعبا"

بررت لها "لكنك لم تنادي علي ، ولقد عدت لكي بإرادتي"

ألقت نفسها على المقعد "حقا كانت أصعب لحظة مرت علي في حياتي كلها"

نظر لها نادر بارتباك "هل تم اغتصابك"

زاد بكاؤها (أكره دموع النساء) وهي تنفي برأسها وتشير لي "كلا هو أنقذني"

ضمها نادر له بخفة وهي تبتعد بسرعة لكن بخجل بينما جحظت كل من عيوني وعيون مايا وبعد أن هدأت ظلوا معى ليوم كامل نعم يوم كامل وأنا أنظر لهم وهم يعيشون الرومانسية لم أكن سعيد ولم أكن حزين لكنني للحظة تمنيت حبا مثل هذا تمنيت أن تكون لي تمنيتها هي ، ولكنني أعلم أن هذا مجرد هوس وفي اللحظة التي سأحصل عليها سيقل إهتمامي ، بل سأتجاهلها تماما ولا أريد ذلك لا أريد أن اجرحها هي تختلف هي انقذتني هي كانت أكبر لغز لي وستظل لأنني سأبتعد نعم سأبتعد عنها تماماً .

مر الأسبوع بسرعة كنت أرى فيه ديالا كل يوم واستطعت أنا جاسر أن نؤمن حياتها ونمنع أي شخص من أذيتها ولكن لم نتمكن من تحدي القدر

كنت أحضر حقيبتي استعداداً للعودة ولكن اوقفني طرق شديد على الباب فتحت الباب بسرعة فها هو جاسر كان وجهه لا يبشر بالخير كان شاحب للغاية وشفايفه ترتجف من الواضح أنه يحمل خبر سيئ

نظرت له بفقدان صبر وأنا اعض على خدي من الداخل حتى قرر هو النطق "لقد وقعت حادثة بالسيارة اليوم لديالا ووالدها هو بخير بينما هي في حالة خطيرة"

سحبت مفاتيحي بسرعة وهاتفي وأنا أخبره أن يرشدني الى مكانها بسرعة كنت أقود بسرعة رهيبة مما جعل جاسر يتساءل بشك "ما الخطب آريس ؟؟ لماذا أنت مرعوب إلى هذا الحد؟"

حسنا حتى أنا لا أعلم السبب لهذا أثرت الصمت وأنا أنظر في المرآة لأرى ما خلفي ولكن صمتي دفعه أكثر للحديث "أظن أنه يجب علينا العودة فلا مكان لنا هناك ديالا ستكون محاطة بأهلها وعائلتها كما أن عائلة العشري بأكملها ستكون هناك"

رددت وأنا أحاول الحفاظ على ما تبقى لي من هدوء "وما دخل عائلة العشري بها ، هي ليست منهم صحيح؟"

نفى جاسر كلامي بهز رأسه يمينا ويسارا ثم قال بهدوء "أنت مخطأ تماما حسنا لقد تزوجت والدة ديالا من والد آدم ثم أنجبت آدم ، بعد ذلك طلقها مراد وكانت الطلقة الثالثة فتزوجت والد ديالا وأنجبت منه ديالا في نفس الوقت تزوج مراد وأنجب مايا وبعد مرور ست سنوات تطلقت والدة ديالا ثم تزوجت من مراد مرة أخرى وأخذت ديالا معها ولكن بعد مرور ست أعوام عادت ديالا مرة أخرى إلى والدها ، لكنها استطاعت خلال هذه الأعوام الستة أن تكسب قلب حامد العشري حتى أنها أصبحت أغلى عنده من أحفاده حتى ، هل تعلم أنه يهتم بها ماليا ليس هي فقط ولكن كل من تهتم هي بشأنه على سبيل المثال آدم لأنه دائم السؤال عنها وافق على زواجه من حبيبته بل إنه منحه رأس المال الذي إفتتح به مجموعة شركاته ، وهناك أيضاً نادر خطيبها هو يعمل في مجال الإعمار والبناء ورأس ماله أيضاً بسبب أنه خطيب ديالا هانم"

نظرت له بشك وغيرة "هل تظن أنه عشيقها"

ضحك جاسر بشدة حتى احمر وجهه وهو ينظر لي نظرة أدرك معناها جيدا (هل أنت أحمق) لكنه لم يقولها ولكنه أردف بعد فترة طويلة "لا الموضوع بسيط لقد كان يعاني من السرطان وتم اكتشافه منذ البداية ولكن حامد العشري أصابه الاكتئاب مما جعله عرضه لتفشي المرض ولكن بطريقة ما كان لديالا دور كبير في شفاءه بسبب تحسن حالته النفسية وبالفعل تخلص بالكامل من الورم"

حسنا أنا أيضاً شعرت بالغباء الشديد فلقد كانت ديالا في ذلك الوقت مجرد طفلة ولكن بدر إلى ذهني سؤال أخر "وهل نادر يحبها حقا"

رد بسرعة "هل تمزح إنه مجنون بحبها"

حسنا حتى لو لم يعجبني كلامه فها نحن ذا قد وصلنا الى المشفى ترجلت من السيارة ولكن ترددت للحظة هل سأرها بين الحياة والموت حقا ، يا إلهي حتى لو لم تكن لي لا أريد أن اخسرها ، يا إلهي أنا حتى لا أحبها وأخاف أن أفقدها فما الذي سيحل بأهلها واحبائها إتخذت قراري ودخلت الى المشفى كانت مازالت في غرفة العمليات بينما تجمع الكثير من الناس ولن أكذب لو قلت أنهم من كل المستويات الاجتماعية من الغني والفقير المتعلم والجاهل والكل يدعو من أجلها هي وفقط الكل يبكي حتى الرجال ادم ونادر وحامد ورجلين آخرين لابد أنه عمها وزوج والدتها ما الذي فعلته لهم ليتعلقوا بها هكذا

لن أنكر أنه في الأسبوع الذي مر وأنا احاول حمايتها أعجبني مرحها وحماسها وطيبتها الخالصة كانت دائمة البكاء تبكي لأقل الأسباب ولكن على الرغم من ذلك كانت دموعها حقيقة لقد جعلتني اتعاطف مع كل شيئ وأي شيئ ، تمنيت لحظتها لو أنني أعرف كيف أصلي لصليت لها ولكنني لم أتوقف عن الدعاء حتى تنجو

نظر لي حامد العشري بتفحص ولكنني تجاهلته تماما بينما ظهر المقت في عيون نادر ولكنني تجاهلته هو الآخر كانت ستكون مشكلة لو علمت أنني تشاجرت معهم

وبعد مرور ساعات ها هي تخرج من غرفة العمليات لتدخل إلى غرفة العناية المركزة هل حالتها خطرة لهذه الدرجة اقترب الطبيب من حامد العشري ليخبره بالتطورات واقتربت أنا أيضاً نظر لي حامد العشري شذرا ولكنه وافق على وقوفي بجواره وياليتني ما سمعت شيئا هذا سوف يدمر نفسيتها تماماً ...........

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي