رواية- راضية-بقلم نهال عبد الواحد - الحلقات 19:21-مجلة سحر الروايات
(19)
(بقلم : نهال عبد الواحد )
وبالفعل بدءا يعدان كل شيء إستعدادا للسفر و قبيل السفر ظهرت نتيجتها و قد نجحت و قدم في تنسيقها كلية الآداب إنتساب بعد إقناع علي لها وأنها من الممكن أن تعمل كمعلمة بعد إتمام دراستها و دراسة دبلوم تربوي بعدها وكان ذلك فوق كل طموحها.
وعادا للبلد من جديد فوجدا كلا من منال وأسماء حامل ، لاحظ الجميع إختلاف راضية التي إختلفت في هيئتها كثيراً رغم عودتها للهجتها من جديد هي وعلي لكنها قد إختلفت في كل شيء ، خاصة تلك اللمعة الظاهرة في عيونهما ، لمعة الحب.
كان رمضان في القرية له طابع خاص ومختلف فبعد صلاة العشاء والتراويح يحضرون بشيخ في المندرة ويجتمع رجال العائلة فكان يقرأ القرآن لهم و يسمعهم العديد من التواشيح و الأنشودات الدينية العطرة في العشق الإلهي و في حضرة رسول الله صلوات ربي عليه و صفاته وعن شهر رمضان و الكثير من تلك الموشحات التي يطرب لها ويذوب القلب عشقا عند سماعها ، إنما عشقا من نوع خاص.
ويسعد الجميع لكل ذلك وكانت نساء البيت تجلسن بالقرب من باب المندرة الداخلي الذي يوصل بخاصة البيت و تستمعن لذلك الشيخ و أيضاً حتى يكن على إستعداد من حين لآخر لإرسال المشروبات و المأكولات فهم أهل كرم و ذلك شهر كرم.
وجاء العشر الأواخر من شهر رمضان و قد سافر قاسم و كامل وكان علي يحلس في المسجد من صلاة العشاء و يعود للبيت عقب شروق الشمس فينام قليلا ثم يستيقظ يذهب لعمله ثم يعود لينام قليلا قبيل المغرب.
وجاء يوم الفطر وكان علي قد وعد راضية بأن يذهب بها إلى المدينة لتشهد صلاة العيد حيث لم تكن النساء في القرية تخرج لصلاة العيد رغم ما فيها من فرحة العيد.
وكان قد إتفق معها أن يجيء من صلاة الفجر ويجدها مستعدة وقد كان ، وجاء وأخذها و ذهبا لصلاة العيد و اشترى لها لعبة صغيرة فرحت بها كثيراً .
عادا للمنزل وبدأ علي يوزع العيديات على كل من في البيت إبتداءً من أمه و زوجته و زوجات أخواه و أولادهما.
تناولوا جميعاً الإفطار ثم ذهب بها لبيت أبيها لقضاء ما تبقى من أول يوم للعيد فرغم عادة أهل الزوجة للحضور إلا أنه قد صعب ذلك بسبب عدم وجود إخوان علي.
قد كان يوما طويلاً و شاقاً خاصة على راضية التي بدأ يحل عليها التعب ولازالت تحاول إخفاءه جاهدة.
و عادا في المساء وفي حجرتهما بينما تجلس راضية أمام المرآة تمشط شعرها إذ جاء علي من خلفها يحتضنها و يقبلها قائلاً :أخيرا هستفرد بيكي.
فقامت ودارت ولا زال محيطاً بها لتستقر في حضنه وقالت مداعبة :وحشتك يعني ؟
علي:يعني مش عارفة إن لو زاد الشوق ما ينيمنيش ولا أي يوم ما بتوحشنيش ، بس الشوق بأه زاد وطفح.
فضحكت تلك الضحكة التي يعشقها وحملها وذهبا...
إنتهى رمضان والعيد وعاد لراضية من جديد عبء أعمال البيت كلها فكلا من منال و أسماء تحججتا بالحمل.
لكن راضية الآن لم يعد يضايقها هذا الأمر فعدم وجود إخوان على جعلها تتحرك في البيت بأكمله بحرية تامة دون قيود فهي تشعر بأنها ملكة البيت كما أن حسنى لم تعد تسيء إليها ربما أدركت لمعة الحب تلك في عينا علي و راضية وهذا كل همها في المقام الأول سعادة إبنها و رضاءه براضيته.
كما أنها في آخر اليوم تذهب في حضن حبيبها فيذوب فيه كل آلام أعباء المنزل ومجهوده الشاق.
لكن الحمل قد قلل شهية راضية ومع مجهود العمل و إرهاق الصيام زاد من شعورها بالتعب والضعف.
و ذات يوم فتحت عينها قبيل الفجر في موعدها اليومي التي تستيقظ فيه لكنها تشعر بدوار شديد وكلما حاولت القيام لم تستطيع فتعود للنوم من جديد حتى إستيقظ علي على أذان الفجر فشعر بوجودها بجانبه لا تزال نائمة فهزها قليلا لتستيقظ فأجابت أن نعم ثم ذهبت في سباتها من جديد فأشفق عليها وتركها نائمة.
قام علي وتحمم وخرج لصلاة الفجر وعاد بعد شروق الشمس كعادته وما أن دخل البيت حتى إتجه لمكان الخبز حيث تكون راضيته فيجلس معها يتسامران و يتمازحان و ربما خطف بعض لقيمات الخبز الساخن الشهي مثلما كان يفعل وهو طفل، و ربما خطف بعض القبلات أمام الفرن فلا يهم فالبيت كله نائم، كان يخفف عنها كثيراً بجلسته تلك معها.
لكنه اليوم لم يجدها فانتابه شعور بالقلق و صعد مسرعاً يرى ما الخطب وييقظها قبل أن تكتشف أمه أنها لا تزال نائمة فتوبخها ، لكنه قد وجد أمه أمامه.
حسنى:صباح الخير يا حبيبي.
علي بإضطراب واضح :يسعد صباحك يا مي.
حسنى:هي مرتك مش تحت ؟!!! مش بعادة تطلع دلجيتي !!!!
علي:هدخل أشوفها.
وبالفعل دخل لحجرته فوجدها لا تزال نائمة و لم يكترث بإحكام إغلاق الباب فلا يوجد رجال بالبيت كله على أية حال.
جلس بجوارها في السرير وكانت راضية منذ أن صارت زوجته وهي تنام بملابس تكاد لا تستر شيء و تفرد شعرها بجوارها كما يحب زوجها.
جلس يداعبها بهدوء لتستيقظ فيتحسس بشرتها وشعرها.
علي بهمس :إيه يا حبيبي؟ النهار طلع.
راضية :ما جدراش ياعلي.
علي بخبث:طب إيه اللي تعبك و أنا أخففهولك.
وهم أن يقبلها فسمع صوت أمه التي قد دخلت و تقف بجواره فإنتفض فجأة.
حسنى:مالها مرتك ياعلي ؟
علي بصوت متقطع من المفاجأة:مالها يامي ، آه ، ما جدراش تجوم.
فضحكت حسنى وقالت:ريحها وخف عنيها شوي وهي تجدر تجوم.
فوجم علي ولم يرد ، وما أن سمعت راضية صوت حسنى حتى انتفضت جالسة لكنها لا تزال تعاني من دوار شديد لم يمكنها حتى من فتح عينها.
وكان علي يشد ثوبها ربما يفلح في سترها ثم أخذ عباءته التي كان يرتديها و وضعها علي كتفيها فهو يغار عليها حتى من عيون أمه.
كانت حسنى لا تزال تضحك وتجلس بجوار راضية التي لاتزال تجاهد نفسها للوقوف.
حسنى:مالك يا حلوة؟؟ كنك تعبانة صوح وشك أصفر وبهتان ، ثم قالت :ليه حج مايجدرش يسيبك ، حد يُبجى عنديه الجمال دي و يفوته ؟ جنيتي الجدع.
وضحكت مجدداً.
علي بإحراج :بعدهالك يا مي.
حسنى:ربنا يسعدكم يا ولدي ويرزجكم بالخلف الصالح.
وهنا شعرت راضية برغبة شديدة في القيء فهمت بالذهاب إلى الحمام وهي تترنح فسندها علي مسرعاً إلى الحمام فإذا بها تتقيأ وبعد أن إنتهت غسل علي لها وجهها وخرجت وجلست من جديد على السرير.
علي :عتجلجيني عليكي ليه ؟
حسني:كنها بردت م العريان دي ، عجوم اجيبلك حاجة تانية تلبسيها.
وسارت بضع خطوات نحو الدولاب فاستوقفتها كلمات راضية :لا مش برد ، افتح الدرج دي يا علي .
وتشير نحو درج ما.
فقام علي يفتحه و عادت إليها حسنى التي بدأت تدرك السبب الحقيقي ولاحت على وجهها إبتسامة خفيفة.
فتح علي الدرج و رأي مافيه وكان إختبار الحمل فمسكه بيده ونظر إليه ثم نحوها بإبتسامة فهزت رأسها بأن نعم فإحتضنها بشدة وأنهال عليها يقبل جبهتها و يدها، بينما أخذت حسنى في الزغاريد المتتابعة ثم إنهالت عليها تقبلها هي الأخرى ثم تعود للزغاريد مرة أخرى.
وهي تقول :مبروك يا ولدي ، يا ألف نهار أبيض.
وتتابع في الزغاريد.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(20)
(بقلم :نهال عبد الواحد )
أخذت حسنى في الزغاريد بعد ما علمت الخبر السعيد ، بالطبع قد إستيقظت منال على صوت تلك الزغاريد ، وانطلقت نحو مصدر الصوت فإذا به يأتي من عند راضية فدخلت عندهم مسرعة.
منال:في إيه يا مرت عمي ع الصبح إكده؟
حسنى:جولي صباح الخير الاول.
منال:صباح الخير ، في إيه ؟
حسنى :راضية حبلى ماشاء الله الله أكبر.
منال:وعرفتو كيف ؟عتجول إكده عشان ترجد إنهاردة و تفر من شغلها.
راضية:يا ولية الناس تجول مبروك ، وبعدين أنا مااتعبش م الشغل واصل ، أحب ابجى موجودة مش تنبل.
منال:كنك يا راضية اتعلمتي جلة الحيا من جعدتك ف مصر ؟ إيه العريان دي ياولية ماعتستحيش؟
راضية:وااااه !! واحدة و ف أوضة نومها ونايمة جار جوزها... عتنام كيف يا فصيحة ؟؟؟ ماحدش جالك إهجمي إكده.
منال:ولو ، مفيش حيا ؟؟
فضحكت راضية وقالت:أمال انت بتنامي كيف جار جوزك بالجلابية دي؟؟
كان علي يستمع و ينظر للأرض دون رد بينما حسنى تضحك.
منال:مش للدرجة دي.
راضية:الله يكون ف عونك يا عمي جاسم.
منال:إسكتي يا ولية بلا جلة حيا.
فضحكت راضية وقالت :طب كيديني وجلديني.
فإنصرفت منال تستشاط غضباً تاركة راضية وحسنى و تضحكان ثم قالت راضية :طب والله فوجتني.
علي:كن الجط ما عيحبش إلا خناجه.
راضية:كنه إجده صوح.
حسنى:خليكي يا بنيتي مرتاحة ما تجوميش من موطرحك وأنا اللي هعملك كافة شيء.
راضية:كتير علي والله يامي ، ماانحرمش منيكي ، أنا هفوج شوي وأنزل طوالي.
حسنى:لا وكتاب الله ما يحصل ! هعملك كوباية لبن الاول.
علي:ماتحليهاش يامي عشان هاخدها بعد شوي تكشف وتحلل واطمن عليها.
حسنى:كيف ماتريد ياولدي.
وخرجت حسنى ولازالت تزرغد.
علي:مبروك يا راضيتي ، ربنا يكملك على خير.
راضية:فرحان ؟؟؟؟!!!!
علي:طاير.
راضية:يارب يباركلي فيك إنت وعلي الصغير.
علي:أو راضية الصغيرة.
وبالفعل أخذها علي وذهب بها لطبيب زميل له وقامت ببعض الفحوص والتحاليل المطلوبة وانتهزها علي فرصة لينزهها ويستجما معا خارج البيت وقد قضيا معاً وقتاً سعيداً.
مكثت راضية عدة أيام في راحة في حجرتها لا تفعل شيء ويحضر إليها علي صينية الطعام و يأكل معها و يطعمها... وفي غياب علي تجلس معها حسنى وطبعا تحضر لها ما يؤكل وما يشرب لتتغذي فهي إمرأة حبلى.
لكن راضية غير معتادة على تلك الراحة التامة وذات يوم إستيقظت في الصباح وأعدت نفسها للنزول.
علي:على فين ؟
راضية:عنزل اشوفلي حاجة أعملها ما طايجاش التنبلة.
علي :لا خليكي مرتاحة.
راضية:مش متعودة ، وبعدين أجليها أطبخ ، كنك فاهم إني ما واخداش بالي ، انت يا حبيبي من يوم ماجعدت وانت مابتاكلش أكلتك.
علي:للأسف مابعرفش أستطعم الأكل إلا من يديكي ، تسلملي يدك يا حبيبتي.
راضية:تسلملي إنت يا غالي.
ثم سارت بضع خطوات نحو الباب.
علي:راضية.
راضية:نعم.
علي:ماتوطيش.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
راضية:نعم.
علي:ماتشيليش.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
راضية:وااااه !!!
علي:اطلعي إرتاحي من وجت للتاني ما تجعديش اليوم كلاته تحت.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
راضية:عيون راضية.
علي:إنزلي ع السلم عل مهل.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
فضحكت.
علي:إستني انزلك انا.
فضحكت ثانياً.
علي:لااااا...اكده هندخل تاني.
راضية:خليك إنت ياحبيبي أنا عنزل لحالي.
علي:لا جاي معاكي ، ماعرفش ماعحبش السلم دي ، بخاف عليكي منيه.
راضية:ماتخافش عاخد بالي وربي الحافظ ، وبعدين ماحريم البيت كلاتهم طول عمرهم طالعين نازلين وكل واحدة بتبجي حبلى وعادي.
علي:إسمعي الكلام.
راضية:حاضر ياسي علي.
فضحكا ونزلا الإثنان ولايزالان يتسامران ، لكن كانت تسمعهم منال وتتابعهما بعينها بنظرة شيطانية وكأنها تفكر في أمر ما.
عادت راضية من جديد لأعمال البيت لكن كانت معها حسنى تلك المرة تجالسها و تعاونها وتحسن معاملتها وذلك قد أسعد راضية كثيراً وعلي أيضاً لكنه بالطبع لم يرضي منال بل ويزيدها غضباً وحقداً.
قررت حسنى تقسيم أعمال البيت على الجميع فليس عدلاً أن تتحمل واحدة فقط كل شيء لأنها أمهرهن بل عليهن التعلم منها والسير على خطاها.
لم يعد ذلك يهم راضية الآن فحبيبها معها يدللها ولا يطيق بعادها و حماتها صارت أما لها بحق ، فهي تجالسها وتمازحها وصار كل شيء على ما يرام.
حتى أسماء صارت تتعامل معها برفق فهي في الأصل تنفذ الأوامر فقط ، كانت مجرد تابع ليس إلا.
وذات صباح وقبل أن يذهب علي لعمله وكانت راضية أمام الفرن تفرد وتخبز الخبز وحسنى بجوارها تقسم العجين و تعطيها وصوت ضحكاتهما يملأ المكان ، فإذا بعلي يدخل إليهما يمازحهما هو الآخر قبل ذهابه لعمله مثل كل يوم.
علي:باجول إيه يا مي إحتمال أتأخر إنهاردة.
حسني:خير يا ولدي؟!!
علي:هنروح مع ولاد عمي نشتروا الدبايح يادوب عيد الضحية جرب عايزين نلحج نعلفهم زين.
راضية:كل سنة و انتم طيبين وبخير ، والعيد الجاي على عرفات إن شاء الله.
حسنى:يارب يا حبيبتي ! العيد الجاي يكون معاكم علي الصغير.
علي:أو راضية الصغيرة يا مي.
حسنى:كله فضل ونعمة يا ولدي، أهم شيء تكوني باصة ف المراية كل يوم ،عايزين العيل يطلع جمر لأمه.
راضية:واااه يامي!!! ومايطلعش لأبوه ليه ؟؟
علي:بتجولك جمر هه!
حسنى:ألا مادريتش يا ولدي؟
علي:خير يامي ؟؟!!
حسنى:خواتك راجعين اليامين دول مانفعتش و رجعوا الكل.
علي:جولنا الحديت يامي جالوا لا هتظبط ، يلا الله غالب لسه النصيب ماجاش و راجعين ميتي؟
حسنى: يمكن إنهاردة.
علي:علي خير يامي ياجو بالسلامة إن شاء الله.
فخطف كعادته بعض القيمات الساخنة فتنظر نحوه راضية وتضحك ثم تنظر ثانياً فتجده لازال ينظر إليها لكن تحاول عدم الإكتراث فحسنى بجوارهما لكنها كانت تتابعهما ثم قامت فجأة.
راضية:خير يامي؟
حسنى:عشطانة وريجي ناشف.
راضية:خليكي يامي أزجيكي انا.
حسنى:لا خليكي إنتِ، أحسن العيش ، ينحرج.
ثم ضحكت فكلامها يلمح لشيء آخر وانصرفت ولازال علي ينظر لراضية.
راضية:وبعدين بطل تطلّع فيّ إكده.
علي:عتستحي يعني ؟!!!
فضحكت.
فقال:عايز أمشي.
راضية:تروح وتاجي بالسلامة.
علي:وبعدين ؟! دي حسنى فهمت وحديها.
فضحكت وقالت:العيش عينحرج.
علي:ده انا اللي عنحرج.
فضحكت.
علي:لا لا ، إكده ماهروحش ولا هاجي.
وقبل أن ترد عليه أسكتها بطريقته ، وفجأه رائحة خبز محترق وصوت حسنى تنادي:إيه اللي بينحرج عنديكم دي ؟
فضحكا ثم إنصرف علي.
واستكملا الخبيز وباقي أعمال البيت وفي المساء قد عاد إخوته بالفعل وأعدوا الطعام لكن راضية لم تجلس معهم وانتظرت زوجها.
وبعد الأكل جلس الجميع يشاهد التلفاز و يتسامرون من حين لآخر..... فجاء علي و وجد إخوته فسلم عليهما بحرارة وجلس معهم وبعد مرور بعض الوقت قرر أن يصعد غرفته بحجة تبديل ملابسه واقترب من راضية يهمس إليها.
علي:عطلع أغير.
راضية:مش هتاكل ؟
علي:لا مش جعان دلجيتي ، كنك ماكلتيش ؟
فهزت رأسها بأن لا.
فرد:ليييييه؟؟ ماجولنا ماعينفش إكده يا بت الناس ، إنتِ حبلى وشجيانة ، كلي ولما آجي كلي تاني معاي.
راضية:طب اطلع غير وانزل ناكل سوا ، عخش أسخن الأكل.
علي بخبث:طب ماتاجي إنتِ.
راضية:لو طلعت ماعنزلش تاني.
علي:إيه يعني عنزل أنا أسخن وأجيبلك صينية الأكل بنفسي، سلايفك مافضينش إنهاردة.
فضحكا ثم قالت:إطلع وخلص يا راجل ، العالم بتطلع علينا.
فسار بضع خطوات ثم عاد قائلاً :طب ماتاجي.
فضحكت.
علي:عارف إنك عتحصليني.
راضية:لا.
علي:طب عنشوف.
فضحكت وتركها وصعد بالفعل وهو يتأكد تماماً أنها ستجيء خلفه ، لكنه ما أن دخل حجرته و بدأ يفك أزرار القميص حتى سمع صوت سقوط وارتطام ثم صراخ وعويل............
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(21)
(بقلم :نهال عبد الواحد )
وما أن دخل على حجرته وبدأ يفك أزرار القميص حتى سمع صوت سقوط وارتطام من على السلم قد فزعه مصحوباً بصراخ وعويل.
فجرى مسرعاً لا يدري كيف جرى نازلاً من على السلم والجميع مجتمع حول شخص قد سقط من على السلم وصوت الصراخ لازال يصدع بالمكان.
لكنه نظر هنا وهناك فوجد راضية تقف وسطهم فانطلق نحوها يحتضنها بشدة لا يصدق أنها قد نجت وبعد قليل إلتفت ليرى من قد وقع.
إنها حسنى أمه كانت قد شعرت بالنعاس فصعدت خلف علي وانزلقت قدماها على شيء ما وسقطت وتصرخ ولا تستطيع الحركة.
كانت منال تنوح وتولول بجوارها :يا عيني عليكِ يا مرت عمي ، إن شا الله اللي يكرهك يا حبيبتي ، إن شا الله اللي يكرهك يا حبيبتي ياجيله ويحط عليه.
قاسم:بزياداكي نواح يا ولية إنتِ.
منال:كيف أسكت ماشايفش أمك واللي جرالها ! إن شا الله اللي يكرهك يا خيتي ، وااااه ساكتة يعني يا راضية ؟؟!!!ولا ما صدجتي ؟!!!
راضية:ما صدجت إيه يا ولية يا خرفانة إنتِ ؟دلجيتي تروح وتكشف ونطمن عليها.
فوقفت منال وتحدثها بغيظ: كنك فهمانة إن ماحدش درى بعملتك يا مرة إنتِ.
راضية:بتتحدتي عن إيه ؟؟ ما فهماش حاجة.
منال:إنتِ اللي عملتيها و وجعتيها ، بطلعي عليها اللي عملته فيكِ جبل سابج ، ولا أجولك وأجول جدامهم كلاتهم سر عملتك المجندلة ، كنتِ جصداني أنا ، عايزة تسجطني ، مستخصرة في إني أجيب عيل خامس ، إنكادي بغيظك ماحصليش حاجة ، بس حصل لمرت عمي ، يا عيني عليكِ يا مرت عمي.
راضية:ايه اللي عتجوليه دي؟
منال :بجول اللي حصل ولزمن الكل يعرف ويخلي باله منيكي ، بس إيه اللي يضمنلي إنها ماتكررهاش ، دي مرة سو وعايزة تنتجم مني.
كانت تتحدث وتتصنع البكاء.
كامل:صوح اللي عتجوله دي يا راضية؟
راضية:لا والله ما حصل ! ماأنا جعدة جاركم مااتحركتش من مُطرحي.
قاسم: بجى معجول الغل اللي جواكي يتحول من شغل حريم لإجرام إكده !! وأمي هي اللي تدفع التمن !!!
راضية:لا والله ماحصل !
قاسم:مين يعني اللي عيعوز يسجط مرتي غيرك ؟؟؟ إنتِ وهي ما عتتفجوش.
منال :ويمكن كماني عايزة تسجط أسما عايزة تُبجى هي وبس اللي حبلى.
كامل:عايزة تسجطي مرتي هي حصلت ؟؟؟ جرى إيه يا علي ؟؟!!
راضية:ويمين الله ما حصل ! جسما بالله ما حصل !
منال:وانت عتغلبي ؟ جالو للحرامي احلف ، يا عيني عليكِ يا مرت عمي.
ولا تزال منال تنوح وحسنى تصرخ من شدة الوجع و راضية يزيد بكاؤها وتقسم بكل الأيمانات أنها لم تفعلها ، ولازال يهاجمها قاسم وكامل بينما علي صامت لا ينطق إلا أن قال فجأة بصوته القوي:بس منك ليه ، بينا ننجل أمي ونكشفلها ونطمن عليها.
صدمت راضية من قولة علي تلك ، لكنها إنتظرت حتى يطمئن على أمه.
وبالفعل حمل الثلاثة رجال أمهم ونقلوها للمستشفي وبعد فحصها إتضح أنه كسر في قدمها وتوجد كدمات في باقي جسدها ويلزم وضع قدمها في جبيرة من جبس لمدة لا تقل عن الشهر ونصف حتى إلتئام الكسر.
كان الجميع ينتظر حسنى و أولادها يعودون ، فراضية قلقة بشأنها كثيراً ولم تتوقف عينها عن البكاء.
لكن منال قد جلست على الأرض تنوح تارة وتسب راضية وتدعو عليها تارة أخرى ولسان الحال يقول:
<<شوفتوش يا خلج الله غلاضة عين.... جتل الجتيل واستجبل اللي يواسه >>
حتى جاءوا أخيراً ويحملوها وقدمها بجزء من ساقها موضوع في الجبس فذهبوا بأمهم في حجرة الضيوف في الطابق الأسفل ودخلت معهم راضية ترتب الحجرة سريعاً لتقيم فيها حسنى فأدخلوها فيها فأخذت منهم راضية الأدوية لتعرف مواعيدها لتقوم هي بتمريضها.
كامل :عتعملي ايه ؟
راضية:بشوف مواعيد الأدوية عشان أنا اللي عمرضها.
قاسم بإستهزاء :كن ضميرك صحي وعايزة تكفري عن عملتك.
وكانت طوال الوقت تنظر نحو علي تنتظر منه كلمة في حقها أو حتى نظرة لكنه طوال الوقت لا ينظر إليها وكأنه قد صدق ماقيل.
فردت بقوة وثبات: أنا حلفت بيمين الله إني ماعملتها ! تصدجوا ما تصدجوش ، أنا جارها عشان دي الواجب و الأصول ، ماعكفرش عن غلطة لأني أصلاً ماعملتهاش.
كان علي يستمع لنبرة صوتها تلك ، تلك النبرة القوية يعرفها جيداً إنها نفس طريقتها عندما تحدثت إليه يوم صباحيتهم الأولى... فماذا يعني هذا ؟؟
إنصرف الثلاث إخوان وبقيت راضية بجوار حسنى بصمت وهدوء بعض الوقت وقبل أن تتركها.
راضية:لوتعبتي يامي ولا عوزتي حاجة رني علي عسيب الموبايل مفتوح ، عتلاجيني جيتك عل طول.
وتركتها وذهبت لغرفتها فوجدت علي يجلس على حافة السرير من جانب فجلست من الجانب الآخر كلا منهما يعطي ظهره للآخر في صمت تام.
وبعد مرور وقت طويل قامت راضية ومسكت في يدها مصحفاً و وقفت أمام علي وقالت: إحلف عل مصحف إنك مصدج إني عملتها.
علي: من غير مااحلف إنتِ ما تعمليهاش.
راضية:وسكت ليه؟؟ ما نطجتش بحرف ف حجي ليه ؟؟سيبتهم يتهموني زور ليه ؟؟
علي:عايزاني اجف جدام خواتي عشان كيد حريم.
راضية:لا تسيبهم يدوسوا وياجوا علي ويتهموني تهمة يشهد ربنا إني ماعملتها، ماتنطج رد علي.
علي:أرد أجول إيه ؟ دي حكاية عتاخد يامين وتنتهي وتعدي.
راضية:لا ماعتعديش ، دي كرامتي ، أنا إتهانت.
علي:فضيها سيرة و بطلي رط وكتر حديت.
راضية :علي!!
علي:جلتلك فضيها سيرة، ماهجفش جدام خواتي أناطحهم بالحديت ، جولنا عياخد يامين ويخلص المشوار دي.
راضية:ده آخر جول عنديك ؟؟
علي:عتعملي إيه ؟
راضية:عفوتك يا علي ، عفوتك وأرجع ببت أبويا ، هجعد جار أمك أمرضها لحد ما تطيب ، مش عشان غلطانة وعكفر عن غلطتي كيف مااخوك جالهالي ، لا ، عشان أنا بت أصول وبعمل بأصلي ، وبعديها عفوتك و أمشي.
علي بصدمة :عايزة تطلجي ؟؟؟!!!
راضية:لا ماعجدرش ، ماعجدرش ولا ععرف أكون لغيرك ولا أكون غير على إسمك، لكن ماطيجاش إتحملت بزيادة والكيل طفح ، وإطمن حتى لو أمك جوزتك ابراحتك و ولدك دي تاجي تشوفه براحتك ماععمنعكش عنيه.
علي:راضية !!! إنتِ بتجولي إيه ؟؟
راضية :خلص الحديت ياعلي.
وذهبت للسرير وأعطته ظهرها وظلت تبكي في صمت وهو لازال جالس في صدمة كما هو.
كانت تلك الليلة واللاتي تلتها تزيد آلام حسنى الشديدة وتحتاج لمسكنات وحقن من وقت لآخر.
وكانت راضية تسهر دائماً معها وما أن تذهب لسريرها وتطلبها حسنى فتنزل إليها وتمرضها وطبعاً طوال اليوم تكون بين أعمال المنزل التي عادت تفعلها وحدها من جديد وأيضاً تلبية احتياجات حسنى التي منذ أن جبرت قدمها لم يدخل حجرتها سوى راضية وأبناءها فقط.
وكانت دائماً في صمت لا تتحدث إلى أحد ولا تكترث لأحد ولا لشيء فقد صدمت في علي وتهاونه في حقها وقررت أن تعود لقوتها وصلابتها من جديد.
يا مين لعجلك يعينك
يازينة زينة و رزينة
من بعد صدك وشدك
رديتي عاجلة و هادية
نجول الله يعينك
ويزيح ولاد اللذينه
وكان أشد ما يؤلمها تجاهل علي وكأن شيئاً لم يحدث فلم يحايلها ولم يواسيها ! لقد عاد كبريائه من جديد لم يظهر حتى تأثره من بعدها وفراقها فكانت عندما تخلو بنفسها تبكي كثيراً تحاول أن تفرغ ما بداخلها ربما تفلح لتعاود الصمود من جديد.
تواسي نفسها لقد فات الكثير ولم يبقى إلا القليل وتفك حسنى ذلك الجبس وتنفذ ما قالت..... لكن السؤال....... هل تستطيع ؟؟؟؟
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(بقلم : نهال عبد الواحد )
وبالفعل بدءا يعدان كل شيء إستعدادا للسفر و قبيل السفر ظهرت نتيجتها و قد نجحت و قدم في تنسيقها كلية الآداب إنتساب بعد إقناع علي لها وأنها من الممكن أن تعمل كمعلمة بعد إتمام دراستها و دراسة دبلوم تربوي بعدها وكان ذلك فوق كل طموحها.
وعادا للبلد من جديد فوجدا كلا من منال وأسماء حامل ، لاحظ الجميع إختلاف راضية التي إختلفت في هيئتها كثيراً رغم عودتها للهجتها من جديد هي وعلي لكنها قد إختلفت في كل شيء ، خاصة تلك اللمعة الظاهرة في عيونهما ، لمعة الحب.
كان رمضان في القرية له طابع خاص ومختلف فبعد صلاة العشاء والتراويح يحضرون بشيخ في المندرة ويجتمع رجال العائلة فكان يقرأ القرآن لهم و يسمعهم العديد من التواشيح و الأنشودات الدينية العطرة في العشق الإلهي و في حضرة رسول الله صلوات ربي عليه و صفاته وعن شهر رمضان و الكثير من تلك الموشحات التي يطرب لها ويذوب القلب عشقا عند سماعها ، إنما عشقا من نوع خاص.
ويسعد الجميع لكل ذلك وكانت نساء البيت تجلسن بالقرب من باب المندرة الداخلي الذي يوصل بخاصة البيت و تستمعن لذلك الشيخ و أيضاً حتى يكن على إستعداد من حين لآخر لإرسال المشروبات و المأكولات فهم أهل كرم و ذلك شهر كرم.
وجاء العشر الأواخر من شهر رمضان و قد سافر قاسم و كامل وكان علي يحلس في المسجد من صلاة العشاء و يعود للبيت عقب شروق الشمس فينام قليلا ثم يستيقظ يذهب لعمله ثم يعود لينام قليلا قبيل المغرب.
وجاء يوم الفطر وكان علي قد وعد راضية بأن يذهب بها إلى المدينة لتشهد صلاة العيد حيث لم تكن النساء في القرية تخرج لصلاة العيد رغم ما فيها من فرحة العيد.
وكان قد إتفق معها أن يجيء من صلاة الفجر ويجدها مستعدة وقد كان ، وجاء وأخذها و ذهبا لصلاة العيد و اشترى لها لعبة صغيرة فرحت بها كثيراً .
عادا للمنزل وبدأ علي يوزع العيديات على كل من في البيت إبتداءً من أمه و زوجته و زوجات أخواه و أولادهما.
تناولوا جميعاً الإفطار ثم ذهب بها لبيت أبيها لقضاء ما تبقى من أول يوم للعيد فرغم عادة أهل الزوجة للحضور إلا أنه قد صعب ذلك بسبب عدم وجود إخوان علي.
قد كان يوما طويلاً و شاقاً خاصة على راضية التي بدأ يحل عليها التعب ولازالت تحاول إخفاءه جاهدة.
و عادا في المساء وفي حجرتهما بينما تجلس راضية أمام المرآة تمشط شعرها إذ جاء علي من خلفها يحتضنها و يقبلها قائلاً :أخيرا هستفرد بيكي.
فقامت ودارت ولا زال محيطاً بها لتستقر في حضنه وقالت مداعبة :وحشتك يعني ؟
علي:يعني مش عارفة إن لو زاد الشوق ما ينيمنيش ولا أي يوم ما بتوحشنيش ، بس الشوق بأه زاد وطفح.
فضحكت تلك الضحكة التي يعشقها وحملها وذهبا...
إنتهى رمضان والعيد وعاد لراضية من جديد عبء أعمال البيت كلها فكلا من منال و أسماء تحججتا بالحمل.
لكن راضية الآن لم يعد يضايقها هذا الأمر فعدم وجود إخوان على جعلها تتحرك في البيت بأكمله بحرية تامة دون قيود فهي تشعر بأنها ملكة البيت كما أن حسنى لم تعد تسيء إليها ربما أدركت لمعة الحب تلك في عينا علي و راضية وهذا كل همها في المقام الأول سعادة إبنها و رضاءه براضيته.
كما أنها في آخر اليوم تذهب في حضن حبيبها فيذوب فيه كل آلام أعباء المنزل ومجهوده الشاق.
لكن الحمل قد قلل شهية راضية ومع مجهود العمل و إرهاق الصيام زاد من شعورها بالتعب والضعف.
و ذات يوم فتحت عينها قبيل الفجر في موعدها اليومي التي تستيقظ فيه لكنها تشعر بدوار شديد وكلما حاولت القيام لم تستطيع فتعود للنوم من جديد حتى إستيقظ علي على أذان الفجر فشعر بوجودها بجانبه لا تزال نائمة فهزها قليلا لتستيقظ فأجابت أن نعم ثم ذهبت في سباتها من جديد فأشفق عليها وتركها نائمة.
قام علي وتحمم وخرج لصلاة الفجر وعاد بعد شروق الشمس كعادته وما أن دخل البيت حتى إتجه لمكان الخبز حيث تكون راضيته فيجلس معها يتسامران و يتمازحان و ربما خطف بعض لقيمات الخبز الساخن الشهي مثلما كان يفعل وهو طفل، و ربما خطف بعض القبلات أمام الفرن فلا يهم فالبيت كله نائم، كان يخفف عنها كثيراً بجلسته تلك معها.
لكنه اليوم لم يجدها فانتابه شعور بالقلق و صعد مسرعاً يرى ما الخطب وييقظها قبل أن تكتشف أمه أنها لا تزال نائمة فتوبخها ، لكنه قد وجد أمه أمامه.
حسنى:صباح الخير يا حبيبي.
علي بإضطراب واضح :يسعد صباحك يا مي.
حسنى:هي مرتك مش تحت ؟!!! مش بعادة تطلع دلجيتي !!!!
علي:هدخل أشوفها.
وبالفعل دخل لحجرته فوجدها لا تزال نائمة و لم يكترث بإحكام إغلاق الباب فلا يوجد رجال بالبيت كله على أية حال.
جلس بجوارها في السرير وكانت راضية منذ أن صارت زوجته وهي تنام بملابس تكاد لا تستر شيء و تفرد شعرها بجوارها كما يحب زوجها.
جلس يداعبها بهدوء لتستيقظ فيتحسس بشرتها وشعرها.
علي بهمس :إيه يا حبيبي؟ النهار طلع.
راضية :ما جدراش ياعلي.
علي بخبث:طب إيه اللي تعبك و أنا أخففهولك.
وهم أن يقبلها فسمع صوت أمه التي قد دخلت و تقف بجواره فإنتفض فجأة.
حسنى:مالها مرتك ياعلي ؟
علي بصوت متقطع من المفاجأة:مالها يامي ، آه ، ما جدراش تجوم.
فضحكت حسنى وقالت:ريحها وخف عنيها شوي وهي تجدر تجوم.
فوجم علي ولم يرد ، وما أن سمعت راضية صوت حسنى حتى انتفضت جالسة لكنها لا تزال تعاني من دوار شديد لم يمكنها حتى من فتح عينها.
وكان علي يشد ثوبها ربما يفلح في سترها ثم أخذ عباءته التي كان يرتديها و وضعها علي كتفيها فهو يغار عليها حتى من عيون أمه.
كانت حسنى لا تزال تضحك وتجلس بجوار راضية التي لاتزال تجاهد نفسها للوقوف.
حسنى:مالك يا حلوة؟؟ كنك تعبانة صوح وشك أصفر وبهتان ، ثم قالت :ليه حج مايجدرش يسيبك ، حد يُبجى عنديه الجمال دي و يفوته ؟ جنيتي الجدع.
وضحكت مجدداً.
علي بإحراج :بعدهالك يا مي.
حسنى:ربنا يسعدكم يا ولدي ويرزجكم بالخلف الصالح.
وهنا شعرت راضية برغبة شديدة في القيء فهمت بالذهاب إلى الحمام وهي تترنح فسندها علي مسرعاً إلى الحمام فإذا بها تتقيأ وبعد أن إنتهت غسل علي لها وجهها وخرجت وجلست من جديد على السرير.
علي :عتجلجيني عليكي ليه ؟
حسني:كنها بردت م العريان دي ، عجوم اجيبلك حاجة تانية تلبسيها.
وسارت بضع خطوات نحو الدولاب فاستوقفتها كلمات راضية :لا مش برد ، افتح الدرج دي يا علي .
وتشير نحو درج ما.
فقام علي يفتحه و عادت إليها حسنى التي بدأت تدرك السبب الحقيقي ولاحت على وجهها إبتسامة خفيفة.
فتح علي الدرج و رأي مافيه وكان إختبار الحمل فمسكه بيده ونظر إليه ثم نحوها بإبتسامة فهزت رأسها بأن نعم فإحتضنها بشدة وأنهال عليها يقبل جبهتها و يدها، بينما أخذت حسنى في الزغاريد المتتابعة ثم إنهالت عليها تقبلها هي الأخرى ثم تعود للزغاريد مرة أخرى.
وهي تقول :مبروك يا ولدي ، يا ألف نهار أبيض.
وتتابع في الزغاريد.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(20)
(بقلم :نهال عبد الواحد )
أخذت حسنى في الزغاريد بعد ما علمت الخبر السعيد ، بالطبع قد إستيقظت منال على صوت تلك الزغاريد ، وانطلقت نحو مصدر الصوت فإذا به يأتي من عند راضية فدخلت عندهم مسرعة.
منال:في إيه يا مرت عمي ع الصبح إكده؟
حسنى:جولي صباح الخير الاول.
منال:صباح الخير ، في إيه ؟
حسنى :راضية حبلى ماشاء الله الله أكبر.
منال:وعرفتو كيف ؟عتجول إكده عشان ترجد إنهاردة و تفر من شغلها.
راضية:يا ولية الناس تجول مبروك ، وبعدين أنا مااتعبش م الشغل واصل ، أحب ابجى موجودة مش تنبل.
منال:كنك يا راضية اتعلمتي جلة الحيا من جعدتك ف مصر ؟ إيه العريان دي ياولية ماعتستحيش؟
راضية:وااااه !! واحدة و ف أوضة نومها ونايمة جار جوزها... عتنام كيف يا فصيحة ؟؟؟ ماحدش جالك إهجمي إكده.
منال:ولو ، مفيش حيا ؟؟
فضحكت راضية وقالت:أمال انت بتنامي كيف جار جوزك بالجلابية دي؟؟
كان علي يستمع و ينظر للأرض دون رد بينما حسنى تضحك.
منال:مش للدرجة دي.
راضية:الله يكون ف عونك يا عمي جاسم.
منال:إسكتي يا ولية بلا جلة حيا.
فضحكت راضية وقالت :طب كيديني وجلديني.
فإنصرفت منال تستشاط غضباً تاركة راضية وحسنى و تضحكان ثم قالت راضية :طب والله فوجتني.
علي:كن الجط ما عيحبش إلا خناجه.
راضية:كنه إجده صوح.
حسنى:خليكي يا بنيتي مرتاحة ما تجوميش من موطرحك وأنا اللي هعملك كافة شيء.
راضية:كتير علي والله يامي ، ماانحرمش منيكي ، أنا هفوج شوي وأنزل طوالي.
حسنى:لا وكتاب الله ما يحصل ! هعملك كوباية لبن الاول.
علي:ماتحليهاش يامي عشان هاخدها بعد شوي تكشف وتحلل واطمن عليها.
حسنى:كيف ماتريد ياولدي.
وخرجت حسنى ولازالت تزرغد.
علي:مبروك يا راضيتي ، ربنا يكملك على خير.
راضية:فرحان ؟؟؟؟!!!!
علي:طاير.
راضية:يارب يباركلي فيك إنت وعلي الصغير.
علي:أو راضية الصغيرة.
وبالفعل أخذها علي وذهب بها لطبيب زميل له وقامت ببعض الفحوص والتحاليل المطلوبة وانتهزها علي فرصة لينزهها ويستجما معا خارج البيت وقد قضيا معاً وقتاً سعيداً.
مكثت راضية عدة أيام في راحة في حجرتها لا تفعل شيء ويحضر إليها علي صينية الطعام و يأكل معها و يطعمها... وفي غياب علي تجلس معها حسنى وطبعا تحضر لها ما يؤكل وما يشرب لتتغذي فهي إمرأة حبلى.
لكن راضية غير معتادة على تلك الراحة التامة وذات يوم إستيقظت في الصباح وأعدت نفسها للنزول.
علي:على فين ؟
راضية:عنزل اشوفلي حاجة أعملها ما طايجاش التنبلة.
علي :لا خليكي مرتاحة.
راضية:مش متعودة ، وبعدين أجليها أطبخ ، كنك فاهم إني ما واخداش بالي ، انت يا حبيبي من يوم ماجعدت وانت مابتاكلش أكلتك.
علي:للأسف مابعرفش أستطعم الأكل إلا من يديكي ، تسلملي يدك يا حبيبتي.
راضية:تسلملي إنت يا غالي.
ثم سارت بضع خطوات نحو الباب.
علي:راضية.
راضية:نعم.
علي:ماتوطيش.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
راضية:نعم.
علي:ماتشيليش.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
راضية:وااااه !!!
علي:اطلعي إرتاحي من وجت للتاني ما تجعديش اليوم كلاته تحت.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
راضية:عيون راضية.
علي:إنزلي ع السلم عل مهل.
راضية:حاضر.
علي:راضية.
فضحكت.
علي:إستني انزلك انا.
فضحكت ثانياً.
علي:لااااا...اكده هندخل تاني.
راضية:خليك إنت ياحبيبي أنا عنزل لحالي.
علي:لا جاي معاكي ، ماعرفش ماعحبش السلم دي ، بخاف عليكي منيه.
راضية:ماتخافش عاخد بالي وربي الحافظ ، وبعدين ماحريم البيت كلاتهم طول عمرهم طالعين نازلين وكل واحدة بتبجي حبلى وعادي.
علي:إسمعي الكلام.
راضية:حاضر ياسي علي.
فضحكا ونزلا الإثنان ولايزالان يتسامران ، لكن كانت تسمعهم منال وتتابعهما بعينها بنظرة شيطانية وكأنها تفكر في أمر ما.
عادت راضية من جديد لأعمال البيت لكن كانت معها حسنى تلك المرة تجالسها و تعاونها وتحسن معاملتها وذلك قد أسعد راضية كثيراً وعلي أيضاً لكنه بالطبع لم يرضي منال بل ويزيدها غضباً وحقداً.
قررت حسنى تقسيم أعمال البيت على الجميع فليس عدلاً أن تتحمل واحدة فقط كل شيء لأنها أمهرهن بل عليهن التعلم منها والسير على خطاها.
لم يعد ذلك يهم راضية الآن فحبيبها معها يدللها ولا يطيق بعادها و حماتها صارت أما لها بحق ، فهي تجالسها وتمازحها وصار كل شيء على ما يرام.
حتى أسماء صارت تتعامل معها برفق فهي في الأصل تنفذ الأوامر فقط ، كانت مجرد تابع ليس إلا.
وذات صباح وقبل أن يذهب علي لعمله وكانت راضية أمام الفرن تفرد وتخبز الخبز وحسنى بجوارها تقسم العجين و تعطيها وصوت ضحكاتهما يملأ المكان ، فإذا بعلي يدخل إليهما يمازحهما هو الآخر قبل ذهابه لعمله مثل كل يوم.
علي:باجول إيه يا مي إحتمال أتأخر إنهاردة.
حسني:خير يا ولدي؟!!
علي:هنروح مع ولاد عمي نشتروا الدبايح يادوب عيد الضحية جرب عايزين نلحج نعلفهم زين.
راضية:كل سنة و انتم طيبين وبخير ، والعيد الجاي على عرفات إن شاء الله.
حسنى:يارب يا حبيبتي ! العيد الجاي يكون معاكم علي الصغير.
علي:أو راضية الصغيرة يا مي.
حسنى:كله فضل ونعمة يا ولدي، أهم شيء تكوني باصة ف المراية كل يوم ،عايزين العيل يطلع جمر لأمه.
راضية:واااه يامي!!! ومايطلعش لأبوه ليه ؟؟
علي:بتجولك جمر هه!
حسنى:ألا مادريتش يا ولدي؟
علي:خير يامي ؟؟!!
حسنى:خواتك راجعين اليامين دول مانفعتش و رجعوا الكل.
علي:جولنا الحديت يامي جالوا لا هتظبط ، يلا الله غالب لسه النصيب ماجاش و راجعين ميتي؟
حسنى: يمكن إنهاردة.
علي:علي خير يامي ياجو بالسلامة إن شاء الله.
فخطف كعادته بعض القيمات الساخنة فتنظر نحوه راضية وتضحك ثم تنظر ثانياً فتجده لازال ينظر إليها لكن تحاول عدم الإكتراث فحسنى بجوارهما لكنها كانت تتابعهما ثم قامت فجأة.
راضية:خير يامي؟
حسنى:عشطانة وريجي ناشف.
راضية:خليكي يامي أزجيكي انا.
حسنى:لا خليكي إنتِ، أحسن العيش ، ينحرج.
ثم ضحكت فكلامها يلمح لشيء آخر وانصرفت ولازال علي ينظر لراضية.
راضية:وبعدين بطل تطلّع فيّ إكده.
علي:عتستحي يعني ؟!!!
فضحكت.
فقال:عايز أمشي.
راضية:تروح وتاجي بالسلامة.
علي:وبعدين ؟! دي حسنى فهمت وحديها.
فضحكت وقالت:العيش عينحرج.
علي:ده انا اللي عنحرج.
فضحكت.
علي:لا لا ، إكده ماهروحش ولا هاجي.
وقبل أن ترد عليه أسكتها بطريقته ، وفجأه رائحة خبز محترق وصوت حسنى تنادي:إيه اللي بينحرج عنديكم دي ؟
فضحكا ثم إنصرف علي.
واستكملا الخبيز وباقي أعمال البيت وفي المساء قد عاد إخوته بالفعل وأعدوا الطعام لكن راضية لم تجلس معهم وانتظرت زوجها.
وبعد الأكل جلس الجميع يشاهد التلفاز و يتسامرون من حين لآخر..... فجاء علي و وجد إخوته فسلم عليهما بحرارة وجلس معهم وبعد مرور بعض الوقت قرر أن يصعد غرفته بحجة تبديل ملابسه واقترب من راضية يهمس إليها.
علي:عطلع أغير.
راضية:مش هتاكل ؟
علي:لا مش جعان دلجيتي ، كنك ماكلتيش ؟
فهزت رأسها بأن لا.
فرد:ليييييه؟؟ ماجولنا ماعينفش إكده يا بت الناس ، إنتِ حبلى وشجيانة ، كلي ولما آجي كلي تاني معاي.
راضية:طب اطلع غير وانزل ناكل سوا ، عخش أسخن الأكل.
علي بخبث:طب ماتاجي إنتِ.
راضية:لو طلعت ماعنزلش تاني.
علي:إيه يعني عنزل أنا أسخن وأجيبلك صينية الأكل بنفسي، سلايفك مافضينش إنهاردة.
فضحكا ثم قالت:إطلع وخلص يا راجل ، العالم بتطلع علينا.
فسار بضع خطوات ثم عاد قائلاً :طب ماتاجي.
فضحكت.
علي:عارف إنك عتحصليني.
راضية:لا.
علي:طب عنشوف.
فضحكت وتركها وصعد بالفعل وهو يتأكد تماماً أنها ستجيء خلفه ، لكنه ما أن دخل حجرته و بدأ يفك أزرار القميص حتى سمع صوت سقوط وارتطام ثم صراخ وعويل............
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(21)
(بقلم :نهال عبد الواحد )
وما أن دخل على حجرته وبدأ يفك أزرار القميص حتى سمع صوت سقوط وارتطام من على السلم قد فزعه مصحوباً بصراخ وعويل.
فجرى مسرعاً لا يدري كيف جرى نازلاً من على السلم والجميع مجتمع حول شخص قد سقط من على السلم وصوت الصراخ لازال يصدع بالمكان.
لكنه نظر هنا وهناك فوجد راضية تقف وسطهم فانطلق نحوها يحتضنها بشدة لا يصدق أنها قد نجت وبعد قليل إلتفت ليرى من قد وقع.
إنها حسنى أمه كانت قد شعرت بالنعاس فصعدت خلف علي وانزلقت قدماها على شيء ما وسقطت وتصرخ ولا تستطيع الحركة.
كانت منال تنوح وتولول بجوارها :يا عيني عليكِ يا مرت عمي ، إن شا الله اللي يكرهك يا حبيبتي ، إن شا الله اللي يكرهك يا حبيبتي ياجيله ويحط عليه.
قاسم:بزياداكي نواح يا ولية إنتِ.
منال:كيف أسكت ماشايفش أمك واللي جرالها ! إن شا الله اللي يكرهك يا خيتي ، وااااه ساكتة يعني يا راضية ؟؟!!!ولا ما صدجتي ؟!!!
راضية:ما صدجت إيه يا ولية يا خرفانة إنتِ ؟دلجيتي تروح وتكشف ونطمن عليها.
فوقفت منال وتحدثها بغيظ: كنك فهمانة إن ماحدش درى بعملتك يا مرة إنتِ.
راضية:بتتحدتي عن إيه ؟؟ ما فهماش حاجة.
منال:إنتِ اللي عملتيها و وجعتيها ، بطلعي عليها اللي عملته فيكِ جبل سابج ، ولا أجولك وأجول جدامهم كلاتهم سر عملتك المجندلة ، كنتِ جصداني أنا ، عايزة تسجطني ، مستخصرة في إني أجيب عيل خامس ، إنكادي بغيظك ماحصليش حاجة ، بس حصل لمرت عمي ، يا عيني عليكِ يا مرت عمي.
راضية:ايه اللي عتجوليه دي؟
منال :بجول اللي حصل ولزمن الكل يعرف ويخلي باله منيكي ، بس إيه اللي يضمنلي إنها ماتكررهاش ، دي مرة سو وعايزة تنتجم مني.
كانت تتحدث وتتصنع البكاء.
كامل:صوح اللي عتجوله دي يا راضية؟
راضية:لا والله ما حصل ! ماأنا جعدة جاركم مااتحركتش من مُطرحي.
قاسم: بجى معجول الغل اللي جواكي يتحول من شغل حريم لإجرام إكده !! وأمي هي اللي تدفع التمن !!!
راضية:لا والله ماحصل !
قاسم:مين يعني اللي عيعوز يسجط مرتي غيرك ؟؟؟ إنتِ وهي ما عتتفجوش.
منال :ويمكن كماني عايزة تسجط أسما عايزة تُبجى هي وبس اللي حبلى.
كامل:عايزة تسجطي مرتي هي حصلت ؟؟؟ جرى إيه يا علي ؟؟!!
راضية:ويمين الله ما حصل ! جسما بالله ما حصل !
منال:وانت عتغلبي ؟ جالو للحرامي احلف ، يا عيني عليكِ يا مرت عمي.
ولا تزال منال تنوح وحسنى تصرخ من شدة الوجع و راضية يزيد بكاؤها وتقسم بكل الأيمانات أنها لم تفعلها ، ولازال يهاجمها قاسم وكامل بينما علي صامت لا ينطق إلا أن قال فجأة بصوته القوي:بس منك ليه ، بينا ننجل أمي ونكشفلها ونطمن عليها.
صدمت راضية من قولة علي تلك ، لكنها إنتظرت حتى يطمئن على أمه.
وبالفعل حمل الثلاثة رجال أمهم ونقلوها للمستشفي وبعد فحصها إتضح أنه كسر في قدمها وتوجد كدمات في باقي جسدها ويلزم وضع قدمها في جبيرة من جبس لمدة لا تقل عن الشهر ونصف حتى إلتئام الكسر.
كان الجميع ينتظر حسنى و أولادها يعودون ، فراضية قلقة بشأنها كثيراً ولم تتوقف عينها عن البكاء.
لكن منال قد جلست على الأرض تنوح تارة وتسب راضية وتدعو عليها تارة أخرى ولسان الحال يقول:
<<شوفتوش يا خلج الله غلاضة عين.... جتل الجتيل واستجبل اللي يواسه >>
حتى جاءوا أخيراً ويحملوها وقدمها بجزء من ساقها موضوع في الجبس فذهبوا بأمهم في حجرة الضيوف في الطابق الأسفل ودخلت معهم راضية ترتب الحجرة سريعاً لتقيم فيها حسنى فأدخلوها فيها فأخذت منهم راضية الأدوية لتعرف مواعيدها لتقوم هي بتمريضها.
كامل :عتعملي ايه ؟
راضية:بشوف مواعيد الأدوية عشان أنا اللي عمرضها.
قاسم بإستهزاء :كن ضميرك صحي وعايزة تكفري عن عملتك.
وكانت طوال الوقت تنظر نحو علي تنتظر منه كلمة في حقها أو حتى نظرة لكنه طوال الوقت لا ينظر إليها وكأنه قد صدق ماقيل.
فردت بقوة وثبات: أنا حلفت بيمين الله إني ماعملتها ! تصدجوا ما تصدجوش ، أنا جارها عشان دي الواجب و الأصول ، ماعكفرش عن غلطة لأني أصلاً ماعملتهاش.
كان علي يستمع لنبرة صوتها تلك ، تلك النبرة القوية يعرفها جيداً إنها نفس طريقتها عندما تحدثت إليه يوم صباحيتهم الأولى... فماذا يعني هذا ؟؟
إنصرف الثلاث إخوان وبقيت راضية بجوار حسنى بصمت وهدوء بعض الوقت وقبل أن تتركها.
راضية:لوتعبتي يامي ولا عوزتي حاجة رني علي عسيب الموبايل مفتوح ، عتلاجيني جيتك عل طول.
وتركتها وذهبت لغرفتها فوجدت علي يجلس على حافة السرير من جانب فجلست من الجانب الآخر كلا منهما يعطي ظهره للآخر في صمت تام.
وبعد مرور وقت طويل قامت راضية ومسكت في يدها مصحفاً و وقفت أمام علي وقالت: إحلف عل مصحف إنك مصدج إني عملتها.
علي: من غير مااحلف إنتِ ما تعمليهاش.
راضية:وسكت ليه؟؟ ما نطجتش بحرف ف حجي ليه ؟؟سيبتهم يتهموني زور ليه ؟؟
علي:عايزاني اجف جدام خواتي عشان كيد حريم.
راضية:لا تسيبهم يدوسوا وياجوا علي ويتهموني تهمة يشهد ربنا إني ماعملتها، ماتنطج رد علي.
علي:أرد أجول إيه ؟ دي حكاية عتاخد يامين وتنتهي وتعدي.
راضية:لا ماعتعديش ، دي كرامتي ، أنا إتهانت.
علي:فضيها سيرة و بطلي رط وكتر حديت.
راضية :علي!!
علي:جلتلك فضيها سيرة، ماهجفش جدام خواتي أناطحهم بالحديت ، جولنا عياخد يامين ويخلص المشوار دي.
راضية:ده آخر جول عنديك ؟؟
علي:عتعملي إيه ؟
راضية:عفوتك يا علي ، عفوتك وأرجع ببت أبويا ، هجعد جار أمك أمرضها لحد ما تطيب ، مش عشان غلطانة وعكفر عن غلطتي كيف مااخوك جالهالي ، لا ، عشان أنا بت أصول وبعمل بأصلي ، وبعديها عفوتك و أمشي.
علي بصدمة :عايزة تطلجي ؟؟؟!!!
راضية:لا ماعجدرش ، ماعجدرش ولا ععرف أكون لغيرك ولا أكون غير على إسمك، لكن ماطيجاش إتحملت بزيادة والكيل طفح ، وإطمن حتى لو أمك جوزتك ابراحتك و ولدك دي تاجي تشوفه براحتك ماععمنعكش عنيه.
علي:راضية !!! إنتِ بتجولي إيه ؟؟
راضية :خلص الحديت ياعلي.
وذهبت للسرير وأعطته ظهرها وظلت تبكي في صمت وهو لازال جالس في صدمة كما هو.
كانت تلك الليلة واللاتي تلتها تزيد آلام حسنى الشديدة وتحتاج لمسكنات وحقن من وقت لآخر.
وكانت راضية تسهر دائماً معها وما أن تذهب لسريرها وتطلبها حسنى فتنزل إليها وتمرضها وطبعاً طوال اليوم تكون بين أعمال المنزل التي عادت تفعلها وحدها من جديد وأيضاً تلبية احتياجات حسنى التي منذ أن جبرت قدمها لم يدخل حجرتها سوى راضية وأبناءها فقط.
وكانت دائماً في صمت لا تتحدث إلى أحد ولا تكترث لأحد ولا لشيء فقد صدمت في علي وتهاونه في حقها وقررت أن تعود لقوتها وصلابتها من جديد.
يا مين لعجلك يعينك
يازينة زينة و رزينة
من بعد صدك وشدك
رديتي عاجلة و هادية
نجول الله يعينك
ويزيح ولاد اللذينه
وكان أشد ما يؤلمها تجاهل علي وكأن شيئاً لم يحدث فلم يحايلها ولم يواسيها ! لقد عاد كبريائه من جديد لم يظهر حتى تأثره من بعدها وفراقها فكانت عندما تخلو بنفسها تبكي كثيراً تحاول أن تفرغ ما بداخلها ربما تفلح لتعاود الصمود من جديد.
تواسي نفسها لقد فات الكثير ولم يبقى إلا القليل وتفك حسنى ذلك الجبس وتنفذ ما قالت..... لكن السؤال....... هل تستطيع ؟؟؟؟
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق