عندما يعشق الرجل-للكاتبة رانيا عثمان
😍عندما يعشق الرجل 😍
المقدمة
متى ستعرفين كم أهواكي يا إمرأة؟
أبيع من أجلها الدنيا وما فيها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأسماك أنشدها
ألا تريني فى بحر الحب غارقا ؟!
وبحرك يرفع مرساتي ويلقيها
يا إمرأتي لا أتذكر إلا رائحتك
حين أمر بالورود أسقيها
يا ذنباً أقسمت بأن لا أعود له
واليوم جئت مكفرا مستغفراً
منذ غبتي عني فلا تمتعت بالنظر
وإن نظرت إلى قلبي سواكي لا أبصر
أحبكي جدا فلا تسأليني الدليل
أرأيت رصاصة تسأل القتيل ؟!
إسأليني عن وطني بين يديكي
ولاتسألي عن إسمي فقد سليت
لماذا تملأ الأشواك طريقنا؟
وبين يديني الملاذ والنجاه
لما عجزت عيني أن تراكي!
ولما عجز قلبي أن ينساكي!
أنتي النعيم لقلبي والعذاب
فما أمرك في قلبي وأحلاكي
بالآهات والأنين أنتظر ربيعا أخضرا
يلامس نبضي في سكون ليلي الضرير
آخذك كبرياؤك من ظلمي بعيداً
وحال غرورى بينى وبينك طويلا
كيف إستطاعتي أن تختصرى
جميع حواء فى إمراة؟!
فشممت على عنقي أنفاسك
لأفق من وهمي على هجرانك
وطنى جبينك فإسمعيني
لا تتركي قلبي سجاني
لم يعد بوسعي حبك أكتر
فصارت شفتاي لا تغطيان شفتاك
كفاكي لعب دور العاشقين معي
وقتلك لي بكلمات لستي تعنيها
إرجعي لي فبعدك لست أعقله
ولا حياة لي إن لم تكوني فيها
..........................................
إذا ميز الرجل إمرأة بين النساء فهو الحب، وإذا أغنته هذه المرأة عن سائر جنسها فهو العشق، فعشق الرجل كالمطر في فصل الصيف نادر وجوده، ولكن عندما يتمكن العشق من قلبه يزهر حياة إمرأته، فالرجل الصادق في مشاعره يستطيع جعل أنثاه سيدة عرش حواء.....
💕💕💕💕💕
الفصل الأول :
خرجت من البنك تجر خيباتها بعد رفض مسؤولي إدارته منحها القرض المالي الذي تقدمت من أجله بطلب منذ عدة أيام وذلك لعدم توفر الضمانات المطلوبة لإتمام الأمر، حالها هكذا منذ بضعة أيام وحال جميع البنوك ذات الإجابة تتلقاها
شعور بالعجز إجتاز أوصالها فلا تدرى ماذا تفعل أو أين المنفذ من تلك المعضلة؟
شاردة شرود قاتل يعبر عن مدى قلة حيلتها لا تعلم أين هى تنهمر دموعها مع تساقط حبات العرق فوق جبينها
أفاقت من شرودها على أصوات مرتفعة تعود للسيارات الكثيرة من حولها لتبدأ تستفق ببطئ من دوامة أفكارها بأنها السبب فى ذلك الإزدحام فهي فى منتصف الطريق وكادت سيارة أن تصدمها ليصرخ بعض الأشخاص فى وجهها فتعتذر سريعاً وتهرول مبتعدة
لتقف بجانب الطريق وترفع يدها لرؤية الساعة بمعصمها لتشهق تلقائياً عندما وجدت أنها تخطت موعد عملها المحدد، لتحاول إيقاف سيارة أجرة عامة فهي ليست بحالة مادية تسمح بتبذير النقود برفاهية، لتهبط بعد مدة أمام الشارع الرئيسي لمقر الشركة التي تعمل بها والتي ساعدها صديقها بالحصول عليها لتقرر الركض بعد ذلك، وبالفعل وصلت ولكن بعد مشقة فجسدها ضئيل وضعيف للغاية
دخلت إلى الشركة لتجدها في حالة من الهدوء القاتل فأيقنت أن صاحب الشركة ومديرها موجود لتزداد خفقات قلبها فهي تخشى طردها وهى فى حاجة ماسة لهذا العمل، فهو شخص منضبط كثيرا فهي تعمل في هذه الشركة منذ أربعة أشهر وكل ما تسمعه أو رأته منه يدل على شخصيته الملتزمة بقوانين العمل فهو لا يقبل كثرة الأخطاء وجاد جدا مع موظفيه، ولكنه مراع فى ذات الوقت، وهي لن تقبل بأن يتدخل صديقها فى أمر يخصها وذلك بعد علمها بسلطته في تلك الشركة
وأخيراً وصلت إلى مكتبها لتجد صديقتها في العمل يبدو عليها الزعر والقلق ففهمت أنها النهاية بالتأكيد
.............................................
رحمة :
إيه يا بسمة كل ده تأخير مستر أحمد موجود وسأل أكتر من مرة عليكى، وكمان انتي إل معاكي ملف الإجتماع فالإجتماع إتأجل
بسمة بأنفاس متقطعة :
ربنا يستر غصب عني وربنا إل يعلم
سهر وهى مديرة مكتب أحمد والسكرتيرة الرئيسية له :
إحنا هنا شركة محترمة يا أستاذة لينا مواعيد نلتزم بيها، إتفضلي مستر أحمد طالبك وأنصحك تجهزي إستقالتك وإنتي داخلة
رحمة :
يا ساتر يارب، بسمة إدخلي وسبيها على الله
بسمة وهي تاخد ملف الإجتماع من حقيبتها وتتجه للمكتب :
ربنا يستر
دقت على الباب وإنتظرت قليلاً ودلفت إلى الداخل بعد أن إستمعت لصوته يأذن لها بالدخول، دلفت تجر أقدامها المرتعشة من التوتر لتجده جالس يتناقش مع صديقه والضلع الآخر لشركته في بعض أمور العمل
بسمة بصوت حاولت جاهدة أن يكون طبيعيا :
مستر أحمد أنا آسفه على التأخير بجد كان خارج عن إرادتي
أحمد ببعض الحده :
دي المرة الكام يا أستاذة، أنا سامحتك أكتر من مرة
بسمة مقاطعة :
أنا عارفة وآسفه إن كنت خيبت ظن حضرتك في كل مرة تديني فرصة تانية، وأنا جاهزة لأى عقاب تشوفه حتى لو كان
لتسكت تستجمع مرارة الكلمة ثم تكمل بصوت مبحوح؛ حتى لو كان الرفد
كانت تنتظر قراره وهي تحاول السيطرة على دموعها من أن تسقط وتكشف هشاشتها أمامهم، أما هو فكان في عالم آخر يتأمل كل إنش بها يرى القلق والخوف باديان على وجهها، وتلك الدموع بعينيها آبية النزول، ذلك الهيكل الهش أمامه، ليعود بذاكرته إلى المرة الأولى التي رأها بها وكيف قام بنقلها من مكتب المحاسبة لتصبح إحدى سكرتيراته بعد أن عجز عن محوها من تفكيره
(فلاش باك)
كانت تركض داخل الشركة فهي قد تأخرت عن موعد الحضور لتصدم به في الممر المؤدي المصعد الكهربائي لتعتذر سريعاً دون النظر، إليه لتتجه للمصعد ولكن دون الإنتباه دخلت المصعد المخصص للمدراء، ليدلف بعدها ويجدها تضغط رقم الطابق الخاص بها وهي تتمتم
بسمة بتوتر :
ياااااارب أسترها ومترفدش
لترتسم إبتسامة صغيرة على جانب شفتيه على شكلها الطفولي، لكنه لم يكن يعلم أن تلك الملامح الطفولية ستأثر قلبه ليطلب بعد يومين بأن تصبح سكرتيرة خاصة له، الأمر الذي تعجب له جميع العاملين بالشركة
(باك)
أحمد :
أنا مش هرفدك بس من إنهاردة هتكوني مساعدتي الخاصة، ياعني كل شغلي ومواعيدي.. أكلي كل شيء في ساعات العمل مسؤليتك ودى فترة إختبار ونتيجتها هتحدد وجودك في الشركة من خروجك منها نهائى
وقبل أن تجيبه أصدر أمره بالخروج وتوجهها إلى مكتبها ومباشرة عملها
بعد خروج بسمة
عماد وهو يغمز له بعينيه :
إيه حكايتك يا بوس؟!
أحمد مصطنع عدم الفهم :
حكاية إيه؟
عماد بمكر :
عليا برده، هي صحيح قمر.......
ولم يكمل جملته لتلقيه أحد الملفات في وجهه؛ ليقهقه عاليا ويكمل :البوس وقع يا ولاد
أحمد بتحذير :
عماد هنا الشركة ياريت تخلى بالك من كلامك
عماد بلؤم :
ما هو علشان الشركة ياعني، أحمد إل أعرفه إنك تسامح مرة والتانية بس الأستاذة غلطتها كترت وكده الموظفين هيتكلموا
أحمد بشرود :
مبقدرش يا عماد؛ مبقدرش ببقى ناوي أطردها وأبقى في قمة غضبي من تأخيرها المتكرر بس أول ما بشوفها بنسى وكأن شئ لم يكن، وكأن غضبي بيكون لأني لسه مشوفتهاش.... قالها وهو يبتسم بسخرية
عماد وهو يصفر :
الله أكبر وإيه كمان يا خويا قول
أحمد بشبح إبتسامة ماكرة:
أقولك على سر؟
عماد بفضول :
ها قول
أحمد بمكر :
لو مخرجتش دلوقتى هعمل فيك إل كنت هعمله فيها
عماد بشهقة مصطنعة :
يالهوي ياسي أحمد إنت فاجئتني وأنا لسه صغيرة
أحمد بغضب:
إطلع بره يا عماد
عماد ضاحكاً :
طالع يا عم متزوقش
في الخارج /
رحمة بقلق :
ها طمنيني
بسمة بإبتسامة رضا:
الحمدلله عدت على خير قالي هبقي مساعدته الشخصية فترة إختبار وبعدها هيقرر إذا هستمر في الشركة أو لأ
سهر بغل واضح :
أعوذ بالله من المشي البطال
كادت رحمة أن تجيبها ولكن خروج عماد منعها
في المشفى /
ترقد طفلة ذات خمس أعوام تستنشق الأكسجين من أنبوب التنفس الإصطناعي المتصل بها مع عدة أجهزة أخرى
الممرضة :
في أمل يا دكتور للبنت دى
الدكتور :
دايما في أمل، وهى إن شاء الله عندها فرصة لو عملت العملية وأنا بلغت والدتها
الممرضة :
ربنا يشفيها
...............................
الفصل الثاني /
في الشركة /
كانت بسمة شاردة في قرارها الذي إتخذته بعد إنغلاق جميع الأبواب أمامها لتفيق على صوت رحمة
رحمة :
يالا يا بسمة الإجتماع هيبدأ
لتومأ لها في صمت وتتجه لغرفة الإجتماعات
في غرفة الإجتماعات /
كان أحمد غاضباً بسبب عدم حضور رئيس الشركة الأخرى وعدم إخباره سابقاً، ولكن مساعديه قدموا له الإعتذار وطلبوا منه تحديد موعد آخر في أقرب وقت لإضطرار رئيسهم للسفر
وبعد خروجهم /
بسمة بتوتر ملحوظ :
مستر أحمد ممكن بعد إذن حضرتك أخد بكرة أجازة، في مشوار مهم لازم أعمله
وكان صمته ونظرته أبلغ من الكلام، لتكمل بصوت منخفض مرتجف :
أنا عارفة إن حضرتك وضعني تحت الإختبار و....
أحمد مقاطعا إياها :
تقدري متجيش بكرة، بس بعد كده مش هسمح بأى تهاون
لتهلهل أساريرها وتبتسم إبتسامة سلبت عقله
بسمة بإمتنان :
شكراً، متشكرة جدا وإن شاء الله هعوض كل التأخير ده، بعد إذنك
وخرجت من المكتب عازمة تنفيذ قرارها فلعله يكون القرار الصائب
بعد خروجها /
عماد وهو يضع يده على كتف صديقه حائراً هل يخبره بسر تلك الفتاه أم لا؛ لتخرج منه عدة تنهيدات تدل على مدى حيرته
أحمد بشك وقلق من أمر صديقه :
في حاجة، مالك بقالك مدة مركز عينك على الباب وواقف ومش بتتكلم؟
عماد بجدية :
لو بتحبها قولها، ومتسيبهاش تضيع منك، بس الأول لازم تعرف عنها كل حاجة، وتتأكد من مشاعرها
أحمد بتنهيدة حيرة إستشعرها صديقه :
مش عارف يا عماد، من يوم ما شوفتها وأنا حالي إنقلب، بدور عليها بعيني في كل مكان، نقلتها مكتبي بالرغم إنها مكنتش كملت تلات شهور، كل إل فكرت فيه إنها تكون قريبة مني
عماد بتفهم :
حبيتها يا صاحبي
أحمد بإقرار :
يظهر كده يا عمدة
عماد بتساؤل:
مش ناوي تفاتحها؟
أحمد:
ربنا يسهل لما نخلص من المناقصة الجاية، صحيح هتسافر امتى؟
عماد:
بعد تلت أيام
أحمد مازحا :
شد حيلك يابطل
عماد بإبتسامة :
قدها يابوص
تقف أمام الباب الخارجي للفيلا بعد أن نزلت من سيارة الأجرة ليهتز بدنها لتلك الذكريات التي عاشتها، فهي منذ وفاة والدها وإختفاء والدتها وجدت نفسها تعيش مع شقيقة والدها، التي كانت في حقيقة الأمر تكرهها ولكنها كانت مجبرة قانونياً بإعطائها جميع حقوقها من ملبس وتعليم وخلافه، إلى أن وجدت نفسها بالجامعة ووجدته......
ذلك الشاب الوسيم ذو العيون الخضراء يحاول التقرب منها بشتى الطرق وهي كانت تصده وتتجنبه، بل وتشكيه لعمتها فهو ابن شقيق زوجها، لتتفاجأ بيوم بطلبه للزواج منها
لتعود من رحلة ذكرياتها على صوت الخادمة التي تهلل لرؤيتها فور فتحها الباب
الخادمة بإبتسامة :
ست بسمة أهلا وسهلا، وحشتينا والله
بسمة بهدوء:
إزيك يا هناء، وأخبار الكل إيه
ليأتيها صوته من أعلى الدرج
(أحسن منك)....
لتنسحب هناء للداخل وهي مشفقة على حال سيدتها
وائل بسخرية :
لما الحرس قالولي إنك هنا مصدقتش، بسمة هانم بنت الأصول بذات نفسها رجعت بعد ما إطلقت بفضيحة
بسمة مسيطرة على ذاتها :
مرجعتش يا وائل، أنا جاية أطلب منك طلب م؛ مش علشاني؛ علشان بنتك
وائل بكره واضح :
ماليش بنات، شوفي جيباها منين
بسمة بعصبية :
إنت إيه حرام عليك، البنت بتموت، لازمها عملية في القلب بأقرب وقت
وائل بعصبية أشد :
روحي للكلب إل خونتيني معاه، ولا مش عارفة مين أبوها
بسمة بإنكسار :
ربنا ينتقم منك
وتتجه إلى الباب لتغادر ولكن توقفت إثر سماع صوته بكلمات جحطت عيناها وقد كانت على وشك الإنهيار وتوقف قلبها بسببها
في صباح اليوم التالي /
تقف أمام مرآتها تتزين مطلقة لشعرها العنان ثم تتجه خارج غرفتها
لبنى :
دادة يا دادة
حسنية :
أيوة يابنتي
لبني:
ماما خرجت
حسنية :
أيوة يا ست البنات
لبنى بدلع :
وست البنات عاوزة تفطر يا سوسو
حسنية بضحك :
هى فيها سوسو يبقى فيها خروجه
لبنى بتصفيق :
دايما فهماني يا عسل
حسنية بحب :
ربنا يحلي أيامك يا بنتي
ثم تتجهان معا إلى المطبخ
في الشركة تحديداً مكتب أحمد/
سهر :
الجواب ده جه لحضرتك بشكل شخصى يا فندم
أحمد :
تمام يا سهر
وأخذ منها الجواب وشرع في قراءته، لتبيض يداه وتبرز عروقها، ويحتقن وجهه بالدماء، وتسود عيناه من شدة الغضب
ليرفع سماعة الهاتف الداخلي ينوي فعل شئ ولكن تراجع عنه عندما إستمع لطرقاتها على باب مكتبه؛ أجل يعلم أنها هي فهو يحفظ جميع تحركاتها عن ظهر قلب، ليحاول تهدئة أنفاسه والسيطرة على غضبه قليلاً ثم آذن لها بالدخول
بسمة :
مستر أحمد ممكن أخد من وقت حضرتك خمس دقايق
أحمد بهدوء مصطنع :
في حاجة
بسمة بقلق من نبرته التي إستطاعت تمييز الغضب بها رغم محاولته إخفائه :
بصراحة يا مستر كنت حابة أطلب من حضرتك سلفة، الحقيقة قسم القروض رفض لكبر المبلغ وأنا لسه موظفة مستجدة
ليبتلع غصة ألم ويخرج صوته غاضبا :
والمقابل؟!
بسمة بدون فهم :
مقابل إيه؟!
أحمد بعد أن رسم قناع البرود ليعبر عن مدى إنكسار داخله :
أديكي الفلوس مقابل إيه
بسمة بسرعة :
حضرتك ممكن تخصم من مرتبي وتزود ساعات العمل و....
لتتفاجأ به يقاطعها وينهض ويتجه لها
أحمد ببرود :
أنا عاوز مقابل تاني
بسمة بتوتر من قربه :
مقابل إيه حضرتك
أحمد وهو ينظر لها بشراهة :
إنتي........
...........
الفصل الثالث /
بسمة بشهقة وغضب :
إيه إل بتقوله ده!!؟
أحمد ببرود :
بقولك إنتي مقابل الفلوس
بسمة بعصبية :
أنا مش للبيع وإستقالتي هتوصلك حالا
إلتفتت لتغادر ولم ترى إبتسامة الرضا المرسومة على شفتيه، ولكن تلك الإبتسامة لم تدم طويلاً، بل تحولت لبركان من الغضب وهو يستمع لكلامها
بسمة بإستسلام فهو الحل الوحيد المتبقي لها لتنقذ إبنتها :
موافقة بس بشرط
لم يعلق فإستدارت لتواجهه ثم إسترسلت :شرطي الجواز
أحمد بسخرية :
وتفتكري هقبل أتجوز واحدة باعت نفسها بالفلوس
إبتلعت غصة كلامه وإصطنعت الصمود وقالت :
حضرتك مش هتتجوزني قدام الناس
أحمد بسخرية لاذعة :
عرفي؟ هو ده بقى إسلوبك علشان تحللي حجابك ده
بسمة ببرود مصطنع :
عقد جواز عند محامي ويتسجل، ياعني هيبقى قانوني، وينكتب مدة الجواز ياعني زي عقود الشراكة إل بتعملها مع الشركات التانية كده
أحمد :
أممممممم لأ ذكية عجبتيني، بس أنا هتم الجواز عند المأذون، ما هو أنا مش هغضب ربي بسببك
بسمة بنفاذ صبر يبقى هينكتب شرط جزائي قيمة ثروتك كلها، في حال متمش الطلاق في الميعاد المحدد في العقد كل أملاكك هتبقى ليا
أحمد بغل :
هو ده إل إنتي عاوزاه بقى، عموما موافق
بسمة :
الفلوس تبقى جاهزة بكرة ومعاهم العقد، أنا محتاجة ربع مليون وتقدر تكتب في العقد المدة إل تشوفها مناسبة للمبلغ ده، بس التنفيذ هيبقى بعد بكرة، ومش محتاجة كلام هينكتب في العقد بعد الإنتهاء شغلي مش هيتأثر والفترة إل هغيبها أجازة شخصية
أحمد بإستحقار :
ده لو إنبسطت منك، وكفاية عليكي إسبوع والمكان الشاليه بتاعي
بسمة بإنكسار :
ماشي بعد إذنك
وخرجت بسمة من المكتب بل الشركة كلها غير مدركة لحالة الهرج التي أحدثتها
...............................................
تقود سيارتها تدندن مع الموسيقى لتتفاجأ بإصطدامها بسيارة أخرى حينما إنشغلت عن الطريق بإمساك هاتفها بغرض القيام بإتصال
لبنى بفرع :
يانهار إسود
ونزلت من السيارة تتفحص الأضرار بها وبالسيارة الأخرى
: ..............
إنتي يا أستاذة إيه إل هببتيه ده
لبنى بأسف :
أنا آسفه مأخدتش بالي
وليد بغضب وهعمل إيه بأسفك، مبتعرفوش تسوقوا بتركبوا عربيات ليه، تخبطي العربية وهي واقفة يا جبروتك
لبنى بعصبية :
ما خلاص يا أستاذ قولت آسفه، وتكلفة تصليحها هدفعها من معايا
وليد وقد استشاط غضبا من إسلوبها :
تكلفة إيه يا بتاعة إنتي، إمشي من وشي بدل ما أخدك على القسم وهما يوروكي التكلفة الحقيقية
لبنى بذعر :
خلاص آسفه معلهش
ثم هرولت من أمامه تاركة إياه يغلي من الغضب
............................
تباً لقد خدعتني ببراءتك المزينة بزي ملتزم وصوت تغريد العصافير فيبدو لي أني كنت أبصرك ولا أراكي، كنت أحب شرارة النظرة الأولى لكي، وجاذبيتك الآسرة للوجدان، فشعرت بإنزلاقي في الوقوع في عشقك وأفقت بخجنر في صميم وجداني، أهديتني الكذب وتركتني في حيرة ولكن مهلا لكي سأقتلع روحك بين أسناني
........................
عماد مسرعاً إتجاه المكتب :
في إيه يا سهر
سهر بذعر :
معرفش يا فندم مستر أحمد كسر المكتب كله
عماد بقلق :
ربنا يستر
ويتقدم إلى الداخل ليرى أن ليس هناك شئ بمكانه
عماد بقلق :
مالك يا أحمد؟ في إيه؟ إيه إل حصل؟
أحمد بوعيد :
لسه محصلش
عماد :
طمني في إيه، إيه إل مخليك كده، إنت عمرك ما كنت في الحالة دي قبل كده
أحمد بهدوء مصطنع :
سيبك مني دلوقتى بعدين أحكيلك، وأجل سفرك، أنا هاخد من بكرة أجازة عشرة أيام سلام
ولم يترك له فرصة للرد بل أسرع إلى الخارج تحت أنظار الجميع
في المشفى /
بعد أن قبلت رأس إبنتها وقلبها يعتصر من الآلم لرؤية فلذة كبدها بهذه الحالة، وجهت أنظارها لمن يقف خلفها بعيون متسائلة حائرة ولسان عجز عن النطق ليفهم هو ويبادر
وليد مطمئناً :
إن شاء الله هتبقى كويسة وطالما الحمد لله قدرتي تدبري الفلوس نقدر نجهزها دلوقتي للعملية، أنا آسف يا بسمة مقدرتش أساعدك
بسمة مقاطعة إياه :
إنت إهتميت ببنتي في غيابي وإتنازلت عن أتعابك كدكتور عاوز تعمل إيه تاني أكتر من كده
وليد بصدق :
أنا معملتش حاجه قصاد إل إنتي عملتهولي زمان، ولولا إن العملية كبيرة ومحتاجة تجهيزات كتيرة كنت عملتهالها في مستشفى حكومي وساعتها مكناش هنحتاج الفلوس دي كلها
بسمة بإرهاق :
كله خير، عموما الفلوس هتبقى جاهزة بكرة، مصاريف إقامتها المدة إل فاتت ومصاريف العملية والإقامة بعدها، المهم تطمني أول بأول في التليفون زي ما فهمتك، أنا مش هقدر أكون موجودة لازم أسافر أسبوع تبع الشغل ومش هينفع أرفض بسبب القرض
وليد ببسمة عملية مطمئنا إياها :متقلقيش إن شاء الله هتبقى كويسة، بعد خروجها من العمليات هتقعد أقل شيء خمس أيام في العناية المركزة وبعدها هتتنقل غرفة عادية، ياعني لما ترجعي بالسلامة هتلاقيها كويسة إن شاء الله
في مكان مجهول /
مجهول 1:
أؤمرني ياباشا
مجهول 2:
عاوزكم تراقبولي أحمد كويس الفترة الجاية، كل أخباره تكون عندي
مجهول 1:
تمام ياباشا
في مكتب أحمد /
دخلت بسمة بعد أن إستأذنت لتجده جالس بشرود وفي يده ورقتين
بسمة :
أنا جاهزة الإتفاق
أحمد وهو يعطيها إحدى الورقتين :
ده العقد إقرأيه
بسمة بعد أن قراءته :
وفين الفلوس؟
أحمد بسخرية :
مستعجلة أوي خدي
وناولها حقيبة صغيرة
بسمة متجاهلة سخريته :
أظن ده إتفاق يا أستاذ أحمد، بعد كده لو سمحت مافيش داعي للكلام ده، وياريت حضرتك متنساش بعد الأسبوع ما يخلص تنسى الكلام ده
ثم قامت بالإمضاء على الورقتين كما فعل هو لتجفل على صوت طرقات ودخول سهر ومعها ثلاث رجال
سهر بعملية :
حضرتك الحاج عبد الرازق وصل
أحمد :
تمام روحي إنتي، إتفضل يا حاج
وبعد خروج سهر /
أحمد لبسمة :
ده المأذون ودول الشهود، إتفضل يا مولانا
وشرع المأذون بكتب كتابهم ليعلنهم بعد فترة زوجا وزوجة
المأذون :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
بعد خروج المأذون ومن معه
تنهض بسمة وتنوي التوجه للخارج ولكن يده كانت أسرع منها ليجذبها من أحد ذراعيها ويدفعها في إتجاه الحائط تحت شهقاتها وإعتراضها ومحاولة الفكاك منه، ولكنه أمسك بيدها الحاملة لحقيبة النقود كأنه يذكرها بدفعه ثمنها، لتكف عن المقاومة، فيقوم بتقبيل شفتيها بشراهة وقسوة، قبلة تعبر عن مدى غضبه، وهي تتأوه بين شفتيه لتزيد تأواتها قوة قبلته أكثر لتشعر بمذاق الدم بفمها فتحاول إبعاده ولكنه يمسك يديها الإثنتين بإحدى يديه واليد الأخرى يثبت بها رأسها ليقبلها قبلة بعد قبلة، لتتحول قبلاته من القسوة إلى اللين ومن الغضب إلى الرغبة، فتشعر هي به وتحاول إبعاده مره أخرى
فيفصل قبلته ولكن لا يبتعد
أحمد بلهاث:
أظن دفعت التمن
بسمة بألم ودمعة خائنة تسقط من عينها :
عارفة بس إحنا في المكتب
ليقوم بتقبيلها قبلة سريعة ، ثم ابتعد عنها متجه لمكتبه
أحمد ببرود عكس البركان بداخله :
بكره الصبح تكوني موجودة في الشاليه
ثم يعطيها بعض النقود
ودي فلوس تشتري بيها لبسك الفترة إل هتقعديها معاية، وطبعاً مش محتاجة أقولك لبسك ده هيكون إزاي، إنتي جاية تبسطيني
بسمة بعد أن أعدلت ملابسها وحجابها :
بعد إذنك
غادرت وتركته يعاني ذكراه مع قبلتها التي أججت النيران في قلبه، وجعلت كل خلايا جسده مطالبة لها، وكل ذرة بداخله تريدها حد الجحيم، فهو يريد إلتهامها فهي تفعل به مالم تفعله غيرها
..................................
وبعد ذهابها المشفى وتسديد فاتورتها، ودعت إبنتها وهي تجاهد أن لا تفقد الحياة من كثرة الضغوطات عليها
توجهت إلى أقرب محل ملابس نسائية وطلبت من العاملة مجموعة من القمصان والغلالات المناسبة لعروس ذاهبة لشهر العسل، فأحضرت العاملة الكثير من تلك الأشياء لتأخذهم وتذهب إلى بيتها بعد دفع ثمنهم
...............................
في فيلا وائل /
يجلس على مكتبه بشموخ يتابع الأوراق بيده
وائل:
وحدد الإجتماع إمتى؟
مساعده :
بعد عشرة أيام يا فندم
وائل :
تمام كل حاجة زي ما إتفقنا تحصل مفهوم
في صباح اليوم التالي /
توجهت بسمة إلى مكان الشاليه، فهي وجدت ورقة بداخل النقود مكتوب بها عنوانه، وكأنه يريد إذلالها بكل الطرق، وعندما وصلت وجدته منتظراً أمام الشاليه
أحمد بسخرية بعكس رغبته القاتلة في دفنها بين أحضانه :
أهلا يا مدام، إتفضلي متتكسفيش
تبعته بسمة للداخل دون التحدث بأي كلمة فعقلها مع صغيرتها التي ستدلف لغرفة العمليات في هذا الوقت
ليوجهها هو لغرفة النوم الرئيسية، ثم يقترب منها وهي كالتمثال لا تتحرك لا تعي ما يحدث حولها، ليقوم بحل رباط حجابها ويسدل شعرها الأسود الناعم الذي لم يصل لنصف ظهرها مما يزيده رغبة بها، فهي تجعله شغوف بها أكثر وأكثر، ليحاوط خصرها بيديه وعينيه مثبتة على وجهها وخاصة عينيها الذابلة التائهه، فشعر أنها ليست معه ولا تشعر به ليقوم بجذبها وتقبيلها قبلة ضاربة إستطاع بها إفاقتها على واقعها لتجد نفسها بين أحضانه، حجابها ملقى بإهمال وهو يقوم بتقبيلها ويجذبها إلى الفراش دون فصل قبلته، لتشعر بإنسحاب الدماء من عروقها وتنهمر دموعها بغزارة
أحمد بغضب بعد أن إبتعد عنها :
إل يشوف دموعك دي يفكر إنه غصب عنك مش بمزاجك، أو إني أول رجل في حياتك، ولا إنتي بتعملي كده مع كل واحد
لتنصدم بسمة مما تفوه به ولكن صدمتها الأكبر عندما وجدته يصرخ بجنون
أحمد بصراخ وغضب :
مش هتقدري تضحكي عليا، إنتي مجرد عاهرة بتبيع نفسها بالفلوس
قالها وهو يبدأ بضربها شيئاً فشيئاً ليصبح أكثر قوة مع إزدياد غضبه، لتصبح ضرباته أكثر غلظة وقسوة، وكلما زاد صراخه وقسوته زاد الرعب بداخلها فهي الآن تعيش ما هربت منه سابقاً
أخذت تتوسل له ببكاء وضعف بأن يتركها، ولكنه وحش ثائر، قلب جريح، لا يسمع ولا يرى غير غضبه منها، لتهدأ ثورته وهو يجدها تستسلم للإغماء
ليتسطح بجانبها مستسلم للنوم بعد إنهاك قلبه وعقله والآن جسده
في مكان آخر /
مجهول 1:
عرفنا يا باشا إنه أخد أجازة من الشركة عشر أيام ودي أول مرة
مجهول 2:
راح فين؟ ما هو أكيد مش هيفضل في البيت!
مجهول 1 بإبتسامة ماكرة :
في الشاليه،؛ ومش لوحده
مجهول 2:
هههههههههه حلو الكلام
في الشركة، في مكتب السكرتارية /
عماد وهو يتوجه للمكتب :
أستاذة رحمة حصليني على جوه
رحمة بهدوء:
حاضر يا فندم
ودلفت للداخل بعد دخوله مباشرة
عماد بشئ من الحدة :
ممكن أفهم مالك
رحمة مصطنعة عدم الفهم :
مالي حضرتك
عماد بغضب :
رحمة متجنننيش إنتي فاهمة أقصد إيه كويس
رحمة ببعض الغضب :
فاهمة إيه، حضرتك تيجي تقولي إنك معجب بيا وبعد كده.......
عماد بنفاذ صبر :
بعد كده إيه!
رحمة بغضب :
أنا شوفتك إمبارح وإنت رايح شقة بسمة، وفضلت فوق أكتر من ساعة، تقدر تقولي كنت بتعمل إيه فوق؟؟ لتكونوا بتراجعوا ملف مهم؛ كنت قولي أجي أساعدكم
عماد بتذكر فبسمة إتصلت به لتخبره بسفرها بعطلة :
اه وإنتي بقى شكيتي إن في بينا حاجة، ومش بس شكيتي فيا لأ في أخلاق صاحبتك كمان
رحمة ببكاء:
أنا مصدومة فيكوا إنتوا الإتنين، أنا مش قادرة أصدق إن بسمة تطلع من النوع ده، وإنت أنا أنا.........
ولم تستطع إكمال كلامها
عماد بهدوء فهو يعلم أن لها كامل الحق بالتفكير هكذا :
رحمة لما بسمة ترجع من الأجازة إسأليها، بس عاوز أقولك حاجة مهمة أنا إمبارح طلبت إيدك من والدك ومستني ردك بعد رجوع بسمة
.................................
حبيبتي كلمة لا أقولها بلساني؛ فأنتي نبض قلبي؛ ووردة بستاني؛ وأمل حياتي وكياني؛ أنتي بسمة عمرى وزماني
تنتفض إثر دقة هاتفها لتحاول النهوض وبذل الكثير من المجهود لتستطيع الوصول إلى حقيبتها وإخراج الهاتف لتسرع في الرد بعد أن رأت إسم وليد فعلمت بأن إبنتها خرجت من العمليات
بسمة بلهفة :
ألو أيوة يا وليد طمني
لتسكت تستمع إلى الطرف الآخر في ترقب، ثم تهلهل أساريرها بإبتسامة جعلت من يقف بجانبها يريد إقحامها داخل روحه
بسمة بإمتنان :
ربنا يخليك، وإن شاء الله على ميعادنا بعد أسبوع
وأغلقت الهاتف، وكادت الإلتفات لتتفاجئ به بجذبها من ذراعها لتواجهه ثم يصفعها بقوة أسقطتها أرضا
أحمد صارخا :
مبضيعيش وقت، بتاخدي ميعاد تاني وإنتي لسه معايا، بس قوليلي ليه الجواز طالما مافيش عدة
ليبدأ بعد ذلك بضربها بقوة وقسوة لم تعهدهم قبلا وكأنه يصارع
في فيلا عماد /
يجلسان ثلاثتهم يضحكون ويمرحون، فتلك السيدة عوضتهم عن والدتهم
لبنى :
كنت هموت من الرعب أول ما قال قسم،؛ يالهوي يا عمدة أختك كانت هتبقى رد سجون
عماد من بين ضحكاته :
والله تستاهلي علشان تتهدي شوية
حسنية :
يخص عليك يا عماد متقولش لأختك كده
لبنى مغيظة إياه :
شوفت بتحبني أكتر منك
ثم تقوم بتقبيلها على جبهتها وهي تتمتم :ربنا يخليك ليا يا سوسو
:.........
الله الله مجتمعين وعاملين تضحكوا ولا كأن الأستاذ عامل مصيبة
حسنية :
أهلا إنتصار هانم تحبي أحضرلك العشا
إنتصار متجاهلة إياها :
ممكن أفهم إيه إل عملته ده
عماد ببرود :
عملت ايه؟؟
إنتصار بغضب:
إزاي تتقدم للبنت دي!
عماد بهدوء مصطنع :
وفيها ايه؟
إنتصار بغضب أشد :
إنت هتستهبل؛ فيها كتير، البت دي مش مستوانا، ولا تنفع تكون زوجة لك
عماد بغضب وصراخ :
إسمها رحمة مش بت، ولو وافقت هتجوزها ومافيش حد هيمنعني، والأحسن تتقبلي الفكرة دي، وبالنسبة للمستوى إل بتتكلمي عنه فده شغلي وتعبي وأنا أحق واحد يعرف مين تنفع زوجة ليه ومين متنفعش
..................
يقف على الشاطئ لا يستطيع تصديق أن الفتاة التي أثرت قلبه ليست سوى عاهرة، ولكن كيف ذلك ومظهرها لا يدل
عقله :
المظاهر خداعة
قلبه :
عيونها بريئة
عقله :
عيونها حرباية
قلبه :
إحساسي بيها مختلف
عقله :
خدعتك، وإن كيدهن عظيم
قلبه :
دي غير أي واحدة قابلتها، ما أنا مر عليا كتير وأقدر أميز
عقله:
متخدعش نفسك، وافقت ليه لو شريفة؟
قلبه :
ما يمكن كانت متجوزة
عقله :
ما هي دلوقتي متجوزة
لينتهي الصراع يتغلب العقل، وعودته مثل الإعصار للشاليه، دخل يبحث عنها ليدلف لداخل الغرفة لتجحط عيناه مما رأى
فقد وجدها كما تركها منذ ساعات، ملقاه على الأرض تملأ وجهها ويديها الجروح والكدمات، وجميع ملابسها مغطاة بالدماء نتيجة لجروح جسدها، ليهرول إليها سريعاً ويتفحص نبضها بخوف ليجده ضعيف ولكنه تنفس الصعداء لوجودها على قيد الحياة فأخر ما يريده أن يقتل حبيبته بيده
تركها ثم توجه للحمام الموجود داخل الغرفة وقام بملئ حوض الإستحمام بالماء الدافئ، وخرج ليعود حاملا إياها كطفلة صغيرة ثم يصعد لداخل حوض الإستحمام ويجلس ويجلسها فوق قدميه بحذر
لتشهق فور ملامسة الماء لجروحها وتأن بوجع وبكاء ليضمها إيه أكثر
أحمد بحب وندم :
إهدي أنا آسف، متخافيش
لتتعالي صوت شهقاتها أكثر وأكثر ونحيبها يعلو
أحمد :
هشششششش متخافيش
ليجدها بعد مدة من الوقت إستكانت وهدأت بين يديه لينظر لها ويجدها إستسلمت للنوم، فيقوم بحملها بحذر ويتوجه للأريكة الموجودة بالغرفة ويضعها فوقها ثم يتجه إلى خزانة الملابس وينزع ملابسه المبللة ويرتدي أخرى، وبعد ذلك فتح حقيبة ملابسها وأخذ منها قميصا بطريقة عشوائية وإتجه لها ونزع عنها ملابسها ليقف مشدوها مصدوما من آثار قسوته التي تركها فوق جسدها الهزيل، ليقترب منها بحذر ويلبسها ذلك القميص ثم يحملها ويضع جسدها الضعيف المستسلم له فوق الفراش وكأنها ماسة يخاف كسرها وكأنه لم يفعل
في فيلا وائل /
يجلس بشرود على فراشه ينفث دخان سجائره وينظر إلى تلك القابعة بجانبه ليختلط عليه الأمر فلا يرى وجهها بل يرى بسمة
ليصرخ بها :
خاينة خاينة
ويقوم بإحاطت عنقها بيديه، فتشعر هي بإقتراب موتها لتوقف الهواء عن التدفق فتحاول التملص وهي تحاول الكلام، ليستفق على حقيقة أنها ليست بسمة ويبعد يديه ولكن لا يبتعد ويهبط يقبلها ويده تمتد لإغلاق الإضاءة بجانبه
في مكاننا المجهول /
مجهول 2:
ها إيه الأخبار؟
مجهول 1:
بعد ما خرج أول يوم وفضل على الشط طول النهار مخرجش بعدها غير بليل متأخر للصيدلية والسوبر ماركت وبقالهم دلوقتى تلت أيام محدش خرج
مجهول 2بمكر :
يظهر إنها عجباه عجباه أوي
مجهول 1بإبتسامة وشرود:
مش لوحده
مجهول 2بضحك:
هتنولها متقلقش
مجهول 1:
تسلم يا كبير
.................................
الفصل /الرابع
تجلس على الفراش تنظر له بغموض ليقاطع شرودها
أحمد :
بتبصيلي كده ليه
بسمة :
ليه؟
أحمد بعدم فهم :
ليه إيه مش فاهم
بسمة :
أنا نمت يومين ولما فقت لقيتك مداويني وأهو بقالنا يومين تانيين
ومقربتش منى،
أحمد بسخرية :
بتعملى شغلك بضمير
بسمة متجاهلة سخريته :
أحب أفكرك إني بكرة هكون حرة ودي آخر ليلة لينا هنا
أحمد وهو يقترب منها ليهمس :
دي دعوة صريحة؟
بسمة بجمود :
مبحبش أبقى مديونة لحد، إنت دفعت فلوس ولازم تاخد حقك
إنتظرت إجابته ولكنه لم يرد لترفع عيناها له لتجده شارد بها
أحمد لنفسه :
قلبي وجعني عليكي أوي مش قادر أنسى منظرك وإن أنا السبب في وجعك الأيام إل فاتت
عندما وجدته أطال النظر لها والسكوت حليفه قامت وهي تجاهد السقوط فجسدها ما زال ضعيفا وتوجهت لحقيبتها وأخذت ملابس الصلاه وخرجت من الغرفة تحت نظراته المتعجبة منها فهي منذ إفاقتها لا تترك صلاتها
بعد إنتهائها توجهت إلى الشرفة تنظر إلى البحر بشرود عله يريح قلبها المضطرب من أفعاله معها، فهي فى الأيام الماضية رأته بأكثر من شخصية ففي أول يوم ذكرها بوائل وما فعله معها ولكنه بعد ذلك قام بمعالجة جميع جروحها وكدماتها وواظب ع ذلك وكان يطهو لها أيضاً ومع ذلك لم يقترب منها أو حتى حاول إهانتها مرة أخرى رغم الغضب الذي تراه في عينيه أحياناً والرغبة أحياناً أخرى
إحتارت في أمره لتخرج منها تنهيده قوية تعبر عن مدى حيرتها، لتجفل على حركة يديه وهو يحاصرها ويجذبها إليه ليلتصق ظهرها بصدره
أحمد :
هتفضلي واقفة هنا كتير
لتلتفت له
تبا لك أيها الغضب، ولتمت أيها العقل، فهذه الحورية إمتلكت قلبي
كان هذا ما يفكر به عندما رأي تلك العيون اللامعة ببراءة
وقبل أن تجيبه كان يحملها بين يديه ويتجه للغرفة ويجعلها له أمام الله لتصبح زوجته
في منزل رحمة /
والدة رحمة (سعاد) :
رحمه إنتي يا بنتي سرحانة في إيه مش بكلمك؟!
رحمة بتوهان :
أيوة يا ماما لسه مقررتش وبعدين المهلة لسه منتهتش
سعاد :
ربنا يهديكي يا بنتي
وتركتها تتخبط في أفكارها
فى شركة الأحمدي /
كان يترأس طاولة الإجتماع
وائل :
إجتماعنا في شركة التصدير إمتى؟
أحد الأشخاص :
يوم الخميس بعد يومين يا فندم
وائل :
تمام كل حاجه تبقى جاهزة وقبل ما نروح تبعت ورد تاني مع الإعتذار وتأكييد الميعاد
فى الشاليه /
إستيقظ قبلها ليتأمل وجهها وهو لا يصدق أنها كانت بين يديه، شعر بها تستيقظ ليرسم البرود على وجهه
بسمة :
أنا متشكرة على علاجك وإعتنائك بجروحي
أحمد :
بتشكريني وأنا السبب فيها
بسمة :
يمكن تكون السبب بس إنت كان ممكن متعالجنيش وتهتم بس بالإتفاق
كاد الرد ولكن صوت رسالة هاتفها أوقفه
الرسالة /
وليد :(متنسيش ميعادنا)
لتشعر بوجع في يديها لتجده ممسك بكفها بقسوة لتصرخ بآلم
أحمد بغضب مكتوم :
الباشا إل بعدي مستعجل ولا إيه
تجاهلته وردت ببرود :
إتفاقنا مدته إنتهت، ياريت تنهي العقد
أحمد ببرود مصطنع :
إنتي طالق
ثم توجه للخارج وتركها تلم أشيائها وتخرج من الشاليه ومن حياته الشخصية كما يعتقدان
...........................................
فى نفس المكان المجهول /
مجهول 1 :
إتفضل يا باشا الصور
مجهول 2:
تناول منه الصور وأخذ يتفحصها وهو يقول لأ حلوة فعلاً
في المشفى /
تمشي بسمة أقرب إلى الركض لتصل لغرفة إبنتها لتصل إليها وتجد الممرضة تطعمها
بسمة بلهفة وهي تقترب لإحتضانها :
ملك
ملك بإبتسامة :
ماما وحشتيني أوي
بسمة :
يا روح قلب ماما إنتي وحشتيني أكتر
ملك بطفولية :
أنا زعلانة منك مش بتيجي وسيباني لوحدي
بسمة :
آسفة يا قلب ماما، كنت مسافرة في شغل، بس إنهاردة هقضي اليوم معاكي وأنام فى حضنك
وليد بعد دلوفه :
إيه يا ست ملك نسيتي وليد بسرعة وعاوزة ماما أنا زعلان
ملك بضحكة طفولية :
هجيبلك آيس كريم وأصالحك
فيضحكوا جميعا
...................................
لاهو ولاهي يعلمان ماهية ما بداخلهم ولكنهم بأن شيئا يجري بينهم وكان حقا مذهلا
ف صباح اليوم التالي /
دلف يبحث عنها بعينيه وهو لا يشعر بذاته ولا يستطيع السيطرة على شوقه ليجدها تقوم بعملها ولكنه تفاجئ بها تنظر بإتجاهه ليبعد ناظريه ويتجه للمكتب
بسمة لنفسها
هو إيه ده أنا عرفت إزاي إنه موجود معقولة أكون حسيت بيه؛ لأ طبعا إيه الهبل ده يمكن البيرفيوم بتاعه، لتضحك بعدها كالبلهاء ولكن تفيق وتنهر نفسها :
فوقي يا بسمه من الكلام ده إنتي بالنسبة ليه واحدة باعت نفسها بالفلوس وهو بالنسبة ليكي ممول كنتي محتاجاه لإنقاذ بنتك وبس
لتبدأ بعدها بمباشرة عملها ولكن تتوقف مرة أخرى لرؤية رحمة
بسمة :
رحمة إزيك فينك يابنتي رنيت عليكي كتير بعد ما جيت من الأجازة وعرفت إنك أخذتي أجازة خير
رحمة :
بصي يا بسمة أنا أخذت أجازة مخصوص علشان أتجنبك
ثم قصت عليها كل ما حدث بينها وبين عماد، لتتفاجأ برد فعلها، ولكن ليس لوحدها من تتفاجأت فلا أحد رأى بسمة تضحك بهذه الطريقة من قبل ولا ذلك الواقف خلف الباب يتابعها بعينيه ظنا منه أنها لا تراها ولكنه مخطئ فهي وللسخرية شعرت به، ولكنه أغلق الباب بقوة تعبر عن مدى غضبه بعد نهرها عن الضحك ولكن غضبه كان بسبب عماد الذي إقترب من مكتبها هي ورحمة ليهمس لها
عماد :
بقالي سنين مشوفتش الضحكة دي
رحمه بصدمة :
نعم سنين!!
بسمة :
ما هو أنا مقدرش بصراحة مضحكش إنتوا الإتنين أهبل من بعض
عماد :
كده برده يا بسبس
بسمة ببعض الحدة :
عماد إخفي من وشي بدل ما أنسى إننا في الشركة
عماد رافعا يديه بطريقة كوميدية :
وعلى إيه، بس فهمي إل الأستاذه إل جمبك لأنا شكلي هبور من غير جواز وذنبي في رقبتك
بعد دلوف عماد خلف أحمد وبنفس اللحظه التي إنغلق بها الباب تفاجأ بلكمة من أحمدجعلته يترنح
عماد بإبتسامة رغم عيظه من صديقه المغفل ولكنه يعلم أنه غضب بسبب غيرته :
مقبولة منك يا سيدي، بس بما إنك واقع كده متقولها وتخلص يمكن نخلص منك
أحمد بغضب :
كنت بتقولها إيه؟
عماد مشاكسا :
كنت بقولها ضحكتك حلوة كلك على بعضك....
ولم يكمل لتلقيه لكمة أخرى
أحمد :
إنت مستفز
عماد :
ماشي يا بوص، بس أحب أقولك إني كنت بطلب منها تتوسطلي عند رحمة علشان توافق تتجوزني
أحمد بصدمة لكن بفرحة لصديقه :
بجدنويت ألف مبروك
ويقوم بإحتضانه ويبدله عماد الإحتضان :عقابلك يا كبير بس نصيحه مني خد خطوة بدل ما تطير منك
عند بسمة كانت تضحك بخفة على وجه صديقتها وتعابير الصدمة التي تعتليه
رحمة بصدمة :
هي إيه حكاية الأفلام دي
بسمة :
بصي يا رحمة أنا حكيتلك بس علشان تفهمي طبيعة علاقتي بعماد، صدقيني عماد بيحبك اديله فرصة يثبتلك وياريت الكلام إل قولتهولك يفضل بينا
رحمة مؤكده :
أكيد يا بسمة، بصراحه كده أنا عاوزه أعتذر منك على سوء ظني بيكي بس أنا كنت محتارة ومش فاهمه حاجة
بسمة بإبتسامة :
وأنا سامحتك لأنك معذورة ويالا بقى خلينا نفرح بيكوا
كادت أن تجيبها ولكن رنين الهاتف الداخلي أسكتهم
بسمة بعملية بعد رفع السماعة محاولة السيطرة على تلك الدقة الغريبة عنها بداخلها :
أيوه يا مستر /حاضر /ثواني وأكون عند حضرتك
ثم أمسكت بعض الملفات واتجهت للمكتب، وبعد الإذن لها بالدخول تقدمت منه لتعطيه إياها ولكن سقطت منها على المكتب إثر ترنحها، وقبل سقوطها كانت ذراعي عماد الأقرب لها لتستقر في أحضانه لتتثبت بذراعه وهي تضع رأسها ع صدره، وكان وضعها هذا كفيل له بإراقة دماؤها فود لو ينتزعها من أحضان صديقه وإبراحه ضربا ولكن تصنع البرود بجدارة، وجلس بهدوء ينظر لها في أحضان عماد الذي ينظر له ليري رد فعله، كان تمسكها بعماد كفيل ليجعله يظن أنها تريد الإقاع به لصالحها مقابل المال مرة أخرى فلم يستطع التحمل وأخذ نفسه وخرج من المكتب
عماد بقلق :
بسمة إنتي كويسة؟ وأخذ يتحسس جبينها
بسمة :
كويسة الحمد لله متقلقش
عماد :
ماشي يا حبيبتي إهتمي بصحتك أكتر من كده
بسمة :
إن شاء الله يالا أنا هروح ع مكتبي
خرجت وتركته في حيرة من أمره هل يخبر صديقه بحقيقة ما يجمعهم أم ينتظر ليتأكد من مشاعره إتجاهها
................
بعد ما يقرب الساعة وقفت سيارة كبيرة تدل ع مدى ثراء صاحبها أما الشركة، ليترجل منها وهو ينظر للمدخل كفهد ينظر إلى فريسته
وائل لنفسه :
دلوقتي بدأ اللعب يا بسمة
دخلت بسمة لمكتب أحمد لتخبره بإقتراب موعد الإجتماع ولكنها لم تجده لتلتفت مرة أخرى للخروج ولكنها تتفاجأ بمن يغلق الباب ويصدمها به
بسمة بخضة :
مستر أحمد حضرتك بتعمل ايه، وحاولت الفرار من بين يديه رغم الصوت بداخلها يحثها على الثبات
أحمد بغل :
كنتي في حضنه مستمتعة، فرحانة بنجاحك في أول حركة علشان توقعيه صح، إتعودتي تبيعي نفسك حتى لو على حساب هدم سعادة صاحبتك، مهنش عليكي تشوفيها بتتجوز زي باقي البنات المحترمة وإنتي مجرد عاهرة فقولتي تحاولي مع عماد وأهو تطلعلك بقرشين حلوين، أنا هديكي الفلوس وتسيبي عماد بلاش تدخليه حياتك القدرة، خليه يتجوز إل بيحبها
صمت بعد أن شعر بالإنتصار عليها لكشف مخططها ولكن لم يدم ذلك الشعور ليتفاجأ بصفعة على وجهه
بسمة بغضب :
دي آخر مره تكلمني فيها بالطريقه دي، وبالنسبه لرحمة وعماد إنت مش مسؤل عنهم، أقولك على سر إنت مش متقبل فكرة إن غيرك يبقي معايا مش حكاية خوف علي صاحبك، وكأن جملتها فتيل البركان ليعتصر ذراعها في يديه ويهم بصفعها لولا الطرقات علي الباب، تجزم أن دخول سهر تعلمه بوجود الشركاء الجدد
دي حجرة الإجتماع هوالمنقذ لها فكان سيقتلها بلا شك فهي إستطاعت إخراج الوحش بداخله
......................
بعد خروج سهر /
إستنشقت بسمة رائحة ليست غريبة عنا لتشعر بدوار وغثيان ولكن ليس هذا ما يشغل بالها، فهي الآن تحققت أن ظنا صحيح عندما لمحت إسم شركة الأحمدي مدرك في ملف الإجتماع الذي كانت سهر تجهزه بأنها شركة وائل،
، والآن عليها مواجهته مع الصمود أمام ذلك الوحش
كانت تتقدم معه لغرفة الإجتماعات وكلما تقدمت أكثر شعرت بالغثيان يشتد وأيقنت أنه يعلم بوجودها في الشركة فهو وضع ذلك العطر الخاص الذي كانت هي من أهدته إياه أول مره
توقفت قدماها فهي لم تعد تحتمل ووجدت ذاتها ستستفرغ في أي وقت، إثر توقفها إلتفت إليها أحمد وإقترب منها
أحمد بغضب :
مش هستني سيادتك طول اليوم وبعد الإجتماع هنتحاسب على إل حصل من شوية والكلام إل قولتيه
......
لم تكن تبدي أي إهتمام أو تركيز بغضبه أو فيما يقول كانت فقط مهتمة برائحته التي أنعشتها فمنذ إقترابه بدأت أعراض التعب تتلاشى، لتجد نفسها تقترب منه أكثر وأكثر وهي مغيبة فقط تستنشق رائحته
لاحظ أحمد ذلك الإقتراب المغري وكما الحال دائما ظن أنها تريد أن تجعله يقع لها مرة أخرى فتركها وذهب وتبعته هي.......
الفصل الخامس
داخل غرفة الإجتماع /
وائل:
أهلا مستر أحمد... أنا وائل الأحمدي، آسف لعدم حضوري الإجتماع إل فات كنت في شهر العسل عقبالك
أحمد مبادلا المصافحة باليد:
أهلا بيك، وألف مبروك، إتفصلوا نبدأ الإجتماع
كانت تستمع لهم وبداخلها تضحك بسخرية على ذلك الأحمق الذي ظن أنها ستهتم لما يقول ولكنها حقا تشفق على هذه الفتاه
بعد إنتهاءالإجتماع /
وائل:أظن إننا إتفقنا يامستر أحمد وإن شاء الله يكون بداية تعاملات كتير بينا
أحمد وهو يحاول السيطرة على نفسه لألا يقتلع عيني وائل فهو منذ بداية إجتماعهم يحادث أي شخص ولكن عيناه مسلطة على بسمة :
إن شاء الله على خير
وائل وهويشير بإتجاه بسمة :
متعرفناش بالأستاذة
كاد أحمد أن يرد ولكن تفاجأ بها ترد مما أغضبه في بادئ الأمر ولكن ردها هدأه قليلا
بسمة :
هتتعرف عليا وعلى كل شخص في شركة الجداوي من خلال شغلنا إل هنقدمه لحضرتك وأظن ده المطلوب
وائل بنظرة لم يفهمها غيرها فهي نظرة توعد تعرفها جيدا :
فعلا من خلال شغلك
ظلت بسمة تضرع إلى الله أن ينتهي ذلك الإجتماع وان تقاوم شعور الغثيان وبالفعل إستطاعت السيطرة على نفسها إلى خروج الجميع فجاءت لتخرج بدورها لتجد من يجذبها إلى حجرة المكتب بعنف
وعند دخولهم المكتب يقترب أكثر ليهمس في أذنها بصوت كفحيح الرعد، ولكنها ويالسخرية لم تهتم فكل إهتمامها في قربه المؤثر عليها ليتسارع خفقان قلبها لذلك الشعور بالراحة
أحمد بغضب :
قولتي بقى إيه؟ إني مقدرش أشوفك مع غيري، طيب إيه رأيك أنا هجيبلك زبون متأكد هيدفع إل إنتي عاوزاه ده عينه منزلتش من عليكي
فهمت بسمة بأن حديثه على وائل
بسمة بهدوء مصطنع وإستفزاز:
وده أكبر دليل على صحة كلامي، إنك مركز معايا ومع كل واحد يتعامل معايا علشان تعرف هختار مين ومين هيلمسن...
وإبتلعت باقي كلامها مع قبلته التي فاجئها بها كأنه يريد إخبارها بأنها لن تكون لغيره
حاولت دفشه بعيدا عنها رغم رغبتها في البقاء معه وهذا ما جعل قلبها يرتجف من الخوف فشعورها بجانبه لم تشعر به من قبل وهي لا تريد ذلك بالتأكيد، لتتوقف مقاومتها وتستلم له لبرهة وهي في دوامة فكرها فهي تريد أن تعرف ما هذا الشعور ولكنها أفاقت لذاتها عندما وجدته يحتضنها أكثر فهو يريد تحطيم صدره وإدخالها بداخل قلبه والإغلاق عليها، لتهبط تلك المياه المالحة لتلامس خديه وشفتيه، ليلعن نفسه ويلعنها لضعفه أمامها ويبتعد قليلا
أحمد بلهاث :
ممكن أفهم بتعيطي ليه؟
بسمة ببكاء:
أنا مش مراتك علشان....
رديتك
بسمة وهي تنظر بصدمة وبصوت مرتجف :
بتقول إيه؟
أحمد بهدوء:
زي ما سمعتي.. رديتك
لتنهار كامل قواها، ينهار الحصن الذي تجاهد وتشيده لتقاوم كل ما يواجهها من مشكلات، إنهار جبل الجليد الذي تظهره أمام الجميع لكي لا يرون مدى هشاشتها، لتجد نفسها تضربه بكامل قواها بكلتا يديها على صدره وبصوت أشبه بالصراخ :
ليه عملت كده ليه... إل إنت عاوزه أخدته عاوز إيه تاني.. إبعد عني إبعد
أحمد بغضب وصراخ ولكن بصدق إستشعرته بعد عدة محاولات بائت بالنجاح لإمساك يديها والسيطرة على حركتها :
مش قادر.. مش قادر، إنتي ملكتيني، حاولت بس مقدرتش أبعد عنك ولا قادر أسيبك لغيري، ولا قادر أفضل معاكي من غير ما أتعذب وأنا عارف حقيقتك، إنتي ليا أنا وبس فاهمة مش هسيبك تبقى لغيري مهما حصل لو هحبسك إنتي بتاعتي
بسمة بغضب عكس الفرحة بداخلها لتمسكه بها ولكنها تخشي نبرة التملك :
أنا مش بتاعة حد ومش هكون لحد، وإنت تبعد عن طريقي أنا مش طايقاك
أحمد بهمس مغري :
كدابة، إنتي عاوزاني زي ما انا عاوزك، وانا هسيبك تجيلي لوحدك يازوجتي العزيزة
خرجت بسمة من المكتب تلعنه وتلعن قلبها الثائر عليها، تجلس على مكتبها تباشر عملها بعد رفضه إستقالتها وتحديه لها بأنها تريد الإبتعاد لكي لا تضعف له فأرادت المكوث لتثبت له بأنه مخطأ وأنه لا يعنيها، ولكن كيف ستثبت له ولا تستطيع الإثبات لنفسها
في النادي/
تجلس لبنى مع صديقاتها يضحكون ويمرحون
دعاء وهي صديقة لبنى المقربة :
لبنى أنا همشي هتيجي معايا ولا هتستني إنتي؟
فهمت لبنى أن دعاء مستاءة من الجلوس مع رشا ومريهان فهي لا تحبهما ودائما ما تحظر لبنى منهما
لبنى :
لأ إستني هاجي معاكي، سلام رشا سلام مريهان
رشا ومريهان؛:
سلام يا قلبي
مريهان :
أوف البت دعاء دي هتفضل لازقة فيها كده
رشا بغضب :
دى بت مش سهلة وكل ما اقول خلاص لبنى هتبقى لوحدها معانا وهنقدر ننفذ الخطة البت دي تطلعلي مش عارفه منين
مريهان :
لازم نشوف حل بقى انا زهقت بقالنا أربع شهور بنتقرب منها وانا اصلا مش طايقاها مش عارفه محمود بيحبها على ايه
رشا بضحك وسخرية:
بيحبها؛ محمود مش بتاع حب يا ماري ياحبيبتي محمود عاوز يذلها لأنها رافعة نفسها على ايه مش عارفة
في سيارة لبنى /
لبنى بضحك بعد أن رأت عبوس صديقتها :
يا ساتر يارب، إيه يا دودو يا حبيبتي هتقتلي حد ولا إيه
دعاء بنرفزة طفيفة :
بت إنتي انا جبت أخرى من البنتين دول، قال ايه وليه يا لولو متطلعيش معانا الرحلة دي هتبقى جنان، رحلة ايه دي الإمتحانات كمان أسبوعين إيه الناس دى
لبنى بضحك :
خلاص يا دودو قلبك أبيض، وإحنا ياسيتي مروحين نذاكر بس بصراحه موعدكش إني هذاكر عالطول لان هيبقى عندنا حفلة إنهاردة إنما ايه جناااان
دعاء بتساؤل:
حفلة ايه؟!
لبنى بسخرية :
حفلة زعيق وصريخ السيدة إنتصار هانم لما تعرف إن عماد حدد مع البنت ال بيحبها ميعاد الخطوبة لأ وإيه هيبقى كتب كتاب كمان، دي هتبقى حفلة صباحي
دعاء متفهمة :
اه، ربنا معاكي انا عن نفسي هبدأ أول ما أوصل ان شاء الله مش عاوزه أضيع وقت اكتر من كده
لبنى بحقد مصطنع :
إبدأي ياختي إبدأي ما حضرتك الأولى على الدفعة لازم تبدأي إهئ إهئ إهئ
دعاء ضاحكة على تصرفات صديقتها الطفولية :
ده إيه الحسد ده إنتي....
ولم تكمل جملتها لصراخ لبنى إثر صدمها لشخص ما وهو يعبر الطريق
دعاء بخوف :
ربنا يستر يالا ننزل نشوف ايه ال حصل
ليترجلا من السيارة وينظران إلى الشخص الملقى على الأرض
لبنى بتفاجؤ وذعر بعد أن رأته :
إنت؟!؟
....................
مرت عدة أيام كانت الحال مستقرة إلى حد ما، تذهب بسمة إلى العمل تحاول أن لا تهتم به ولا أن تعيره إهتمام ولكن عندما لا يكون منتبها تشبع عيونها من النظر إليه ولا تعلم انه يعرف ذلك ويراها وقد يكون من يسمح لها بتلك الدقائق التي تختلسها للنظر إليه ويعلم أيضا بدخولها لغرفته خلسه لتحتضن جاكيت بدلته المعلق على عالقة الملابس وتستنشق عطره، لذا فقد إعتاد على تركه معلقا هكذا بعد أن ينثر عليه من زجاجة العطر ليري تلك البسمه التي تزين وجهها حينها ولكنه لا يعلم أن تلك الرائحة صارت الحياة بذاتها لها فهي عند الشعور بالتعب والإنهاك تستنشق رائحته لتجدد طاقتها، إلى أن جاء اليوم المنتظر يوم خطوبة عماد ورحمة والذي حاولت والدته كثيراً أن تلغيه وتجعله يصرف نظر عن الإرتباط بتلك الفتاه الغير مناسبة لمكانته فى نظرها ولكنها لم تفلح فما كان منها إلا أن تسايره لألا تخسره وهي تتوعد بداخلها لرحمة
في منزل رحمة /
سعاد :
يالا يابنتي الناس جم بره كل ده بتعملي ايه
رحمة بدلع :
الله مش عروسة
سعاد وبسمة :
ههههههههه
بسمة بمكر :
هقول لعماد يمشي
رحمة بتكبر مصطنع :
مش هيمشي أنا قاعدة في قلبه
بسمة بصفير :
ياواد يا واثق
في الخارج /
المأذون :
فين العروسة يا جماعة
بسمة وهي تصطحب رحمة :
العروسة وصلت
لتتعالي الزغاريط من جيران رحمة للتعبير عن سعادتهم
لتقع عيني بسمة عليه وهو يجلس بجانب صديقه بكل هيبة مهندم وجميل بطريقة مغرية يتابعها بشرود فهو منذ رأها لم يستطع إبعاد عينيه من عليها فهي تبدو خلابة وتلك الفرحة لصديقتها الظاهرة بوضوح وصدق عينيها جعلته يحتار في أمرها أكثر
المأذون :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
لتتعالي المباركات والزغاريط والتهليل لتعم الفرحة قلب الموجودين جميعا إلا قلبين أحدهما لإنتصار التي لم تستطع تقبل رحمة وأسرتها بأي شكل وزاد كرهها عندما رأت بسمة، والقلب الآخر لذلك الواقف بجوار الباب يتابع ما يحدث بألم فهو تمناها زوجة له
عماد لوالد رحمة :
تسمحلي يا عمو اخد رحمة ونخرج شوية
محمود (والد رحمة) :
إتفضل يابني دي بقت مراتك بس ياريت متتأخروش
عماد بهمس لرحمة :
سامعة مراتي
رحمة بكسوف :
عماد بطل بقى
بسمة مهنئة لهم :
ألف مبروك يا جماعة، أستأذن أنا بقى
عماد بلا وعي:
بسبس هتسيبيني إنهاردة من غير ما تختفلي معايا
ليفيق على وكز من رحمة لينتبه لما قاله عندما وجد النظرات النارية الموجهة له من أحمد وإنتصار
رحمة لإنقاذ الموقف :
أيوة يا بسبس إنتي أقرب حد لينا ياعنى أختنا ينفع منحتفلش مع بعض
وبعد إلحاههم إضطرت بسمة للموافقة مترقبة ما سيحدث من السيدة إنتصار فيما بعد ومحاولة الصمود أمامه فهو وبإعتباره الرفيق الأقرب لعماد سيكون حاضرا
في أحد المطاعم /
تجلس بسمة مقابل له كما رحمة مقابل لعماد ليأتي النادل بعد قليل بأشهي أنواع الطعام
عماد مازحا :
إيه يا جماعة مش هناكل ولا إيه الأكل شكله حلو
رحمة بضحك :
متقدرش تقاوم إنت الأكل
عماد بغمزة :
لأ مقدرش أقاوم الحلو
ليتلون وجه رحمة من شدة الخجل
أحمد بتهديد مصطنع:
طب إعمل حساب إنكوا مش لوحدكم بدل ما أوريك الحلو إل بجد
كاد عماد يرد ولكن أوقفه ذلك الواقف أمامهم يلقى التحية
وليد :
مساء الخير
الجميع :
مساء النور
بسمة :
وليد إزيك عامل ايه؟
وليد :
مضايق منك
بسمة بإبتسامة بسيطة :
ليه كده هو انا أقدر برده
وليد معاتبا :
طب ليه مجاتيش إنهاردة
بسمة موضحة وهي تشير لعماد ورحمة :
كنت مشغولة جداً إنهاردة كانت خطوبة أصحابي عماد ورحمة
ثم تابعت بالإشارة لأحمد متجاهلة الحمم البركانية المتصاعدة من عينيه فبمجرد سماع إسمه تذكر رسالته
وده مستر أحمد الجداوي مدير الشركة إل بشتغل فيها وده يا جماعة دكتور وليد صديق
وليد مهنئا :
ألف مبروك ربنا يتمم بخير، إتشرفنا يا أستاذ أحمد
عماد ورحمة :
الله يبارك فيك /ميرسي
أحمد مقتضبا:
أهلا
وليد خامسا لبسمة بعد أن إنحني :
بسمة إنتي بتهربي
بسمة :
خلاص يادوك سماح المرة دي وبكرة إن شاء الله هجيلك أوعدك
وليد :
هستناكي يا بسمة مينفعش تهملي صحتك أكتر من كده متنسيش ال حصل في الفترة الأخيرة مكنش في صالحك
لتومأ له بهدوء مع إبتسامة
ليكمل :أنا همشي بقى قبل ما الذئب ده يموتني دي كفاية نظراته عليا
لم تتمالك بسمة شتات أمرها لتضحك بصخب ومرح، ليستقيم بعدها ويستأذن ويرحل
عماد ببعض الحدة الملحوظة :
مين ده وإزاي يكلمك كده و...
بسمة مقاطعة إياه:
أستاذ عماد زي ما قولتلكم ده صديق
فهم عماد أنه تجاوز، وأنها لا تريد التحدث الآن، لينظر إلى صديقه فهو إستشعر غضبه ليجده يتابعهم بغموض
فى فيلا عماد /
تجلسان تحتسيان الشاي وهما يتحدثان عن الخطبة
حسنية :
بس الست رحمة زي السكر ما شاء الله
لبنى :
الست رحمة ماشي ياسوسو، بس هي فعلاً عسولة ربنا يسعدهم
حسنية :
ويسعدك يا ست البنات
لتدلف إنتصار عليهم
إنتصار بغضب :
الأستاذ لسه مجاش
لبنى لتمتص غضبها :
محتاجة حاجه يا مامتي يا عسل وانا أعملهالك
إنتصار بسخرية قبل أن تتركها وترحل :
ومن إمتى بتعملوا إل عاوزاه
حسنية بمراضية :
متزعليش يابنتي، ويالا روحي نامي علشان الكلية الصبح تبقى فايقة
لتومأ لها وترحل هي الأخرى متجهة لغرفتها
بعد الإنتهاء من العشاء
عماد :
بسمة يالا نوصلك أنا ورحمة
بسمة :
تمام
أحمد ببرود عكس ما بداخله :
سلام يا جماعة وألف مبروك مرة تانية
في سيارة عماد
عماد بتساؤل :
بسمة مين وليد ده؟
رحمة مازحة :
ليكون إل في القلب يا بسبس
لينظر عماد في المرآه الداخلية يحاول ان يستشف رد فعلها ليعلم ما بداخلها فهو أحياناً يشعر بأنها تكن المشاعر لأحمد ولكنه وجد الجمود
بسمة بهدوء:
ده صديق ليا من سنين إنقطعت العلاقة بينا لما كنت مسافرة ولما رجعت رجعنا نتواصل تاني
بعد إيصال بسمة لمنزلها توجه عماد لمنزل رحمة وكان طوال الطريق لا يكف عن مناغشتها إلى أن وصلا
عماد :
إطلعي نامي عالطول علشان الشغل
رحمة يتذمر :
أنا كنت ناوية أكسل بكرة
عماد بغضب :
نعم ياختي!؛ مقدرش مشوفكش يوم
رحمة بخجل :
ماشي
وكادت أن تذهب لتجد يديها بين كفيه يقربهم من شفتيه ويطبع قبلة رقيقة ويهمس لها :
ربنا يخليكي ليا
رحمة بهيام :
ويخليك ليا
في مكان مجهول /
مجهول 1:
هنفذ إمتى يا باشا
مجهول 2:
يومين تلاتة كده
...
الفصل /السادس
في صباح اليوم التالي /
إحتل الغضب معالم وجهه ليعبر عن مدى إستيائه عندما لم يجدها فعلم أنها ذهبت لملاقاة ذلك المدعو وليد
أحمد بغضب موجه حديثه لرحمة وسهر :
الملفات كلها تتراجع إنتوا مش شايفين شغلكم كويس
سهر :
يا مستر والله ما ليا ذنب دي مش الملفات بتاعتي
رحمة بدمع يلمع بعينها يقتل ذلك الجالس يتأكله الغضب ولكنه لا يريد التدخل لكي لا يضع محبوبته في موقف لا تريده :
الملفات دي أنا سلمتها لبسمة إمبارح بس يظهر إنها لسه مخلصتهاش أنا دلوقتى حالا هتمم عليها وأسلمها لحضرتك
أحمد محاولا السيطرة على غضبه فلقد إستشعر خوفها وغضب صديقه إتجاهه :
ماشي يا سهر إتفضلي إنتي كملي شغلك
وبعد خروج سهر أكمل حديثه موجه لرحمة :
رحمة أنا آسف، انا عارف إني إنفعلت بس انا مضايق شوية وانا بعتبر عماد اخويا وإنتي مراته ياعنى أختي، فيا اختي إتحملي أخوكي شوية
رحمة بإبتسامة بسيطة :
بسيطة يا مستر بس لو سمحت بلاش تعاقب بسمة دي كانت تعبانة جدا وانا....
أحمد بلهفة وخوف إستشعرتهما لتنظر له بذهول مما جاء بخاطرها :
تعبانة تعبانة مالها
ليضحك عماد على علامات الذهول والصدمة بوجهها
رحمة بصدمة :
ها
عماد ضاحكا :
ردي يابنتي الاول وبعدين إنصدمي الأخ هيموت كده
أحمد بغضب :
عماد مش نقصاك
رحمة :
مش عارفة بس هي بقالها فترة عندها هبوط ووشها أصفر
عماد بقلق :
رحمة إنتي كلمتيها إنهاردة
رحمة :
هي إل كلمتني إمبارح بعد ما وصلتني تقولي إنها مش هتقدر تيجي إنهاردة وأنا كلمتها كتير الصبح أطمن عليها بس هي مرديتش
أحمد وهو يلتقط جاكته ومفتاح سيارته :
عماد عنوانها إيه؟
عماد :
أنا هاجي معاك
رحمة :
طمنوني عليها
بعد وصولهم أسفل العمارة التي تقطن بها بسمة كاد أحمد أن يسأل أحد المارة عن شقتها تحديدا ولكنه وجد عماد يصعد الدرج فعلم بمعرفته شقتها لذا غضب وثار ولكنه حاول التماسك إلى أن ظهر احد جيران بسمة يقابلهم على السلم
إبراهيم :
أستاذ عماد إزيك يابني أنا كنت لسه جايلك
عماد بقلق :
خير يا عم إبراهيم
إبراهيم:
والله يابني انا خبطت على الآنسه بسمة الصبح زي كل يوم علشان أشوفها لو محتاجة طلبات مفتحتش ومن شوية بعتلها مراتي مفتحتش، رنيت كتير على نمرتك إلى مديهالي مش بيجمع
عماد بعد أن اخرج هاتفه :
ده فاصل شحن، ماشي يا عم إبراهيم متشكر جدا أنا طلع دلوقتي أشوفها وأبقى اطمنك
إبراهيم :
ماشي يابني ربنا يطمنا عليا أستأذن انا
عماد :
ربنا يستر أنا كده قلقت
أحمد وهو يجذبه من ذراعه :
إنت إيه حكايتك بالظبط
عماد :
أحمد خلينا نطمن عليها الأول وبعدين أفهمك
صعدوا الإثنان إلى شقتها وأخذا يطرقان الباب ولكن لا مجيب كاد أحمد أن يكسر الباب ولكن وجد عماد يفتح الباب بأحد المفاتيح المعلقة بسلسلة مفاتيحه مما زاد وأشعل غضبه
عماد وهو يفتح الباب :
هتفهم بلاش نظرة أبو لهب دي
ودخلا إلى الشقة أخذ عماد ينادي عليها وأحمد يبحث عنها إلى أن وجدها ملقاه على الأرض داخل غرفة النوم فتوجه إليها
أحمد بصراخ :
بسمة
عماد مانعا إياه بغضب :
أخرج بره
أحمد :
أخرج فين دي مراتي
عماد بصدمة :
نعم! مراتك إزاي
أحمد بحدة :
إبعد إيدك وإتفضل بره
عماد بسخرية :
دي أختي يا خفيف
أحمد بذهول :
أختك!
عماد :
يظهر في حاجات كتير مستخبية نطمن عليها الأول وبعدين نشوف
وكاد عماد أن يحملها ولكن نظرات صديقه النارية أوقفته ليحملها أحمد كطفل الصغير ويضعها على السرير بقلب ينزف من الخوف عليها
أحمد:
هات حاجه نلبسهالها نوديها المستشفى
عماد:
لأ هات تليفونك هي كانت مديالي رقم وقالت أكلمه لو حصل حاجه وهو يتصرف
ثم أخرج الرقم من جيبه وإتصل به وقام بفتح مكبر الصوت بعد إشارة أحمد له
:........
السلام عليكم
عماد :
وعليكم السلام مين معايا
:..........
حضرتك إل مين
عماد :
رقمك كان مع أختي وقالت لو حصل حاجه أكلمك هي إسمها بسمة
:.........
عماد بيتكلم صح
عماد بتعجب :
ايوة بس
وليد :
أنا دكتور وليد إحنا إتقابلنا إمبارح فا....
أحمد :
إنت لسه هتتعرف قولنا نعمل ايه هي مغمي عليها
وليد :
أستاذ أحمد أظن، عموما إهدي أنا جاي في الطريق، المفروض في عندك علبه دوا زرقا حطلها منها تحت لسانها وانا مش هتأخر إن شاء الله
أخذ أحمد وعماد يبحثون إلى أن عثروا عليها وفعلوا كما قال لهم وليد واخذوا ينتظروه
أحمد محتضنا إياها :
هموت يابسمة لو حصلك حاجه
عماد :
ممكن تفهمني بقى إنتوا متجوزين إزاي
أحمد :
قص أحمد كل شئ لصديقه منذ رؤيتها للمرة الأولى ونقلها مكتبه لتكون قريبة منه وطلبها المال وعرضه لها وما حدث بعد ذلك
عماد بذهول وغضب :
وليه مطلبتش مني ثم هي هتبقى محتاجة المبلغ ده ليه وإنت إزاي تبقى بالحقارة دي أخرج أحمد لعماد ذلك الظرف المشؤم وأعطاه له ليقرؤه لتجحط عيناه وتشتعل بنيران الغضب
أحمد :
الجواب ده من يوم ما جاني مفارقنيش حتى في أحلامي، حياتي إنقلبت لكابوس من يومها، أذيتها نفسياً وجسديا كنت بحاول أطفي غضبي فيها بس في الآخر كنت بضعف قدام حبي ليها
عماد :
بس ده مش مبرر لتصرفك، أكيد في حاجه غلط
أحمد :
أنا مش أول رجل في حياتها وهي ما انكرتش لما واجهتها إنها باعت نفسها علشان الفلوس
بدأت بسمة تستفيق ليستمعوا لهمساتها
بسمة بصوت متقطع :
م... مل.... ملك
عماد بتعجب :
ملك مين؟!
أحمد :
مش عارف هي همست بإسمها قبل كده أكتر من مرة
ليستمعوا لطرقات الباب فيتوجه عماد لفتحه
وليد :
فاقت ولا لسه
عماد :
لسه بس بتهمس وهي نايمة
تقدم وليد من غرفتها وما إن لبس أن رأها إقترب منها وبدأ في إزالة ملابسها
أحمد ممسكا بيده ليمنعه ومن بين أسنانه :
بتعمل ايه
وليد ساخرا :
حضرتك انا دكتور فبلاش غيرتك دي دلوقتي
.......................
تقف في حمام الغرفة الخاصة بها ممسكة بيدها ذلك الإختبار الذي يظهر لها وجودجنين بداخلها، نعم هي الآن تحمل طفله ولكن كيف ذلك فهي تعلم أنه عقيم، ولكن كيف سيصدقها الآن وهو إنفصل عن زوجته الأولى بسبب خيانتها، ومن المؤكد أنه سيتهمها بالخيانة كما فعل مع بسمة وسيذيقها نفس العذاب الذي كانت شاهدة عليه، ماذا تفعل الآن؟ وما هو الحل؟ هل من المعقول أن لا تكون بسمة خائنة؟؟؟
لتستفق من أفكارها على صوته بداخل الغرفة فتقوم بإخفاء ما بيدها داخل الخزانة وتخرج تستقبله بإبتسامتها المعهودة فهو مع كل سيئاته معشوقها منذ الصغر
سارة :
الحمد لله على السلامة يا حبيبي
وائل بجمود :
الله يسلمك، جهزيلي الحمام ورايا إجتماع كمان ساعة
سارة :
حاضر
.....................
بعد إنتهاء وليد من الكشف وإعطائها بعض الأدوية الوريدية خرج من الغرفة ليجد عماد المنتظر بالخارج يبادر بالسؤال
عماد بلهفة :
أخبارها ايه دلوقتى؟ وهي عندها إيه أصلاً؟
وليد مشيراً لأحمد وعماد بالجلوس ثم جلس هو الآخر
وليد :
من الآخر كده مدام بسمة مكنش ينفع تتجوز الفترة دي لأنها كانت في مرحلة علاج
عماد :
علاج إيه؟
أحمد :
هي تعبانة من إمتي؟
وليد :
واضح إنها لسه معرفتكوش حاجه وأنا كطبيب مقدرش أتكلم بس كصديق ليها إل ينفع أقوله إنها كانت ممنوعة من الإجهاد والتعب لأن ده بيأثر عليها سلبا وطبعاً الجواز... أظن حضراتكم فاهمين ولما جاتلي وعرفتني بتعبها لما كنتوا في الشاليه كان المفروض تفضل في المستشفى كام يوم ولما إتقابلنا إمبارح كنت بعاتبها بسبب تغيبها عن العلاج بقالها فترة
عماد :
كل ده
أحمد :
وليه مقالتليش
وليد :
أظن حضرتك عارف دلوقتي
عماد بمكر فيبدوا أن وليد يعرف الكثير :
طيب وجوزها الأولاني
وليد بغير إنتباه :
ربنا ينتقم منه هو ال...
ليسكت بعدما تدارك نفسه وعلم ما يحاول عماد فعله
وليد بإبتسامة :
متحاولش تعرف حاجه هي مش عاوزة تقولها، ونصيحة مني يا أستاذ أحمد حافظ عليها، ومتحاولوش تضغطوا عليها
عماد :
طيب هي هتبقى كويسة؟
أوشك وليد على الرد ولكنهم أجفلوا جميعا على صوت صراخ يعلمون جيداً مصدره ليهرولوا إليها جميعا وكان أحمد أول من وصل إليها ليجثوا بجانبها على السرير يحتضنها بخوف وقلق ظهر لكل من عماد ووليد فعلموا مدى عشقه لها
بسمة بخوف وهي مغيبة :
لأ... لأ... إبعد.. كفاية.... حرام عليك
عماد بقلق :
هي مالها دلوقتي؟
وليد بهدوءفقد إعتاد الأمر :
هي دلوقتي بتعيش كابوس أو بمعنى أدق بتستعيد ذكريات سيئة عاشتها
أحمد بلهفة وهو يشدد من إحتضانها :
ششش إهدي يا حبيبتي إهدي أنا جمبك
بسمة بدون وعي تستنشق رائحته بعمق بطريقة ظاهرة لأعينهم وكأنها تتأكد من وجوده :
أأأحم.. أحمد.... ثم إستلسلمت للنوم مرة أخرى
عماد :
هو إيه إل حصل دلوقتي.؟
وليد :
بسمة مغيبة عن الوعي دلوقتي بسبب كوابيسها علشان كده كانت بتصرخ، بس فى وسط العالم إل هي فيه ده بيكون جزء من العقل حاضر في الواقع بيربطها بيه الأصوات والروائح فلما سمعت صوت أحمد وهو ضاممها طبيعي تشم ريحته وواضح كده إنها بتحس بالأمان معاه علشان كده هديت ونامت
عماد لأحمد :
واضح فعلاً إنها متعلقة بيك جدا شوف ماسكاك ازاي؟
أحمد بإبتسامة :
والله العظيم دي روحي
وليد :
هي دلوقتي هتفوق في أي وقت وهتبقى كويسة بس لازم تيجي نعمل فحوصات وزي ما قولتلكم لازم راحة واستأذن انا بقى لأنها لو صحيت وعرفت إني قولتلكم حاجه هتزوروني في المستشفى أو المقابر على حسب
عماد :
هههههههه شجاع
أحمد :
أنا هفضل معاها إرجع إنت يا عماد الشركة علشان الإجتماع
وليد :
طيب يالا أوصلك في طريقي
بعد ذهابهم بمدة قصيرة /
لم ينتبه أحمد لإستيقاظها وإستمر في إحتضانها والهمس لها
أحمد بصدق :
ليه يا بسمة تخبي عليا تعبك أنا كنت كاره نفسي بعد إل عملتوا معاكي رغم إنه كان غصب عني، كنت بموت وانا بضربك، كانت النار بتاكل قلبي وروحي وانا شايفك بتتألمي، كنت بقسي عليكي علشان تحسي بوجعي، ، كنت ببرر لنفسي إنك تستحقي القتل بس ضعفت، أيوة ضعفت قدامك وقدام دموعك، تعرفي إنتي عندك حق أنا مقدرش أتخيل إنك في يوم تبقى لغيري ولا أتصور إنك تبعدي عني ولما أشوف رجل يبصلك ببقى عاوز أقتله وأدخلك جوة روحي وأقفل عليكي
أنا وعيت من يوم ما شوفتك على قلبي مكنتش بحس بيه كنت راسم لنفسي حياة عادية بعيد عن الحب لاني إتحطيت في مكانة لازم أكون قدها
الإبن إل أمه بتتعوض بيه عن إل شافته في حياتها، رجل أعمال لازم يلحق الشركة إل دمرها أبوه علشان يعيش هو وأمه، جيتي إنتي وعرفتني بأحمد إل من حقه يعيش بعيد عن أي مشكلة مع حبيبته تعرفي انا كنت بخاف أقسى عليكي لتسيبي الشغل
أنا بحبك... لأ انا إتعديت مرحلة الحب أنا بعشقك، الفترة إل فاتت كنت بتابعك من بعيد وأنا هتجنن نفسي أخدك في حضني وأخبيكي من عيون الكل، بس دلوقتي لما عرفت إني أذيتك وكنت السبب في تعبك حاسس إني كنت بعاقب نفسي مش بعاقبك إنتي، أنا مش عاوز أسيبك متبعديش عني
بسمة بدموع ومن بين شهقاتها :
طب ليه؟ ليه عملت كده؟
أحمد بعد أن أبعدها قليلا ليواجه عيونها الممطرة :
هقولك ليه بس تجاوبيني، ليه إنتي موضحتليش كل حاجه ومقولتليش على تعبك
بسمة:
إنت مسألتنيش عن السبب لما طلبت منك الفلوس حكمت عليا من نظرتك
أحمد بحدة :
لأ مش من نظرتي، لأني كنت عارف إنك جاية تطلبي فلوس ولأني لما عرضت عليكي الفلوس مقابلك وافقتي، إمسكي الجواب ده، ده جاني قبل ما تدخلي بدقايق
(مستر أحمد الجداوى أحب أعرفك حقيقة موظفينك لأنك صعبان عليا وخايف على سمعة شركتك وخصوصاً إنك شخص محترم فلما تبقى مخدوع في سكرتيرة مكتبك بسمة عبد الحميد من واجبي أنبهك، بسمة عبارة عن عاهرة متخفية بالزي الملتزم والحجاب بتبيع نفسها لليدفع، وعلشان تتأكد من كلامي هي هتحاول معاك قريب بطريقه الصعبنيات وطلب سلفة ومرة ورا مرة هتحاول تغريك علشان تديها كل إل تطلبه فسهل إنت المهمة عليها ولما تيجي تطلب منك فلوس إعرض عليها تدفعلك التمن ومتستناش)
بسمة بجمود عكس ما بداخلها :
وإنت حكمت عليا من غير ما تسأل ولا تواجهني
أحمد مبررا :
كنت مجروح مدبوح من الإنسانة الوحيدة إل حبيتها مش قادر أصدق إني إتخدعت فيكي بس...
بسمة مقاطعه؛
بس لقيتني طلبت الفلوس فمفكرتش إن الجواب ده لتشويه سمعتي وعلشان متساعدنيش بالفلوس حكمت عليا من غير ما تدي فرصة لنفسك تسألني عاوزة الفلوس لإيه أو تتأكد من صحة الكلام إل وصلك وقبل ما تسأل هو عرف منين إني هطلب فلوس منك لاني كنت عنده قبلك وطلبت منه فلوس بس تعرف هو عمل زيك بالظبط وطلب نفس المقابل
أحمد بغضب :
مين ده إل كنتي متجوزاه؟
بسمة بصراخ وغضب :
دلوقتي بقيت كنت متجوزة قبل كده كنت ببيع نفسي، أيوة هو... هو إل كنت متجوزاه... هو إل عيشني سنين حب وهنا وبعدين سقاني عذاب مضاعف، إل إنت عملته ميجيش حاجه جمب إل هو عمله فيا، كل يوم كان يضربني ويعذبني ووصلت بإنه يحبسني ويمنع عني الأكل والماية، كل يوم كان بيكتفني بكرسي ويجبرني أشوفه مع الستات إل كان بيتجوزهم كان كل يوم يتجوز واحدة شكل بس علشان يعذبني لغاية ما خلاص معدتش قادرة أتحمل وهربت بس قبل ما أبعد وقعت مافوقتش غير في المستشفى والممرضة بتقولي ربنا يعوض عليكي، قتل الطفل إل جوايا بجبروته وضربه وتعذيبه فيا
إنت بتقول غصب عنك هههههههه وليه محاولتش تتأكد ليه كلكم نفس الشخصية
أحمد بصدق :
أنا آسف سامحيني بجد أنا ندمان على إل حصل، بسمة أنا بحبك وعاوز نبدأ من جديد
بسمة :
وانا مش هقدر ومش موافقة ولو سمحت تسيبني لوحدي
أحمد :
أنا هسيبك دلوقتي ترتاحي، بس لازم تروحي لوليد، أنا عاوز أجي معاكي بس عارف إنك مش هتوافقي وأنا مش حابب أضغط عليكي
....................
واه لو تعرفين أنك بالنسبة لي لست إمرأة عادية كنت أومن أن بداخلك مختلف شئ ما يجذبني نحوك، كنت أشعر أن تلعثمك ما هو إلا ضجيج بداخل أفكارك، لم يكن في الواقع لدي مشكلة في صمتك فكنت أعلم أن إن تحررتي من قيودك ستبوحين بالكثير من الكلمات، شعرت أن قلبك نقي وصافي تماماً من القسوة المرسومة على وجهك، أحببت الطفلة بداخلك التي تخجل ان تظهر أمام الناس، طفلة تضع بينها وبين الحياة حاجز أريد بشدة كسره وتخطيه وإقتحامه وإقحامك داخل قلبي
الفصل السابع
بعد مرور عدة أيام
في الشركة /
داخل غرفة الإجتماعات /
عماد بفرحة:
ياااااه الصفقة دي كانت صعبة ومهمة جدا وأخيراً خلصناها
بسمة بإبتسامة عملية :
الإجتهاد أخره النجاح
محمودأحد مسؤلي قسم المحاماه :
كده يبقى تقريباً كل الورق القانوني جهز
أحمد بعملية:
هنشوف الشركة المنتجة هتنفذ إمتي ومنها نركز على باقي شغلنا
ليقاطع حديثهم وطرق الباب ودلوف سهر
سهر :
آسفة مستر أحمد بس في واحدة بره مصممة تقابل الأستاذه بسمة وبتقول مسألة حياة او موت
أحمد :
بس في إجتماع دلوقتي
سهر:
قولتلها حضرتك، بس هي أصرت لدرجة إنها عيطت
عماد :
طيب يا أساتذة الإجتماع خلص، وانتي يا سهر دخليها بعد إذنك طبعاً يا بسمة
لتومأ برأسها في هدوء، لتدلف بعدها تلك المرأة لتقف بسمة بذهول
بسمة بدهشة :
سارة؟؟!!
سارة بترجي :
ساعديني يا بسمة
بسمة :
أنا آخر شخص في الدنيا يقدر يساعدك وإنتي عارفة كده كويس، وطبعا إنتي جاية دلوقتي وفاهمة إنه مش هيعرف يبقى لسه معرفتهوش، صدقيني يا سارة مقدرش أساعدك ونصيحة مني تمشي دلوقتي وتشوفي هتقوليله إيه عن زيارتك دي
. ................................
تجلس أمام قبر والديها تنعي وفاتهما، فهما منذ شهرين قد توفوا في حادث سيارة ومن يومها هذا تقاسي الأمرين فهي وحيدة تعيش على مدخرات والدها لا يسأل عن أحد سوي جارتها السيدة سهام وإبنها إيهاب، قضت فترة النهار عند والديها تقرأ لهم ما تيسر من القرآن وتدعوا لهم تارة وتتحدث معهم وتشكوا وحدتها تارة أخرى
طرق الباب
سهام :
إيه يابنتي إل أخرك كده قلقتيني
دنيا :
معلهش يا طنط كنت حابة أقعد معاهم شوية دول وحشوني أوي
سهام :
ماشي يا دنيا بس بعد كده يا حبيبتي بلاش تطولي هناك خصوصا وإنتي لوحدك
دنيا :
حاضر يا طنط إن شاء الله
في الشركة /
رحمة بذهول :
كل ده حصل ومتقوليش
عماد:
الفترة إل فاتت كنت مركز في الصفقة وملقيتش وقت أحكيلك فيه
رحمة :
بسمة شكلها شافت كتير
عماد :
ما هو ده إل مجنني ليه متقوليش أنا أخوها
رحمة:
معلهش يا حبيبي أكيد عندها أسباب
عماد بمكر :
قولتي إيه حبيبك
رحمة بكسوف :
عماد إحنا ف إيه دلوقتي، خلينا نركز في شغلنا
...............
كانت تجلس على الفراش تفرك صوابع يدها بتوتر ملحوظ يزداد مع إقتراب صوت خطواته لتجده أمامها
وائل بهدوء مصطنع :
إنتي خرجتي إنهاردة؟
سارة بإرتباك :
لأ وهخرج ليه
ليومأ لها بهدوء وهو يفكر في السبب الذي جعلها تكذب وسبب ذهابها لبسمة
عند إيهاب /
إيهاب :
بقولك إيه يا ماما انا بفكر أسافر
سهام بعتاب :
تسافر وتسبيني يا إيهاب لوحدي
إيهاب :
ما إنتي عارفه يا ماما الحال في البلد مش اوي وانا عاوز اعمل حاجه للمستقبل
وقبل أن تجيبه جفلوا من الصراخ القادم من شقة دنيا ليندفعوا بإتجاهها ليروا ماذا يحدث
إيهاب بعصبية بعد أن وجد مجموعة من الرجال يجذبوها من ذراعها بعنف وقوة :
إنتوا مين وإزاي ماسكينها كده
أحد الرجال :
وإنت مالك دي بنتنا وإحنا حرين فيها
إيهاب :
بنتكوا إزاي؟
عصام :
دي بنت أخويا إل جه يشتغل هنا وإتجوز من هنا وإحنا جايين ناخدها تعيش معانا
سهام وهي تحتضن دنيا :
تاخدوها فين دنيا مش هتمشي من هنا
عصام بعصبية :
وإنتي مالك ياستي إنتي دي لحمنا وهتيجي معانا
دنيا ببكاء:
ولما أنا لحمكم عمري ما عرفتكم ليه وليه جايين دلوقتي وبابا متوفي بقاله شهرين
إبراهيم :
أخويا محمد كان بينوا وبينا خلاف بسبب أمك بس دلوقتي إنتي أمانة في رقبتنا وهتيجي تقعدي معانا في وسط ولادنا عيلتك كلها مستنياكي
دنيا :
حرام عليكوا أنا مقدرش أسيب هنا الدراسة هتبدأ كمان كام يوم ودي شقة بابا مش هقدر اعيش غير فيها
عصام :
وتفكري إننا هنمنعك من الدراسة إحنا هنحولك في الجامعة عندنا والشقة دي محدش هيقربلها وهتفضل بتاعتك
دنيا :
بس
إبراهيم :
مافيش بس إدخلي جهزي نفسك
إيهاب :
بس انا مش موافق
عصام :
وانت تطلع مين
إيهاب :
أنا جوزها
جحطت عيني سهام ودنيا ولكن حاولوا التماسك
إبراهيم :
جوزها إزاي؟
إيهاب بذكاء:
أنا كنت طلبت إيدها من عم محمد بس لما إتوفي كل حاجه وقفت بس إمبارح كتبنا الكتاب لان مينفعش تقعد لوحدها كده وانا طبعا مكنتش اعرف بوجودكم علشان اجدد طلبي
عصام :
وأديك عرفت
إيهاب :
يبقى تتفضلوا تقعدوا علشان نتكلم
عصام :
مش دلوقتي ومش هنا ولا إنت متعرفش الأصول، لازم تيجي البلد عندنا تطلبها ويتعملها فرح قدام كل الناس
سهام :
وإحنا موافقين ياحج الأصول لازم نمشي عليها إتفضلوا إقعدوا وأنا هعملكم شاي ونتفق على التفاصيل
...........
في منزل بسمة /
يطرق الباب لتتوجه بسمه لفتحه لتجد أمامها سيده في العقد الخامس لكنها تبدوا أكثر شباب ومن تكون سواها
بسمة بهدوء:
إتفضلي إنتصار هانم
إنتصار بتكبر وهي تتقدم بتعالي :
أنا جيت أفهم منك جاتلك الجرأة منين تقربي من إبني وتستغليه
بسمة :
أنا مستغلتوش هو....
إنتصار بعصبية:
كدابة ومستغلة أنا شوفتك يوم كتب كتابه وعرفت إنك بتشتغلي معاه في الشركة وطبعاً مش صعب أعرف إن هو إل مشغلك
بسمة :
حرام عليكي إنتي عاوزة إيه مني؟
إنتصار :
تبعدي عن إبني خالص فاهمة بطلي شغل السهوكة بتاعك ده
بسمة بإنهيار :
إنتي ليه محسساني إني عاوزة أخطفه او أتجوزه دا أنا أخته ليه كده أنا مش عارفة بتكرهيني ليه أنا معملتش حاجة وحشة ليكي كل الحكاية إني كنت محتاجة شغل وهو ساعدني لو مطلبتش المساعدة من ابن خالتي واخويا هطلبها من مين
إنتصار بغل :
أنا قولتلك قبل كده لما جيتي تسألي عليه تبعدي عنه وأيوة أنا بكرهك ومش بطيقك إنتي بنت عدوتي، هي بالإسم أختي لكن أنا بكرهها بعد ما إتجوزت الشخص الوحيد إل حبيته
بسمة بدموع :
حرام عليكي هي ذنبها ايه إن بابا حبها هي وطلبها هي من جدو
إنتصار :
ذنبها إنها حبته ووافقت تتجوزه، آخر الكلام إبعدي عن طريق عماد ولا إنتي عارفه أنا ممكن أعمل إيه
ورحلت وتركتها تستعيد ذكرياتها المؤلمة عندما ذهبت تبحث عن عماد فور إنتقالها لهذه المدينة ولكن تلك المرأة الدعوة بخالتها قابلتها بتهديد ووعيد بأن تبتعد عن عماد وإلا سوف تقدم للشرطة مستندات تثبت تورط والدها في تجارة المخدرات قبل وفاته وتشويه سمعته وسوف تقوم بإذاء والدتها القابعة بإحدى دور المسنين التي لا تعرف بسمة عنها شيئا فهي لم تكن تعلم بوجود أمها ع قيد الحياه من الأصل فقد أخبروها أنها توفت إثر مرضها بعد وفاة زوجها وشريك عمرها ومع المستندات التي تثبت كلامها لم تستطع اللجوء للشرطة لمساعدتها ونعتتها بالسارقة والمستغلة لرابطة الإخوة
خرجت بسمة مكسورة الخاطر والقلب فتقابلت مع عماد بالخارج فأخذها إلى أحد المطاعم وأخذا يتحدثان إلى أن وصلوا لموضوع العمل
...........
في مكان مجهول /
مجهول 1:
زي ما أمرت ياباشا الصور إتبعتت
مجهول 2:
لما نشوف هدى هانم هتعمل إيه علشان تنقذ سمعة إبنها
في فيلا الجداوي /
تطرق الخادمة سعاد باب غرفة سيدتها لتأذن لها الأخيرة
هدى :
في حاجة يا سعاد
سعاد:
الظرف ده جه لسيادتك يا هانم
هدى وهي تلتقطه :
تمام إتفضلي إنتي حضري الغدا
لتومأ لها وترحل تزامنا مع فتح هدى الظرف لتجد صور لإبنها مع إمرأ تتذكر رؤيتها في الشركة، صور تدل على مدى قربهم وأن هناك شئ بينهم ومع الصور ورقة مكتوب فيها
(شوفتي إبنك ياهدي جايب واحدة من الشارع يقضي معها كام يوم)
............
عند دنيا /
إيهاب :
أنا آسف يا دنيا إني إتصرفت قبل ما أخد رأيك
دنيا :
أنا لازم أمشي من هنا علشان ميلاقونيش
سهام :
إزاي بس يابنتي أنا ليا رأي بعد إذنك
دنيا :
إتفضلي يا طنط
سهام :
بصي يا دنيا إيهاب إبني رجل يعتمد عليه وإنتي بسم الله ماشاء الله عليكي عروسة زي القمر أنا رأيي إن اللعبة إل إيهاب عملها على أعمامك تبقى واقع
دنيا :
بس
إيهاب :
إنتي ليكي حق الرفض يا دنيا وساعتها إحنا ممكن نروح لمحامي ونشوف رأيه
دنيا :
مش قصدي بس انا مش مستعدة للجواز دلوقتي
سهام :
خلاص تكتبوا الكتاب بس ونزور أهلك ونعمل الواجب والأصول ونأجل الفرح بعد ما تخلص دراسة
لتومأ لها بصمت وخجل ليبتسم إيهاب على خجلها
سهام :
مبروك يا حبايبي ربنا يسعدكم
بعد عدة أيام /
تحولت الشركة فيهم لحالة هرج ومرج بسبب غضب وإنفعال كلا من أحمد وعماد وتشاركهم القلق والخوف رحمة، فمنذ إختفائها أصبح القلق عليها والغضب منها ملازهم
أحمد بعصبية وحدة :
ياعنى إيه متعرفش هي فين وإنت بتقول إنها كلمتك وإل أعرفه إنك دكتورها وصديقها مش هقولك إزاي مكانها
وليد بإستفزاز :
وأظن حضرتك جوزها والأستاذ قالها وهو يشير بإتجاه عماد أخوها وأنتوا أولى تعرفوا مكانها
أحمد:
إنت ليه مش مقدر موقفنا وإننا قلقانين عليها
وليد بتنهيدة:
والله العظيم ما أعرف مكانها هي بتتصل بيا كل يومين ووعد لو عرفت مكانها هقولكم
وتركهم وإنصرف
عند خروجهم من باب الشركة إصطدم بشخص ما
وليد :
آسف....... إنتي!!!
لبنى :
هههههه كده كتير الصراحة كل مرة لازم حد فينا يخبط التاني
وليد :
خير كله خير
لبنى :
بعد إذنك
وتركته يتبع أثرها بعينيه
وليد في نفسه لو بصت وراها يبقى خير أوي وإبتسم إبتسامة صغيرة هادئة أخذت في الإتساع لتتحول لضحكة عندما وجدها تنظر له وتبادله الإبتسام
..................
أحبك أحبك كالمجنونة وكنجمة تلمع في السماءتريد آثر الكون بضيائها
ربما أنت أحييت وأخرجت الطفلة بداخلي وجعلتني أريد حمايتك حماية الأم لطفلها في هذا الصمت بيننا قررت أن أصفح عن تلك الأخطاء التي إرتكبتها في حقي ولكني إضطررت الإحتفاظ بذلك النبض الذي نتشاركه
....
تجلس شاردة في حالها لا تعلم أهي إتخذت القرار الصائب بالبعد أم لا، كل ما تعرفه أنها مجهدة كثيراً، تفكر كيف ستقود حياتها فيما بعد؟ كيف ستدبر أمر بيت لتأتي بإبنتها عند إنتهاء فترة نقاهتها وذلك الجنين الذي لا ذنب له، طرقات جعلتها تخرج من دوامة أفكارها
سهر :
إيه يا بسمة بنادي عليكي من بدري
بسمة :
معلهش يا سهر مسمعتكش
سهر :
ولا يهمك أنا قلقت عليكي بس لتكوني تعبتي، ثم تنهدت ونظرت لهابصمت
بسمة :
عاوزة تقولي ايه؟
سهر :
لإمتي هتفضلي كده
؟؟!
بسمة :
أنا آسفه يا سهر أنا عارفة إني تقلت عليكي
سهر بعتاب :
متقوليش كده يا بسمة والله ما قصدت إنتي عارفة غلاوتك عندي ثم أكملت بضحك
صحيح مكنتش بطيقك الأول بس بعد وقفتك جمبي أنا مديونالك بحياتي، بس بصراحة مستر أحمد ومستر عماد صعبانين عليا أوي، ولا رحمة دي كل شوية تبص على مكتبك وتعيط
بسمة بدموع:
غصب عني يا سهر لازم أبعد عنهم علشان مصلحتهم في مشاكل كتير هتحصل ليهم لو فضلت في حياتهم، خليني بعيد كده أحسن
قوليلي بس عملتي إيه في إل قولتلك عليه قالتها وهي تمحي أثار دموعها
سهر بتذكر :
أه.. كله تمام وتقدري تبدأي شغل من إنها دة، أنا فهمت مستر أحمد إن الشغل كتير وبدل ما نضيع وقت في الإعلانات إن ليا قريبة خريجة محاسبة بس مش هتقدر تيجى الشركة لظروف خاصة وإني أضمنها وهكون صلة الوصل، في الحقيقه هو كان متردد بس إقتنع لما عرف بضغط الشغل
بسمة بإمتنان :
شكراً يا سهر إنتي ربنا بعتك ليا
سهر بحب :
إنتي إل ربنا بعتك ليا لولا إنك لما لقتيني منهارة وأنا خارجة من الشركة وسألتيني وجيتي معايا وإتبرعتي لأمي بالدم كان زمان ماما ماتت وأنا ماليش غيرها في الدنيا وبصراحة أنا لو كنت مكانك مكنتش عبرتني إنتي ناسية يابنتي أنا كنت بعمل فيكي إيه
بسمة بضحكة :
إنتي هتقوليلي إنتي كنتي بتكرهيني بشكل
سهر :
بصراحة كده كنت بغير منك أصلك وصلتي ونجحتي بسرعة أوي، مكنتش أعرف إن الحب طاير في الجو
بسمة بغضب مصطنع :
إمشي يا سهر من وشي
......
الزواج هو منهج لإستكمال الحياة البشرية ولكنه أيضاً يقلب حياة البشر رأس على عقب وخاصة إذا لم يتجهزوا له
تجتمع العائلة كلها ترحب بإبتهم وزوجها الذي أثبت صحه كلامه وصفاء نيته واعطاهم قسيمة الزواج الذي أتماه عند مأذون شرعيا في اليوم التالي لحضور أعمام دنيا لأخذها
عصام :
قومي يا دنيا إدخلي جوة مع بنات عمك علشان تجهزي
دنيا :
أجهز لإيه يا عمو
عصام :
للفرح يابنتي الناس هتوصل بعد العشا
دنيا بإستغراب :
فرح! فرح إيه؟
إبراهيم :
فرحك إنتي وإيهاب ولا إنتوا رجعتوا في كلامكوا
إيهاب :
لأ أبدا ياحج إبراهيم كل الحكاية إننا كنا ناوين نأجل الفرح لبعد ما دنيا تخلص دراسة
عصام :
وترضاها الناس تتكلم، إنتوا في بيت واحد ومتجوزين ومحصلش إشهار
إيهاب :
عندك حق ياحج، يالا يا دنيا إطلعي معاهم
............
في فيلا الجداوي /
هدى بعصبية وهي تتحدث في الهاتف :
إنت إيه مش بني آدم ده إبنك حرام عليك عاوز تدمره
مجهول :
أنا قولت إل عندي الفلوس توصل وإلا كل الصور إل وصلتك هتبقى على كل المواقع
هدى ببكاء:
ربنا ينتقم منك
ثم أغلقت الهاتف بعصبية ولم تنتبه لذلك الواقف خلفها
أحمد بعد أن حاول تهدئة نفسه :
فلوس إيه إل عاوزها منك؟
لتشهق بفزع وتلتفت له
هدى بتلعثم :
ف.. ف.. فل.. فلوس إيه إنت بتتكلم عن مين
أحمد بغضب :
ماما أنا سمعتك فلوس إيه إل البني آدم ده عاوزها منك وليه
هدى بإرتباك :
ما.. مافيش هو كان عاوز فلوس وإتصل يطلبها مني وأنا رفضت زي ما سمعت
وقالت مغايرة للموضوع :
يالا أنا هخلي سعاد تحضر الغدا وذهبت من أمامه سريعا
أحمد بحيرة :
يا تري مخبية عليا إيه يا ماما
الفصل / الثامن
تجلس القرفصاء في غرفتها تبكي وتنتحب فتلك هي حالتها منذ أن علمت بالجنين في أحشائها لا تختلط كثيراً بمن حولها فقط تنتظر ما سيحدث لها عندما يعلم وائل بالأمر
لتدخل عليها تلك المرأة الاربعينية تراها تعلم مدى إستقراطها وغرورها الواضحان عليها
نوال :
سارة إنتي قاعدة كده ليه
سارة :............
نوال بغضب :
بنت أنا بكلمك ردي عليا وبعدين إيه منظرك ده قومي ظبطي شكلك قبل ما وائل ييجي ويلاقيكي بالشكل البيئة ده
سارة بسخرية :
هيعمل ايه ياعنى هيموتني متقلقيش هو كده كده هيموتني
نوال بغضب جارف :
إيه الكلام الفاضي ده وبعدين إنتي إيه حكايتك بقالك كام يوم
سارة بصراخ وكأنها وجدت وسيلتها لدفع ما بداخلها :
حكايتي حكايتي إني حامل عارفة ياعنى ايه حامل، واحدة متجوزة واحد عقيم وتحمل تخيلي بقى رد فعله إيه لما يعرف
.......
من جهة أخرى لاحظ وائل تغيرها في الأيام الأخيرة وتجنبها له وبكائها ليلا، بعد إنتهاء عمله توجه للفيلا الخاصة به ليبدل ثيابه ويأخذها لتتنزه معه فهو يشعر بالذنب إتجاهها وأن لها حق عليه ولكنه تصنم مكانه عندما سمع صراخها وما قالته
سارة بضحكة هستيرية :
إيه رأيك بقى في المفاجئة دي، أنا حااااامل هههههههه، طبعاً وائل عمره ما هيصدق إنه إبنه وإني ما خنتوش بس هيصدق إزاي وهو عقيم لتنهار باكية وتسقط أرضا
صدمت نوال في البدايه ثم علت ضحكتها شيئا فشيئا مما زاد تعجب إبنتها
نوال محاولة السيطرة على ضحكتها :
مبروك مبروك يا قلب مامتك إمبراطورية الأحمدي كلها هتبقى تحت امرك وليكي إنتي وإل في بطنك
سارة بذعر :
إنتي بتقولي إيه إنتي فاهمة الكلام إل بتقوليه
نوال بخبث :
إهدي بس وأنا أفهمك وجذبتها لتجلس على الفراش بجانبها، بصي ياسيتي وائل مش عقيم ولا حاجة وائل ممكن يخلف عادي ومافيش أي مانع عنده
سارة بصدمة لا تقل عن صدمة وائل فهو كاد السقوط عند سماع ما قالته :
إنتي بتقولي إيه؟؟!!!
نوال :
إنتي عارفة بعد وفاة خالك مراته تعبت جدا تقريباً إتجننت فأنا مكنتش هسيب ثروة أخويا تروح لحد غريب إتفقت مع إنتصار تاخد أختها مقابل جزء من الثروة وأنا أخد بسمة وطبعا بعد ما بسمة بقت تحت وصايتي فلوسها كلهابقت تحت إيدي وطبعا سذاجتها خلتها تصدقني لما قولتلها إن أبوها أفلس قبل ما يموت بس إل معملتش حسابه إن وائل يشوفها ويتجوزها وأنا كنت بخطط لجوازكم في الأول بصراحة إفتكرت إنها مجرد بنت عجباه هياخد غرضه وبعدين يسيبها فوافقت بس بعد ما خليته يمضي على تنازل إنه غير مسؤل عن أملاكها لأن خالك الله يسامحه بقى كتب إنها لما تتجوز إدارة أملاكها من حق جوزها وطبعا وائل كان فاكر إن أملاكها دي هي الفيلا ال كانت عايشة فيها وبس وكان عذري إني خايفة على بنت أخويا وعاوزه أضمنلها حقها ومعرفش إني بعت الفيلا والأمور مشيت زي ما خطت لغاية ما إتجوزوا وجت ملك وعدت سنة ورا سنة ونسيت موضوع جوازك من وائل بس لما دخلت عليكي ولقيتك منهارة بدأت أفكر تاني
فلاش باك /
نوال بخضة :
ساره مالك يا حبيبتي
سارة :
مش قادرة ياماما بحبه أوي كنت فاكرة إني هنساه وأتقبل إنه إتجوز
يومها عرفت إن لسه في أمل إن وائل وثروته ميرحوش من إيدينا وكنت بفكر في خطة تبعدهم لغاية ما بسمة جت وطلبت مني أساعدها تعمل حفلة مفاجئة لوائل بمناسبة حملها الجديد فخطرت فكره في بالي وروحت لوائل المكتب ومثلت قدامه الغضب والتوتر
وائل بحيرة :
مالك يا طنط حاسس إنك مش على بعضك
نوال بتردد مصطنع :
اص... اصل في موضوع عاوزة أكلمك فيه
وائل بعدم فهم :
موضوع إيه؟
نوال بدموع زائفة :
أنا خلاص معدتش هقدر أغشك أكتر من كده أنا حاسه بالذنب بس كنت بقول لأنها بنت أخويا أسكت بس بس
وائل بنفاذ صبر:
بس إيه كملي عالطول
نوال بحزن مصطنع :
بسمة بسمة أصلها ياعنى
وائل ببعض الحدة:
أصلها إيه
نوال :
بتخونك
وائل بعصبية :
إيه إل بتقوليه ده
نوال بصراخ مبحوح :
زي ما سمعت بتخونك وملك مش بنتك
صدمة إجتازت أوصاله مما إستمع ليطيح بما على المكتب وهو يصرخ :
بطلي تخاريف إزاي مالك مش بنتي؟
نوال بخبث:
أنا عرفت بالصدفه إن بسمة على علاقة بواحد بعد جوازكم بمدة وده بعد ما سمعتها بتتكلم في التليفون وتتفق تقابله فخرجت وراها وسمعتها بتقوله إن هي حامل منه وهو قالها إن دي فرصتها إنها تكتب الطفل بإسمك وكده تضمن ثروتك
وائل بعصبية :
إنتي أكيد إتجننتي مستحيل بسمة تعمل كده
نوال بمكر :
لأ حصل وعملت كده ولما واجهتها قالت إنها ندمانة وإترجتني أتستر عليها وفعلاً لأنها بنت أخويا خفت عليها من الفضيحة وعاشت سنين تحت مراقبتي أو زي ما كنت فاهمة لغاية
وائل بهذيان :
لغاية إيه؟
نوال :
لغاية ما شوفتها واقفة مع رجل غريب جمب الفيلا يوم ما جيت من السفر مقدرتش أشوف وشه كويس بس سمعت صوته وعرفت إنه هو، بس صدمتي كانت كبيره بعد ما سمعته بيقولها مبروك المرة دي تبقي ولد وبكدة كل حاجه هتبقى ليكي
وائل بإنهيار :
ياعنى جاية تقوليلي إن بنتي مش بنتي وإنها حامل بس مش من صلبي
نوال بغموض :
بصراحة معرفش إل في بطنها منك أومنه علشان كده جيت أقولك لأنك صعبت عليا
وائل ببسمة سخرية :
لأ كتر خيرك
نوال بإبتسامة جانبية لم يرها وائل :
أنا عملت إل عليا وخلصت ضميري وإنت أتأكد من كلامي
وطبعاً بعد ما أقنعته يروح لدكتور صديق بإعتبار هيكون ستر ليه وافق وكنت متفقة مع الدكتور وأديته الفلوس إل طلبها وأثبتله إن ملك مش بنته وإنه عقيم
باااااااااااك
سارة بصراخ هستيري :
حرام عليكي حرام إنتي إيه شيطانة، ذنبها إيه بسمة إل عاشته كان صعب صعب ده عذبها بكل الطرق، حرام دي بنته بتموت قدامه وسابها هتروحي من ربنا فين إنتي مجر.......
قطعت كلمتها بعد ما رأت وائل يدلف إلى الحجرة وتعبيرات وجهه تدل على إستماعه لما دار بينهما فكانت نظراته كفيلة بإحراق الأخضر واليابس
لتشهق فزعا فتنظر نوال لما تنظر إليه إبنتها لينحصر الهواء داخل رئتيها وتعيش رعبا ليس له مثيل وينتفض جسدها خوفاً من الذئب البشري القادم فى إتجاهها
وائل بصوت مميت :
ساعة واحدة وملقيش ليكي أثر في حياتنا وإلا هيبقى أخر يوم في عمرك
لتهرول سريعاً إلى الخارج
سارة بخوف :والله ما كنت أعرف وكنت مخبية عليك الحمل لأني كنت عارفة إنك مش هتصدق إنه منك والله..
لتتفاجأ بما تراه
وائل ببكاء:
أنا قتلت إبني بإيدي وممكن تكون بنتي ماتت وبرده بسببي
سارة بحنان :
ربنا غفور رحيم وإن شاء الله ملك هتكون كويسة
وائل :
لازم اروح لبسمة وأشوف بنتي لازم أخليهم يسامحوني بأي طريقة
سارة ببكاء:
إن شاء الله هتسامحك وتعيشوا سعدا مع بنتكم
وائل متدارك ألمها :
سارة أنا مش هتجوز بسمة أنا بس عاوزها تسامحني أنا هفضل معاكي إنتي أنا سعيد معاكي بشوف في عيونك حنان وحب كأني إبنك والرجل الوحيد في الدنيا
سارة بحب وبكاء:
علشان إنت كده إنت إبني وحبيبي وجوزي وأخويا والرجل الوحيد في الكون بالنسبة ليا
ليقطع المسافة بينهما ليبدأن معا حياه جديدة ستواجه الكثير
في فيلا الجداوي /
تجلس هدى في صمت تفكر في أحوال إبنها في آخر فترة ولاتعي وقوفه أمامها
أحمد بتنهيدة وهو يجثو أمامها ويقبل يدها :
مالك يا ماما وبلاش تقولي مافيش
هدى بإبتسامة :
بتلاحق على كلامي ياابن بطني
أحمد مبادلها الإبتسام:
ما هو علشان ابن بطنك فعارف ان في حاجه مضيقاك
هدى بمشاكسة :
عاوزه أشوف عيالك نفسي تتجوز بقى وافرح بيك قبل ما اموت
أحمد بلهفة :
بعد الشر عنك ياست الكل وبالنسبة للعروسة لما أقلاقيها بس
هدى بتعجب :
مافيش ولا بنت عجباك طيب أشوفلك انا
أحمد بإقرار:
مش محتاج أي بنت هي واحدة بس إل ملكت قلبي وعقلي وكياني كله
هدى بفرحة :
الله الله هي مين دي وانا أخطوبهالك
أحمد بحزن :
لما اعرف مكانها هعرفك عليها
هدى بشك :
هي مين
أحمد :
روح أحمد
هدي:
للدرجة دي بتحبها
أحمد بهيام :
أنا عمري ما آمنت بالحب بس لما شوفتها من اول لحظة عرفت إن قلبي بقى ملكها
هدى بدموع حبيسة :
اتعرفت عليها إزاي؟
أحمد :
كانت بتشتغل عندي في الشركة
شهقة كانت رد فعل هدى لما قال تبعتها سيل من الدموع
أحمد بخوف :
مالك يا أمي فيكي حاجه
هدى ببكاء:
مالقيتش غير دي وتحبها إزاي تآمن لوحدة سلمتك نفسها وعاشت معاك أسبوع في الشاليه وإنتوا مش متجوزين
أحمد بشك :
وإنتي عرفتي الكلام ده منين
هدى بعصبية :
مش مهم عرفت منين المهم إن كلامي صح عاوز تسلم إسمك لواحدة من الشارع
أحمد بصراخ :
بسمة تبقى مراتي مش واحدة من الشارع
هدى بخفوت وصدمة :
مراتك... مراتك ازاي؟
أحمد :
زي الناس متجوزها على ايد مأذون ودلوقتي عاوز اعرف عرفتي منين
توجهت إلى أحد الأدراج وأخرجت منه الظرف الذي يحتوي على صورهم معا واعطته إياه
أحمد بصدمة :
إنتي بتراقبيني؟
هدى بسخرية :
مش أنا ده أبوك
أحمد بجمود :
عامر بيه كان لازم أتوقع منه حاجة زي دي
هدى بتوتر :
هو بعتلي الصور دي وكلمني لما سمعتنا وكان بيهددني لإما ينشر الصور في كل مكان ويفضحك ويلوث إسمك أو إني أحوله فلوس كل شهر
أحمد بغضب :
وطبعاً إيديتيله الفلوس ال هو عاوزها
هدى بإرتباك :ومش كده بس أنا عملت حاجة بس والله كنت فاهمة إني بحميك
أحمد بشك :
عملتي إيه بالظبط
هدى بتلعثم :
هحكيلك
كانت تجلس في بيتها تحتسي كوبا من الشاي لتتفاجأ بصوت طرق على باب شقتها لتنهض بعدما إرتدت حجابها لترى سيدة يبدوا على مظهرها الإحترام والرقي
بسمة :
أي خدمة حضرتك
هدى :
أنا هدى المنزلاوي والدة أحمد الجداوي
بسمة بإندهاش :
أهلا وسهلا إتفضلي حضرتك
هدي:
مافيش داعي أنا جاية أقولك كلمتين وهمشي
وقبل أن ترد عليها استكملت حديثها الصاعق لبسمة :
إبعدي عن إبني والتمن إل إنتي عاوزاه هديهولك بس مشوفكش حواليه نهائي
بسمة بإنكسار :
إيه ال حضرتك بتقوليه ده
هدى :
إل سمعتيه، فكرك إني مش عارفة إنك قعدتي معاه أسبوع في الشاليه
بسمة بثبات مزيف :
حضرتك عاوزة ايه دلوقتى
هدى بترجي :
تبعدي عن ابني سيبيه في حاله سمعته وحياته كلها هتدمر بسببك
بسمة بصدق :
حاضر أوعدك من اللحظة دي مش هيشوف وشي تاني بس عاوزة أقولك على حاجه إنتي ظلماني بس انا هسامحك لاني مقدرة خوفك علي إبنك
.......
أحمد بذهول وصراخ :
ياعنى إيه.. ياعنى إنتي السبب في بعدها عني
هدى ببكاء:
كنت خايفة عليك
أحمد بغضب :
خايفة عليا كنتي إسأليني الأول إنتي دمرتيني دي بقالها شهور مختفية
هدى بترجي :
سامحني يا حبيبي أبوس إيدك متقساش عليا أنا كنت خايفة عليك وبعدين انت غلطان إنك معرفتنيش بجوازك
أحمد بإستسلام :
مقدرش أقسى عليكي إنتي أمي بس مش هقدر أنسى إل عملتيه والسماح ده تطلبيه من الإنسانة إل هنتيها
يركض في ممر المشفى وينظر إلى تلك القابعة على السرير المحمول بهلع
الممرضة :
خليك هنا يا أستاذ
وليد :
أنا دكتور وهدخل معاها
:...........
إيه الحالة؟
وليد:
مغمي عليها من نص ساعة بسبب صدمة عصبية مرت بحالة ذعر إنقطع نفسها تلت دقايق عملتها إنعاش بس لسه مفاقتش
:.........
حضرتك مين؟
وليد :
أنا دكتور وليد... لو سمحت إعمل الازم وإنتي موجها كلامه للممرضة جهزي حقنة........
بقلم رانوش
في شركة الجداوي /
قص أحمد ما دار بينه وبين والدته لعماد
عماد بصدمة :
كل ده حصل مع بسمة.. طب ليه؟، دي إنظلمت من الكل وأولهم أمي أنا مش قادر أصدق من ساعة ما سمعتها بتكلم عمة بسمه وأمي فخورة أوي وهي بتحكيلها إنها جت تطلب مني الفلوس وهي رفضت توصلها بيا، إزاي أقرب الناس ليها خالتها وعمتها يتفقوا عليها
أحمد بتنهيدة :
وانت لسه معرفتش كانت عاوزة الفلوس لإيه وإيه السبب إل خلاها متطلبش منك الفلوس بعد ما شافتك وخلاها تقبل عرضي
عماد بعجز :
لأ مقدرتش أعرف وهتجنن
........................
بعد مرور عام
تركض بكامل قواها تصعد السلالم وهي تصرخ بإسمه بحماس
إيهاب إيهاب إيهاب أنا نجحت نجحت
في شركة الجداوي /
يجلس كلا من أحمد وعماد ووائل وبعض موظفي الشركتين في حجرة الإجتماع
وائل :
كده يبقى كل شئ تمام
عماد :
أيوة كده نقدر نصدر المنتجات بداية الشهر
أحمد :
تمام تقدروا تتفضلوا
بعد إنصراف الموظفين /
وائل بتردد :
في أول ما دخلت الإجتماع سمعتكوا بتتكلموا عن حفل تبرعات ممكن اعرف ده حفل إيه
عماد موضحا :
دكتور وليد الشهاوي صديق لينا وفي نفس الوقت بيكون خطيب أختي بيشتغل في مستشفى خاص للأطفال بيقابلوا حالات لأطفال كتير مبيقدروش أهلهم يدفعوا تكلفة العلاج فنظمنا حفلة لرجال الأعمال والأشخاص المقتدرة ماديا للتبرع ليهم
وائل :
طيب انا أحب أشارك
أحمد :
أكيد إحنا كنا هنبعت دعوة على شركتك
وائل بنبرة أشبه بالتوسل :
لو سمحتوا لو أي مساعدة ممكنة أقدر أقدمها للأطفال دي أنا مستعد حتى لو أبنيلهم مستشفى علي حسابي
عماد :
دي مبادرة جميلة جداً وفكرة ممتازة بس محتاجة دراسة
أحمد :
المهم دلوقتي نعالج الحالات الموجودة وبعد كده نشوف الخطوة الجاية
وائل لنفسه :
ياترى إنتي فين يا ملك
تجلس على فراشها تنظر للهاتف تارة والخاتم المزين ليديها تارة أخرى لتنتفض بحماس بعد سماع رنين هاتفها
لبنى :
كل ده ياوليد إيه مش عاوز تكلمني
وليد بتعب :
أبدا والله بس لسه خارج من العمليات دلوقتي واليوم كله كان إرهاق
لبنى :
من صوتك كده شكلك تعبان وممكن تنام وانا بكلمك
وليد:
.............
لبنى :
وليد إنت نمت بجد وليد وليد وليد
وليد :
ههههههههههه تصدقي إسمي حلو وإنتي متعصبة كده
لبني بدلع :
ياسلاااام طيب انا مخصماك
وليد بحب :
وأنا اقدر يا عسل أنا بس بهزر معاكي
لبنى بمرح :
خلاص عفونا عنك
وليد بصدق :
وحشاني أوي بقالي كام يوم مشوفتكش
لبنى بعشق :
معلهش يا حبيبي كلها كام يوم وأخلص إمتحانات
وليد بشقاوة :
ما هو انا بعد حبيبي دي مش هقدر أستنى
لبنى بكسوف :
وليد إنت تعبان ولازم تنام يالاسلاااااام
تغلق معه وتحتضن هاتفها وهي تحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة وليد فهي تعتبره أكبر نعمة في حياتها منذ ذلك اليوم عندما ذهبت مع صديقاتها او ما تظنهم ذلك رشا وميرهان وإقترحوا عليها الذهاب معهم إلى منزل إحداهما للمذاكرة ولم تكن تعلم خطتهم الدنيئة
رشا:
ها إيه رأيك في الشقة
لبنى :
جميلة ما شاء الله بس انا مش هقدر أتأخر خلينا نبدأ بسرعة
مريهان :
تمام جهزي إنتي كتبك لما أروح مع رشا نعمل حاجة نشربها
كان عماد قد ذهب إلى الجامعة التي تدرس بها لبنى بعدما سأل عنها يوم رؤيتها تدخل لمبنى الشركة وقرر قبل مفاتحة أخيها بخطبتها التحدث معها هي لمعرفة رأيها وإن كان شعوره متبادل فرأها تخرج بصحبة فتاتين آخرتين وقبل اللحاق بها وجد أحدهم ينادي بإسمها
دعاء:
لبنى.........لبنى
وليد :
فى حاجه يا آنسه
دعاء:
إنت مين..... أه إنت ال لبنى خبطتك بالعربية
وليد:
أيوة صح محتاجة حاجة
دعاء بتردد:
لبنى خرجت مع بنتين دلوقتي ممكن توصلني للمكان إل هيرحوه
وليد :
طبعاً إتفضلي
دعاء:
شكرا بس بسرعة علشان نلحقهم
بعد وصولهم رأوا لبنى وهي تصعد معهم إحدى البنايات
دعاء بإستغراب :
هي إيه إل جابها هنا وازاي تطلع معاهم
وليد :
ما يمكن هيجيبوا حاجة أو هيذاكروا مثلاً
دعاء بذعر بعد أن وجدت محمود متجه لنفس المبنى :
محمود......! يارب إسترها وإحميها يارب
وليد :
محمود مين؟ وفى إيه بالظبط؟
لبنى بهلع :
ده واحد معانا في الكلية حاول يقرب منها كتير بس هي صدته بكل الطرق بس ده واحد مش مظبوط بيشرب ويعرف بنات
وليد بخوف :
إستني هنا وأنا هطلع أشوف في إيه
ذهب وليد لنفس المبنى وتتبع محمود إلى أن رأه يقف مع نفس الفتاتين فعلم أن ذعر دعاء فى محله
رشا :
أهي ست الحسن والجمال فوق
مريهان :
أي خدمة بس إبقى إفتكرها
محمود :
ربنا يخليكوا ليا يا قمر إنتي وهي
دخل محمود إلى الشقة في نفس الوقت الذي خرجت منه لبنى من الحجرة تبحث عن الفتاتين لتتقابل به وتصرخ بكامل قوتها
لبنى بصراخ :
انت بتعمل ايه هنا وواقف كده ليه
محمود بتلذذ :
جايلك يا سكر
لبنى بذعر :
رشا.... مريهان... يا رشا تعالو بسرعة
محمود بضحكة سخرية :
مشيوا يا حبيبتي من زمان محدش هنا غيرنا
لبنى بخوف وهي ترجع للوراء:
متقربش مني حرام عليك إنت مش بتخاف من ربنا
وقبل أنا يجيبها وجد من يحاول فتح الباب بالقوة إلى أن نجح بعد عدة محاولات لينقض عليه يكيل له من الضربات ما يتناسب مع غليان الدماء بداخله وبكاء وصراخ لبنى إلى أن فقدت الوعي تزامنا مع سقوط ذلك شبيه الرجال ليهرع إليها ويحملها بين يديه للذهاب إلى المشفي
......................
الفصل التاسع /
حبيبتي... حبيبتى روحي الضائعة وقلبي المتعذب يقولان لي أنك سبب حياتي، عشقك صحراء مليئة بالدموع، عشقك بحر ملئ بالحر، قلبي مع جسدي هنا ولكني أشعر أني غير مكتمل ووحيد
لمن يجب أن أعبر عما بداخلي وأنتي لستي هنا، هذا السكون بداخلي يعذبني، عندما أذهب إلى النوم أراكي في أحلامي ويشتعل بداخلي لهيب الشوق، عودي إلى ودعينا ننعم بلحظاتنا الثمينة فى تلك الحياة التي تبدو كالعاصفة الغاضبة من دونك
..............
بوسط قاعة مؤتمرات بإحدى الفنادق حيث يقام حفل ملئ بمعظم رجال الأعمال وبعض الفنانين الذين جاءوا للترويج لذلك الحدث وبالتأكيد بعض الصحفيين
يجلسان ويتحدثان فى بعض أمور العمل ليجلس بجانبهم متأففا
أحمد :
مالك يابني؟!
وليد :
رفعت راية الإستلام
عماد مازحا :
ليه يا دكتور دى حتى أختي نسمة مبتعملش حاجه خالص
وليد بغيظ :
إنت تسكت لأنك السبب
أحمد بتعجب :
هو السبب ليه
وليد مقلدا :
مش هتجوز غير لما عماد يتجوز
أحمد :
ههههههههه ياعيني عليك يا وليد شكلك مطول
عماد :
رحمة مصممة تستنى بسمة لما تظهر ماليش ذنب أنا زيي زيك
وليد :
البنات دي عاوزه............
تحجرت الكلمات داخله وهو يرى من يتقدم بإتجاههم
أحمد وهو ينظر بإتجاه ما ينظر له وليد؛
مالك سكت ليه؟
وائل :
أخباركم يا شباب
عماد :
أهلا مستر وائل
وائل :
إحنا بره الشغل دلوقتى وكمان إحنا نفس السن بلاش الشكليات دي
أحمد :
إتفضل أقعد معانا، ده دكتور وليد
وائل :
كنت متأكد لما سمعت الإسم إني أعرفك وتوقعت إنه يكون إنت
وليد :
وأنا لو كنت أعرف إنك هتبقى موجود مكنتش جيت
عماد :
إنتوا تعرفوا بعض
وليد :
أستأذن أنا وبعدين نكمل كلامنا
وائل :
وليد إستني لازم نتكلم
وليد :
مافيش كلام بينا
وائل :
وليد في حاجات كتيرة إتغيرت لازم تسمعني
لم يترك له فرصة وذهب من أمامه ولكنه تصنم مكانه وهو يراها تدخل من باب القاعة لينظر خلفه للوجوه التي لا تقل صدمه عنه
وليد :بسمة!
عماد بفرحة :
أنا مش مصدق عينيا
................
الأحلام التي تعيش في قلوبنا هي ما تتحقق فها هي سعادتي أمامي وقد إستغرقت الكثير من الوقت لتأتي ولكن أمنيتي ذهبت إلى السماء وإنعكست وأتت إلى ولكن هل للأبد؟
كانت مشغولة بالتحدث مع من معها ولا تعي تلك العيون التي تراقبها منها المصدوم وكان وليد ومنها المتلهف للحديث وكان هذا وائل بالتأكيد ومنها الفرح وكان عماد
أما الآخر فكان في حالة من الجمود الخارجي ولكن بداخله ألف صراع وإحساس منه من يحثه على الصراخ بها ومنه من يريد إحتضانها وإحساس بالغضب وآخر يحثه على إختطافها لتبقى معه هو فقط
وائل :
وأخيراً شوفتك
وليد :
متفكرش تقرب منها
وائل :
أنا لازم أتكلم معاها
أحمد بشك :
مع مين؟
وليد وهو يخشى العاصفة الآتية :
مع بسمة
وقبل أن يكملا حديثهم أتى أحد رجال الأعمال المصريين ولكنه يعمل بالخارج
مستر أحمد أنا لما عرفت دلوقتي انك صاحب الدعوة حبيت اقولك إني سعيد جداً بدعوتك وحابب أشكرك للمبادرة الجميلة دي وكمان أحب أشكرك شخصيا إنك إستجبت لطلبي وبعتلي محاسب من شركتك
أحمد وهو يصافحه :
أهلا بيك أنا إل متشكر لوجودك معانا، بس مش فاهم قصدك محاسب مين
صادق :
الأستاذة بسمة، أنا لما بعت لشركتك طلب ترشحلي محاسب مناسب بعتولي الأستاذة بسمة
الكلام ده من ست شهور تقريبا إنت لحقت تنسى؛ أهي جاية علينا
قالها وهويشير في إتجاهها، كانت تتحدث مع أحد زملاؤها بالعمل لترفع عيناها وتصدم مما ترى ومن هذا التجمع
عماد بلهفة :
بسمة أخبارك ايه طمنيني عنك؟
بسمة بهدوء مصطنع :
الحمد لله
وائل :
بسمة لازم نتكلم
بسمة :
أنا مشغولة دلوقتي بعدين، مستر صادق إتفضل الورق أنا خلصت كل الإجراءات
وائل :
بسمة إل هقوله مهم مينفعش يتأجل
صادق :
خلاص يا بسمة ممكن تفضلي مع أصدقائك وانا لو في حاجه هخلصها اعتبريها أجازة إنتي تعبتي الفتره ال فاتت؛ يالا أستأذن أنا
بسمة :
وليد تعالي نتكلم شوية عاوزاك في موضوع
وائل بعصبية :
بسمة قولتلك لازم نتكلم
عماد بغضب :
إنت بتتكلم كده ليه وعاوز منها ايه
وائل :
موضوع بينا ولازم ننهيه
كان يستمع لهم وهو يراقب تعبيرات وجهها المرهق وعيونها التي تنظر في كل إتجاه معاداه
أحمد :
إتفضلي معايا أظن إننا لازم نتكلم و في حاجات كتير لازم أفهمها دلوقتى، وياريت متختبريش صبري أكتر من كده وتيجى معايا من سكات
وليد :
كفايا بقى إرحموها شوية، وإنت يا أحمد أنا عارف إن ليك الحق بس إحنا دلوقتى وسط ناس، وإنت يا وائل الكلام ال عاوز تقوله لازم يتأجل مينفعش الكلام فيه هنا
عماد :
خلونا نهدي ونقعد يا جماعة لغاية ما الحفلة تخلص
.................
تفترش سريرها بإرهاق وتعب تمسح حبات العرق عن جبينها وتتنفس بصعوبة واضحة فقد ازداد المرض عليها في الفترة الأخيرة
سهام بتعب :
إسمع يا إيهاب العمر مش هيبقى فيه قد ال راح وانا حاسة إن ميعادي قرب وعلشان كده لازم أقولك على حكايتي يابني وعاوزك تسامحني
إيهاب :
بلاش تتكلمي وتجهدي نفسك ولما تتحسني إبقى قولي إل إنتي عاوزاه
سهام بصعوبة :
إسمعني وبلاش تقاطعني
زمان كان ليا صديقة إسمها هدى، كنا مع بعض في الجامعة وبعد ما خلصنا دراسة فضلنا على صلة ببعض، إتجوزت هدى واحد قريبها كنت في الوقت ده أسمعها بتتكلم عن حبهم وأتمنى أعيش قصة حب زيها وأتجوز إل قلبي يختاره، وطبيعة الحال كنت بزورها كتير لان مكنش ليا غيرها، ومرة بعد مرة أنا وجوزها إتقربنا من بعض لغاية ماجه في يوم يعترفلي بحبه وإنه مش قادر يبعد عني وأنا كنت حبيته بس خبيت ده وإتخانقت معاه وبعدها معدتش بروح عند هدى، لغاية ما جالي فى يوم وقال إنه مستعد يطلق هدى علشاني ساعتها فكرت في هدى وفي إبنها إل لسه في بطنها مصيرهم هيبقى إيه وبعدت عنه، بس إتفاجئت بهدي بتكلمني وهي منهارة وبتقولي إن جوزها عمل حادثة وهي لوحدها حسيت إن قلبي هيقف من الخوف عليه، روحتلها وفضلت معاها لغاية ما إطمنا عليه، بعدها بمدة رجع لطلبه تاني بس المرة دي جواز عرفي وافقت لأني حسيت إني مش هقدر أعيش من غيره والحادثة إل حصلت عرفتني قد ايه بحبه، بس بعد مدة بانت حقيقته وإتغير والحب إل كان معيشني فيه إنتهى، عشت معاه أيام أصعب من أي حاجه في الحياه وأنا مش قادرة أصرخ وأطالب بحقي وحق إل في بطني لأني ببساطة خاينة ومتجوزة في السر، في يوم لقيته بيقولي إنه خلاص هيسيبني وفعلاً طلقني وبعدها إختفي من حياتي، تقدر تتخيل كانت حياتي إزاي يتيمة ولوحدي وحامل، روحت لدكتور نسا أطلب منه يأجهضني رفض وبعد ما حكيتله حكايتي لقيته بيقولي إنه هيتجوزني وعلشان الحمل هيعلن جوازنا قدام الناس بس في الحقيقة هيستني بعد شهور العدة ويتجوزني وده إل حصل وإتجوزت مختار أبوك
...................
بعد إنتهاء الحفل
لم يتبقى في القاعة سوي وائل ووليد وعماد وأحمد وبسمة ورحمة
رحمة :
بسمة إنتي كويسة
بسمة :
أحب أعرفكم ببعض وبدأت الإشارة بيدها
ده دكتور وليد صديق ليا أيام الدراسة والوحيد فيكم إل مجرحنيش، وده عماد إبن خالتي وأخويا في الرضاعة إل مفكرش يدور عليا ويشوفني لو محتاجة حاجة أو أكون في ورطة بس أنا مسمحاك متقلقش، وده الأستاذ وائل الرجل إل بسببه عشت أسوأ أيام حياتي وخلاني أفقد الثقة في كل إل حواليا
تمسح دموعها المنسابة وكأنها وجدت ملاذها أخيراً للخروج وتكمل، وأخيراً مستر أحمد إل دخل حياتي علشان يكمل مشوار وائل بيه، إنتوا الإتنين عيشتوني وجع يهد جبال ولسه عاوزين تكملوا عليا
وائل :
ياعنى إيه يكمل مشواري، ليستوعب الكلام بصدمة إنتي إتجوزتي
أحمد بصدمة لا تقل عنه :
وائل هو جوزك الأولاني
عماد:
أنا تهت
وليد متوهش ولا حاجه وائل كان جوزها لأكتر من خمس سنين وأحمد وإنت عارف إتجوزته إمتى
وائل بندم :
أنا عارف إن كلامي مش هيفيدك دلوقتي ولا هينسيكي إل عملته فيكي بس لازم تسمعيني أنا إتلعب بيا، بسمة أنا آسف عاقبيني زي ما إنتي عاوزة لأني أستاهل بس طمنيني عن ملك لو سمحتي
بسمة :
دلوقتي بتسأل عنها
عماد :
مين ملك؟
وليد :
بنتهم
أحمد بصدمة :
إنتوا عندكم بنت؟!
عماد :
هو في إيه بالظبط متفهمونا، وبعدين فين البنت دي إنتي طول فترة وجودك مشوفتهاش معاكي في شقتك
وليد وهو ينظر لبسمة وكأنه يستمد منها الموافقة ليجدها في حالة ضياع :
مشوفتهاش لأنها كانت معايا أنا
وائل :
معاك.... معاك فين أه المستشفى إنت إل كنت بتعالجها قولي هي عاملة إيه دلوقتي
بسمة بصراخ :
دلوقتي عاوز تطمن عليها، دلوقتي خايف على حياتها ولما كانت بتموت قدامك ولما جيت أتوسلك إنك تديني الفلوس علشان عمليتها وطردتني كان فين خوفك ده
أحمد بصدمة :
إنتي كنتي عاوزه الفلوس علشان كده، ليه مقولتليش ليه
بسمة :
إنت كنت سألت إنت مفكرتش للحظة تتأكد من إل بيحصل
عماد :
واضح إن كلنا مذنبين في حقك يا بسمة بس صدقيني لما أقولك إن أحمد ليه العذر
وائل بهستيرية :
وأنا كمان كان ليا عذري، وقص لهم كل شئ
رحمة :
حرااام.. حرام هو في ناس كده
وائل :
أنا ربنا عاقبني يا بسمة سارة بعد ما ولدت بكام شهر بنتنا ماتت، أتوسل ليكي طمنيني عن ملك كفاية الذنب هيموتني كل ما أفكر إني قتلت إبني بإيدي
بسمة :
.............
وليد :
ملك كويسة دلوقتى متقلقش
رحمة :
بسمة إنتي كويسة؟
بسمة :
...........
كانت فقط مغمضة العينين لم تعد تقوى للإستماع ألم يبق شخص ولم يجرحها ألم تعيش ما يكفي من العذاب
أحمد بحنان وهو يمد يده المرتعشة المتعطشة لإحتضانها ليضعها على يديها بهدوء:
بسمة قومي لازم تروحي وترتاحي شكلك تعبان جدا
لم تستطع الرد عليه فقد فقدت قواها ولكن تحدثت عيناها بما داخلها لتنفجر كل أوجاعها على هيئة شلال من الدموع الصامتة
لم يستطع تمالك نفسه ليقوم ويجذبها إلى أحضانه
لتبدأ شهقاتها فى العلو تصاحبها دموع رحمة وتأثر عماد ووائل ووليد مع كلمات أحمد المهدأة
رياح الفجر تبكيني تحطمني وأنا أراكي هكذا حبيبتي، لا أحد يقول شئ يهدئني حبيبتي، ضوء القمر ينعكس على وجهك حبيبتي، أفيقي وأنعشي قلبي حبيبتي، لم أكن أبحث عن حبيب ولكن بعثك لي القدر، فإذا كان عليكي أن تأتي يوما في طريقي فلا تسألي عني أحد إسألي عن حبي فى قلبك، سأكتب عن حبي لكي بدماء وريدي، سأكتب عن أخلاقك وطهرك وبرائتك، سأكتب عن عينيك وحضنك الدافئ المحروم منه أنا، سأكتب عن صدقك وجمالك، أنتظرك لتعفو عني حبيبتي، فأنا أستلهم صوتك في أذني وأستنشق رائحتك في كل مكان، عندما تأتيني ستجديني في ذلك الوقت مكبل بالشوق، وإن إبتعدتي سأبكيك حتى تذهب الروح من الجسد
...................................
تنام على الفراش بالمشفى معلق لها بعض الأدوية الوريدية، تجلس بجانبها رحمة ويتابعها وليد الواقف بجانب السرير ويجلس كلا من أحمد وعماد ووائل ع الأريكة بالحجرة
وليد :
ضغطها إنخفض وطبعا ده تأثير إل حصل معاها ربنا يعينها بس هي هتبقى كويسة إن شاء الله
أحمد :
هتفضل هنا قد إيه يا وليد.؟
وليد :
هي المفروض تفوق في أي وقت وعلى حسب حالتها
طرق الباب فسمحوا بالدخول لتدلف سهر وعلى وجهها دلالات القلق والتوتر
سهر :
أخبارها ايه يا دكتور
وليد :
هتبقى كويسة إن شاء الله
عماد :
إنتي عرفتي منين ياسهر؟
سهر :
أصل.. أصل أنا كلمتها كتير على الموبايل ودكتور وليد رد عليا عرفني
بسمة بتعب :
سهر... سهر خرجيني من هنا
سهر :
بسمة إهدي وإستني لما تبقى كويسه علشان تقدري تقفي على رجلك على الأقل
بسمة :
إسمعي الكلام ياسهر أنا لازم أخرج
أحمد :
مافيش خروج من هنا غير لما نطمن عليكي
بسمة :
سهر إسمعي الكلام متتعبنيش وتعالي ساعديني أقوم
عماد :
إسمعي إنتي الكلام يا بسمة بلاش عند
رنين هاتف سهر أوقف حديثهم، ولكن زاد توترها وهي تنظر لشاشة الهاتف تارة ولبسمة تارة أخرى
بسمة :
هاتي التليفون
سهر :
أنا هرد
بسمة :
إسمعي الكلام، شكلك مخبية عليا حاجة
أعطت سهر الهاتف لبسمة وهي تخشي عليها من تلك المكالمة
(سهر إنتي فين يابنتي، عمر تعب أوي وإحنا دلوقتي في المستشفى والدكتور بيقول هيدخله الحضانة)
بسمة بصوت متقطع قبل أن تفقد وعيها مرة أخرى:
ع..م...ر...
أخذت سهر الهاتف من يديها
سهر :
ماما إنتي قولتي لبسمة إيه؟
رحمة :
سهر هو في ايه بالظبط؟ بسمة مالها وإيه المكالمة دي؟ إنتي وبسمة كان في تواصل بينكم الفترة إل فاتت أصل الواضح من طريقة تعاملكم
سهر :
هي عاملة ايه دلوقتي
وليد :
هتبقى كويسة بإذن الله وبدأ بإفاقتها
عماد :
ممكن بقى تفهمينا إيه إل حصل؟
سهر :
المكالمة دي من أمي، بسمة لما سابت الشركة وحضرتك يا مستر أحمد كانت قاعدة عندي بس مش لوحدها
الفصل /العاشر
وائل :
ياعنى إيه مش لوحدها ملك كانت معاها
وليد :
لأ ملك كانت ولازالت معايا أنا
سهر :
بسمة كانت حامل
الجميع معا بصدمة :
حامل!!
أحمد :
حامل وليه مقاليتش
سهر :
بسمة شافت شهور صعبة أوي إتعرضت للخطر أكتر من مرة ولدت قبل ميعادها ولما جه موضوع السفر لشركة الأستاذ صادق هي لأنها كانت محتاجة فلوس علشان عمر، عمر إبنك يا مستر لانه اتولد قبل ميعاده وحالة بسمة كانت صعبة فضل في المستشفى شهور بعد ولادته بعد ما بسمة سافرت بشهر رجعت أخدته لأنه كان خرج وسافرت تاني
عماد :
إزاي سافرت بيه من غير إذن أحمد
سهر :
أنا مضيت مستر أحمد علي الموافقة ضمن أوراق الشغل
أحمد :
وبعدين
سهر :
كنت كل يوم بحس بالذنب من ناحية حضرتك بس في نفس الوقت عذراها فقررت إني أعمل حاجه تخليها تنزل مصر وتتقابلوا علشان تعرف بإبنك ويمكن تحلو الخلاف إل بينكوا فقولتلها على حملة التبرعات بس مقولتلهاش إنكم المسؤلين عنها وطبعا لأنها مرت بالظروف دي قبل كده أيام ملك وبعدين عمر عملت كل إل تقدر عليه وأقنعت مجموعة من رجال الأعمال وكانت هي المندوبة ليهم في الحفلة وقدمت التبرعات
رحمة :
طيب دلوقتى عمر فين ومكالمة والدتك تخصه.
سهر :
عمر كان معايا في شقتي أنا وأمي وفعلاً المكالمة تخصه، عمر من امبارح حرارته مبتنزلش بس كانت ثابته لكن دلوقتي زادت فوالدتي أخدته المستشفى والدكتور قالها إنه هيحجزه في الحضانة لأن في خطورة عليه
أحمد بتشتت :
ياعنى يوم ما أعرف إن ليا إبن ممكن يروح مني
بسمة بصعوبة :
روحله، روح لعمر يا أحمد هو محتاجك دلوقتى
أحمد ببعض الحدة :
ليه... ليه خبيتي عليا بتنتقمي مني بالطريقة دي ليه
بسمة بدموع :
مش ينتقم منك صدقني، بس كنت عاوزني أعمل إيه وأنا مرفوضة من مامتك وجت تترجاني أبعد عن طريقك وغير كده أنا كانت حياتي مدمرة بسبب تجربتي إل فاتت كان في مليون سبب يخليني أختفي من حياتك
عماد :
أحمد مش وقته الكلام ده، روح الأول مع سهر إطمن على إبنك
وائل :
بسمة أتوسل ليكي عاوز أشوف ملك نفسي أطمن عليها وأخدها فى حضنى
بسمة :
وليد إيديله ملك يشوفها
وائل :
بسمة أنا عارف إني أذيتك كتير بس صدقيني كنت بتعذب أنا كمان بس انا دلوقتي طمعان في حنية قلبك ممكن تديهالي يوم أو إتنين لغاية ما تفوقي وتقدري تاخديها إنتي أحق بيها
لتومأ له في صمت
رحمة :
أنا هفضل معاكي يا بسمة إنهاردة
أحمد :
إنتي هتفضلي معاها بس لغاية ما أطمن على عمر وأجي، دي مراتي وأنا إل هفضل معاها
..................
بعد شهرين
في أحد قاعات الفنادق المخصصة لإقامة حفلات الزفاف كان هناك حشد من الأهل والأقارب والأصدقاء وموظفي الشركة ويقف على باب القاعة عماد ووليد كلا منهم ينتظر عروسه
عماد :
هما إتأخروا كده ليه؟
وليد :
مش عارف بفكر أطلع أشوفهم
أحمد ضاحكا :
ده معسكر فكر تطلع وشوف هيعملوا فيك ايه
عماد :
أيوة يا سيدي ما إنت مش في موقفنا دلوقتي
أحمد :
ياريت أبقى مكانكم على الأقل حياتي تستقر بدل أنا مش عارف هترأف بحالي إمتى
وليد:
معلهش إستحمل شويه هي مرت بكتير
في حجرة الفتيات
بسمة :
يابنتي ربنا يهديكي خلينا ننزل بقى
رحمة :
تؤ مش بالسهولة دي خليه يستنى شوية
لبنى :
والله شكلك ناوية تجنني أخويا
رحمة :
ده حقي وباخده منه هو إتأخر عليا يوم ما كنا خارجين نشتري الفستان وأنا بردهاله
بسمة :
طيب ووليد ذنبه إيه والغلبانة إل جمبك دي
لبنى :
قوليلها أنا خلاص زهقت بقالي ساعتين مخلصة
رحمة:
خلاص علشان خاطرك إنتي بس، يالا ننزل
بسمة :
أشهد أن لا إله إلا الله
.................
أنت ملكي، أنت نوري، أنت ملاكي وضائي، أنت من حكمت قلبي ووضعت خاتما ذهبيا في يدي، وأنا اليوم أقول لك هذه ليلتنا ستسمر إلى الأبد، أنا لك سوف أكون مصيرك وأنت لي الحياه، فقط أنت و أنا وكل العالم خلفنا
دقت الطبول وعلت الدفة وأعلنت وصول مليكات الليلة، ليتقدم عماد ويمسك بيد أخته ويسلمها لزوجها ثم بعد ذلك ينتظر والد رحمة يأتيه بها
أخذ كلا منهم عروسه وإتجه للمكان المخصص لهم
كانت تقف بعيدا تتابع شقيقتها ورفيقتها وتشعر بالسعادة من أجلهم
أحمد :
مش كنا إتجوزنا معاهم
بسمة :
إحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده
أحمد:
بسمة إديلنا فرصة إنتي شايفة إن حبنا مايستهلش فرصة
بسمة :
حبنا!!
أحمد :
اه حبنا وتبقى بتخدعي نفسك لو أنكرتي إل بينا
بسمة بتنهيدة :
مقدرش أنكر بس مقدرش أنسى كل إل حصل أنا منهكة جدا
أحمد :
وأنا أوعدك إني أنسهولك وأعوضك عن كل إل فات
بسمة :
أنا لا عاوزة تعويض ولا عاوزة أي حاجه غير إني أعيش مع ولادي حياة مستقرة
أحمد :
وتحرميهم إنهم يعيشوا بإستقرار بين أب وأم
بسمة بدموع :
أنا خايفة، إنت مش هتقدر تفهمني عن إذنك
عند رحمة وعماد /
عماد :
عسل ياناس
رحمة بدلع :
طول عمري
عماد :
ياسلاااام على التواضع
رحمة :
عندك شك
عماد :
أنا أقدر ياباشا
بقلم رانوش
عند لبنى ووليد /
وليد :
تعرفي لو أخدوا سعادتي ووزعوها على الكون كله مش هيكفيها
لبنى :
للدرجة دي بتحبني يا وليد
وليد :
أه للدرجة دي وأكتر أنا إستنيت اليوم ده كتير أوي
لبنى :
تعرف أنا لسه مش مصدقة إننا مع بعض
وليد :
أنا إل مش مصدق إن مامتك وافقت بالسهولة دي
لبنى بإرتباك :
سيبك من ماما دلوقتي خلينا في فرحتنا
كان الزفاف في غاية الجمال والسعادة رقص الأصحاب مع العرسان ومباركات الأهل والأحباب
ولكن فجأة إنطفأت جميع الأنوار والإضاءات، سادت حالة من السكون، الجميع يترقب ما يحدث مع إضاءة خفيته ع شخص ما
(مساء الخير أول حاجه أحب أعرفكم بنفسي أنا إسمي أحمد الجداوي صديق للعرسان، آسف إني باخد من وقت فرحكم بس لازم كل الحضور يسمعني
أنا كنت مش مصدق إن في حاجه إسمها حب كنت دايما أقول إن الجواز توافق فكري وإجتماعي أغلب الأوقات بين الطرفين، لكن ده قبل ما أشوفها لما شوفتها حسيت بشلال دم جديد بيمشي في جسمي وكأن كل خلايا جسمي بتتغير، كأني بتولد من أول وجديد، آمنت بالحب وصدقته بس الظروف إل حوالينا كانت أقوى مننا منعتنا نكون مع بعض، كنت بحس وهي بعيدة عني إن روحي بتروح وإن أنا مش إنسان أنا مجرد آله بتشتغل وتاكل علشان تعيش مقدرتش أكمل حياتي كده وفعلا أخدت خطوة وأقنعتها بالجواز، كتبنا الكتاب بحضور الشهود ومعرفة أصدقائنا بس لكن للآسف حياتنا كانت صعبة والمشاكل والظروف إل منعتنا في الأول أثرت علينا بس ربنا حب يمن علينا بأكبر نعمة في الدنيا ورزقنا بعمر ودلوقتي أنا عاوز نبدأ من جديد ونعيش حياتنا مع بعض وبينا عمر
بسمة قدام الناس كلها بقولك آسف سامحيني أنا غلطت في حقك كتير، عاوزك تسامحيني وأتمنى إنك تقبلي تكملي حياتك معايا لأني بحبك ومقدرش أعيش من غيرك)
تصفيق وتهليل من جميع الحضور منهم من يبكي تأثر بهذا الحب ومنهم من يبحث عن تلك المحبوبة ومنهم من ينادي عليها ويحثها على الموافقة
وافقي يابسمة
وعيون ذلك العاشق تبحث عنها إلا أن وجدها تجلس وحيدة تنظر له بعشق تنساب دمعاتها بنعومة فإتجه ناحيتها
...............
لقد وجدت حبا لي وجدت إمرأة أقوى من أي شخص عرفته، تمثل أحلامي وآمالي آآمل أن تشاركني حياتي، لقد وجدت الحب الذي يحمل سعادتي يحمل أطفالي، نحن ما زلنا بعاد ولكننا مغرمين ببعضنا سنحارب كل الصعاب أعلم أننا نستطيع أن نواجه صعابنا ونكون بخير معا هذه المرة
حبيبتي فقط أمسكي بيدي وكوني إمرأتي زوجتي وسأكون لكي درعك الحامي فأنا أرى مستقبلي في عينيك
.....
جلس أمامها وأمسك يديها يقبلها
أحمد :
وافقي يا بسمة وخلينا نبدأ من جديد
بسمة بدموع :
بحبك
أحب عندما تناديني حبيبتي... أتمنى لو كنت أستطيع التظاهر بأنني لم ولن أحتاجك.. ولكن كل كلمة ولمسة منك إنها لرائعة.. قل عن هذا الشعور الحب قل العشق... كل ليلة آتي إلى ذاكرتي أبحث عن كل شئ يقودني إليك لأكون معك.... أنت وحدك تخلصني من الآلم إنه لشئ يثير جنوني.... لقد إختفيت في عتمة حياتي ولكن الذكرى ما تزال حية فأستيقظ من عتمتي وأعود لأجلك
هدى بعد أن إقتربت منهما :
تسمحلي أخد عروستنا منك شوية
أحمد مازحا :
إيه هتقوليلها قوانين حماتها الست هدى
هدى بهدوء:
أنا مش عاوزة من الدنيا غير سعادتك وطالما إخترتها تبقى هي بنتي زي ما إنت إبني
أحمد بإبتسامة :
ربنا يخليكي لينا يا ست الكل
ليتركهما يذهبا معا وهو يدعو الله أن يستطيعا تقبل إحداهما الأخرى
عند الشباب/
عماد :
شوف إحنا أصحاب من إمتى متوقعتش حركة زي دي منك
وليد :
لأ بس بجد برافوا
وائل :
إنتوا الإتنين تستاهلوا كل خير
أحمد :
متشكر يا وائل، أنا عاوز أطمنك إن ملك هتكون سعيدة معانا طبعاً إنت والدها بس لا أنا ولا إنت لينا الحق نحرم بسمة إن أولادها يبقوا في حضنها
وائل بتفهم :
فاهم ومقدر وواثق إنك هتعامل ملك زي عمر بالظبط ومطمن عليها
لتأتيهم تلك المشاكسة الصغيرة بفستان الزفاف الخاص بها
ملك بتذمر طفولي :
إنت يالي إسمك بابا ينفع كده؟
وائل ضاحكا :
في إيه يا ملوكة
ملك :
النونو إل في بطن طنط سارة هيطلع إمتى ده إتأخر
وليد بتعجب :
وإنتي عاوزاه يطلع ليه
ملك :
علشان أرقص معاه
لم يتمالكوا أنفسهم من كثرة الضحك فتلك المشاكسة أثرت قلوبهم
عماد :
طيب يا حبيبة خالو تيجي ترقصي معايا أنا لغاية ما النونو يطلع
ملك :
بس إنت طويل
عماد وهو يحاول السيطرة على ضحكاته :
معلهش ياسيتي إتحملي
كانت هناك أعين حائرة تنظر لذلك لهذا التجمع هناك بداخلها كم هائل من المشاعر لا يعلم أيقترب أم لا، ليرن هاتفه يجعله يفيق من تلك الدوامة
إيهاب :
ألو.. السلام عليكم
دنيا :
وعليكم السلام، إنت فين كل ده يا إيهاب
إيهاب :
أنا في فرح صاحبي إل قولتلك عليه هو بعيد شوية نامي إنتي
وأغلق الهاتف دون الإستماع لردها
بقلم رانوش
تطفأ الأنوار مرة أخرى ليسطع نور بسيط تبعته أعين الجميع ليروا تلك الحورية بفستان الأميرات تتقدم وبيدها طفلها ذو العام وبضعة أشهر،ليسرع إليها أميرها بعد أن طلب الإذن من وائل لتسليمه ملك
ليقف بجانبها لتكتمل صورة الجمال بوجودهم الأربعة سويا وتصفيق وتهليل من الحضور بالطبع ليس الجميع
سها وهي أحد أقرباء أحمد فوالدها إبن خالة والدته :شايفة طالع بيها السما إزاي
والدتها (نسرين) :
لأ وماسك بنتها من جوزها الأولاني كأنها بنته
سها :
أنا دماغي تعبت من التفكير إمتى وإزاي إتجوزوا؛ لأ ومخلف منها كمان
نسرين :
إنتي بتصدقي تلاقيهم مش متجوزين ولا حاجه ودي حركة يغطوا بيها عملتهم
سها بحيرة :
وهو إيه إل يجبره
نسرين :
تلاقيها ماسكة عليه حاجه بتهددوا بيها
إيهاب لنفسه :
قد إيه كان نفسي يبقى ليا أخ أتسند عليه في الدنيا بدل ما عشت طول عمري وحيد ربنا يسعدك
وتوجه للخروج من القاعة ليصصطدم بذلك الرجل ضخم البنية الممسك بالهاتف
الرجل بعصبيه :. مش تفتح وأخذ يهندم من ثيابه ولكن كان إيهاب رأي أحد الأسلحة مخبأة بملابسه ولكن في بادئ الأمر لم يهتم ظنا منه أنه أحد أفراد الأمن
إيهاب :
آسف أن...
ليتركه الرجل ويرحل تحت دهشته ولكن تصاعدت الدهشة عندما إستمع لكلمات هذا الرجل وهو يحادث طرف آخر
الرجل :
متقلقش روحه هتطلع إنهاردة
إيهاب :
ياترى بيتكلم عن مين لازم أدخل وأراقبه شكله ناوي على مصيبة
في المكان المخصص لأميرات الليلة /
رحمة :
ما شاء الله يا بسمة زي القمر
بسمة :
حبيبتي يا رحمة إنتي إل قمر وإنتي يالبني ربنا يحميكي زي العسل
لبنى بتوهان فهي تتابع والدتها وهي تتحدث مع وليد :
ها... اه
رحمة بتعجب :
مالك يا لبنى؟
لبنى :
مافيش بس تعبت من القعدة
في جانب آخر كان يقف يستمع لما تقوله في ذهول
إنتصار :
مش بترد ليه؟!
وليد :
أرد على إيه!
إنتصار:
قولتلك بلاش أسلوب البراءة ده معايا، كل إل عملته ده تمنه إيه وهتنفذ الإتفاق إمتى وتطلقها؟
وليد ببعض الحدة :
أطلق مين....؟ وحضرتك بتتكلمي عن إيه؟
إنتصار بنفاذ صبر :
لبنى قالتلي على إتفاقكم إنك تتجوزها كام شهر علشان تنقذ سمعتها بعد ما إل إسمه محمود ده إعتدي عليها وطبعا ده ليه مقابل مادي ليك بس انا معرفش هتاخد كام
وليد بصدمه :
لبنى قلتلك كده؟!
إنتصار بسخرية :
كنت عاوزها تخبي عليا علشان تضحك عليها وتسيطر على عقلها وتستولي على فلوسها، تبقى عبيط لو إفتكرت إني هسمحلك أنا وافقت على جوازكم وكل الترتيبات العبيطة إل عملتوها علشان بنتي وسمعتها بس مش هسمحلك تضحك عليها
كاد الرد ولكن فزعه صوت إطلاق الرصاص وأصوات النساء تصرخ ليتوجه لمكان تجمع بعض الرجال
الفصل /الحادي عشر
كان إيهاب يراقب ذلك الرجل إلى أن وجده يستتر خلف أحد الأعمدة وعيونه تجوب المسرح ليري أنه ينظر بإتجاه أحمد وعماد وبعض أصدقائهم لتزداد حيرته ولكن لم تدم طويلاً عندما وجد ضوء أحمر صغير يتراقص على ذراع وصدر أخيه ليشهق بفزع عندما فهم أن المقصود هو أخيه
أوجده لكي يفقده
لم يشعر بذاته إلا عندما إخترقت الرصاصة ذراعه بعد ما هرول في إتجاه أخيه يحتضنه يفديه بحياته
..........
أستطيع أن أتخيل كيف سيكون الأمر لو كنا معا منذ بادئ حياتنا ونحن جنبا بجنب نلعب ونلهو سوياً، بالطبع كنا سنختلف ونتشاجر أحيانا ولكن سنعود، كنا سنتشارك الهموم والمشكلات ونتساعد لتجاوزها، أستطيع فقط أن أتخيل أننا كنا سنقوم بدور الملوك التي تحكم العالم بعالمنا الصغير، أتمنى أن أعيش مرة أخرى كل التفاصيل معك
إن كنت الآن أحتضر على ركبتي فأنت من سينقذني فها أنا بين ذراعيك، حبي لك ذهب لأعمق من دمائي فى العروق، أنت أخي وأنا أحبك وهذه الحقيقة تكفيني، نحن نعيش حياة مختلفة ولكن وفائنا واحد فها أنت تمسك بيدي تدعمني لكي لا أفارق الحياة، إن كانوا يعتقدون أني أخسر وأنا أجاهد للحياه، فما أقوله أنا إني فزت فأنا بين يديك وجمعتنا الحياة أخيرا ولو للحظات
......
سادت حالة من الهرج والمرج كان الجميع يهرول لينقذ نفسه وإستطاع ذلك الرجل الخروج بين الحشود وكان أحمد بحالة يرثى لها فكانت دموعه تنهمر بكثرة ليشعر بالدماء على يديه وكأنها دمائه هو وليس لذلك الساقط بين يديه يبتسم في خفوت قبل أن يفقد وعيه وهو سعيد بأنه نجح في إنقاذ حياة شقيقه
أخذ عماد كلا من بسمة ورحمة ولبنى والطفلين وأمه ووالدة أحمد لأحد الأجنحة بالفندق وتحدث مع الأمن لتأمينهم، وذهب وليد مع أحمد لسيارة الإسعاف مع إيهاب
وجاءت الشرطة وبدأت بالتحقيقات ورؤية الكاميرات الخاصة بمراقبة الفندق
كان وائل قد عاد مبكراً لشعور سارة ببعض التعب ولكن عندما أخبره السائق الخاص بإبنته بما حدث توجه للمشفى
في المشفى /
كان أحمد في حالة صدمة فلم يكن يظن أن تلك التهديدات التي يتلقاها منذ فترة جدية وأنهم سيحاولون قتله والآن يرقد ذلك الشاب المجهول بالنسبه له في غرفة العمليات
وليد :
إن شاء الله ربنا هينجيه
أحمد :يارب ياوليد لو حصله حاجه أنا مش هسامح نفسى ولا هقدر أعيش بذنبه
وليد :
وإنت ذنبك إيه بس، إهدي كده وربنا هيحلها من عنده ويقومه بالسلامه واحد زيه بالشهامة دي أكيد ربنا هيقف جمبه
أحمد بتمنى :
يارب.. يارب. نجيه وسلمه
في الفندق /
هدى ببكاء وهستيرية :
كله منك وتوجهت تمسك بذراعي بسمة تهزها بعنف دي نتيجة دخولك حياته كان هيتقتل إبني الوحيد كان هيموت
رحمه ولبنى وهما يحاولان تخليص بسمة التي تبكي في صمت :
سيبيها يا طنط هي ذنبها إيه
إنتصار :
هي طول عمرها كده متدخلش مكان غير لما يتهد فوق دماغ أصحابه
عماد بعد أن دخل عندما إستمع لأصواتهم :
في إيه مالكم؟
رحمة :
عماد خد بسمة روحها هي وولادها
عماد:
لازم كلكم تفضلوا في مكان واحد علشان نبقى مطمنين
بسمة :
عماد ودي عمر لسهر ووائل كلمني دلوقتي وقال إن الشاب إل أخد الرصاصة خرج من العمليات وهو هييجي دلوقتي ياخد ملك
عماد :
تمام كده أحسن، أنا هروح أوديهم وأجي نشوف هنعمل إيه
بعد ثلاث ساعات /
كان يجلس منهك ومتعب أمام الفراش الضام لشقيقه بعد أن أصر على رحيل وليد، ليذهب ويأخذ لبنى ويرحلوا ويقوم عماد بتوصيل والدة أحمد للفيلا الخاصة بهم ثم يتوجه مع والدته وزوجته لمنزلهم، أما تلك العروس توجهت لحبيبها لتبقى معه بعد أن أبدلت ثيابها مرة أخرى
وكأنه شعر بوجودها تراقصت نبضات قلبه مع طرقات الباب بدقاتها التي بات يحفظها أكتر من إسمه لتدلف بعدها عينيها تبحث عنه
أحمد :
جيتي ليه؟
بسمة بزعل مصطنع :
أمشي ياعنى.... مش عاوزني
أحمد بحب :
أنا مش عاوز حد في حياتي غيرك، بس انا بتكلم عن تعبك
بسمة بهيام :
وأنا تعبي وأنا مش جمبك، مقدرتش أسيبك لوحدك ولا إنت مزهقتش من البعد
أحمد بضحكة بسيطة :
ياعنى أعمل فيكي إيه دلوقتي جاية تتنازلي وتعترفي إنك عاوزة تفضلي معايا في الوضع ده هتجننيني
بسمة بخفة :
نعمل إيه بقى الحب بيأثر على التفكير وأنا تقريباً إتأثرت وحسبت التوقيت غلط
أحمد بعد أن وقف وتوجه لها ليجلسها معه على الأريكة الموجودة بالحجرة :
قولتيلي بقى الحب
بسمة :
لأ أنا قولت هو عامل ايه دلوقتى
أحمد بعند :
لأ أنا سمعت كويس إنتي قولتي الحب
بسمة بمساكشة :
تؤ أنا كنت بطمن عليه
أحمد :
بحبك... بحبك اوي يا بسمة، تعرفي إن وجودك معايا دلوقتي مخليني مرتاح ومطمن
بسمة :
أنا جمبك وهفضل جمبك عالطول إن شاء الله
أخذ كفيها بين يديه يرفعهما لثغره يقبلهما بحب وإمتنان
أحمد :
ربنا يخليكي ليا
بسمة :
ويخليك ليا، قولي معرفتش توصل لحد من أهله
أحمد :
تليفونه كان بيرن كتير رديت كانت واحدة إسمها دنيا وعرفت منها إنها مراته وبعت عربية من الشركة تجيبها ممكن نص ساعة كده وتوصل إن شاء الله
بسمة بدموع:
ربنا يكون في عونها
أحمد :
خوفتي؟
بسمة :
قلبي كان بيصارع الموت وأنا لقياك على الأرض، قبل ما أستوعب إل حصل، بس برده قلبي وجعني لما شوفته واول حاجه فكرت فيها إنه أكيد ليه أهل هيحسوا بالحسيته
أحمد :
تعرفي انا حاسس اني أعرفه مع إني متأكد إن دي أول مره أشوفه بس جوايا إحساس غريب من ناحيته
بسمة؛
ربنا ينجيه ويسلمه :
أحمد :
يارب
عند لبنى /
كانت تجلس على الفراش تفرك أصابعها من شدة التوتر، تفكر بما دار بينه وبين والدتها، تخشي ان يكون علم شئ تعلم حينها أنها ستفقده
وليد بسخرية :
سرحانة في إيه يا عروسة؟
لبنى بكذب :
ها... لا.. ولاحاجة بس إل حصل إنهاردة وترني شوية
وليد :
اه.. قولتيلي، طيب مش تقومي تغيري الفستان ولا ده مش ضمن الإتفاق
لبنى بتوتر :
إتفاق... إتفاق إيه؟
وليد بصراخ :
إيه لسه هتخبي وتكذبي عليا، ياعنى مش عارفه إتفاق إيه، للدرجة دي شايفاني قليل ومستهلكيش علشان تكذبي كذبة زي دي، طب طالما أنا مش من مستواكي وافقتي ليه
لبنى ببكاء:
علشان حبيتك
وليد بعصبية :
حبتيني....!!! كدابة.... إل يحب حد ميجرحوش ولا يكدب عليه ولا يدخله لعبة رخيصة زي دي... إنتي إزاي قدرتي تقولي عن نفسك كده، وكمان تطلعيني رخيص وعاوز منك فلوس للدرجة دي أنا مسواش عندك
لبنى بإنهيار :
والله العظيم انا عملت كده لأني خفت، إنت متعرفش ماما وإزاي بتفكر مكنتش هتوافق
وليد :
هههه... إنتي بدل ما تقفي معايا وف صفي لو كنتي بتحبيني صحيح وكنتي واجهتي وصبرتي وعافرنا مع بعض علشان توافق فضلتي تكسريها وتقللي مني وتطلعيني جشع وإستغلالي قررتي ونفذتي قرارك قبل ما تفكري في عواقبه
........
ثم ماذا أيها القلب الجريح، تمنيت قلب يشفي جراحك ويؤنس وحدتك ولكن حصلت على أكبر الجراح وأصبحت أشد وحدة
.......
عند رحمة وعماد /
بعد أن أنهى مكالمته مع أحمد يطمئن بها على حال ذلك الشاب دلف لحجرته ليجدها تخرج من الحمام الخاص مرتدية ملابس الصلاه
عماد :
ثواني أتوضي وأجي
بعد أن قاما بتأدية صلاتهم إقترب منها يزيل غطاء الرأس لينسدل شعرها البني القصير، لتعض على شفتيها من التوتر والإرتباك المصاحب للمسة يديه على شعرها وتفاصيل وجهها
عماد :
خايفة مني؟
رحمة :
تؤ
عماد :
طب ليه باصة في الأرض وإيدك بتترعش؟
رحمة :
مش عارفة يمكن.......
ليقطع باقي كلماتها بقبلة دافئة تحمل معنى الحب والحنان ويحملها لتبدأ معه في رحلتهم الخاصة
بعد ثلاث ايام /
كان أحمد لايفارق المشفى سوي بضعة ساعات في الليل يترك دنيا تهتم به وكان عماد هو من يتولى العمل، أما وليد فلم يذهب إلى بيته مطلقاً ولم يرى لبنى منذ أن تركها ليلة الزفاف أما هي فكانت في حالة يرثي لها لا تأكل شيئاً وتبكي إلا أن تغفو وعند إستيقاظها تبحث عنه لعله عاد وتتصل به كثيرا ولكن دون جدوى، كانت رحمة تساعد عماد في العمل تارة وتارة أخرى تستمع لتوبيخات والدته بسبب إنتقاء ملابسها مرة وأخرى بسبب طريقة الجلوس أو إختيار الأطعمة ولكن كان حالها بالتأكيد أفضل من تلك البسمة التي تعمل في الفيلا كأنها خادمة فالسيدة هدى قررت الإنتقام منها مبكرا مستغلة عدم وجود إبنها فهو مشغول بإيهاب فكانت تكلفها بكل أعمال المنزل من تحضير الطعام وتنظيف وغسل وكي الملابس وعند حضور إبنها تتصرف وكأنها لم ترها طوال اليوم
..............
دخل الحجرة ليجدها تغفو في منتصف الفراش في وضع الجنين ومازال شعرها مبتل تلف جسدها بالبشكير يبدوا أنها غفت من شدة تعبها دون أن ترتدي حتى ملابسها، ليقترب منها وينام بجانبها يجذبها لأحضانه يستنشق عبيرها لتستيقظ على همسه
أحمد بهمس :
وحشتيني أوي
بسمة :
بحبك
وهكذا أعطته موافقتها على البدء معا من جديد وعفوها عما سبق وحدث منه ليأخذ شفتيها بقبلة تعبر عن مدى شوقه وإشتياقه ولهفته وحبه لها
أحمد بلهاث بعد أن إبتعد :
سامحيني يا بسمة أنا غلطت كتير في حقك وتعبتك بس والله بحبك... لأ أنا بعشقك إنتي بقيتي الهوا إل بتنفسه والروح إل جوايا أنا مش بحس بقلبي غير وإنتي جمبي لأنه بيبدأ يدق بحياه غير كده ببقى عايش بالإسم أما روحي وقلبي بيبقوا مرهقين جدا من غيرك
لم ترد عليه سوي بكلمة واحدة جعلته يسدل الستار عن أي كلام آخر وعن أي فرصة للعتاب :
وحشتني
الفصل /الثاني عشر
مضت أيام منذ زواجهما ولم يرها، تجنب الذهاب إلى بيته، يظل في المشفى الذي يعمل به ليل نهار، يتجنب التحدث مع أحد كأنه يصارع ذاته
طرق الباب جعله يستفق من شروده والتفكير بها
وليد :
إدخل
الممرضه :
دكتور وليد الحالة بتاعة امبارح فاقت
وليد :
تمام أنا هاجي أشوفها ثم ذهب خلفها يطمئن على المريض بعد ما قرر بين ذاته أنه يجب عليه الذهاب لرؤيتها وخاصة بعد مكالمة عماد له وقلقه عليها لأنها لا تجيب على هاتفها
أما عند إيهاب /
دنيا وهي تحضر أمتعته :
بس إحنا إزاي هنروح نقعد عنده.. ده مها كان غريب منعرفوش إلا من كام يوم
إيهاب :
أنا رفضت بس هو صمم وقال إن والدته منتظرانا وإنها حابه تشكرني بنفسها
أومأت له بصمت محتارة في أمره فإيهاب الذي تعرفه لن يوافق على الذهاب، ولكنها لاحظت تغيره ف الآونة الأخيرة وخاصة بعد وفاة والدته
إستيقظت من نومها تنظر للوقت في هاتفها الخاص، جحطت عيناها لا تصدق أنها ظلت نائمة كل هذا الوقت لتنهض سريعاً لترتدي ملابسها وتهبط لأسفل ولكنها وقفت أمام غرفة والدة زوجها بعد ماسمعتها تتحدث وكأنها تعارك الطرف الآخر
إنتصار بعصبية :
بقولك إيه إل بتطلبيه بتاخديه غير كده مسمعش صوتك وإل أقولك عليه تنفذيه
ثم أغلقت الهاتف وقامت برميه
تعجبت رحمة من كلامها ذلك ولكنها لم تهتم بالأمر
كان وائل يجلس بمكتبه الخاص الموجود داخل فيلته يفكر في سارة التغيرات التي بها منذ عدة أيام ممسكا بيده صورة تجمعهم سويا بإبنتهم المتوفاه، لينهض بعد مرور الوقت ناويا فعل أي شئ يخرجها من تلك الحالة
كانت تقبع بحجرتها تفكر بحالها وإبنتها التي توفيت وهي واضعة يدها على بطنها تحضنها بخوف
وائل بعد أن جلس بجانبها محيطا كتفيها :
سارة... حبيبتي مالك؟ بقالك كذا يوم متغيرة
سارة بدموع :
خايفة
وائل :
خايفة من إيه؟
سارة بعد إنهيارها :
خايفة أخسره زي ما خسرتها قبل كده
في البداية لم يفهم ماذا تقصد ولكنه عندما وجدها تبكي بخوف وتحتضن بطنها كأنها تريد حمايتها
وائل بصدمة :
سارة إنتي حامل
لتومأ له في صمت وهي تلقى بنفسها داخل ذراعيه ليحتضنها ويحتويها ويغلفها بالآمان
بقلم رانوش
كانت ترتب الفراش أثناء دلوف هدى الغاضب
هدى بعصبية :
إنتي لسه هنا بتعملي ايه... مش لسه في شغل تحت مخلصش
بسمة بهدوء:
حاضر يا طنط دقايق وأكون تحت
هدى بعصبية أشد وهي تمسكها من أحد ذراعيها غافلة عن ذلك الواقف خلفها يتابع ما يحدث بصدمة:
أنا لما أقولك على حاجه تنفذيها عالطول متقوليش دقايق إنتي هنا علشان تسمعي الكلام وتنفذي الأوامر، قولتلك قبل كده وهقولك تاني لأن يظهر إنك مبتفهميش إنتي هنا خدامة أو أقل كمان شغل البيت كله يخلص مرة واحده مش كل شوية أقولك
أحمد بعصبية :
ماما!!! إيه إل بتقوله ده
بسمة :
أحمد مافيش حاجه ياريت متدخلش بينا
هدى بنرفزة:
إنتي تسكتي خالص مش كفاية إنك إتجوزتيه غصب عني دلوقتي عاوزة تباني إنك ملاك وأنا شيطان
أحمد :
كلميني أنا... إيه إل قولتيه من شوية
هدى :
قولت إيه أنا مقولتش غير الحقيقة هي بالنسبة ليا مش أكتر من خدامة ميمنعش إنها تبسطك بس تخلص شغلها الأول
سكون مخيف خيم عليهم من الصدمة
من تلك أهي أمي المرأة الحنون التي تتعامل مع الجميع بطيبة
شهقات مكتومة تعبر عن مدى جرح صاحبتها لتقرر الإنسحاب من ذلك الموقف المهين
أحمد بهدوء مخيف :
تبسيطني....!!! إل إنتي بتتكلمي عنها دي مراتي إل شايلة إسمي وشرفي وسمعتي أم إبني بتتكلمي عنها كأنها واحدة من الشارع
هدى بهستيرية :
ماهي من الشارع مش دي إل إنت روحت إتجوزتها في السر من غير ما تعرف أصلها وهي برده إل خبت عليك إبنك ده لو إبنك أصلاً
أحمد بعصبية :
ماما
هدى :
عاوز إيه.. روحت إتجوزت واحدة مطلقة ومعاها بنت كمان
أحمد:
بس لغاية كده وكفاية أنا مش مصدق إني بسمع الكلام ده منك وإنتي أكتر واحدة المفروض تدافعي عنها لأنك ست وبرده مطلقة
هدى بذهول :
إنت بتعايرني يا أحمد
أحمد أنا مش بعايرك لأنك ملكيش ذنب في الطلاق، الطلاق زي الجواز بالظبط نصيب وده شئ ميعبهاش ولايعيب أي واحدة غيرها ده حلال ربنا لو الزوجين متفقوش تيجي إنتي وغيرك تحرموه ليه
هدى :
إنت مستكتر عليا أفرح بيك وإنت بتتجوز واحدة مافيش غيرك لمسها وإنك تكون أول رجل بحياتها مافيش معاها أولاد تشتال مسؤليه غيرك
أحمد:
أنا مش مصدقك بجد... إزاي تفكري كده... علشان تفرحي بيا تظلمي غيري....إفرحي بيا لما تلاقيني إخترت إنسانة محترمة ومؤدبة... إفرحي بيا لما تلاقيني بحبها وهي بتحبني.... إفرحي لما تلاقيني مبسوط معاها....إفرحي وفرحيني لما تعامليها زي بنتك لما تعامليها بحب وتتمنى ليها الخير والسعادة لأن ده إل هيسعدني، لو فكرتي شوية هتعرفي إن الحب والرحمة هيفرقوا كتير في حياتنا
بسمة مراتي وأم إبني وقبل ده حبيبتي إل مش هسمح لحد أبدا أيا كان يجرحها أو يزعلها
ليتركها ويرحل من الغرفة باحثا عن معشوقته عساه يستطيع تطييب جرحها
.........
حاولت أن احتضن نفسي وأجمع شتات روحي وحدي، حاولت أن أستيقظ كل يوم وأنا أقنع نفسي أن ما فات مات ولم يعد يؤثر عليولايهمني أي شئ يفكر به الآخرون عني وأني إذا إستمعت لرأيهم سأهدر أثمن لحظات عمري هباء"، لست مضطرة لتبرير المواقف التي مررت بها ولا لتقديم أدلة وبراهين على أفعالي
ولكني إكتشفت أن قلبي مجهد وعقلي تشوش لأني أجاهد بنفسي ولنفسي في سرب من المعتقدات تتحكم بنا وبمجتمعنا
ألا يكفي العثرات والإنكسارات والهزائم التي مررت بها
هذه المرة بالذات لن أحاول، لقد حاولت بما يكفي لأن أعرف بأن محاولاتي ما هي إلا هدر للطاقة وهدر للشعور.... أنا الآن سأكتفي بما أملكه، أنا لم أخلق لأتعذب، لم تصرخ أمي هذه الصرخات لأكون حديث الناس
أنا مطلقة ولست زانية ليبتعد عني الناس، أليس من حق المطلقة الزواج مرة أخرى في حين يمكن للرجل المطلق الزواج وبإختيار وإنتقاء من يريد الزواج منها
أليس هذا مفهوم للظلم
تنظرون إلى المرأة وكأنها آفة يخشاها الجميع.... ولكنها إبنة وأخت لأحدهم....... يكفي أن تنظر للمرأة كمرأة لديها مشاعر وأحاسيس تستطيع بهم أن تحتويك كأمك وتقف بجانبك كأختك، ليس شرط أن يكون الطلاق بسبب أخطائها أو حتى أخطاء شريكها، ممكن أن يكون عدم توافق بدون أخطاء وكننا نحكم من منظور فكري متوارث
المطلقة لا يحق لها الزواج إلا من رجل يبلغ من العمر ما يوازي أو يزيد عمر أبيها وللسخرية ممكن أن تتزوج شاب ولكنه مطلق أو أرمل ومعه من الأولاد ولكن لايسمح لها الزواج من شاب تكون أول تجاربه وأول إمرأة بحياته وإذا إنقلب الوضع يسمح أن تتزوج فتاه لم يسبق لها الزواج من شاب مطلق وكأن الأنثى ليس لها حقوق
.....................
دخل إلى منزله يتقدم بقدم ويؤخر الأخرى يخشى المواجهة، لم يتوصل لحل بعد، كان المنزل هادئا جدا لايدل على وجود حياة بداخله... وإلى تلك الفكرة هرع سريعاً بإتجاه حجرة النوم خشيا أن تكون فعلت بنفسها ما لا يحمد عقباه
وليد :
لبنى!!!!
قالها بفزع تام عندما وجدها ملقاه على الأرض ما زالت ترتدي ثوب زفافها
ليستجمع ذاته سريعاً وقام بالإستماع إلى نبضها ليبدأ بالتنفس ثانياً عندما وجدها على قيد الحياة ولكن يبدوا أنها تصارع لذلك
حملها ووضعها على الفراش ثم بدأ في تبديل ثيابها بأخرى مريحة وأعطاها بعض الأدوية الوريدية ثم إتجه إلى المطبخ يحضر لها بعض العصائر والفاكهة ليساعد جسدها قليلاً
...........
حبيبتي
قالها أحمد وهو يتوجه لتلك الجالسة على مقعد الحديقة، لتمسح تلك العبرات المتدفقة على خديها
بسمة :
أيوة يا حبيبي
أحمد وهو يقبل يديها ورأسها :
آسف
بسمة؛
مافيش داعي أنا مش زعلانة منها، أنا زعلانة على المجتمع وفكر عايشين فيه بيظلمني أنا وغيري
أحمد :
إنتي حبيبتي وروحي ومراتى وأم إبني وإل يفكر يزعلك هيلاقيني في وشه
بسمة :
دي مامتك وأنا حاسة بيها وإنها خايفة عليك وإني دخلت حياتها من غير ما تتقبلني الأول علشان كده مش زعلانة منها
أحمد :
ربنا يخليكي ليا
يقاطع حديثهم سعاد تخبرهم بوجود إيهاب ودنيا في الداخل ليذهبوا سريعاً للترحيب بهم
بقلم رانوش
لو لم تكوني موجودة هل كان سيكون وجودي مهم، لا يمكن للزمن أن يعيد تلك السنوات التي قضيتها بدونك، أعطيتني الأمل في السعادة، وكلما أمسك بيدك أغرق فى حبك من جديد
تقدم لحجرتهم وهو ممسك بباقة الزهور يريد ان يعتذر لها عن إنشغاله في العمل تلك الفترة التي من المفترض أنها بداية حياتهم معا
ليفتح الباب ويقف مصدوما مما يرى، ولكن صدمة تثير الفراشات بمعدته... يترنح لها جسده من شدة ثمالته من عشقها
كانت رحمة مثل الفراشة ترتدي ثوبا أحمر حريري تطلق العنان لشعرها، تجلس على الأرض بين الشموع وبتلات الورد، تشاهد بإستمتاع صوره عندما كان صغيرا
عماد ببحة :
رحمة
رحمة :
حبيبي إنت جيت
كانت تعلم بوجوده فهي شعرت به وبأنفاسه الاهثة نتيجة رؤيته لها ولكنها تخجل لذا تصنعت عدم معرفتها بحضوره ولا تعلم أنه إكتشف أمرها من حركة أصابعها المتوترة
ليقترب منها ويساعدها للنهوض ثم يحتضنها وكأنه لم يفعل من قبل فتبادله بشوق جارف
عماد :
العسل ده بتاعي
لتضحك بخفه... مطلقة سراح مخيلته للشعور بمذاق شفتيها دون الإقتراب
رحمة :
إتأخرت ليه
عماد :
آسف.. عارف إني مأهملك الفترة إل فاتت بس أوعدك إني هعوضك
لتومأ له في صمت وتتركه يستشعر صحة مذاق شفتيها بنفسه
.....
حبيبتي يحترق داخلي بنيران سوف تبحث عني حتى آخر حياتي، الوعود التي أعطيتني إياها كانت كاذبة ولأنك الأقرب إلى قلبي كان الجرح قاتلا، فأنتي ألقيتني في أحضان الرياح وها أنا أخشى قلبي الذي ينبض بكى ولكي
.....
تتململ فى فراشها تشعر بآلام رأسها وجسدها وهذا واضح عليها، لتحاول فتح عينيها فتغلقهم سريعاً ثم تفتحهم سريعاً مرة أخرى عندما تذكرت آلامها ووحدتها منذ بضعة أيام منذ الليلة التي من المفترض أن تكون أسعد أيام حياتها
لتتعجب عندما ترى فستان زفافها ملقي على الجانب الآخر من الفراش لتنظر سريعاً لنفسها فتجد أنها ترتدي ملابس بيتية لتتعجب الأمر ولكن تأتيها الإجابة على هيئة صوته
وليد :
إنتي كويسة
لم تجاوبه ولكنها إنخرطت في البكاء مرة أخرى ليلعن ذلك الجالس بحيرة فهو يريد إحتضانها بشدة ولكن كبرياؤه يمنعه
وليد :
ممكن أعرف بتعيطي ليه؟ وإيه إل حصل خلاكي تقعي في الأرض؟ وليه لسه لابسة الفستان؟
لبنى :
بعيط لأنك بعيد... ولسه بالفستان لأني مقدرتش أعيش وأتأقلم في البيت من غيرك، أنا غلط في حقك بس إنت بتموتني بالبطئ
وليد :
مش لوحدك إل بتموتي بالبطئ... انا كمان إنتي مش عارفه إحساسي وأنا واقف قدام مامتك وهي بتقولي عاوز كام علشان تنفذ الإتفاق وتطلقها بسرعة
لبنى ببكاء :
آسفة أنا آسفة متبعدش عني أرجوك
وليد :
مش وقته الكلام ده... قومي إغسلي وشك وتعالي كلي وإشربي العصير إنتي جسمك ضعف ولازم تتغذي كويس
يجلس بتوتر بان على مظهره وطريقة حديثه فها هو بداخل منزل شقيقه وسيقابل والدة شقيقه زوجة أبيه الأولى رفيقة أمه لايعلم كيف سيقابلها أو ماذا سيقول لها لا يستطيع النظر بوجهها
أحمد :
الحمدلله على السلامه نورتوا البيت
إيهاب:
الله يسلمك.. شكرا
بسمة لدنيا :
من إنهاردة أحب نبقى أصدقاء طبعاً لو إنتي موافقة
رحمة:
أكيد ده شرف ليا
لتدلف هدى بعد أن أعلمتها سعاد بوجودهم ترحب بهم فهي لن تقصر فى حق ضيوفها
هدى :
أهلا وسهلا بيكوا
دنيا :
الله يسلم حضرتك
أحمد :
ده أستاذ إيهاب ودي والدتي
هدى :
أهلا وس.......
إيهاب بتوتر :
أهلا بحضرتك
أحمد :
إيهاب ومراته هيقعدوا عندنا فترة لغاية ما يتحسن
لتومأ هدى بصمت
إيهاب :
مش عاوز أتعبكم معايا، أنا الحمد لله بقيت كويس بس أنا جيت علشان أسلم على والدتك وأشكركم على إل عملتوه معايا في المستشفى
أحمد :
إحنا إل لازم نشكرك مش إنت، وياريت تقبل دعوتي وتفضل معانا
إيهاب :
بس
هدى :
مافيش بس، ده بيتك زي ما هو بيت أحمد
إيهاب بتوتر :
حضرتك أنا....
هدى :
إنت إيه، لتبتسم بهدوء.. إنت إبن سهام صح
لتهبط دموعه بصمت
دنيا بتعجب :
حضرتك تعرفي ماما سهام!
هدى :
إرفع راسك يابني إنت مالكش ذنب، أخبار سهام إيه؟
إيهاب بوجع :
ماتت... ماتت وآخر حاجه قالتها إنك تسامحيها
لتشهق هدى ثم تنساب دموعها بغزارة على تلك الصديقة التي فرقت بينهم الأيام
أحمد :
مالك ياماما؟ إنتوا تعرفوا بعض منين؟
كانت إجابتها صادمة لكلا من دنيا وبسمة ولكن الصدمة الكبرى كانت من نصيب أحمد
هدى :
ده أخوك
أحمد بتلعثم :
أخويا
هدى :
أه أخوك من أبوك وسهام صديقة عمري
أحمد بصدمة :
إنتي كنتي عارفة إن أنا ليا أخ
هدى :
عرفت زمان إن هدى حامل بس بعد كده إنقطعت أخبارها، بس انا عرفته مش صعب إن الواحد يعرف إنه إبن عامر هو نسخة منه في شبابه
إيهاب :
أنا آسف مكنش قصدي أدخل حياتكم بس لما عرفت إن ليا اخ مقدرتش مشوفوش علشان كده دورت عليك وعرفت بميعاد الفرح فجيت علشان أشوفك وبعدين إنتوا عارفين إل حصل
أنا همشي ومتقلقوش مش هظهر تاني في حياتكم.... يالا يا دنيا
لينهضوا متجهين للخارج
أحمد :
إستني رايح فين.!؟
إيهاب :
همشي أروح بيتي
أحمد :
إنت مش هتمشي من هنا ده بيتك وإنت أخويا ومش هسيبك تبعد عني تاني
ليتجه نحوه ويحتضنه بقوة ليبادله الإحتضان مصاحب ببكاء بسمة ودنيا وإبتسامة رضا من هدى
الفصل /الثالث عشر
مرت عدة أشهر كان الحال مستقر إلى حد ما، كانت العلاقة بين لبنى ووليد مقتصرة على بضع كلمات كالسلام والسؤال عن الحال وتناول بعض الوجبات سويا، أما رحمة وعماد يعيشون سعداء بحبهم لا يخل يومهم من المناغشات وغيرتها عليه وملاحظة رحمة لتوتر وقلق إنتصار المتزايد والمكالمات السرية
أما إيهاب ودنيا فقد إستقروا بالفيلا مع أحمد وبسمة وأصبحوا أكثر قرابة من بعضهم البعض وإستلم إيهاب العمل مع أحمد بالشركة،،، أما علاقة أحمد وبسمة فكانت علاقة يملؤها العشق والتفاهم وكانت هدى تتجنب التعامل مع بسمة إلا للضرورة
وعند وائل كان يعتني جيدا بسارة التي تلازم الفراش إلا للضرورة خشية أن يصاب طفلها بأذى
بعد يوم طويل قضاه من حجرة عمليات لأخرى عاد منهكا إلى المنزل، لم يستمع لصوتها أو يراها بدايا ولكن ما لبث أن إقترب من الحمام ليستمع لصوت شهقاتها المكتومة ليفتح الباب مندفعا قلقا عليها ليجدها جالسة في حوض الإستحمام بملابسها التي إبتلت نتيجة المياه المنهمرة فوقها ليتجه لها غير عابئ بتنبيهات عقله بأن لا يفعل
وليد :
حبيبتي مالك؟
لبنى :
حبيبتك!!
ليقوم بإغلاق المياه وينحني يحملها بين ذراعيه كطفل صغير لتدفن وجهها داخل عنقه تتمسك بقميصه
ليضعها على الكرسي بجانب السرير ويتجه لخزينة الملابس وينتقي لها البعض ويساعدها على تبديل ملابسها، ليبتسم بخفه وهو يرى حمرة الخجل تحتل وجنتيها، بعد الإنتهاء أجلسها على الفراش وقام بتبديل ملابسه وصعد بجانبها لأول مرة منذ زواجهم
لبنى ببكاء :
أنا
وليد مقاطعا :
هششششش نامي دلوقتى وبعدين نتكلم ليحتضنها بقوة ليستغرقوا في النوم سريعاً
كانت تجلس على فراشها بتعب بعد أن إطمئنت على ولديها، لتبتسم بعشق بعد أن إشتمت رائحة عطره تملأ الحجرة لتفتح أعينها لتجده أمامها يبتسم
أحمد :
برده حسيتي بيا
بسمة :
هههههه بصراحة برفانك ده بيأثر حواسي كلها
أحمد بزعل مصطنع :
أه قولتيلي ياعنى بسبب ريحته مش علشاني
بسمة بصدق :
حتى لو مستعملتوش ولو بين مليون رجل هعرفك وأحس بيك وأنا مغمضة.
ليجثوا بجانبها يضمها إليه بتملك، ليقطع تلك اللحظات صراخ سعاد وهي تنطق بإسم والدته ليهرولوا إلى الخارج ينظروا ماذا حدث
أحمد بعد أن دلف لحجرة والدته ووجدها ملقاه على الأرض :
ماما ووجه حديثه لسعاد إيه إل حصل
سعاد :
معرفش هي كانت مصدعة روحت أعملها فنجان قهوة جيت لقيتها كده
قام أحمد بحملها ووضعها على الفراش إقتربت منها بسمة تتفحصها
بسمة :
ممكن يكون ضغطها علا ده غير إن عندها حرارة
أحمد :
أنا هكلم الدكتور خليكي جمبها
وبالفعل قام أحمد بمحادثة الطبيب الذي جاء خلال عشرون دقيقة وبعد الكشف عليها أكد أن ما حدث بسبب الضغط ويرجح أنها لم تتناول الدواء الخاص بها وقام بإعطائهم التعليمات الازمة بالنسبة للأكل وغيره
بعد رحيل الطبيب /
إيهاب :
ها.. خير الدكتور قالكم إيه
بسمة :
لازمها عناية لأن صحتها ضعفت الفترة إل فاتت
دنيا :
ربنا يشفيها
الجميع :
يارب
صباح يوم جديد ملئ بالأحداث منها الفرحة ومنها الحزينة
إستيقظت من نومها وحاولت النهوض لتشعر بقبضة تمنعها لتنظر فتجد ذراعه ملفوفة حولها وأنا مازالت بأحضانه، لم تشعر بدموعها التي إنهمرت دون صوت ويديها تتنقل على وجهه بإشتياق فربما لن تحصل على تلك الفرصة مرة أخرى
كان وليد مستيقظا ولكنه فضل أن لا تعلم ليري ماذا ستفعل
لبنى :
تعرف إن ليلة إمبارح أسعد ليلة فى حياتى لأني أول مره أحس بالأمان وأنا في حضنك.. إنت قريب جدا وبعيد في نفس الوقت. أنا تعبت أوي عارفة إني غلطانة بس والله العظيم كنت خايفة أخسرك بس انا خسرتك، قالتها بحرقة ووجع جعل قلبه يتمرد عليه ليفتح عينيه
وليد :
بحبك يا لبنى علشان كده إتوجعت أوي منك بس بالرغم من جرحي وإنك جيتي على كرامتي مقدرتش أسيبك وكنت بتعذب وأنا شايف حالتك بس وجعي كان مسيطر عليا، بس لما جيت إمبارح وشوفتك بالوضع ده إفتكرت إني كنت هخسرك مرة قبل كده لما جيت ولقيتك بالفستان ساعتها قلبي وجعني وحسيت إن جرحي منك ممكن أنساه إنما إني أخسرك مقدرش
لبنى بدموع فرحة :
ياعنى مش هتسيبني صح
وليد وهو يمسح دموعها :
تؤ مش هسيبك محدش يقدر يسيب روحه
لتحتضنه بقوة تدفن وجهها فى عنقه ليبادلها بعمق
وليد مشاكسا :
بس لازم تصالحيني بقى ماليش دعوة
إستيقظ إيهاب لم يجدها بجانبه لينهض بإتجاه الحمام الخاص بغرفتهم ليستمع لصوت تأوهات عرف مصدرها ليفتح الباب بلهفة وسرعة ليجدها جالسة أرضا تتصبب عرقا ويبدوا عليها أنها كانت تستفرغ
إيهاب بلهفة :
دنيا... مالك يا حبيبتي تعبانة؟
دنيا ببلاهة :
حبيبتك!
إيهاب :
ردي عليا.. تعبانة فيكي إيه، ليذهب ويساعدها لتنهض تغسل وجهها ثم يتجهان معا للفراش لتجلس وهو بجانبها
دنيا بدمعة :
هو انا حبيبتك فعلاً.
إيهاب بإستغراب :
إيه السؤال ده
دنيا بحزن :
إنت إتجوزتني إنقاذ للموقف حتى لما روحنا البلد وعملنا الفرح لولا إنهم كانوا ياعني.. أقصد مكنتش
إيهاب :
كانوا مستنيين يشوفوا شرف بنتهم لولا كده مكنتش قربت منك صح مش ده ال عاوزة تقوليه
دنيا ببكاء:
إنت مستمر في جوازك مني ليه لو عاوز تطلقني وحاسس بالذنب من ناحيتي انا موا...
ليشدها إليه تنعم بأحضانه
إيهاب:
إنتي مجنونة أنا مستحيل أطلقك مش معنى إني مش بعرف أعبر عن مشاعري إني مش بحبك، دنيا انا بحبك من قبل ما أتجوزك بس أنا لغاية دلوقتى لسه مصدوم من إل حصل معايا مش أكتر
دنيا وهي تمسح دموعها بيديها كالأطفال :
ياعني إنت بتحبني
إيهاب :
بحبك.. والله العظيم بحبك
دنيا :
وانا كمان بحبك أوي وكنت خايفة لتسيبني في يوم بس خلاص أنا كده إطمنت
إيهاب :
هههههههه، طيب ياسيتي ممكن تقوليلي مالك أخدتي برد مثلا
دنيا بخجل :
مثلا، أو ممكن حمل برده مثلا
إيهاب بفرحة :
بجد إنتي حامل
دنيا بخجل :
تقريبا لسه مش متأكدة
إيهاب :
طب قومي بسرعة إلبسي وأنا هلبس خلينا نروح نتأكد
بقلم رانوش
في مكان بعيد عن الأحياء السكنية المقتظة مكان في أطراف المدينة بيت تظهر منه إضاءة خافتة، نائم هو على فراشه يبدو على وجهه معالم الألم ليدخل إليه إبنه ذات العشر سنوات يقبل رأسه ويديه
مصطفي:
بابا حبيبي انت لسه تعبان
بشير بتعب:
لأ يا حبيبي انا بقيت أحسن الحمد لله، إنت جيت إمتى من المدرسة
مصطفي:
من شوية صغيرين ماما بتعمل الغدا علشان أكل وبعدين أكتب الواجب بتاعي
بشير بإبتسامة :
أيوة كده يا صاصا عاوزاك تبقى شاطر وتطلع حاجه كبيرة كده
مصطفى بضحك :
أنا عاوز أبقى دكتور علشان أخليك تروق
بشير بإرهاق حاول مداراته:
يبقي لازم تذاكر كويس وتفضل متفوق
مصطفي:
حاضر يا بابا هسمع كلامك واذاكر كويس
بقلم رانوش
تجلس سارة تأكل بعض الفاكهة تشاهد التلفاز لتأتيها هناء
هناء:
تليفون علشان حضرتك ياست سارة
سارة :
مين
هناء:
واحدة مارضيتش تقول إسمها، لتعطيها الهاتف وتنصرف
سارة :
ألواا مين
نوال :
إيه نسيتي صوتي
سارة بصدمة :
ماما
نوال بحدة:
لسه فاكرة إن ليكي أم
سارة:
عاوزة إيه يا ماما مش كفاية إل عملتيه
نوال :
عملت إيه يا حبيبتي إل أنا عملته السبب في إنك في حضن وائل دلوقتى يبقى بدل ما تشكريني تقاطعيني
سارة :
ولو... حتى لو مكنتش هبقي مع وائل ده ميدلكيش الحق في إل عملتيه دي جريمة وتحمدي ربنا إن وائل معاقبكيش بطريقة تانية، ثم أغلقت الهاتف دون الإستماع لردها
وائل :
لو عاوزة تكلميها أنا مش همنعك دي مهما كان مامتك
سارة بخضة من وجوده المفاجئ:
أنا مش قادرة أسامحها على ظلمها لبسمة ده رمي محصنات يا وائل وإل عملته ده كان سبب في موت ابنك ياعني جريمة قتل يمكن في يوم أقدر أسامحها وأرجع أكلمها لكن دلوقتى مش جاهزة
بقلم رانوش
ينتفض جسدها وترتعش أوصالها رعبا تجلس على الفراش تضم ساقيها تدفن وجهها داخلهم تضع يديها على أذنيها تموت خوفا كلما تذكرت ما سمعته منذ قليل أثناء مرورها بحجرة إنتصار وإستماعها لصوتها الدال ع شدة غضبها
إنتصار:
إنتي إيه مبتفهميش قولتلك متكلمنيش في الوقت ده
الطرف الاخر:
أعمل إيه يا هانم... أماني هانم بقالها عشر أيام رافضة الأكل والماية وكده ممكن تموت
إنتصار :
وإنتي شغلتك إيه يا بثينة أنا قولتلك لو ماتت إنتي كمان هتحصليها
بثينة :
ياست هانم أنا عملت معاها كل شئ يتعمل وهي رافضة
إنتصار:
وإيه إل جد ياعني خلاها تضرب عن الاكل والشرب ماهي بقالها سنين على ده الحال ولا هي لسه فاكرة نفسها مخطوفة جديد وهتعيش دور الضحية، بقولك إيه لو جرالها حاجة أنا مش عاوزاها تموت دلوقتى لما اختار الوقت المناسب هقتلها بنفسي بس هي لازم تتكلم وتفوق من الجنان إل هي فيه علشان تحس بالوجع وأنا بقتلها ثم أغلقت الهاتف بغضب وما لبثت أن ضغطت مرة أخرى على زر الإتصال
الفصل /الرابع عشر
إنتصار :
هتنفذ إمتى؟
الطرف الآخر :
إل الوقت إل تحدديه
إنتصار :
بكرة
الطرف الآخر :
نفس الهدف
إنتصار بعصبية :
لأ.. مش نفس الهدف الأول كان هدفي أحمد علشان أحرق قلب بسمة بس دلوقتي كل الدنيا عرفت إنها مراته ومخلفة منه ياعنى لو مات فلوسه هتبقى ليها يبقى أنا كده عملت ايه
الطرف الآخر :
والمطلوب سيادتك
إنتصار :
بسمة... هدفك المرة دي بسمة
ثم أغلقت الهاتف وهي تتحدث مع نفسها بصوت مسموع
لازم تموتي يابسمة قبل ما أمك تموت علشان أوجع قلبها عليكي
..........
طرقات على باب الحجرة أيقظتها من تفكيرها
هدى :
إدخل
بسمة :
حضرتك عاملة ايه دلوقتي.. أحسن ولا لسه حاسه بتعب؟
هدى :
.....
كانت تفكر في تلك الفتاه أمامها أمن الممكن أن تكون ظلمتها في معاملتها، فهي لم تنسى عندما إستيقظت ووجدت بسمة تجلس بجوار الفراش وساعدتها على تناول أدويتها ثم أطعمتها بيدها وبعد ذلك ساعدتها على النوم مرة أخرى، وكلما إستيقظت خلال الليل تقف مسرعة وبلهفة تسألها إذا كانت تحتاج لشئ ما ولم تتركها طوال اليوم أيضاً
بسمة :
هو حضرتك تعبانة أتصل بالدكتور
هدى :
إنتي مين يا بسمة؟
بسمة بإبتسامة :
لو عاوزة تعرفي انا مين تسمحيلي بحاجة الأول، لتنظر لها بتعجب زاد عندما وجدتها تصعد بجانبها تحتضنها وتبكي
هدى بتعجب :
في إيه مالك؟
بسمة :
لو مش عاوزني في حياة أحمد أنا ممكن أسيبه بس بلاش إنتي تسيبيه، أنا عارفة إن الأعمار بيد الله بس بلاش تأهملي صحتك، أحمد هيتعب جدا لو جرالك حاجة، أنا عارفة الإحساس ده ومش هقدر أشوفه بالحالة دي
هدى بصدمة :
قد كده بتحبيه؟
بسمة بعد أن إبتعدت قليلاً :
أحمد بالنسبة ليا الهوا إل بتنفسه مقدرش أشوفه موجوع
هدى :
طب إحكيلي
قصت لها بسمة تعرفها على وائل وما حدث من عمتها ومقابلتها لعماد وزواجها من أحمد
هدى بتنهيدة :
ياااااه كل ده حصلك
بسمة :الحمد لله ربنا عوضني وبعتلي أحمد.. وماما لو تسمحيلي ياعنى
هدى بإبتسامة :
هو انا أطول يبقى عندي بنوتة سكر زيك كده، ثم أحتضنتها بعاطفة الأمومة
أحمد الذي كان يقف عند الباب وإستمع لحديثهم كاملا :
وأنا ماليش مكان في الحضن ده
هدى وبسمة في نفس الوقت :
لأ
لينظروا لبعضهم وينفجروا ضاحكين ومعهم أحمد الذي شاركهم وفي قلبه شعوران أحدهما وجع عندما إستمع لها وهي تقص ما مرت به والثاني الراحة لأنهم وأخيراً إقتربا من بعضهم
إيهاب بعد أن دلف على صوت ضحكاتهم :
الله... دايماً مبسوطين يارب
هدى :
يارب.. وإنت كمان يابني ربنا يسعدك مع العسل إل جمبك
إيهاب :
أه والله عسل
دنيا بخجل وعيون مبرقة :
إيهاب
هدى :
كده خليتها تتكسف
إيهاب :
دي عيون إيهاب والله
أحمد :
إيهاب مالك يا خويا إنت تعبان. براحة على مراتك ياعنى ساكت ساكت وتتكلم مرة واحدة كده
دنيا بكسوف :
قوله
ليضحك الجميع على خجلها وكلمتها
إيهاب وهو يجذبها ويحاوطها بذراعيه :
علشان أنا أسعد واحد إنهاردة
بسمة :
طب ما تفرحنا معاك
إيهاب :
إن شاء الله كلها ست سبع شهور وأبقى أب
أحمد :
بجد ألف مبروك لأ فعلاً خبر يستحق التغيير ده كله
هدى :
ألف مبروك يا حبايبي
بسمة وهي تحتضن دنيا :
مبروك... وربنا معاكي في الشهور الجاية طبعاً ده غير بعد ما تقومي بالسلامة ان شاء الله
عاد عماد من الشركة متلهف لرؤيتها فهي قد تغيبت اليوم عن العمل وإتصل بها فأخبرته أنها مرهقة ولكن صوتها لم يعجبه ليدخل إلى حجرتها فيجدها ترتدي ملابس العمل متكورة على نفسها بوضع الجنين وصوت شهقات خافتة تصدر منها ليقترب منها بقلق فيجد جسدها يرتعش ووجهها مغطي بالدموع ليضع يديه فوق كتفيها بخوف لتنهض صارخة وعدما تأكدت من هويته ألقت بنفسها داخل أحضانه
عماد :
حبيبتي مالك في حاجة تعباك... رحمة طمنيني علشان خاطري
رحمة :
ه...ه...ه...هت..هتم..وت.ها
عماد :
رحمة..... رحمة إهدي وفهميني مين هيموت مين
رحمة :
أنا خ... خاي.. خايفة
عماد محاولا تهدئتها :
هششش خلاص متخافيش أنا جمبك
وبعد وقت قصير وجدها إستكانت بين يديه
عماد لنفسه ياترى إيه إل حصل وصلك للحالة دي
العجز أصعب شعور تحس بيه، عجز عن حماية حبيبك، عجز عن رعايته، عجز عن التصرف الصحيح في الوقت المناسب
الرجل لا يحب أن يشعر بالعجز مهما كانت الظروف لأنه حينها يشعر أن كرامته كرجل على المحك لذلك ينسى أنه إنسان معرض لكل أنواع المشاعر والأحاسيس وعليه تخطي جميع مخاوفه
عندما يحب يبحث عن الكمال فى نفسه أمام محبوبته ولكن الأنثى لا تحتاج الكمال بل تحتاج الإحتواء والتفاهم تحتاج فقط للأمان
في صباح اليوم التالي /
إستيقظت رحمة وهي تشعر بالآلام في جميع أنحاء جسدها، نظرت لعماد الذي كان يحتضنها ثم لنفسها فوجدت أنها مازالت ترتدي ملابس العمل لتبدأ في التذكر شيئا فشيئا
رحمه بذعر :
بسمة
قامت مسرعة وأعدلت ثيابها وحجابها وخرجت تهرول، قلبها يكاد أن يتوقف من شدة خوفها على صديقتها
في فيلا الجداوي /
كان الجميع ينظر بسعادة لإيهاب وهو يطعم دنيا التي تكاد تختفي من شدة خجلها
أحمد وهو يضع فنجان الشاي على طاولة الطعام :
يالا يا أستاذ كفاية كده ورانا شغل
إيهاب :
عاوزني أقوم أشتغل وإبني لسه مشبعش
أحمد :
هههههههه يابني انا برحم دنيا منك دي ياعيني مش عارفه تتحرك
هدى بضحك :
ماتسيبه يابني يهتم بيها ده واجبه
دنيا :
بس انا هنفجر
ليضحكوا جميعا ويرحل أحمد وإيهاب بعد أن ودع كلا منهم زوجته
بسمة :
ماما أنا خارجة دلوقتي عاوزة حاجة؟
هدى :
لا يا حبيبتي بس انا مش عارفه بتتعبي نفسك ليه ما هي ممكن تروح بالباص أو مع السواق ده غير عربيتها بسواق إل باباها مخصصهالها
بسمة بإبتسامة :
أنا ضيعت وقت كبير وأنا بعيد عنها حابة أعوضهايالا سلام يالا يا ملوكة علشان الحضانة
ملك :
حاضر خياص أهو
خرجت بسمة وإبنتها بإتجاه السيارة لتجد رحمة تأتي مسرعة تصرخ بإسمها وقبل أن تفهم ماذا يحدث أو ما سبب وجود رحمة
إنطلقت رصاصة سمع صداها في صرخة ملك المذعورة ليجتمع الحراس ويطلقون الرصاص على ذلك المتسلل خفية أصابوه بجدارة ولكن بعد فوات الأوان فها هي جريحة تفترش الأرض بدمائها
ماذا.... ماذا يحدث عند رحيل من نحب.... وماذا يحدث إذا كان الرحيل بسبب أقرب الأشخاص إلينا
رعب يدب الأوصال مصاحب بهدوء مخيف يسيطر على الجميع، دقات القلوب الثائرة الخائفة وعيون زائغة مرتعبة ترفض ما يفكر به العقل من مآساة قد تحدث
يجلسون بالمشفى يتضرعون إلى الله في صمت ورجاء، أما ذلك الواقف أمام باب غرفة العمليات تتأجج النيران داخله وهو يتذكر حالتها وما إستمع منها صباحاً
أحمد بعد أن وضع يده على كتفه كدعم :
هتبقى كويسه ان شاء الله وال عمل كده هيتحاسب
ليومأ له عماد دون التحدث فهو كان يتذكر ماذا حدث صباحاً عندما إستيقظ ولم يجدها قلق عليها خاصة بعد حالتها اليوم السابق ليتصل بها على الهاتف لم تكن سترد ولكن مع إلحاحه وخشيتها أن لا تستطيع إنقاذ بسمة فقامت بالرد عليه وقصت له كل شيء، الشئ الذي رفضه وبشدة ولكن هاهي ترقد بين الحياة والموت ليتأكد بنفسه أن ما قالته صحيح عندما كان يهم بالخروج للحاق بها فإستمع إلى والدته تصرخ في الهاتف وهي تحادث شخص ماتلومه وتسبه عندما أخبرها أن الشخص المكفل بالمهمة أخطأ الهدف كان يريد مواجهتها ولكن خرج مسرعا خوفا مما يمكن أن يكون حدث
وصل لفيلا أحمد ليجد حالة من الهرج ووجود الشرطة ليسأل فرد الأمن فيخبره ما حدث لرحمة إذ أنها تلقت الرصاصة بدل من بسمة وهاهو الآن ينتظر بقلب مرتجف أن يطمئن عليها، حاول أحمد كثيرا ان يجعله يبوح بما رأه بعينيه من غضب ليس مصدره الخوف فقط إلا أن إستطاع إخراجه عن صمته
كان إيهاب في الشركة يترأس العمل بعد غياب أحمد وعماد، كان منكبا على عمله إلى أن دخلت إليه السكرتيرة
مني :
مستر إيهاب في واحد بره عاوز يقبلك ومش راضي يقول إسمه
إيهاب يإستغراب :
خليه يدخل
دخل رجل سيتيني يبدوا أنه مرموق من مظهره
إيهاب دون النظر التمعن :أيوة مين حضرتك أقدر أساعدك
الرجل:
......
إيهاب :
حضرتك مبترودش ليه.!
تمعن إيهاب في ملامح الرجل الهادئة وعينيه الاتي كانت مليئة بالدموع ليقف مذهولا مرتبكا، فهذا الرجل يشبه أحد ما يعرفه
سحقاً هذا الرجل بشعره أنه واقف أمام مرآة بشعر تخلله الشيب
إيهاب بصدمة :
إنت.. إنت أبو....
عامر بصوت مهزوز :
كملها
إيهاب :
جاي ليه دلوقتي
عامر :
جاي أشوف إبني، إبني إل معرفش إنه موجود
إيهاب ببعض الحدة:
المفروض إني أتأثر بقى من كلامك ده، إنت ملكش وجود في حياتي بعد ما سيبت أمي وحيدة، أبويا الحقيقي هو الرجل إل ساعد أمي ورباني وكتبني بإسمه، الأب إل بيربي مش إل بيخلف ويرمي
عامر بعصبيه :
مكنتش أعرف، أنا لما سيبتها مكنتش اعرف إنها حامل
إيهاب :
ودلوقتي لما عرفت عاوز إيه
عامر بدموع :
مش عاوز حاجه، كنت حابب أشوفك وأقولك خلي بالك من نفسك ومن أخوك
ورحل قبل أن يترك له فرصة للرد
في المشفى/
وقف الجميع بلهفة عند رؤية الطبيب
عماد :
طمني هي عاملة ايه دلوقتى
الطبيب :
الحمد لله خرجنا الرصاصة والعملية نجحت بس للآسف مقدرناش ننقذ الجنين
شهقت بسمة لتبكي بعدها بشدة فهي تعلم شعور رحمة الآن فقد مرت به من قبل
أحمد بعد أن نظر لعماد المتصلب :
هي كانت حامل!!؟
الطبيب :
شهر ونص تقريباً
هنا سقطت دموع عماد بصمت ليرحل خارج المستشفى ليلحق به أحمد قلقا عليه
رأه يتوجه لفيلته ممازاد دهشته قليلاً ولكن تعجب عندما رأه لم يدخل بل إستمر بلحاق سيارة والدته
كانت إنتصار تريد الذهاب لرؤية وفاء وبث بعض من إنتقامها العقيم لها
وصلت لشقة صغيرة ويلحقها عماد ومن بعدهم أحمد
دخلت الشقة وتبعها عماد الذي بحث عن أي طريق للدخول فوجد أحد النوافذ لحجرة ما مفتوح فقفز منها وإنتظر أحمد أن يدخل وفعل مثله
إنتصار بغل :
شوفتي بنتك محظوظة إزاي ياوفاء الموت كان بعيد عنها خطوة بس الهانم إل إبني راح إتجوزها أنقذتها
عماد :
مكنتش مصدق إل قالتهولي بس دلوقتي صدقت لما شوفتك بعنيا
إنتصار بخضة :
عماد . إنت إل جابك هنا
عماد:
جاي أشوف جبروتك إل وصلك إنك تكوني السبب في موت حفيدك
صعقت من كلامه ولكن ما لبثت أن ردت بكل برود :
طب خير إنه مات
عماد بصدمة :
أنا مش مصدق وصلت بيكي الحالة لكده، إنك تفرحي إن إبني مات
إنتصار بسخرية :
إبنك... ماشاءالله رايح تجيبلي عيل من واحدة متسواش مش مقامي ولا مركزي إنها تبقى مرات إبني... وزعلان إنه مات بدل ما تفرح إن مافيش حاجة هتربطك بيها
عماد بصراخ :
إنتي إيه... مستحيل تكوني إنسانة وأم تحس بوجع إبنها
مش من مستواكي إل هو إيه إل تعبت وإشتغلت سنين علشان أعيشك فيه
هو لسه في حد يفكر بالفلوس أهم حاجة الحب والإحترام
رحمة فقيرة مادياً عنك بس إنتي فقيرة إنسانيا وأخلاقيا عنها
إنتي واحدة حابسة أختها سنين تعذب فيها هنا، وبره عملتي كل حاجه تعذبي بيها بنتها ووصلت بيكي الجرأة إنك تحاولي تقتليها ليه كل ده
إنتصار بغل :
علشان بكرههم وهفضل كده أعذبهم لغاية ما أموتهم ومراتك الفقيرة إل فاكرة نفسها هتاخد كل حاجه هييجي عليها الدور
عماد بإنكسار :
مش قادر أصدق إن أمي تبقى شيطانة كده، هو القتل حاجه سهلة عندك
إنتصار بصراخ :
إخرس إحترم نفسك إنت بتكلم أمك
عماد بقهر:
للآسف للآسف إنك أمي
ليستمعوا لأصوات إنذارات سيارات الشرطة تقترب من المنزل
فيخرج أحمد الذي إستمع لكل شئ من خلف الباب ليتفاجؤا به
أحمد :
آسف يا عماد بس مقدرش أسيبها تأذي بسمة كفاية إل حصل لرحمة ليومأ له وينظر إلى والدته التي بدأت تضحك تدريجياً إلى أن أصبحت ضحكتها هستيرية أثناء إلقاء القبض عليها
.......
بعد شهر ونص /
كان عماد منطويا في الفيلا لايخرج منها حتى للعمل، مازال متأثر بما حدث مع والدته التي دخلت المصحة العقلية بعد إلقاء القبض عليها بيومين وظلت هناك أسبوعان إلى أن إنتحرت، كانت رحمة تواسيه بكل شكل تستطيع ولكنه كلما كان ينظر لها يتذكر ما حدث معها وإنهيارها بعد معرفتها أنها كانت حامل
أما لبنى فقد تعرضت لإنهيار عصبي أدى لإدخالها المشفى بضعة أيام وكان وليد يعتني بها جيدا، وأصبحت علاقتهم أكثر قوة
الحال عند بسمة كان مختلف قليلا فهي بالرغم من حزنها مما حدث إلا أنها سعيدة فوالدتها تعيش معها تحت سقف واحد بعد أن تعالجت وتخلصت من أثر العقارات الطبية التي كانت تأخذها مرغمة
تتذكر بسمة كيف كان وقع تأكيد خبر أن والدتها على قيد الحياة فعندما رأتها لم تتحمل الصدمة ليغشي عليها ليخبرها الطبيب بعد إفاقتها بأنها تحمل فى أحشائها طفلا لا ليس واحد بل إثنان لتزداد فرحتها أكتر وأكتر
في فيلا وائل /
سارة بتعب وهي توقظ وائل :
وائل يا وائل أه يا وائل إصحي بقى أأأأه
وائل بخضة :
مالك يا سارة فيكي إيه
سارة :
بولد
وائل :
طيب
سارة بصراخ :
أنا بتكلم جد أنا بولد
وائل بهدوء مصطنع :
سارة إحنا بقالنا شهرين تقريباً على كده تصحيني كل ليلة تقوليلي بولد مينف.....
أأأأأأأأأاه
صرختها جعلته يصدق أنها فعلا تتألم وربما ستلد في هذا الوقت لينهض سريعاً ويحملها بعد أن ألبسها وقام بإرتداء ملابسه على عجلة وتوجه للمشفى وهناك إستقبله الطبيب الذي أكد له أنها حالة ولادة ليضطرب قلبه قلقا عليها
كانت تجلس بالمطبخ تأكل بنهم شديد مصطنعة عدم ملاحظة من يراقبها
أحمد بعد أن رأها تهم لتناول المزيد :
حبيبتي كده العيال هينتفخوا
بسمة بتذمر :
جعانة الله
أحمد وهو يضحك :
إل يسمعك يقول مبأكلكش
جاءت لترد عليه ولكن رنين هاتفه أوقفها، نظر أحمد للهاتف وعقد حاجبيه بتعجب
أحمد :
وائل خير في حاجه حصلت
وائل :
أنا آسف أوي يا أحمد بس ساره بتولد وأنا لوحدي فلو ينفع ياعنى اقصد...
أحمد مقاطعا :
خلاص إهدي متقلقش مسافة السكة وهنكون عندك، ليغلق ويخبرها ليذها ليتجهزان ويذهبان إلى المشفى
.....
صراخ وعويل تجمع على أثره الجيران الذين ما إن علموا بوفاة بشير حتى تولو إجراءات الدفن وساندت النساء زوجته بينما ذلك الطفل يجلس في أحد الأركان وحيدا تهبط دموعه في صمت
.....
بعد ما يقرب من ساعتين /
يجلس الجميع بالحجرة التي بها سارة يهنؤنها فهم أصبحوا عائلة
بسمة :
مبروك يا سارة ربنا يفرحك بيها يارب
سارة بتعب :
الله يبارك فيكي يا بسمة
دنيا بمرح :
كده تولدي من غيري مش تستنيني
إيهاب بصدمة :
هي رايحة الملاهي، ليضحكوا جميعا على تعبيرات وجه دنيا المتذمرة والعابسة التي إنقلبت للآلم فجأة
دنيا :
أأأأأأأأأأأأأه
إيهاب :
قديمة غيرها
دنيا :
أأأه إلحقني أنا بتكلم جد بطني أأأأأأأه
كان إيهاب يعتقد أنها تمزح معه إلى أن رأها تضع يديها على بطنها بآلم واضح وهناك على الأرض ماء يفيد بأنه حان وقت ولادتها لينادي الطبيب الذي أخذها لحجرة العمليات
لينظر أحمد لبسمة بخوف :
حبيبتي إهدي ها
بسمة بضحك بعد أن فهمت مغذي كلامه :
ههههههه عمرك شوفت واحدة بتولد في الرابع
وائل بضحك :
وسعت منك أوي دي
سارة ببعض الآلم من الضحك مش قادرة أبطل ضحك أه
رحمة بضحك :
زمان دنيا دلوقتى بتقول ياريتني ما إتكلمت
كان الكل يضحك ماعداه فكان ينظر لها بألم وحسرة وإحساس بالذنب فهمت هي نظراته
رحمة بهدوء:
متخفش زي ما مافيش واحدة بتولد في الشهر الرابع مستحيل واحدة تولد في الشهر الأول
سكون حل على الجميع لتغروا عيونهم بالدموع عندما فهموا مغزى كلامها
عماد بصوت محشرج :
إإنتي حا.. حامل
رحمة بإبتسامة ودمعة فارة من عينها؛
أيوة
ليحتضنها بشدة وتفر من عيونه بضع دمعات وهو يردد :
الحمد لله الحمد لله
قام الجميع بتهنئتهم وجاءهم إيهاب يرقد
إيهاب بفرحة بعد أن دلف :
ولدت ولدت وبقيت أب لأحلى حازم في الدنيا
ليضحكوا جميعا ويهنئوه
.............................
الفصل /الخامس عشر
التغيرات التي تحدث في حياتنا من المؤكد أنها تؤثر إيجابيا من جهة وسلبا من جهة أخرى وعلينا أن نستجمع قوانا لنجعلها لصالحنا
في النادي /
يجلسون كلا منهم يفكر في ما ألم به في آخر فترة
فأحمد يتذكر كيف تغيرت بسمة في الآونة الأخيرة فهي لا توافق على الظهور معه في المناسبات الاجتماعية ولا تخصص له بعض الوقت لتقضيه معه بل كل وقتها مع ملك وعمر الأمر الذي جعله يقترح بتوظيف أحد لمساعدتها وخاصة أنها في الشهور الأخيرة من الحمل ولكنها رفضت بشدة وتشاجرت معه
أما إيهاب فكان حائرا بوضع دنيا فهي لا تترك حجرة صغيرها ويكاد لا يراها حتى أنها معظم الأوقات تتناول الطعام داخل الحجرة وإذا أراد منها شئ أو أراد محادثتها في أمر ما فيكون عن طريق التواصل خلال الهاتف الأمر الذي يكاد يجعله يجن فهي قبلا كانت تهتم به كثيرا وكانت مسؤلة عن كل ما يحتاجه فماذا حدث؟
كان أمره لا يختلف كثيرا عن وائل بل أفضل حال منه فوائل دائم الشجار مع سارة منذ ولادتها فهي منذ ذلك الوقت تتجنبه تماما لا تحادثه مطلقا جعلت إحدى الخادمات حلقة الوصل بينهم طالبها بحقوقه كثيرا ولكن في كل مرة تتهرب منه إلى أن جعلته يبتعد هو الآخر
أما عماد فهو حزين ليس لبعد رحمة عنه ولكن لنظرة الخوف بعينيها فهي لم تستطيع نسيان ما حدث يشعر أنها تلومه لعدم تصديقها ولكن كيف كان سيصدق شئ كهذا عن والدته
وليد ناظرا لهم وكلا منهم في عالمه :
وحدووووووووووه يا جماعة
الجميع معا :
لا الاه الا الله
وليد :
إيه مالكم زي ما يكون مشاكل الكرة الأرضية كلها عندكم
أحمد بغيظ :
وإنت بقى معندكش مشاكل وبتسرح زينا تفكر لها في حلول
وائل :
إسكت يا وليد لأحسن أنا جبت أخرى ومحتاج حد أتمرن عليه ملاكمة
إيهاب :
وانا معاك يا وائل
وليد:
ياساتر يارب مالكم كده ماصدقتوا، وبعدين مش يمكن إنتوا إل مكبرين الموضوع
عماد:
إيه يا لودة هتعمل فيها دكتور نفساني
وليد :
لأ دكتور نفسي ولا حاجة بس إل أعرفه إن كل مشكلة وليها حل
وائل :
إنت بتقول كده علشان مراتك لسه حامل إستني لما تولد وبعدين قرر
وليد:
طيب ما أحمد مراته لسه حامل وعماد كمان
أحمد :
أنا مشكلتي إختلاف في الرأي، عاوز أجيب ح يساعدها وهي رافضة
عماد:
أما أنا بقى فبحسها خايفة مني على إل فى بطنها
إيهاب :
إحنا التعامل بينا بالتليفون
وائل بسخرية :
إحمد ربنا إحنا بقى مافيش بينا تعامل، إحنا في واحدة من إل بتشتغل في الفيلا حلقة الوصل بينا.. قالها وهو يعقد حاجبيه بشرود
وليد:
روحت فين؟
وائل:
تعرفوا إن إسمها جميلة وهي فعلا جميلة
أحمد:
الله أكبر هي وصلت لكده
إيهاب :
وإنت عاوز إيه من إنها جميلة
وائل:
هتجوزها
عماد:
يخربيتك إنت إتجننت
وائل :
وإتجننت ليه، إنتوا ما شوفتهاش دي.. دي
أحمد:
دي إيه يا فلانتينوا
وائل :
ياجماعة إفهموني أنا محتاج واحدة ست في حياتي أنا تعبت من بعد سارة وبعدين جميلة بتحبني يبقى ليه لأ
وليد:
وإنت عرفت منين إنها بتحبك
وائل :
هقولك
فلاااش بااااك
كان يجلس على فراشه في حجرة أخرى بعد أن طردته سارة من حجرتهم متحججة بإبنتها وصغر سنها
إستعد للنوم بعدما نزع ملابسه وتبقى بجزعه العلوي عاري الصدر ليشعر بأحد يدلف للحجرة فيفتح عينيه ظنا منه أنها سارة ليجدها جميلة وكانت ترتدي ملابس للنوم تكشف عن جسدها متزينة الأمر الذي جعلها شديدة الجمال
وائل بحدة :
إنتي إيه إل جابك هنا
جميلة بخضة مصطنعة :
هو حضرتك صاحي، أنا كنت مستنية حضرتك علشان أشوفك لو محتاج حاجة قبل ما انام ولما مطلبتش حاجه قلقت لتكون تعبان فجيت أطمن عليك، آسفة لإزعاجك قالتها برقة بالغة
روحي نامي لو إحتجت حاجة هطلبها من مراتي
جميلة بعد أن إقتربت منه بإغراء:
بس الست سارة مش فاضية تعمل حاجة أنا موجودة لو محتاج حاجة... ثم إقتربت أكثر ووضعت يديها على صدره.. أي حاجه أنا موجودة وملك إيدك
وائل بعد ما إبتلع ما في جوفه بصعوبة :
أنا قولتلك روحي إنتي نامي أنا م... ش. م
لم يستطع تكملة كلامه تأثيرا بيديها التي تمررها بإرتياح على جسده مما جعله في علم أخر
جميلة وهي تبتسم لإستطاعتها التأثير عليه :
بس إنت محتاجني وأنا بحبك قالتها بهمس أمام شفتيه وكادت تقبيله إلا أنه أفاق من لحظة الضعف التي أصابته بجمود أمام أنوثتها الطاغية فإبتعد عنها وترك الحجرة وذهب لحجرته مع سارة وجدها تغط في نوم عميق يظهر على وجهها علامات الإرهاق والتعب للحظة قارن بينها وبين جميلة ولكن نفض رأسه ليبعد تلك الأفكار وجثي بجانبها وإحتضنها وذهب للنوم
باااااااااااك
أحمد:
وإنت بقى صدقت إنها بتحبك؟
وائل:
أكيد وإلا إيه إل يخليها تعمل كده
عماد:
علشان تستغلك مثلا
إيهاب :
وليه ميكونش بيحبونا فعلا
أحمد:
بيحبونا... أهلا، وإنت بقى مين دي إل بتحبك
إيهاب:
هحكيلكم
فلاش باااااااااك
كان منكب على الأوراق الخاصة بالعمل لتدلف إليه إحدى السكرتارية التي كانت تحاول التقرب منه بجميع الأشكال لتلفت نظرها إليه إبتداء من ملابسها الضيقة التي تبرز مفاتينها والعطور النفاذة والتمايل بخطواتها وملامسة يده عند إعطائه أوراق العمل
إيهاب دون النظرفهو يعلم بهويتها من رائحتها التي ملأت المكتب :
في حاجة يا نيرة
نيرة بدلع :
قدرت تميزني بسهولة برافوا
إيهاب بعد أن نظر إليها:
أكيد هعرفك بسبب برفانك
لتقترب للمكتب وتلتفت لإتجاهه
نيرة:
تقصد إني مميزة عندك علشان كده ميزت ريحتي وحفظتها
كان إيهاب يتابع شفتيها وهي تتحدث بإغراء
نيرة بخبث :
لون الروج حلو عليا مش كده
إيهاب بعد أن تنحنح :
هاتي الورق وإتفضلي على مكتبك
نيرة بجرأة بعد أن جلست على قدميه وأحاطت عنقه بذراعيها :
بس أنا حابة أعرف رأيك في الروج
إيهاب :
إنتي بتعملي إيه وإيه إل بتقوليه ده مينفعش كده.. قالها وهو يحرر نفسه وينهض
نيرة بهمس مغري:
بقول بحبك
إيهاب بعصبية :
نيرة أنا رجل متجوز وبحب مراتي
نيرة:
إنت بتقولي ولا بتفكر نفسك علشان خايف لتحبني زي ما بحبك
إيهاب بتوتر :
إتفضلي على مكتبك والكلام ده تنسيه خالص
باااااااااااك
عماد:
هو إيه ده البنات جرالها إيه
وليد:
الموضوع بسيط، هما لاقوهم ضعفا علشان كده إستغلوا ده علشان يوصلوا للهما عاوزينه
وائل:
وهما بقى عاوزين إيه؟
وليد:
واحدة زي جميلة عاوزة بدل ما تشتغل في الفيلا تكون صاحبتها، وإل إسمها نيرة عاوزة تبقى مدام صاحب الشركة ياعني صاحبة الشركة، كل واحدة فيهم عاوزة الفلوس والنفوذ ياعني مش حب الفكرة كلها طمع
إيهاب:
ولو حب؟
وليد:
إل يحب حد يبقى عاوز سعادته، ببساطة لو واحدة فيهم حبها حقيقي كانت فكرت في مصلحتكم ياعني كانت بعدت علشان بيوتكم متتهدش
أحمد:
وليد بيتكلم صح
عماد:
أنا رأيي كده، شوف يا وائل سارة فضلت تحبك سنين وفضلت السكوت علشان سعادتك كانت مع غيرها وبعد كده إتحملتك علشان بتحبك، وإنت يا إيهاب دنيا إنت كل عالمها أبوها وأمها وأخوها إتحملت جفاك وبعدك ووقفت جمبك برده علشان بتحبك
وليد:
عارفين زمان كنت راجع من المدرسة مخنوق ومضايق ولما أمي جابت الغدا لقيت الفراخ مالحة جدا انا بحب الفراخ والرز محروق ولسه هتكلم واقولها لقيت أبويا بيقولها تسلم إيدك يا ست الكل الأكل حلو، إتعصبت جدا وإستنيت لما امي دخلت تجيب حاجة وقولتله تسلم إيدها على إيه الأكل وحش
أبويا زعقلي وقال لو هي تقصد تعمل الأكل وحش تبقى غلطانة، إنما هي عملت كل جهدها وهي تعبانة ومش قادرة تقف يبقى لازم نقدر تعبها ونحط نفسنا مكانها ونفكر هل تقصيرها ده مقصود ولا لأ، ومن يومها وأنا عاهدت نفسي لو إتجوزت أقدر ظروف مراتي، فكركوا ياعني أنا مش محتاج لبنى زي ما إنتوا محتاجينهم بس انا بفكر هل هي مش محتجاني بس هي تعبانه ولازم أقدر ده وإنتوا كمان حاولوا وإنتوا بتفكروا في مشاكلكم تشوفوها من وجهة نظرهم وتقدر ا إل هما فيه
كانوا يستمعون له وأحسوا بالراحة من كلامه وكلا منهم يفكر في طريقة يصلح بها حياته مع محبوبته أما وليد فكان يفكر في شئ يساعدهم به وفي ذات الوقت يساعد نفسه
الفصل /السادس عشر
كانت تجلس تتابع أحد الأفلام ليدلف هو
لبنى :
حبيبي انت جيت
وليد مشاكسا :
لأ لسه
لبنى :
خلاص وانت جاي هاتلى تورته
وليد بتعجب :
تورته إشمعنا
لبنى :
بتوحم الله
وليد :
هههههههه إذا كان كده ماشي..... ثم إصطنع الشرود
لبني:
وليد مالك في حاجة شغلاك
وليد بضيق :
في حاجة قلقاني ولو حصلت هتحصل مشاكل كتير... ربنا يستر
لبني:
حاجة إيه
وليد:
متشغلش بالك إنتي
لبني:
وليد متقلقنيش وقول في إيه
وليد:
والله مش عارف أقولك إيه... بس الشباب مش مرتاحين
لبنى :
شباب مين... اه تقصد احمد وإيهاب وعماد ووائل انت كنت معاهم إنهاردة
وليد:
اه، فعلا كنت معاهم وسمعت منهم حاجات قلقتني
لبني:
حاجات إيه
وليد:
أحمد وعماد بيقولوا إن بسمة ورحمة متغيرين من ناحيتهم، أما وائل وإيهاب فيظهر ان في حد في حياتهم
شهقة لبنى بفزع وإمتلأت عيناها دموع على صديقاتها :
وده ليه
وليد مصطنع عدم الامبالاه وهو ينزع ملابسه :
بيقولوا إن إهمال دنيا وسارة ليهم من بعد الخلفة هو السبب
لبنى بخوف:
هو أنا لما أخلف هتعرف عليا ستات
إبتسم وليد فهاهو وصل لهدفه :
أنا مقدرش أعمل زيهم لأن إنتي مش هتأهمليني ولا النونو هيشغلك عني حبيبتي ست شاطرة وهتقدر توفق بين بيتها وزوجها وولادها قالها ثم قبل جبينها ودلف للحمام
تأكدت لبنى من دلوفه ثم أمسكت الهاتف تحدثت مع صديقاتها وأخبرتهم بما أخبرها به بنية صافية لمساعدتهم ولا تعلم أن تلك هي الخطة التي رسمها من يقف يستمع لها من خلف الباب
كانت شاردة فيما أخبرتها به لبنى وتفكر هل أهملته حقا... لتجد نفسها واقفة أمام المرأة لتنظر لذاتها فلم تتعرف عليها فأين إهتمامها بذاتها ماتلك البشرة الباهتة فتتذكر كم من المرات طالبها زوجها بحقوقه وتذكرت شجارهم الأخير لتطلب منه ترك الحجرة لها ولصغيرتها
سارة لنفسها :
إيه ده ياسارة إزاي توصلي للمرحلة دي ووائل إزاي تنسيه وتنسى إن ليه حقوق أبسطها إنه يتكلم معاكي... انا لازم أرجع وائل ليا تاني أنا غلطت في حقه... وتوجهت لإنتقاء أحد ملابس النوم وذهبت للإستحمام
عند إيهاب كان يعمل لوقت إضافي في الشركة لتدلف نيرة
نيرة :
إيه يا حبيبي لسه مش هتمشي
إيهاب بحدة:
نيرة مسمحلكيش تقوليلي كده... إلتزمي بالشغل وبس ولو مش هتقدرى إتفضلي قدمي إستقالتك
تفاجئت نيرة بحدته ولكن حاولت تدارك أمرها :
أنا قولت إيه.. أنا إعترفتلك بحبي ليك إنت ليه مش مصدقني
إيهاب :
وأنا قولتلك إني متجوز وبحب مراتي
نيرة :
مراتك إل إنت بتشتغل وقت إضافي علشان تبعد عنها، مراتك إل مش معبراك ولا شفناها معاك في اي حفلة للشركة ولا حتى جت زارتك مرة واحدة ولا بتتصل
إيهاب بغضب وصوت عالي:
إحترامي نفسك، مراتي أحسن من مليون واحدة زيك أقله معرضتيش نفسها عليا منستش دينها وأخلاقها.. ولو إني مش ملزوم أوضحلك بس إعتبريه أخر درس هتتعلميه في الشركة مراتي ست الستات مش معنى إن حصلها تغيير في هرموناتها بعد الولادة والتعب إل شافته خلاها تبعد شوية إني أروح أجرى ورى أي واحدة ست أنا مراتي أحلى وأجمل ست في عيوني وكفاية إنها شايلة إسمي ومحافظة عليه بتتحملني في عصبيتي وتقلباتي ليه أنا متحملهاش في تقلباتها
نيرة بغيظ :
بس
بس إيه، مش قولتي إل عندك وهو رد عليكي
كان هذا صوت دنيا
دنيا التي أصابتها حالة جنون عند الإستماع لكلام لبنى فجاءت إليه في الشركة لتصدم عندما إستمعت لحديث تلك النيرة ولكن برد قلبها من رد زوجها
إيهاب:
دنيا أنا..
دنيا :
متقلش حاجة، أنا عارفة إني قصرت في حقك بس أوعدك هرجع أفوق لنفسي والبداية إنهاردة الليلة هعزمك على العشا بس بشرط
إيهاب :
شرط إيه
دنيا:
إنت إل هتدفع
إيهاب:
هههههههه وإنتي كده هتبقى عزمتني
دنيا :
طبعا، مش أنا هختار المكان والأكل
إيهاب :
عيوني ليكي يا دنيتي
كانت تستعد للنوم لتتفاجأ بوالدتها ووالدة زوجها يدلفون للحجرة
بسمة :
خير يا جماعة مالكم وإيه الشنطة دي
وفاء:
دي شنطة بعتالك أحمد وبيقولك إجهزي وإنزليله تحت في الجنينة
هدي:
متقلقيش أنا هاخد ملك تنام معايا ومامتك هتاخد عمر، يالا متتأخريش، وخرجوا وتركوها تفتح تلك الحقيبة لتجد فستان أحمر له أجنحة كالفراشات ليعطي إتساع ومعه جميع مستلزماته
عند سارة /
تجهزت وذهبت للحجرة التي ينام بها وائل لتجد باب الحجرة يكاد يكون مغلق لتنظر للداخل لتجد الحجرة مزينة بالورود وهناك طاولة عشاء تتوسطها الشموع
سارة :
يا حبيبي يا وائل، وكادت تدلف لتسمع ما شل حركتها
كان وائل يخرج من الحمام بعد أن إستحم يلف جسده بمنشفة كبيرة ليتصنم محله عندما رأي الحجرة ولكن صدمته الكبرى حين وجد جميلة ترتدي ملابس للنوم كاشفة جزء كبير من جسدها
وائل بحدة :
إنتي إيه إل جابك هنا
جميلة بمياعة :
جاية علشانك، إيه معجبتكش المفاجئة قالتها وهي تشير بإتجاه طاولة العشاء
وائل بعصبية :
إنتي إتجننتي إمشي إطلعي بره
جميلة بعد أن نهضت وتوجهت له:
أطلع بره ليه، لو خايف إن سارة تعرف فإطمن إل يحصل هنا بينا مش هيخرج بره الأوضة، إنت محتاجني متنكرش وسارة معدتش مالية عينك يكفي إنها مش بتخليك تلمسها
وائل بعصبيه بعد أن دفعها على الأرض:
إسمها سارة هانم ومن ناحية هي مالية عيني فمافيش واحدة في الدنيا دي تملي عيني زيها أما بقى إني محتاجك فدى مجرد رغبة ياعني إنتي ولا حاجة رغبتي دي ملهاش علاقة بالمشاعر وسببها إني كنت بعيد عن مراتي مدة طويلة بس مش معنى كده إني أستسلم لواحدة زيك، ومراتى تعبت كتير في حملها وولادتها وطبيعي تبعد عني شوية لأنها أم وغريزة الأم غير الأب هي بتتكفل بكل حاجة تخص بنتها بتخاف عليها أضعاف خوفي هي بس محتاجة وقت وأنا هحترم ده مش هخونها وأجرح مشاعرها لرغباتي بس.. وإمشي إطلعي بره ومشوفش وشك هنا تاني
جميلة :
أنا مش عاوزة منك حاجة، أنا ملكك ببساطة ليه تستنى واحدة معقدة ومش بتفكر فيك
سارة بعد دلوفها :
هو مش قالك إطلعي بره مبتسمعيش الكلام ليه، يالا زي الشاطرة أخرجي من الفيلا بدل ما ألبسك قضية وأوديكي في ستين داهية
لتخرج مهرولة
سارة :
وائل أنا آسفة، عارفة إني أثرت في حقك وعملت مشاكل كتير بس أوعدك كل ده هيتغير ونرجع زي الأول
وائل:
لأ ما هو واضح
لم تفهم سارة مقصده ونظرت إليه لتجده ينظر إليها نظرة شغوفة لتحمر خدودها خجلا
وائل بمشاغبة :
إحنا لسه عاملنا حاجة علشان تحمري كده، ثم ذهب إليها وحملها، إستعنا على الشقا بالله
دخل عماد حجرتهم ليجدها تتوسط الفراش الملئ بملابس المواليد
رحمة :
عمدة تعالي قول رأيك
عماد بدهشة :
عمدة إنتي بتكلمني أنا
رحمة :
أه يا حبيبي بكلمك إنت
عماد وإقترب منها :
رأيي في إيه
رحمة :
هدوم البيبي
عماد بحزن :
إنتي نزلتي إشترتيهم
رحمة أحست بحزنه ؤأنها لم تشاركه فأرادت مراضاته :
نعم إشتريت إيه دول جزء منهم بس وكمان إختارته من النت مقدرتش أقاوم الصراحة بس أنا ناوية كلام في سرك بس متقولش لجوزي ناوية أخلي جوزي حبيبي ياخد أجازة من الشغل بكرة وننزل نشتري باقي الهدوم وسرير النونو
عماد بفرحة :
بجد عاوزاني أنزل معاكي
رحمة :
إنت مش أبوه ولا إيه طبعا تنزل وهقولك على مفاجئة كمان إنت هتنزل دلوقتى
عماد بتعجب :
دلوقتى فين
رحمة بدلع :
نفسي في فسيخ ياعمدة
عماد:
نعم!!
رحمة بغضب مصطنع :
في حاجة ولا إيه يا عماد
عماد بخوف مصطنع وفرحة :
لأ ياباشا إنتي تؤمري
عند أحمد كان واقف بجانب سيارته ينتظرها ليشعر بسرعة دقات قلبه ليلتفت ليجدها أمامه ساحرة بمعنى الكلمة
أحمد:
حبيبتي عسل ياناس
بسمة :
بجد يا أحمد أنا كنت فاكرة شكلي مش هيعجبك وإن الناس لو شافتني هتضحك عليا
أحمد بحب:
بجد يا قلب أحمد، بسمة الحمل مش عيب أو مشكلة نبقى عاوزين نداريها طبيعي شكل جسمك يتغير بس ده مينفعش يغير ثقتك في نفسك، إنتي لازم تبقى دايما بسمة القوية الواثقة في نفسها إل مر عليها كتير وهي إتحملت، حبيبتي إنتي مهما كان شكلك عجباني طب تعرفي إنك عجباني كده اوي لاني بشوف ولادي وهما بيكبر ا جواكي بعوض إني مقدرتش أشوفك لما كنتي حامل في عمر
بسمة :
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ليصعدوا للسيارة منطلقين للنادي لحضور إحدى الحفلات
الفصل /السابع عشر
بعد عشر سنوات /
في إسكندرية تحديداً الشاطئ الخاص بهم فقد إشتري كلا من أحمد وإيهاب ووائل ووليد فيلا كبيرة ليجتمعوا معا في الأجازات
تجلس حزينة تبكي وهي تلعب بالرمال ليقترب منها بهدوء سابق سنه ويضع يده على ذراعيها لتلتفت له
حازم الفتى البالغ من العمر عشر سنوات :
بتعيطي ليه؟
ياسمين البالغة من العمر تسع سنوات :
إنت بتزعق فيا عالطول
حازم :
إنتي مش بتسمعي الكلام ياياسمينا قولتلك متلعبيش مع ولاد وإنتي برده روحتي تلعبي مع سامر
ياسمين :
بس إنت سايبني وبتلعب معاهم
حازم :
لأ أنا جيت ألعب معاكي، يالا قومي
لتمسح دموعها بظهر كفيها بفرحة وتنهض معه، كل هذا تحت أنظار الشباب
عماد:
إبنك مسيطر يا إيهاب
إيهاب بغرور مصطنع :
زي أبوه
أحمد بسخرية :
إنت هتقولي
وليد :
ده جيل بسم الله ماشاء الله مبيضيعش وقت
كانوا يضحكون وزوجاتهم تنظر لهم من داخل الفيلا أثناء إعدادهم الطعام وهم أيضاً يضحكون على أفعال أطفالهم
لبنى :
بقولك ايه يا بسمة متقولي للواد ياسين إبنك يصالح البت دي مأكلتش من الصبح
سارة :
وهي ريتاج عملت ايه
بسمة :
باست رامي في خده
دنيا بصدمة :
نعم! مخاصمها علشان باست أخوها... هما العيال دي عندها كام سنة
رحمة :
المصيبة إنها بتعيط وتقول إنها غلطانة
سارة :
ههههه ههههه مش قادرة الولاد مسيطرين خالص على عقول البنات
بسمة :
دي مشكلة لو إحنا بناخدها بهزار دلوقتي بعدين هيأثر على شخصيتهم
لم يكملوا حديثهم لإستماعهم لصوت صرخات لأطفالهم ليرقدوا إليهم فيروا الوضع كالتالي
مجموعة من الرجال الملثمين يمسك كلا منهم أحد الأطفال وأمن الفيلا ساقطون أرضا مصابين وأزواجهم يقفون والذعر بادي على وجوههم
لحظات من الرعب ليس كمثل أي رعب أو خوف يمر بالإنسان، فهو رعب فقدان الإبن، وجع ليس كمثله وجع
كانت دموعهم تنهمر وأيديهم على أفواههم تمنع شهقاتهم وقلوبهم تتضرع إلى الله أن يحمي أولادهم وأزواجهم
وائل بهدوء مصطنع :
إنتوا مين وعاوزين إيه؟
أحد الرجال :
إحنا مين ميخصكش، عاوزين إيه عاوزين ولاد دنيا الشهاوي
شهقة فزع وصراخ منها جعلت قلوبهم تنزف من أجلها
إيهاب بعصبية :
إنتوا مين وتعرفوا دنيا منين وعاوزين من ولادنا إيه
رجل آخر :
مقولنالكم ملكوش صالح إحنا مين، وإل إحنا عاوزينه هناخده وإلا هناخد العيال كلهم
لم يستطع أحد التحدث تأثير صدمة ما يحدث حيث تدخل مجموعة أخرى من الرجال المسلحين يوجهون أسلحتهم على من يمسكون الأطفال وصوت مجهول يتحدث:
مش عيب لما تاخدوا تاركم من الحريم، سيبوا العيال وإلا قسما عظما هيبقى بحر دم ومش هتطلعوا عايشين بس الأول هتشوفوا عيالكم وهما بيموتوا الأول
أحد الرجال بقهر :
وحق إبني هيروح، لاه لازم أحرق قلبكم على ولادكم زي ما قلبي إتحرق
ليظهر صاحب الصوت الجهوري الذي كان مفاجأة للجميع لصغر سنه فهو شاب عشريني
سالم :
إبنك ومش هسيبه وهيتعالج في أكبر مستشفى في ألمانيا ومش هيرجع البلد غير وهو ماشي على رجليه تاني وده وعد مني
أحد الرجال :
خلاص بقى يا محسن طالما الأستاذ سالم وعد يبقى تطمن
محسن والذي كان ممسك بسامر :
روح يا حبيبي لمامتك.... وأمر باقي الرجال بترك الأطفال الذين هرولوا لأحضان أمهاتهم
سالم :
أنا سالم إبراهيم الشهاوي يا أستاذ إيهاب إبن عم دنيا،خالد إن عمي عصام كان سايق عربيته بتهور فخبط أيمن إبن عم محسن الولد حصله إعاقة، ياريت تقدروا مشاعره كأب وتسامحوه على إل حصل
تأسف محسن والرجال لهم وبالرغم من النار بداخلهم إلا أنهم تعاطفوا معه وخاصا عندما علموا أنه إبنه الوحيد وأنه جرب فجاعة الفقدان من قبل حيث أنه فقد إبنه الآخر منذ سنة
رحل الرجال ومعهم من جاء مع سالم أما هو فقد وافق على دعوتهم له بالمكوث معهم قليلا
دنيا يااااه ياسالم أنا مشوفتكش من عشر سنين
سالم بإبتسامة :
بعد ما خلصت ثانوي سافرت ألمانيا أدرس طب ولسه راجع من كام شهر
إيهاب :
إحنا متشكرين للعملته معانا لولاك الله أعلم كان حصل إيه
سالم :
أنا واثق إنهم مكانوش هيأذوا حد فيكم، عم محسن ده من أطيب الناس إل ممكن تقابلوها بس هو ظروفه صعبة ابنه الكبير مات السنة إل فاتت وبرده في حادثة عربية
أحمد :
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا يصبره
سالم :
أستأذن أنا ب.... قطع جملته عندما رأها تدخل من باب الفيلا تنادي على صديقتها
دعاء :
لبنى لبنى إنتي فين يابنتي
لبنى :
دودو وأخيرا وقامت تستقبل صديقتها، أما هو فقد القدرة على الحركة
وقف وائل بعد أن إستشعر حالته ليهمس له :
مش مرتبطة على فكرة
لينظر له سالم متعجبا ثم سأله في خفوت :
هو بان عليا أوي كده
وقف أحمد بجوارهم بعد أن سمع سؤاله :
معلهش كلنا لها
ليضحكوا جميعا
إيهاب أفتكر إنك هتقبل دعوتنا
سالم :
بس لو مكنتوش تحلفوا
..............
في الأعلى
كانت كلا من ياسمين وحور مازالوا يبكون متأثرين مما حدث
سارة وهي تحتضنهم :
خلاص بقى يا حبايبي متخافوش.. هما مشيوا دول أصحاب عمو إيهاب كانوا بيلعبوا معاه
تدخل حازم وهو يجذب ياسمين له ويمسح دماعتها :
مش هتبطلي عياط بقى لو مسكتيش مش هعلب معاكي
لترد بلهفة وهي تمسح دماعتها :
لأ خلاص أهو
لتبتسم سارة على بذور عشق ينبت مع مرور الوقت
............
الحب بذور تطرح وتسقي يومياً باللهفة والإهتمام وتسمد بالعناية والشوق، لا يتحول شعور المرء إلى الحب من أول ولهة ولا يتحول الحب إلى العشق إلا مع إزدياد رصيد الحبيب، ولكن يكفي أن تلقى البذرة فى بادئ الأمر ومابعدها يتعلق بالقدر والنصيب
..........
مرت عشرة أيام قضاها سليم معهم يحاول التعرف عليها، فى بادئ الأمر عندما وجدته معهم لم يخطر في فكرها سوا أنه صديق لأحدهم مثلما هي صديقة للبني ولكن لاحظت مع مرور الوقت أنه ينظر إليها بإستمرار فتربكها نظراته ولا تعرف لماذا.. يستمع لها بتركيز عندما تتحدث فتتلعثم ولا تدري لماذا...
يدقق بطريقة أكلها.... بخطوات مشيها.... ترى في عينيه الإهتمام لما ترتديه حتى أنه تجرأ وأثني على مظهرها بضع مرات
كانت تجلس أمام الشاطئ تفكر في شئ لم يخطر ببالها أن تعيشه مع شخص غير مناسب، نعم إنه غير مناسب من وجهة نظرها لتشعر بتلك المشاعر إتجاهه
لبنى :
الجميل سرحان في إيه؟
دعاء:
ولا حاجه... الجو حلو قلت أقعد شويه
لبنى بغمزة :
ياعنى قلبك مدقش!؟
دعاء بإرتباك :
قلبي.... انتي بتتكلمي عن إيه
لبنى :
شوفي يا دعاء أنا عارفه إنتي بتفكري في ايه بس رأيي تديله وتدي لنفسك فرصة
دعاء بتنهيدة :
مش هينفع الناس تقول إيه
لبنى :
والناس كانوا فين لما عيشتي انتي واخوكي لوحدكم وكنتي بتشتغلي علشان تصرفي على نفسك ، ولما اخوكي إتجوز وسافر وبقيتي لوحدك حد كان فكر يسأل عليكي ويشوفك محتاجة إيه، وبعدين إنتي هتتجوزي ياعنى مش هتعملي حاجه حرام أو عيب ولا إنتي عاوزة تفضلي لوحدك
دعاء:
مقصدش أكيد عاوزة أتجوز ويبقالي عيلة بس يكون حد مناسب
لبنى :
بس ده إل قلبك دق ليه
لم ترد عليها ونظرت أمامها بشرود، لترحل لبنى تاركة إياها فى صراع أفكارها
في الداخل /
رحمة :
ها قالتلتك حاجه
لبنى :
أنا متأكدة إنها معجبة بسليم زي ما هو معجب بيها بس هي بتفكر في كلام الناس
رحمة :
ما هو لو كل واحد خلاه في حاله
كان مار بهم عندما سمع حديثهم فقرر الذهاب والتحدث معها
كانت دعاء تبكي فى صمت فشعورها إتجاهه قوي ولكن لا ماذا تفعل........؟
سليم :
ممكن أتكلم معاكي شوية؟
إنتفضت إثر سماع صوته
دعاء بإرتباك :
أنا هدخل علشان لبني
سليم :
إستني لو سمحتي أنا مش هضايقك هما خمس دقايق
لتومأ له في صمت
سليم :
بصراحه كده ومن غير لف ودوران أنا معجب بيكي وعاوز أتقدملك
دعاء:
أنا آسفه بس مش هينفع
سليم :
ممكن أعرف ليه.. انا سألت عنك قالولي إنك مش مرتبطة...في حد في حياتك ولا الرفض متعلق بشخصي
دعاء:
لأ مافيش حد في حياتي، ومش لشخصك بس الظروف متسمحش
سليم :
ظروف إيه ممكن أعرفها
دعاء بتوتر :
أنا... أنا أكبر منك بست سنين
سليم بإبتسامة :
هو إنتي ليه محساسني إنهم ستين سنة، وبعدين إيه إل يمنع في ده
دعاء :
إزاي تتجوز واحدة أكبر منك المجتمع والناس يرفضوا ده، إزاي أهلك هيوافقوا ويتقبلوني في وسطهم ويعتبروني واحدة منهم وأنا هبقي في نظرهم واحدة ضحكت على إبنهم وإتجوزته وهو أصغر منها، إزاي هتعيش معايا وإنت شايفني بكبر كل يوم في السن وتبقى إنت لسه شاب مش هما برده بيقولوا الست بتكبر قبل الرجل، هييجي عليك اليوم إل هتندم فيه وتبقى عاوز تتجوز واحدة صغيرة وجميلة
سليم :
خلصتي... شوفي لو إنتي مجرد بنت متقدملها كنت هشكرها إنها رفضتني لأنك ببساطة معنديكش ثقة في نفسك بس إنتي واحدة قلبي هو إل إختارها علشان كده هعتبر إني مسمعتش حاجه
دعاء بعيون دامعة :
بس ده ميمنعش إنها الحقيقة
سليم ببعض الحدة :
لأ مش الحقيقة.... الحقيقه إن المفروض الناس متدخلش في خصوصيات غيرها... الحقيقة إننا لازم منسمعش لكلام وتعييب الناس لأمور تخصنا... الحقيقة إن السن مالوش علاقة المهم الحلال والحرام، مش السن إل هيحدد للقلوب تختار مين ولا السن إل هيخلي الجواز يبقى ناجح المهم النضج
لازم الطرفين يبقوا ناضجين فكرياً ويقدروا يتحملوا المسؤليه، الطرفين أيا كان سنهم هما إل يتوقف عليهم سعادتهم مش سنهم، ميهمنيش المجتمع والناس يوافقوا المهم إنتي توافقي، أهلي واجبهم يتقبلوكي لأنك مراتي ومحدش ليه دخل بسنك، هيقولوا ضحكتي عليا وإتجوزتيني ليه شايفاني عيل صغير مش قادر ياخد قراراته بنفسه ويبقى واثق فيها، لو إنتي أصغر مني مش هشوفك بتكبري كل يوم، ولأ الست مبتكبرش قبل الرجل لأن ببساطة الرجل هو إل في إيده يخلي الست دايماً صغيرة، وعمري ما هفكر أتجوز واحدة صغيرة ولا حلوة لأن إنتي مالية عيني دلوقتي وهتفضلي جوة عيني أحلى واحدة في الدنيا
عاوزك تعرفي إن سنك مش عيب فيكي فلازم تبقى واثقة من نفسك وشخصيتك قوية وتواجهي أي شخص يتكلم معاكي في النقطة دي، ولازم تفهمي إن السعادة هي إل بتحدد السن وطالما الزوجين بيحبوا بعض ومتفاهمين وبيتحملوا بعض وفي وقت مشاكلهم يحلوها بينهم وبين بعض مافيش حاجه إسمها سن في بس ود ورحمة وتفاهم وتقبل
دعاء أنا أعجبت بيكي من أول لحظة شوفتك ودلوقتي بقولك وأنا واثق منها بحبك وياريت تقبلي وتشاركيني حياتي
الفصل /الثامن عشر
تقف أمام مرآتها تتأكد من وضع حجابها قبل الهبوط لأسفل
ريتاج :
صباح الخير على عيونكم يا لولو أوس إتنين
وليد ولبنى :
صباح النور يا ريري
وليد :
إيه يا بت مش هتبطلي أوس إتنين دي
ريتاج بمرح :
ما إنتوا الإتنين دلعكم لولو فأنا أعمل إيه أختصر وأضرب لولو في إتنين
لبنى :
خلاص يا وليد مش هنخلص منها
رامي وهو يهبط ليشاركهم الفطار المزاح :
لأ هنخلص لما واحد أمه داعية عليه ييجي يتجوزها
ريتاج بغضب :
شايف يا بابا إبنك
وليد :
عيب يا رامي كده، ثم أكمل بضحك وتفتكر إل أمه داعية عليه ده هيطول يابني أنا قربت أعمل إعلان في الجرايد
ريتاج :
حتى إنت ياسي بابا
لبنى :
عالفكرة بقى دي بإشارة واحدة منها ومش هتلاحقوا بس هي إل بتتأني
ليميل وليد على أذن إبنته :
أو مستنية حد معين
لتحمر خدودها خجلا وهي تفكر فيمن شغل عقلها وإحتل قلبها
.................
جالسة هي على أحد المقاعد في الحديقة تفكر بسجنها فهي تعتبر ذلك المنزل سجن ليس أكثر فهي تكرهه وتبغض التواجد به ولكن ليس باليد حيله بعد أن توفيت والدتها وتبقت هي تعيش مع زوج والدتها، ذلك الرجل الذي يترأس مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون الذين يتاجرون بالممنوعات من مواد مخدرة وأسلحة مهربة ولكنها لا تستطيع إنكار تربيته لها وإعتناؤه بها إلى الآن، تبقى داخل المنزل لا تخرج منه سوي مرات قليلة شهرياً تتنزه بالحديقة المجاورة وتعود مرة أخرى لجحيمها نعم إنه الجحيم بعينه وخاصا عندما تتقابل مع جابر ذراع عاطف اليمني في كل أعمال والزوج المنتظر لها، ودت لو تهرب من ذلك المستنقع وتبتعد عنهم ولكن إلى أين، فهي تعلم أنها إذا خرجت من هناك سيكون السجن هو بيتها الجديد فقد إكتشفت أن هناك أوراق لصفقات مشبوهة تحمل توقيعها هي لا تذكر سوي أن عاطف زوج والدتها جاء بمجموعة من الأوراق لتوقع عليهم مخبرا إياها أنه من أجل ميراث والدتها
نظرت في ساعة يدها لتجد أن الوقت المحدد لها من أجل نزهتها قد نفذ، لتمسح عبراتها الساخنة وتنهض لتعود
...............
جالس هو يرتشف قهوته ويقرأ بعض الصحف اليومية
بسمة :
برده يا أحمد بتشرب قهوة قبل ما تفطر، إنت ليه مبتسمعش الكلام
أحمد :
خلاص يا بسمتي متزعليش مش هشرب قهوة تاني، المهم حبيبة قلبي تضحك خلي اليوم يبدأ
الله أكبر.. أنا عاوزة من ده وإلا مش هتجوز
قالتها تلك المشاكسة وهي تهبط بمرح لتذهب وتطبع قبلة على رأس كلا منهما
أحمد بغرور مصطنع :
إنتي ناوية تترهبني بقى لأنك مش هتلاقي زيي
بسمة بضحكة :
شوفتي يا حبيبتي أهو يعجبني في أبوكي إنه متواضع جدا
ياسمين :
هههههههه بصراحة يا ماما هو عنده حق أمور وحليوة وجينتل مان
أحمد بطريقة مسرحية :
متشكر متشكر
بسمة :
قوليلي يا ياسمين هي ملك متكلمتش معاك ومعرفتيش إيه إل مزعلها
ياسمين :
بصراحة معرفش بس البت حور تلاقيها عارفة
أحمد :
خلاص إنتي بعد ما تخلصي كليتك تروحي تطمني على أختك وتسألي حور لو كانت تعرف إيه إل مزعلها
ياسمين بغضب مصطنع:
إحم ياسي بابا هو إنت مش ناسي حاجه
أحمد مصطنع عدم الفهم :
ناسي إيه يابنتي ما تتكلمي عالطول
ياسمين بزهق :
ولا حاجه
ليكتم ضحكاته تحت نظرات بسمة المعاتبة
..................
إتأخرتي ليه
نطق بها ذلك البغيض جابر
شهد بتأفف :
وإنت مالك
جابر بعد أن إتجه لها وأمسك ذراعها بعنف :
لما أسألك تجاوبي
شهد بإستفزاز رغم الوجع :
ماليش مزاج أجاوب وبعدين إنت ملكش دعوة بيا
عاطف :
جابر سيب إيدها وإنتي يا شهد إطلعي فوق
لتصعد هي
عاطف :
مش قولتلك خف عليها شوية لو هربت من هنا هنروح في داهية
جابر وهو يمسح شفتيه بطريقة مقززة :
مش قادر أصبر أكتر من كدة وإنت وعدتني هتجوزهالي
عاطف :
بالهداوة أما بطريقتك دي هتخاف وتهرب وساعتها إنت إل هتتحمل المسؤلية
جابر :
خلاص هحاول، قولي بقى عملت ايه في الصفقة الجديدة
عاطف :
الرجل إل إسمه عمر ده واضح إنه واصل ده عارف معلومات عن البشوات الكبار وعن كل واحد فينا وبصراحة أنا كنت قلقان في الاول لما طلب الكمية الكبيرة دي بس إطمنت لما قال إنه هيجيب الفلوس بنفسه ويقعد هنا لغاية ما الطلبية تجهز
جابر :
وهو هييجي إمتى؟
عاطف :
بكرة
.............
في فيلا وائل /
وائل :. ها لسه برده مش راضية تنزل
سارة :
حاولت معاها كتير مش راضية وبتقول إنها مش جعانة وهتنام شوية لأنها مرهقة
كانت حور تتابعهم وتفكر بقلق في شقيقتها فهي لاحظت تغيرها منذ ذلك اليوم
كانت حور عند إحدى صديقاتها وطلبت من ملك أن تأتي لإصطحابها
تقود سيارتها بحرص فتلك المنطقة غريبة عنها تحاول الوصول للعنوان الذي أعطته شقيقتها لها
لتقف فجأة عندما إعترض طريقها بعض الشباب لتنظر حولها برعب فلا يوجد سواهم
إقتربوا من زجاج السيارة يطرقون عليه في مشهد مرعب لها
كانت خائفة ولم يسعفها الوقت بالإتصال بأحد بسبب إنفتاح باب السيارة حاولت المقاومه وغلق الباب ولكنهم أقوى منها وجذبوها بالقوة
ملك برعب :
إنتوا عاوزين إيه؟... لو عاوزين العربية خدوها
أحد الشباب بقذارة :
بس انا عاوزك إنتي يا عسل وبدأ يتجرأ ويضع يده على مفاتنها في حين الباقية يمسكونها جيدا
ملك بصراخ :
أأأه حد يلحقني ياناس اه يااااارب
إبعدوا عني حرام عليكم
وكلما زاد صراخها زاد صوت ضحكاتهم
ولكن لم تدم هذي الضحكات كثيرا فقد إستجاب الله لندائها
كان عائدا من عمله وإستمع لصراخها وإستغاثتها فهرول بإتجاه الصوت
كانت صدمة له عندما رأي أربعة شباب يتحرشون بفتاة من الواضح أنها غريبة عن المنطقه
مصطفى :
مش عيب برده تاخدوا العسل لوحدكم
أحد الشباب :
وماله هنبقى نسيبهالك لما نخلص
مصطفى :
أنا جيت على صريخها ياعنى غيري ممكن ييجي برده، مش ذكاء منكم تفضلوا هنا
شاب آخر :
عندك حق بس إحنا معندناش مكان
مصطفى:
وانا عندي، بس لازم نتحرك بنظام وإلا الجيران هتحس بينا وهتبقى مصيبة
شاب آخر :
بقولك ايه ياعم إنجز
مصطفي:
لازم الأول اتنين فيكوا ياخدوا العربية لشارع تاني بعيد عن هنا علشان منتكشفش
والإتنين التانيين ييجوا معايا ولما تخلصوا من العربية تتصلوا بيهم تاخدوا العنوان
الشاب الأول :
وإحنا إيه إل يضمنلنا
مصطفى :
ولا حاجه عاوزين تفضلوا هنا وتخاطروا إن حد يكشفوا براحتكم وأنا همشي
كل هذا تشاهده هي وتستمتع إليه بعيون باكية وقلب يرتجف خوفا فهاهي نهايتها إقتربت ولا تستطيع الصراخ أو الإستنجاد بأحد فقد وضعوا قطعة من القماش يغلقون بها فمها
إستني
نطق بها الأربعة في ذات الوقت فإبتسم بهدوء
وبالفعل أخذ إثنان منهم السيارة الخاصة بها وإنطلقوا والآخران ذهبوا معه
وصل مصطفى ومن معه إلى بيته تحت مقاومتها الشديدة وإستعطافهم بعينيها لتركها ولكن هيهات لمن قست قلوبهم
بعد صعودهم للشقة /
مصطفى :
مين حابب يبدأ
الشاب الأول بعد إمتصاص شفتيه بقذارة :
أنا
مصطفي:
إدخل الأوضة دي
وأشار له على إحدى الغرف، وما أن دخل هذا الشاب يجر ملك بالقوة أمسك مصطفى زجاجة المياه الموضوعة على الطاولة وهبط بها على رأس ذلك الحقير الجالس ينتظر دوره تفاجأ الأخر ورفع رأسه بدوار ليتفاجأ به يمسكه من عنقه بطريقة معينة ليسقط أرضا، ليسرع هو للحجرة فيجد ذلك الشاب يحاول تخليصها من ملابسها وهي تقاوم بشدة فإنطلق نحوه يبعده عنها ويكيل له عدة ضربات إلى أن فقد الوعي
وإقترب منها وجدها تنتفض وتبتعد عنه
مصطفى :
إهدي متخافيش أنا مش هعملك حاجه بس لازم نمشي من هنا فورا قبل ما يفوقوا
إزداد نحيبها وتهز رأسها بهستيرية
مصطفى :
متخافيش والله العظيم ما هاجي جمبك أنا اضطريت أمثل عليهم إني معاهم لان بعددهم ده مكنتش هقدر اتصرف وإنتي كنتي هتتأذي، يالا مافيش وقت وبحث في ملابسه إلى أن وجد جاكت وأعطاه إياه لترتديه لتأخذه منه بيد مرتعشة ترتديه وأثناء خروجهم من المنزل إستمع مصطفى لرنين الهاتف الخاص بهذا الملقى على الأرض وزجاج زجاجة المياه من حوله فعلم أنهم الشابين الآخران
مصطفى :
إنتوا فين وإستمع لهم ثم سألهم عن مكان السيارة بحجة الإطمئنان أنها بعيدة ثم أعطاهم عنوان المنزل تحت نظرات التعجب منها ولكن فهمت لما فعل ذلك عندما وجدته يهاتف أحد أصدقائه الذي من الواضح إنه يعمل بالشرطه وأخبره بما حدث بإختصار ليتوجه الأخير لمنزله أما هو أخذها لمكان السيارة وأوصلها لطريق أمن وتركها
...........
سهر... سهر
سهر في إيه يا حبيبتي سرحانه في ايه بنده عليكي من بدري
سهر :
أبدا يا صادق
صادق :
عليا برده
سهر كنت بفكر لو كنا خلفنا كان هيبقى شكلهم إيه دلوقتي
صادق بعصبية :
تاني يا سهر إنتي ليه مش عاوزة ترحمي نفسك من العذاب ده
سهر بدموع :
غصب عني والله غصب كل ما أفتكر إن مافيش ليك ولد يشتال إسمك ويساعدك في شغلك ويملي علينا حياتنا بحس بالذنب من ناحيتك
صادق بهدوء بعد أن قبل يدها وزاح دمعاتها :
وأنا قولتهالك قبل كده وهقولهالك تاني،أنتي مالية عليا حياتي وأنا راضي بنصيبي وفرحان معاكي
سهر :
بس ده حقك وأنا حرمتك منه
صادق :
لا يا حبيبتي إنتي محرمتنيش من حقي لان ببساطة ده رزق من عند ربنا لو كان مكتوبلي محدش يقدر يحرمني منه، ده غير إنك طالبتيني مرة وألف مرة بإني أتجوز علشان أخلف بس انا إكتفيت بيكي تعرفي ليه لان ببساطة خفت من النار، نار جهنم إل كانت هتكون مصيري وقتها لان الجواز من أكتر من واحدة ليه شروط وأهمهم العدل وأنا مكنتش هعدل بينكم، كنت هظلمها معايا لان قلبي معاكي ولما هكون وياها عقلي كمان هيكون معاكي، وكنت هبقي مجرد إستغلالي لاني متجوزها لغرض صحيح ربنا حلله لكن مش كل الرجالة تقدر، أنا عشقي ليكي مكفيني إنتي مراتي وبنتي، مش بقولك إن كل رجل بيتجوز علشان الخلفة مش بيحب زوجته الأولى بس ببساطة بتبقى تقبلات وأنا معنديش القدرة إني أتقبل واحدة غيرك في حضني، وبعدين لو كنت أنا إل مش بخلف كنتي هتسيبيني علشان تتجوزي غيري وتخلفي؟
سهر بنفي :
عمري، إنت حب حياتي إزاي هقدر أبعد عنك
صادق :
شوفتي،لأنك بتحبيني كنتي هتستغني عن إحساس الأمومة طيب ما انا بحبك ليه مستغناش عن إبوتي ولا إنتي فاهمة إن الست بس إل بتحب وبتضحي علشان حبيبها او فاهمة إنه واجب عليها
الست ليها حقوق زي الرجل بالظبط، ويالا بقى بلاش تتكلمي في الموضوع ده تاني وخلينا نجهز علشان نلحق نروح الدار زمان الأطفال مستنينا من زمان ولا دول مش ولادنا
سهر :
ربنا إل عالم كل الأطفال في الدور إل بنروحها بحبهم قد إيه وبيعوضوني عن حرماني من الأطفال
صادق :
ربنا ليه حكمة، مش لينا أطفال من دمنا بس لينا أطفال كتير نهتم بيهم ونكسب ثواب كفالة يتيم
الفصل/التاسع عشر
كان الجميع في فيلا وائل يرحبون بعودت الغائب
لا ليس الجميع أين هي؟
تبحث عيناه عنها بلهفة حائرا
حنين وهي تغمز بعينيها لهمس
بتدور على حد يا حازم
حازم :
ها.. لأ
دنيا:
لو عاوز تسأل عن حد قول وإحنا نقولك فين
كاد الرد ولكن شعر بسرعة دقات قلبه ليقف سريعا ونظرا بإتجاه الباب
تعجب الجميع من حالته ولكن مالبثوا أن تبسموا حينما رؤها تدلف مع حور وملك
ملك:
الحمد لله على السلامة يا حازم
حازم؛
.............
حور:
حازم انت معانا
حازم:
.......
كان لا يسمع احد لا يرى غيرها إشتاق لعينيها وكل شئ بها، كان الحال لا يختلف كثيرا بالنسبة لها كانت عينيها تتحدث عما يجوش قلبها
أحمد:
طب أعملي إعتبار طيب
ليضحكوا جميعاً
وليد بمكر:
في عريس متقدم لريتاج
صمت مخيف خيم على الجميع جعل حازم وياسمين يفيقون
لبني:
عريس مين
وليد بعد الإشارة لإبنه لمجاراته :
واحد صاحب رامي
رامي وهوينظر بترقب لياسين :
اه واحد صاحبي وبصراحة هو كويس أوي
ياسين ببرود مصطنع :
بجد طب كويس طالما بتشكر فيه يبقى على بركة الله
صدمة ألجمت ألسنتهم مصاحبة لشهقات الفتيات إشفاقا على رفيقتهم
ريتاج بعينين سماء ملبدة:
عن إذنك هطلع ورايا مذاكرة
ياسين بعد أن وقف أمامها:
مش لما تعرفي ميعاد الفرح
ريتاج بدموع:
أنا مش عاوزة أتجوز
ياسين :
شوفت كلمة واحدة منك خليتها ازاي بتتقطع وقلبها هيقف متوقع لو نفذت كلامك بجد هتعيش يوم واحد
إيهاب :
لو تهمك خد خطوة
حازم :
ما إنتوا عارفين كل حاجة يبقى ليه الكلام دلوقتي، ما توافقوا
عماد:
نوافق على إيه
سامر :
أقولك أنا
توافقوا على جوازي أنا حنين وعبد الرحمن وحور وحازم وياسمين ورامي و همس وياسين وريتاج
عماد:
ومالك بتتكلم بثقة اوي كده
عبد الرحمن :
إيه يا والدي إنت معانا ولا معاهم
عماد:
أنا مع البنات لو وافقوا هبقي معاكم
البنات بصوت واحد:
موافقين
ليضحك الجميع
وليد:
طب إتقلوا شوية مش كدة
رامي:
بقولك ا إيه كل واحد فينا هياخد خطيبته يجبلها الشبكة وإنتوا فكروا براحتكم
أحمد:
عارفين أحلى وأجمل شئ طلعنا بيه في حياتنا إنتوا وحبكم لبعض، بذور العشق إل كانت بتنمو بينكم كانت فرحتنا بحق
وائل:
زمان ثروتي إبتدت بورث بس إنتوا إشتغلتوا على نفسكم وإعتمدوا على مهاراتكم كان ممكن تعتمدوا على فلوس أبهاتكم بس إنتوا طلعتوا رجالة وأنا مطمن على البنات معاكم لان كل واحد هيقدر يسعد مراته بإمكانياته وقدراته
وليد:
العيلة أهم شيء في حياة الإنسان وإنتوا حافظوا على عيلتنا وجمعتنا محدش فكر يعمل حاجة تضرنا وتبعدنا عن بعض أنا فخور بيكوا جدا
دنيا:
وإنتوا يابنات أنا فخورة بيكوا جدا جدا كل واحدة فيكوا أخدت مامتها صديقة ليها ومخبتش عنها حاجة وده الصح مامتك أكتر حد في الدنيا هيخاف عليكي وينصحك
بسمة :
الثقة ثم الثقة ثم الثقة
لازم توثقوا في بعض ثقة كل واحد في نفسه، كل واحد فيكوا لازم يسلم قلبه وعقله وحياته لشريكه بثقة تامة، لو دخل الشك بينكم يبقى مافيش حب
وليد:
راعوا ربنا فى بعض زي ما طول عمركم بتراعوه وعلشان كده قلبكم ثبت وحبكم كبر، إسمعوا لبعض وإتفاهموا بهدوء وكل واحد يقدر موقف التاني
رحمة :
أقفوا جمب بعض إعرفوا إن قوتكم في حبك دايما كل واحد يحسس شريكه إن الأولوية ف الحياة ليه هو وكل واحد يبقى مستعد يعمل المستحيل علشان سعادة التاني
عبد الرحمن :
إحنا حافظنا على نفسنا وعليهم من يوم ما بلغنا وعرفنا إن ا خلاص معدناش عيال صغيرة بتلعب مع بعض يبقى ياريت إنتوا كمان تساعدونا ونكتب الكتاب علشان نقعد براحتنا معاهم ونخرج من غير ما نقلق من إننا بنعمل حاجة حرام ولا لأ
ياسين:
تصدق دي أول مرة تقول حاجة صح
لبني:
إنتوا حافظتوا عليهم من نفسكم حتى فكرتوا إنهم بنات رجل أو أخته وكل واحد إل عمله إترد ليه وأخته إتحافظ عليها مستسلمتوش لوسوسة الشيطان، مستخبتوش وعملتوا حاجه تغضب ربنا، حبكم حلال وربنا هيتوجكم بالحلال
أحمد:
الحب إل في النور هيواجه أي مشكلة تقابله أما إل أي شب وبنت بيبنوا على أساسه علاقة في الضلمة لو طلع للنور بينتهي مع أول مشكلة تقابله
ملك :
هييييييي راعوا إن في بينكم سناجل يا جماعة
بقلم رانوش
ظل الجميع يضحك بسعادة وفرحة يتناقشون في أمور كتب الكتاب
الحب مشاعر نقية بريئة من أي تدنيس من العلاقات العابرة، من يخونون ثقة أهلهم ويبنون ذلك الصرح الوهمي فقد تجردوا من إنسانيتهم وإبتعدوا عن الله وتعاليم دينهم، الحب برئ منهم، من أحب عليه المحافظة على نفسه وعلى حبيبه ليبارك الله حبهم ويجمعهم على خير
...................
صباح يوم جديد
كانت مازالت نائمة تململت في فراشها إثر رنات هاتفها، أمسكت الهاتف بتعجب من الرقم
ياسمين :
ألو
حازم :
صباح الخير
ياسمين :
صباح النور... مش غريبة دي
حازم بضحك :
إيه إل غريب
ياسمين :
إنك بتكلمني ودلوقتي وفي التليفون
حازم:
عاوزاني أضيع أول يوم من بعد ما إتحدد إرتباطنا كده من غير ما أصبح عليكي
ياسمين :
أنا مش مصدقة إننا بقينا لبعض
حازم:
إحنا لبعض من يوم ما إتولدتي يا ياسمينا
ياسمين :
حازم متسيبنيش في يوم من الايام
حازم :
في حد يقدر يسيب روحه، أنا لو عشت من غيرك هبقي ميت صدقيني
ياسمين بلهفة :
بعد الشر عنك يا حبيبي
حازم :
يااااااااه أخيرا نطقتي، طب إيه رأيك أجيلك ونتجوز دلوقتي
ياسمين بخجل :
هههههه يلا يا مجنون إقفل علشان أقوم أروح الشركة
حازم :
ماشي يا قلب المجنون.... سلام
................
في جامعة همس /
تجلس بين صديقاتها تسمع هراء الفتيات من حولها وتحدثهم عن دكتور المادة الذي سيتولي تدريسهم هذا العام
إحدى الفتيات :
إيه الجمال ده ياناس هو فى كده
أخرى بهيام
بصراحة أنا من اول ما شوفته حبيته
فتاه أخرى بضحك :
مش لوحدك ياختي، دي الجامعة كلها، حتى المرتبطين
نوران وهي صديقة همس المقربة :
شكلها هتبقى سنة عسل وهيبقي سقوط جماعي لو سمعكم
أميرة :
ومين قالك هيزعل، ما يمكن يكون بيدور على نصه التاني ودي بقى فرصتي هههههه
سكت الجميع عندما وجدوا هذا الوسيم يدخل للقاعة، لم ترفع نظرها له ولو حتى من باب الفضول
ياسين :
السلام عليكم، أحب أعرفكم بنفسي أنا ياسين الجداوي هدرسلكم مادة....... وإن شاء الله تبقى سنة خفيفة عليا وعليكم
إحدى الفتيات :
دي هتبقى سنة عسل
همس لنفسها بعد أن تعرفت عليه :
أه لو ريتاج سمعتكم كانت قتلتكم ههه
.................
في إحدى شركات التعمير /
أصرت ياسمين أن لا تعمل في شركة عائلتها فهي فضلت أن تعتمد على ذاتها وتبدأ من مكان ليس له علاقة بوالدها من أجل أن تكتسب خبرة فعلية بعيدا عن تكلف الموظفين بالشركة في التكلم معاها بإعتبارها إبنة المالك
ياسمين وهي تدخل لمكتبها الذي يشاركها به ثلاث أخرون وهم سعد ومهيب ومها :
صباح الخير
الجميع :
صباح النور
سعد :
أخبارك يا ياسمين
ياسمين :
الحمد لله
مها :
كويس إنك متأخرتيش، لأن المدير الجديد على وصول وطبعا كل الموظفين لازم يحضروا حفل الإستقبال
ياسمين بمرح :
طب كان يدينا اليوم أجازة بالمناسبة السعيدة دي
مهاب مقلدا المدير السابق :
دي حجج يا بسمهندشة... لازم تجتهدوا في الشغل شوية
الجميع :
هههههه
مها :
ياساتر دا كان بيقفلنا على الواحدة
سعد :
على الله المدير الجديد يكون مريح شوية
ياسمين :
لو كان في تقصير فى الشغل نقول ماشي أما هو كان بيتعصب في الفاضي
مها :
يالا أهو خد الشر وراح
قطع كلامهم دخول أحد السعاه يخبرهم بقدوم المدير وأن عليهم النزول لأسفل
وبالفعل نزلوا جميعاً لأسفل وجدوا جميع الموظفين يحتشدون وفيما بينهم من يتحدث عن هيئته وقوة شخصيته البادية على مظهره، أما هي فلم تنظر ولو مرة وظلت تنظر لأسفل بملل رأها هو فإبتسم وتوجه ناحيتها
منير وهو السكرتير الخاص بمكتبه :
دول البشمهندسين وبدأ بتعرفيهم واحد واحد وهما يلقون عليه التحية لعند وصوله لها
منير :
ودي بشمهندسة ياسمين
ياسمين بعد أن رفعت رأسها له :
أهلا وسه.....،لم تستطع تكملة حديثها فالصدمة ألجمت لسانها فها هو بطالته التي تخطف أنفاسها وتأرجح قلبها على دقات هواه وعشقه يقف أمامها بشموخ بعيونه نظرات الشوق يحاول أن يداريه ولكنها إستطاعت أن تميزها، ليتخطاها ببطئ ويتوجه لمكتبه بعد أن رحب بالجميع
نوال وهي إحدى موظفات الشركة :
إيه العسل ده، أيوة كده إفتحوا نفسنا على الشغل
لتشعر بالغضب ودت أن تضربها وتعلن ملكيتها له ولكن تحاملت وصبرت على تلك الحمقاء وحديثها
الفصل /العشرون
أصدرت سيارته إحتكاكا ينبأ بوصوله، فوقف كلا من عاطف وجابر يستقبلونه وما أن نزل منها حتى جحطت عيناهم
عمر بسخرية بعد أن وقف أمامه :
إيه شوفتوا عفريت؟
عاطف متدارك نفسه :
لأ أبدا بس احنا كنا متخيلينك أكبر من كده
عمر :
مش بالسن
جابر لنفسه :
وده هيقعد ازاي مع شهد في نفس البيت
عاطف :
عندك حق إتفضل إتفضل
دخل عمر وتبادل معهم الحديث عن الأعمال ووجههوا عاطف لغرفته التي صادفت أن تكون بجانب غرفة شهد مما أغضب جابر
........
بعد إنتهاء المحاضرة /
خرج الجميع وظل هو يلملم أغراضه وخرج فوجد الطلاب يجتموع حول بعضهم فتعجب
كانت همس تهم بالإنصراف للمدرج الاخر لحضور محاضرة أخرى فتفاجأت بأحد ينادي عليها
مهند وهو زميل لها وحاول كثيرا أن يتقرب منها :
همس إستني
همس بتأفف :
خير
مهند :
فكرتي في كلامي
همس :
كلام إيه يا حضرت
مهند :
بتكلميني كده ليه، مقولتلك إني معجب بيكي وحابب أتعرف عليكي عن قرب
همس :
وأنا قولتلك آسفة بس مبتعرفش على حد، عن إذنك
ليمسك ذراعها بغضب :
إستني هنا
لتهبط على وجنته صفعة تجمع جميع الطلبة الحاضرين حولهم إثر صداها
مهند بغضب :
أه يابنت... بترفعي إيدك عليا وهم بصفعها ولكن أوقفته قبضة حديدية وعيون تبث النيران من الغضب
ياسين :
نزل إيدك لقطعهالك
مهند بغضب :
هي إل رفعت إيدها عليا يا دكتور
ياسين :
رفعتها ليه مش لأنك إنسان مش متربي ضايقتها وتعديت حدودك معاها، وتكلمها بإنك تبثبت للكل إنك مش رجل وترفع إيدك على واحدة علشان تضربها
مهند بصراخ :
وإنت مالك، هي كانت عينتك محامي ولا تكون عجبتك
ياسين بغضب:
إحترم نفسك، كل الطلبة هنا إخواتي ولاني رجل مسمحش لواحد زيك يضايق بنت وأنا واقف، ولا إيه يا دكاترة المستقبل يا رجالة يا محترمين قالها وهو ينظر للطلبة من الشباب كمعاتبة على موقفهم السلبي في مثل ذلك الموقف
أحد الطلبة :
وإحنا نعرف منين يادكتور دي مش أول مره يقفوا مع بعض وقولنا تبقى حاجه شخصية بينهم
شهقت همس بفزع :
والله أبدا محصلش، ده كان
قاطعها ياسين :
ياعنى إنتوا بررتوا سلبيتكم وقلة رجولتكم بتفسيرات متخلفة زي دي
ياعنى مش بس سيبتوا واحد زي ده يضايق زميلتكم من غير ما تتصرفوا تصرف واعي وصحيح وتمنعوه من كدا على الأقل لما يلاقي زميلها الرجالة مسمحوش بتصرف يضايقها هيبعد ويبقى مثال لكل واحد يفكر يضايق زميلته، بس إنتوا إعتمدوا على الأسوأ لما فكرتوا فيها بالسوء وتوقعتوا إن بينهم علاقة شخصية كأن ده العادي والطبيعي ومحدش فيكم فكر يسألها لو محتاجة للمساعدة
مهند بنفاذ صبر :
ومين قالك إن مافيش علاقة ما بينا، إحنا بنحب بعض وفي بينا علاقة من سنتين بس هي كانت زعلانة مني وكنت عاوزة أصالحها
همس بصراخ :
إخرس قطع لسانك أن أأدب وأشرف من إني أعمل كده
مهند وجن لصراخها عليه وحاول تخطي ياسين :
إنتي عاوزة تتعلمي الأدب علشان تعرفي تتكلمي كويس معايا يا بنت....
لم يكمل كلامه لتلقيه صفعة ولكن هذه المرة صفعة حديدية نارية ولم تكن صفعة واحدة بل تتبعها بعدة صفعات كاد أن يغشي عليه لولا تدخل الطلبة... جاء عميد الجامعة وطلب من الحضور التجمع في مكتبه ليعرف ما المشكلة
........
عند ملك /
كانت جالسة تفكر في ما مرت به فدخل عليها أحمد
أحمد :
ممكن أعرف القمر بتاعنا ماله بقاله كام يوم
لم ترد عليه ولكنها إرتمت في أحضانه تتثبش بها تبكي بحرقة تخرج ما تكنه بداخلها في أحضانه فهي دائماً تشعر بالراحة معه فهو صديقها الأول
أحمد بقلق :
ملك مالك يا حبيبتي قوليلي إيه إل مزعلك كده؟
ملك ببكاء :
قلبي وجعني وخايفة
أحمد وهو يمسد على ظهرها :
من إيه يابنت قلبي
ملك :
قصت له ملك كل ما حدث معها وما عاشته في ذلك اليوم المشؤم وما فعله لها مصطفى
مما أغضبه وشعر لأول مرة بالضعف والعجز فها هي إبنة قلبه كما يسميها تعرضت للكثير ولا أحد يشعر بها
.........
وصلت شهد إلى المنزل سعيدة بما إشترته فهي لاتنكر أن الذهاب والتجوال قد حسن من نفسيتها بعض الشئ، تعجبت لأنها لم تجد عاطف أو جابر فى المنزل ولكنها لم تهتم وتوجهت للغرفة ولكن إستوقفها صوت في الغرفة المجاورة
شهقت برعب ظنا منها أن أحد أعداء عاطف إستطاع التسلل للمنزل وقررت أن تدخل لتستكشف ما يحدث
وبالفعل تركت ما بيدها بهدوء ثم تقدمت من الغرفة وفتحتها بهدوء ولكنها تفاجأت بعد وجود أحد كادت الخروج ولكن ذراع قوية أمنعتها وهي تجذبها لتصدمها بالباب بعد غقله
شهد برعب :
إن.. إنت مين، ثم دققت به فرأت صدره العالي فخجلت وتوترت من قربه
عمر لنفسه :
هي دي بقي، الله يسامحك يا سيادة اللوا ياعنى مينفعش أشتغل من غير ما أتجوزها، تذكر عمر كلام اللواء وهو يأمره بالتقرب من شهد والزواج منها ليثق به عاطف جيدا ويسلمه جميع أعماله بدل من جابر لكي يستطيع الوصول لأكبر شخص في تلك العصابة
شهد ببكاء :
إنت مين وعاوز إيه... متأذنيش
عمر بصدق :
متخافيش، ثم إبتعد عنها وهو يكمل
أنا إسمي عمر بشتغل مع عاطف وهكون ضيف عندكم كام يوم
تحولت عيناها إلى الغضب ثم تركته وذهبت
عمر بصوت مسموع وهو يحاول السيطرة على نفسه بسبب قربها وعيونها التي أثرته بدموعها :
ربنا يستر ونخلص من الحوار ده على خير
...........
في مكتب العميد /
قص الطلاب ما حدث بحضور ياسين ومهند الذي دقت طبول القلق قلبه خوفاً من فصله من الكلية
العميد لياسين :
تصرفك كان يبقى صح لو كنت تتأكد الأول من عدم وجود علاقة بينهم، مافيش داعي تعرض نفسك لموقف زي ده يا دكتور وتطلع البنت في الآخر مذنبة بعلاقتها بيه ما هو مش ممكن يتجرأ على القرب منها وتكون هي مش سمحاله
لتجثو هي أرضا تبكي بحرقة وضعف
ياسين بلهفة وهو يتجه لها يرفعها بيده :
همس أقفي متضعفيش ودايما تبقى راسك مرفوع
مهند :
وحضرتك من أول محاضره عرفتها وحفظت إسمها، مش بقول لحضرتك هي بس بتعمل نفسها بريئة وأهو طلع كلامي صح وشكلها كده مواعدة الدكتور بحاجة
ياسين بهدوء مصطنع :
خلصت
ثم قام بإزالة دموعها وقبل رأسها
آسف يا همس على الموقف ده، حقك عليا
ثم وجه حديثه لعميد الجامعة :
حضرتك دي بنت خالي، ودلوقتي بطالب حضرتك بإنك تجيبلها حقها من البني آدم ده
إبتلع مهند ما فى جوفه بتوتر
العميد:
أنا بعتذر منك يا دكتور ياسين، وإنت يا مهند ممنوع من دخول الجامعة لحين إتخاذ قرار مناسب لل إنت عملته
.........
في شركة الأحمدي /
كان يجلس يتابع عمله بهدوء حتى سمع خطوات أنثوية فرفع عينيه، ليجدها أمامه تلك السكرتيرة التي لا تخجل مما تلبسه ولكن لا يستطيع التدخل فيما لا يعنيه، ولكن ضاق ذرعا بتلميحاتها الغير مباشرة وطريقتها معه في الحوار ويخشي أن يضعف أمامها فهي جميلة تتقرب منه بهدوء يشعل رغباته كرجل ولكنه يخشى الله كثيراً فهو تربى على حسن الخلق ولكنه يريد الزواج سريعاً ممن إختارها قلبه كي لا يقع في وساوس الشيطان
سامر :
فى حاجه يا نهى
نهى بدلع :
تؤ... حبيت بس أشوفك لو محتاج حاجه، أو عاوزني في حاجه
سامر :
لأ متشكر.. لو إحتجت حاجه هندهلك
نهى بعد إقترابها منه وجلوسها أمامه على المكتب :
بس انا محتاجة حاجة منك
سامر محاولا النهوض ولكن يديها منعته :
إيه إل إنتي بتعمليه ده، إتفضلي على مكتبك
نهى وهي تمرر يديها على كتفه بإغراء :
بعمل إيه... ها... ثم إقتربت بوجهها منه إلى حد أن لفحت أنفاسها وجهه... مترد بعمل إيه، وكادت أن تلثم شفتيه في ذات اللحظة التي فتح بها باب المكتب لينتفضوا فجأة مع تزامن دخول وائل ومعه حنين التي إنهارت حصون عينيها وهطلت أمطارها بكثرة وخرجت مسرعة لا تعلم وجهتها
وائل بحدة :
إيه إل بيحصل هنا
سامر بتلعثم :
أنا... أنا
وائل :
إتفضلي يا أستاذة مشوفش وشك في الشركة بعد كده
نهى ببكاء مصطنع :
أنا ماليش ذنب يا وائل بيه الأستاذ سامر هو إل بيجبرني على كده
كاد وائل تعنيفه إبنه الأحمق ولكن نظرات الصدمة والهلع فى عينيه أثبتوا له أنه برئ مما تنسبه إليه
وائل :
إنتي إنسانة كدابة، إنتي إل بتقللي نفسك الأول بلبسك وبعدين بمحاولاتك المستميدة علشان توقعيه يمكن للحظة يكون ضعف بس متأكد إن اللحظة دي مكنتش هتستمر وكان هيفوق، بس إنتي إل مصممة ترخصي نفسك بالكلام ده، ولو مصممة على رأيك تحبي نشوف كاميرات المراقبة
نهى بهلع :
كاميرات... كاميرات إيه
وائل بضحكة مستفزة :
دي كاميرات سرية فى المكاتب، تحبي نشوف مين فيكم إل حاول يوقع التاني ولا تمشي من الشركة ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من إبني وإلا الفيديوهات هتبقى عند أهلك وعلى كل مواقع النت
لم تستطيع الرد بل هرولت إلى الخارج تلملم أشياؤها بغضب من أجل الفرار بنفسها من الفضيحة
سامر بضعف :
أنا والله ما عملت حاجه أنا إتفاجئت بيها قاعده على المكتب وبتحاول تقرب مني انا كنت مصدوم ومش عارف اتحرك
وائل :
عارف انك معملتش حاجة وإنك إنصدمت، بس هي مش هتتجرأ تعمل كده من غير محاولات منها ولو كانت لقتك بتصد محاولاتها بقوة و إرادة مكنش حصل إل حصل ده، ذنبها إيه حنين تشوف المنظر ده
سامر :
أنا آسف
وائل :
الأسف ده حنين أحق بيه
ورحل وتركه يفكر بطريقة يصلح بها ما حدث
...........
عند شهد /
كانت تخرج من غرفتها في نفس الوقت الذي يخرج عمر من غرفته فتتقابل عيناهم لتنظر له متمعنة في ملامح وجهه
شهد لنفسها :
بقى واحد زي ده يبقى مجرم ياخسارته في السجن وتنهدت بصوت مسموع
عمر :
أيه شكلي عجبك أوي كده
جحطت عيناها بتوتر وهرولت لأسفل، ونزل هو بعدها وعلى وجهه إبتسامة
كان كلا من عاطف وجابر ينتظرون بالأسفل من أجل وجبة الغداء
جابر :
شهد إيه الجمال ده كله وإقترب منها يلثم يدها تحت نظرات عمر الذي حاول إخفاء رفضه لهذا التصرف
عاطف :
عمر باشا ياريت تكون مرتاح معانا
عمر :
لسه بدري علشان أحدد إذا كنت مرتاح ولا لأ
عاطف :
وإحنا تحت أمرك في أي حاجه تحتاجها
...........
أوصل ياسين همس لمنزلها فلم يستطع تركها تعود بمفردها بعد إنهيارها ثم توجه إلى منزله
أما ياسمين لم تستطع التركيز على عملها منذ قدومه للشركة فلاحظت مها توترها
مها :
مالك يا ياسمين؟
ياسمين :
مافيش مصدعة شوية
سعد :
خلاص قومي روحي إرتاحي
مهيب :
معتقدش إنه ينفع.... إنهاردة أول يوم للمدير الجديد
ياسمين :
متقلقوش عليا يا جماعة أنا هبقي كويسة إن شاء الله
دخلت أحد مسؤلات السكرتارية تطلب منهم التوجه إلى مكتب المدير
لحظات وكانوا بمكتبه
حازم :
إتفضلوا إقعدوا
جلسوا يتناقشون عن المشروعات القائمة فى الشركة أما هي فكانت تتأمله وهو يعمل بتركيز لا تستطيع فهم ما يتناقشون فيه يكفي نظرته الجادة وأوردت يده الظاهرة
حازم :
يا بشمهندسة حضرتك معانا
ياسمين :
.....
سعد :
ياسمينا
حازم بحدة :
نعم!
إنتفضت هي على صوته
سعد بإرتباك :
في حاجه يافندم
حازم :
هنا مكان شغل فياريت نحتفظ بالألقاب، وإنتي يا بشمهندسة ياريت تركزي في الشغل أكتر من كده، في إيه إحنا هنا في شركة محترمة وإنتوا بتشتغلوا هنا مش جايين نبني علاقات شخصية
ترقرقت عينيها بالدموع ليغمض عينيه يسب نفسه لذلك
.........
خرجت مسرعة تقود سيارتها بإتجاه المطار ولم تنتبه لعبد الرحمن الذي جاء لرؤيتها بعد ما حدثها بالهاتف وأعلمته أنها مريضة ولن تستطيع الخروج معه اليوم
عبد الرحمن :
غريبة يا حور... ياترى خرجتي ليه وإنتي تعبانة؟
تعجب عندما وجدها تصطف أمام المطار وهبطت من سيارتها تقف وكأنها تنتظر شخصا ما، تحولت نظراته من التعجب إلى الغضب عندما وجدها تتعانق مع شاب غريب لا يعرفه؟
...........
مرت الأيام سريعاً على كلا منهم
سامر لم يستطع التحدث مع حنين إلى الآن فهي لم تسمح له بالإقتراب منها كما أنها ترفض مكالماته الهاتفية ولكن مع ذلك لم تخبر أحد بما حدث فهي ودت المحافظة على مظهره أمام العائلة أليس هذا الحب أن تحتفظ بالآلم لنفسك ولا تضر من تحب مهما كانت الخلافات بينكم ....فهل هذه الطريقة الصحيحة أم عليها مواجهته والإستماع له؟
وياسمين تتجنب حازم فقد أخذت أجازة من الشركة ولا توافق على الجلوس معه حينما يأتي لمنزلها ...أكل هذا بسبب ما قاله في الإجتماع أم هناك شئ مجهول أرهق قلبها؟
أما همس لم تقص لرامي ما حدث معها فكانت خائفة من أن يفعل شئ يضر به نفسه ولكنها تشعر بالخوف وكأن هناك ما سيحدث يبعدها عنه... فماذا ستفعل حيال مخاوفها؟
أما ملك فلا تخرج من منزلها فقد أثرت بها تلك الحادثة بشكل كبير، ولا تعرف أن ما حدث معها بداية لعشق سيمر بمصاعب عديدة... أستصمد أم تنهار حصونها؟
أما ذلك الطبيب الوسيم فلا يشعر بما يتدبر له ولا يعلم أن ما سيحدث سيكتب النهاية بينه وبين محبوبته... فهل سيستسلمون؟
ومن الغريب الذي سيقتحم حياة حور فيجعل من أحلام عبد الرحمن كوابيسا؟
أما ذلك العاشق بيقف الآن بغرفته ممسكا بقميصه الذي كانت ترتديه اليوم السابق يستنشق عبيرها بعيون دامعة فها هي إختفت من حياته مثلما كان يريد
عمر لنفسه :
ياتري إنتي فين يا شهد....؟
كانت تحلم مثل كل فتاه بأن ترتدي الفستان الأبيض وتزف إلى حبيبها ملكة متوجة، ولكن هاهي أمانيها تحطم مثل قطعة الزخرف....
لا تستطيع أن تصدق ما حدث لها فهذا أسوأ شئ قد يحدث للفتاه حتى أنه أسوأ من الموت
إغتصاب
يالها من كلمة تدمر خلايا أوردتك فى أقل من دقيقة، كلمة تذيب الدماء في أوعيتك وفي ذات الوقت تثلجها
نائمة هي على سرير ليس بسريرها وحجرة ليست بحجرتها تشعر بالألم فى أنحاء جسدها تشعر بالدوار، لم تستطيع فتح عيناها من أول محاولة
بعد عدة محاولات فتحت عيناها فشهقت بفزع عند تذكرها ما مرت به
فلاش باك /
كانت عائدة من الكلية فمرت بأحد الشوارع الذي تسلكه مشيا علي الأقدام محبا في رياضي المشي على الأقدام فهي تشجع كثيرا الرياضة
أحست بأحد يتبعها فوقفت لتنظر خلفها بخوف فلم تجد أحد وما إن عادت بنظرها مرة أخرى حتى شعرت بأحد يضع فوق فمها وأنفها منديلا لتفقد وعيها بعد لحظات
لتفيق بعدها فتجد نفسها مقيدة بسرير ولا تستطيع الحركة أو الصراخ فيوجد علي فمها شريط لاصق
ليدلف بعدها ذلك المغتصب
مهند :
أهلا بست الحسن والجمال، تؤ لسه مبقتيش ست بس علي ايدي
لم تتمالك همس نفسها عندما فهمت مقصده وأخذت تتحرك بهستيرية وتحاول فك نفسها
مهند وهو يقترب منها ويقوم بفك أزرار قميصه:
مالك إوعي تكوني خايفة مني، أنا هبسطك على الآخر
ثم جثي فوقها ومزق ملابسها إلا أن ظهر جسدها كاملا أمامه، كانت تتوسله بعيناها المغطاه بالدموع ولكن هيهات لقلب فقد الرحمة فشرع في تناول جسدها برغبة متوحشة ناسيا أن ما يفعله من كبائر الفواحش
بقلم رانوش
باااااك/
تبكي بحرقة ولا تستطيع تخليص ذاتها من تلك القيود لتسمع باب الحجرة التي تمكث بها يفتح لتحاول الصراخ ولكن دون جدوى
تحجرت قداماه بعد دلوفه تلك الغرفة في شقة عرف أنها تؤجر مفروش، تعجب في بادئ الأمر عندما جاءته رسالة تحثه التوجه لتلك الشقة لأمر هام ولكن دب في قلبه الرعب عندما قرأ إسم همس في آخر الرسالة
أخفض بصره سريعا وهبطت دموعه بقهر عندما وجدت جرداء من الملابس أو أي شئ يستر عورتها ومقيدة فهم من حالتها وإنهيارها ما حدث لها
إنهار أرضا يبكي بوجع كطفل صغير على ما حل لإبنة خاله
ياسين ببكاء:
مقدرتش أحميكي أنا آسف وظل يبكي وهي تبكي بحرقة وكسر فحالها الآن أشبه بالموت بل أمر منه
فاق بعد مدة من صدمته رأي إحدى المفروشات أرضا فأخذها وعينه لم ترفع من الأرض وهو مازال على بكاؤه ليضعها فوق جسدها العاري ثم بعد ذلك توجه للقيود وبدأ بتحريرها ثم أزال الشريط الاصق من على شفتيها لتصرخ بوجع وآلم وحرقة ما مرت به، أخذت تصرخ وتضرب نفسها وتنتفض من مكانها فما كان منه سوي جذبها لأحضانه يحاول السيطرة على إنفعالاتها أخذت تصربه وتقاوم إحتضانه إلا أن ذهبت في عالم آخر
..................
كانت حور تجلس بغرفتها تفكر بما حدث لكي ينقطع عنها بذلك الشكل، وكانت تريد مفاتحة والدتها بخصوص سمير ولكن لا تعرف ما هي ردة فعلها
سارة :
مالك يا حور بقالي خمس دقايق واقفة بكلمك وإنتي ولا هنا بتفكري في ايه
حور:
ولا حاجه يا ماما، سرحت بس شوية
سارة بمكر :
عموما إل واخد عقلك تحت مستنيكي
حور بتعجب :
عبد الرحمن تحت
سارة بضحك :
اه ياختي تحت إنزلي
نزلت وهي متعجبة فهو لم يحادثها منذ فترة والآن يأتي أيضا دون إعلامها
وائل:
تعالي يا حور عبد الرحمن عاوز يتكلم معاكي
عبد الرحمن ياريت حضرتك تبقى موجود، تعجب وائل ولكنه جلس ليسمع ماذا يريد
عبد الرحمن :
أنا آسف على الكلام إل هقوله بس بقالي كذا يوم محتار فقولت لازم أجي وأتكلم معاكي وطلبت من باباكي يكون موجود علشان يشهد على كلامنا
من فترة طلبت منك نخرج نختار الشبكة فاكرة قولتي ايه
حور بتوتر:
اه قولتلك نأجلها علسان تعبانة ومش قادرة أخرج
عبد الرحمن:
لما قولتيلي كده قلقت عليكي وجيت علشان أشوفك بس إتفاجئت بيكي خارجة بعربيتك وبتسوقي بسرعة قلقي زاد كلمتك على الموبايل كتير وإنتي قفلتيه قلقت اكتر وفضلت ماشي وراكي لغاية ما شوفتك روحتي المطار ولسه هقرب منك أكلمك...
حور بشهقة بعد أن فهمت أنه رأها وهي تحتضن سمير:
لأ إنت فاهم غلط صدقني
الفصل /الواحد والعشرون
عبد الرحمن :
إيه إل أفهمه غلط لما أقلاقي خطيبتي حبيبتي بتحضن رجل تاني غريب عنها في وسط الشارع
وائل بحدة:
إيه إل بسمعه ده
حور بدموع:
والله فاهمين غلط
وائل:
عملتي كده ولا لأ؟
لتومأله بالإيجاب
وائل بصدمة:
انا مش مصدق، إزاي إنتي تعملي كده
حور من وسط بكاؤها:
ده سمير.. خالو سمير
وائل :
خالو سمير مين؟ إنتي إتهبلتي
حور:
والله العظيم دي الحقيقة، أنا بقالي سنين على تواصل مع جدو بس من وراكم لاني عارفة إن ماما كانت على خلاف مع تيته قبل وفاتها، بس في يوم لقيت جدو بيكلمني قبل ما يموت بأربعة أيام وقالي إني لازم أسافر مع ماما بأي شكل بس طبعا من غير ما تعرف إننا على تواصل من زمان وفعلا سافرت معاها علشان تزوره، وفي مرة وإحنا لوحدنا قالي إنه كان إتجوز على تيته بس جوازه لغاية وقتها كان في السر وإنه خلف من الست إل إتجوزها ولد إسمه سمير وهو أكبر مني بسنتين، وطلب مني أتعرف عليه وإن بعد موته أعرفه بماما وخليها تسامح جدو، وفعلا إتقابلنا هناك كام مرة وكنا قريبين من بعض جدا، بعد وفاة جدو طلبت منه إنه ينزل مصر علشان يتعرف على ماما بس هو كان خايف رد فعلها وخاف على أحاسيسها
لغاية ما كلمني اليوم إل شوفتنا فيه، فعلا أنا كنت تعبانة ومش هخرج بس لما كلمني مصدقتش نفسي
روحتيله المطار وبعدبن وصلته للفندق
وائل:
إنتي غلطتي إنك خبيتي علينا كل المدة دي، كان لازم تقولي لمامتك علشان على الأقل تتهيأ نفسيا إن ليها أخ
وكمان غلطتي لما خبيتي عن عبد الرحمن خروجك، طبعا مش لازم تستأذنيه طول ما إنتي في بيتي ولسه كمان مكتبتوش الكتاب بس زوقيا وإحتراما ليه كان لازم تعرفيه ومتسيبيهش خايف وقلقان عليكي
حور بدموع :
وهو كمان المفروض لما شافني سألني وواجهني ميتهربش مني طول المدة إل فاتت ويعيش في شكه فيا
عبد الرحمن :
عندك حق في النقطة دي، بس أنا كنت محتار قلبي بيقولي في حاجة غلط وإنتي مستحيل تعملي كده وعقلي بيقولي إنت شايفها بعنيك وسامعها بودنك
سارة بعد أن ظهرت لهم تمسح دمعاتها فهي قد إستمعت لحديثهم أثناء جلب المشروبات لهم :
وإل تستفادوه من الموقف ده إن لازم يبقى فيه ثقة متناهية بينكم وإنكم متخبوش عن بعض أي شئ لازم تبقوا روح وفكر واحد
............
منذ دخوله كلية الشرطة لم يشعر بالعجز كهذه الأيام فمنذ هروبها من المنزل لم يرها وليست الأوامر تخصها هي فهي ليست سوي درجة سلم من أجل الوصول لرؤساء تلك العصابة ولكن أختفي بعد أن أصبحت زوجته
فلاش باك/
عمر:
أنا حاسس ان الثقة بينا مش تمام، ولازم نقويها إحنا مصلحتنا واحدة
عاطف :
شعور متبادل، أحيانا بحس إنك واثق فيا وأحيان تانية بشوف منك العكس وده مخليني انا كمان ثقتي فيك ضعيفة
عمر :
ولو في حل لزيادة الثقة ما بينا وزيادة الثقة ياعنى زيادة الشغل وزيادة الشغل ياعنى زيادة الفلوس
إلتمعت أعين عاطف بطمع:
وأنا جاهز لأي حاجه مادام فيها فلوس
عمر:
تجوزني شهد
عاطف بتوتر:
شهد.... بس شهد مخطوبة لجابر
عمر :
جابر الصبي بتاعك إل شغال بأوامرك ولا أنا، تخيل لو حطينا إيدنا في إيد بعض ممكن نوصل لإيه
عاطف وقد بدي عليه التفكير قليلا:
موافق
عمر :
زي ما بيقولوا كده خير البر عاجله، ابعت هات المأذون
وبالفعل حضر المأذون وشرع بكتب الكتاب وصعد عاطف وأخذ موافقتها تحت التهديد
وتم الزواج ولم يرى أحد منهم ذلك الذي تسلل لغرفتها
بقلم رانوش
كانت جالسة تفرك يدها ببعضها من الخوف فهاهي قد تزوجته تزوجت من شعرت برجولته تطغى عن أي رجل آخر، تزوجت أوسم رجل رأته في حياتها، تزوجت الرجل الوحيد الذي شعرت بالآمان في وجوده والتوتر بقربه، ولكن كل هذا لا ينكر أنه مثله كجابر وعاطف وغيرهم من الخارجين عن القانون
فتح الباب على مصرعيه فإنتفضت تراه يقف بعيون مشتعلة من الغضب والرغبة خافت كثيرا حاولت الصراخ ولكن يده كانت أسرع منها لتمنعها وهو يجذبها بعنف في إتجاه السرير
إستطاع تمزيق الجزء العلوي من ملابسها تحت مقاومتها الضعيفة استطاعت أن تحرر يدها اليسرى أثناء تقبيله لعنقها لتمسك بكوب الماء الموضوع فوق الكوميدينو لتهبط به على رأسه، لم يتحرك من مكانه ولكن المفاجئة جعلته يحرر فمها لتطلق صرخك مدوية سمعها من في البيت، هرول عمر ومعه عاطف لحجرتها وفتح الباب بسرعة البرق ليجد هذا المجرم يحاول إغتصابها وهي تقاومه بكامل قواها
عمر بعد أن إتجه له يكيل له الضربات:
إنت يومك إسود يابن.......، وظل يضرب فيه بادله عدة ضربات ولكن عمر تفوق عليه ليبعده عاطف
عاطف:
هيموت في إيدك خلاص سيبه
عمر:
يموت علشان قبل ما كان يمد إيده على مراتي يحسبها صح
أبعده عاطف وبعض الرجال واخذوه إلي الأسفل
بينما عمر أغلق الباب خلفهم وتوجه لتلك التي مازالت تضم نفسها بملابسها الممزقة تبكي بفزع
شعور بالوجع إجتاح قلبه لايدري شفقة عليها أم غضب لأنها زوجته أم غيرة لان رجل غيره حاول لمسها أم كل هذا معا
لم يشعر بنفسه إلا وهي بأحضانه بعد أن إتجه لها يجذبها لأحضانه، إنتفضت في بادئ الأمر ولكن مالبثت أن هدأت ثورة بكاؤها بإحتوائه، قام بإبعادها قليلا وأزال أثر دموعها ثم قام بنزع قميصه وإلباسها إياه ونهض ليرحل ولكن قبضة يدها الممسكة بخاصته منعتها
شهد برجاء:
خليك معايا
عمر وهو يبتلع ما بجوفه بصعوبة فهو أراد الذهاب لشعوره بالرغبة في قربها وهذا ليس من ضمن خطة عمله:
إنتي لازم ترتاحي
شهد بدموع وهي تجذبه لها:
مش هطمن غير وإنت معايا... متسيبنيش
لم يحتمل ليجذبها لأحضانه ويستلقي على ظهره ويجذبها لصدره
ممسدا على شعرها وظهرها فشعر بقشعريرة تسري بداخله كما شعر برجفة جسدها ولكن ليست رجفة خوف وإنما رجفة محببة لقلبه
نهر نفسه لذلك التفكير فهو يجب أن يبتعد عنها فكان مطلوب منه زواجهارفقط وليس بالضرورة إتمام الزواج، فاق من شروده على ملمس شفتيها
شعرت هي أن يده توقفت عن التمسيد فوق ظهرها فرفعت عيناها له لتجده شارد الذهن تأملته قليلا وشعرت بتلك الدقات وذلك الشعور المحبب لنفسها يتراقص داخلها لتقوم بتقبيله بجانب شفتيه
عمر:
بتعملى ايه؟
شهد بحرج:
آسفة لو ضايقتك
عمر:
عملتي كده ليه؟
شهد:
حسيت اني عاوزة أعمل كده
عمر:
إنتي عقلك مشوش دلوقتي، هسيبك ترتاحي
شهد:
خليك..... محتجالك
إنهارت حصونه أمامها ليجذبها ويلصقها بأحضانه ويلثم فاهها بقبلة تعبر عن إضطراب مشاعره فهو يريدها وفي ذات الوقت يريد إبعادها فهو إن تقدم بعلاقته معها لن يستطع تركها، ولكن هيهات فدقات القلب أعلنت التمرد على العقل
..................
بعد بحث مضني عن عمل وجد أخيرا ضالته بالمشفي التخصصي لعلاج الأطفال، تقدم للوظيفة وليس عليه الآن سوي مقابلة مسؤلي التعيين
طرق الباب ودخل بعد أن سمح له بذلك
وليد:
إتفصل يا دكتور عرفني بنفسك
مصطفي:
دكتور مصطفي أخصائي جراحة قلب، كنت الأول على الدفعة، محالفنيش الحظ إني أشتغل سواء معيد أو في مستشفي
ملك بعد فتحت الباب ودخلت دون الإنتباه أنه ليس وحيدا:
وليد كنت عاوزاك......
أنا آسفة قالولي إنك محدش هنا غيرك
وليد:
تعالي يا ملك مافيش مشكلة ده دكتور من المتقدمين لقسم القلب
ملك :
أهلا وسهلا بح...
إنت!!!
مصطفى وقد تذكرها :
أهلا بيكي
وليد:
إنتي تعرفيه يا ملك؟
ملك وقد سيطر عليها البكاء إثر تذكرها لما حدث :
أنا متشكرة... ملحقتش أشكرك، عمو ياريت تقبل توظفه أنا واثقة إنه دكتور شاطر
قالت جملتها المصاحبة لدموعها وجاءت لتخرج فإصطدمت بأحمد لتنهار بأحضانه باكية
أحمد بزعر:
ملك حبيبتي مالك، في إيه مالها ياوليد؟
وليد:
معرفش فجأة دخلت ولما شافت دكتور مصطغي فضلت تشكر فيه وإترجتني أقبل أوظفه وبعدين بقت بالحالة دي، إنت تعرفها يا دكتور مصطفى؟
أحمد:
إنت إل أنقذتها يومها
مصطفي:
أيوة يا فندم بس آسف مقدرش أقبل وظيفة مش بناء علي قدرتي ومهارتي
أحمد:
أنا متشكر جدا ليك، أما بالنسبة للوظيفة فواحد زيك لماح وذكي ودقيق في تصرفاته هيكون ناجح ومكسب للأطفال المريضه
وليد:
طب فهموني ملك مالها
ملك وهي تمسح دموعها بكفها كالأطفال:
مافيش يا وليد بس انا كنت مضايقة شوية
تفهم وليد أنها لاتريد البوح بما يزعجها ولكنه يثق بها وبقراراتها لذا وافق على تعيين مصطفى بالمشفي
...............
أما عن سامر فقد جن جنونه بتهربها منه لذا خطرت بباله فكرة مجنونة وشرع بتنفيذها
تراجع بعض الملفات الخاصة بالعمل فهي منذ ذلك اليوم وهي تعمل بالمنزل، شعرت بحركة غير طبيعية بإتجاه نافذة حجرتها فذهبت لإستطلاع الأمر وما إن فتحت النافذة حتى شهقت بخضة مما تراه
كان سامر قد تسلق شجرة الليمون التي تقع أمام نافذتها كان يود قول الكثير ولكن رؤيتها بهذا الشكل الجميل المغري أخرسه
حنين :
بتعمل ايه هنا... إنت إتجننت مش خايف تقع
سامر:
وحشتيني
حنين بحدة تخفي بها خجلها:
إمشي من هنا، عيب إل بتعمله ده
سامر:
وإنتي مش عيب تبعدي عني كل ده ومتدليش فرصة أشرحلك إل حصل
حنين بدموع فقد تذكرت رؤيته مع سكرتيرته :
مش عاوزة أسمع حاجه
سامر بحزن :
بلاش تسمعي، خدي الفلاشة دي وإنتي تعرفي إني مظلوم، أنا محبيتش ولا هحب غيرك يا حنين قلبي
سلمها الفلاشة التي تحتوي على مقاطع الكاميرا السرية للمكتب ورحل مثلما صعد، أما هي فقد ترددت في رؤيتها ثم حسمت الأمر، وما إن إنتهت منها حتى ظلت تقفز مثل الأطفال لبراءة حبيبها، وأمسكت هاتفها للإتصال به
سامر:
عرفتي إني مظلوم
حنين :
تؤ كان المفروض رد فعلك كان أسرع يا أستاذ
سامر :
إنتي متصلة علشان تقولي كده
حنين :
تؤ برده، أنا متصلة علشان أقولك إني عرفت إن مش كل حاجة نسمعها نصدقها وكل حاجه نشوفها تبقى الحقيقة، ساعات إل نسمعه يبقى نص الكلام وإل بنشوفه يبقى إتجاه واحد
لازم نسمع ونشوف الحقيقة كاملة بكل إتجاهتها ونصدق نفسنا لو إجتمع العقل مع القلب، وعلشان أقولك إني بحبك وسلمتك قلبي وأنا واثقة إنك مش هتجرحه
سامر:
وأنا أوعدك مسمحش لحد يأثر على حياتنا وأبعد عن أي حاجة ممكن تتسبب في وجعك
حنين :
ربنا يخليك ليا
سامر:
ويخليكي ليا ياقلبي
بتلات زهور متعددة الألوان تملأ الحجرة بطريقة تخطف الأنفس وبالمنتصف طاولة موضوع فوقها مجموعة من الصور محاطة بالشموع وباقة من الأزهار الملونة
بعد تناولهم العشاء بالأسفل/
أحمد:
بسمة في المكتب فستان ياريت تدخلي تلبسيه
بسمة بتعجب:
فستان.. وفي المكتب
أحمد:
حبيبتي إسمعي الكلام
بسمة :
حاضر
وبالفعل توجهت للمكتب ووجدت الفستان ومعه حذاء وورقة بخط يده
(حبيبتي... حبيبة عمري... يا من دخلتي لحياتي لإنارتها... أنتي أعظم مشروع لشركتي نعم أعتبرك مشروعا فلولا عملك داخل شركتي ما كنت لأنجح وأكون أحمد رجل الأعمال الشهير لأن ببساطة لو لم تكوني أنتي بحياتي ما كنت سأكون الآن.... أنتي بسمتي... بسمتي وحدي... بسمتك تعطي لحياتي معني فسعادتك هي هدفي في الحياة... أحب أبنائي لأنهم قطع منك... أحب ملك كثيرا لأنها السبب في قربنا ببعض... آسف.. آسف حبيبتي على ذالك الجرح... آسف لتذكيري لكي به.... آسف لتقصيري في حقك... وآسف لأني أناني أطالب الله في دعائي أن يطيل بعمرك ولا أعيش يوم وفاتك لأني سأموت ألف مرة باللحظة... آسف لأني أعلم أنكي تبكين الآن... أحبك يا أحلى ما في حياتي)
خرجت من المكتب بعيون دامعة متأثرة بكلماته تبحث عنه فلم تجده صعدت لأعلي لتنبهر بمظهر الحجرة وهاهو يغدق عليها من السعادة دون مكيال
جلست أمام الطاولة تشاهد بحب الصور الموضوعة عليها فكانت صور لها من كاميرات مراقبة الشركة أول يوم يراها في المصعد.. وصورة لها داخل مكتبه يوم ما أخبرها بعرضه.. وأخرى أثناء تقبيله لها أول مره بعد زواجهم ومجموعة الصور التي تجمعهم بالشاليه... وأخرى يوم زفافهم وصور لهم في الأجازات.. وأخرى وهي تحمل بأحشائها التوأم وأخر مجموعة صور تجمعهم بأولادهم في مختلف الأعمار
همس بجانب أحد أذنها من الخلف :
دي حقيقة حياتي معاكي.،سعد وفرح يمكن بدأت بوجع لكن حبنا إنتصر، بحبك وهفضل لأخر نفس فيا أحبك
ثم أعطاها باقة الورود وهو يلمس كل وردة بيديه
أحمد:
الوردة البيضا لون قلبك الصافي النقي إل ميعرفش يزعل من حد
الوردة الحمرا لون خدودك لما تتكسفي وتبقى أطعم من التفاح والفراولة
الوردة البينك لون شفايفك إل أشهى من الكرز
الوردة زرقا لون ضحكتك إل بتملا الدنيا بهجة نقية
الوردة السودا لون عيونك إل بيخطفوني من الدنيا وما فيها وبقيت أسيرهم مدي العمر
بسمة بدموع وضحكة في نفس الوقت :
بحبك... بحبك.. بحبك.... ثم إحتضنته بعمق تستنسق رائحته بتملك ويبادلها التملك لعطرها ويغوصان معا بعيدا عن الواقع
الفصل /الثاني والعشرون والأخير
حالة فزع بين العاملين بسبب غضبه المخيف، فبعد خسارة المشروع علم من شخص قريب له داخل ذلك المشروع أن أحد العاملين بشركته أخرج صور الرسومات الخاصة بالمشروع الذي نفذته شركته للمنافسين
حازم للسكرتير:
كل مهندسي الشركة يكونوا قدامي
وبالفعل جاء كل مهندسي الشركة وكان عددهم ثمان وكل واحد منهم كان مسؤل عن رسم جزء من ذاك المخطط وبالطبع كانت هي من بينهم
حازم:
ممكن أفهم إل حصل ده حصل إزاي؟
أحمد:
إحنا حضرتك خلصنا الجزء الأولاني من المشروع بعد كده سلمناه لمكتب بشمهندس معتز ياعني لو حبينا نخرجه أكيد هيبقى ناقص وبكده يبقى خرج من عندهم
معتز:
مستحيل طبعا، إحنا إستلمنا المشروع وبدأ كل واحد في رسم المخطط بتاعه بالدور
حازم:
مين آخر واحد إستلم المشروع
سعد بتردد:
البشمهندسة ياسمين
إنقبض قلبه عندما نظر لها وجدها تبكي وتضع يدها تمنع شهقاتها من الخروج وجسدها يرتجف
إتجه لها ليجذبها لأحضانه لتتعالي شهقاتها تزامنا مع همسات من بالمكتب
حازم:
هشششش خلاص إهدي
ياسمين ببكاء:
والله ما عملت حاجه
حازم :
إنتي متخيلة يا ياسمينا إني هشك فيكي أو أصدق إنك إنت السبب
ياسمين بعد أن إبتعدت بخجل:
بس الشركة خسرت كتير
حازم :
فداكي... وبعدين إنتي إل قولتي أهو الشركة خسرت كتير ياعني انا خسرت كتير في واحدة هتخسر جوزها برده
عضت على شفتها السفلي بخجل وهي تهز رأسها بالنفي
بينما باقي الحصور مصدوم من تصريحه بأنه زوجها
أما هي فقد عادت بذاكرتها
قبل يوم/
بعدها عنه بعد ما حدث في الإجتماع أثار حنقه وود أن يختطفها بعيدة عن أعين الجميع، فذهب لوالده ووجد عمه يجلس معه
حازم :
حلو ده كويس أوي إنكم مع بعض هتوفروا عليا الوقت
إيهاب :
خير يابني في إيه؟
حازم:
في إني خلاص مش مستحمل ولازم أتجوز ياسمين إنهاردة قبل بكرة
أحمد بضحكة:
هي بنتي مجنناك أوي كده
حازم بغيظ:
مجنناني بس أنا بقيت بكلم نفسي بشد في شعري من تصرفاتها مش عارف هي عاوزة إيه بالظبط
إيهاب بضحك:
بقولك إيه يا أحمد الواد الحيلة ياخويا جوزوا البت بدل ما يحصله حاجة
أحمد:
هجوزهالك يابني ما أنا عارف شعورك دلوقتي ياعني هي هتجيبه من بره
ليضحكوا عليه
ثم توجه إيهاب لإحضار المأذون وذهب أحمد لإخبارها وإتصل حازم بالشباب وباقي العائلة
تجمع الكل متعجب من هذه الحدث
رامي وهو ينظر لهمس التي ذبلت كثيرا منذ عدة أيام، فهي دائما حزينة تبكي ما حدث لها تنعي قلبها، وجلس ياسين بجوارها يتبادلان النظرات فيما بينهم يشعر أن هناك سرا بينهم :
إنسي يا حازم إنك تعملها لوحدك
سامر مؤيدا :
أيوة بالظبط كده
عبد الرحمن مازحا:
يانعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل
وائل:
هههههه العيال واقعة واقعة ياعني
عماد:
خلاص وعلى إيه بدل ما يعملوا مظاهرات نكتب كتابهم كلهم مرة واحدة دلوقتي ونبقى نحتفل وهما بيلبسوهم الشبكة
الشباب معا :
تحبوا مين عمدة وحبيبكم مين عمدة
عماد بطريقة مسرحية:
دعونا نعمل في صمت
جاء المأذون وبدأ بكتب كتاب كل ثنائي
حازم وياسمين.... سامر وحنين.... عبد الرحمن وحور
ياسين :
خالو أنا بطلب منك إيد همس
شهقة فزع صدرت من جميع الفتيات بينما هي زاد بكاؤها
أحمد:
إنت بتقول إيه؟
ياسين:
زي ما إنتوا سامعين،أنا عاوز أتجوز همس
لم تستطع الصمود زاد نحيبها وبكاؤها لتنهض سريعا وهي تنظر له معاتبة أهذا وعده لها
فلاش باك /
في حفل تخرج ياسين /
كانت هي سعيدة بأضعاف العائلة كلها فاليوم قد إنتهي من كليته وإقترب خطوة منها
بعد إنتهاء الحفل وذهابهم لتناول وجبة الغداء
ياسين :
عمو وليد تسمحلي أخد ريتاج عشر دقايق
ليسمح لهم وليد فهو يثق به والأهم أنه يثق في إبنته
ياسين :
ريتاج بصيلي مش هتفضلي باصة في الأرض
لترفع عيناها له
ياسين بتلقائية :
بحبك.. بحب عيونك. وشفايفك... بحب صوتك وشقاوتك... بحب كل حاجه فيكي
ريتاج بخجل :
وأنا كمان
ياسين :
وإنتي كمان إيه؟
ريتاج بخجل وتوتر:
بح.. بحبك
ياسين :
تعرفي ده أسعد يوم في حياتي، حققت هدفين خلصت كلية الطب إل كنت بتمناها، وسمعت منك الكلمة إل كان نفسي أسمعها من زمان، عقبال الأمنية التالتة
ريتاج :
إيه هي؟
ياسين :
إنك تبقى في حضني.. تبقى مراتي حبيبتي
ريتاج :
توعدني مافيش واحدة غيري تبقى في حضنك
ياسين بحب:
أوعدك مافيش واحدة تنكتب على إسمي وتبقى مراتي حبيبتي وتمتلك حضني وكل ما فيا غيرك
باااااك
وليد :
تقصد إيه بال عملته ده
لم يرد عليه ليس تجاهلا وإنما لتلقيه صفعة من رامي جعلت شفته تنزف
همس بصراخ :
سيبه
رحمة :
همس!!
رامي :
أفهم من كدة إنك موافقاه على كلامه
أومأت له بالإيجاب فهذا هو الإتفاق بينهم بعد إن وعدها بأن لا يعلم أحد بما مرت به، عرض عليها بأنهم سيتزوجون فترة ثم ينفصلان لكي تعود لحياتها الطبيعية
عماد:
هو لعب عيال
رامي:
كدابة، لو إنتي عاوزاه ليه دموعك دي، لو إنتي مش بتحبيني إزاي شايف الحب في نظرتك ليا
زاد بكاؤها وعلت شهقاتها
ياسين ببكاء:
خدها في حضنك وإوعي تسيبها
لم يفهم رامي
لم يعلم ماذا يفعل نظر لوالده ووالدها يستمد منهم العون ولكن جاءته الإعانة بصوت نحيبها الذي مزق قلبه ليجذبها لأحضانه يريد إقحامها بداخله
رامي:
إهدي خلاص انا جمبك ومش هسيبك مهما حصل
همس ببكاء:
والله بح.... بك إن. ت.. ولا... إتم... نيت... زو.. ج... غي.... رك
رامي :
عارف يا حبيبتي بس إهدي، إهدي وطمني قلبي عليكي
ياسين :
خدها من هنا يا رامي
رامي:
مش قبل ما تبقى مراتي
همس :
لازم نتكلم الأول
رامي بعيون شديدة الإحمرار من الغضب ولكنه حاول جاهدا أن يهدأ من نفسه :
أنا مش غبي يا همس ومافيش غير حاجه واحدة إل توصلك للحالة دي، وأنا بحبك وعاوزك مراتي
شهقت رحمة بفزع :
بنتي
عماد بعد أن جلس بقلة حيلة:
قولوا إن إل فهمتوا مش صح
الجميع كان يبكي في صمت
رامي :
يالا ندخل يا همستي المأذون بيستنانا
وبالفعل تم عقد قرانهم وحالة من الحزن والوجع سيطرت على الجميع
بالأعلى /
كانت ماتزال تبكي ولا تعلم ما حدث
ياسين:
هتفضلي تعيطي كتير
ريتاج بفزع :
إنت إيه إل جابك
وليد بحزن :
إمضي يابنتي علشان الجواز يتم
ريتاج بصدمة:
بعد إل قاله تحت
وليد:
إمضي وهو يفهمك عمل كده ليه
وبالفعل إنصاعت لكلام والدها ولدقات قلبها
بعد خروج وليد تفاجأت به يحتضنها
ياسين :
خبيني جواكي يا ريتاج تعبان أوي
ريتاح بهلع وهي تشدد من إحتضانه:
مالك يا قلب ريتاج؟
ياسين :
تعبان أوي، خفت أخسرك مع كنت عارف إني هخسرك لو عملت كده
ريتاج :
إهدي يا حبيبي وأقعد إحكيلي
بااااااك
أفاقت من ذكريات ما حدث على صوته
حازم :
ياسمينا... ياسمين إنتي سرحتي في إيه
نظرت حولها بتعجب متى ذهب الجميع
ياسمين :
ولا حاجه بس مستغربة إننا إتجوزنا
حازم وهو يقربها منه :
قولي بقى إنك مش مصدقة
ياسمين ببراءة :
اه والله فعلا دا انا كنت متغاظة منك بشكل ومكنتش ناوية أصالحك
حازم:
ههههههه، ليه كده
ياسمين بعيون دامعة :
ياعنى مش عارف ليه
حازم وهو يجذبها لأحضانه:
آسف عارف إني إتعصبت عليكي يومها، بس كنت هتجنن والواد ده بيقولك ياسمينا، إنتي باسمينتي أنا محدش يناديكي بالإسم ده غيري
ياسمين:
حسستني إنك مش واثق فيا
حازم بحدة طفيفة :
إوعي.. إوعي تنطقي الكلمة دي في حياتك، أنا بثق فيكي أكتر من نفسي... إنتي حب عمري وفي نفس الرقت بنت عمري يا يايسمينتي
ياسمين:
على فكرة بقى إنت زعقت فيا علشان أركز بس أنا كنت مركزة فيك إنت، كانت أول مرة أشوفك بتشتغل فيها
حازم بعد أن أبعد وجهها قليلا عن أحضانه :
علشان كده إتعصبت لأني حسيت إني هفقد السيطرة على نفسي وأنا شايفك بتبصيلي كده، ثم دنا منها... تسمحيلي، أومأت له بالإيجاب... فعانق شفتيها بخاصته يصك ملكيته له وله وحده
........
تبكي بحرقة على ما أصاب إبنتنا، كيف لصغيرتها أن تعيش هذا الألم
عماد:
رحمة حبيبتي مش هتقومي تشوفي همس
رحمة ببكاء:
مش قادرة يا عماد قلبي وجعني أوي، إزاي قدرت تعيش اللحظات دي إزاي إتحملت الوجع ده لوحدها ومتشاركناش فيه
عماد:
كان نفسي أقتل الشيطان ده بإيدي، ربنا يكرمه ياسين خلص الموضوع من غير ما حد يعرف، بصراحة انا راضي علي إل عمله
رحمة:
هو عمل في الواد ده إيه؟
عماد :
كسرله إيده ورجله وضلعين في صدره ده غير إن إتسببله في عاهة مش هيقدر يخلف، طبعا ده غير إنه إتفصل من الكلية
رحمة :
الحمد لله... ربنا ينتقم منه
عماد:
طيب قومي شوفي همس
رحمة :
هي مش هتبقي محتاجة حد دلوقتي غيره
عماد :
ربنا يخليهم لبعض
بغرفة همس/
تململت من نومها تشعر بشئ يقيدها لتراه نائما يحتضنها بتملك وخوف وحنان
همس:
رامي
رامي هو مازال يغمض عينيه:
عيون رامي
همس:
إل حصلي هيب.....
رامي مقاطعا:
هيبقى إيه..... إل حصلك ده مالوش أثر علي حياتنا، خلي إيدك في إيدي
همس:
ياعني مش زعلان علشان مش أول، لم تستطع تكملة جملتها
رامي:
ومين قالك إني مش أول رجل يلمسك، أنا الرجل الوحيد في حياتك وأول رجل هيلمسك لأن ببساطة إل حصل مش بإرادتك ولا ليكي ذنب فيه وإن شاء الله هبقي آخر رجل يلمسك
همس:
لو كنت إتجوزت ياسين كنت عملت إيه؟
رامي بتنهيدة:
مكونتيش هتتجوزيه، قلبك مكنش هيطوعك، بس هقولك ولا حاجة كنت هبقي مجروح في الأغلب كنت سافرت ومرجعتش تاني
همس:
مكنتش حابة حد يعرف كنت مدبوحة وموجوعة، فطلبت من ياسين إنه ميقولش لأي حد، وهو وافق بس بشرط يتجوزني فترة وبعد كده ننفصل
رامي ببعض الحدة:
كنت أولي إنك تقوليلي، أنا إل لازم أبقي جمبك، كان لازم أخد حقك بإيدي، إنتي حسستيني إني ضعيف ومش قد ثقتك، هو إنتي مش شايفاني رجل
همس:
متقولش كده، إنت رجلي الوحيد، بس أنا كنت خايفة من
رامي:
همس خايفة من إيه من رد فعلي إنتي حبيبتي يا همس، لو أنا موقفتش جمبك ومجيبتلكش حقك لو أنا محتوتكيش وأخدتك في حضني
عمري ما كنت هبعد عنك أو أظلمك
إنتي بنتي وحبيبتي، وأنا رجل يا همس رجل ليكي مش عليكي
عارف إن مليكش ذنب وعارف كويس أوي إن شرف البنت مش شوية دم، شرف البنت فأخلاقها وتربيتها مش ذنبك إنك وقعتي في إيد واحد حقير إستقوي عليكي فاهم إن دي رجولة
الإغتصاب أكتر حد بيعاني منه البنت نفسها بتبقي عايشة مدبوحة بتطلع في الروح ومش طايقة جسمها ولو طالت تقطعه علشان تمحي أثر إيدين الحقير إل عمل فيها كده هتعملها
يا همس إل بيثور علي البنت بدل ما يطبطب عليها ويحتويها ميبقاش رجل،تعرفي بيبقي ثاير علشان حس إن حد أخد حقه ياعني منتهي الأنانية، المفروض لما يثور يبقى لحقها ومايتنزلش عن حقها ويبقي عارف إنه حقها هي مش حقه لأنها هي المدبوحة البنت في الحالة دي بتبقي أضعف ما يكون ولازم الرجل يكون قوتها وعزيمتها علشان تكمل حياتها
حبيبتي أنا إيدي هتفضل في إيدك مدي العمر، خليكي واثقة فيا ومهما يحصل معاكي خليني أول إختياراتك وهتلاقيني ان شاء الله خير معين
.............
مرت الأيام الفائتة على عمر ثقال يتعذب بحبه الضائع
أنجز مهمته فقد إستطاع أن يتوصل لجميع أفراد عصابة عاطف حيث قام بتدبير عملية إعتقال جماعي أثناء تسليم الشحنة الوهمية، وقد قتل أيضا جابر الذي حاول الفرار وحاول قتله قبل ذلك
عاد الآن إلي منزله وقد فقد قلبه، بحث عنها في كل مكان ولم يجدها
بسمة بلهفة :
عمر، ياحبيبي وحشتني أوي
عمر وهو يرتمي بأحضانها:
محتاجلك أوي يا ماما
أحمد:
وبالنسبة لبابا
عمر وهو يبادله الإحتضان:
يمكن إنت إل تقولي أتصرف إزاي لأني حاسس إني مخنوق ومتكتف... تعبان أوي
أحمد:
بتحبها أوي كده
عمر بصدمة:
عرفت إزاي؟
أحمد:
لأني مريت بال إنت فيه ده قبل كدة
عمر:
طب قولي أعمل إيه؟
أحمد :
مش محتاج غير إنك تروح لمراتك تاخدها في حضنك وتعترفلها بحبك وتعيشوا متمسكين ببعض
عمر بصدمة:
مراتي... إنت عرفت إزاي؟
أحمد:
إمسك مفتاح؛ شقتك هتروح تلاقي شهد هناك
عمر :
أنا مش فاهم حاجة
بسمة :
روح وهي تفهمك
.........
في حديقة منزلها تجلس ممسكة بصورة تجمعها مع زوجها وأبناؤها
وليد:
الجميل بيعمل إيه؟
لبني:
تعرف يا وليد أنا سعيدة أوي
وليد :
دايما يارب ياحبيبتي، بس مش هتقولي سبب الفرحة إل في عيونك دي
لبني:
ربنا رزقني بأحن زوج في الدنبا وأغدق عليا بنعمه لما رزقني برامي وريتاج، أنا فخورة أوي برامي فرحانة إننا قدرنا نربي رجل زيه
وليد ممسكا يدها يقبلها بحنان :
أنا والولاد إل محظوظين بيكي يا نبضي، إنتي سعادتنا
وإذا كان علي الولاد فطبيعي يطلعوا قلبهم كبير ونضيف زيك
لبني:
بحبك يا وليد بحبك يا أحسن ما حصلي في حياتي
وليد:
ربنا يخليكي ليا يا أحلي لبني في دنيا
.......
في المشفى /
جالسة تتابع عملها غير منتبهة لذلك المترقب لها ولكل حركة منها أو تدعي ذلك، فهي تشعر بنظراته وتحاول تجنبه لأنها لم تتخطي ما حدث معها من قبل ولكن يعتصر قلبها من الآلم لأنها تجاهد للإبتعاد فهو ومنذ ذلك اليوم التي تعرفت عليه أول مرة إحتل تفكيرها ومنذ قدومه للمشفى بدأ ناقوص الخطر بقلبها يدق معلنا تملكه لها، وها هما يشتركان بالعمل في مكتب واحد يتحدثان بما يخص العمل فقط ولكن أعينهما تقول الكثير
دقات علي الباب ودلوف الطارق بعد سماح مصطفي له بذلك
ياسين :
ملوكة
ملك بفرحة وهي تحتضنه:
ياسين حبيبي
بادلها غير واعين لتدفق النيران في قلب من يقف خلفهم بصدمة ولكن كفي
إقترب منهم بعصبيه وأبعدهم عن بعض
مصطفي:
شيل إيدك من عليها، وإنتي بتاع إيه تحضنيه
ملك بخجل :
دا
ياسين بمكر:
واحدة بتحضن حبيبها إنت مالك
لكمة قوية جعلته يترنح كانت نصيبه على تلك الجملة الحمقاء
شهقت ملك بفزع وإتجهت له، بينما مصطفي ينظر لها شرزا وياسين يضحك بتسلية
ياسين :
عاوز أفهم بس إنت إيه إل مضايقك
مصطفي :
لأنها ببساطة حبيبتي أنا ومش هسمح لها تحب حد غيري
نظر ياسين لملك التي كانت تنظر لأسفل بخجل وفرحة في ذات الوقت
ياسين:
الله ياست ملك، وأخيرا شوفتك واقعة
ملك بتذمر :
ياسين الله
ياسين وهو يمد يده ليصافحه:
أنا ياسين الجدواي أخوها والصغير كمان على فكرة
مصطفي بحرج:
أناآسف يظهر فهمت غلط
ياسين:
لولا إني شوفت وحسيت حبك وغيرتك دلوقتى كان هيبقي ليا تصرف تاني لتجرأ، بس أنا مطمن دلوقتي عليها لأن الرجل لما يعترف بحبه قدام أي حد ولما غيرته علي حبيبته تبان من غير ما يحاول يداريها أو ينحرج من مشاعره ده يدل على عمق حبه وإنه هيحافظ عليها
تبادل مصطفي نظرات العشق الممزوجة بالخجل منها
............
كانت تتأفف بضيق ملحوظ يسعد من بجوارها لرؤيتها مازالت تحتفظ بطفولتها المعهودة
إيهاب ببراءة مصطنعة:
مالك بس يا حبيبتي
دنيا بغضب:
ياعني مش عارف، جيت أخدتني من البيت من غير ما تقولي رايحين فين وبقالنا ساعة ونص ماشيين بالعربية وكل ما أسألك متجاوبش ومش بتتكلم معايا خالص المفروض أعمل إيه؟
إيهاب :
المفروض تنزلي لأننا وصلنا
نزلت دنيا معه وكانت عيناها تبعث له نظرات حانقة تحولت لنظرات عاشقة عندما رأت ذلك المبنى الكبير
دار دنيا لرعاية الأيتام
دنيا بدموع :
أنا مش مصدقة
إيهاب:
تعالي إتفرجي عليها من جوة
وبالفعل قاما برؤية الدار وتجهيزاتها وحجرات الأطفال في سعادة وفرح منها لأنها ستحقق حلمها لمساعدة الأطفال الذين حرموا من أهلهم وستكون لهم العون بإذن الله
دنيا:
أنا مبسوطة أوي أوي قالتها وهي تدور حول نفسها بسعادة كالأطفال
إيهاب وهو يجذبها لأحضانه:
وأنا سعيد بفرحتك يا دنيتي
.............
فتح باب الشقة بلهفة فوجدها جالسة تشاهد التلفاز لتقف بلهفة ليست أقل من لهفته
ظلا هكذا بضع دقائق إلي أن تعانقا بإشتياق، تدفن وجها في صدره تختبئ فيه وتتلمسه مثل القطة، أما هو فتعمق بإحتضانها يستنشق عبيرها بعمق وكأنه عاد للحياة من جديد
عمر :
أنا مش فاهم حاجة إنتي هنا إزاي ياعني أنا أدور عليكي في كل مكان وإنتي في شقتي
شهد:
لما صحيت تاني يوم سمعتك وإنت بتتكلم في التليفون مع اللوا وبتقوله إنك مش هطلقني بعد المهمة ما تخلص، فهربت وروحت القسم وطلبت أشوف اللوا ولما عرفوا شخصيتي وافقوا، وحكالي عن المهمة بتاعتك وإنك كنت رافض جوازي في الأولعلشان متظلمنيش ورفضت تاني علشان حسيت بحبك ليا ولما تميت جوازنا إشترطت عليه الحماية ليا، ووصلني لوالدك ووالدتك وهما جابوني هنا،إنت كبرت في نظري أوي يا عمر حسيت برجولتك وحنانك
عمر بعد أن رفعها بأحضانه عن الأرض وأخذ يدور بها :
بحبك بحبك ياشهد عمر
................................
الحب
بالحب نتخطي أي شئ يواجهنا إذا كنا صادقين
الحب يزهر حياة المرأة إذا رزقها الله برجل يعلم واجباته كما يعلم حقوقه
تستطيع المرأة مواجهة أي شئ إذا كان رجلها رجلا وليس ذكرا فهناك فرق كبير بينهم
المرأة عملة بوجهين إما أن تكون ناجحة أو لا
فالمرأة ليست نصف المجتمع فحسب وإنما تقع علي عاتقها مسؤلية النصف الآخر
المرأة من تربي إبنها الذي سيصبح أخ و حبيب وزوج وأب في المستقبل
المرأة في حياة الرجل تستطيع أن تكون أما وأختا وإبنه وصديقة وزوجة وحبيبة..... كل هذا إذا إحتواها الرجل وأحاطها بالإهتمام والرعاية وأسقاها حبا كما يسقي الزهور فالمرأة مثل الزهرة
عليك أيها الرجل أن تعشقها بعمق وصدق
الفصل /الثاني والعشرون والأخير
حالة فزع بين العاملين بسبب غضبه المخيف، فبعد خسارة المشروع علم من شخص قريب له داخل ذلك المشروع أن أحد العاملين بشركته أخرج صور الرسومات الخاصة بالمشروع الذي نفذته شركته للمنافسين
حازم للسكرتير:
كل مهندسي الشركة يكونوا قدامي
وبالفعل جاء كل مهندسي الشركة وكان عددهم ثمان وكل واحد منهم كان مسؤل عن رسم جزء من ذاك المخطط وبالطبع كانت هي من بينهم
حازم:
ممكن أفهم إل حصل ده حصل إزاي؟
أحمد:
إحنا حضرتك خلصنا الجزء الأولاني من المشروع بعد كده سلمناه لمكتب بشمهندس معتز ياعني لو حبينا نخرجه أكيد هيبقى ناقص وبكده يبقى خرج من عندهم
معتز:
مستحيل طبعا، إحنا إستلمنا المشروع وبدأ كل واحد في رسم المخطط بتاعه بالدور
حازم:
مين آخر واحد إستلم المشروع
سعد بتردد:
البشمهندسة ياسمين
إنقبض قلبه عندما نظر لها وجدها تبكي وتضع يدها تمنع شهقاتها من الخروج وجسدها يرتجف
إتجه لها ليجذبها لأحضانه لتتعالي شهقاتها تزامنا مع همسات من بالمكتب
حازم:
هشششش خلاص إهدي
ياسمين ببكاء:
والله ما عملت حاجه
حازم :
إنتي متخيلة يا ياسمينا إني هشك فيكي أو أصدق إنك إنت السبب
ياسمين بعد أن إبتعدت بخجل:
بس الشركة خسرت كتير
حازم :
فداكي... وبعدين إنتي إل قولتي أهو الشركة خسرت كتير ياعني انا خسرت كتير في واحدة هتخسر جوزها برده
عضت على شفتها السفلي بخجل وهي تهز رأسها بالنفي
بينما باقي الحصور مصدوم من تصريحه بأنه زوجها
أما هي فقد عادت بذاكرتها
قبل يوم/
بعدها عنه بعد ما حدث في الإجتماع أثار حنقه وود أن يختطفها بعيدة عن أعين الجميع، فذهب لوالده ووجد عمه يجلس معه
حازم :
حلو ده كويس أوي إنكم مع بعض هتوفروا عليا الوقت
إيهاب :
خير يابني في إيه؟
حازم:
في إني خلاص مش مستحمل ولازم أتجوز ياسمين إنهاردة قبل بكرة
أحمد بضحكة:
هي بنتي مجنناك أوي كده
حازم بغيظ:
مجنناني بس أنا بقيت بكلم نفسي بشد في شعري من تصرفاتها مش عارف هي عاوزة إيه بالظبط
إيهاب بضحك:
بقولك إيه يا أحمد الواد الحيلة ياخويا جوزوا البت بدل ما يحصله حاجة
أحمد:
هجوزهالك يابني ما أنا عارف شعورك دلوقتي ياعني هي هتجيبه من بره
ليضحكوا عليه
ثم توجه إيهاب لإحضار المأذون وذهب أحمد لإخبارها وإتصل حازم بالشباب وباقي العائلة
تجمع الكل متعجب من هذه الحدث
رامي وهو ينظر لهمس التي ذبلت كثيرا منذ عدة أيام، فهي دائما حزينة تبكي ما حدث لها تنعي قلبها، وجلس ياسين بجوارها يتبادلان النظرات فيما بينهم يشعر أن هناك سرا بينهم :
إنسي يا حازم إنك تعملها لوحدك
سامر مؤيدا :
أيوة بالظبط كده
عبد الرحمن مازحا:
يانعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل
وائل:
هههههه العيال واقعة واقعة ياعني
عماد:
خلاص وعلى إيه بدل ما يعملوا مظاهرات نكتب كتابهم كلهم مرة واحدة دلوقتي ونبقى نحتفل وهما بيلبسوهم الشبكة
الشباب معا :
تحبوا مين عمدة وحبيبكم مين عمدة
عماد بطريقة مسرحية:
دعونا نعمل في صمت
جاء المأذون وبدأ بكتب كتاب كل ثنائي
حازم وياسمين.... سامر وحنين.... عبد الرحمن وحور
ياسين :
خالو أنا بطلب منك إيد همس
شهقة فزع صدرت من جميع الفتيات بينما هي زاد بكاؤها
أحمد:
إنت بتقول إيه؟
ياسين:
زي ما إنتوا سامعين،أنا عاوز أتجوز همس
لم تستطع الصمود زاد نحيبها وبكاؤها لتنهض سريعا وهي تنظر له معاتبة أهذا وعده لها
فلاش باك /
في حفل تخرج ياسين /
كانت هي سعيدة بأضعاف العائلة كلها فاليوم قد إنتهي من كليته وإقترب خطوة منها
بعد إنتهاء الحفل وذهابهم لتناول وجبة الغداء
ياسين :
عمو وليد تسمحلي أخد ريتاج عشر دقايق
ليسمح لهم وليد فهو يثق به والأهم أنه يثق في إبنته
ياسين :
ريتاج بصيلي مش هتفضلي باصة في الأرض
لترفع عيناها له
ياسين بتلقائية :
بحبك.. بحب عيونك. وشفايفك... بحب صوتك وشقاوتك... بحب كل حاجه فيكي
ريتاج بخجل :
وأنا كمان
ياسين :
وإنتي كمان إيه؟
ريتاج بخجل وتوتر:
بح.. بحبك
ياسين :
تعرفي ده أسعد يوم في حياتي، حققت هدفين خلصت كلية الطب إل كنت بتمناها، وسمعت منك الكلمة إل كان نفسي أسمعها من زمان، عقبال الأمنية التالتة
ريتاج :
إيه هي؟
ياسين :
إنك تبقى في حضني.. تبقى مراتي حبيبتي
ريتاج :
توعدني مافيش واحدة غيري تبقى في حضنك
ياسين بحب:
أوعدك مافيش واحدة تنكتب على إسمي وتبقى مراتي حبيبتي وتمتلك حضني وكل ما فيا غيرك
باااااك
وليد :
تقصد إيه بال عملته ده
لم يرد عليه ليس تجاهلا وإنما لتلقيه صفعة من رامي جعلت شفته تنزف
همس بصراخ :
سيبه
رحمة :
همس!!
رامي :
أفهم من كدة إنك موافقاه على كلامه
أومأت له بالإيجاب فهذا هو الإتفاق بينهم بعد إن وعدها بأن لا يعلم أحد بما مرت به، عرض عليها بأنهم سيتزوجون فترة ثم ينفصلان لكي تعود لحياتها الطبيعية
عماد:
هو لعب عيال
رامي:
كدابة، لو إنتي عاوزاه ليه دموعك دي، لو إنتي مش بتحبيني إزاي شايف الحب في نظرتك ليا
زاد بكاؤها وعلت شهقاتها
ياسين ببكاء:
خدها في حضنك وإوعي تسيبها
لم يفهم رامي
لم يعلم ماذا يفعل نظر لوالده ووالدها يستمد منهم العون ولكن جاءته الإعانة بصوت نحيبها الذي مزق قلبه ليجذبها لأحضانه يريد إقحامها بداخله
رامي:
إهدي خلاص انا جمبك ومش هسيبك مهما حصل
همس ببكاء:
والله بح.... بك إن. ت.. ولا... إتم... نيت... زو.. ج... غي.... رك
رامي :
عارف يا حبيبتي بس إهدي، إهدي وطمني قلبي عليكي
ياسين :
خدها من هنا يا رامي
رامي:
مش قبل ما تبقى مراتي
همس :
لازم نتكلم الأول
رامي بعيون شديدة الإحمرار من الغضب ولكنه حاول جاهدا أن يهدأ من نفسه :
أنا مش غبي يا همس ومافيش غير حاجه واحدة إل توصلك للحالة دي، وأنا بحبك وعاوزك مراتي
شهقت رحمة بفزع :
بنتي
عماد بعد أن جلس بقلة حيلة:
قولوا إن إل فهمتوا مش صح
الجميع كان يبكي في صمت
رامي :
يالا ندخل يا همستي المأذون بيستنانا
وبالفعل تم عقد قرانهم وحالة من الحزن والوجع سيطرت على الجميع
بالأعلى /
كانت ماتزال تبكي ولا تعلم ما حدث
ياسين:
هتفضلي تعيطي كتير
ريتاج بفزع :
إنت إيه إل جابك
وليد بحزن :
إمضي يابنتي علشان الجواز يتم
ريتاج بصدمة:
بعد إل قاله تحت
وليد:
إمضي وهو يفهمك عمل كده ليه
وبالفعل إنصاعت لكلام والدها ولدقات قلبها
بعد خروج وليد تفاجأت به يحتضنها
ياسين :
خبيني جواكي يا ريتاج تعبان أوي
ريتاح بهلع وهي تشدد من إحتضانه:
مالك يا قلب ريتاج؟
ياسين :
تعبان أوي، خفت أخسرك مع كنت عارف إني هخسرك لو عملت كده
ريتاج :
إهدي يا حبيبي وأقعد إحكيلي
بااااااك
أفاقت من ذكريات ما حدث على صوته
حازم :
ياسمينا... ياسمين إنتي سرحتي في إيه
نظرت حولها بتعجب متى ذهب الجميع
ياسمين :
ولا حاجه بس مستغربة إننا إتجوزنا
حازم وهو يقربها منه :
قولي بقى إنك مش مصدقة
ياسمين ببراءة :
اه والله فعلا دا انا كنت متغاظة منك بشكل ومكنتش ناوية أصالحك
حازم:
ههههههه، ليه كده
ياسمين بعيون دامعة :
ياعنى مش عارف ليه
حازم وهو يجذبها لأحضانه:
آسف عارف إني إتعصبت عليكي يومها، بس كنت هتجنن والواد ده بيقولك ياسمينا، إنتي باسمينتي أنا محدش يناديكي بالإسم ده غيري
ياسمين:
حسستني إنك مش واثق فيا
حازم بحدة طفيفة :
إوعي.. إوعي تنطقي الكلمة دي في حياتك، أنا بثق فيكي أكتر من نفسي... إنتي حب عمري وفي نفس الرقت بنت عمري يا يايسمينتي
ياسمين:
على فكرة بقى إنت زعقت فيا علشان أركز بس أنا كنت مركزة فيك إنت، كانت أول مرة أشوفك بتشتغل فيها
حازم بعد أن أبعد وجهها قليلا عن أحضانه :
علشان كده إتعصبت لأني حسيت إني هفقد السيطرة على نفسي وأنا شايفك بتبصيلي كده، ثم دنا منها... تسمحيلي، أومأت له بالإيجاب... فعانق شفتيها بخاصته يصك ملكيته له وله وحده
........
تبكي بحرقة على ما أصاب إبنتنا، كيف لصغيرتها أن تعيش هذا الألم
عماد:
رحمة حبيبتي مش هتقومي تشوفي همس
رحمة ببكاء:
مش قادرة يا عماد قلبي وجعني أوي، إزاي قدرت تعيش اللحظات دي إزاي إتحملت الوجع ده لوحدها ومتشاركناش فيه
عماد:
كان نفسي أقتل الشيطان ده بإيدي، ربنا يكرمه ياسين خلص الموضوع من غير ما حد يعرف، بصراحة انا راضي علي إل عمله
رحمة:
هو عمل في الواد ده إيه؟
عماد :
كسرله إيده ورجله وضلعين في صدره ده غير إن إتسببله في عاهة مش هيقدر يخلف، طبعا ده غير إنه إتفصل من الكلية
رحمة :
الحمد لله... ربنا ينتقم منه
عماد:
طيب قومي شوفي همس
رحمة :
هي مش هتبقي محتاجة حد دلوقتي غيره
عماد :
ربنا يخليهم لبعض
بغرفة همس/
تململت من نومها تشعر بشئ يقيدها لتراه نائما يحتضنها بتملك وخوف وحنان
همس:
رامي
رامي هو مازال يغمض عينيه:
عيون رامي
همس:
إل حصلي هيب.....
رامي مقاطعا:
هيبقى إيه..... إل حصلك ده مالوش أثر علي حياتنا، خلي إيدك في إيدي
همس:
ياعني مش زعلان علشان مش أول، لم تستطع تكملة جملتها
رامي:
ومين قالك إني مش أول رجل يلمسك، أنا الرجل الوحيد في حياتك وأول رجل هيلمسك لأن ببساطة إل حصل مش بإرادتك ولا ليكي ذنب فيه وإن شاء الله هبقي آخر رجل يلمسك
همس:
لو كنت إتجوزت ياسين كنت عملت إيه؟
رامي بتنهيدة:
مكونتيش هتتجوزيه، قلبك مكنش هيطوعك، بس هقولك ولا حاجة كنت هبقي مجروح في الأغلب كنت سافرت ومرجعتش تاني
همس:
مكنتش حابة حد يعرف كنت مدبوحة وموجوعة، فطلبت من ياسين إنه ميقولش لأي حد، وهو وافق بس بشرط يتجوزني فترة وبعد كده ننفصل
رامي ببعض الحدة:
كنت أولي إنك تقوليلي، أنا إل لازم أبقي جمبك، كان لازم أخد حقك بإيدي، إنتي حسستيني إني ضعيف ومش قد ثقتك، هو إنتي مش شايفاني رجل
همس:
متقولش كده، إنت رجلي الوحيد، بس أنا كنت خايفة من
رامي:
همس خايفة من إيه من رد فعلي إنتي حبيبتي يا همس، لو أنا موقفتش جمبك ومجيبتلكش حقك لو أنا محتوتكيش وأخدتك في حضني
عمري ما كنت هبعد عنك أو أظلمك
إنتي بنتي وحبيبتي، وأنا رجل يا همس رجل ليكي مش عليكي
عارف إن مليكش ذنب وعارف كويس أوي إن شرف البنت مش شوية دم، شرف البنت فأخلاقها وتربيتها مش ذنبك إنك وقعتي في إيد واحد حقير إستقوي عليكي فاهم إن دي رجولة
الإغتصاب أكتر حد بيعاني منه البنت نفسها بتبقي عايشة مدبوحة بتطلع في الروح ومش طايقة جسمها ولو طالت تقطعه علشان تمحي أثر إيدين الحقير إل عمل فيها كده هتعملها
يا همس إل بيثور علي البنت بدل ما يطبطب عليها ويحتويها ميبقاش رجل،تعرفي بيبقي ثاير علشان حس إن حد أخد حقه ياعني منتهي الأنانية، المفروض لما يثور يبقى لحقها ومايتنزلش عن حقها ويبقي عارف إنه حقها هي مش حقه لأنها هي المدبوحة البنت في الحالة دي بتبقي أضعف ما يكون ولازم الرجل يكون قوتها وعزيمتها علشان تكمل حياتها
حبيبتي أنا إيدي هتفضل في إيدك مدي العمر، خليكي واثقة فيا ومهما يحصل معاكي خليني أول إختياراتك وهتلاقيني ان شاء الله خير معين
.............
مرت الأيام الفائتة على عمر ثقال يتعذب بحبه الضائع
أنجز مهمته فقد إستطاع أن يتوصل لجميع أفراد عصابة عاطف حيث قام بتدبير عملية إعتقال جماعي أثناء تسليم الشحنة الوهمية، وقد قتل أيضا جابر الذي حاول الفرار وحاول قتله قبل ذلك
عاد الآن إلي منزله وقد فقد قلبه، بحث عنها في كل مكان ولم يجدها
بسمة بلهفة :
عمر، ياحبيبي وحشتني أوي
عمر وهو يرتمي بأحضانها:
محتاجلك أوي يا ماما
أحمد:
وبالنسبة لبابا
عمر وهو يبادله الإحتضان:
يمكن إنت إل تقولي أتصرف إزاي لأني حاسس إني مخنوق ومتكتف... تعبان أوي
أحمد:
بتحبها أوي كده
عمر بصدمة:
عرفت إزاي؟
أحمد:
لأني مريت بال إنت فيه ده قبل كدة
عمر:
طب قولي أعمل إيه؟
أحمد :
مش محتاج غير إنك تروح لمراتك تاخدها في حضنك وتعترفلها بحبك وتعيشوا متمسكين ببعض
عمر بصدمة:
مراتي... إنت عرفت إزاي؟
أحمد:
إمسك مفتاح؛ شقتك هتروح تلاقي شهد هناك
عمر :
أنا مش فاهم حاجة
بسمة :
روح وهي تفهمك
.........
في حديقة منزلها تجلس ممسكة بصورة تجمعها مع زوجها وأبناؤها
وليد:
الجميل بيعمل إيه؟
لبني:
تعرف يا وليد أنا سعيدة أوي
وليد :
دايما يارب ياحبيبتي، بس مش هتقولي سبب الفرحة إل في عيونك دي
لبني:
ربنا رزقني بأحن زوج في الدنبا وأغدق عليا بنعمه لما رزقني برامي وريتاج، أنا فخورة أوي برامي فرحانة إننا قدرنا نربي رجل زيه
وليد ممسكا يدها يقبلها بحنان :
أنا والولاد إل محظوظين بيكي يا نبضي، إنتي سعادتنا
وإذا كان علي الولاد فطبيعي يطلعوا قلبهم كبير ونضيف زيك
لبني:
بحبك يا وليد بحبك يا أحسن ما حصلي في حياتي
وليد:
ربنا يخليكي ليا يا أحلي لبني في دنيا
.......
في المشفى /
جالسة تتابع عملها غير منتبهة لذلك المترقب لها ولكل حركة منها أو تدعي ذلك، فهي تشعر بنظراته وتحاول تجنبه لأنها لم تتخطي ما حدث معها من قبل ولكن يعتصر قلبها من الآلم لأنها تجاهد للإبتعاد فهو ومنذ ذلك اليوم التي تعرفت عليه أول مرة إحتل تفكيرها ومنذ قدومه للمشفى بدأ ناقوص الخطر بقلبها يدق معلنا تملكه لها، وها هما يشتركان بالعمل في مكتب واحد يتحدثان بما يخص العمل فقط ولكن أعينهما تقول الكثير
دقات علي الباب ودلوف الطارق بعد سماح مصطفي له بذلك
ياسين :
ملوكة
ملك بفرحة وهي تحتضنه:
ياسين حبيبي
بادلها غير واعين لتدفق النيران في قلب من يقف خلفهم بصدمة ولكن كفي
إقترب منهم بعصبيه وأبعدهم عن بعض
مصطفي:
شيل إيدك من عليها، وإنتي بتاع إيه تحضنيه
ملك بخجل :
دا
ياسين بمكر:
واحدة بتحضن حبيبها إنت مالك
لكمة قوية جعلته يترنح كانت نصيبه على تلك الجملة الحمقاء
شهقت ملك بفزع وإتجهت له، بينما مصطفي ينظر لها شرزا وياسين يضحك بتسلية
ياسين :
عاوز أفهم بس إنت إيه إل مضايقك
مصطفي :
لأنها ببساطة حبيبتي أنا ومش هسمح لها تحب حد غيري
نظر ياسين لملك التي كانت تنظر لأسفل بخجل وفرحة في ذات الوقت
ياسين:
الله ياست ملك، وأخيرا شوفتك واقعة
ملك بتذمر :
ياسين الله
ياسين وهو يمد يده ليصافحه:
أنا ياسين الجدواي أخوها والصغير كمان على فكرة
مصطفي بحرج:
أناآسف يظهر فهمت غلط
ياسين:
لولا إني شوفت وحسيت حبك وغيرتك دلوقتى كان هيبقي ليا تصرف تاني لتجرأ، بس أنا مطمن دلوقتي عليها لأن الرجل لما يعترف بحبه قدام أي حد ولما غيرته علي حبيبته تبان من غير ما يحاول يداريها أو ينحرج من مشاعره ده يدل على عمق حبه وإنه هيحافظ عليها
تبادل مصطفي نظرات العشق الممزوجة بالخجل منها
............
كانت تتأفف بضيق ملحوظ يسعد من بجوارها لرؤيتها مازالت تحتفظ بطفولتها المعهودة
إيهاب ببراءة مصطنعة:
مالك بس يا حبيبتي
دنيا بغضب:
ياعني مش عارف، جيت أخدتني من البيت من غير ما تقولي رايحين فين وبقالنا ساعة ونص ماشيين بالعربية وكل ما أسألك متجاوبش ومش بتتكلم معايا خالص المفروض أعمل إيه؟
إيهاب :
المفروض تنزلي لأننا وصلنا
نزلت دنيا معه وكانت عيناها تبعث له نظرات حانقة تحولت لنظرات عاشقة عندما رأت ذلك المبنى الكبير
دار دنيا لرعاية الأيتام
دنيا بدموع :
أنا مش مصدقة
إيهاب:
تعالي إتفرجي عليها من جوة
وبالفعل قاما برؤية الدار وتجهيزاتها وحجرات الأطفال في سعادة وفرح منها لأنها ستحقق حلمها لمساعدة الأطفال الذين حرموا من أهلهم وستكون لهم العون بإذن الله
دنيا:
أنا مبسوطة أوي أوي قالتها وهي تدور حول نفسها بسعادة كالأطفال
إيهاب وهو يجذبها لأحضانه:
وأنا سعيد بفرحتك يا دنيتي
.............
فتح باب الشقة بلهفة فوجدها جالسة تشاهد التلفاز لتقف بلهفة ليست أقل من لهفته
ظلا هكذا بضع دقائق إلي أن تعانقا بإشتياق، تدفن وجها في صدره تختبئ فيه وتتلمسه مثل القطة، أما هو فتعمق بإحتضانها يستنشق عبيرها بعمق وكأنه عاد للحياة من جديد
عمر :
أنا مش فاهم حاجة إنتي هنا إزاي ياعني أنا أدور عليكي في كل مكان وإنتي في شقتي
شهد:
لما صحيت تاني يوم سمعتك وإنت بتتكلم في التليفون مع اللوا وبتقوله إنك مش هطلقني بعد المهمة ما تخلص، فهربت وروحت القسم وطلبت أشوف اللوا ولما عرفوا شخصيتي وافقوا، وحكالي عن المهمة بتاعتك وإنك كنت رافض جوازي في الأولعلشان متظلمنيش ورفضت تاني علشان حسيت بحبك ليا ولما تميت جوازنا إشترطت عليه الحماية ليا، ووصلني لوالدك ووالدتك وهما جابوني هنا،إنت كبرت في نظري أوي يا عمر حسيت برجولتك وحنانك
عمر بعد أن رفعها بأحضانه عن الأرض وأخذ يدور بها :
بحبك بحبك ياشهد عمر
................................
الحب
بالحب نتخطي أي شئ يواجهنا إذا كنا صادقين
الحب يزهر حياة المرأة إذا رزقها الله برجل يعلم واجباته كما يعلم حقوقه
تستطيع المرأة مواجهة أي شئ إذا كان رجلها رجلا وليس ذكرا فهناك فرق كبير بينهم
المرأة عملة بوجهين إما أن تكون ناجحة أو لا
فالمرأة ليست نصف المجتمع فحسب وإنما تقع علي عاتقها مسؤلية النصف الآخر
المرأة من تربي إبنها الذي سيصبح أخ و حبيب وزوج وأب في المستقبل
المرأة في حياة الرجل تستطيع أن تكون أما وأختا وإبنه وصديقة وزوجة وحبيبة..... كل هذا إذا إحتواها الرجل وأحاطها بالإهتمام والرعاية وأسقاها حبا كما يسقي الزهور فالمرأة مثل الزهرة
عليك أيها الرجل أن تعشقها بعمق وصدق
الخاتمة
رسولنا الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام تزوج الأكبر سنا منه والمطلقة والأرملة ومن زوجاته التي لم تنجب ولكن بعض الرجال وإن كان أغلبهم لا يقتدون به سوي في تعدد الزوجات وأنه حق أباحه الله لهم، لا شك في ذلك ولكن هناك شروط لإستحقاق ذلك الحق،
أؤمن أن الله جعل رسوله الحبيب أن يتزوج من أكثر من إمرأة للحكمة وهي أن المرأة لا تعاب إلا في سوء أخلاقها وليس لوضعها الإجتماعي، هؤلاء الرجال لم ينسوا فقط أن الرسول تزوج من المطلقة والأرملة والأكبر سنا ولم يترك من لم تنجب وإنما نسوا أنه أوصاهم بالنساء في خطبة الوداع
رسولنا الحبيب أحب جميع زوجاته، وأنا أؤمن أيضا أن الرجل المتزوج من أكثر من زوجة يستطيع أن يحب زوجاته جميعا وإلا ما كان الله أعطاه حق الزواج من أربع نساء معا ما كان من الله أن يرهق قلب عبده، ولكن أيضا رسولنا عشق زوجته عائشة وتمناها من الله زوجة له في الجنة تلك عائشة التي لم تنجب له لم يتركها أو تزوج عليها بغرض الإنجاب تلك معشوقته التي لم يقربها ثلاث سنوات خشية عليها منه لصغر سنها، أحب زوجاته نعم ولم يفرق بينهم في المعاملة والحقوق ولكن قلبه إرتقي بعائشة إختار الموت في فراشها وبين أحضانها
إذا أيها الرجل لماذا لا تعشق زوجتك ما دامت تريد الإقتداء برسول الله، لماذا تفكر بترك اللحية أو لبس الجلباب والسواك والعطور وغيرها من الأمور التي كان يفعلها رسولنا ولا تساعد زوجتك بالمنزل ولا تحمل معها أعباء تربية أبنائك؟؟ لماذا لا تعاملها بالحسنى وتطيب خاطرها؟؟ لماذا تهون عليك دمعاتها وتقسوا عليها بالكلام والأفعال؟؟لماذا لا تقوم بحمايتها من كل شخص وكل شئ يؤذي روحها؟؟لماذا لا تساعدها في تحقيق أحلامها وأهدافها؟؟ لماذا لا تجعل نفسك مسكنها؟؟
............. لماذا لا تكون رجلا؟؟............
الحب شعور جميل ونظيف، تشعر حينما تحب أن هناك فراشات تدغدغ داخلك وإذا إرتقي الحب للعشق تعلم أن بإمكانك فعل كل شئ بلا لحظة تفكير لتكون مع معشوقك، تتخلى عن الكثير.. وتقاوم الكثير.. ولا تمل ولا تكل ولا تيأس والأهم لا تندم
العشق إتلخص
في مواجهة أحمد لمامته علشان بسمة وإن طلاقها ميعبهاش لانها كاملة بحبه ليها وإن بنتها حته منها زي ما الواحدة ممكن تتجوز المطلق
💕
وفي إصرار عماد إنه يتجوز إل بيحبها ومتنازلش قدام كلام مامته إن مستواها المادي أقل منه زي ما البنت ممكن تتجوز واحد مستواه أقل من المستوى إل عايشة فيه
💕
وفي مسامحة وليد للبني لأن حبه ليها خلاه يغفرلها زي ما الست بتغفر لما جوزها يهينها
💕
وفي إيهاب وشهامته وخوفه على حبيبته حتى من أقرب الناس ليها
💕
في وائل إل قدر حب سارة ليه وكان ليها نعم الحبيب
💕
في أحمد ووائل إل ما تصرفوش بأنانية وائل بإنه ياخد بنته وأحمد بإنه يرفض وجودها، وبيهم هما الاتنين وعلاقتهم ببعض وثقة أحمد بإنه الرجل الوحيد في قلب بسمة
💕
في أحمد وعماد ووائل وإيهاب ووليد إل قدروا إن الحمل والولادة أكبر تأثير سلبي ليهم على الست نفسها وإن زي ما الرجل ليه إحتياجات الزوجة برده ليها ويمكن في الوقت ده إحتياجاتها أكتر منه
💕
في صادق إل إختار سهر حبيبته عن إبوته إل قدر إن زي ما الست تقدر تستغني عن حقها في الإنفصال والإنجاب من زوج آخر الرجل يقدر يعمل ده وميبقاش أناني
💕
في سالم إل مهموش سن دعاء وإنها أكبر منه كل إل شافه إنجذابه ليها وإنه يفتخر بيها قدام الناس
💕
وفي سامر وعبدالرحمن ورامي وحازم وياسين لما حافظوا على بنات الناس قبل ما يكونوا من دمهم
💕
في رامي إل مفكرش إن البنت نقطة دم البنت شعور وإحساس، وإن الرجل إحتواء ومروءة
💕
في سامر إل رفض إغراءات بتتقدمله من غير ما يسعلها ياعني بسهولة ومع كده رفضها علشان ميخونش حبيبته وقبلها نفسه
💕
في ياسين إلا لما حس بالضعف وإن الحمل تعبه طلب من حبيبته إنها تضمه في حضنها إعتبرها أم وحبيبه
💕
في حازم إل مخجلش يعترف بحبه قدام أهله ولا خجل إنه ياخد حبيبته في حضنه قدام الناس لما حس بخوفها
💕
في عبدالرحمن لما شاف بعنيه وبرده فضل واثق في حبيبته وفضل يسمع تبريرها على تصرعه
💕
في مصطفى الشهم إل دافع عن بنت بكل طاقته ولما حبها نبت جواه إعترف وواجه أخوها ومقلش عيب إن الرجل يحب ويغير على حبيبته وحبه يبان في عنيه للكل
💕
وفي عمر إل مقالش أهلها مش كويسين يبقى هي مش كويسة وحافظ عليها حتى من نفسه ومسترخسهاش لما طالبته بإحتوائها بالعكس قدملها حنانه وحضنه لأنه ببساطة حبها
المقدمة
متى ستعرفين كم أهواكي يا إمرأة؟
أبيع من أجلها الدنيا وما فيها
أنا أحبك فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأسماك أنشدها
ألا تريني فى بحر الحب غارقا ؟!
وبحرك يرفع مرساتي ويلقيها
يا إمرأتي لا أتذكر إلا رائحتك
حين أمر بالورود أسقيها
يا ذنباً أقسمت بأن لا أعود له
واليوم جئت مكفرا مستغفراً
منذ غبتي عني فلا تمتعت بالنظر
وإن نظرت إلى قلبي سواكي لا أبصر
أحبكي جدا فلا تسأليني الدليل
أرأيت رصاصة تسأل القتيل ؟!
إسأليني عن وطني بين يديكي
ولاتسألي عن إسمي فقد سليت
لماذا تملأ الأشواك طريقنا؟
وبين يديني الملاذ والنجاه
لما عجزت عيني أن تراكي!
ولما عجز قلبي أن ينساكي!
أنتي النعيم لقلبي والعذاب
فما أمرك في قلبي وأحلاكي
بالآهات والأنين أنتظر ربيعا أخضرا
يلامس نبضي في سكون ليلي الضرير
آخذك كبرياؤك من ظلمي بعيداً
وحال غرورى بينى وبينك طويلا
كيف إستطاعتي أن تختصرى
جميع حواء فى إمراة؟!
فشممت على عنقي أنفاسك
لأفق من وهمي على هجرانك
وطنى جبينك فإسمعيني
لا تتركي قلبي سجاني
لم يعد بوسعي حبك أكتر
فصارت شفتاي لا تغطيان شفتاك
كفاكي لعب دور العاشقين معي
وقتلك لي بكلمات لستي تعنيها
إرجعي لي فبعدك لست أعقله
ولا حياة لي إن لم تكوني فيها
..........................................
إذا ميز الرجل إمرأة بين النساء فهو الحب، وإذا أغنته هذه المرأة عن سائر جنسها فهو العشق، فعشق الرجل كالمطر في فصل الصيف نادر وجوده، ولكن عندما يتمكن العشق من قلبه يزهر حياة إمرأته، فالرجل الصادق في مشاعره يستطيع جعل أنثاه سيدة عرش حواء.....
💕💕💕💕💕
الفصل الأول :
خرجت من البنك تجر خيباتها بعد رفض مسؤولي إدارته منحها القرض المالي الذي تقدمت من أجله بطلب منذ عدة أيام وذلك لعدم توفر الضمانات المطلوبة لإتمام الأمر، حالها هكذا منذ بضعة أيام وحال جميع البنوك ذات الإجابة تتلقاها
شعور بالعجز إجتاز أوصالها فلا تدرى ماذا تفعل أو أين المنفذ من تلك المعضلة؟
شاردة شرود قاتل يعبر عن مدى قلة حيلتها لا تعلم أين هى تنهمر دموعها مع تساقط حبات العرق فوق جبينها
أفاقت من شرودها على أصوات مرتفعة تعود للسيارات الكثيرة من حولها لتبدأ تستفق ببطئ من دوامة أفكارها بأنها السبب فى ذلك الإزدحام فهي فى منتصف الطريق وكادت سيارة أن تصدمها ليصرخ بعض الأشخاص فى وجهها فتعتذر سريعاً وتهرول مبتعدة
لتقف بجانب الطريق وترفع يدها لرؤية الساعة بمعصمها لتشهق تلقائياً عندما وجدت أنها تخطت موعد عملها المحدد، لتحاول إيقاف سيارة أجرة عامة فهي ليست بحالة مادية تسمح بتبذير النقود برفاهية، لتهبط بعد مدة أمام الشارع الرئيسي لمقر الشركة التي تعمل بها والتي ساعدها صديقها بالحصول عليها لتقرر الركض بعد ذلك، وبالفعل وصلت ولكن بعد مشقة فجسدها ضئيل وضعيف للغاية
دخلت إلى الشركة لتجدها في حالة من الهدوء القاتل فأيقنت أن صاحب الشركة ومديرها موجود لتزداد خفقات قلبها فهي تخشى طردها وهى فى حاجة ماسة لهذا العمل، فهو شخص منضبط كثيرا فهي تعمل في هذه الشركة منذ أربعة أشهر وكل ما تسمعه أو رأته منه يدل على شخصيته الملتزمة بقوانين العمل فهو لا يقبل كثرة الأخطاء وجاد جدا مع موظفيه، ولكنه مراع فى ذات الوقت، وهي لن تقبل بأن يتدخل صديقها فى أمر يخصها وذلك بعد علمها بسلطته في تلك الشركة
وأخيراً وصلت إلى مكتبها لتجد صديقتها في العمل يبدو عليها الزعر والقلق ففهمت أنها النهاية بالتأكيد
.............................................
رحمة :
إيه يا بسمة كل ده تأخير مستر أحمد موجود وسأل أكتر من مرة عليكى، وكمان انتي إل معاكي ملف الإجتماع فالإجتماع إتأجل
بسمة بأنفاس متقطعة :
ربنا يستر غصب عني وربنا إل يعلم
سهر وهى مديرة مكتب أحمد والسكرتيرة الرئيسية له :
إحنا هنا شركة محترمة يا أستاذة لينا مواعيد نلتزم بيها، إتفضلي مستر أحمد طالبك وأنصحك تجهزي إستقالتك وإنتي داخلة
رحمة :
يا ساتر يارب، بسمة إدخلي وسبيها على الله
بسمة وهي تاخد ملف الإجتماع من حقيبتها وتتجه للمكتب :
ربنا يستر
دقت على الباب وإنتظرت قليلاً ودلفت إلى الداخل بعد أن إستمعت لصوته يأذن لها بالدخول، دلفت تجر أقدامها المرتعشة من التوتر لتجده جالس يتناقش مع صديقه والضلع الآخر لشركته في بعض أمور العمل
بسمة بصوت حاولت جاهدة أن يكون طبيعيا :
مستر أحمد أنا آسفه على التأخير بجد كان خارج عن إرادتي
أحمد ببعض الحده :
دي المرة الكام يا أستاذة، أنا سامحتك أكتر من مرة
بسمة مقاطعة :
أنا عارفة وآسفه إن كنت خيبت ظن حضرتك في كل مرة تديني فرصة تانية، وأنا جاهزة لأى عقاب تشوفه حتى لو كان
لتسكت تستجمع مرارة الكلمة ثم تكمل بصوت مبحوح؛ حتى لو كان الرفد
كانت تنتظر قراره وهي تحاول السيطرة على دموعها من أن تسقط وتكشف هشاشتها أمامهم، أما هو فكان في عالم آخر يتأمل كل إنش بها يرى القلق والخوف باديان على وجهها، وتلك الدموع بعينيها آبية النزول، ذلك الهيكل الهش أمامه، ليعود بذاكرته إلى المرة الأولى التي رأها بها وكيف قام بنقلها من مكتب المحاسبة لتصبح إحدى سكرتيراته بعد أن عجز عن محوها من تفكيره
(فلاش باك)
كانت تركض داخل الشركة فهي قد تأخرت عن موعد الحضور لتصدم به في الممر المؤدي المصعد الكهربائي لتعتذر سريعاً دون النظر، إليه لتتجه للمصعد ولكن دون الإنتباه دخلت المصعد المخصص للمدراء، ليدلف بعدها ويجدها تضغط رقم الطابق الخاص بها وهي تتمتم
بسمة بتوتر :
ياااااارب أسترها ومترفدش
لترتسم إبتسامة صغيرة على جانب شفتيه على شكلها الطفولي، لكنه لم يكن يعلم أن تلك الملامح الطفولية ستأثر قلبه ليطلب بعد يومين بأن تصبح سكرتيرة خاصة له، الأمر الذي تعجب له جميع العاملين بالشركة
(باك)
أحمد :
أنا مش هرفدك بس من إنهاردة هتكوني مساعدتي الخاصة، ياعني كل شغلي ومواعيدي.. أكلي كل شيء في ساعات العمل مسؤليتك ودى فترة إختبار ونتيجتها هتحدد وجودك في الشركة من خروجك منها نهائى
وقبل أن تجيبه أصدر أمره بالخروج وتوجهها إلى مكتبها ومباشرة عملها
بعد خروج بسمة
عماد وهو يغمز له بعينيه :
إيه حكايتك يا بوس؟!
أحمد مصطنع عدم الفهم :
حكاية إيه؟
عماد بمكر :
عليا برده، هي صحيح قمر.......
ولم يكمل جملته لتلقيه أحد الملفات في وجهه؛ ليقهقه عاليا ويكمل :البوس وقع يا ولاد
أحمد بتحذير :
عماد هنا الشركة ياريت تخلى بالك من كلامك
عماد بلؤم :
ما هو علشان الشركة ياعني، أحمد إل أعرفه إنك تسامح مرة والتانية بس الأستاذة غلطتها كترت وكده الموظفين هيتكلموا
أحمد بشرود :
مبقدرش يا عماد؛ مبقدرش ببقى ناوي أطردها وأبقى في قمة غضبي من تأخيرها المتكرر بس أول ما بشوفها بنسى وكأن شئ لم يكن، وكأن غضبي بيكون لأني لسه مشوفتهاش.... قالها وهو يبتسم بسخرية
عماد وهو يصفر :
الله أكبر وإيه كمان يا خويا قول
أحمد بشبح إبتسامة ماكرة:
أقولك على سر؟
عماد بفضول :
ها قول
أحمد بمكر :
لو مخرجتش دلوقتى هعمل فيك إل كنت هعمله فيها
عماد بشهقة مصطنعة :
يالهوي ياسي أحمد إنت فاجئتني وأنا لسه صغيرة
أحمد بغضب:
إطلع بره يا عماد
عماد ضاحكاً :
طالع يا عم متزوقش
في الخارج /
رحمة بقلق :
ها طمنيني
بسمة بإبتسامة رضا:
الحمدلله عدت على خير قالي هبقي مساعدته الشخصية فترة إختبار وبعدها هيقرر إذا هستمر في الشركة أو لأ
سهر بغل واضح :
أعوذ بالله من المشي البطال
كادت رحمة أن تجيبها ولكن خروج عماد منعها
في المشفى /
ترقد طفلة ذات خمس أعوام تستنشق الأكسجين من أنبوب التنفس الإصطناعي المتصل بها مع عدة أجهزة أخرى
الممرضة :
في أمل يا دكتور للبنت دى
الدكتور :
دايما في أمل، وهى إن شاء الله عندها فرصة لو عملت العملية وأنا بلغت والدتها
الممرضة :
ربنا يشفيها
...............................
الفصل الثاني /
في الشركة /
كانت بسمة شاردة في قرارها الذي إتخذته بعد إنغلاق جميع الأبواب أمامها لتفيق على صوت رحمة
رحمة :
يالا يا بسمة الإجتماع هيبدأ
لتومأ لها في صمت وتتجه لغرفة الإجتماعات
في غرفة الإجتماعات /
كان أحمد غاضباً بسبب عدم حضور رئيس الشركة الأخرى وعدم إخباره سابقاً، ولكن مساعديه قدموا له الإعتذار وطلبوا منه تحديد موعد آخر في أقرب وقت لإضطرار رئيسهم للسفر
وبعد خروجهم /
بسمة بتوتر ملحوظ :
مستر أحمد ممكن بعد إذن حضرتك أخد بكرة أجازة، في مشوار مهم لازم أعمله
وكان صمته ونظرته أبلغ من الكلام، لتكمل بصوت منخفض مرتجف :
أنا عارفة إن حضرتك وضعني تحت الإختبار و....
أحمد مقاطعا إياها :
تقدري متجيش بكرة، بس بعد كده مش هسمح بأى تهاون
لتهلهل أساريرها وتبتسم إبتسامة سلبت عقله
بسمة بإمتنان :
شكراً، متشكرة جدا وإن شاء الله هعوض كل التأخير ده، بعد إذنك
وخرجت من المكتب عازمة تنفيذ قرارها فلعله يكون القرار الصائب
بعد خروجها /
عماد وهو يضع يده على كتف صديقه حائراً هل يخبره بسر تلك الفتاه أم لا؛ لتخرج منه عدة تنهيدات تدل على مدى حيرته
أحمد بشك وقلق من أمر صديقه :
في حاجة، مالك بقالك مدة مركز عينك على الباب وواقف ومش بتتكلم؟
عماد بجدية :
لو بتحبها قولها، ومتسيبهاش تضيع منك، بس الأول لازم تعرف عنها كل حاجة، وتتأكد من مشاعرها
أحمد بتنهيدة حيرة إستشعرها صديقه :
مش عارف يا عماد، من يوم ما شوفتها وأنا حالي إنقلب، بدور عليها بعيني في كل مكان، نقلتها مكتبي بالرغم إنها مكنتش كملت تلات شهور، كل إل فكرت فيه إنها تكون قريبة مني
عماد بتفهم :
حبيتها يا صاحبي
أحمد بإقرار :
يظهر كده يا عمدة
عماد بتساؤل:
مش ناوي تفاتحها؟
أحمد:
ربنا يسهل لما نخلص من المناقصة الجاية، صحيح هتسافر امتى؟
عماد:
بعد تلت أيام
أحمد مازحا :
شد حيلك يابطل
عماد بإبتسامة :
قدها يابوص
تقف أمام الباب الخارجي للفيلا بعد أن نزلت من سيارة الأجرة ليهتز بدنها لتلك الذكريات التي عاشتها، فهي منذ وفاة والدها وإختفاء والدتها وجدت نفسها تعيش مع شقيقة والدها، التي كانت في حقيقة الأمر تكرهها ولكنها كانت مجبرة قانونياً بإعطائها جميع حقوقها من ملبس وتعليم وخلافه، إلى أن وجدت نفسها بالجامعة ووجدته......
ذلك الشاب الوسيم ذو العيون الخضراء يحاول التقرب منها بشتى الطرق وهي كانت تصده وتتجنبه، بل وتشكيه لعمتها فهو ابن شقيق زوجها، لتتفاجأ بيوم بطلبه للزواج منها
لتعود من رحلة ذكرياتها على صوت الخادمة التي تهلل لرؤيتها فور فتحها الباب
الخادمة بإبتسامة :
ست بسمة أهلا وسهلا، وحشتينا والله
بسمة بهدوء:
إزيك يا هناء، وأخبار الكل إيه
ليأتيها صوته من أعلى الدرج
(أحسن منك)....
لتنسحب هناء للداخل وهي مشفقة على حال سيدتها
وائل بسخرية :
لما الحرس قالولي إنك هنا مصدقتش، بسمة هانم بنت الأصول بذات نفسها رجعت بعد ما إطلقت بفضيحة
بسمة مسيطرة على ذاتها :
مرجعتش يا وائل، أنا جاية أطلب منك طلب م؛ مش علشاني؛ علشان بنتك
وائل بكره واضح :
ماليش بنات، شوفي جيباها منين
بسمة بعصبية :
إنت إيه حرام عليك، البنت بتموت، لازمها عملية في القلب بأقرب وقت
وائل بعصبية أشد :
روحي للكلب إل خونتيني معاه، ولا مش عارفة مين أبوها
بسمة بإنكسار :
ربنا ينتقم منك
وتتجه إلى الباب لتغادر ولكن توقفت إثر سماع صوته بكلمات جحطت عيناها وقد كانت على وشك الإنهيار وتوقف قلبها بسببها
في صباح اليوم التالي /
تقف أمام مرآتها تتزين مطلقة لشعرها العنان ثم تتجه خارج غرفتها
لبنى :
دادة يا دادة
حسنية :
أيوة يابنتي
لبني:
ماما خرجت
حسنية :
أيوة يا ست البنات
لبنى بدلع :
وست البنات عاوزة تفطر يا سوسو
حسنية بضحك :
هى فيها سوسو يبقى فيها خروجه
لبنى بتصفيق :
دايما فهماني يا عسل
حسنية بحب :
ربنا يحلي أيامك يا بنتي
ثم تتجهان معا إلى المطبخ
في الشركة تحديداً مكتب أحمد/
سهر :
الجواب ده جه لحضرتك بشكل شخصى يا فندم
أحمد :
تمام يا سهر
وأخذ منها الجواب وشرع في قراءته، لتبيض يداه وتبرز عروقها، ويحتقن وجهه بالدماء، وتسود عيناه من شدة الغضب
ليرفع سماعة الهاتف الداخلي ينوي فعل شئ ولكن تراجع عنه عندما إستمع لطرقاتها على باب مكتبه؛ أجل يعلم أنها هي فهو يحفظ جميع تحركاتها عن ظهر قلب، ليحاول تهدئة أنفاسه والسيطرة على غضبه قليلاً ثم آذن لها بالدخول
بسمة :
مستر أحمد ممكن أخد من وقت حضرتك خمس دقايق
أحمد بهدوء مصطنع :
في حاجة
بسمة بقلق من نبرته التي إستطاعت تمييز الغضب بها رغم محاولته إخفائه :
بصراحة يا مستر كنت حابة أطلب من حضرتك سلفة، الحقيقة قسم القروض رفض لكبر المبلغ وأنا لسه موظفة مستجدة
ليبتلع غصة ألم ويخرج صوته غاضبا :
والمقابل؟!
بسمة بدون فهم :
مقابل إيه؟!
أحمد بعد أن رسم قناع البرود ليعبر عن مدى إنكسار داخله :
أديكي الفلوس مقابل إيه
بسمة بسرعة :
حضرتك ممكن تخصم من مرتبي وتزود ساعات العمل و....
لتتفاجأ به يقاطعها وينهض ويتجه لها
أحمد ببرود :
أنا عاوز مقابل تاني
بسمة بتوتر من قربه :
مقابل إيه حضرتك
أحمد وهو ينظر لها بشراهة :
إنتي........
...........
الفصل الثالث /
بسمة بشهقة وغضب :
إيه إل بتقوله ده!!؟
أحمد ببرود :
بقولك إنتي مقابل الفلوس
بسمة بعصبية :
أنا مش للبيع وإستقالتي هتوصلك حالا
إلتفتت لتغادر ولم ترى إبتسامة الرضا المرسومة على شفتيه، ولكن تلك الإبتسامة لم تدم طويلاً، بل تحولت لبركان من الغضب وهو يستمع لكلامها
بسمة بإستسلام فهو الحل الوحيد المتبقي لها لتنقذ إبنتها :
موافقة بس بشرط
لم يعلق فإستدارت لتواجهه ثم إسترسلت :شرطي الجواز
أحمد بسخرية :
وتفتكري هقبل أتجوز واحدة باعت نفسها بالفلوس
إبتلعت غصة كلامه وإصطنعت الصمود وقالت :
حضرتك مش هتتجوزني قدام الناس
أحمد بسخرية لاذعة :
عرفي؟ هو ده بقى إسلوبك علشان تحللي حجابك ده
بسمة ببرود مصطنع :
عقد جواز عند محامي ويتسجل، ياعني هيبقى قانوني، وينكتب مدة الجواز ياعني زي عقود الشراكة إل بتعملها مع الشركات التانية كده
أحمد :
أممممممم لأ ذكية عجبتيني، بس أنا هتم الجواز عند المأذون، ما هو أنا مش هغضب ربي بسببك
بسمة بنفاذ صبر يبقى هينكتب شرط جزائي قيمة ثروتك كلها، في حال متمش الطلاق في الميعاد المحدد في العقد كل أملاكك هتبقى ليا
أحمد بغل :
هو ده إل إنتي عاوزاه بقى، عموما موافق
بسمة :
الفلوس تبقى جاهزة بكرة ومعاهم العقد، أنا محتاجة ربع مليون وتقدر تكتب في العقد المدة إل تشوفها مناسبة للمبلغ ده، بس التنفيذ هيبقى بعد بكرة، ومش محتاجة كلام هينكتب في العقد بعد الإنتهاء شغلي مش هيتأثر والفترة إل هغيبها أجازة شخصية
أحمد بإستحقار :
ده لو إنبسطت منك، وكفاية عليكي إسبوع والمكان الشاليه بتاعي
بسمة بإنكسار :
ماشي بعد إذنك
وخرجت بسمة من المكتب بل الشركة كلها غير مدركة لحالة الهرج التي أحدثتها
...............................................
تقود سيارتها تدندن مع الموسيقى لتتفاجأ بإصطدامها بسيارة أخرى حينما إنشغلت عن الطريق بإمساك هاتفها بغرض القيام بإتصال
لبنى بفرع :
يانهار إسود
ونزلت من السيارة تتفحص الأضرار بها وبالسيارة الأخرى
: ..............
إنتي يا أستاذة إيه إل هببتيه ده
لبنى بأسف :
أنا آسفه مأخدتش بالي
وليد بغضب وهعمل إيه بأسفك، مبتعرفوش تسوقوا بتركبوا عربيات ليه، تخبطي العربية وهي واقفة يا جبروتك
لبنى بعصبية :
ما خلاص يا أستاذ قولت آسفه، وتكلفة تصليحها هدفعها من معايا
وليد وقد استشاط غضبا من إسلوبها :
تكلفة إيه يا بتاعة إنتي، إمشي من وشي بدل ما أخدك على القسم وهما يوروكي التكلفة الحقيقية
لبنى بذعر :
خلاص آسفه معلهش
ثم هرولت من أمامه تاركة إياه يغلي من الغضب
............................
تباً لقد خدعتني ببراءتك المزينة بزي ملتزم وصوت تغريد العصافير فيبدو لي أني كنت أبصرك ولا أراكي، كنت أحب شرارة النظرة الأولى لكي، وجاذبيتك الآسرة للوجدان، فشعرت بإنزلاقي في الوقوع في عشقك وأفقت بخجنر في صميم وجداني، أهديتني الكذب وتركتني في حيرة ولكن مهلا لكي سأقتلع روحك بين أسناني
........................
عماد مسرعاً إتجاه المكتب :
في إيه يا سهر
سهر بذعر :
معرفش يا فندم مستر أحمد كسر المكتب كله
عماد بقلق :
ربنا يستر
ويتقدم إلى الداخل ليرى أن ليس هناك شئ بمكانه
عماد بقلق :
مالك يا أحمد؟ في إيه؟ إيه إل حصل؟
أحمد بوعيد :
لسه محصلش
عماد :
طمني في إيه، إيه إل مخليك كده، إنت عمرك ما كنت في الحالة دي قبل كده
أحمد بهدوء مصطنع :
سيبك مني دلوقتى بعدين أحكيلك، وأجل سفرك، أنا هاخد من بكرة أجازة عشرة أيام سلام
ولم يترك له فرصة للرد بل أسرع إلى الخارج تحت أنظار الجميع
في المشفى /
بعد أن قبلت رأس إبنتها وقلبها يعتصر من الآلم لرؤية فلذة كبدها بهذه الحالة، وجهت أنظارها لمن يقف خلفها بعيون متسائلة حائرة ولسان عجز عن النطق ليفهم هو ويبادر
وليد مطمئناً :
إن شاء الله هتبقى كويسة وطالما الحمد لله قدرتي تدبري الفلوس نقدر نجهزها دلوقتي للعملية، أنا آسف يا بسمة مقدرتش أساعدك
بسمة مقاطعة إياه :
إنت إهتميت ببنتي في غيابي وإتنازلت عن أتعابك كدكتور عاوز تعمل إيه تاني أكتر من كده
وليد بصدق :
أنا معملتش حاجه قصاد إل إنتي عملتهولي زمان، ولولا إن العملية كبيرة ومحتاجة تجهيزات كتيرة كنت عملتهالها في مستشفى حكومي وساعتها مكناش هنحتاج الفلوس دي كلها
بسمة بإرهاق :
كله خير، عموما الفلوس هتبقى جاهزة بكرة، مصاريف إقامتها المدة إل فاتت ومصاريف العملية والإقامة بعدها، المهم تطمني أول بأول في التليفون زي ما فهمتك، أنا مش هقدر أكون موجودة لازم أسافر أسبوع تبع الشغل ومش هينفع أرفض بسبب القرض
وليد ببسمة عملية مطمئنا إياها :متقلقيش إن شاء الله هتبقى كويسة، بعد خروجها من العمليات هتقعد أقل شيء خمس أيام في العناية المركزة وبعدها هتتنقل غرفة عادية، ياعني لما ترجعي بالسلامة هتلاقيها كويسة إن شاء الله
في مكان مجهول /
مجهول 1:
أؤمرني ياباشا
مجهول 2:
عاوزكم تراقبولي أحمد كويس الفترة الجاية، كل أخباره تكون عندي
مجهول 1:
تمام ياباشا
في مكتب أحمد /
دخلت بسمة بعد أن إستأذنت لتجده جالس بشرود وفي يده ورقتين
بسمة :
أنا جاهزة الإتفاق
أحمد وهو يعطيها إحدى الورقتين :
ده العقد إقرأيه
بسمة بعد أن قراءته :
وفين الفلوس؟
أحمد بسخرية :
مستعجلة أوي خدي
وناولها حقيبة صغيرة
بسمة متجاهلة سخريته :
أظن ده إتفاق يا أستاذ أحمد، بعد كده لو سمحت مافيش داعي للكلام ده، وياريت حضرتك متنساش بعد الأسبوع ما يخلص تنسى الكلام ده
ثم قامت بالإمضاء على الورقتين كما فعل هو لتجفل على صوت طرقات ودخول سهر ومعها ثلاث رجال
سهر بعملية :
حضرتك الحاج عبد الرازق وصل
أحمد :
تمام روحي إنتي، إتفضل يا حاج
وبعد خروج سهر /
أحمد لبسمة :
ده المأذون ودول الشهود، إتفضل يا مولانا
وشرع المأذون بكتب كتابهم ليعلنهم بعد فترة زوجا وزوجة
المأذون :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
بعد خروج المأذون ومن معه
تنهض بسمة وتنوي التوجه للخارج ولكن يده كانت أسرع منها ليجذبها من أحد ذراعيها ويدفعها في إتجاه الحائط تحت شهقاتها وإعتراضها ومحاولة الفكاك منه، ولكنه أمسك بيدها الحاملة لحقيبة النقود كأنه يذكرها بدفعه ثمنها، لتكف عن المقاومة، فيقوم بتقبيل شفتيها بشراهة وقسوة، قبلة تعبر عن مدى غضبه، وهي تتأوه بين شفتيه لتزيد تأواتها قوة قبلته أكثر لتشعر بمذاق الدم بفمها فتحاول إبعاده ولكنه يمسك يديها الإثنتين بإحدى يديه واليد الأخرى يثبت بها رأسها ليقبلها قبلة بعد قبلة، لتتحول قبلاته من القسوة إلى اللين ومن الغضب إلى الرغبة، فتشعر هي به وتحاول إبعاده مره أخرى
فيفصل قبلته ولكن لا يبتعد
أحمد بلهاث:
أظن دفعت التمن
بسمة بألم ودمعة خائنة تسقط من عينها :
عارفة بس إحنا في المكتب
ليقوم بتقبيلها قبلة سريعة ، ثم ابتعد عنها متجه لمكتبه
أحمد ببرود عكس البركان بداخله :
بكره الصبح تكوني موجودة في الشاليه
ثم يعطيها بعض النقود
ودي فلوس تشتري بيها لبسك الفترة إل هتقعديها معاية، وطبعاً مش محتاجة أقولك لبسك ده هيكون إزاي، إنتي جاية تبسطيني
بسمة بعد أن أعدلت ملابسها وحجابها :
بعد إذنك
غادرت وتركته يعاني ذكراه مع قبلتها التي أججت النيران في قلبه، وجعلت كل خلايا جسده مطالبة لها، وكل ذرة بداخله تريدها حد الجحيم، فهو يريد إلتهامها فهي تفعل به مالم تفعله غيرها
..................................
وبعد ذهابها المشفى وتسديد فاتورتها، ودعت إبنتها وهي تجاهد أن لا تفقد الحياة من كثرة الضغوطات عليها
توجهت إلى أقرب محل ملابس نسائية وطلبت من العاملة مجموعة من القمصان والغلالات المناسبة لعروس ذاهبة لشهر العسل، فأحضرت العاملة الكثير من تلك الأشياء لتأخذهم وتذهب إلى بيتها بعد دفع ثمنهم
...............................
في فيلا وائل /
يجلس على مكتبه بشموخ يتابع الأوراق بيده
وائل:
وحدد الإجتماع إمتى؟
مساعده :
بعد عشرة أيام يا فندم
وائل :
تمام كل حاجة زي ما إتفقنا تحصل مفهوم
في صباح اليوم التالي /
توجهت بسمة إلى مكان الشاليه، فهي وجدت ورقة بداخل النقود مكتوب بها عنوانه، وكأنه يريد إذلالها بكل الطرق، وعندما وصلت وجدته منتظراً أمام الشاليه
أحمد بسخرية بعكس رغبته القاتلة في دفنها بين أحضانه :
أهلا يا مدام، إتفضلي متتكسفيش
تبعته بسمة للداخل دون التحدث بأي كلمة فعقلها مع صغيرتها التي ستدلف لغرفة العمليات في هذا الوقت
ليوجهها هو لغرفة النوم الرئيسية، ثم يقترب منها وهي كالتمثال لا تتحرك لا تعي ما يحدث حولها، ليقوم بحل رباط حجابها ويسدل شعرها الأسود الناعم الذي لم يصل لنصف ظهرها مما يزيده رغبة بها، فهي تجعله شغوف بها أكثر وأكثر، ليحاوط خصرها بيديه وعينيه مثبتة على وجهها وخاصة عينيها الذابلة التائهه، فشعر أنها ليست معه ولا تشعر به ليقوم بجذبها وتقبيلها قبلة ضاربة إستطاع بها إفاقتها على واقعها لتجد نفسها بين أحضانه، حجابها ملقى بإهمال وهو يقوم بتقبيلها ويجذبها إلى الفراش دون فصل قبلته، لتشعر بإنسحاب الدماء من عروقها وتنهمر دموعها بغزارة
أحمد بغضب بعد أن إبتعد عنها :
إل يشوف دموعك دي يفكر إنه غصب عنك مش بمزاجك، أو إني أول رجل في حياتك، ولا إنتي بتعملي كده مع كل واحد
لتنصدم بسمة مما تفوه به ولكن صدمتها الأكبر عندما وجدته يصرخ بجنون
أحمد بصراخ وغضب :
مش هتقدري تضحكي عليا، إنتي مجرد عاهرة بتبيع نفسها بالفلوس
قالها وهو يبدأ بضربها شيئاً فشيئاً ليصبح أكثر قوة مع إزدياد غضبه، لتصبح ضرباته أكثر غلظة وقسوة، وكلما زاد صراخه وقسوته زاد الرعب بداخلها فهي الآن تعيش ما هربت منه سابقاً
أخذت تتوسل له ببكاء وضعف بأن يتركها، ولكنه وحش ثائر، قلب جريح، لا يسمع ولا يرى غير غضبه منها، لتهدأ ثورته وهو يجدها تستسلم للإغماء
ليتسطح بجانبها مستسلم للنوم بعد إنهاك قلبه وعقله والآن جسده
في مكان آخر /
مجهول 1:
عرفنا يا باشا إنه أخد أجازة من الشركة عشر أيام ودي أول مرة
مجهول 2:
راح فين؟ ما هو أكيد مش هيفضل في البيت!
مجهول 1 بإبتسامة ماكرة :
في الشاليه،؛ ومش لوحده
مجهول 2:
هههههههههه حلو الكلام
في الشركة، في مكتب السكرتارية /
عماد وهو يتوجه للمكتب :
أستاذة رحمة حصليني على جوه
رحمة بهدوء:
حاضر يا فندم
ودلفت للداخل بعد دخوله مباشرة
عماد بشئ من الحدة :
ممكن أفهم مالك
رحمة مصطنعة عدم الفهم :
مالي حضرتك
عماد بغضب :
رحمة متجنننيش إنتي فاهمة أقصد إيه كويس
رحمة ببعض الغضب :
فاهمة إيه، حضرتك تيجي تقولي إنك معجب بيا وبعد كده.......
عماد بنفاذ صبر :
بعد كده إيه!
رحمة بغضب :
أنا شوفتك إمبارح وإنت رايح شقة بسمة، وفضلت فوق أكتر من ساعة، تقدر تقولي كنت بتعمل إيه فوق؟؟ لتكونوا بتراجعوا ملف مهم؛ كنت قولي أجي أساعدكم
عماد بتذكر فبسمة إتصلت به لتخبره بسفرها بعطلة :
اه وإنتي بقى شكيتي إن في بينا حاجة، ومش بس شكيتي فيا لأ في أخلاق صاحبتك كمان
رحمة ببكاء:
أنا مصدومة فيكوا إنتوا الإتنين، أنا مش قادرة أصدق إن بسمة تطلع من النوع ده، وإنت أنا أنا.........
ولم تستطع إكمال كلامها
عماد بهدوء فهو يعلم أن لها كامل الحق بالتفكير هكذا :
رحمة لما بسمة ترجع من الأجازة إسأليها، بس عاوز أقولك حاجة مهمة أنا إمبارح طلبت إيدك من والدك ومستني ردك بعد رجوع بسمة
.................................
حبيبتي كلمة لا أقولها بلساني؛ فأنتي نبض قلبي؛ ووردة بستاني؛ وأمل حياتي وكياني؛ أنتي بسمة عمرى وزماني
تنتفض إثر دقة هاتفها لتحاول النهوض وبذل الكثير من المجهود لتستطيع الوصول إلى حقيبتها وإخراج الهاتف لتسرع في الرد بعد أن رأت إسم وليد فعلمت بأن إبنتها خرجت من العمليات
بسمة بلهفة :
ألو أيوة يا وليد طمني
لتسكت تستمع إلى الطرف الآخر في ترقب، ثم تهلهل أساريرها بإبتسامة جعلت من يقف بجانبها يريد إقحامها داخل روحه
بسمة بإمتنان :
ربنا يخليك، وإن شاء الله على ميعادنا بعد أسبوع
وأغلقت الهاتف، وكادت الإلتفات لتتفاجئ به بجذبها من ذراعها لتواجهه ثم يصفعها بقوة أسقطتها أرضا
أحمد صارخا :
مبضيعيش وقت، بتاخدي ميعاد تاني وإنتي لسه معايا، بس قوليلي ليه الجواز طالما مافيش عدة
ليبدأ بعد ذلك بضربها بقوة وقسوة لم تعهدهم قبلا وكأنه يصارع
في فيلا عماد /
يجلسان ثلاثتهم يضحكون ويمرحون، فتلك السيدة عوضتهم عن والدتهم
لبنى :
كنت هموت من الرعب أول ما قال قسم،؛ يالهوي يا عمدة أختك كانت هتبقى رد سجون
عماد من بين ضحكاته :
والله تستاهلي علشان تتهدي شوية
حسنية :
يخص عليك يا عماد متقولش لأختك كده
لبنى مغيظة إياه :
شوفت بتحبني أكتر منك
ثم تقوم بتقبيلها على جبهتها وهي تتمتم :ربنا يخليك ليا يا سوسو
:.........
الله الله مجتمعين وعاملين تضحكوا ولا كأن الأستاذ عامل مصيبة
حسنية :
أهلا إنتصار هانم تحبي أحضرلك العشا
إنتصار متجاهلة إياها :
ممكن أفهم إيه إل عملته ده
عماد ببرود :
عملت ايه؟؟
إنتصار بغضب:
إزاي تتقدم للبنت دي!
عماد بهدوء مصطنع :
وفيها ايه؟
إنتصار بغضب أشد :
إنت هتستهبل؛ فيها كتير، البت دي مش مستوانا، ولا تنفع تكون زوجة لك
عماد بغضب وصراخ :
إسمها رحمة مش بت، ولو وافقت هتجوزها ومافيش حد هيمنعني، والأحسن تتقبلي الفكرة دي، وبالنسبة للمستوى إل بتتكلمي عنه فده شغلي وتعبي وأنا أحق واحد يعرف مين تنفع زوجة ليه ومين متنفعش
..................
يقف على الشاطئ لا يستطيع تصديق أن الفتاة التي أثرت قلبه ليست سوى عاهرة، ولكن كيف ذلك ومظهرها لا يدل
عقله :
المظاهر خداعة
قلبه :
عيونها بريئة
عقله :
عيونها حرباية
قلبه :
إحساسي بيها مختلف
عقله :
خدعتك، وإن كيدهن عظيم
قلبه :
دي غير أي واحدة قابلتها، ما أنا مر عليا كتير وأقدر أميز
عقله:
متخدعش نفسك، وافقت ليه لو شريفة؟
قلبه :
ما يمكن كانت متجوزة
عقله :
ما هي دلوقتي متجوزة
لينتهي الصراع يتغلب العقل، وعودته مثل الإعصار للشاليه، دخل يبحث عنها ليدلف لداخل الغرفة لتجحط عيناه مما رأى
فقد وجدها كما تركها منذ ساعات، ملقاه على الأرض تملأ وجهها ويديها الجروح والكدمات، وجميع ملابسها مغطاة بالدماء نتيجة لجروح جسدها، ليهرول إليها سريعاً ويتفحص نبضها بخوف ليجده ضعيف ولكنه تنفس الصعداء لوجودها على قيد الحياة فأخر ما يريده أن يقتل حبيبته بيده
تركها ثم توجه للحمام الموجود داخل الغرفة وقام بملئ حوض الإستحمام بالماء الدافئ، وخرج ليعود حاملا إياها كطفلة صغيرة ثم يصعد لداخل حوض الإستحمام ويجلس ويجلسها فوق قدميه بحذر
لتشهق فور ملامسة الماء لجروحها وتأن بوجع وبكاء ليضمها إيه أكثر
أحمد بحب وندم :
إهدي أنا آسف، متخافيش
لتتعالي صوت شهقاتها أكثر وأكثر ونحيبها يعلو
أحمد :
هشششششش متخافيش
ليجدها بعد مدة من الوقت إستكانت وهدأت بين يديه لينظر لها ويجدها إستسلمت للنوم، فيقوم بحملها بحذر ويتوجه للأريكة الموجودة بالغرفة ويضعها فوقها ثم يتجه إلى خزانة الملابس وينزع ملابسه المبللة ويرتدي أخرى، وبعد ذلك فتح حقيبة ملابسها وأخذ منها قميصا بطريقة عشوائية وإتجه لها ونزع عنها ملابسها ليقف مشدوها مصدوما من آثار قسوته التي تركها فوق جسدها الهزيل، ليقترب منها بحذر ويلبسها ذلك القميص ثم يحملها ويضع جسدها الضعيف المستسلم له فوق الفراش وكأنها ماسة يخاف كسرها وكأنه لم يفعل
في فيلا وائل /
يجلس بشرود على فراشه ينفث دخان سجائره وينظر إلى تلك القابعة بجانبه ليختلط عليه الأمر فلا يرى وجهها بل يرى بسمة
ليصرخ بها :
خاينة خاينة
ويقوم بإحاطت عنقها بيديه، فتشعر هي بإقتراب موتها لتوقف الهواء عن التدفق فتحاول التملص وهي تحاول الكلام، ليستفق على حقيقة أنها ليست بسمة ويبعد يديه ولكن لا يبتعد ويهبط يقبلها ويده تمتد لإغلاق الإضاءة بجانبه
في مكاننا المجهول /
مجهول 2:
ها إيه الأخبار؟
مجهول 1:
بعد ما خرج أول يوم وفضل على الشط طول النهار مخرجش بعدها غير بليل متأخر للصيدلية والسوبر ماركت وبقالهم دلوقتى تلت أيام محدش خرج
مجهول 2بمكر :
يظهر إنها عجباه عجباه أوي
مجهول 1بإبتسامة وشرود:
مش لوحده
مجهول 2بضحك:
هتنولها متقلقش
مجهول 1:
تسلم يا كبير
.................................
الفصل /الرابع
تجلس على الفراش تنظر له بغموض ليقاطع شرودها
أحمد :
بتبصيلي كده ليه
بسمة :
ليه؟
أحمد بعدم فهم :
ليه إيه مش فاهم
بسمة :
أنا نمت يومين ولما فقت لقيتك مداويني وأهو بقالنا يومين تانيين
ومقربتش منى،
أحمد بسخرية :
بتعملى شغلك بضمير
بسمة متجاهلة سخريته :
أحب أفكرك إني بكرة هكون حرة ودي آخر ليلة لينا هنا
أحمد وهو يقترب منها ليهمس :
دي دعوة صريحة؟
بسمة بجمود :
مبحبش أبقى مديونة لحد، إنت دفعت فلوس ولازم تاخد حقك
إنتظرت إجابته ولكنه لم يرد لترفع عيناها له لتجده شارد بها
أحمد لنفسه :
قلبي وجعني عليكي أوي مش قادر أنسى منظرك وإن أنا السبب في وجعك الأيام إل فاتت
عندما وجدته أطال النظر لها والسكوت حليفه قامت وهي تجاهد السقوط فجسدها ما زال ضعيفا وتوجهت لحقيبتها وأخذت ملابس الصلاه وخرجت من الغرفة تحت نظراته المتعجبة منها فهي منذ إفاقتها لا تترك صلاتها
بعد إنتهائها توجهت إلى الشرفة تنظر إلى البحر بشرود عله يريح قلبها المضطرب من أفعاله معها، فهي فى الأيام الماضية رأته بأكثر من شخصية ففي أول يوم ذكرها بوائل وما فعله معها ولكنه بعد ذلك قام بمعالجة جميع جروحها وكدماتها وواظب ع ذلك وكان يطهو لها أيضاً ومع ذلك لم يقترب منها أو حتى حاول إهانتها مرة أخرى رغم الغضب الذي تراه في عينيه أحياناً والرغبة أحياناً أخرى
إحتارت في أمره لتخرج منها تنهيده قوية تعبر عن مدى حيرتها، لتجفل على حركة يديه وهو يحاصرها ويجذبها إليه ليلتصق ظهرها بصدره
أحمد :
هتفضلي واقفة هنا كتير
لتلتفت له
تبا لك أيها الغضب، ولتمت أيها العقل، فهذه الحورية إمتلكت قلبي
كان هذا ما يفكر به عندما رأي تلك العيون اللامعة ببراءة
وقبل أن تجيبه كان يحملها بين يديه ويتجه للغرفة ويجعلها له أمام الله لتصبح زوجته
في منزل رحمة /
والدة رحمة (سعاد) :
رحمه إنتي يا بنتي سرحانة في إيه مش بكلمك؟!
رحمة بتوهان :
أيوة يا ماما لسه مقررتش وبعدين المهلة لسه منتهتش
سعاد :
ربنا يهديكي يا بنتي
وتركتها تتخبط في أفكارها
فى شركة الأحمدي /
كان يترأس طاولة الإجتماع
وائل :
إجتماعنا في شركة التصدير إمتى؟
أحد الأشخاص :
يوم الخميس بعد يومين يا فندم
وائل :
تمام كل حاجه تبقى جاهزة وقبل ما نروح تبعت ورد تاني مع الإعتذار وتأكييد الميعاد
فى الشاليه /
إستيقظ قبلها ليتأمل وجهها وهو لا يصدق أنها كانت بين يديه، شعر بها تستيقظ ليرسم البرود على وجهه
بسمة :
أنا متشكرة على علاجك وإعتنائك بجروحي
أحمد :
بتشكريني وأنا السبب فيها
بسمة :
يمكن تكون السبب بس إنت كان ممكن متعالجنيش وتهتم بس بالإتفاق
كاد الرد ولكن صوت رسالة هاتفها أوقفه
الرسالة /
وليد :(متنسيش ميعادنا)
لتشعر بوجع في يديها لتجده ممسك بكفها بقسوة لتصرخ بآلم
أحمد بغضب مكتوم :
الباشا إل بعدي مستعجل ولا إيه
تجاهلته وردت ببرود :
إتفاقنا مدته إنتهت، ياريت تنهي العقد
أحمد ببرود مصطنع :
إنتي طالق
ثم توجه للخارج وتركها تلم أشيائها وتخرج من الشاليه ومن حياته الشخصية كما يعتقدان
...........................................
فى نفس المكان المجهول /
مجهول 1 :
إتفضل يا باشا الصور
مجهول 2:
تناول منه الصور وأخذ يتفحصها وهو يقول لأ حلوة فعلاً
في المشفى /
تمشي بسمة أقرب إلى الركض لتصل لغرفة إبنتها لتصل إليها وتجد الممرضة تطعمها
بسمة بلهفة وهي تقترب لإحتضانها :
ملك
ملك بإبتسامة :
ماما وحشتيني أوي
بسمة :
يا روح قلب ماما إنتي وحشتيني أكتر
ملك بطفولية :
أنا زعلانة منك مش بتيجي وسيباني لوحدي
بسمة :
آسفة يا قلب ماما، كنت مسافرة في شغل، بس إنهاردة هقضي اليوم معاكي وأنام فى حضنك
وليد بعد دلوفه :
إيه يا ست ملك نسيتي وليد بسرعة وعاوزة ماما أنا زعلان
ملك بضحكة طفولية :
هجيبلك آيس كريم وأصالحك
فيضحكوا جميعا
...................................
لاهو ولاهي يعلمان ماهية ما بداخلهم ولكنهم بأن شيئا يجري بينهم وكان حقا مذهلا
ف صباح اليوم التالي /
دلف يبحث عنها بعينيه وهو لا يشعر بذاته ولا يستطيع السيطرة على شوقه ليجدها تقوم بعملها ولكنه تفاجئ بها تنظر بإتجاهه ليبعد ناظريه ويتجه للمكتب
بسمة لنفسها
هو إيه ده أنا عرفت إزاي إنه موجود معقولة أكون حسيت بيه؛ لأ طبعا إيه الهبل ده يمكن البيرفيوم بتاعه، لتضحك بعدها كالبلهاء ولكن تفيق وتنهر نفسها :
فوقي يا بسمه من الكلام ده إنتي بالنسبة ليه واحدة باعت نفسها بالفلوس وهو بالنسبة ليكي ممول كنتي محتاجاه لإنقاذ بنتك وبس
لتبدأ بعدها بمباشرة عملها ولكن تتوقف مرة أخرى لرؤية رحمة
بسمة :
رحمة إزيك فينك يابنتي رنيت عليكي كتير بعد ما جيت من الأجازة وعرفت إنك أخذتي أجازة خير
رحمة :
بصي يا بسمة أنا أخذت أجازة مخصوص علشان أتجنبك
ثم قصت عليها كل ما حدث بينها وبين عماد، لتتفاجأ برد فعلها، ولكن ليس لوحدها من تتفاجأت فلا أحد رأى بسمة تضحك بهذه الطريقة من قبل ولا ذلك الواقف خلف الباب يتابعها بعينيه ظنا منه أنها لا تراها ولكنه مخطئ فهي وللسخرية شعرت به، ولكنه أغلق الباب بقوة تعبر عن مدى غضبه بعد نهرها عن الضحك ولكن غضبه كان بسبب عماد الذي إقترب من مكتبها هي ورحمة ليهمس لها
عماد :
بقالي سنين مشوفتش الضحكة دي
رحمه بصدمة :
نعم سنين!!
بسمة :
ما هو أنا مقدرش بصراحة مضحكش إنتوا الإتنين أهبل من بعض
عماد :
كده برده يا بسبس
بسمة ببعض الحدة :
عماد إخفي من وشي بدل ما أنسى إننا في الشركة
عماد رافعا يديه بطريقة كوميدية :
وعلى إيه، بس فهمي إل الأستاذه إل جمبك لأنا شكلي هبور من غير جواز وذنبي في رقبتك
بعد دلوف عماد خلف أحمد وبنفس اللحظه التي إنغلق بها الباب تفاجأ بلكمة من أحمدجعلته يترنح
عماد بإبتسامة رغم عيظه من صديقه المغفل ولكنه يعلم أنه غضب بسبب غيرته :
مقبولة منك يا سيدي، بس بما إنك واقع كده متقولها وتخلص يمكن نخلص منك
أحمد بغضب :
كنت بتقولها إيه؟
عماد مشاكسا :
كنت بقولها ضحكتك حلوة كلك على بعضك....
ولم يكمل لتلقيه لكمة أخرى
أحمد :
إنت مستفز
عماد :
ماشي يا بوص، بس أحب أقولك إني كنت بطلب منها تتوسطلي عند رحمة علشان توافق تتجوزني
أحمد بصدمة لكن بفرحة لصديقه :
بجدنويت ألف مبروك
ويقوم بإحتضانه ويبدله عماد الإحتضان :عقابلك يا كبير بس نصيحه مني خد خطوة بدل ما تطير منك
عند بسمة كانت تضحك بخفة على وجه صديقتها وتعابير الصدمة التي تعتليه
رحمة بصدمة :
هي إيه حكاية الأفلام دي
بسمة :
بصي يا رحمة أنا حكيتلك بس علشان تفهمي طبيعة علاقتي بعماد، صدقيني عماد بيحبك اديله فرصة يثبتلك وياريت الكلام إل قولتهولك يفضل بينا
رحمة مؤكده :
أكيد يا بسمة، بصراحه كده أنا عاوزه أعتذر منك على سوء ظني بيكي بس أنا كنت محتارة ومش فاهمه حاجة
بسمة بإبتسامة :
وأنا سامحتك لأنك معذورة ويالا بقى خلينا نفرح بيكوا
كادت أن تجيبها ولكن رنين الهاتف الداخلي أسكتهم
بسمة بعملية بعد رفع السماعة محاولة السيطرة على تلك الدقة الغريبة عنها بداخلها :
أيوه يا مستر /حاضر /ثواني وأكون عند حضرتك
ثم أمسكت بعض الملفات واتجهت للمكتب، وبعد الإذن لها بالدخول تقدمت منه لتعطيه إياها ولكن سقطت منها على المكتب إثر ترنحها، وقبل سقوطها كانت ذراعي عماد الأقرب لها لتستقر في أحضانه لتتثبت بذراعه وهي تضع رأسها ع صدره، وكان وضعها هذا كفيل له بإراقة دماؤها فود لو ينتزعها من أحضان صديقه وإبراحه ضربا ولكن تصنع البرود بجدارة، وجلس بهدوء ينظر لها في أحضان عماد الذي ينظر له ليري رد فعله، كان تمسكها بعماد كفيل ليجعله يظن أنها تريد الإقاع به لصالحها مقابل المال مرة أخرى فلم يستطع التحمل وأخذ نفسه وخرج من المكتب
عماد بقلق :
بسمة إنتي كويسة؟ وأخذ يتحسس جبينها
بسمة :
كويسة الحمد لله متقلقش
عماد :
ماشي يا حبيبتي إهتمي بصحتك أكتر من كده
بسمة :
إن شاء الله يالا أنا هروح ع مكتبي
خرجت وتركته في حيرة من أمره هل يخبر صديقه بحقيقة ما يجمعهم أم ينتظر ليتأكد من مشاعره إتجاهها
................
بعد ما يقرب الساعة وقفت سيارة كبيرة تدل ع مدى ثراء صاحبها أما الشركة، ليترجل منها وهو ينظر للمدخل كفهد ينظر إلى فريسته
وائل لنفسه :
دلوقتي بدأ اللعب يا بسمة
دخلت بسمة لمكتب أحمد لتخبره بإقتراب موعد الإجتماع ولكنها لم تجده لتلتفت مرة أخرى للخروج ولكنها تتفاجأ بمن يغلق الباب ويصدمها به
بسمة بخضة :
مستر أحمد حضرتك بتعمل ايه، وحاولت الفرار من بين يديه رغم الصوت بداخلها يحثها على الثبات
أحمد بغل :
كنتي في حضنه مستمتعة، فرحانة بنجاحك في أول حركة علشان توقعيه صح، إتعودتي تبيعي نفسك حتى لو على حساب هدم سعادة صاحبتك، مهنش عليكي تشوفيها بتتجوز زي باقي البنات المحترمة وإنتي مجرد عاهرة فقولتي تحاولي مع عماد وأهو تطلعلك بقرشين حلوين، أنا هديكي الفلوس وتسيبي عماد بلاش تدخليه حياتك القدرة، خليه يتجوز إل بيحبها
صمت بعد أن شعر بالإنتصار عليها لكشف مخططها ولكن لم يدم ذلك الشعور ليتفاجأ بصفعة على وجهه
بسمة بغضب :
دي آخر مره تكلمني فيها بالطريقه دي، وبالنسبه لرحمة وعماد إنت مش مسؤل عنهم، أقولك على سر إنت مش متقبل فكرة إن غيرك يبقي معايا مش حكاية خوف علي صاحبك، وكأن جملتها فتيل البركان ليعتصر ذراعها في يديه ويهم بصفعها لولا الطرقات علي الباب، تجزم أن دخول سهر تعلمه بوجود الشركاء الجدد
دي حجرة الإجتماع هوالمنقذ لها فكان سيقتلها بلا شك فهي إستطاعت إخراج الوحش بداخله
......................
بعد خروج سهر /
إستنشقت بسمة رائحة ليست غريبة عنا لتشعر بدوار وغثيان ولكن ليس هذا ما يشغل بالها، فهي الآن تحققت أن ظنا صحيح عندما لمحت إسم شركة الأحمدي مدرك في ملف الإجتماع الذي كانت سهر تجهزه بأنها شركة وائل،
، والآن عليها مواجهته مع الصمود أمام ذلك الوحش
كانت تتقدم معه لغرفة الإجتماعات وكلما تقدمت أكثر شعرت بالغثيان يشتد وأيقنت أنه يعلم بوجودها في الشركة فهو وضع ذلك العطر الخاص الذي كانت هي من أهدته إياه أول مره
توقفت قدماها فهي لم تعد تحتمل ووجدت ذاتها ستستفرغ في أي وقت، إثر توقفها إلتفت إليها أحمد وإقترب منها
أحمد بغضب :
مش هستني سيادتك طول اليوم وبعد الإجتماع هنتحاسب على إل حصل من شوية والكلام إل قولتيه
......
لم تكن تبدي أي إهتمام أو تركيز بغضبه أو فيما يقول كانت فقط مهتمة برائحته التي أنعشتها فمنذ إقترابه بدأت أعراض التعب تتلاشى، لتجد نفسها تقترب منه أكثر وأكثر وهي مغيبة فقط تستنشق رائحته
لاحظ أحمد ذلك الإقتراب المغري وكما الحال دائما ظن أنها تريد أن تجعله يقع لها مرة أخرى فتركها وذهب وتبعته هي.......
الفصل الخامس
داخل غرفة الإجتماع /
وائل:
أهلا مستر أحمد... أنا وائل الأحمدي، آسف لعدم حضوري الإجتماع إل فات كنت في شهر العسل عقبالك
أحمد مبادلا المصافحة باليد:
أهلا بيك، وألف مبروك، إتفصلوا نبدأ الإجتماع
كانت تستمع لهم وبداخلها تضحك بسخرية على ذلك الأحمق الذي ظن أنها ستهتم لما يقول ولكنها حقا تشفق على هذه الفتاه
بعد إنتهاءالإجتماع /
وائل:أظن إننا إتفقنا يامستر أحمد وإن شاء الله يكون بداية تعاملات كتير بينا
أحمد وهو يحاول السيطرة على نفسه لألا يقتلع عيني وائل فهو منذ بداية إجتماعهم يحادث أي شخص ولكن عيناه مسلطة على بسمة :
إن شاء الله على خير
وائل وهويشير بإتجاه بسمة :
متعرفناش بالأستاذة
كاد أحمد أن يرد ولكن تفاجأ بها ترد مما أغضبه في بادئ الأمر ولكن ردها هدأه قليلا
بسمة :
هتتعرف عليا وعلى كل شخص في شركة الجداوي من خلال شغلنا إل هنقدمه لحضرتك وأظن ده المطلوب
وائل بنظرة لم يفهمها غيرها فهي نظرة توعد تعرفها جيدا :
فعلا من خلال شغلك
ظلت بسمة تضرع إلى الله أن ينتهي ذلك الإجتماع وان تقاوم شعور الغثيان وبالفعل إستطاعت السيطرة على نفسها إلى خروج الجميع فجاءت لتخرج بدورها لتجد من يجذبها إلى حجرة المكتب بعنف
وعند دخولهم المكتب يقترب أكثر ليهمس في أذنها بصوت كفحيح الرعد، ولكنها ويالسخرية لم تهتم فكل إهتمامها في قربه المؤثر عليها ليتسارع خفقان قلبها لذلك الشعور بالراحة
أحمد بغضب :
قولتي بقى إيه؟ إني مقدرش أشوفك مع غيري، طيب إيه رأيك أنا هجيبلك زبون متأكد هيدفع إل إنتي عاوزاه ده عينه منزلتش من عليكي
فهمت بسمة بأن حديثه على وائل
بسمة بهدوء مصطنع وإستفزاز:
وده أكبر دليل على صحة كلامي، إنك مركز معايا ومع كل واحد يتعامل معايا علشان تعرف هختار مين ومين هيلمسن...
وإبتلعت باقي كلامها مع قبلته التي فاجئها بها كأنه يريد إخبارها بأنها لن تكون لغيره
حاولت دفشه بعيدا عنها رغم رغبتها في البقاء معه وهذا ما جعل قلبها يرتجف من الخوف فشعورها بجانبه لم تشعر به من قبل وهي لا تريد ذلك بالتأكيد، لتتوقف مقاومتها وتستلم له لبرهة وهي في دوامة فكرها فهي تريد أن تعرف ما هذا الشعور ولكنها أفاقت لذاتها عندما وجدته يحتضنها أكثر فهو يريد تحطيم صدره وإدخالها بداخل قلبه والإغلاق عليها، لتهبط تلك المياه المالحة لتلامس خديه وشفتيه، ليلعن نفسه ويلعنها لضعفه أمامها ويبتعد قليلا
أحمد بلهاث :
ممكن أفهم بتعيطي ليه؟
بسمة ببكاء:
أنا مش مراتك علشان....
رديتك
بسمة وهي تنظر بصدمة وبصوت مرتجف :
بتقول إيه؟
أحمد بهدوء:
زي ما سمعتي.. رديتك
لتنهار كامل قواها، ينهار الحصن الذي تجاهد وتشيده لتقاوم كل ما يواجهها من مشكلات، إنهار جبل الجليد الذي تظهره أمام الجميع لكي لا يرون مدى هشاشتها، لتجد نفسها تضربه بكامل قواها بكلتا يديها على صدره وبصوت أشبه بالصراخ :
ليه عملت كده ليه... إل إنت عاوزه أخدته عاوز إيه تاني.. إبعد عني إبعد
أحمد بغضب وصراخ ولكن بصدق إستشعرته بعد عدة محاولات بائت بالنجاح لإمساك يديها والسيطرة على حركتها :
مش قادر.. مش قادر، إنتي ملكتيني، حاولت بس مقدرتش أبعد عنك ولا قادر أسيبك لغيري، ولا قادر أفضل معاكي من غير ما أتعذب وأنا عارف حقيقتك، إنتي ليا أنا وبس فاهمة مش هسيبك تبقى لغيري مهما حصل لو هحبسك إنتي بتاعتي
بسمة بغضب عكس الفرحة بداخلها لتمسكه بها ولكنها تخشي نبرة التملك :
أنا مش بتاعة حد ومش هكون لحد، وإنت تبعد عن طريقي أنا مش طايقاك
أحمد بهمس مغري :
كدابة، إنتي عاوزاني زي ما انا عاوزك، وانا هسيبك تجيلي لوحدك يازوجتي العزيزة
خرجت بسمة من المكتب تلعنه وتلعن قلبها الثائر عليها، تجلس على مكتبها تباشر عملها بعد رفضه إستقالتها وتحديه لها بأنها تريد الإبتعاد لكي لا تضعف له فأرادت المكوث لتثبت له بأنه مخطأ وأنه لا يعنيها، ولكن كيف ستثبت له ولا تستطيع الإثبات لنفسها
في النادي/
تجلس لبنى مع صديقاتها يضحكون ويمرحون
دعاء وهي صديقة لبنى المقربة :
لبنى أنا همشي هتيجي معايا ولا هتستني إنتي؟
فهمت لبنى أن دعاء مستاءة من الجلوس مع رشا ومريهان فهي لا تحبهما ودائما ما تحظر لبنى منهما
لبنى :
لأ إستني هاجي معاكي، سلام رشا سلام مريهان
رشا ومريهان؛:
سلام يا قلبي
مريهان :
أوف البت دعاء دي هتفضل لازقة فيها كده
رشا بغضب :
دى بت مش سهلة وكل ما اقول خلاص لبنى هتبقى لوحدها معانا وهنقدر ننفذ الخطة البت دي تطلعلي مش عارفه منين
مريهان :
لازم نشوف حل بقى انا زهقت بقالنا أربع شهور بنتقرب منها وانا اصلا مش طايقاها مش عارفه محمود بيحبها على ايه
رشا بضحك وسخرية:
بيحبها؛ محمود مش بتاع حب يا ماري ياحبيبتي محمود عاوز يذلها لأنها رافعة نفسها على ايه مش عارفة
في سيارة لبنى /
لبنى بضحك بعد أن رأت عبوس صديقتها :
يا ساتر يارب، إيه يا دودو يا حبيبتي هتقتلي حد ولا إيه
دعاء بنرفزة طفيفة :
بت إنتي انا جبت أخرى من البنتين دول، قال ايه وليه يا لولو متطلعيش معانا الرحلة دي هتبقى جنان، رحلة ايه دي الإمتحانات كمان أسبوعين إيه الناس دى
لبنى بضحك :
خلاص يا دودو قلبك أبيض، وإحنا ياسيتي مروحين نذاكر بس بصراحه موعدكش إني هذاكر عالطول لان هيبقى عندنا حفلة إنهاردة إنما ايه جناااان
دعاء بتساؤل:
حفلة ايه؟!
لبنى بسخرية :
حفلة زعيق وصريخ السيدة إنتصار هانم لما تعرف إن عماد حدد مع البنت ال بيحبها ميعاد الخطوبة لأ وإيه هيبقى كتب كتاب كمان، دي هتبقى حفلة صباحي
دعاء متفهمة :
اه، ربنا معاكي انا عن نفسي هبدأ أول ما أوصل ان شاء الله مش عاوزه أضيع وقت اكتر من كده
لبنى بحقد مصطنع :
إبدأي ياختي إبدأي ما حضرتك الأولى على الدفعة لازم تبدأي إهئ إهئ إهئ
دعاء ضاحكة على تصرفات صديقتها الطفولية :
ده إيه الحسد ده إنتي....
ولم تكمل جملتها لصراخ لبنى إثر صدمها لشخص ما وهو يعبر الطريق
دعاء بخوف :
ربنا يستر يالا ننزل نشوف ايه ال حصل
ليترجلا من السيارة وينظران إلى الشخص الملقى على الأرض
لبنى بتفاجؤ وذعر بعد أن رأته :
إنت؟!؟
....................
مرت عدة أيام كانت الحال مستقرة إلى حد ما، تذهب بسمة إلى العمل تحاول أن لا تهتم به ولا أن تعيره إهتمام ولكن عندما لا يكون منتبها تشبع عيونها من النظر إليه ولا تعلم انه يعرف ذلك ويراها وقد يكون من يسمح لها بتلك الدقائق التي تختلسها للنظر إليه ويعلم أيضا بدخولها لغرفته خلسه لتحتضن جاكيت بدلته المعلق على عالقة الملابس وتستنشق عطره، لذا فقد إعتاد على تركه معلقا هكذا بعد أن ينثر عليه من زجاجة العطر ليري تلك البسمه التي تزين وجهها حينها ولكنه لا يعلم أن تلك الرائحة صارت الحياة بذاتها لها فهي عند الشعور بالتعب والإنهاك تستنشق رائحته لتجدد طاقتها، إلى أن جاء اليوم المنتظر يوم خطوبة عماد ورحمة والذي حاولت والدته كثيراً أن تلغيه وتجعله يصرف نظر عن الإرتباط بتلك الفتاه الغير مناسبة لمكانته فى نظرها ولكنها لم تفلح فما كان منها إلا أن تسايره لألا تخسره وهي تتوعد بداخلها لرحمة
في منزل رحمة /
سعاد :
يالا يابنتي الناس جم بره كل ده بتعملي ايه
رحمة بدلع :
الله مش عروسة
سعاد وبسمة :
ههههههههه
بسمة بمكر :
هقول لعماد يمشي
رحمة بتكبر مصطنع :
مش هيمشي أنا قاعدة في قلبه
بسمة بصفير :
ياواد يا واثق
في الخارج /
المأذون :
فين العروسة يا جماعة
بسمة وهي تصطحب رحمة :
العروسة وصلت
لتتعالي الزغاريط من جيران رحمة للتعبير عن سعادتهم
لتقع عيني بسمة عليه وهو يجلس بجانب صديقه بكل هيبة مهندم وجميل بطريقة مغرية يتابعها بشرود فهو منذ رأها لم يستطع إبعاد عينيه من عليها فهي تبدو خلابة وتلك الفرحة لصديقتها الظاهرة بوضوح وصدق عينيها جعلته يحتار في أمرها أكثر
المأذون :
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
لتتعالي المباركات والزغاريط والتهليل لتعم الفرحة قلب الموجودين جميعا إلا قلبين أحدهما لإنتصار التي لم تستطع تقبل رحمة وأسرتها بأي شكل وزاد كرهها عندما رأت بسمة، والقلب الآخر لذلك الواقف بجوار الباب يتابع ما يحدث بألم فهو تمناها زوجة له
عماد لوالد رحمة :
تسمحلي يا عمو اخد رحمة ونخرج شوية
محمود (والد رحمة) :
إتفضل يابني دي بقت مراتك بس ياريت متتأخروش
عماد بهمس لرحمة :
سامعة مراتي
رحمة بكسوف :
عماد بطل بقى
بسمة مهنئة لهم :
ألف مبروك يا جماعة، أستأذن أنا بقى
عماد بلا وعي:
بسبس هتسيبيني إنهاردة من غير ما تختفلي معايا
ليفيق على وكز من رحمة لينتبه لما قاله عندما وجد النظرات النارية الموجهة له من أحمد وإنتصار
رحمة لإنقاذ الموقف :
أيوة يا بسبس إنتي أقرب حد لينا ياعنى أختنا ينفع منحتفلش مع بعض
وبعد إلحاههم إضطرت بسمة للموافقة مترقبة ما سيحدث من السيدة إنتصار فيما بعد ومحاولة الصمود أمامه فهو وبإعتباره الرفيق الأقرب لعماد سيكون حاضرا
في أحد المطاعم /
تجلس بسمة مقابل له كما رحمة مقابل لعماد ليأتي النادل بعد قليل بأشهي أنواع الطعام
عماد مازحا :
إيه يا جماعة مش هناكل ولا إيه الأكل شكله حلو
رحمة بضحك :
متقدرش تقاوم إنت الأكل
عماد بغمزة :
لأ مقدرش أقاوم الحلو
ليتلون وجه رحمة من شدة الخجل
أحمد بتهديد مصطنع:
طب إعمل حساب إنكوا مش لوحدكم بدل ما أوريك الحلو إل بجد
كاد عماد يرد ولكن أوقفه ذلك الواقف أمامهم يلقى التحية
وليد :
مساء الخير
الجميع :
مساء النور
بسمة :
وليد إزيك عامل ايه؟
وليد :
مضايق منك
بسمة بإبتسامة بسيطة :
ليه كده هو انا أقدر برده
وليد معاتبا :
طب ليه مجاتيش إنهاردة
بسمة موضحة وهي تشير لعماد ورحمة :
كنت مشغولة جداً إنهاردة كانت خطوبة أصحابي عماد ورحمة
ثم تابعت بالإشارة لأحمد متجاهلة الحمم البركانية المتصاعدة من عينيه فبمجرد سماع إسمه تذكر رسالته
وده مستر أحمد الجداوي مدير الشركة إل بشتغل فيها وده يا جماعة دكتور وليد صديق
وليد مهنئا :
ألف مبروك ربنا يتمم بخير، إتشرفنا يا أستاذ أحمد
عماد ورحمة :
الله يبارك فيك /ميرسي
أحمد مقتضبا:
أهلا
وليد خامسا لبسمة بعد أن إنحني :
بسمة إنتي بتهربي
بسمة :
خلاص يادوك سماح المرة دي وبكرة إن شاء الله هجيلك أوعدك
وليد :
هستناكي يا بسمة مينفعش تهملي صحتك أكتر من كده متنسيش ال حصل في الفترة الأخيرة مكنش في صالحك
لتومأ له بهدوء مع إبتسامة
ليكمل :أنا همشي بقى قبل ما الذئب ده يموتني دي كفاية نظراته عليا
لم تتمالك بسمة شتات أمرها لتضحك بصخب ومرح، ليستقيم بعدها ويستأذن ويرحل
عماد ببعض الحدة الملحوظة :
مين ده وإزاي يكلمك كده و...
بسمة مقاطعة إياه:
أستاذ عماد زي ما قولتلكم ده صديق
فهم عماد أنه تجاوز، وأنها لا تريد التحدث الآن، لينظر إلى صديقه فهو إستشعر غضبه ليجده يتابعهم بغموض
فى فيلا عماد /
تجلسان تحتسيان الشاي وهما يتحدثان عن الخطبة
حسنية :
بس الست رحمة زي السكر ما شاء الله
لبنى :
الست رحمة ماشي ياسوسو، بس هي فعلاً عسولة ربنا يسعدهم
حسنية :
ويسعدك يا ست البنات
لتدلف إنتصار عليهم
إنتصار بغضب :
الأستاذ لسه مجاش
لبنى لتمتص غضبها :
محتاجة حاجه يا مامتي يا عسل وانا أعملهالك
إنتصار بسخرية قبل أن تتركها وترحل :
ومن إمتى بتعملوا إل عاوزاه
حسنية بمراضية :
متزعليش يابنتي، ويالا روحي نامي علشان الكلية الصبح تبقى فايقة
لتومأ لها وترحل هي الأخرى متجهة لغرفتها
بعد الإنتهاء من العشاء
عماد :
بسمة يالا نوصلك أنا ورحمة
بسمة :
تمام
أحمد ببرود عكس ما بداخله :
سلام يا جماعة وألف مبروك مرة تانية
في سيارة عماد
عماد بتساؤل :
بسمة مين وليد ده؟
رحمة مازحة :
ليكون إل في القلب يا بسبس
لينظر عماد في المرآه الداخلية يحاول ان يستشف رد فعلها ليعلم ما بداخلها فهو أحياناً يشعر بأنها تكن المشاعر لأحمد ولكنه وجد الجمود
بسمة بهدوء:
ده صديق ليا من سنين إنقطعت العلاقة بينا لما كنت مسافرة ولما رجعت رجعنا نتواصل تاني
بعد إيصال بسمة لمنزلها توجه عماد لمنزل رحمة وكان طوال الطريق لا يكف عن مناغشتها إلى أن وصلا
عماد :
إطلعي نامي عالطول علشان الشغل
رحمة يتذمر :
أنا كنت ناوية أكسل بكرة
عماد بغضب :
نعم ياختي!؛ مقدرش مشوفكش يوم
رحمة بخجل :
ماشي
وكادت أن تذهب لتجد يديها بين كفيه يقربهم من شفتيه ويطبع قبلة رقيقة ويهمس لها :
ربنا يخليكي ليا
رحمة بهيام :
ويخليك ليا
في مكان مجهول /
مجهول 1:
هنفذ إمتى يا باشا
مجهول 2:
يومين تلاتة كده
...
الفصل /السادس
في صباح اليوم التالي /
إحتل الغضب معالم وجهه ليعبر عن مدى إستيائه عندما لم يجدها فعلم أنها ذهبت لملاقاة ذلك المدعو وليد
أحمد بغضب موجه حديثه لرحمة وسهر :
الملفات كلها تتراجع إنتوا مش شايفين شغلكم كويس
سهر :
يا مستر والله ما ليا ذنب دي مش الملفات بتاعتي
رحمة بدمع يلمع بعينها يقتل ذلك الجالس يتأكله الغضب ولكنه لا يريد التدخل لكي لا يضع محبوبته في موقف لا تريده :
الملفات دي أنا سلمتها لبسمة إمبارح بس يظهر إنها لسه مخلصتهاش أنا دلوقتى حالا هتمم عليها وأسلمها لحضرتك
أحمد محاولا السيطرة على غضبه فلقد إستشعر خوفها وغضب صديقه إتجاهه :
ماشي يا سهر إتفضلي إنتي كملي شغلك
وبعد خروج سهر أكمل حديثه موجه لرحمة :
رحمة أنا آسف، انا عارف إني إنفعلت بس انا مضايق شوية وانا بعتبر عماد اخويا وإنتي مراته ياعنى أختي، فيا اختي إتحملي أخوكي شوية
رحمة بإبتسامة بسيطة :
بسيطة يا مستر بس لو سمحت بلاش تعاقب بسمة دي كانت تعبانة جدا وانا....
أحمد بلهفة وخوف إستشعرتهما لتنظر له بذهول مما جاء بخاطرها :
تعبانة تعبانة مالها
ليضحك عماد على علامات الذهول والصدمة بوجهها
رحمة بصدمة :
ها
عماد ضاحكا :
ردي يابنتي الاول وبعدين إنصدمي الأخ هيموت كده
أحمد بغضب :
عماد مش نقصاك
رحمة :
مش عارفة بس هي بقالها فترة عندها هبوط ووشها أصفر
عماد بقلق :
رحمة إنتي كلمتيها إنهاردة
رحمة :
هي إل كلمتني إمبارح بعد ما وصلتني تقولي إنها مش هتقدر تيجي إنهاردة وأنا كلمتها كتير الصبح أطمن عليها بس هي مرديتش
أحمد وهو يلتقط جاكته ومفتاح سيارته :
عماد عنوانها إيه؟
عماد :
أنا هاجي معاك
رحمة :
طمنوني عليها
بعد وصولهم أسفل العمارة التي تقطن بها بسمة كاد أحمد أن يسأل أحد المارة عن شقتها تحديدا ولكنه وجد عماد يصعد الدرج فعلم بمعرفته شقتها لذا غضب وثار ولكنه حاول التماسك إلى أن ظهر احد جيران بسمة يقابلهم على السلم
إبراهيم :
أستاذ عماد إزيك يابني أنا كنت لسه جايلك
عماد بقلق :
خير يا عم إبراهيم
إبراهيم:
والله يابني انا خبطت على الآنسه بسمة الصبح زي كل يوم علشان أشوفها لو محتاجة طلبات مفتحتش ومن شوية بعتلها مراتي مفتحتش، رنيت كتير على نمرتك إلى مديهالي مش بيجمع
عماد بعد أن اخرج هاتفه :
ده فاصل شحن، ماشي يا عم إبراهيم متشكر جدا أنا طلع دلوقتي أشوفها وأبقى اطمنك
إبراهيم :
ماشي يابني ربنا يطمنا عليا أستأذن انا
عماد :
ربنا يستر أنا كده قلقت
أحمد وهو يجذبه من ذراعه :
إنت إيه حكايتك بالظبط
عماد :
أحمد خلينا نطمن عليها الأول وبعدين أفهمك
صعدوا الإثنان إلى شقتها وأخذا يطرقان الباب ولكن لا مجيب كاد أحمد أن يكسر الباب ولكن وجد عماد يفتح الباب بأحد المفاتيح المعلقة بسلسلة مفاتيحه مما زاد وأشعل غضبه
عماد وهو يفتح الباب :
هتفهم بلاش نظرة أبو لهب دي
ودخلا إلى الشقة أخذ عماد ينادي عليها وأحمد يبحث عنها إلى أن وجدها ملقاه على الأرض داخل غرفة النوم فتوجه إليها
أحمد بصراخ :
بسمة
عماد مانعا إياه بغضب :
أخرج بره
أحمد :
أخرج فين دي مراتي
عماد بصدمة :
نعم! مراتك إزاي
أحمد بحدة :
إبعد إيدك وإتفضل بره
عماد بسخرية :
دي أختي يا خفيف
أحمد بذهول :
أختك!
عماد :
يظهر في حاجات كتير مستخبية نطمن عليها الأول وبعدين نشوف
وكاد عماد أن يحملها ولكن نظرات صديقه النارية أوقفته ليحملها أحمد كطفل الصغير ويضعها على السرير بقلب ينزف من الخوف عليها
أحمد:
هات حاجه نلبسهالها نوديها المستشفى
عماد:
لأ هات تليفونك هي كانت مديالي رقم وقالت أكلمه لو حصل حاجه وهو يتصرف
ثم أخرج الرقم من جيبه وإتصل به وقام بفتح مكبر الصوت بعد إشارة أحمد له
:........
السلام عليكم
عماد :
وعليكم السلام مين معايا
:..........
حضرتك إل مين
عماد :
رقمك كان مع أختي وقالت لو حصل حاجه أكلمك هي إسمها بسمة
:.........
عماد بيتكلم صح
عماد بتعجب :
ايوة بس
وليد :
أنا دكتور وليد إحنا إتقابلنا إمبارح فا....
أحمد :
إنت لسه هتتعرف قولنا نعمل ايه هي مغمي عليها
وليد :
أستاذ أحمد أظن، عموما إهدي أنا جاي في الطريق، المفروض في عندك علبه دوا زرقا حطلها منها تحت لسانها وانا مش هتأخر إن شاء الله
أخذ أحمد وعماد يبحثون إلى أن عثروا عليها وفعلوا كما قال لهم وليد واخذوا ينتظروه
أحمد محتضنا إياها :
هموت يابسمة لو حصلك حاجه
عماد :
ممكن تفهمني بقى إنتوا متجوزين إزاي
أحمد :
قص أحمد كل شئ لصديقه منذ رؤيتها للمرة الأولى ونقلها مكتبه لتكون قريبة منه وطلبها المال وعرضه لها وما حدث بعد ذلك
عماد بذهول وغضب :
وليه مطلبتش مني ثم هي هتبقى محتاجة المبلغ ده ليه وإنت إزاي تبقى بالحقارة دي أخرج أحمد لعماد ذلك الظرف المشؤم وأعطاه له ليقرؤه لتجحط عيناه وتشتعل بنيران الغضب
أحمد :
الجواب ده من يوم ما جاني مفارقنيش حتى في أحلامي، حياتي إنقلبت لكابوس من يومها، أذيتها نفسياً وجسديا كنت بحاول أطفي غضبي فيها بس في الآخر كنت بضعف قدام حبي ليها
عماد :
بس ده مش مبرر لتصرفك، أكيد في حاجه غلط
أحمد :
أنا مش أول رجل في حياتها وهي ما انكرتش لما واجهتها إنها باعت نفسها علشان الفلوس
بدأت بسمة تستفيق ليستمعوا لهمساتها
بسمة بصوت متقطع :
م... مل.... ملك
عماد بتعجب :
ملك مين؟!
أحمد :
مش عارف هي همست بإسمها قبل كده أكتر من مرة
ليستمعوا لطرقات الباب فيتوجه عماد لفتحه
وليد :
فاقت ولا لسه
عماد :
لسه بس بتهمس وهي نايمة
تقدم وليد من غرفتها وما إن لبس أن رأها إقترب منها وبدأ في إزالة ملابسها
أحمد ممسكا بيده ليمنعه ومن بين أسنانه :
بتعمل ايه
وليد ساخرا :
حضرتك انا دكتور فبلاش غيرتك دي دلوقتي
.......................
تقف في حمام الغرفة الخاصة بها ممسكة بيدها ذلك الإختبار الذي يظهر لها وجودجنين بداخلها، نعم هي الآن تحمل طفله ولكن كيف ذلك فهي تعلم أنه عقيم، ولكن كيف سيصدقها الآن وهو إنفصل عن زوجته الأولى بسبب خيانتها، ومن المؤكد أنه سيتهمها بالخيانة كما فعل مع بسمة وسيذيقها نفس العذاب الذي كانت شاهدة عليه، ماذا تفعل الآن؟ وما هو الحل؟ هل من المعقول أن لا تكون بسمة خائنة؟؟؟
لتستفق من أفكارها على صوته بداخل الغرفة فتقوم بإخفاء ما بيدها داخل الخزانة وتخرج تستقبله بإبتسامتها المعهودة فهو مع كل سيئاته معشوقها منذ الصغر
سارة :
الحمد لله على السلامة يا حبيبي
وائل بجمود :
الله يسلمك، جهزيلي الحمام ورايا إجتماع كمان ساعة
سارة :
حاضر
.....................
بعد إنتهاء وليد من الكشف وإعطائها بعض الأدوية الوريدية خرج من الغرفة ليجد عماد المنتظر بالخارج يبادر بالسؤال
عماد بلهفة :
أخبارها ايه دلوقتى؟ وهي عندها إيه أصلاً؟
وليد مشيراً لأحمد وعماد بالجلوس ثم جلس هو الآخر
وليد :
من الآخر كده مدام بسمة مكنش ينفع تتجوز الفترة دي لأنها كانت في مرحلة علاج
عماد :
علاج إيه؟
أحمد :
هي تعبانة من إمتي؟
وليد :
واضح إنها لسه معرفتكوش حاجه وأنا كطبيب مقدرش أتكلم بس كصديق ليها إل ينفع أقوله إنها كانت ممنوعة من الإجهاد والتعب لأن ده بيأثر عليها سلبا وطبعاً الجواز... أظن حضراتكم فاهمين ولما جاتلي وعرفتني بتعبها لما كنتوا في الشاليه كان المفروض تفضل في المستشفى كام يوم ولما إتقابلنا إمبارح كنت بعاتبها بسبب تغيبها عن العلاج بقالها فترة
عماد :
كل ده
أحمد :
وليه مقالتليش
وليد :
أظن حضرتك عارف دلوقتي
عماد بمكر فيبدوا أن وليد يعرف الكثير :
طيب وجوزها الأولاني
وليد بغير إنتباه :
ربنا ينتقم منه هو ال...
ليسكت بعدما تدارك نفسه وعلم ما يحاول عماد فعله
وليد بإبتسامة :
متحاولش تعرف حاجه هي مش عاوزة تقولها، ونصيحة مني يا أستاذ أحمد حافظ عليها، ومتحاولوش تضغطوا عليها
عماد :
طيب هي هتبقى كويسة؟
أوشك وليد على الرد ولكنهم أجفلوا جميعا على صوت صراخ يعلمون جيداً مصدره ليهرولوا إليها جميعا وكان أحمد أول من وصل إليها ليجثوا بجانبها على السرير يحتضنها بخوف وقلق ظهر لكل من عماد ووليد فعلموا مدى عشقه لها
بسمة بخوف وهي مغيبة :
لأ... لأ... إبعد.. كفاية.... حرام عليك
عماد بقلق :
هي مالها دلوقتي؟
وليد بهدوءفقد إعتاد الأمر :
هي دلوقتي بتعيش كابوس أو بمعنى أدق بتستعيد ذكريات سيئة عاشتها
أحمد بلهفة وهو يشدد من إحتضانها :
ششش إهدي يا حبيبتي إهدي أنا جمبك
بسمة بدون وعي تستنشق رائحته بعمق بطريقة ظاهرة لأعينهم وكأنها تتأكد من وجوده :
أأأحم.. أحمد.... ثم إستلسلمت للنوم مرة أخرى
عماد :
هو إيه إل حصل دلوقتي.؟
وليد :
بسمة مغيبة عن الوعي دلوقتي بسبب كوابيسها علشان كده كانت بتصرخ، بس فى وسط العالم إل هي فيه ده بيكون جزء من العقل حاضر في الواقع بيربطها بيه الأصوات والروائح فلما سمعت صوت أحمد وهو ضاممها طبيعي تشم ريحته وواضح كده إنها بتحس بالأمان معاه علشان كده هديت ونامت
عماد لأحمد :
واضح فعلاً إنها متعلقة بيك جدا شوف ماسكاك ازاي؟
أحمد بإبتسامة :
والله العظيم دي روحي
وليد :
هي دلوقتي هتفوق في أي وقت وهتبقى كويسة بس لازم تيجي نعمل فحوصات وزي ما قولتلكم لازم راحة واستأذن انا بقى لأنها لو صحيت وعرفت إني قولتلكم حاجه هتزوروني في المستشفى أو المقابر على حسب
عماد :
هههههههه شجاع
أحمد :
أنا هفضل معاها إرجع إنت يا عماد الشركة علشان الإجتماع
وليد :
طيب يالا أوصلك في طريقي
بعد ذهابهم بمدة قصيرة /
لم ينتبه أحمد لإستيقاظها وإستمر في إحتضانها والهمس لها
أحمد بصدق :
ليه يا بسمة تخبي عليا تعبك أنا كنت كاره نفسي بعد إل عملتوا معاكي رغم إنه كان غصب عني، كنت بموت وانا بضربك، كانت النار بتاكل قلبي وروحي وانا شايفك بتتألمي، كنت بقسي عليكي علشان تحسي بوجعي، ، كنت ببرر لنفسي إنك تستحقي القتل بس ضعفت، أيوة ضعفت قدامك وقدام دموعك، تعرفي إنتي عندك حق أنا مقدرش أتخيل إنك في يوم تبقى لغيري ولا أتصور إنك تبعدي عني ولما أشوف رجل يبصلك ببقى عاوز أقتله وأدخلك جوة روحي وأقفل عليكي
أنا وعيت من يوم ما شوفتك على قلبي مكنتش بحس بيه كنت راسم لنفسي حياة عادية بعيد عن الحب لاني إتحطيت في مكانة لازم أكون قدها
الإبن إل أمه بتتعوض بيه عن إل شافته في حياتها، رجل أعمال لازم يلحق الشركة إل دمرها أبوه علشان يعيش هو وأمه، جيتي إنتي وعرفتني بأحمد إل من حقه يعيش بعيد عن أي مشكلة مع حبيبته تعرفي انا كنت بخاف أقسى عليكي لتسيبي الشغل
أنا بحبك... لأ انا إتعديت مرحلة الحب أنا بعشقك، الفترة إل فاتت كنت بتابعك من بعيد وأنا هتجنن نفسي أخدك في حضني وأخبيكي من عيون الكل، بس دلوقتي لما عرفت إني أذيتك وكنت السبب في تعبك حاسس إني كنت بعاقب نفسي مش بعاقبك إنتي، أنا مش عاوز أسيبك متبعديش عني
بسمة بدموع ومن بين شهقاتها :
طب ليه؟ ليه عملت كده؟
أحمد بعد أن أبعدها قليلا ليواجه عيونها الممطرة :
هقولك ليه بس تجاوبيني، ليه إنتي موضحتليش كل حاجه ومقولتليش على تعبك
بسمة:
إنت مسألتنيش عن السبب لما طلبت منك الفلوس حكمت عليا من نظرتك
أحمد بحدة :
لأ مش من نظرتي، لأني كنت عارف إنك جاية تطلبي فلوس ولأني لما عرضت عليكي الفلوس مقابلك وافقتي، إمسكي الجواب ده، ده جاني قبل ما تدخلي بدقايق
(مستر أحمد الجداوى أحب أعرفك حقيقة موظفينك لأنك صعبان عليا وخايف على سمعة شركتك وخصوصاً إنك شخص محترم فلما تبقى مخدوع في سكرتيرة مكتبك بسمة عبد الحميد من واجبي أنبهك، بسمة عبارة عن عاهرة متخفية بالزي الملتزم والحجاب بتبيع نفسها لليدفع، وعلشان تتأكد من كلامي هي هتحاول معاك قريب بطريقه الصعبنيات وطلب سلفة ومرة ورا مرة هتحاول تغريك علشان تديها كل إل تطلبه فسهل إنت المهمة عليها ولما تيجي تطلب منك فلوس إعرض عليها تدفعلك التمن ومتستناش)
بسمة بجمود عكس ما بداخلها :
وإنت حكمت عليا من غير ما تسأل ولا تواجهني
أحمد مبررا :
كنت مجروح مدبوح من الإنسانة الوحيدة إل حبيتها مش قادر أصدق إني إتخدعت فيكي بس...
بسمة مقاطعه؛
بس لقيتني طلبت الفلوس فمفكرتش إن الجواب ده لتشويه سمعتي وعلشان متساعدنيش بالفلوس حكمت عليا من غير ما تدي فرصة لنفسك تسألني عاوزة الفلوس لإيه أو تتأكد من صحة الكلام إل وصلك وقبل ما تسأل هو عرف منين إني هطلب فلوس منك لاني كنت عنده قبلك وطلبت منه فلوس بس تعرف هو عمل زيك بالظبط وطلب نفس المقابل
أحمد بغضب :
مين ده إل كنتي متجوزاه؟
بسمة بصراخ وغضب :
دلوقتي بقيت كنت متجوزة قبل كده كنت ببيع نفسي، أيوة هو... هو إل كنت متجوزاه... هو إل عيشني سنين حب وهنا وبعدين سقاني عذاب مضاعف، إل إنت عملته ميجيش حاجه جمب إل هو عمله فيا، كل يوم كان يضربني ويعذبني ووصلت بإنه يحبسني ويمنع عني الأكل والماية، كل يوم كان بيكتفني بكرسي ويجبرني أشوفه مع الستات إل كان بيتجوزهم كان كل يوم يتجوز واحدة شكل بس علشان يعذبني لغاية ما خلاص معدتش قادرة أتحمل وهربت بس قبل ما أبعد وقعت مافوقتش غير في المستشفى والممرضة بتقولي ربنا يعوض عليكي، قتل الطفل إل جوايا بجبروته وضربه وتعذيبه فيا
إنت بتقول غصب عنك هههههههه وليه محاولتش تتأكد ليه كلكم نفس الشخصية
أحمد بصدق :
أنا آسف سامحيني بجد أنا ندمان على إل حصل، بسمة أنا بحبك وعاوز نبدأ من جديد
بسمة :
وانا مش هقدر ومش موافقة ولو سمحت تسيبني لوحدي
أحمد :
أنا هسيبك دلوقتي ترتاحي، بس لازم تروحي لوليد، أنا عاوز أجي معاكي بس عارف إنك مش هتوافقي وأنا مش حابب أضغط عليكي
....................
واه لو تعرفين أنك بالنسبة لي لست إمرأة عادية كنت أومن أن بداخلك مختلف شئ ما يجذبني نحوك، كنت أشعر أن تلعثمك ما هو إلا ضجيج بداخل أفكارك، لم يكن في الواقع لدي مشكلة في صمتك فكنت أعلم أن إن تحررتي من قيودك ستبوحين بالكثير من الكلمات، شعرت أن قلبك نقي وصافي تماماً من القسوة المرسومة على وجهك، أحببت الطفلة بداخلك التي تخجل ان تظهر أمام الناس، طفلة تضع بينها وبين الحياة حاجز أريد بشدة كسره وتخطيه وإقتحامه وإقحامك داخل قلبي
الفصل السابع
بعد مرور عدة أيام
في الشركة /
داخل غرفة الإجتماعات /
عماد بفرحة:
ياااااه الصفقة دي كانت صعبة ومهمة جدا وأخيراً خلصناها
بسمة بإبتسامة عملية :
الإجتهاد أخره النجاح
محمودأحد مسؤلي قسم المحاماه :
كده يبقى تقريباً كل الورق القانوني جهز
أحمد بعملية:
هنشوف الشركة المنتجة هتنفذ إمتي ومنها نركز على باقي شغلنا
ليقاطع حديثهم وطرق الباب ودلوف سهر
سهر :
آسفة مستر أحمد بس في واحدة بره مصممة تقابل الأستاذه بسمة وبتقول مسألة حياة او موت
أحمد :
بس في إجتماع دلوقتي
سهر:
قولتلها حضرتك، بس هي أصرت لدرجة إنها عيطت
عماد :
طيب يا أساتذة الإجتماع خلص، وانتي يا سهر دخليها بعد إذنك طبعاً يا بسمة
لتومأ برأسها في هدوء، لتدلف بعدها تلك المرأة لتقف بسمة بذهول
بسمة بدهشة :
سارة؟؟!!
سارة بترجي :
ساعديني يا بسمة
بسمة :
أنا آخر شخص في الدنيا يقدر يساعدك وإنتي عارفة كده كويس، وطبعا إنتي جاية دلوقتي وفاهمة إنه مش هيعرف يبقى لسه معرفتهوش، صدقيني يا سارة مقدرش أساعدك ونصيحة مني تمشي دلوقتي وتشوفي هتقوليله إيه عن زيارتك دي
. ................................
تجلس أمام قبر والديها تنعي وفاتهما، فهما منذ شهرين قد توفوا في حادث سيارة ومن يومها هذا تقاسي الأمرين فهي وحيدة تعيش على مدخرات والدها لا يسأل عن أحد سوي جارتها السيدة سهام وإبنها إيهاب، قضت فترة النهار عند والديها تقرأ لهم ما تيسر من القرآن وتدعوا لهم تارة وتتحدث معهم وتشكوا وحدتها تارة أخرى
طرق الباب
سهام :
إيه يابنتي إل أخرك كده قلقتيني
دنيا :
معلهش يا طنط كنت حابة أقعد معاهم شوية دول وحشوني أوي
سهام :
ماشي يا دنيا بس بعد كده يا حبيبتي بلاش تطولي هناك خصوصا وإنتي لوحدك
دنيا :
حاضر يا طنط إن شاء الله
في الشركة /
رحمة بذهول :
كل ده حصل ومتقوليش
عماد:
الفترة إل فاتت كنت مركز في الصفقة وملقيتش وقت أحكيلك فيه
رحمة :
بسمة شكلها شافت كتير
عماد :
ما هو ده إل مجنني ليه متقوليش أنا أخوها
رحمة:
معلهش يا حبيبي أكيد عندها أسباب
عماد بمكر :
قولتي إيه حبيبك
رحمة بكسوف :
عماد إحنا ف إيه دلوقتي، خلينا نركز في شغلنا
...............
كانت تجلس على الفراش تفرك صوابع يدها بتوتر ملحوظ يزداد مع إقتراب صوت خطواته لتجده أمامها
وائل بهدوء مصطنع :
إنتي خرجتي إنهاردة؟
سارة بإرتباك :
لأ وهخرج ليه
ليومأ لها بهدوء وهو يفكر في السبب الذي جعلها تكذب وسبب ذهابها لبسمة
عند إيهاب /
إيهاب :
بقولك إيه يا ماما انا بفكر أسافر
سهام بعتاب :
تسافر وتسبيني يا إيهاب لوحدي
إيهاب :
ما إنتي عارفه يا ماما الحال في البلد مش اوي وانا عاوز اعمل حاجه للمستقبل
وقبل أن تجيبه جفلوا من الصراخ القادم من شقة دنيا ليندفعوا بإتجاهها ليروا ماذا يحدث
إيهاب بعصبية بعد أن وجد مجموعة من الرجال يجذبوها من ذراعها بعنف وقوة :
إنتوا مين وإزاي ماسكينها كده
أحد الرجال :
وإنت مالك دي بنتنا وإحنا حرين فيها
إيهاب :
بنتكوا إزاي؟
عصام :
دي بنت أخويا إل جه يشتغل هنا وإتجوز من هنا وإحنا جايين ناخدها تعيش معانا
سهام وهي تحتضن دنيا :
تاخدوها فين دنيا مش هتمشي من هنا
عصام بعصبية :
وإنتي مالك ياستي إنتي دي لحمنا وهتيجي معانا
دنيا ببكاء:
ولما أنا لحمكم عمري ما عرفتكم ليه وليه جايين دلوقتي وبابا متوفي بقاله شهرين
إبراهيم :
أخويا محمد كان بينوا وبينا خلاف بسبب أمك بس دلوقتي إنتي أمانة في رقبتنا وهتيجي تقعدي معانا في وسط ولادنا عيلتك كلها مستنياكي
دنيا :
حرام عليكوا أنا مقدرش أسيب هنا الدراسة هتبدأ كمان كام يوم ودي شقة بابا مش هقدر اعيش غير فيها
عصام :
وتفكري إننا هنمنعك من الدراسة إحنا هنحولك في الجامعة عندنا والشقة دي محدش هيقربلها وهتفضل بتاعتك
دنيا :
بس
إبراهيم :
مافيش بس إدخلي جهزي نفسك
إيهاب :
بس انا مش موافق
عصام :
وانت تطلع مين
إيهاب :
أنا جوزها
جحطت عيني سهام ودنيا ولكن حاولوا التماسك
إبراهيم :
جوزها إزاي؟
إيهاب بذكاء:
أنا كنت طلبت إيدها من عم محمد بس لما إتوفي كل حاجه وقفت بس إمبارح كتبنا الكتاب لان مينفعش تقعد لوحدها كده وانا طبعا مكنتش اعرف بوجودكم علشان اجدد طلبي
عصام :
وأديك عرفت
إيهاب :
يبقى تتفضلوا تقعدوا علشان نتكلم
عصام :
مش دلوقتي ومش هنا ولا إنت متعرفش الأصول، لازم تيجي البلد عندنا تطلبها ويتعملها فرح قدام كل الناس
سهام :
وإحنا موافقين ياحج الأصول لازم نمشي عليها إتفضلوا إقعدوا وأنا هعملكم شاي ونتفق على التفاصيل
...........
في منزل بسمة /
يطرق الباب لتتوجه بسمه لفتحه لتجد أمامها سيده في العقد الخامس لكنها تبدوا أكثر شباب ومن تكون سواها
بسمة بهدوء:
إتفضلي إنتصار هانم
إنتصار بتكبر وهي تتقدم بتعالي :
أنا جيت أفهم منك جاتلك الجرأة منين تقربي من إبني وتستغليه
بسمة :
أنا مستغلتوش هو....
إنتصار بعصبية:
كدابة ومستغلة أنا شوفتك يوم كتب كتابه وعرفت إنك بتشتغلي معاه في الشركة وطبعاً مش صعب أعرف إن هو إل مشغلك
بسمة :
حرام عليكي إنتي عاوزة إيه مني؟
إنتصار :
تبعدي عن إبني خالص فاهمة بطلي شغل السهوكة بتاعك ده
بسمة بإنهيار :
إنتي ليه محسساني إني عاوزة أخطفه او أتجوزه دا أنا أخته ليه كده أنا مش عارفة بتكرهيني ليه أنا معملتش حاجة وحشة ليكي كل الحكاية إني كنت محتاجة شغل وهو ساعدني لو مطلبتش المساعدة من ابن خالتي واخويا هطلبها من مين
إنتصار بغل :
أنا قولتلك قبل كده لما جيتي تسألي عليه تبعدي عنه وأيوة أنا بكرهك ومش بطيقك إنتي بنت عدوتي، هي بالإسم أختي لكن أنا بكرهها بعد ما إتجوزت الشخص الوحيد إل حبيته
بسمة بدموع :
حرام عليكي هي ذنبها ايه إن بابا حبها هي وطلبها هي من جدو
إنتصار :
ذنبها إنها حبته ووافقت تتجوزه، آخر الكلام إبعدي عن طريق عماد ولا إنتي عارفه أنا ممكن أعمل إيه
ورحلت وتركتها تستعيد ذكرياتها المؤلمة عندما ذهبت تبحث عن عماد فور إنتقالها لهذه المدينة ولكن تلك المرأة الدعوة بخالتها قابلتها بتهديد ووعيد بأن تبتعد عن عماد وإلا سوف تقدم للشرطة مستندات تثبت تورط والدها في تجارة المخدرات قبل وفاته وتشويه سمعته وسوف تقوم بإذاء والدتها القابعة بإحدى دور المسنين التي لا تعرف بسمة عنها شيئا فهي لم تكن تعلم بوجود أمها ع قيد الحياه من الأصل فقد أخبروها أنها توفت إثر مرضها بعد وفاة زوجها وشريك عمرها ومع المستندات التي تثبت كلامها لم تستطع اللجوء للشرطة لمساعدتها ونعتتها بالسارقة والمستغلة لرابطة الإخوة
خرجت بسمة مكسورة الخاطر والقلب فتقابلت مع عماد بالخارج فأخذها إلى أحد المطاعم وأخذا يتحدثان إلى أن وصلوا لموضوع العمل
...........
في مكان مجهول /
مجهول 1:
زي ما أمرت ياباشا الصور إتبعتت
مجهول 2:
لما نشوف هدى هانم هتعمل إيه علشان تنقذ سمعة إبنها
في فيلا الجداوي /
تطرق الخادمة سعاد باب غرفة سيدتها لتأذن لها الأخيرة
هدى :
في حاجة يا سعاد
سعاد:
الظرف ده جه لسيادتك يا هانم
هدى وهي تلتقطه :
تمام إتفضلي إنتي حضري الغدا
لتومأ لها وترحل تزامنا مع فتح هدى الظرف لتجد صور لإبنها مع إمرأ تتذكر رؤيتها في الشركة، صور تدل على مدى قربهم وأن هناك شئ بينهم ومع الصور ورقة مكتوب فيها
(شوفتي إبنك ياهدي جايب واحدة من الشارع يقضي معها كام يوم)
............
عند دنيا /
إيهاب :
أنا آسف يا دنيا إني إتصرفت قبل ما أخد رأيك
دنيا :
أنا لازم أمشي من هنا علشان ميلاقونيش
سهام :
إزاي بس يابنتي أنا ليا رأي بعد إذنك
دنيا :
إتفضلي يا طنط
سهام :
بصي يا دنيا إيهاب إبني رجل يعتمد عليه وإنتي بسم الله ماشاء الله عليكي عروسة زي القمر أنا رأيي إن اللعبة إل إيهاب عملها على أعمامك تبقى واقع
دنيا :
بس
إيهاب :
إنتي ليكي حق الرفض يا دنيا وساعتها إحنا ممكن نروح لمحامي ونشوف رأيه
دنيا :
مش قصدي بس انا مش مستعدة للجواز دلوقتي
سهام :
خلاص تكتبوا الكتاب بس ونزور أهلك ونعمل الواجب والأصول ونأجل الفرح بعد ما تخلص دراسة
لتومأ لها بصمت وخجل ليبتسم إيهاب على خجلها
سهام :
مبروك يا حبايبي ربنا يسعدكم
بعد عدة أيام /
تحولت الشركة فيهم لحالة هرج ومرج بسبب غضب وإنفعال كلا من أحمد وعماد وتشاركهم القلق والخوف رحمة، فمنذ إختفائها أصبح القلق عليها والغضب منها ملازهم
أحمد بعصبية وحدة :
ياعنى إيه متعرفش هي فين وإنت بتقول إنها كلمتك وإل أعرفه إنك دكتورها وصديقها مش هقولك إزاي مكانها
وليد بإستفزاز :
وأظن حضرتك جوزها والأستاذ قالها وهو يشير بإتجاه عماد أخوها وأنتوا أولى تعرفوا مكانها
أحمد:
إنت ليه مش مقدر موقفنا وإننا قلقانين عليها
وليد بتنهيدة:
والله العظيم ما أعرف مكانها هي بتتصل بيا كل يومين ووعد لو عرفت مكانها هقولكم
وتركهم وإنصرف
عند خروجهم من باب الشركة إصطدم بشخص ما
وليد :
آسف....... إنتي!!!
لبنى :
هههههه كده كتير الصراحة كل مرة لازم حد فينا يخبط التاني
وليد :
خير كله خير
لبنى :
بعد إذنك
وتركته يتبع أثرها بعينيه
وليد في نفسه لو بصت وراها يبقى خير أوي وإبتسم إبتسامة صغيرة هادئة أخذت في الإتساع لتتحول لضحكة عندما وجدها تنظر له وتبادله الإبتسام
..................
أحبك أحبك كالمجنونة وكنجمة تلمع في السماءتريد آثر الكون بضيائها
ربما أنت أحييت وأخرجت الطفلة بداخلي وجعلتني أريد حمايتك حماية الأم لطفلها في هذا الصمت بيننا قررت أن أصفح عن تلك الأخطاء التي إرتكبتها في حقي ولكني إضطررت الإحتفاظ بذلك النبض الذي نتشاركه
....
تجلس شاردة في حالها لا تعلم أهي إتخذت القرار الصائب بالبعد أم لا، كل ما تعرفه أنها مجهدة كثيراً، تفكر كيف ستقود حياتها فيما بعد؟ كيف ستدبر أمر بيت لتأتي بإبنتها عند إنتهاء فترة نقاهتها وذلك الجنين الذي لا ذنب له، طرقات جعلتها تخرج من دوامة أفكارها
سهر :
إيه يا بسمة بنادي عليكي من بدري
بسمة :
معلهش يا سهر مسمعتكش
سهر :
ولا يهمك أنا قلقت عليكي بس لتكوني تعبتي، ثم تنهدت ونظرت لهابصمت
بسمة :
عاوزة تقولي ايه؟
سهر :
لإمتي هتفضلي كده
؟؟!
بسمة :
أنا آسفه يا سهر أنا عارفة إني تقلت عليكي
سهر بعتاب :
متقوليش كده يا بسمة والله ما قصدت إنتي عارفة غلاوتك عندي ثم أكملت بضحك
صحيح مكنتش بطيقك الأول بس بعد وقفتك جمبي أنا مديونالك بحياتي، بس بصراحة مستر أحمد ومستر عماد صعبانين عليا أوي، ولا رحمة دي كل شوية تبص على مكتبك وتعيط
بسمة بدموع:
غصب عني يا سهر لازم أبعد عنهم علشان مصلحتهم في مشاكل كتير هتحصل ليهم لو فضلت في حياتهم، خليني بعيد كده أحسن
قوليلي بس عملتي إيه في إل قولتلك عليه قالتها وهي تمحي أثار دموعها
سهر بتذكر :
أه.. كله تمام وتقدري تبدأي شغل من إنها دة، أنا فهمت مستر أحمد إن الشغل كتير وبدل ما نضيع وقت في الإعلانات إن ليا قريبة خريجة محاسبة بس مش هتقدر تيجى الشركة لظروف خاصة وإني أضمنها وهكون صلة الوصل، في الحقيقه هو كان متردد بس إقتنع لما عرف بضغط الشغل
بسمة بإمتنان :
شكراً يا سهر إنتي ربنا بعتك ليا
سهر بحب :
إنتي إل ربنا بعتك ليا لولا إنك لما لقتيني منهارة وأنا خارجة من الشركة وسألتيني وجيتي معايا وإتبرعتي لأمي بالدم كان زمان ماما ماتت وأنا ماليش غيرها في الدنيا وبصراحة أنا لو كنت مكانك مكنتش عبرتني إنتي ناسية يابنتي أنا كنت بعمل فيكي إيه
بسمة بضحكة :
إنتي هتقوليلي إنتي كنتي بتكرهيني بشكل
سهر :
بصراحة كده كنت بغير منك أصلك وصلتي ونجحتي بسرعة أوي، مكنتش أعرف إن الحب طاير في الجو
بسمة بغضب مصطنع :
إمشي يا سهر من وشي
......
الزواج هو منهج لإستكمال الحياة البشرية ولكنه أيضاً يقلب حياة البشر رأس على عقب وخاصة إذا لم يتجهزوا له
تجتمع العائلة كلها ترحب بإبتهم وزوجها الذي أثبت صحه كلامه وصفاء نيته واعطاهم قسيمة الزواج الذي أتماه عند مأذون شرعيا في اليوم التالي لحضور أعمام دنيا لأخذها
عصام :
قومي يا دنيا إدخلي جوة مع بنات عمك علشان تجهزي
دنيا :
أجهز لإيه يا عمو
عصام :
للفرح يابنتي الناس هتوصل بعد العشا
دنيا بإستغراب :
فرح! فرح إيه؟
إبراهيم :
فرحك إنتي وإيهاب ولا إنتوا رجعتوا في كلامكوا
إيهاب :
لأ أبدا ياحج إبراهيم كل الحكاية إننا كنا ناوين نأجل الفرح لبعد ما دنيا تخلص دراسة
عصام :
وترضاها الناس تتكلم، إنتوا في بيت واحد ومتجوزين ومحصلش إشهار
إيهاب :
عندك حق ياحج، يالا يا دنيا إطلعي معاهم
............
في فيلا الجداوي /
هدى بعصبية وهي تتحدث في الهاتف :
إنت إيه مش بني آدم ده إبنك حرام عليك عاوز تدمره
مجهول :
أنا قولت إل عندي الفلوس توصل وإلا كل الصور إل وصلتك هتبقى على كل المواقع
هدى ببكاء:
ربنا ينتقم منك
ثم أغلقت الهاتف بعصبية ولم تنتبه لذلك الواقف خلفها
أحمد بعد أن حاول تهدئة نفسه :
فلوس إيه إل عاوزها منك؟
لتشهق بفزع وتلتفت له
هدى بتلعثم :
ف.. ف.. فل.. فلوس إيه إنت بتتكلم عن مين
أحمد بغضب :
ماما أنا سمعتك فلوس إيه إل البني آدم ده عاوزها منك وليه
هدى بإرتباك :
ما.. مافيش هو كان عاوز فلوس وإتصل يطلبها مني وأنا رفضت زي ما سمعت
وقالت مغايرة للموضوع :
يالا أنا هخلي سعاد تحضر الغدا وذهبت من أمامه سريعا
أحمد بحيرة :
يا تري مخبية عليا إيه يا ماما
الفصل / الثامن
تجلس القرفصاء في غرفتها تبكي وتنتحب فتلك هي حالتها منذ أن علمت بالجنين في أحشائها لا تختلط كثيراً بمن حولها فقط تنتظر ما سيحدث لها عندما يعلم وائل بالأمر
لتدخل عليها تلك المرأة الاربعينية تراها تعلم مدى إستقراطها وغرورها الواضحان عليها
نوال :
سارة إنتي قاعدة كده ليه
سارة :............
نوال بغضب :
بنت أنا بكلمك ردي عليا وبعدين إيه منظرك ده قومي ظبطي شكلك قبل ما وائل ييجي ويلاقيكي بالشكل البيئة ده
سارة بسخرية :
هيعمل ايه ياعنى هيموتني متقلقيش هو كده كده هيموتني
نوال بغضب جارف :
إيه الكلام الفاضي ده وبعدين إنتي إيه حكايتك بقالك كام يوم
سارة بصراخ وكأنها وجدت وسيلتها لدفع ما بداخلها :
حكايتي حكايتي إني حامل عارفة ياعنى ايه حامل، واحدة متجوزة واحد عقيم وتحمل تخيلي بقى رد فعله إيه لما يعرف
.......
من جهة أخرى لاحظ وائل تغيرها في الأيام الأخيرة وتجنبها له وبكائها ليلا، بعد إنتهاء عمله توجه للفيلا الخاصة به ليبدل ثيابه ويأخذها لتتنزه معه فهو يشعر بالذنب إتجاهها وأن لها حق عليه ولكنه تصنم مكانه عندما سمع صراخها وما قالته
سارة بضحكة هستيرية :
إيه رأيك بقى في المفاجئة دي، أنا حااااامل هههههههه، طبعاً وائل عمره ما هيصدق إنه إبنه وإني ما خنتوش بس هيصدق إزاي وهو عقيم لتنهار باكية وتسقط أرضا
صدمت نوال في البدايه ثم علت ضحكتها شيئا فشيئا مما زاد تعجب إبنتها
نوال محاولة السيطرة على ضحكتها :
مبروك مبروك يا قلب مامتك إمبراطورية الأحمدي كلها هتبقى تحت امرك وليكي إنتي وإل في بطنك
سارة بذعر :
إنتي بتقولي إيه إنتي فاهمة الكلام إل بتقوليه
نوال بخبث :
إهدي بس وأنا أفهمك وجذبتها لتجلس على الفراش بجانبها، بصي ياسيتي وائل مش عقيم ولا حاجة وائل ممكن يخلف عادي ومافيش أي مانع عنده
سارة بصدمة لا تقل عن صدمة وائل فهو كاد السقوط عند سماع ما قالته :
إنتي بتقولي إيه؟؟!!!
نوال :
إنتي عارفة بعد وفاة خالك مراته تعبت جدا تقريباً إتجننت فأنا مكنتش هسيب ثروة أخويا تروح لحد غريب إتفقت مع إنتصار تاخد أختها مقابل جزء من الثروة وأنا أخد بسمة وطبعا بعد ما بسمة بقت تحت وصايتي فلوسها كلهابقت تحت إيدي وطبعا سذاجتها خلتها تصدقني لما قولتلها إن أبوها أفلس قبل ما يموت بس إل معملتش حسابه إن وائل يشوفها ويتجوزها وأنا كنت بخطط لجوازكم في الأول بصراحة إفتكرت إنها مجرد بنت عجباه هياخد غرضه وبعدين يسيبها فوافقت بس بعد ما خليته يمضي على تنازل إنه غير مسؤل عن أملاكها لأن خالك الله يسامحه بقى كتب إنها لما تتجوز إدارة أملاكها من حق جوزها وطبعا وائل كان فاكر إن أملاكها دي هي الفيلا ال كانت عايشة فيها وبس وكان عذري إني خايفة على بنت أخويا وعاوزه أضمنلها حقها ومعرفش إني بعت الفيلا والأمور مشيت زي ما خطت لغاية ما إتجوزوا وجت ملك وعدت سنة ورا سنة ونسيت موضوع جوازك من وائل بس لما دخلت عليكي ولقيتك منهارة بدأت أفكر تاني
فلاش باك /
نوال بخضة :
ساره مالك يا حبيبتي
سارة :
مش قادرة ياماما بحبه أوي كنت فاكرة إني هنساه وأتقبل إنه إتجوز
يومها عرفت إن لسه في أمل إن وائل وثروته ميرحوش من إيدينا وكنت بفكر في خطة تبعدهم لغاية ما بسمة جت وطلبت مني أساعدها تعمل حفلة مفاجئة لوائل بمناسبة حملها الجديد فخطرت فكره في بالي وروحت لوائل المكتب ومثلت قدامه الغضب والتوتر
وائل بحيرة :
مالك يا طنط حاسس إنك مش على بعضك
نوال بتردد مصطنع :
اص... اصل في موضوع عاوزة أكلمك فيه
وائل بعدم فهم :
موضوع إيه؟
نوال بدموع زائفة :
أنا خلاص معدتش هقدر أغشك أكتر من كده أنا حاسه بالذنب بس كنت بقول لأنها بنت أخويا أسكت بس بس
وائل بنفاذ صبر:
بس إيه كملي عالطول
نوال بحزن مصطنع :
بسمة بسمة أصلها ياعنى
وائل ببعض الحدة:
أصلها إيه
نوال :
بتخونك
وائل بعصبية :
إيه إل بتقوليه ده
نوال بصراخ مبحوح :
زي ما سمعت بتخونك وملك مش بنتك
صدمة إجتازت أوصاله مما إستمع ليطيح بما على المكتب وهو يصرخ :
بطلي تخاريف إزاي مالك مش بنتي؟
نوال بخبث:
أنا عرفت بالصدفه إن بسمة على علاقة بواحد بعد جوازكم بمدة وده بعد ما سمعتها بتتكلم في التليفون وتتفق تقابله فخرجت وراها وسمعتها بتقوله إن هي حامل منه وهو قالها إن دي فرصتها إنها تكتب الطفل بإسمك وكده تضمن ثروتك
وائل بعصبية :
إنتي أكيد إتجننتي مستحيل بسمة تعمل كده
نوال بمكر :
لأ حصل وعملت كده ولما واجهتها قالت إنها ندمانة وإترجتني أتستر عليها وفعلاً لأنها بنت أخويا خفت عليها من الفضيحة وعاشت سنين تحت مراقبتي أو زي ما كنت فاهمة لغاية
وائل بهذيان :
لغاية إيه؟
نوال :
لغاية ما شوفتها واقفة مع رجل غريب جمب الفيلا يوم ما جيت من السفر مقدرتش أشوف وشه كويس بس سمعت صوته وعرفت إنه هو، بس صدمتي كانت كبيره بعد ما سمعته بيقولها مبروك المرة دي تبقي ولد وبكدة كل حاجه هتبقى ليكي
وائل بإنهيار :
ياعنى جاية تقوليلي إن بنتي مش بنتي وإنها حامل بس مش من صلبي
نوال بغموض :
بصراحة معرفش إل في بطنها منك أومنه علشان كده جيت أقولك لأنك صعبت عليا
وائل ببسمة سخرية :
لأ كتر خيرك
نوال بإبتسامة جانبية لم يرها وائل :
أنا عملت إل عليا وخلصت ضميري وإنت أتأكد من كلامي
وطبعاً بعد ما أقنعته يروح لدكتور صديق بإعتبار هيكون ستر ليه وافق وكنت متفقة مع الدكتور وأديته الفلوس إل طلبها وأثبتله إن ملك مش بنته وإنه عقيم
باااااااااااك
سارة بصراخ هستيري :
حرام عليكي حرام إنتي إيه شيطانة، ذنبها إيه بسمة إل عاشته كان صعب صعب ده عذبها بكل الطرق، حرام دي بنته بتموت قدامه وسابها هتروحي من ربنا فين إنتي مجر.......
قطعت كلمتها بعد ما رأت وائل يدلف إلى الحجرة وتعبيرات وجهه تدل على إستماعه لما دار بينهما فكانت نظراته كفيلة بإحراق الأخضر واليابس
لتشهق فزعا فتنظر نوال لما تنظر إليه إبنتها لينحصر الهواء داخل رئتيها وتعيش رعبا ليس له مثيل وينتفض جسدها خوفاً من الذئب البشري القادم فى إتجاهها
وائل بصوت مميت :
ساعة واحدة وملقيش ليكي أثر في حياتنا وإلا هيبقى أخر يوم في عمرك
لتهرول سريعاً إلى الخارج
سارة بخوف :والله ما كنت أعرف وكنت مخبية عليك الحمل لأني كنت عارفة إنك مش هتصدق إنه منك والله..
لتتفاجأ بما تراه
وائل ببكاء:
أنا قتلت إبني بإيدي وممكن تكون بنتي ماتت وبرده بسببي
سارة بحنان :
ربنا غفور رحيم وإن شاء الله ملك هتكون كويسة
وائل :
لازم اروح لبسمة وأشوف بنتي لازم أخليهم يسامحوني بأي طريقة
سارة ببكاء:
إن شاء الله هتسامحك وتعيشوا سعدا مع بنتكم
وائل متدارك ألمها :
سارة أنا مش هتجوز بسمة أنا بس عاوزها تسامحني أنا هفضل معاكي إنتي أنا سعيد معاكي بشوف في عيونك حنان وحب كأني إبنك والرجل الوحيد في الدنيا
سارة بحب وبكاء:
علشان إنت كده إنت إبني وحبيبي وجوزي وأخويا والرجل الوحيد في الكون بالنسبة ليا
ليقطع المسافة بينهما ليبدأن معا حياه جديدة ستواجه الكثير
في فيلا الجداوي /
تجلس هدى في صمت تفكر في أحوال إبنها في آخر فترة ولاتعي وقوفه أمامها
أحمد بتنهيدة وهو يجثو أمامها ويقبل يدها :
مالك يا ماما وبلاش تقولي مافيش
هدى بإبتسامة :
بتلاحق على كلامي ياابن بطني
أحمد مبادلها الإبتسام:
ما هو علشان ابن بطنك فعارف ان في حاجه مضيقاك
هدى بمشاكسة :
عاوزه أشوف عيالك نفسي تتجوز بقى وافرح بيك قبل ما اموت
أحمد بلهفة :
بعد الشر عنك ياست الكل وبالنسبة للعروسة لما أقلاقيها بس
هدى بتعجب :
مافيش ولا بنت عجباك طيب أشوفلك انا
أحمد بإقرار:
مش محتاج أي بنت هي واحدة بس إل ملكت قلبي وعقلي وكياني كله
هدى بفرحة :
الله الله هي مين دي وانا أخطوبهالك
أحمد بحزن :
لما اعرف مكانها هعرفك عليها
هدى بشك :
هي مين
أحمد :
روح أحمد
هدي:
للدرجة دي بتحبها
أحمد بهيام :
أنا عمري ما آمنت بالحب بس لما شوفتها من اول لحظة عرفت إن قلبي بقى ملكها
هدى بدموع حبيسة :
اتعرفت عليها إزاي؟
أحمد :
كانت بتشتغل عندي في الشركة
شهقة كانت رد فعل هدى لما قال تبعتها سيل من الدموع
أحمد بخوف :
مالك يا أمي فيكي حاجه
هدى ببكاء:
مالقيتش غير دي وتحبها إزاي تآمن لوحدة سلمتك نفسها وعاشت معاك أسبوع في الشاليه وإنتوا مش متجوزين
أحمد بشك :
وإنتي عرفتي الكلام ده منين
هدى بعصبية :
مش مهم عرفت منين المهم إن كلامي صح عاوز تسلم إسمك لواحدة من الشارع
أحمد بصراخ :
بسمة تبقى مراتي مش واحدة من الشارع
هدى بخفوت وصدمة :
مراتك... مراتك ازاي؟
أحمد :
زي الناس متجوزها على ايد مأذون ودلوقتي عاوز اعرف عرفتي منين
توجهت إلى أحد الأدراج وأخرجت منه الظرف الذي يحتوي على صورهم معا واعطته إياه
أحمد بصدمة :
إنتي بتراقبيني؟
هدى بسخرية :
مش أنا ده أبوك
أحمد بجمود :
عامر بيه كان لازم أتوقع منه حاجة زي دي
هدى بتوتر :
هو بعتلي الصور دي وكلمني لما سمعتنا وكان بيهددني لإما ينشر الصور في كل مكان ويفضحك ويلوث إسمك أو إني أحوله فلوس كل شهر
أحمد بغضب :
وطبعاً إيديتيله الفلوس ال هو عاوزها
هدى بإرتباك :ومش كده بس أنا عملت حاجة بس والله كنت فاهمة إني بحميك
أحمد بشك :
عملتي إيه بالظبط
هدى بتلعثم :
هحكيلك
كانت تجلس في بيتها تحتسي كوبا من الشاي لتتفاجأ بصوت طرق على باب شقتها لتنهض بعدما إرتدت حجابها لترى سيدة يبدوا على مظهرها الإحترام والرقي
بسمة :
أي خدمة حضرتك
هدى :
أنا هدى المنزلاوي والدة أحمد الجداوي
بسمة بإندهاش :
أهلا وسهلا إتفضلي حضرتك
هدي:
مافيش داعي أنا جاية أقولك كلمتين وهمشي
وقبل أن ترد عليها استكملت حديثها الصاعق لبسمة :
إبعدي عن إبني والتمن إل إنتي عاوزاه هديهولك بس مشوفكش حواليه نهائي
بسمة بإنكسار :
إيه ال حضرتك بتقوليه ده
هدى :
إل سمعتيه، فكرك إني مش عارفة إنك قعدتي معاه أسبوع في الشاليه
بسمة بثبات مزيف :
حضرتك عاوزة ايه دلوقتى
هدى بترجي :
تبعدي عن ابني سيبيه في حاله سمعته وحياته كلها هتدمر بسببك
بسمة بصدق :
حاضر أوعدك من اللحظة دي مش هيشوف وشي تاني بس عاوزة أقولك على حاجه إنتي ظلماني بس انا هسامحك لاني مقدرة خوفك علي إبنك
.......
أحمد بذهول وصراخ :
ياعنى إيه.. ياعنى إنتي السبب في بعدها عني
هدى ببكاء:
كنت خايفة عليك
أحمد بغضب :
خايفة عليا كنتي إسأليني الأول إنتي دمرتيني دي بقالها شهور مختفية
هدى بترجي :
سامحني يا حبيبي أبوس إيدك متقساش عليا أنا كنت خايفة عليك وبعدين انت غلطان إنك معرفتنيش بجوازك
أحمد بإستسلام :
مقدرش أقسى عليكي إنتي أمي بس مش هقدر أنسى إل عملتيه والسماح ده تطلبيه من الإنسانة إل هنتيها
يركض في ممر المشفى وينظر إلى تلك القابعة على السرير المحمول بهلع
الممرضة :
خليك هنا يا أستاذ
وليد :
أنا دكتور وهدخل معاها
:...........
إيه الحالة؟
وليد:
مغمي عليها من نص ساعة بسبب صدمة عصبية مرت بحالة ذعر إنقطع نفسها تلت دقايق عملتها إنعاش بس لسه مفاقتش
:.........
حضرتك مين؟
وليد :
أنا دكتور وليد... لو سمحت إعمل الازم وإنتي موجها كلامه للممرضة جهزي حقنة........
بقلم رانوش
في شركة الجداوي /
قص أحمد ما دار بينه وبين والدته لعماد
عماد بصدمة :
كل ده حصل مع بسمة.. طب ليه؟، دي إنظلمت من الكل وأولهم أمي أنا مش قادر أصدق من ساعة ما سمعتها بتكلم عمة بسمه وأمي فخورة أوي وهي بتحكيلها إنها جت تطلب مني الفلوس وهي رفضت توصلها بيا، إزاي أقرب الناس ليها خالتها وعمتها يتفقوا عليها
أحمد بتنهيدة :
وانت لسه معرفتش كانت عاوزة الفلوس لإيه وإيه السبب إل خلاها متطلبش منك الفلوس بعد ما شافتك وخلاها تقبل عرضي
عماد بعجز :
لأ مقدرتش أعرف وهتجنن
........................
بعد مرور عام
تركض بكامل قواها تصعد السلالم وهي تصرخ بإسمه بحماس
إيهاب إيهاب إيهاب أنا نجحت نجحت
في شركة الجداوي /
يجلس كلا من أحمد وعماد ووائل وبعض موظفي الشركتين في حجرة الإجتماع
وائل :
كده يبقى كل شئ تمام
عماد :
أيوة كده نقدر نصدر المنتجات بداية الشهر
أحمد :
تمام تقدروا تتفضلوا
بعد إنصراف الموظفين /
وائل بتردد :
في أول ما دخلت الإجتماع سمعتكوا بتتكلموا عن حفل تبرعات ممكن اعرف ده حفل إيه
عماد موضحا :
دكتور وليد الشهاوي صديق لينا وفي نفس الوقت بيكون خطيب أختي بيشتغل في مستشفى خاص للأطفال بيقابلوا حالات لأطفال كتير مبيقدروش أهلهم يدفعوا تكلفة العلاج فنظمنا حفلة لرجال الأعمال والأشخاص المقتدرة ماديا للتبرع ليهم
وائل :
طيب انا أحب أشارك
أحمد :
أكيد إحنا كنا هنبعت دعوة على شركتك
وائل بنبرة أشبه بالتوسل :
لو سمحتوا لو أي مساعدة ممكنة أقدر أقدمها للأطفال دي أنا مستعد حتى لو أبنيلهم مستشفى علي حسابي
عماد :
دي مبادرة جميلة جداً وفكرة ممتازة بس محتاجة دراسة
أحمد :
المهم دلوقتي نعالج الحالات الموجودة وبعد كده نشوف الخطوة الجاية
وائل لنفسه :
ياترى إنتي فين يا ملك
تجلس على فراشها تنظر للهاتف تارة والخاتم المزين ليديها تارة أخرى لتنتفض بحماس بعد سماع رنين هاتفها
لبنى :
كل ده ياوليد إيه مش عاوز تكلمني
وليد بتعب :
أبدا والله بس لسه خارج من العمليات دلوقتي واليوم كله كان إرهاق
لبنى :
من صوتك كده شكلك تعبان وممكن تنام وانا بكلمك
وليد:
.............
لبنى :
وليد إنت نمت بجد وليد وليد وليد
وليد :
ههههههههههه تصدقي إسمي حلو وإنتي متعصبة كده
لبني بدلع :
ياسلاااام طيب انا مخصماك
وليد بحب :
وأنا اقدر يا عسل أنا بس بهزر معاكي
لبنى بمرح :
خلاص عفونا عنك
وليد بصدق :
وحشاني أوي بقالي كام يوم مشوفتكش
لبنى بعشق :
معلهش يا حبيبي كلها كام يوم وأخلص إمتحانات
وليد بشقاوة :
ما هو انا بعد حبيبي دي مش هقدر أستنى
لبنى بكسوف :
وليد إنت تعبان ولازم تنام يالاسلاااااام
تغلق معه وتحتضن هاتفها وهي تحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة وليد فهي تعتبره أكبر نعمة في حياتها منذ ذلك اليوم عندما ذهبت مع صديقاتها او ما تظنهم ذلك رشا وميرهان وإقترحوا عليها الذهاب معهم إلى منزل إحداهما للمذاكرة ولم تكن تعلم خطتهم الدنيئة
رشا:
ها إيه رأيك في الشقة
لبنى :
جميلة ما شاء الله بس انا مش هقدر أتأخر خلينا نبدأ بسرعة
مريهان :
تمام جهزي إنتي كتبك لما أروح مع رشا نعمل حاجة نشربها
كان عماد قد ذهب إلى الجامعة التي تدرس بها لبنى بعدما سأل عنها يوم رؤيتها تدخل لمبنى الشركة وقرر قبل مفاتحة أخيها بخطبتها التحدث معها هي لمعرفة رأيها وإن كان شعوره متبادل فرأها تخرج بصحبة فتاتين آخرتين وقبل اللحاق بها وجد أحدهم ينادي بإسمها
دعاء:
لبنى.........لبنى
وليد :
فى حاجه يا آنسه
دعاء:
إنت مين..... أه إنت ال لبنى خبطتك بالعربية
وليد:
أيوة صح محتاجة حاجة
دعاء بتردد:
لبنى خرجت مع بنتين دلوقتي ممكن توصلني للمكان إل هيرحوه
وليد :
طبعاً إتفضلي
دعاء:
شكرا بس بسرعة علشان نلحقهم
بعد وصولهم رأوا لبنى وهي تصعد معهم إحدى البنايات
دعاء بإستغراب :
هي إيه إل جابها هنا وازاي تطلع معاهم
وليد :
ما يمكن هيجيبوا حاجة أو هيذاكروا مثلاً
دعاء بذعر بعد أن وجدت محمود متجه لنفس المبنى :
محمود......! يارب إسترها وإحميها يارب
وليد :
محمود مين؟ وفى إيه بالظبط؟
لبنى بهلع :
ده واحد معانا في الكلية حاول يقرب منها كتير بس هي صدته بكل الطرق بس ده واحد مش مظبوط بيشرب ويعرف بنات
وليد بخوف :
إستني هنا وأنا هطلع أشوف في إيه
ذهب وليد لنفس المبنى وتتبع محمود إلى أن رأه يقف مع نفس الفتاتين فعلم أن ذعر دعاء فى محله
رشا :
أهي ست الحسن والجمال فوق
مريهان :
أي خدمة بس إبقى إفتكرها
محمود :
ربنا يخليكوا ليا يا قمر إنتي وهي
دخل محمود إلى الشقة في نفس الوقت الذي خرجت منه لبنى من الحجرة تبحث عن الفتاتين لتتقابل به وتصرخ بكامل قوتها
لبنى بصراخ :
انت بتعمل ايه هنا وواقف كده ليه
محمود بتلذذ :
جايلك يا سكر
لبنى بذعر :
رشا.... مريهان... يا رشا تعالو بسرعة
محمود بضحكة سخرية :
مشيوا يا حبيبتي من زمان محدش هنا غيرنا
لبنى بخوف وهي ترجع للوراء:
متقربش مني حرام عليك إنت مش بتخاف من ربنا
وقبل أنا يجيبها وجد من يحاول فتح الباب بالقوة إلى أن نجح بعد عدة محاولات لينقض عليه يكيل له من الضربات ما يتناسب مع غليان الدماء بداخله وبكاء وصراخ لبنى إلى أن فقدت الوعي تزامنا مع سقوط ذلك شبيه الرجال ليهرع إليها ويحملها بين يديه للذهاب إلى المشفي
......................
الفصل التاسع /
حبيبتي... حبيبتى روحي الضائعة وقلبي المتعذب يقولان لي أنك سبب حياتي، عشقك صحراء مليئة بالدموع، عشقك بحر ملئ بالحر، قلبي مع جسدي هنا ولكني أشعر أني غير مكتمل ووحيد
لمن يجب أن أعبر عما بداخلي وأنتي لستي هنا، هذا السكون بداخلي يعذبني، عندما أذهب إلى النوم أراكي في أحلامي ويشتعل بداخلي لهيب الشوق، عودي إلى ودعينا ننعم بلحظاتنا الثمينة فى تلك الحياة التي تبدو كالعاصفة الغاضبة من دونك
..............
بوسط قاعة مؤتمرات بإحدى الفنادق حيث يقام حفل ملئ بمعظم رجال الأعمال وبعض الفنانين الذين جاءوا للترويج لذلك الحدث وبالتأكيد بعض الصحفيين
يجلسان ويتحدثان فى بعض أمور العمل ليجلس بجانبهم متأففا
أحمد :
مالك يابني؟!
وليد :
رفعت راية الإستلام
عماد مازحا :
ليه يا دكتور دى حتى أختي نسمة مبتعملش حاجه خالص
وليد بغيظ :
إنت تسكت لأنك السبب
أحمد بتعجب :
هو السبب ليه
وليد مقلدا :
مش هتجوز غير لما عماد يتجوز
أحمد :
ههههههههه ياعيني عليك يا وليد شكلك مطول
عماد :
رحمة مصممة تستنى بسمة لما تظهر ماليش ذنب أنا زيي زيك
وليد :
البنات دي عاوزه............
تحجرت الكلمات داخله وهو يرى من يتقدم بإتجاههم
أحمد وهو ينظر بإتجاه ما ينظر له وليد؛
مالك سكت ليه؟
وائل :
أخباركم يا شباب
عماد :
أهلا مستر وائل
وائل :
إحنا بره الشغل دلوقتى وكمان إحنا نفس السن بلاش الشكليات دي
أحمد :
إتفضل أقعد معانا، ده دكتور وليد
وائل :
كنت متأكد لما سمعت الإسم إني أعرفك وتوقعت إنه يكون إنت
وليد :
وأنا لو كنت أعرف إنك هتبقى موجود مكنتش جيت
عماد :
إنتوا تعرفوا بعض
وليد :
أستأذن أنا وبعدين نكمل كلامنا
وائل :
وليد إستني لازم نتكلم
وليد :
مافيش كلام بينا
وائل :
وليد في حاجات كتيرة إتغيرت لازم تسمعني
لم يترك له فرصة وذهب من أمامه ولكنه تصنم مكانه وهو يراها تدخل من باب القاعة لينظر خلفه للوجوه التي لا تقل صدمه عنه
وليد :بسمة!
عماد بفرحة :
أنا مش مصدق عينيا
................
الأحلام التي تعيش في قلوبنا هي ما تتحقق فها هي سعادتي أمامي وقد إستغرقت الكثير من الوقت لتأتي ولكن أمنيتي ذهبت إلى السماء وإنعكست وأتت إلى ولكن هل للأبد؟
كانت مشغولة بالتحدث مع من معها ولا تعي تلك العيون التي تراقبها منها المصدوم وكان وليد ومنها المتلهف للحديث وكان هذا وائل بالتأكيد ومنها الفرح وكان عماد
أما الآخر فكان في حالة من الجمود الخارجي ولكن بداخله ألف صراع وإحساس منه من يحثه على الصراخ بها ومنه من يريد إحتضانها وإحساس بالغضب وآخر يحثه على إختطافها لتبقى معه هو فقط
وائل :
وأخيراً شوفتك
وليد :
متفكرش تقرب منها
وائل :
أنا لازم أتكلم معاها
أحمد بشك :
مع مين؟
وليد وهو يخشى العاصفة الآتية :
مع بسمة
وقبل أن يكملا حديثهم أتى أحد رجال الأعمال المصريين ولكنه يعمل بالخارج
مستر أحمد أنا لما عرفت دلوقتي انك صاحب الدعوة حبيت اقولك إني سعيد جداً بدعوتك وحابب أشكرك للمبادرة الجميلة دي وكمان أحب أشكرك شخصيا إنك إستجبت لطلبي وبعتلي محاسب من شركتك
أحمد وهو يصافحه :
أهلا بيك أنا إل متشكر لوجودك معانا، بس مش فاهم قصدك محاسب مين
صادق :
الأستاذة بسمة، أنا لما بعت لشركتك طلب ترشحلي محاسب مناسب بعتولي الأستاذة بسمة
الكلام ده من ست شهور تقريبا إنت لحقت تنسى؛ أهي جاية علينا
قالها وهويشير في إتجاهها، كانت تتحدث مع أحد زملاؤها بالعمل لترفع عيناها وتصدم مما ترى ومن هذا التجمع
عماد بلهفة :
بسمة أخبارك ايه طمنيني عنك؟
بسمة بهدوء مصطنع :
الحمد لله
وائل :
بسمة لازم نتكلم
بسمة :
أنا مشغولة دلوقتي بعدين، مستر صادق إتفضل الورق أنا خلصت كل الإجراءات
وائل :
بسمة إل هقوله مهم مينفعش يتأجل
صادق :
خلاص يا بسمة ممكن تفضلي مع أصدقائك وانا لو في حاجه هخلصها اعتبريها أجازة إنتي تعبتي الفتره ال فاتت؛ يالا أستأذن أنا
بسمة :
وليد تعالي نتكلم شوية عاوزاك في موضوع
وائل بعصبية :
بسمة قولتلك لازم نتكلم
عماد بغضب :
إنت بتتكلم كده ليه وعاوز منها ايه
وائل :
موضوع بينا ولازم ننهيه
كان يستمع لهم وهو يراقب تعبيرات وجهها المرهق وعيونها التي تنظر في كل إتجاه معاداه
أحمد :
إتفضلي معايا أظن إننا لازم نتكلم و في حاجات كتير لازم أفهمها دلوقتى، وياريت متختبريش صبري أكتر من كده وتيجى معايا من سكات
وليد :
كفايا بقى إرحموها شوية، وإنت يا أحمد أنا عارف إن ليك الحق بس إحنا دلوقتى وسط ناس، وإنت يا وائل الكلام ال عاوز تقوله لازم يتأجل مينفعش الكلام فيه هنا
عماد :
خلونا نهدي ونقعد يا جماعة لغاية ما الحفلة تخلص
.................
تفترش سريرها بإرهاق وتعب تمسح حبات العرق عن جبينها وتتنفس بصعوبة واضحة فقد ازداد المرض عليها في الفترة الأخيرة
سهام بتعب :
إسمع يا إيهاب العمر مش هيبقى فيه قد ال راح وانا حاسة إن ميعادي قرب وعلشان كده لازم أقولك على حكايتي يابني وعاوزك تسامحني
إيهاب :
بلاش تتكلمي وتجهدي نفسك ولما تتحسني إبقى قولي إل إنتي عاوزاه
سهام بصعوبة :
إسمعني وبلاش تقاطعني
زمان كان ليا صديقة إسمها هدى، كنا مع بعض في الجامعة وبعد ما خلصنا دراسة فضلنا على صلة ببعض، إتجوزت هدى واحد قريبها كنت في الوقت ده أسمعها بتتكلم عن حبهم وأتمنى أعيش قصة حب زيها وأتجوز إل قلبي يختاره، وطبيعة الحال كنت بزورها كتير لان مكنش ليا غيرها، ومرة بعد مرة أنا وجوزها إتقربنا من بعض لغاية ماجه في يوم يعترفلي بحبه وإنه مش قادر يبعد عني وأنا كنت حبيته بس خبيت ده وإتخانقت معاه وبعدها معدتش بروح عند هدى، لغاية ما جالي فى يوم وقال إنه مستعد يطلق هدى علشاني ساعتها فكرت في هدى وفي إبنها إل لسه في بطنها مصيرهم هيبقى إيه وبعدت عنه، بس إتفاجئت بهدي بتكلمني وهي منهارة وبتقولي إن جوزها عمل حادثة وهي لوحدها حسيت إن قلبي هيقف من الخوف عليه، روحتلها وفضلت معاها لغاية ما إطمنا عليه، بعدها بمدة رجع لطلبه تاني بس المرة دي جواز عرفي وافقت لأني حسيت إني مش هقدر أعيش من غيره والحادثة إل حصلت عرفتني قد ايه بحبه، بس بعد مدة بانت حقيقته وإتغير والحب إل كان معيشني فيه إنتهى، عشت معاه أيام أصعب من أي حاجه في الحياه وأنا مش قادرة أصرخ وأطالب بحقي وحق إل في بطني لأني ببساطة خاينة ومتجوزة في السر، في يوم لقيته بيقولي إنه خلاص هيسيبني وفعلاً طلقني وبعدها إختفي من حياتي، تقدر تتخيل كانت حياتي إزاي يتيمة ولوحدي وحامل، روحت لدكتور نسا أطلب منه يأجهضني رفض وبعد ما حكيتله حكايتي لقيته بيقولي إنه هيتجوزني وعلشان الحمل هيعلن جوازنا قدام الناس بس في الحقيقة هيستني بعد شهور العدة ويتجوزني وده إل حصل وإتجوزت مختار أبوك
...................
بعد إنتهاء الحفل
لم يتبقى في القاعة سوي وائل ووليد وعماد وأحمد وبسمة ورحمة
رحمة :
بسمة إنتي كويسة
بسمة :
أحب أعرفكم ببعض وبدأت الإشارة بيدها
ده دكتور وليد صديق ليا أيام الدراسة والوحيد فيكم إل مجرحنيش، وده عماد إبن خالتي وأخويا في الرضاعة إل مفكرش يدور عليا ويشوفني لو محتاجة حاجة أو أكون في ورطة بس أنا مسمحاك متقلقش، وده الأستاذ وائل الرجل إل بسببه عشت أسوأ أيام حياتي وخلاني أفقد الثقة في كل إل حواليا
تمسح دموعها المنسابة وكأنها وجدت ملاذها أخيراً للخروج وتكمل، وأخيراً مستر أحمد إل دخل حياتي علشان يكمل مشوار وائل بيه، إنتوا الإتنين عيشتوني وجع يهد جبال ولسه عاوزين تكملوا عليا
وائل :
ياعنى إيه يكمل مشواري، ليستوعب الكلام بصدمة إنتي إتجوزتي
أحمد بصدمة لا تقل عنه :
وائل هو جوزك الأولاني
عماد:
أنا تهت
وليد متوهش ولا حاجه وائل كان جوزها لأكتر من خمس سنين وأحمد وإنت عارف إتجوزته إمتى
وائل بندم :
أنا عارف إن كلامي مش هيفيدك دلوقتي ولا هينسيكي إل عملته فيكي بس لازم تسمعيني أنا إتلعب بيا، بسمة أنا آسف عاقبيني زي ما إنتي عاوزة لأني أستاهل بس طمنيني عن ملك لو سمحتي
بسمة :
دلوقتي بتسأل عنها
عماد :
مين ملك؟
وليد :
بنتهم
أحمد بصدمة :
إنتوا عندكم بنت؟!
عماد :
هو في إيه بالظبط متفهمونا، وبعدين فين البنت دي إنتي طول فترة وجودك مشوفتهاش معاكي في شقتك
وليد وهو ينظر لبسمة وكأنه يستمد منها الموافقة ليجدها في حالة ضياع :
مشوفتهاش لأنها كانت معايا أنا
وائل :
معاك.... معاك فين أه المستشفى إنت إل كنت بتعالجها قولي هي عاملة إيه دلوقتي
بسمة بصراخ :
دلوقتي عاوز تطمن عليها، دلوقتي خايف على حياتها ولما كانت بتموت قدامك ولما جيت أتوسلك إنك تديني الفلوس علشان عمليتها وطردتني كان فين خوفك ده
أحمد بصدمة :
إنتي كنتي عاوزه الفلوس علشان كده، ليه مقولتليش ليه
بسمة :
إنت كنت سألت إنت مفكرتش للحظة تتأكد من إل بيحصل
عماد :
واضح إن كلنا مذنبين في حقك يا بسمة بس صدقيني لما أقولك إن أحمد ليه العذر
وائل بهستيرية :
وأنا كمان كان ليا عذري، وقص لهم كل شئ
رحمة :
حرااام.. حرام هو في ناس كده
وائل :
أنا ربنا عاقبني يا بسمة سارة بعد ما ولدت بكام شهر بنتنا ماتت، أتوسل ليكي طمنيني عن ملك كفاية الذنب هيموتني كل ما أفكر إني قتلت إبني بإيدي
بسمة :
.............
وليد :
ملك كويسة دلوقتى متقلقش
رحمة :
بسمة إنتي كويسة؟
بسمة :
...........
كانت فقط مغمضة العينين لم تعد تقوى للإستماع ألم يبق شخص ولم يجرحها ألم تعيش ما يكفي من العذاب
أحمد بحنان وهو يمد يده المرتعشة المتعطشة لإحتضانها ليضعها على يديها بهدوء:
بسمة قومي لازم تروحي وترتاحي شكلك تعبان جدا
لم تستطع الرد عليه فقد فقدت قواها ولكن تحدثت عيناها بما داخلها لتنفجر كل أوجاعها على هيئة شلال من الدموع الصامتة
لم يستطع تمالك نفسه ليقوم ويجذبها إلى أحضانه
لتبدأ شهقاتها فى العلو تصاحبها دموع رحمة وتأثر عماد ووائل ووليد مع كلمات أحمد المهدأة
رياح الفجر تبكيني تحطمني وأنا أراكي هكذا حبيبتي، لا أحد يقول شئ يهدئني حبيبتي، ضوء القمر ينعكس على وجهك حبيبتي، أفيقي وأنعشي قلبي حبيبتي، لم أكن أبحث عن حبيب ولكن بعثك لي القدر، فإذا كان عليكي أن تأتي يوما في طريقي فلا تسألي عني أحد إسألي عن حبي فى قلبك، سأكتب عن حبي لكي بدماء وريدي، سأكتب عن أخلاقك وطهرك وبرائتك، سأكتب عن عينيك وحضنك الدافئ المحروم منه أنا، سأكتب عن صدقك وجمالك، أنتظرك لتعفو عني حبيبتي، فأنا أستلهم صوتك في أذني وأستنشق رائحتك في كل مكان، عندما تأتيني ستجديني في ذلك الوقت مكبل بالشوق، وإن إبتعدتي سأبكيك حتى تذهب الروح من الجسد
...................................
تنام على الفراش بالمشفى معلق لها بعض الأدوية الوريدية، تجلس بجانبها رحمة ويتابعها وليد الواقف بجانب السرير ويجلس كلا من أحمد وعماد ووائل ع الأريكة بالحجرة
وليد :
ضغطها إنخفض وطبعا ده تأثير إل حصل معاها ربنا يعينها بس هي هتبقى كويسة إن شاء الله
أحمد :
هتفضل هنا قد إيه يا وليد.؟
وليد :
هي المفروض تفوق في أي وقت وعلى حسب حالتها
طرق الباب فسمحوا بالدخول لتدلف سهر وعلى وجهها دلالات القلق والتوتر
سهر :
أخبارها ايه يا دكتور
وليد :
هتبقى كويسة إن شاء الله
عماد :
إنتي عرفتي منين ياسهر؟
سهر :
أصل.. أصل أنا كلمتها كتير على الموبايل ودكتور وليد رد عليا عرفني
بسمة بتعب :
سهر... سهر خرجيني من هنا
سهر :
بسمة إهدي وإستني لما تبقى كويسه علشان تقدري تقفي على رجلك على الأقل
بسمة :
إسمعي الكلام ياسهر أنا لازم أخرج
أحمد :
مافيش خروج من هنا غير لما نطمن عليكي
بسمة :
سهر إسمعي الكلام متتعبنيش وتعالي ساعديني أقوم
عماد :
إسمعي إنتي الكلام يا بسمة بلاش عند
رنين هاتف سهر أوقف حديثهم، ولكن زاد توترها وهي تنظر لشاشة الهاتف تارة ولبسمة تارة أخرى
بسمة :
هاتي التليفون
سهر :
أنا هرد
بسمة :
إسمعي الكلام، شكلك مخبية عليا حاجة
أعطت سهر الهاتف لبسمة وهي تخشي عليها من تلك المكالمة
(سهر إنتي فين يابنتي، عمر تعب أوي وإحنا دلوقتي في المستشفى والدكتور بيقول هيدخله الحضانة)
بسمة بصوت متقطع قبل أن تفقد وعيها مرة أخرى:
ع..م...ر...
أخذت سهر الهاتف من يديها
سهر :
ماما إنتي قولتي لبسمة إيه؟
رحمة :
سهر هو في ايه بالظبط؟ بسمة مالها وإيه المكالمة دي؟ إنتي وبسمة كان في تواصل بينكم الفترة إل فاتت أصل الواضح من طريقة تعاملكم
سهر :
هي عاملة ايه دلوقتي
وليد :
هتبقى كويسة بإذن الله وبدأ بإفاقتها
عماد :
ممكن بقى تفهمينا إيه إل حصل؟
سهر :
المكالمة دي من أمي، بسمة لما سابت الشركة وحضرتك يا مستر أحمد كانت قاعدة عندي بس مش لوحدها
الفصل /العاشر
وائل :
ياعنى إيه مش لوحدها ملك كانت معاها
وليد :
لأ ملك كانت ولازالت معايا أنا
سهر :
بسمة كانت حامل
الجميع معا بصدمة :
حامل!!
أحمد :
حامل وليه مقاليتش
سهر :
بسمة شافت شهور صعبة أوي إتعرضت للخطر أكتر من مرة ولدت قبل ميعادها ولما جه موضوع السفر لشركة الأستاذ صادق هي لأنها كانت محتاجة فلوس علشان عمر، عمر إبنك يا مستر لانه اتولد قبل ميعاده وحالة بسمة كانت صعبة فضل في المستشفى شهور بعد ولادته بعد ما بسمة سافرت بشهر رجعت أخدته لأنه كان خرج وسافرت تاني
عماد :
إزاي سافرت بيه من غير إذن أحمد
سهر :
أنا مضيت مستر أحمد علي الموافقة ضمن أوراق الشغل
أحمد :
وبعدين
سهر :
كنت كل يوم بحس بالذنب من ناحية حضرتك بس في نفس الوقت عذراها فقررت إني أعمل حاجه تخليها تنزل مصر وتتقابلوا علشان تعرف بإبنك ويمكن تحلو الخلاف إل بينكوا فقولتلها على حملة التبرعات بس مقولتلهاش إنكم المسؤلين عنها وطبعا لأنها مرت بالظروف دي قبل كده أيام ملك وبعدين عمر عملت كل إل تقدر عليه وأقنعت مجموعة من رجال الأعمال وكانت هي المندوبة ليهم في الحفلة وقدمت التبرعات
رحمة :
طيب دلوقتى عمر فين ومكالمة والدتك تخصه.
سهر :
عمر كان معايا في شقتي أنا وأمي وفعلاً المكالمة تخصه، عمر من امبارح حرارته مبتنزلش بس كانت ثابته لكن دلوقتي زادت فوالدتي أخدته المستشفى والدكتور قالها إنه هيحجزه في الحضانة لأن في خطورة عليه
أحمد بتشتت :
ياعنى يوم ما أعرف إن ليا إبن ممكن يروح مني
بسمة بصعوبة :
روحله، روح لعمر يا أحمد هو محتاجك دلوقتى
أحمد ببعض الحدة :
ليه... ليه خبيتي عليا بتنتقمي مني بالطريقة دي ليه
بسمة بدموع :
مش ينتقم منك صدقني، بس كنت عاوزني أعمل إيه وأنا مرفوضة من مامتك وجت تترجاني أبعد عن طريقك وغير كده أنا كانت حياتي مدمرة بسبب تجربتي إل فاتت كان في مليون سبب يخليني أختفي من حياتك
عماد :
أحمد مش وقته الكلام ده، روح الأول مع سهر إطمن على إبنك
وائل :
بسمة أتوسل ليكي عاوز أشوف ملك نفسي أطمن عليها وأخدها فى حضنى
بسمة :
وليد إيديله ملك يشوفها
وائل :
بسمة أنا عارف إني أذيتك كتير بس صدقيني كنت بتعذب أنا كمان بس انا دلوقتي طمعان في حنية قلبك ممكن تديهالي يوم أو إتنين لغاية ما تفوقي وتقدري تاخديها إنتي أحق بيها
لتومأ له في صمت
رحمة :
أنا هفضل معاكي يا بسمة إنهاردة
أحمد :
إنتي هتفضلي معاها بس لغاية ما أطمن على عمر وأجي، دي مراتي وأنا إل هفضل معاها
..................
بعد شهرين
في أحد قاعات الفنادق المخصصة لإقامة حفلات الزفاف كان هناك حشد من الأهل والأقارب والأصدقاء وموظفي الشركة ويقف على باب القاعة عماد ووليد كلا منهم ينتظر عروسه
عماد :
هما إتأخروا كده ليه؟
وليد :
مش عارف بفكر أطلع أشوفهم
أحمد ضاحكا :
ده معسكر فكر تطلع وشوف هيعملوا فيك ايه
عماد :
أيوة يا سيدي ما إنت مش في موقفنا دلوقتي
أحمد :
ياريت أبقى مكانكم على الأقل حياتي تستقر بدل أنا مش عارف هترأف بحالي إمتى
وليد:
معلهش إستحمل شويه هي مرت بكتير
في حجرة الفتيات
بسمة :
يابنتي ربنا يهديكي خلينا ننزل بقى
رحمة :
تؤ مش بالسهولة دي خليه يستنى شوية
لبنى :
والله شكلك ناوية تجنني أخويا
رحمة :
ده حقي وباخده منه هو إتأخر عليا يوم ما كنا خارجين نشتري الفستان وأنا بردهاله
بسمة :
طيب ووليد ذنبه إيه والغلبانة إل جمبك دي
لبنى :
قوليلها أنا خلاص زهقت بقالي ساعتين مخلصة
رحمة:
خلاص علشان خاطرك إنتي بس، يالا ننزل
بسمة :
أشهد أن لا إله إلا الله
.................
أنت ملكي، أنت نوري، أنت ملاكي وضائي، أنت من حكمت قلبي ووضعت خاتما ذهبيا في يدي، وأنا اليوم أقول لك هذه ليلتنا ستسمر إلى الأبد، أنا لك سوف أكون مصيرك وأنت لي الحياه، فقط أنت و أنا وكل العالم خلفنا
دقت الطبول وعلت الدفة وأعلنت وصول مليكات الليلة، ليتقدم عماد ويمسك بيد أخته ويسلمها لزوجها ثم بعد ذلك ينتظر والد رحمة يأتيه بها
أخذ كلا منهم عروسه وإتجه للمكان المخصص لهم
كانت تقف بعيدا تتابع شقيقتها ورفيقتها وتشعر بالسعادة من أجلهم
أحمد :
مش كنا إتجوزنا معاهم
بسمة :
إحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده
أحمد:
بسمة إديلنا فرصة إنتي شايفة إن حبنا مايستهلش فرصة
بسمة :
حبنا!!
أحمد :
اه حبنا وتبقى بتخدعي نفسك لو أنكرتي إل بينا
بسمة بتنهيدة :
مقدرش أنكر بس مقدرش أنسى كل إل حصل أنا منهكة جدا
أحمد :
وأنا أوعدك إني أنسهولك وأعوضك عن كل إل فات
بسمة :
أنا لا عاوزة تعويض ولا عاوزة أي حاجه غير إني أعيش مع ولادي حياة مستقرة
أحمد :
وتحرميهم إنهم يعيشوا بإستقرار بين أب وأم
بسمة بدموع :
أنا خايفة، إنت مش هتقدر تفهمني عن إذنك
عند رحمة وعماد /
عماد :
عسل ياناس
رحمة بدلع :
طول عمري
عماد :
ياسلاااام على التواضع
رحمة :
عندك شك
عماد :
أنا أقدر ياباشا
بقلم رانوش
عند لبنى ووليد /
وليد :
تعرفي لو أخدوا سعادتي ووزعوها على الكون كله مش هيكفيها
لبنى :
للدرجة دي بتحبني يا وليد
وليد :
أه للدرجة دي وأكتر أنا إستنيت اليوم ده كتير أوي
لبنى :
تعرف أنا لسه مش مصدقة إننا مع بعض
وليد :
أنا إل مش مصدق إن مامتك وافقت بالسهولة دي
لبنى بإرتباك :
سيبك من ماما دلوقتي خلينا في فرحتنا
كان الزفاف في غاية الجمال والسعادة رقص الأصحاب مع العرسان ومباركات الأهل والأحباب
ولكن فجأة إنطفأت جميع الأنوار والإضاءات، سادت حالة من السكون، الجميع يترقب ما يحدث مع إضاءة خفيته ع شخص ما
(مساء الخير أول حاجه أحب أعرفكم بنفسي أنا إسمي أحمد الجداوي صديق للعرسان، آسف إني باخد من وقت فرحكم بس لازم كل الحضور يسمعني
أنا كنت مش مصدق إن في حاجه إسمها حب كنت دايما أقول إن الجواز توافق فكري وإجتماعي أغلب الأوقات بين الطرفين، لكن ده قبل ما أشوفها لما شوفتها حسيت بشلال دم جديد بيمشي في جسمي وكأن كل خلايا جسمي بتتغير، كأني بتولد من أول وجديد، آمنت بالحب وصدقته بس الظروف إل حوالينا كانت أقوى مننا منعتنا نكون مع بعض، كنت بحس وهي بعيدة عني إن روحي بتروح وإن أنا مش إنسان أنا مجرد آله بتشتغل وتاكل علشان تعيش مقدرتش أكمل حياتي كده وفعلا أخدت خطوة وأقنعتها بالجواز، كتبنا الكتاب بحضور الشهود ومعرفة أصدقائنا بس لكن للآسف حياتنا كانت صعبة والمشاكل والظروف إل منعتنا في الأول أثرت علينا بس ربنا حب يمن علينا بأكبر نعمة في الدنيا ورزقنا بعمر ودلوقتي أنا عاوز نبدأ من جديد ونعيش حياتنا مع بعض وبينا عمر
بسمة قدام الناس كلها بقولك آسف سامحيني أنا غلطت في حقك كتير، عاوزك تسامحيني وأتمنى إنك تقبلي تكملي حياتك معايا لأني بحبك ومقدرش أعيش من غيرك)
تصفيق وتهليل من جميع الحضور منهم من يبكي تأثر بهذا الحب ومنهم من يبحث عن تلك المحبوبة ومنهم من ينادي عليها ويحثها على الموافقة
وافقي يابسمة
وعيون ذلك العاشق تبحث عنها إلا أن وجدها تجلس وحيدة تنظر له بعشق تنساب دمعاتها بنعومة فإتجه ناحيتها
...............
لقد وجدت حبا لي وجدت إمرأة أقوى من أي شخص عرفته، تمثل أحلامي وآمالي آآمل أن تشاركني حياتي، لقد وجدت الحب الذي يحمل سعادتي يحمل أطفالي، نحن ما زلنا بعاد ولكننا مغرمين ببعضنا سنحارب كل الصعاب أعلم أننا نستطيع أن نواجه صعابنا ونكون بخير معا هذه المرة
حبيبتي فقط أمسكي بيدي وكوني إمرأتي زوجتي وسأكون لكي درعك الحامي فأنا أرى مستقبلي في عينيك
.....
جلس أمامها وأمسك يديها يقبلها
أحمد :
وافقي يا بسمة وخلينا نبدأ من جديد
بسمة بدموع :
بحبك
أحب عندما تناديني حبيبتي... أتمنى لو كنت أستطيع التظاهر بأنني لم ولن أحتاجك.. ولكن كل كلمة ولمسة منك إنها لرائعة.. قل عن هذا الشعور الحب قل العشق... كل ليلة آتي إلى ذاكرتي أبحث عن كل شئ يقودني إليك لأكون معك.... أنت وحدك تخلصني من الآلم إنه لشئ يثير جنوني.... لقد إختفيت في عتمة حياتي ولكن الذكرى ما تزال حية فأستيقظ من عتمتي وأعود لأجلك
هدى بعد أن إقتربت منهما :
تسمحلي أخد عروستنا منك شوية
أحمد مازحا :
إيه هتقوليلها قوانين حماتها الست هدى
هدى بهدوء:
أنا مش عاوزة من الدنيا غير سعادتك وطالما إخترتها تبقى هي بنتي زي ما إنت إبني
أحمد بإبتسامة :
ربنا يخليكي لينا يا ست الكل
ليتركهما يذهبا معا وهو يدعو الله أن يستطيعا تقبل إحداهما الأخرى
عند الشباب/
عماد :
شوف إحنا أصحاب من إمتى متوقعتش حركة زي دي منك
وليد :
لأ بس بجد برافوا
وائل :
إنتوا الإتنين تستاهلوا كل خير
أحمد :
متشكر يا وائل، أنا عاوز أطمنك إن ملك هتكون سعيدة معانا طبعاً إنت والدها بس لا أنا ولا إنت لينا الحق نحرم بسمة إن أولادها يبقوا في حضنها
وائل بتفهم :
فاهم ومقدر وواثق إنك هتعامل ملك زي عمر بالظبط ومطمن عليها
لتأتيهم تلك المشاكسة الصغيرة بفستان الزفاف الخاص بها
ملك بتذمر طفولي :
إنت يالي إسمك بابا ينفع كده؟
وائل ضاحكا :
في إيه يا ملوكة
ملك :
النونو إل في بطن طنط سارة هيطلع إمتى ده إتأخر
وليد بتعجب :
وإنتي عاوزاه يطلع ليه
ملك :
علشان أرقص معاه
لم يتمالكوا أنفسهم من كثرة الضحك فتلك المشاكسة أثرت قلوبهم
عماد :
طيب يا حبيبة خالو تيجي ترقصي معايا أنا لغاية ما النونو يطلع
ملك :
بس إنت طويل
عماد وهو يحاول السيطرة على ضحكاته :
معلهش ياسيتي إتحملي
كانت هناك أعين حائرة تنظر لذلك لهذا التجمع هناك بداخلها كم هائل من المشاعر لا يعلم أيقترب أم لا، ليرن هاتفه يجعله يفيق من تلك الدوامة
إيهاب :
ألو.. السلام عليكم
دنيا :
وعليكم السلام، إنت فين كل ده يا إيهاب
إيهاب :
أنا في فرح صاحبي إل قولتلك عليه هو بعيد شوية نامي إنتي
وأغلق الهاتف دون الإستماع لردها
بقلم رانوش
تطفأ الأنوار مرة أخرى ليسطع نور بسيط تبعته أعين الجميع ليروا تلك الحورية بفستان الأميرات تتقدم وبيدها طفلها ذو العام وبضعة أشهر،ليسرع إليها أميرها بعد أن طلب الإذن من وائل لتسليمه ملك
ليقف بجانبها لتكتمل صورة الجمال بوجودهم الأربعة سويا وتصفيق وتهليل من الحضور بالطبع ليس الجميع
سها وهي أحد أقرباء أحمد فوالدها إبن خالة والدته :شايفة طالع بيها السما إزاي
والدتها (نسرين) :
لأ وماسك بنتها من جوزها الأولاني كأنها بنته
سها :
أنا دماغي تعبت من التفكير إمتى وإزاي إتجوزوا؛ لأ ومخلف منها كمان
نسرين :
إنتي بتصدقي تلاقيهم مش متجوزين ولا حاجه ودي حركة يغطوا بيها عملتهم
سها بحيرة :
وهو إيه إل يجبره
نسرين :
تلاقيها ماسكة عليه حاجه بتهددوا بيها
إيهاب لنفسه :
قد إيه كان نفسي يبقى ليا أخ أتسند عليه في الدنيا بدل ما عشت طول عمري وحيد ربنا يسعدك
وتوجه للخروج من القاعة ليصصطدم بذلك الرجل ضخم البنية الممسك بالهاتف
الرجل بعصبيه :. مش تفتح وأخذ يهندم من ثيابه ولكن كان إيهاب رأي أحد الأسلحة مخبأة بملابسه ولكن في بادئ الأمر لم يهتم ظنا منه أنه أحد أفراد الأمن
إيهاب :
آسف أن...
ليتركه الرجل ويرحل تحت دهشته ولكن تصاعدت الدهشة عندما إستمع لكلمات هذا الرجل وهو يحادث طرف آخر
الرجل :
متقلقش روحه هتطلع إنهاردة
إيهاب :
ياترى بيتكلم عن مين لازم أدخل وأراقبه شكله ناوي على مصيبة
في المكان المخصص لأميرات الليلة /
رحمة :
ما شاء الله يا بسمة زي القمر
بسمة :
حبيبتي يا رحمة إنتي إل قمر وإنتي يالبني ربنا يحميكي زي العسل
لبنى بتوهان فهي تتابع والدتها وهي تتحدث مع وليد :
ها... اه
رحمة بتعجب :
مالك يا لبنى؟
لبنى :
مافيش بس تعبت من القعدة
في جانب آخر كان يقف يستمع لما تقوله في ذهول
إنتصار :
مش بترد ليه؟!
وليد :
أرد على إيه!
إنتصار:
قولتلك بلاش أسلوب البراءة ده معايا، كل إل عملته ده تمنه إيه وهتنفذ الإتفاق إمتى وتطلقها؟
وليد ببعض الحدة :
أطلق مين....؟ وحضرتك بتتكلمي عن إيه؟
إنتصار بنفاذ صبر :
لبنى قالتلي على إتفاقكم إنك تتجوزها كام شهر علشان تنقذ سمعتها بعد ما إل إسمه محمود ده إعتدي عليها وطبعا ده ليه مقابل مادي ليك بس انا معرفش هتاخد كام
وليد بصدمه :
لبنى قلتلك كده؟!
إنتصار بسخرية :
كنت عاوزها تخبي عليا علشان تضحك عليها وتسيطر على عقلها وتستولي على فلوسها، تبقى عبيط لو إفتكرت إني هسمحلك أنا وافقت على جوازكم وكل الترتيبات العبيطة إل عملتوها علشان بنتي وسمعتها بس مش هسمحلك تضحك عليها
كاد الرد ولكن فزعه صوت إطلاق الرصاص وأصوات النساء تصرخ ليتوجه لمكان تجمع بعض الرجال
الفصل /الحادي عشر
كان إيهاب يراقب ذلك الرجل إلى أن وجده يستتر خلف أحد الأعمدة وعيونه تجوب المسرح ليري أنه ينظر بإتجاه أحمد وعماد وبعض أصدقائهم لتزداد حيرته ولكن لم تدم طويلاً عندما وجد ضوء أحمر صغير يتراقص على ذراع وصدر أخيه ليشهق بفزع عندما فهم أن المقصود هو أخيه
أوجده لكي يفقده
لم يشعر بذاته إلا عندما إخترقت الرصاصة ذراعه بعد ما هرول في إتجاه أخيه يحتضنه يفديه بحياته
..........
أستطيع أن أتخيل كيف سيكون الأمر لو كنا معا منذ بادئ حياتنا ونحن جنبا بجنب نلعب ونلهو سوياً، بالطبع كنا سنختلف ونتشاجر أحيانا ولكن سنعود، كنا سنتشارك الهموم والمشكلات ونتساعد لتجاوزها، أستطيع فقط أن أتخيل أننا كنا سنقوم بدور الملوك التي تحكم العالم بعالمنا الصغير، أتمنى أن أعيش مرة أخرى كل التفاصيل معك
إن كنت الآن أحتضر على ركبتي فأنت من سينقذني فها أنا بين ذراعيك، حبي لك ذهب لأعمق من دمائي فى العروق، أنت أخي وأنا أحبك وهذه الحقيقة تكفيني، نحن نعيش حياة مختلفة ولكن وفائنا واحد فها أنت تمسك بيدي تدعمني لكي لا أفارق الحياة، إن كانوا يعتقدون أني أخسر وأنا أجاهد للحياه، فما أقوله أنا إني فزت فأنا بين يديك وجمعتنا الحياة أخيرا ولو للحظات
......
سادت حالة من الهرج والمرج كان الجميع يهرول لينقذ نفسه وإستطاع ذلك الرجل الخروج بين الحشود وكان أحمد بحالة يرثى لها فكانت دموعه تنهمر بكثرة ليشعر بالدماء على يديه وكأنها دمائه هو وليس لذلك الساقط بين يديه يبتسم في خفوت قبل أن يفقد وعيه وهو سعيد بأنه نجح في إنقاذ حياة شقيقه
أخذ عماد كلا من بسمة ورحمة ولبنى والطفلين وأمه ووالدة أحمد لأحد الأجنحة بالفندق وتحدث مع الأمن لتأمينهم، وذهب وليد مع أحمد لسيارة الإسعاف مع إيهاب
وجاءت الشرطة وبدأت بالتحقيقات ورؤية الكاميرات الخاصة بمراقبة الفندق
كان وائل قد عاد مبكراً لشعور سارة ببعض التعب ولكن عندما أخبره السائق الخاص بإبنته بما حدث توجه للمشفى
في المشفى /
كان أحمد في حالة صدمة فلم يكن يظن أن تلك التهديدات التي يتلقاها منذ فترة جدية وأنهم سيحاولون قتله والآن يرقد ذلك الشاب المجهول بالنسبه له في غرفة العمليات
وليد :
إن شاء الله ربنا هينجيه
أحمد :يارب ياوليد لو حصله حاجه أنا مش هسامح نفسى ولا هقدر أعيش بذنبه
وليد :
وإنت ذنبك إيه بس، إهدي كده وربنا هيحلها من عنده ويقومه بالسلامه واحد زيه بالشهامة دي أكيد ربنا هيقف جمبه
أحمد بتمنى :
يارب.. يارب. نجيه وسلمه
في الفندق /
هدى ببكاء وهستيرية :
كله منك وتوجهت تمسك بذراعي بسمة تهزها بعنف دي نتيجة دخولك حياته كان هيتقتل إبني الوحيد كان هيموت
رحمه ولبنى وهما يحاولان تخليص بسمة التي تبكي في صمت :
سيبيها يا طنط هي ذنبها إيه
إنتصار :
هي طول عمرها كده متدخلش مكان غير لما يتهد فوق دماغ أصحابه
عماد بعد أن دخل عندما إستمع لأصواتهم :
في إيه مالكم؟
رحمة :
عماد خد بسمة روحها هي وولادها
عماد:
لازم كلكم تفضلوا في مكان واحد علشان نبقى مطمنين
بسمة :
عماد ودي عمر لسهر ووائل كلمني دلوقتي وقال إن الشاب إل أخد الرصاصة خرج من العمليات وهو هييجي دلوقتي ياخد ملك
عماد :
تمام كده أحسن، أنا هروح أوديهم وأجي نشوف هنعمل إيه
بعد ثلاث ساعات /
كان يجلس منهك ومتعب أمام الفراش الضام لشقيقه بعد أن أصر على رحيل وليد، ليذهب ويأخذ لبنى ويرحلوا ويقوم عماد بتوصيل والدة أحمد للفيلا الخاصة بهم ثم يتوجه مع والدته وزوجته لمنزلهم، أما تلك العروس توجهت لحبيبها لتبقى معه بعد أن أبدلت ثيابها مرة أخرى
وكأنه شعر بوجودها تراقصت نبضات قلبه مع طرقات الباب بدقاتها التي بات يحفظها أكتر من إسمه لتدلف بعدها عينيها تبحث عنه
أحمد :
جيتي ليه؟
بسمة بزعل مصطنع :
أمشي ياعنى.... مش عاوزني
أحمد بحب :
أنا مش عاوز حد في حياتي غيرك، بس انا بتكلم عن تعبك
بسمة بهيام :
وأنا تعبي وأنا مش جمبك، مقدرتش أسيبك لوحدك ولا إنت مزهقتش من البعد
أحمد بضحكة بسيطة :
ياعنى أعمل فيكي إيه دلوقتي جاية تتنازلي وتعترفي إنك عاوزة تفضلي معايا في الوضع ده هتجننيني
بسمة بخفة :
نعمل إيه بقى الحب بيأثر على التفكير وأنا تقريباً إتأثرت وحسبت التوقيت غلط
أحمد بعد أن وقف وتوجه لها ليجلسها معه على الأريكة الموجودة بالحجرة :
قولتيلي بقى الحب
بسمة :
لأ أنا قولت هو عامل ايه دلوقتى
أحمد بعند :
لأ أنا سمعت كويس إنتي قولتي الحب
بسمة بمساكشة :
تؤ أنا كنت بطمن عليه
أحمد :
بحبك... بحبك اوي يا بسمة، تعرفي إن وجودك معايا دلوقتي مخليني مرتاح ومطمن
بسمة :
أنا جمبك وهفضل جمبك عالطول إن شاء الله
أخذ كفيها بين يديه يرفعهما لثغره يقبلهما بحب وإمتنان
أحمد :
ربنا يخليكي ليا
بسمة :
ويخليك ليا، قولي معرفتش توصل لحد من أهله
أحمد :
تليفونه كان بيرن كتير رديت كانت واحدة إسمها دنيا وعرفت منها إنها مراته وبعت عربية من الشركة تجيبها ممكن نص ساعة كده وتوصل إن شاء الله
بسمة بدموع:
ربنا يكون في عونها
أحمد :
خوفتي؟
بسمة :
قلبي كان بيصارع الموت وأنا لقياك على الأرض، قبل ما أستوعب إل حصل، بس برده قلبي وجعني لما شوفته واول حاجه فكرت فيها إنه أكيد ليه أهل هيحسوا بالحسيته
أحمد :
تعرفي انا حاسس اني أعرفه مع إني متأكد إن دي أول مره أشوفه بس جوايا إحساس غريب من ناحيته
بسمة؛
ربنا ينجيه ويسلمه :
أحمد :
يارب
عند لبنى /
كانت تجلس على الفراش تفرك أصابعها من شدة التوتر، تفكر بما دار بينه وبين والدتها، تخشي ان يكون علم شئ تعلم حينها أنها ستفقده
وليد بسخرية :
سرحانة في إيه يا عروسة؟
لبنى بكذب :
ها... لا.. ولاحاجة بس إل حصل إنهاردة وترني شوية
وليد :
اه.. قولتيلي، طيب مش تقومي تغيري الفستان ولا ده مش ضمن الإتفاق
لبنى بتوتر :
إتفاق... إتفاق إيه؟
وليد بصراخ :
إيه لسه هتخبي وتكذبي عليا، ياعنى مش عارفه إتفاق إيه، للدرجة دي شايفاني قليل ومستهلكيش علشان تكذبي كذبة زي دي، طب طالما أنا مش من مستواكي وافقتي ليه
لبنى ببكاء:
علشان حبيتك
وليد بعصبية :
حبتيني....!!! كدابة.... إل يحب حد ميجرحوش ولا يكدب عليه ولا يدخله لعبة رخيصة زي دي... إنتي إزاي قدرتي تقولي عن نفسك كده، وكمان تطلعيني رخيص وعاوز منك فلوس للدرجة دي أنا مسواش عندك
لبنى بإنهيار :
والله العظيم انا عملت كده لأني خفت، إنت متعرفش ماما وإزاي بتفكر مكنتش هتوافق
وليد :
هههه... إنتي بدل ما تقفي معايا وف صفي لو كنتي بتحبيني صحيح وكنتي واجهتي وصبرتي وعافرنا مع بعض علشان توافق فضلتي تكسريها وتقللي مني وتطلعيني جشع وإستغلالي قررتي ونفذتي قرارك قبل ما تفكري في عواقبه
........
ثم ماذا أيها القلب الجريح، تمنيت قلب يشفي جراحك ويؤنس وحدتك ولكن حصلت على أكبر الجراح وأصبحت أشد وحدة
.......
عند رحمة وعماد /
بعد أن أنهى مكالمته مع أحمد يطمئن بها على حال ذلك الشاب دلف لحجرته ليجدها تخرج من الحمام الخاص مرتدية ملابس الصلاه
عماد :
ثواني أتوضي وأجي
بعد أن قاما بتأدية صلاتهم إقترب منها يزيل غطاء الرأس لينسدل شعرها البني القصير، لتعض على شفتيها من التوتر والإرتباك المصاحب للمسة يديه على شعرها وتفاصيل وجهها
عماد :
خايفة مني؟
رحمة :
تؤ
عماد :
طب ليه باصة في الأرض وإيدك بتترعش؟
رحمة :
مش عارفة يمكن.......
ليقطع باقي كلماتها بقبلة دافئة تحمل معنى الحب والحنان ويحملها لتبدأ معه في رحلتهم الخاصة
بعد ثلاث ايام /
كان أحمد لايفارق المشفى سوي بضعة ساعات في الليل يترك دنيا تهتم به وكان عماد هو من يتولى العمل، أما وليد فلم يذهب إلى بيته مطلقاً ولم يرى لبنى منذ أن تركها ليلة الزفاف أما هي فكانت في حالة يرثي لها لا تأكل شيئاً وتبكي إلا أن تغفو وعند إستيقاظها تبحث عنه لعله عاد وتتصل به كثيرا ولكن دون جدوى، كانت رحمة تساعد عماد في العمل تارة وتارة أخرى تستمع لتوبيخات والدته بسبب إنتقاء ملابسها مرة وأخرى بسبب طريقة الجلوس أو إختيار الأطعمة ولكن كان حالها بالتأكيد أفضل من تلك البسمة التي تعمل في الفيلا كأنها خادمة فالسيدة هدى قررت الإنتقام منها مبكرا مستغلة عدم وجود إبنها فهو مشغول بإيهاب فكانت تكلفها بكل أعمال المنزل من تحضير الطعام وتنظيف وغسل وكي الملابس وعند حضور إبنها تتصرف وكأنها لم ترها طوال اليوم
..............
دخل الحجرة ليجدها تغفو في منتصف الفراش في وضع الجنين ومازال شعرها مبتل تلف جسدها بالبشكير يبدوا أنها غفت من شدة تعبها دون أن ترتدي حتى ملابسها، ليقترب منها وينام بجانبها يجذبها لأحضانه يستنشق عبيرها لتستيقظ على همسه
أحمد بهمس :
وحشتيني أوي
بسمة :
بحبك
وهكذا أعطته موافقتها على البدء معا من جديد وعفوها عما سبق وحدث منه ليأخذ شفتيها بقبلة تعبر عن مدى شوقه وإشتياقه ولهفته وحبه لها
أحمد بلهاث بعد أن إبتعد :
سامحيني يا بسمة أنا غلطت كتير في حقك وتعبتك بس والله بحبك... لأ أنا بعشقك إنتي بقيتي الهوا إل بتنفسه والروح إل جوايا أنا مش بحس بقلبي غير وإنتي جمبي لأنه بيبدأ يدق بحياه غير كده ببقى عايش بالإسم أما روحي وقلبي بيبقوا مرهقين جدا من غيرك
لم ترد عليه سوي بكلمة واحدة جعلته يسدل الستار عن أي كلام آخر وعن أي فرصة للعتاب :
وحشتني
الفصل /الثاني عشر
مضت أيام منذ زواجهما ولم يرها، تجنب الذهاب إلى بيته، يظل في المشفى الذي يعمل به ليل نهار، يتجنب التحدث مع أحد كأنه يصارع ذاته
طرق الباب جعله يستفق من شروده والتفكير بها
وليد :
إدخل
الممرضه :
دكتور وليد الحالة بتاعة امبارح فاقت
وليد :
تمام أنا هاجي أشوفها ثم ذهب خلفها يطمئن على المريض بعد ما قرر بين ذاته أنه يجب عليه الذهاب لرؤيتها وخاصة بعد مكالمة عماد له وقلقه عليها لأنها لا تجيب على هاتفها
أما عند إيهاب /
دنيا وهي تحضر أمتعته :
بس إحنا إزاي هنروح نقعد عنده.. ده مها كان غريب منعرفوش إلا من كام يوم
إيهاب :
أنا رفضت بس هو صمم وقال إن والدته منتظرانا وإنها حابه تشكرني بنفسها
أومأت له بصمت محتارة في أمره فإيهاب الذي تعرفه لن يوافق على الذهاب، ولكنها لاحظت تغيره ف الآونة الأخيرة وخاصة بعد وفاة والدته
إستيقظت من نومها تنظر للوقت في هاتفها الخاص، جحطت عيناها لا تصدق أنها ظلت نائمة كل هذا الوقت لتنهض سريعاً لترتدي ملابسها وتهبط لأسفل ولكنها وقفت أمام غرفة والدة زوجها بعد ماسمعتها تتحدث وكأنها تعارك الطرف الآخر
إنتصار بعصبية :
بقولك إيه إل بتطلبيه بتاخديه غير كده مسمعش صوتك وإل أقولك عليه تنفذيه
ثم أغلقت الهاتف وقامت برميه
تعجبت رحمة من كلامها ذلك ولكنها لم تهتم بالأمر
كان وائل يجلس بمكتبه الخاص الموجود داخل فيلته يفكر في سارة التغيرات التي بها منذ عدة أيام ممسكا بيده صورة تجمعهم سويا بإبنتهم المتوفاه، لينهض بعد مرور الوقت ناويا فعل أي شئ يخرجها من تلك الحالة
كانت تقبع بحجرتها تفكر بحالها وإبنتها التي توفيت وهي واضعة يدها على بطنها تحضنها بخوف
وائل بعد أن جلس بجانبها محيطا كتفيها :
سارة... حبيبتي مالك؟ بقالك كذا يوم متغيرة
سارة بدموع :
خايفة
وائل :
خايفة من إيه؟
سارة بعد إنهيارها :
خايفة أخسره زي ما خسرتها قبل كده
في البداية لم يفهم ماذا تقصد ولكنه عندما وجدها تبكي بخوف وتحتضن بطنها كأنها تريد حمايتها
وائل بصدمة :
سارة إنتي حامل
لتومأ له في صمت وهي تلقى بنفسها داخل ذراعيه ليحتضنها ويحتويها ويغلفها بالآمان
بقلم رانوش
كانت ترتب الفراش أثناء دلوف هدى الغاضب
هدى بعصبية :
إنتي لسه هنا بتعملي ايه... مش لسه في شغل تحت مخلصش
بسمة بهدوء:
حاضر يا طنط دقايق وأكون تحت
هدى بعصبية أشد وهي تمسكها من أحد ذراعيها غافلة عن ذلك الواقف خلفها يتابع ما يحدث بصدمة:
أنا لما أقولك على حاجه تنفذيها عالطول متقوليش دقايق إنتي هنا علشان تسمعي الكلام وتنفذي الأوامر، قولتلك قبل كده وهقولك تاني لأن يظهر إنك مبتفهميش إنتي هنا خدامة أو أقل كمان شغل البيت كله يخلص مرة واحده مش كل شوية أقولك
أحمد بعصبية :
ماما!!! إيه إل بتقوله ده
بسمة :
أحمد مافيش حاجه ياريت متدخلش بينا
هدى بنرفزة:
إنتي تسكتي خالص مش كفاية إنك إتجوزتيه غصب عني دلوقتي عاوزة تباني إنك ملاك وأنا شيطان
أحمد :
كلميني أنا... إيه إل قولتيه من شوية
هدى :
قولت إيه أنا مقولتش غير الحقيقة هي بالنسبة ليا مش أكتر من خدامة ميمنعش إنها تبسطك بس تخلص شغلها الأول
سكون مخيف خيم عليهم من الصدمة
من تلك أهي أمي المرأة الحنون التي تتعامل مع الجميع بطيبة
شهقات مكتومة تعبر عن مدى جرح صاحبتها لتقرر الإنسحاب من ذلك الموقف المهين
أحمد بهدوء مخيف :
تبسيطني....!!! إل إنتي بتتكلمي عنها دي مراتي إل شايلة إسمي وشرفي وسمعتي أم إبني بتتكلمي عنها كأنها واحدة من الشارع
هدى بهستيرية :
ماهي من الشارع مش دي إل إنت روحت إتجوزتها في السر من غير ما تعرف أصلها وهي برده إل خبت عليك إبنك ده لو إبنك أصلاً
أحمد بعصبية :
ماما
هدى :
عاوز إيه.. روحت إتجوزت واحدة مطلقة ومعاها بنت كمان
أحمد:
بس لغاية كده وكفاية أنا مش مصدق إني بسمع الكلام ده منك وإنتي أكتر واحدة المفروض تدافعي عنها لأنك ست وبرده مطلقة
هدى بذهول :
إنت بتعايرني يا أحمد
أحمد أنا مش بعايرك لأنك ملكيش ذنب في الطلاق، الطلاق زي الجواز بالظبط نصيب وده شئ ميعبهاش ولايعيب أي واحدة غيرها ده حلال ربنا لو الزوجين متفقوش تيجي إنتي وغيرك تحرموه ليه
هدى :
إنت مستكتر عليا أفرح بيك وإنت بتتجوز واحدة مافيش غيرك لمسها وإنك تكون أول رجل بحياتها مافيش معاها أولاد تشتال مسؤليه غيرك
أحمد:
أنا مش مصدقك بجد... إزاي تفكري كده... علشان تفرحي بيا تظلمي غيري....إفرحي بيا لما تلاقيني إخترت إنسانة محترمة ومؤدبة... إفرحي بيا لما تلاقيني بحبها وهي بتحبني.... إفرحي لما تلاقيني مبسوط معاها....إفرحي وفرحيني لما تعامليها زي بنتك لما تعامليها بحب وتتمنى ليها الخير والسعادة لأن ده إل هيسعدني، لو فكرتي شوية هتعرفي إن الحب والرحمة هيفرقوا كتير في حياتنا
بسمة مراتي وأم إبني وقبل ده حبيبتي إل مش هسمح لحد أبدا أيا كان يجرحها أو يزعلها
ليتركها ويرحل من الغرفة باحثا عن معشوقته عساه يستطيع تطييب جرحها
.........
حاولت أن احتضن نفسي وأجمع شتات روحي وحدي، حاولت أن أستيقظ كل يوم وأنا أقنع نفسي أن ما فات مات ولم يعد يؤثر عليولايهمني أي شئ يفكر به الآخرون عني وأني إذا إستمعت لرأيهم سأهدر أثمن لحظات عمري هباء"، لست مضطرة لتبرير المواقف التي مررت بها ولا لتقديم أدلة وبراهين على أفعالي
ولكني إكتشفت أن قلبي مجهد وعقلي تشوش لأني أجاهد بنفسي ولنفسي في سرب من المعتقدات تتحكم بنا وبمجتمعنا
ألا يكفي العثرات والإنكسارات والهزائم التي مررت بها
هذه المرة بالذات لن أحاول، لقد حاولت بما يكفي لأن أعرف بأن محاولاتي ما هي إلا هدر للطاقة وهدر للشعور.... أنا الآن سأكتفي بما أملكه، أنا لم أخلق لأتعذب، لم تصرخ أمي هذه الصرخات لأكون حديث الناس
أنا مطلقة ولست زانية ليبتعد عني الناس، أليس من حق المطلقة الزواج مرة أخرى في حين يمكن للرجل المطلق الزواج وبإختيار وإنتقاء من يريد الزواج منها
أليس هذا مفهوم للظلم
تنظرون إلى المرأة وكأنها آفة يخشاها الجميع.... ولكنها إبنة وأخت لأحدهم....... يكفي أن تنظر للمرأة كمرأة لديها مشاعر وأحاسيس تستطيع بهم أن تحتويك كأمك وتقف بجانبك كأختك، ليس شرط أن يكون الطلاق بسبب أخطائها أو حتى أخطاء شريكها، ممكن أن يكون عدم توافق بدون أخطاء وكننا نحكم من منظور فكري متوارث
المطلقة لا يحق لها الزواج إلا من رجل يبلغ من العمر ما يوازي أو يزيد عمر أبيها وللسخرية ممكن أن تتزوج شاب ولكنه مطلق أو أرمل ومعه من الأولاد ولكن لايسمح لها الزواج من شاب تكون أول تجاربه وأول إمرأة بحياته وإذا إنقلب الوضع يسمح أن تتزوج فتاه لم يسبق لها الزواج من شاب مطلق وكأن الأنثى ليس لها حقوق
.....................
دخل إلى منزله يتقدم بقدم ويؤخر الأخرى يخشى المواجهة، لم يتوصل لحل بعد، كان المنزل هادئا جدا لايدل على وجود حياة بداخله... وإلى تلك الفكرة هرع سريعاً بإتجاه حجرة النوم خشيا أن تكون فعلت بنفسها ما لا يحمد عقباه
وليد :
لبنى!!!!
قالها بفزع تام عندما وجدها ملقاه على الأرض ما زالت ترتدي ثوب زفافها
ليستجمع ذاته سريعاً وقام بالإستماع إلى نبضها ليبدأ بالتنفس ثانياً عندما وجدها على قيد الحياة ولكن يبدوا أنها تصارع لذلك
حملها ووضعها على الفراش ثم بدأ في تبديل ثيابها بأخرى مريحة وأعطاها بعض الأدوية الوريدية ثم إتجه إلى المطبخ يحضر لها بعض العصائر والفاكهة ليساعد جسدها قليلاً
...........
حبيبتي
قالها أحمد وهو يتوجه لتلك الجالسة على مقعد الحديقة، لتمسح تلك العبرات المتدفقة على خديها
بسمة :
أيوة يا حبيبي
أحمد وهو يقبل يديها ورأسها :
آسف
بسمة؛
مافيش داعي أنا مش زعلانة منها، أنا زعلانة على المجتمع وفكر عايشين فيه بيظلمني أنا وغيري
أحمد :
إنتي حبيبتي وروحي ومراتى وأم إبني وإل يفكر يزعلك هيلاقيني في وشه
بسمة :
دي مامتك وأنا حاسة بيها وإنها خايفة عليك وإني دخلت حياتها من غير ما تتقبلني الأول علشان كده مش زعلانة منها
أحمد :
ربنا يخليكي ليا
يقاطع حديثهم سعاد تخبرهم بوجود إيهاب ودنيا في الداخل ليذهبوا سريعاً للترحيب بهم
بقلم رانوش
لو لم تكوني موجودة هل كان سيكون وجودي مهم، لا يمكن للزمن أن يعيد تلك السنوات التي قضيتها بدونك، أعطيتني الأمل في السعادة، وكلما أمسك بيدك أغرق فى حبك من جديد
تقدم لحجرتهم وهو ممسك بباقة الزهور يريد ان يعتذر لها عن إنشغاله في العمل تلك الفترة التي من المفترض أنها بداية حياتهم معا
ليفتح الباب ويقف مصدوما مما يرى، ولكن صدمة تثير الفراشات بمعدته... يترنح لها جسده من شدة ثمالته من عشقها
كانت رحمة مثل الفراشة ترتدي ثوبا أحمر حريري تطلق العنان لشعرها، تجلس على الأرض بين الشموع وبتلات الورد، تشاهد بإستمتاع صوره عندما كان صغيرا
عماد ببحة :
رحمة
رحمة :
حبيبي إنت جيت
كانت تعلم بوجوده فهي شعرت به وبأنفاسه الاهثة نتيجة رؤيته لها ولكنها تخجل لذا تصنعت عدم معرفتها بحضوره ولا تعلم أنه إكتشف أمرها من حركة أصابعها المتوترة
ليقترب منها ويساعدها للنهوض ثم يحتضنها وكأنه لم يفعل من قبل فتبادله بشوق جارف
عماد :
العسل ده بتاعي
لتضحك بخفه... مطلقة سراح مخيلته للشعور بمذاق شفتيها دون الإقتراب
رحمة :
إتأخرت ليه
عماد :
آسف.. عارف إني مأهملك الفترة إل فاتت بس أوعدك إني هعوضك
لتومأ له في صمت وتتركه يستشعر صحة مذاق شفتيها بنفسه
.....
حبيبتي يحترق داخلي بنيران سوف تبحث عني حتى آخر حياتي، الوعود التي أعطيتني إياها كانت كاذبة ولأنك الأقرب إلى قلبي كان الجرح قاتلا، فأنتي ألقيتني في أحضان الرياح وها أنا أخشى قلبي الذي ينبض بكى ولكي
.....
تتململ فى فراشها تشعر بآلام رأسها وجسدها وهذا واضح عليها، لتحاول فتح عينيها فتغلقهم سريعاً ثم تفتحهم سريعاً مرة أخرى عندما تذكرت آلامها ووحدتها منذ بضعة أيام منذ الليلة التي من المفترض أن تكون أسعد أيام حياتها
لتتعجب عندما ترى فستان زفافها ملقي على الجانب الآخر من الفراش لتنظر سريعاً لنفسها فتجد أنها ترتدي ملابس بيتية لتتعجب الأمر ولكن تأتيها الإجابة على هيئة صوته
وليد :
إنتي كويسة
لم تجاوبه ولكنها إنخرطت في البكاء مرة أخرى ليلعن ذلك الجالس بحيرة فهو يريد إحتضانها بشدة ولكن كبرياؤه يمنعه
وليد :
ممكن أعرف بتعيطي ليه؟ وإيه إل حصل خلاكي تقعي في الأرض؟ وليه لسه لابسة الفستان؟
لبنى :
بعيط لأنك بعيد... ولسه بالفستان لأني مقدرتش أعيش وأتأقلم في البيت من غيرك، أنا غلط في حقك بس إنت بتموتني بالبطئ
وليد :
مش لوحدك إل بتموتي بالبطئ... انا كمان إنتي مش عارفه إحساسي وأنا واقف قدام مامتك وهي بتقولي عاوز كام علشان تنفذ الإتفاق وتطلقها بسرعة
لبنى ببكاء :
آسفة أنا آسفة متبعدش عني أرجوك
وليد :
مش وقته الكلام ده... قومي إغسلي وشك وتعالي كلي وإشربي العصير إنتي جسمك ضعف ولازم تتغذي كويس
يجلس بتوتر بان على مظهره وطريقة حديثه فها هو بداخل منزل شقيقه وسيقابل والدة شقيقه زوجة أبيه الأولى رفيقة أمه لايعلم كيف سيقابلها أو ماذا سيقول لها لا يستطيع النظر بوجهها
أحمد :
الحمدلله على السلامه نورتوا البيت
إيهاب:
الله يسلمك.. شكرا
بسمة لدنيا :
من إنهاردة أحب نبقى أصدقاء طبعاً لو إنتي موافقة
رحمة:
أكيد ده شرف ليا
لتدلف هدى بعد أن أعلمتها سعاد بوجودهم ترحب بهم فهي لن تقصر فى حق ضيوفها
هدى :
أهلا وسهلا بيكوا
دنيا :
الله يسلم حضرتك
أحمد :
ده أستاذ إيهاب ودي والدتي
هدى :
أهلا وس.......
إيهاب بتوتر :
أهلا بحضرتك
أحمد :
إيهاب ومراته هيقعدوا عندنا فترة لغاية ما يتحسن
لتومأ هدى بصمت
إيهاب :
مش عاوز أتعبكم معايا، أنا الحمد لله بقيت كويس بس أنا جيت علشان أسلم على والدتك وأشكركم على إل عملتوه معايا في المستشفى
أحمد :
إحنا إل لازم نشكرك مش إنت، وياريت تقبل دعوتي وتفضل معانا
إيهاب :
بس
هدى :
مافيش بس، ده بيتك زي ما هو بيت أحمد
إيهاب بتوتر :
حضرتك أنا....
هدى :
إنت إيه، لتبتسم بهدوء.. إنت إبن سهام صح
لتهبط دموعه بصمت
دنيا بتعجب :
حضرتك تعرفي ماما سهام!
هدى :
إرفع راسك يابني إنت مالكش ذنب، أخبار سهام إيه؟
إيهاب بوجع :
ماتت... ماتت وآخر حاجه قالتها إنك تسامحيها
لتشهق هدى ثم تنساب دموعها بغزارة على تلك الصديقة التي فرقت بينهم الأيام
أحمد :
مالك ياماما؟ إنتوا تعرفوا بعض منين؟
كانت إجابتها صادمة لكلا من دنيا وبسمة ولكن الصدمة الكبرى كانت من نصيب أحمد
هدى :
ده أخوك
أحمد بتلعثم :
أخويا
هدى :
أه أخوك من أبوك وسهام صديقة عمري
أحمد بصدمة :
إنتي كنتي عارفة إن أنا ليا أخ
هدى :
عرفت زمان إن هدى حامل بس بعد كده إنقطعت أخبارها، بس انا عرفته مش صعب إن الواحد يعرف إنه إبن عامر هو نسخة منه في شبابه
إيهاب :
أنا آسف مكنش قصدي أدخل حياتكم بس لما عرفت إن ليا اخ مقدرتش مشوفوش علشان كده دورت عليك وعرفت بميعاد الفرح فجيت علشان أشوفك وبعدين إنتوا عارفين إل حصل
أنا همشي ومتقلقوش مش هظهر تاني في حياتكم.... يالا يا دنيا
لينهضوا متجهين للخارج
أحمد :
إستني رايح فين.!؟
إيهاب :
همشي أروح بيتي
أحمد :
إنت مش هتمشي من هنا ده بيتك وإنت أخويا ومش هسيبك تبعد عني تاني
ليتجه نحوه ويحتضنه بقوة ليبادله الإحتضان مصاحب ببكاء بسمة ودنيا وإبتسامة رضا من هدى
الفصل /الثالث عشر
مرت عدة أشهر كان الحال مستقر إلى حد ما، كانت العلاقة بين لبنى ووليد مقتصرة على بضع كلمات كالسلام والسؤال عن الحال وتناول بعض الوجبات سويا، أما رحمة وعماد يعيشون سعداء بحبهم لا يخل يومهم من المناغشات وغيرتها عليه وملاحظة رحمة لتوتر وقلق إنتصار المتزايد والمكالمات السرية
أما إيهاب ودنيا فقد إستقروا بالفيلا مع أحمد وبسمة وأصبحوا أكثر قرابة من بعضهم البعض وإستلم إيهاب العمل مع أحمد بالشركة،،، أما علاقة أحمد وبسمة فكانت علاقة يملؤها العشق والتفاهم وكانت هدى تتجنب التعامل مع بسمة إلا للضرورة
وعند وائل كان يعتني جيدا بسارة التي تلازم الفراش إلا للضرورة خشية أن يصاب طفلها بأذى
بعد يوم طويل قضاه من حجرة عمليات لأخرى عاد منهكا إلى المنزل، لم يستمع لصوتها أو يراها بدايا ولكن ما لبث أن إقترب من الحمام ليستمع لصوت شهقاتها المكتومة ليفتح الباب مندفعا قلقا عليها ليجدها جالسة في حوض الإستحمام بملابسها التي إبتلت نتيجة المياه المنهمرة فوقها ليتجه لها غير عابئ بتنبيهات عقله بأن لا يفعل
وليد :
حبيبتي مالك؟
لبنى :
حبيبتك!!
ليقوم بإغلاق المياه وينحني يحملها بين ذراعيه كطفل صغير لتدفن وجهها داخل عنقه تتمسك بقميصه
ليضعها على الكرسي بجانب السرير ويتجه لخزينة الملابس وينتقي لها البعض ويساعدها على تبديل ملابسها، ليبتسم بخفه وهو يرى حمرة الخجل تحتل وجنتيها، بعد الإنتهاء أجلسها على الفراش وقام بتبديل ملابسه وصعد بجانبها لأول مرة منذ زواجهم
لبنى ببكاء :
أنا
وليد مقاطعا :
هششششش نامي دلوقتى وبعدين نتكلم ليحتضنها بقوة ليستغرقوا في النوم سريعاً
كانت تجلس على فراشها بتعب بعد أن إطمئنت على ولديها، لتبتسم بعشق بعد أن إشتمت رائحة عطره تملأ الحجرة لتفتح أعينها لتجده أمامها يبتسم
أحمد :
برده حسيتي بيا
بسمة :
هههههه بصراحة برفانك ده بيأثر حواسي كلها
أحمد بزعل مصطنع :
أه قولتيلي ياعنى بسبب ريحته مش علشاني
بسمة بصدق :
حتى لو مستعملتوش ولو بين مليون رجل هعرفك وأحس بيك وأنا مغمضة.
ليجثوا بجانبها يضمها إليه بتملك، ليقطع تلك اللحظات صراخ سعاد وهي تنطق بإسم والدته ليهرولوا إلى الخارج ينظروا ماذا حدث
أحمد بعد أن دلف لحجرة والدته ووجدها ملقاه على الأرض :
ماما ووجه حديثه لسعاد إيه إل حصل
سعاد :
معرفش هي كانت مصدعة روحت أعملها فنجان قهوة جيت لقيتها كده
قام أحمد بحملها ووضعها على الفراش إقتربت منها بسمة تتفحصها
بسمة :
ممكن يكون ضغطها علا ده غير إن عندها حرارة
أحمد :
أنا هكلم الدكتور خليكي جمبها
وبالفعل قام أحمد بمحادثة الطبيب الذي جاء خلال عشرون دقيقة وبعد الكشف عليها أكد أن ما حدث بسبب الضغط ويرجح أنها لم تتناول الدواء الخاص بها وقام بإعطائهم التعليمات الازمة بالنسبة للأكل وغيره
بعد رحيل الطبيب /
إيهاب :
ها.. خير الدكتور قالكم إيه
بسمة :
لازمها عناية لأن صحتها ضعفت الفترة إل فاتت
دنيا :
ربنا يشفيها
الجميع :
يارب
صباح يوم جديد ملئ بالأحداث منها الفرحة ومنها الحزينة
إستيقظت من نومها وحاولت النهوض لتشعر بقبضة تمنعها لتنظر فتجد ذراعه ملفوفة حولها وأنا مازالت بأحضانه، لم تشعر بدموعها التي إنهمرت دون صوت ويديها تتنقل على وجهه بإشتياق فربما لن تحصل على تلك الفرصة مرة أخرى
كان وليد مستيقظا ولكنه فضل أن لا تعلم ليري ماذا ستفعل
لبنى :
تعرف إن ليلة إمبارح أسعد ليلة فى حياتى لأني أول مره أحس بالأمان وأنا في حضنك.. إنت قريب جدا وبعيد في نفس الوقت. أنا تعبت أوي عارفة إني غلطانة بس والله العظيم كنت خايفة أخسرك بس انا خسرتك، قالتها بحرقة ووجع جعل قلبه يتمرد عليه ليفتح عينيه
وليد :
بحبك يا لبنى علشان كده إتوجعت أوي منك بس بالرغم من جرحي وإنك جيتي على كرامتي مقدرتش أسيبك وكنت بتعذب وأنا شايف حالتك بس وجعي كان مسيطر عليا، بس لما جيت إمبارح وشوفتك بالوضع ده إفتكرت إني كنت هخسرك مرة قبل كده لما جيت ولقيتك بالفستان ساعتها قلبي وجعني وحسيت إن جرحي منك ممكن أنساه إنما إني أخسرك مقدرش
لبنى بدموع فرحة :
ياعنى مش هتسيبني صح
وليد وهو يمسح دموعها :
تؤ مش هسيبك محدش يقدر يسيب روحه
لتحتضنه بقوة تدفن وجهها فى عنقه ليبادلها بعمق
وليد مشاكسا :
بس لازم تصالحيني بقى ماليش دعوة
إستيقظ إيهاب لم يجدها بجانبه لينهض بإتجاه الحمام الخاص بغرفتهم ليستمع لصوت تأوهات عرف مصدرها ليفتح الباب بلهفة وسرعة ليجدها جالسة أرضا تتصبب عرقا ويبدوا عليها أنها كانت تستفرغ
إيهاب بلهفة :
دنيا... مالك يا حبيبتي تعبانة؟
دنيا ببلاهة :
حبيبتك!
إيهاب :
ردي عليا.. تعبانة فيكي إيه، ليذهب ويساعدها لتنهض تغسل وجهها ثم يتجهان معا للفراش لتجلس وهو بجانبها
دنيا بدمعة :
هو انا حبيبتك فعلاً.
إيهاب بإستغراب :
إيه السؤال ده
دنيا بحزن :
إنت إتجوزتني إنقاذ للموقف حتى لما روحنا البلد وعملنا الفرح لولا إنهم كانوا ياعني.. أقصد مكنتش
إيهاب :
كانوا مستنيين يشوفوا شرف بنتهم لولا كده مكنتش قربت منك صح مش ده ال عاوزة تقوليه
دنيا ببكاء:
إنت مستمر في جوازك مني ليه لو عاوز تطلقني وحاسس بالذنب من ناحيتي انا موا...
ليشدها إليه تنعم بأحضانه
إيهاب:
إنتي مجنونة أنا مستحيل أطلقك مش معنى إني مش بعرف أعبر عن مشاعري إني مش بحبك، دنيا انا بحبك من قبل ما أتجوزك بس أنا لغاية دلوقتى لسه مصدوم من إل حصل معايا مش أكتر
دنيا وهي تمسح دموعها بيديها كالأطفال :
ياعني إنت بتحبني
إيهاب :
بحبك.. والله العظيم بحبك
دنيا :
وانا كمان بحبك أوي وكنت خايفة لتسيبني في يوم بس خلاص أنا كده إطمنت
إيهاب :
هههههههه، طيب ياسيتي ممكن تقوليلي مالك أخدتي برد مثلا
دنيا بخجل :
مثلا، أو ممكن حمل برده مثلا
إيهاب بفرحة :
بجد إنتي حامل
دنيا بخجل :
تقريبا لسه مش متأكدة
إيهاب :
طب قومي بسرعة إلبسي وأنا هلبس خلينا نروح نتأكد
بقلم رانوش
في مكان بعيد عن الأحياء السكنية المقتظة مكان في أطراف المدينة بيت تظهر منه إضاءة خافتة، نائم هو على فراشه يبدو على وجهه معالم الألم ليدخل إليه إبنه ذات العشر سنوات يقبل رأسه ويديه
مصطفي:
بابا حبيبي انت لسه تعبان
بشير بتعب:
لأ يا حبيبي انا بقيت أحسن الحمد لله، إنت جيت إمتى من المدرسة
مصطفي:
من شوية صغيرين ماما بتعمل الغدا علشان أكل وبعدين أكتب الواجب بتاعي
بشير بإبتسامة :
أيوة كده يا صاصا عاوزاك تبقى شاطر وتطلع حاجه كبيرة كده
مصطفى بضحك :
أنا عاوز أبقى دكتور علشان أخليك تروق
بشير بإرهاق حاول مداراته:
يبقي لازم تذاكر كويس وتفضل متفوق
مصطفي:
حاضر يا بابا هسمع كلامك واذاكر كويس
بقلم رانوش
تجلس سارة تأكل بعض الفاكهة تشاهد التلفاز لتأتيها هناء
هناء:
تليفون علشان حضرتك ياست سارة
سارة :
مين
هناء:
واحدة مارضيتش تقول إسمها، لتعطيها الهاتف وتنصرف
سارة :
ألواا مين
نوال :
إيه نسيتي صوتي
سارة بصدمة :
ماما
نوال بحدة:
لسه فاكرة إن ليكي أم
سارة:
عاوزة إيه يا ماما مش كفاية إل عملتيه
نوال :
عملت إيه يا حبيبتي إل أنا عملته السبب في إنك في حضن وائل دلوقتى يبقى بدل ما تشكريني تقاطعيني
سارة :
ولو... حتى لو مكنتش هبقي مع وائل ده ميدلكيش الحق في إل عملتيه دي جريمة وتحمدي ربنا إن وائل معاقبكيش بطريقة تانية، ثم أغلقت الهاتف دون الإستماع لردها
وائل :
لو عاوزة تكلميها أنا مش همنعك دي مهما كان مامتك
سارة بخضة من وجوده المفاجئ:
أنا مش قادرة أسامحها على ظلمها لبسمة ده رمي محصنات يا وائل وإل عملته ده كان سبب في موت ابنك ياعني جريمة قتل يمكن في يوم أقدر أسامحها وأرجع أكلمها لكن دلوقتى مش جاهزة
بقلم رانوش
ينتفض جسدها وترتعش أوصالها رعبا تجلس على الفراش تضم ساقيها تدفن وجهها داخلهم تضع يديها على أذنيها تموت خوفا كلما تذكرت ما سمعته منذ قليل أثناء مرورها بحجرة إنتصار وإستماعها لصوتها الدال ع شدة غضبها
إنتصار:
إنتي إيه مبتفهميش قولتلك متكلمنيش في الوقت ده
الطرف الاخر:
أعمل إيه يا هانم... أماني هانم بقالها عشر أيام رافضة الأكل والماية وكده ممكن تموت
إنتصار :
وإنتي شغلتك إيه يا بثينة أنا قولتلك لو ماتت إنتي كمان هتحصليها
بثينة :
ياست هانم أنا عملت معاها كل شئ يتعمل وهي رافضة
إنتصار:
وإيه إل جد ياعني خلاها تضرب عن الاكل والشرب ماهي بقالها سنين على ده الحال ولا هي لسه فاكرة نفسها مخطوفة جديد وهتعيش دور الضحية، بقولك إيه لو جرالها حاجة أنا مش عاوزاها تموت دلوقتى لما اختار الوقت المناسب هقتلها بنفسي بس هي لازم تتكلم وتفوق من الجنان إل هي فيه علشان تحس بالوجع وأنا بقتلها ثم أغلقت الهاتف بغضب وما لبثت أن ضغطت مرة أخرى على زر الإتصال
الفصل /الرابع عشر
إنتصار :
هتنفذ إمتى؟
الطرف الآخر :
إل الوقت إل تحدديه
إنتصار :
بكرة
الطرف الآخر :
نفس الهدف
إنتصار بعصبية :
لأ.. مش نفس الهدف الأول كان هدفي أحمد علشان أحرق قلب بسمة بس دلوقتي كل الدنيا عرفت إنها مراته ومخلفة منه ياعنى لو مات فلوسه هتبقى ليها يبقى أنا كده عملت ايه
الطرف الآخر :
والمطلوب سيادتك
إنتصار :
بسمة... هدفك المرة دي بسمة
ثم أغلقت الهاتف وهي تتحدث مع نفسها بصوت مسموع
لازم تموتي يابسمة قبل ما أمك تموت علشان أوجع قلبها عليكي
..........
طرقات على باب الحجرة أيقظتها من تفكيرها
هدى :
إدخل
بسمة :
حضرتك عاملة ايه دلوقتي.. أحسن ولا لسه حاسه بتعب؟
هدى :
.....
كانت تفكر في تلك الفتاه أمامها أمن الممكن أن تكون ظلمتها في معاملتها، فهي لم تنسى عندما إستيقظت ووجدت بسمة تجلس بجوار الفراش وساعدتها على تناول أدويتها ثم أطعمتها بيدها وبعد ذلك ساعدتها على النوم مرة أخرى، وكلما إستيقظت خلال الليل تقف مسرعة وبلهفة تسألها إذا كانت تحتاج لشئ ما ولم تتركها طوال اليوم أيضاً
بسمة :
هو حضرتك تعبانة أتصل بالدكتور
هدى :
إنتي مين يا بسمة؟
بسمة بإبتسامة :
لو عاوزة تعرفي انا مين تسمحيلي بحاجة الأول، لتنظر لها بتعجب زاد عندما وجدتها تصعد بجانبها تحتضنها وتبكي
هدى بتعجب :
في إيه مالك؟
بسمة :
لو مش عاوزني في حياة أحمد أنا ممكن أسيبه بس بلاش إنتي تسيبيه، أنا عارفة إن الأعمار بيد الله بس بلاش تأهملي صحتك، أحمد هيتعب جدا لو جرالك حاجة، أنا عارفة الإحساس ده ومش هقدر أشوفه بالحالة دي
هدى بصدمة :
قد كده بتحبيه؟
بسمة بعد أن إبتعدت قليلاً :
أحمد بالنسبة ليا الهوا إل بتنفسه مقدرش أشوفه موجوع
هدى :
طب إحكيلي
قصت لها بسمة تعرفها على وائل وما حدث من عمتها ومقابلتها لعماد وزواجها من أحمد
هدى بتنهيدة :
ياااااه كل ده حصلك
بسمة :الحمد لله ربنا عوضني وبعتلي أحمد.. وماما لو تسمحيلي ياعنى
هدى بإبتسامة :
هو انا أطول يبقى عندي بنوتة سكر زيك كده، ثم أحتضنتها بعاطفة الأمومة
أحمد الذي كان يقف عند الباب وإستمع لحديثهم كاملا :
وأنا ماليش مكان في الحضن ده
هدى وبسمة في نفس الوقت :
لأ
لينظروا لبعضهم وينفجروا ضاحكين ومعهم أحمد الذي شاركهم وفي قلبه شعوران أحدهما وجع عندما إستمع لها وهي تقص ما مرت به والثاني الراحة لأنهم وأخيراً إقتربا من بعضهم
إيهاب بعد أن دلف على صوت ضحكاتهم :
الله... دايماً مبسوطين يارب
هدى :
يارب.. وإنت كمان يابني ربنا يسعدك مع العسل إل جمبك
إيهاب :
أه والله عسل
دنيا بخجل وعيون مبرقة :
إيهاب
هدى :
كده خليتها تتكسف
إيهاب :
دي عيون إيهاب والله
أحمد :
إيهاب مالك يا خويا إنت تعبان. براحة على مراتك ياعنى ساكت ساكت وتتكلم مرة واحدة كده
دنيا بكسوف :
قوله
ليضحك الجميع على خجلها وكلمتها
إيهاب وهو يجذبها ويحاوطها بذراعيه :
علشان أنا أسعد واحد إنهاردة
بسمة :
طب ما تفرحنا معاك
إيهاب :
إن شاء الله كلها ست سبع شهور وأبقى أب
أحمد :
بجد ألف مبروك لأ فعلاً خبر يستحق التغيير ده كله
هدى :
ألف مبروك يا حبايبي
بسمة وهي تحتضن دنيا :
مبروك... وربنا معاكي في الشهور الجاية طبعاً ده غير بعد ما تقومي بالسلامة ان شاء الله
عاد عماد من الشركة متلهف لرؤيتها فهي قد تغيبت اليوم عن العمل وإتصل بها فأخبرته أنها مرهقة ولكن صوتها لم يعجبه ليدخل إلى حجرتها فيجدها ترتدي ملابس العمل متكورة على نفسها بوضع الجنين وصوت شهقات خافتة تصدر منها ليقترب منها بقلق فيجد جسدها يرتعش ووجهها مغطي بالدموع ليضع يديه فوق كتفيها بخوف لتنهض صارخة وعدما تأكدت من هويته ألقت بنفسها داخل أحضانه
عماد :
حبيبتي مالك في حاجة تعباك... رحمة طمنيني علشان خاطري
رحمة :
ه...ه...ه...هت..هتم..وت.ها
عماد :
رحمة..... رحمة إهدي وفهميني مين هيموت مين
رحمة :
أنا خ... خاي.. خايفة
عماد محاولا تهدئتها :
هششش خلاص متخافيش أنا جمبك
وبعد وقت قصير وجدها إستكانت بين يديه
عماد لنفسه ياترى إيه إل حصل وصلك للحالة دي
العجز أصعب شعور تحس بيه، عجز عن حماية حبيبك، عجز عن رعايته، عجز عن التصرف الصحيح في الوقت المناسب
الرجل لا يحب أن يشعر بالعجز مهما كانت الظروف لأنه حينها يشعر أن كرامته كرجل على المحك لذلك ينسى أنه إنسان معرض لكل أنواع المشاعر والأحاسيس وعليه تخطي جميع مخاوفه
عندما يحب يبحث عن الكمال فى نفسه أمام محبوبته ولكن الأنثى لا تحتاج الكمال بل تحتاج الإحتواء والتفاهم تحتاج فقط للأمان
في صباح اليوم التالي /
إستيقظت رحمة وهي تشعر بالآلام في جميع أنحاء جسدها، نظرت لعماد الذي كان يحتضنها ثم لنفسها فوجدت أنها مازالت ترتدي ملابس العمل لتبدأ في التذكر شيئا فشيئا
رحمه بذعر :
بسمة
قامت مسرعة وأعدلت ثيابها وحجابها وخرجت تهرول، قلبها يكاد أن يتوقف من شدة خوفها على صديقتها
في فيلا الجداوي /
كان الجميع ينظر بسعادة لإيهاب وهو يطعم دنيا التي تكاد تختفي من شدة خجلها
أحمد وهو يضع فنجان الشاي على طاولة الطعام :
يالا يا أستاذ كفاية كده ورانا شغل
إيهاب :
عاوزني أقوم أشتغل وإبني لسه مشبعش
أحمد :
هههههههه يابني انا برحم دنيا منك دي ياعيني مش عارفه تتحرك
هدى بضحك :
ماتسيبه يابني يهتم بيها ده واجبه
دنيا :
بس انا هنفجر
ليضحكوا جميعا ويرحل أحمد وإيهاب بعد أن ودع كلا منهم زوجته
بسمة :
ماما أنا خارجة دلوقتي عاوزة حاجة؟
هدى :
لا يا حبيبتي بس انا مش عارفه بتتعبي نفسك ليه ما هي ممكن تروح بالباص أو مع السواق ده غير عربيتها بسواق إل باباها مخصصهالها
بسمة بإبتسامة :
أنا ضيعت وقت كبير وأنا بعيد عنها حابة أعوضهايالا سلام يالا يا ملوكة علشان الحضانة
ملك :
حاضر خياص أهو
خرجت بسمة وإبنتها بإتجاه السيارة لتجد رحمة تأتي مسرعة تصرخ بإسمها وقبل أن تفهم ماذا يحدث أو ما سبب وجود رحمة
إنطلقت رصاصة سمع صداها في صرخة ملك المذعورة ليجتمع الحراس ويطلقون الرصاص على ذلك المتسلل خفية أصابوه بجدارة ولكن بعد فوات الأوان فها هي جريحة تفترش الأرض بدمائها
ماذا.... ماذا يحدث عند رحيل من نحب.... وماذا يحدث إذا كان الرحيل بسبب أقرب الأشخاص إلينا
رعب يدب الأوصال مصاحب بهدوء مخيف يسيطر على الجميع، دقات القلوب الثائرة الخائفة وعيون زائغة مرتعبة ترفض ما يفكر به العقل من مآساة قد تحدث
يجلسون بالمشفى يتضرعون إلى الله في صمت ورجاء، أما ذلك الواقف أمام باب غرفة العمليات تتأجج النيران داخله وهو يتذكر حالتها وما إستمع منها صباحاً
أحمد بعد أن وضع يده على كتفه كدعم :
هتبقى كويسه ان شاء الله وال عمل كده هيتحاسب
ليومأ له عماد دون التحدث فهو كان يتذكر ماذا حدث صباحاً عندما إستيقظ ولم يجدها قلق عليها خاصة بعد حالتها اليوم السابق ليتصل بها على الهاتف لم تكن سترد ولكن مع إلحاحه وخشيتها أن لا تستطيع إنقاذ بسمة فقامت بالرد عليه وقصت له كل شيء، الشئ الذي رفضه وبشدة ولكن هاهي ترقد بين الحياة والموت ليتأكد بنفسه أن ما قالته صحيح عندما كان يهم بالخروج للحاق بها فإستمع إلى والدته تصرخ في الهاتف وهي تحادث شخص ماتلومه وتسبه عندما أخبرها أن الشخص المكفل بالمهمة أخطأ الهدف كان يريد مواجهتها ولكن خرج مسرعا خوفا مما يمكن أن يكون حدث
وصل لفيلا أحمد ليجد حالة من الهرج ووجود الشرطة ليسأل فرد الأمن فيخبره ما حدث لرحمة إذ أنها تلقت الرصاصة بدل من بسمة وهاهو الآن ينتظر بقلب مرتجف أن يطمئن عليها، حاول أحمد كثيرا ان يجعله يبوح بما رأه بعينيه من غضب ليس مصدره الخوف فقط إلا أن إستطاع إخراجه عن صمته
كان إيهاب في الشركة يترأس العمل بعد غياب أحمد وعماد، كان منكبا على عمله إلى أن دخلت إليه السكرتيرة
مني :
مستر إيهاب في واحد بره عاوز يقبلك ومش راضي يقول إسمه
إيهاب يإستغراب :
خليه يدخل
دخل رجل سيتيني يبدوا أنه مرموق من مظهره
إيهاب دون النظر التمعن :أيوة مين حضرتك أقدر أساعدك
الرجل:
......
إيهاب :
حضرتك مبترودش ليه.!
تمعن إيهاب في ملامح الرجل الهادئة وعينيه الاتي كانت مليئة بالدموع ليقف مذهولا مرتبكا، فهذا الرجل يشبه أحد ما يعرفه
سحقاً هذا الرجل بشعره أنه واقف أمام مرآة بشعر تخلله الشيب
إيهاب بصدمة :
إنت.. إنت أبو....
عامر بصوت مهزوز :
كملها
إيهاب :
جاي ليه دلوقتي
عامر :
جاي أشوف إبني، إبني إل معرفش إنه موجود
إيهاب ببعض الحدة:
المفروض إني أتأثر بقى من كلامك ده، إنت ملكش وجود في حياتي بعد ما سيبت أمي وحيدة، أبويا الحقيقي هو الرجل إل ساعد أمي ورباني وكتبني بإسمه، الأب إل بيربي مش إل بيخلف ويرمي
عامر بعصبيه :
مكنتش أعرف، أنا لما سيبتها مكنتش اعرف إنها حامل
إيهاب :
ودلوقتي لما عرفت عاوز إيه
عامر بدموع :
مش عاوز حاجه، كنت حابب أشوفك وأقولك خلي بالك من نفسك ومن أخوك
ورحل قبل أن يترك له فرصة للرد
في المشفى/
وقف الجميع بلهفة عند رؤية الطبيب
عماد :
طمني هي عاملة ايه دلوقتى
الطبيب :
الحمد لله خرجنا الرصاصة والعملية نجحت بس للآسف مقدرناش ننقذ الجنين
شهقت بسمة لتبكي بعدها بشدة فهي تعلم شعور رحمة الآن فقد مرت به من قبل
أحمد بعد أن نظر لعماد المتصلب :
هي كانت حامل!!؟
الطبيب :
شهر ونص تقريباً
هنا سقطت دموع عماد بصمت ليرحل خارج المستشفى ليلحق به أحمد قلقا عليه
رأه يتوجه لفيلته ممازاد دهشته قليلاً ولكن تعجب عندما رأه لم يدخل بل إستمر بلحاق سيارة والدته
كانت إنتصار تريد الذهاب لرؤية وفاء وبث بعض من إنتقامها العقيم لها
وصلت لشقة صغيرة ويلحقها عماد ومن بعدهم أحمد
دخلت الشقة وتبعها عماد الذي بحث عن أي طريق للدخول فوجد أحد النوافذ لحجرة ما مفتوح فقفز منها وإنتظر أحمد أن يدخل وفعل مثله
إنتصار بغل :
شوفتي بنتك محظوظة إزاي ياوفاء الموت كان بعيد عنها خطوة بس الهانم إل إبني راح إتجوزها أنقذتها
عماد :
مكنتش مصدق إل قالتهولي بس دلوقتي صدقت لما شوفتك بعنيا
إنتصار بخضة :
عماد . إنت إل جابك هنا
عماد:
جاي أشوف جبروتك إل وصلك إنك تكوني السبب في موت حفيدك
صعقت من كلامه ولكن ما لبثت أن ردت بكل برود :
طب خير إنه مات
عماد بصدمة :
أنا مش مصدق وصلت بيكي الحالة لكده، إنك تفرحي إن إبني مات
إنتصار بسخرية :
إبنك... ماشاءالله رايح تجيبلي عيل من واحدة متسواش مش مقامي ولا مركزي إنها تبقى مرات إبني... وزعلان إنه مات بدل ما تفرح إن مافيش حاجة هتربطك بيها
عماد بصراخ :
إنتي إيه... مستحيل تكوني إنسانة وأم تحس بوجع إبنها
مش من مستواكي إل هو إيه إل تعبت وإشتغلت سنين علشان أعيشك فيه
هو لسه في حد يفكر بالفلوس أهم حاجة الحب والإحترام
رحمة فقيرة مادياً عنك بس إنتي فقيرة إنسانيا وأخلاقيا عنها
إنتي واحدة حابسة أختها سنين تعذب فيها هنا، وبره عملتي كل حاجه تعذبي بيها بنتها ووصلت بيكي الجرأة إنك تحاولي تقتليها ليه كل ده
إنتصار بغل :
علشان بكرههم وهفضل كده أعذبهم لغاية ما أموتهم ومراتك الفقيرة إل فاكرة نفسها هتاخد كل حاجه هييجي عليها الدور
عماد بإنكسار :
مش قادر أصدق إن أمي تبقى شيطانة كده، هو القتل حاجه سهلة عندك
إنتصار بصراخ :
إخرس إحترم نفسك إنت بتكلم أمك
عماد بقهر:
للآسف للآسف إنك أمي
ليستمعوا لأصوات إنذارات سيارات الشرطة تقترب من المنزل
فيخرج أحمد الذي إستمع لكل شئ من خلف الباب ليتفاجؤا به
أحمد :
آسف يا عماد بس مقدرش أسيبها تأذي بسمة كفاية إل حصل لرحمة ليومأ له وينظر إلى والدته التي بدأت تضحك تدريجياً إلى أن أصبحت ضحكتها هستيرية أثناء إلقاء القبض عليها
.......
بعد شهر ونص /
كان عماد منطويا في الفيلا لايخرج منها حتى للعمل، مازال متأثر بما حدث مع والدته التي دخلت المصحة العقلية بعد إلقاء القبض عليها بيومين وظلت هناك أسبوعان إلى أن إنتحرت، كانت رحمة تواسيه بكل شكل تستطيع ولكنه كلما كان ينظر لها يتذكر ما حدث معها وإنهيارها بعد معرفتها أنها كانت حامل
أما لبنى فقد تعرضت لإنهيار عصبي أدى لإدخالها المشفى بضعة أيام وكان وليد يعتني بها جيدا، وأصبحت علاقتهم أكثر قوة
الحال عند بسمة كان مختلف قليلا فهي بالرغم من حزنها مما حدث إلا أنها سعيدة فوالدتها تعيش معها تحت سقف واحد بعد أن تعالجت وتخلصت من أثر العقارات الطبية التي كانت تأخذها مرغمة
تتذكر بسمة كيف كان وقع تأكيد خبر أن والدتها على قيد الحياة فعندما رأتها لم تتحمل الصدمة ليغشي عليها ليخبرها الطبيب بعد إفاقتها بأنها تحمل فى أحشائها طفلا لا ليس واحد بل إثنان لتزداد فرحتها أكتر وأكتر
في فيلا وائل /
سارة بتعب وهي توقظ وائل :
وائل يا وائل أه يا وائل إصحي بقى أأأأه
وائل بخضة :
مالك يا سارة فيكي إيه
سارة :
بولد
وائل :
طيب
سارة بصراخ :
أنا بتكلم جد أنا بولد
وائل بهدوء مصطنع :
سارة إحنا بقالنا شهرين تقريباً على كده تصحيني كل ليلة تقوليلي بولد مينف.....
أأأأأأأأأاه
صرختها جعلته يصدق أنها فعلا تتألم وربما ستلد في هذا الوقت لينهض سريعاً ويحملها بعد أن ألبسها وقام بإرتداء ملابسه على عجلة وتوجه للمشفى وهناك إستقبله الطبيب الذي أكد له أنها حالة ولادة ليضطرب قلبه قلقا عليها
كانت تجلس بالمطبخ تأكل بنهم شديد مصطنعة عدم ملاحظة من يراقبها
أحمد بعد أن رأها تهم لتناول المزيد :
حبيبتي كده العيال هينتفخوا
بسمة بتذمر :
جعانة الله
أحمد وهو يضحك :
إل يسمعك يقول مبأكلكش
جاءت لترد عليه ولكن رنين هاتفه أوقفها، نظر أحمد للهاتف وعقد حاجبيه بتعجب
أحمد :
وائل خير في حاجه حصلت
وائل :
أنا آسف أوي يا أحمد بس ساره بتولد وأنا لوحدي فلو ينفع ياعنى اقصد...
أحمد مقاطعا :
خلاص إهدي متقلقش مسافة السكة وهنكون عندك، ليغلق ويخبرها ليذها ليتجهزان ويذهبان إلى المشفى
.....
صراخ وعويل تجمع على أثره الجيران الذين ما إن علموا بوفاة بشير حتى تولو إجراءات الدفن وساندت النساء زوجته بينما ذلك الطفل يجلس في أحد الأركان وحيدا تهبط دموعه في صمت
.....
بعد ما يقرب من ساعتين /
يجلس الجميع بالحجرة التي بها سارة يهنؤنها فهم أصبحوا عائلة
بسمة :
مبروك يا سارة ربنا يفرحك بيها يارب
سارة بتعب :
الله يبارك فيكي يا بسمة
دنيا بمرح :
كده تولدي من غيري مش تستنيني
إيهاب بصدمة :
هي رايحة الملاهي، ليضحكوا جميعا على تعبيرات وجه دنيا المتذمرة والعابسة التي إنقلبت للآلم فجأة
دنيا :
أأأأأأأأأأأأأه
إيهاب :
قديمة غيرها
دنيا :
أأأه إلحقني أنا بتكلم جد بطني أأأأأأأه
كان إيهاب يعتقد أنها تمزح معه إلى أن رأها تضع يديها على بطنها بآلم واضح وهناك على الأرض ماء يفيد بأنه حان وقت ولادتها لينادي الطبيب الذي أخذها لحجرة العمليات
لينظر أحمد لبسمة بخوف :
حبيبتي إهدي ها
بسمة بضحك بعد أن فهمت مغذي كلامه :
ههههههه عمرك شوفت واحدة بتولد في الرابع
وائل بضحك :
وسعت منك أوي دي
سارة ببعض الآلم من الضحك مش قادرة أبطل ضحك أه
رحمة بضحك :
زمان دنيا دلوقتى بتقول ياريتني ما إتكلمت
كان الكل يضحك ماعداه فكان ينظر لها بألم وحسرة وإحساس بالذنب فهمت هي نظراته
رحمة بهدوء:
متخفش زي ما مافيش واحدة بتولد في الشهر الرابع مستحيل واحدة تولد في الشهر الأول
سكون حل على الجميع لتغروا عيونهم بالدموع عندما فهموا مغزى كلامها
عماد بصوت محشرج :
إإنتي حا.. حامل
رحمة بإبتسامة ودمعة فارة من عينها؛
أيوة
ليحتضنها بشدة وتفر من عيونه بضع دمعات وهو يردد :
الحمد لله الحمد لله
قام الجميع بتهنئتهم وجاءهم إيهاب يرقد
إيهاب بفرحة بعد أن دلف :
ولدت ولدت وبقيت أب لأحلى حازم في الدنيا
ليضحكوا جميعا ويهنئوه
.............................
الفصل /الخامس عشر
التغيرات التي تحدث في حياتنا من المؤكد أنها تؤثر إيجابيا من جهة وسلبا من جهة أخرى وعلينا أن نستجمع قوانا لنجعلها لصالحنا
في النادي /
يجلسون كلا منهم يفكر في ما ألم به في آخر فترة
فأحمد يتذكر كيف تغيرت بسمة في الآونة الأخيرة فهي لا توافق على الظهور معه في المناسبات الاجتماعية ولا تخصص له بعض الوقت لتقضيه معه بل كل وقتها مع ملك وعمر الأمر الذي جعله يقترح بتوظيف أحد لمساعدتها وخاصة أنها في الشهور الأخيرة من الحمل ولكنها رفضت بشدة وتشاجرت معه
أما إيهاب فكان حائرا بوضع دنيا فهي لا تترك حجرة صغيرها ويكاد لا يراها حتى أنها معظم الأوقات تتناول الطعام داخل الحجرة وإذا أراد منها شئ أو أراد محادثتها في أمر ما فيكون عن طريق التواصل خلال الهاتف الأمر الذي يكاد يجعله يجن فهي قبلا كانت تهتم به كثيرا وكانت مسؤلة عن كل ما يحتاجه فماذا حدث؟
كان أمره لا يختلف كثيرا عن وائل بل أفضل حال منه فوائل دائم الشجار مع سارة منذ ولادتها فهي منذ ذلك الوقت تتجنبه تماما لا تحادثه مطلقا جعلت إحدى الخادمات حلقة الوصل بينهم طالبها بحقوقه كثيرا ولكن في كل مرة تتهرب منه إلى أن جعلته يبتعد هو الآخر
أما عماد فهو حزين ليس لبعد رحمة عنه ولكن لنظرة الخوف بعينيها فهي لم تستطيع نسيان ما حدث يشعر أنها تلومه لعدم تصديقها ولكن كيف كان سيصدق شئ كهذا عن والدته
وليد ناظرا لهم وكلا منهم في عالمه :
وحدووووووووووه يا جماعة
الجميع معا :
لا الاه الا الله
وليد :
إيه مالكم زي ما يكون مشاكل الكرة الأرضية كلها عندكم
أحمد بغيظ :
وإنت بقى معندكش مشاكل وبتسرح زينا تفكر لها في حلول
وائل :
إسكت يا وليد لأحسن أنا جبت أخرى ومحتاج حد أتمرن عليه ملاكمة
إيهاب :
وانا معاك يا وائل
وليد:
ياساتر يارب مالكم كده ماصدقتوا، وبعدين مش يمكن إنتوا إل مكبرين الموضوع
عماد:
إيه يا لودة هتعمل فيها دكتور نفساني
وليد :
لأ دكتور نفسي ولا حاجة بس إل أعرفه إن كل مشكلة وليها حل
وائل :
إنت بتقول كده علشان مراتك لسه حامل إستني لما تولد وبعدين قرر
وليد:
طيب ما أحمد مراته لسه حامل وعماد كمان
أحمد :
أنا مشكلتي إختلاف في الرأي، عاوز أجيب ح يساعدها وهي رافضة
عماد:
أما أنا بقى فبحسها خايفة مني على إل فى بطنها
إيهاب :
إحنا التعامل بينا بالتليفون
وائل بسخرية :
إحمد ربنا إحنا بقى مافيش بينا تعامل، إحنا في واحدة من إل بتشتغل في الفيلا حلقة الوصل بينا.. قالها وهو يعقد حاجبيه بشرود
وليد:
روحت فين؟
وائل:
تعرفوا إن إسمها جميلة وهي فعلا جميلة
أحمد:
الله أكبر هي وصلت لكده
إيهاب :
وإنت عاوز إيه من إنها جميلة
وائل:
هتجوزها
عماد:
يخربيتك إنت إتجننت
وائل :
وإتجننت ليه، إنتوا ما شوفتهاش دي.. دي
أحمد:
دي إيه يا فلانتينوا
وائل :
ياجماعة إفهموني أنا محتاج واحدة ست في حياتي أنا تعبت من بعد سارة وبعدين جميلة بتحبني يبقى ليه لأ
وليد:
وإنت عرفت منين إنها بتحبك
وائل :
هقولك
فلاااش بااااك
كان يجلس على فراشه في حجرة أخرى بعد أن طردته سارة من حجرتهم متحججة بإبنتها وصغر سنها
إستعد للنوم بعدما نزع ملابسه وتبقى بجزعه العلوي عاري الصدر ليشعر بأحد يدلف للحجرة فيفتح عينيه ظنا منه أنها سارة ليجدها جميلة وكانت ترتدي ملابس للنوم تكشف عن جسدها متزينة الأمر الذي جعلها شديدة الجمال
وائل بحدة :
إنتي إيه إل جابك هنا
جميلة بخضة مصطنعة :
هو حضرتك صاحي، أنا كنت مستنية حضرتك علشان أشوفك لو محتاج حاجة قبل ما انام ولما مطلبتش حاجه قلقت لتكون تعبان فجيت أطمن عليك، آسفة لإزعاجك قالتها برقة بالغة
روحي نامي لو إحتجت حاجة هطلبها من مراتي
جميلة بعد أن إقتربت منه بإغراء:
بس الست سارة مش فاضية تعمل حاجة أنا موجودة لو محتاج حاجة... ثم إقتربت أكثر ووضعت يديها على صدره.. أي حاجه أنا موجودة وملك إيدك
وائل بعد ما إبتلع ما في جوفه بصعوبة :
أنا قولتلك روحي إنتي نامي أنا م... ش. م
لم يستطع تكملة كلامه تأثيرا بيديها التي تمررها بإرتياح على جسده مما جعله في علم أخر
جميلة وهي تبتسم لإستطاعتها التأثير عليه :
بس إنت محتاجني وأنا بحبك قالتها بهمس أمام شفتيه وكادت تقبيله إلا أنه أفاق من لحظة الضعف التي أصابته بجمود أمام أنوثتها الطاغية فإبتعد عنها وترك الحجرة وذهب لحجرته مع سارة وجدها تغط في نوم عميق يظهر على وجهها علامات الإرهاق والتعب للحظة قارن بينها وبين جميلة ولكن نفض رأسه ليبعد تلك الأفكار وجثي بجانبها وإحتضنها وذهب للنوم
باااااااااااك
أحمد:
وإنت بقى صدقت إنها بتحبك؟
وائل:
أكيد وإلا إيه إل يخليها تعمل كده
عماد:
علشان تستغلك مثلا
إيهاب :
وليه ميكونش بيحبونا فعلا
أحمد:
بيحبونا... أهلا، وإنت بقى مين دي إل بتحبك
إيهاب:
هحكيلكم
فلاش باااااااااك
كان منكب على الأوراق الخاصة بالعمل لتدلف إليه إحدى السكرتارية التي كانت تحاول التقرب منه بجميع الأشكال لتلفت نظرها إليه إبتداء من ملابسها الضيقة التي تبرز مفاتينها والعطور النفاذة والتمايل بخطواتها وملامسة يده عند إعطائه أوراق العمل
إيهاب دون النظرفهو يعلم بهويتها من رائحتها التي ملأت المكتب :
في حاجة يا نيرة
نيرة بدلع :
قدرت تميزني بسهولة برافوا
إيهاب بعد أن نظر إليها:
أكيد هعرفك بسبب برفانك
لتقترب للمكتب وتلتفت لإتجاهه
نيرة:
تقصد إني مميزة عندك علشان كده ميزت ريحتي وحفظتها
كان إيهاب يتابع شفتيها وهي تتحدث بإغراء
نيرة بخبث :
لون الروج حلو عليا مش كده
إيهاب بعد أن تنحنح :
هاتي الورق وإتفضلي على مكتبك
نيرة بجرأة بعد أن جلست على قدميه وأحاطت عنقه بذراعيها :
بس أنا حابة أعرف رأيك في الروج
إيهاب :
إنتي بتعملي إيه وإيه إل بتقوليه ده مينفعش كده.. قالها وهو يحرر نفسه وينهض
نيرة بهمس مغري:
بقول بحبك
إيهاب بعصبية :
نيرة أنا رجل متجوز وبحب مراتي
نيرة:
إنت بتقولي ولا بتفكر نفسك علشان خايف لتحبني زي ما بحبك
إيهاب بتوتر :
إتفضلي على مكتبك والكلام ده تنسيه خالص
باااااااااااك
عماد:
هو إيه ده البنات جرالها إيه
وليد:
الموضوع بسيط، هما لاقوهم ضعفا علشان كده إستغلوا ده علشان يوصلوا للهما عاوزينه
وائل:
وهما بقى عاوزين إيه؟
وليد:
واحدة زي جميلة عاوزة بدل ما تشتغل في الفيلا تكون صاحبتها، وإل إسمها نيرة عاوزة تبقى مدام صاحب الشركة ياعني صاحبة الشركة، كل واحدة فيهم عاوزة الفلوس والنفوذ ياعني مش حب الفكرة كلها طمع
إيهاب:
ولو حب؟
وليد:
إل يحب حد يبقى عاوز سعادته، ببساطة لو واحدة فيهم حبها حقيقي كانت فكرت في مصلحتكم ياعني كانت بعدت علشان بيوتكم متتهدش
أحمد:
وليد بيتكلم صح
عماد:
أنا رأيي كده، شوف يا وائل سارة فضلت تحبك سنين وفضلت السكوت علشان سعادتك كانت مع غيرها وبعد كده إتحملتك علشان بتحبك، وإنت يا إيهاب دنيا إنت كل عالمها أبوها وأمها وأخوها إتحملت جفاك وبعدك ووقفت جمبك برده علشان بتحبك
وليد:
عارفين زمان كنت راجع من المدرسة مخنوق ومضايق ولما أمي جابت الغدا لقيت الفراخ مالحة جدا انا بحب الفراخ والرز محروق ولسه هتكلم واقولها لقيت أبويا بيقولها تسلم إيدك يا ست الكل الأكل حلو، إتعصبت جدا وإستنيت لما امي دخلت تجيب حاجة وقولتله تسلم إيدها على إيه الأكل وحش
أبويا زعقلي وقال لو هي تقصد تعمل الأكل وحش تبقى غلطانة، إنما هي عملت كل جهدها وهي تعبانة ومش قادرة تقف يبقى لازم نقدر تعبها ونحط نفسنا مكانها ونفكر هل تقصيرها ده مقصود ولا لأ، ومن يومها وأنا عاهدت نفسي لو إتجوزت أقدر ظروف مراتي، فكركوا ياعني أنا مش محتاج لبنى زي ما إنتوا محتاجينهم بس انا بفكر هل هي مش محتجاني بس هي تعبانه ولازم أقدر ده وإنتوا كمان حاولوا وإنتوا بتفكروا في مشاكلكم تشوفوها من وجهة نظرهم وتقدر ا إل هما فيه
كانوا يستمعون له وأحسوا بالراحة من كلامه وكلا منهم يفكر في طريقة يصلح بها حياته مع محبوبته أما وليد فكان يفكر في شئ يساعدهم به وفي ذات الوقت يساعد نفسه
الفصل /السادس عشر
كانت تجلس تتابع أحد الأفلام ليدلف هو
لبنى :
حبيبي انت جيت
وليد مشاكسا :
لأ لسه
لبنى :
خلاص وانت جاي هاتلى تورته
وليد بتعجب :
تورته إشمعنا
لبنى :
بتوحم الله
وليد :
هههههههه إذا كان كده ماشي..... ثم إصطنع الشرود
لبني:
وليد مالك في حاجة شغلاك
وليد بضيق :
في حاجة قلقاني ولو حصلت هتحصل مشاكل كتير... ربنا يستر
لبني:
حاجة إيه
وليد:
متشغلش بالك إنتي
لبني:
وليد متقلقنيش وقول في إيه
وليد:
والله مش عارف أقولك إيه... بس الشباب مش مرتاحين
لبنى :
شباب مين... اه تقصد احمد وإيهاب وعماد ووائل انت كنت معاهم إنهاردة
وليد:
اه، فعلا كنت معاهم وسمعت منهم حاجات قلقتني
لبني:
حاجات إيه
وليد:
أحمد وعماد بيقولوا إن بسمة ورحمة متغيرين من ناحيتهم، أما وائل وإيهاب فيظهر ان في حد في حياتهم
شهقة لبنى بفزع وإمتلأت عيناها دموع على صديقاتها :
وده ليه
وليد مصطنع عدم الامبالاه وهو ينزع ملابسه :
بيقولوا إن إهمال دنيا وسارة ليهم من بعد الخلفة هو السبب
لبنى بخوف:
هو أنا لما أخلف هتعرف عليا ستات
إبتسم وليد فهاهو وصل لهدفه :
أنا مقدرش أعمل زيهم لأن إنتي مش هتأهمليني ولا النونو هيشغلك عني حبيبتي ست شاطرة وهتقدر توفق بين بيتها وزوجها وولادها قالها ثم قبل جبينها ودلف للحمام
تأكدت لبنى من دلوفه ثم أمسكت الهاتف تحدثت مع صديقاتها وأخبرتهم بما أخبرها به بنية صافية لمساعدتهم ولا تعلم أن تلك هي الخطة التي رسمها من يقف يستمع لها من خلف الباب
كانت شاردة فيما أخبرتها به لبنى وتفكر هل أهملته حقا... لتجد نفسها واقفة أمام المرأة لتنظر لذاتها فلم تتعرف عليها فأين إهتمامها بذاتها ماتلك البشرة الباهتة فتتذكر كم من المرات طالبها زوجها بحقوقه وتذكرت شجارهم الأخير لتطلب منه ترك الحجرة لها ولصغيرتها
سارة لنفسها :
إيه ده ياسارة إزاي توصلي للمرحلة دي ووائل إزاي تنسيه وتنسى إن ليه حقوق أبسطها إنه يتكلم معاكي... انا لازم أرجع وائل ليا تاني أنا غلطت في حقه... وتوجهت لإنتقاء أحد ملابس النوم وذهبت للإستحمام
عند إيهاب كان يعمل لوقت إضافي في الشركة لتدلف نيرة
نيرة :
إيه يا حبيبي لسه مش هتمشي
إيهاب بحدة:
نيرة مسمحلكيش تقوليلي كده... إلتزمي بالشغل وبس ولو مش هتقدرى إتفضلي قدمي إستقالتك
تفاجئت نيرة بحدته ولكن حاولت تدارك أمرها :
أنا قولت إيه.. أنا إعترفتلك بحبي ليك إنت ليه مش مصدقني
إيهاب :
وأنا قولتلك إني متجوز وبحب مراتي
نيرة :
مراتك إل إنت بتشتغل وقت إضافي علشان تبعد عنها، مراتك إل مش معبراك ولا شفناها معاك في اي حفلة للشركة ولا حتى جت زارتك مرة واحدة ولا بتتصل
إيهاب بغضب وصوت عالي:
إحترامي نفسك، مراتي أحسن من مليون واحدة زيك أقله معرضتيش نفسها عليا منستش دينها وأخلاقها.. ولو إني مش ملزوم أوضحلك بس إعتبريه أخر درس هتتعلميه في الشركة مراتي ست الستات مش معنى إن حصلها تغيير في هرموناتها بعد الولادة والتعب إل شافته خلاها تبعد شوية إني أروح أجرى ورى أي واحدة ست أنا مراتي أحلى وأجمل ست في عيوني وكفاية إنها شايلة إسمي ومحافظة عليه بتتحملني في عصبيتي وتقلباتي ليه أنا متحملهاش في تقلباتها
نيرة بغيظ :
بس
بس إيه، مش قولتي إل عندك وهو رد عليكي
كان هذا صوت دنيا
دنيا التي أصابتها حالة جنون عند الإستماع لكلام لبنى فجاءت إليه في الشركة لتصدم عندما إستمعت لحديث تلك النيرة ولكن برد قلبها من رد زوجها
إيهاب:
دنيا أنا..
دنيا :
متقلش حاجة، أنا عارفة إني قصرت في حقك بس أوعدك هرجع أفوق لنفسي والبداية إنهاردة الليلة هعزمك على العشا بس بشرط
إيهاب :
شرط إيه
دنيا:
إنت إل هتدفع
إيهاب:
هههههههه وإنتي كده هتبقى عزمتني
دنيا :
طبعا، مش أنا هختار المكان والأكل
إيهاب :
عيوني ليكي يا دنيتي
كانت تستعد للنوم لتتفاجأ بوالدتها ووالدة زوجها يدلفون للحجرة
بسمة :
خير يا جماعة مالكم وإيه الشنطة دي
وفاء:
دي شنطة بعتالك أحمد وبيقولك إجهزي وإنزليله تحت في الجنينة
هدي:
متقلقيش أنا هاخد ملك تنام معايا ومامتك هتاخد عمر، يالا متتأخريش، وخرجوا وتركوها تفتح تلك الحقيبة لتجد فستان أحمر له أجنحة كالفراشات ليعطي إتساع ومعه جميع مستلزماته
عند سارة /
تجهزت وذهبت للحجرة التي ينام بها وائل لتجد باب الحجرة يكاد يكون مغلق لتنظر للداخل لتجد الحجرة مزينة بالورود وهناك طاولة عشاء تتوسطها الشموع
سارة :
يا حبيبي يا وائل، وكادت تدلف لتسمع ما شل حركتها
كان وائل يخرج من الحمام بعد أن إستحم يلف جسده بمنشفة كبيرة ليتصنم محله عندما رأي الحجرة ولكن صدمته الكبرى حين وجد جميلة ترتدي ملابس للنوم كاشفة جزء كبير من جسدها
وائل بحدة :
إنتي إيه إل جابك هنا
جميلة بمياعة :
جاية علشانك، إيه معجبتكش المفاجئة قالتها وهي تشير بإتجاه طاولة العشاء
وائل بعصبية :
إنتي إتجننتي إمشي إطلعي بره
جميلة بعد أن نهضت وتوجهت له:
أطلع بره ليه، لو خايف إن سارة تعرف فإطمن إل يحصل هنا بينا مش هيخرج بره الأوضة، إنت محتاجني متنكرش وسارة معدتش مالية عينك يكفي إنها مش بتخليك تلمسها
وائل بعصبيه بعد أن دفعها على الأرض:
إسمها سارة هانم ومن ناحية هي مالية عيني فمافيش واحدة في الدنيا دي تملي عيني زيها أما بقى إني محتاجك فدى مجرد رغبة ياعني إنتي ولا حاجة رغبتي دي ملهاش علاقة بالمشاعر وسببها إني كنت بعيد عن مراتي مدة طويلة بس مش معنى كده إني أستسلم لواحدة زيك، ومراتى تعبت كتير في حملها وولادتها وطبيعي تبعد عني شوية لأنها أم وغريزة الأم غير الأب هي بتتكفل بكل حاجة تخص بنتها بتخاف عليها أضعاف خوفي هي بس محتاجة وقت وأنا هحترم ده مش هخونها وأجرح مشاعرها لرغباتي بس.. وإمشي إطلعي بره ومشوفش وشك هنا تاني
جميلة :
أنا مش عاوزة منك حاجة، أنا ملكك ببساطة ليه تستنى واحدة معقدة ومش بتفكر فيك
سارة بعد دلوفها :
هو مش قالك إطلعي بره مبتسمعيش الكلام ليه، يالا زي الشاطرة أخرجي من الفيلا بدل ما ألبسك قضية وأوديكي في ستين داهية
لتخرج مهرولة
سارة :
وائل أنا آسفة، عارفة إني أثرت في حقك وعملت مشاكل كتير بس أوعدك كل ده هيتغير ونرجع زي الأول
وائل:
لأ ما هو واضح
لم تفهم سارة مقصده ونظرت إليه لتجده ينظر إليها نظرة شغوفة لتحمر خدودها خجلا
وائل بمشاغبة :
إحنا لسه عاملنا حاجة علشان تحمري كده، ثم ذهب إليها وحملها، إستعنا على الشقا بالله
دخل عماد حجرتهم ليجدها تتوسط الفراش الملئ بملابس المواليد
رحمة :
عمدة تعالي قول رأيك
عماد بدهشة :
عمدة إنتي بتكلمني أنا
رحمة :
أه يا حبيبي بكلمك إنت
عماد وإقترب منها :
رأيي في إيه
رحمة :
هدوم البيبي
عماد بحزن :
إنتي نزلتي إشترتيهم
رحمة أحست بحزنه ؤأنها لم تشاركه فأرادت مراضاته :
نعم إشتريت إيه دول جزء منهم بس وكمان إختارته من النت مقدرتش أقاوم الصراحة بس أنا ناوية كلام في سرك بس متقولش لجوزي ناوية أخلي جوزي حبيبي ياخد أجازة من الشغل بكرة وننزل نشتري باقي الهدوم وسرير النونو
عماد بفرحة :
بجد عاوزاني أنزل معاكي
رحمة :
إنت مش أبوه ولا إيه طبعا تنزل وهقولك على مفاجئة كمان إنت هتنزل دلوقتى
عماد بتعجب :
دلوقتى فين
رحمة بدلع :
نفسي في فسيخ ياعمدة
عماد:
نعم!!
رحمة بغضب مصطنع :
في حاجة ولا إيه يا عماد
عماد بخوف مصطنع وفرحة :
لأ ياباشا إنتي تؤمري
عند أحمد كان واقف بجانب سيارته ينتظرها ليشعر بسرعة دقات قلبه ليلتفت ليجدها أمامه ساحرة بمعنى الكلمة
أحمد:
حبيبتي عسل ياناس
بسمة :
بجد يا أحمد أنا كنت فاكرة شكلي مش هيعجبك وإن الناس لو شافتني هتضحك عليا
أحمد بحب:
بجد يا قلب أحمد، بسمة الحمل مش عيب أو مشكلة نبقى عاوزين نداريها طبيعي شكل جسمك يتغير بس ده مينفعش يغير ثقتك في نفسك، إنتي لازم تبقى دايما بسمة القوية الواثقة في نفسها إل مر عليها كتير وهي إتحملت، حبيبتي إنتي مهما كان شكلك عجباني طب تعرفي إنك عجباني كده اوي لاني بشوف ولادي وهما بيكبر ا جواكي بعوض إني مقدرتش أشوفك لما كنتي حامل في عمر
بسمة :
ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ليصعدوا للسيارة منطلقين للنادي لحضور إحدى الحفلات
الفصل /السابع عشر
بعد عشر سنوات /
في إسكندرية تحديداً الشاطئ الخاص بهم فقد إشتري كلا من أحمد وإيهاب ووائل ووليد فيلا كبيرة ليجتمعوا معا في الأجازات
تجلس حزينة تبكي وهي تلعب بالرمال ليقترب منها بهدوء سابق سنه ويضع يده على ذراعيها لتلتفت له
حازم الفتى البالغ من العمر عشر سنوات :
بتعيطي ليه؟
ياسمين البالغة من العمر تسع سنوات :
إنت بتزعق فيا عالطول
حازم :
إنتي مش بتسمعي الكلام ياياسمينا قولتلك متلعبيش مع ولاد وإنتي برده روحتي تلعبي مع سامر
ياسمين :
بس إنت سايبني وبتلعب معاهم
حازم :
لأ أنا جيت ألعب معاكي، يالا قومي
لتمسح دموعها بظهر كفيها بفرحة وتنهض معه، كل هذا تحت أنظار الشباب
عماد:
إبنك مسيطر يا إيهاب
إيهاب بغرور مصطنع :
زي أبوه
أحمد بسخرية :
إنت هتقولي
وليد :
ده جيل بسم الله ماشاء الله مبيضيعش وقت
كانوا يضحكون وزوجاتهم تنظر لهم من داخل الفيلا أثناء إعدادهم الطعام وهم أيضاً يضحكون على أفعال أطفالهم
لبنى :
بقولك ايه يا بسمة متقولي للواد ياسين إبنك يصالح البت دي مأكلتش من الصبح
سارة :
وهي ريتاج عملت ايه
بسمة :
باست رامي في خده
دنيا بصدمة :
نعم! مخاصمها علشان باست أخوها... هما العيال دي عندها كام سنة
رحمة :
المصيبة إنها بتعيط وتقول إنها غلطانة
سارة :
ههههه ههههه مش قادرة الولاد مسيطرين خالص على عقول البنات
بسمة :
دي مشكلة لو إحنا بناخدها بهزار دلوقتي بعدين هيأثر على شخصيتهم
لم يكملوا حديثهم لإستماعهم لصوت صرخات لأطفالهم ليرقدوا إليهم فيروا الوضع كالتالي
مجموعة من الرجال الملثمين يمسك كلا منهم أحد الأطفال وأمن الفيلا ساقطون أرضا مصابين وأزواجهم يقفون والذعر بادي على وجوههم
لحظات من الرعب ليس كمثل أي رعب أو خوف يمر بالإنسان، فهو رعب فقدان الإبن، وجع ليس كمثله وجع
كانت دموعهم تنهمر وأيديهم على أفواههم تمنع شهقاتهم وقلوبهم تتضرع إلى الله أن يحمي أولادهم وأزواجهم
وائل بهدوء مصطنع :
إنتوا مين وعاوزين إيه؟
أحد الرجال :
إحنا مين ميخصكش، عاوزين إيه عاوزين ولاد دنيا الشهاوي
شهقة فزع وصراخ منها جعلت قلوبهم تنزف من أجلها
إيهاب بعصبية :
إنتوا مين وتعرفوا دنيا منين وعاوزين من ولادنا إيه
رجل آخر :
مقولنالكم ملكوش صالح إحنا مين، وإل إحنا عاوزينه هناخده وإلا هناخد العيال كلهم
لم يستطع أحد التحدث تأثير صدمة ما يحدث حيث تدخل مجموعة أخرى من الرجال المسلحين يوجهون أسلحتهم على من يمسكون الأطفال وصوت مجهول يتحدث:
مش عيب لما تاخدوا تاركم من الحريم، سيبوا العيال وإلا قسما عظما هيبقى بحر دم ومش هتطلعوا عايشين بس الأول هتشوفوا عيالكم وهما بيموتوا الأول
أحد الرجال بقهر :
وحق إبني هيروح، لاه لازم أحرق قلبكم على ولادكم زي ما قلبي إتحرق
ليظهر صاحب الصوت الجهوري الذي كان مفاجأة للجميع لصغر سنه فهو شاب عشريني
سالم :
إبنك ومش هسيبه وهيتعالج في أكبر مستشفى في ألمانيا ومش هيرجع البلد غير وهو ماشي على رجليه تاني وده وعد مني
أحد الرجال :
خلاص بقى يا محسن طالما الأستاذ سالم وعد يبقى تطمن
محسن والذي كان ممسك بسامر :
روح يا حبيبي لمامتك.... وأمر باقي الرجال بترك الأطفال الذين هرولوا لأحضان أمهاتهم
سالم :
أنا سالم إبراهيم الشهاوي يا أستاذ إيهاب إبن عم دنيا،خالد إن عمي عصام كان سايق عربيته بتهور فخبط أيمن إبن عم محسن الولد حصله إعاقة، ياريت تقدروا مشاعره كأب وتسامحوه على إل حصل
تأسف محسن والرجال لهم وبالرغم من النار بداخلهم إلا أنهم تعاطفوا معه وخاصا عندما علموا أنه إبنه الوحيد وأنه جرب فجاعة الفقدان من قبل حيث أنه فقد إبنه الآخر منذ سنة
رحل الرجال ومعهم من جاء مع سالم أما هو فقد وافق على دعوتهم له بالمكوث معهم قليلا
دنيا يااااه ياسالم أنا مشوفتكش من عشر سنين
سالم بإبتسامة :
بعد ما خلصت ثانوي سافرت ألمانيا أدرس طب ولسه راجع من كام شهر
إيهاب :
إحنا متشكرين للعملته معانا لولاك الله أعلم كان حصل إيه
سالم :
أنا واثق إنهم مكانوش هيأذوا حد فيكم، عم محسن ده من أطيب الناس إل ممكن تقابلوها بس هو ظروفه صعبة ابنه الكبير مات السنة إل فاتت وبرده في حادثة عربية
أحمد :
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا يصبره
سالم :
أستأذن أنا ب.... قطع جملته عندما رأها تدخل من باب الفيلا تنادي على صديقتها
دعاء :
لبنى لبنى إنتي فين يابنتي
لبنى :
دودو وأخيرا وقامت تستقبل صديقتها، أما هو فقد القدرة على الحركة
وقف وائل بعد أن إستشعر حالته ليهمس له :
مش مرتبطة على فكرة
لينظر له سالم متعجبا ثم سأله في خفوت :
هو بان عليا أوي كده
وقف أحمد بجوارهم بعد أن سمع سؤاله :
معلهش كلنا لها
ليضحكوا جميعا
إيهاب أفتكر إنك هتقبل دعوتنا
سالم :
بس لو مكنتوش تحلفوا
..............
في الأعلى
كانت كلا من ياسمين وحور مازالوا يبكون متأثرين مما حدث
سارة وهي تحتضنهم :
خلاص بقى يا حبايبي متخافوش.. هما مشيوا دول أصحاب عمو إيهاب كانوا بيلعبوا معاه
تدخل حازم وهو يجذب ياسمين له ويمسح دماعتها :
مش هتبطلي عياط بقى لو مسكتيش مش هعلب معاكي
لترد بلهفة وهي تمسح دماعتها :
لأ خلاص أهو
لتبتسم سارة على بذور عشق ينبت مع مرور الوقت
............
الحب بذور تطرح وتسقي يومياً باللهفة والإهتمام وتسمد بالعناية والشوق، لا يتحول شعور المرء إلى الحب من أول ولهة ولا يتحول الحب إلى العشق إلا مع إزدياد رصيد الحبيب، ولكن يكفي أن تلقى البذرة فى بادئ الأمر ومابعدها يتعلق بالقدر والنصيب
..........
مرت عشرة أيام قضاها سليم معهم يحاول التعرف عليها، فى بادئ الأمر عندما وجدته معهم لم يخطر في فكرها سوا أنه صديق لأحدهم مثلما هي صديقة للبني ولكن لاحظت مع مرور الوقت أنه ينظر إليها بإستمرار فتربكها نظراته ولا تعرف لماذا.. يستمع لها بتركيز عندما تتحدث فتتلعثم ولا تدري لماذا...
يدقق بطريقة أكلها.... بخطوات مشيها.... ترى في عينيه الإهتمام لما ترتديه حتى أنه تجرأ وأثني على مظهرها بضع مرات
كانت تجلس أمام الشاطئ تفكر في شئ لم يخطر ببالها أن تعيشه مع شخص غير مناسب، نعم إنه غير مناسب من وجهة نظرها لتشعر بتلك المشاعر إتجاهه
لبنى :
الجميل سرحان في إيه؟
دعاء:
ولا حاجه... الجو حلو قلت أقعد شويه
لبنى بغمزة :
ياعنى قلبك مدقش!؟
دعاء بإرتباك :
قلبي.... انتي بتتكلمي عن إيه
لبنى :
شوفي يا دعاء أنا عارفه إنتي بتفكري في ايه بس رأيي تديله وتدي لنفسك فرصة
دعاء بتنهيدة :
مش هينفع الناس تقول إيه
لبنى :
والناس كانوا فين لما عيشتي انتي واخوكي لوحدكم وكنتي بتشتغلي علشان تصرفي على نفسك ، ولما اخوكي إتجوز وسافر وبقيتي لوحدك حد كان فكر يسأل عليكي ويشوفك محتاجة إيه، وبعدين إنتي هتتجوزي ياعنى مش هتعملي حاجه حرام أو عيب ولا إنتي عاوزة تفضلي لوحدك
دعاء:
مقصدش أكيد عاوزة أتجوز ويبقالي عيلة بس يكون حد مناسب
لبنى :
بس ده إل قلبك دق ليه
لم ترد عليها ونظرت أمامها بشرود، لترحل لبنى تاركة إياها فى صراع أفكارها
في الداخل /
رحمة :
ها قالتلتك حاجه
لبنى :
أنا متأكدة إنها معجبة بسليم زي ما هو معجب بيها بس هي بتفكر في كلام الناس
رحمة :
ما هو لو كل واحد خلاه في حاله
كان مار بهم عندما سمع حديثهم فقرر الذهاب والتحدث معها
كانت دعاء تبكي فى صمت فشعورها إتجاهه قوي ولكن لا ماذا تفعل........؟
سليم :
ممكن أتكلم معاكي شوية؟
إنتفضت إثر سماع صوته
دعاء بإرتباك :
أنا هدخل علشان لبني
سليم :
إستني لو سمحتي أنا مش هضايقك هما خمس دقايق
لتومأ له في صمت
سليم :
بصراحه كده ومن غير لف ودوران أنا معجب بيكي وعاوز أتقدملك
دعاء:
أنا آسفه بس مش هينفع
سليم :
ممكن أعرف ليه.. انا سألت عنك قالولي إنك مش مرتبطة...في حد في حياتك ولا الرفض متعلق بشخصي
دعاء:
لأ مافيش حد في حياتي، ومش لشخصك بس الظروف متسمحش
سليم :
ظروف إيه ممكن أعرفها
دعاء بتوتر :
أنا... أنا أكبر منك بست سنين
سليم بإبتسامة :
هو إنتي ليه محساسني إنهم ستين سنة، وبعدين إيه إل يمنع في ده
دعاء :
إزاي تتجوز واحدة أكبر منك المجتمع والناس يرفضوا ده، إزاي أهلك هيوافقوا ويتقبلوني في وسطهم ويعتبروني واحدة منهم وأنا هبقي في نظرهم واحدة ضحكت على إبنهم وإتجوزته وهو أصغر منها، إزاي هتعيش معايا وإنت شايفني بكبر كل يوم في السن وتبقى إنت لسه شاب مش هما برده بيقولوا الست بتكبر قبل الرجل، هييجي عليك اليوم إل هتندم فيه وتبقى عاوز تتجوز واحدة صغيرة وجميلة
سليم :
خلصتي... شوفي لو إنتي مجرد بنت متقدملها كنت هشكرها إنها رفضتني لأنك ببساطة معنديكش ثقة في نفسك بس إنتي واحدة قلبي هو إل إختارها علشان كده هعتبر إني مسمعتش حاجه
دعاء بعيون دامعة :
بس ده ميمنعش إنها الحقيقة
سليم ببعض الحدة :
لأ مش الحقيقة.... الحقيقه إن المفروض الناس متدخلش في خصوصيات غيرها... الحقيقة إننا لازم منسمعش لكلام وتعييب الناس لأمور تخصنا... الحقيقة إن السن مالوش علاقة المهم الحلال والحرام، مش السن إل هيحدد للقلوب تختار مين ولا السن إل هيخلي الجواز يبقى ناجح المهم النضج
لازم الطرفين يبقوا ناضجين فكرياً ويقدروا يتحملوا المسؤليه، الطرفين أيا كان سنهم هما إل يتوقف عليهم سعادتهم مش سنهم، ميهمنيش المجتمع والناس يوافقوا المهم إنتي توافقي، أهلي واجبهم يتقبلوكي لأنك مراتي ومحدش ليه دخل بسنك، هيقولوا ضحكتي عليا وإتجوزتيني ليه شايفاني عيل صغير مش قادر ياخد قراراته بنفسه ويبقى واثق فيها، لو إنتي أصغر مني مش هشوفك بتكبري كل يوم، ولأ الست مبتكبرش قبل الرجل لأن ببساطة الرجل هو إل في إيده يخلي الست دايماً صغيرة، وعمري ما هفكر أتجوز واحدة صغيرة ولا حلوة لأن إنتي مالية عيني دلوقتي وهتفضلي جوة عيني أحلى واحدة في الدنيا
عاوزك تعرفي إن سنك مش عيب فيكي فلازم تبقى واثقة من نفسك وشخصيتك قوية وتواجهي أي شخص يتكلم معاكي في النقطة دي، ولازم تفهمي إن السعادة هي إل بتحدد السن وطالما الزوجين بيحبوا بعض ومتفاهمين وبيتحملوا بعض وفي وقت مشاكلهم يحلوها بينهم وبين بعض مافيش حاجه إسمها سن في بس ود ورحمة وتفاهم وتقبل
دعاء أنا أعجبت بيكي من أول لحظة شوفتك ودلوقتي بقولك وأنا واثق منها بحبك وياريت تقبلي وتشاركيني حياتي
الفصل /الثامن عشر
تقف أمام مرآتها تتأكد من وضع حجابها قبل الهبوط لأسفل
ريتاج :
صباح الخير على عيونكم يا لولو أوس إتنين
وليد ولبنى :
صباح النور يا ريري
وليد :
إيه يا بت مش هتبطلي أوس إتنين دي
ريتاج بمرح :
ما إنتوا الإتنين دلعكم لولو فأنا أعمل إيه أختصر وأضرب لولو في إتنين
لبنى :
خلاص يا وليد مش هنخلص منها
رامي وهو يهبط ليشاركهم الفطار المزاح :
لأ هنخلص لما واحد أمه داعية عليه ييجي يتجوزها
ريتاج بغضب :
شايف يا بابا إبنك
وليد :
عيب يا رامي كده، ثم أكمل بضحك وتفتكر إل أمه داعية عليه ده هيطول يابني أنا قربت أعمل إعلان في الجرايد
ريتاج :
حتى إنت ياسي بابا
لبنى :
عالفكرة بقى دي بإشارة واحدة منها ومش هتلاحقوا بس هي إل بتتأني
ليميل وليد على أذن إبنته :
أو مستنية حد معين
لتحمر خدودها خجلا وهي تفكر فيمن شغل عقلها وإحتل قلبها
.................
جالسة هي على أحد المقاعد في الحديقة تفكر بسجنها فهي تعتبر ذلك المنزل سجن ليس أكثر فهي تكرهه وتبغض التواجد به ولكن ليس باليد حيله بعد أن توفيت والدتها وتبقت هي تعيش مع زوج والدتها، ذلك الرجل الذي يترأس مجموعة من الأشخاص الخارجين عن القانون الذين يتاجرون بالممنوعات من مواد مخدرة وأسلحة مهربة ولكنها لا تستطيع إنكار تربيته لها وإعتناؤه بها إلى الآن، تبقى داخل المنزل لا تخرج منه سوي مرات قليلة شهرياً تتنزه بالحديقة المجاورة وتعود مرة أخرى لجحيمها نعم إنه الجحيم بعينه وخاصا عندما تتقابل مع جابر ذراع عاطف اليمني في كل أعمال والزوج المنتظر لها، ودت لو تهرب من ذلك المستنقع وتبتعد عنهم ولكن إلى أين، فهي تعلم أنها إذا خرجت من هناك سيكون السجن هو بيتها الجديد فقد إكتشفت أن هناك أوراق لصفقات مشبوهة تحمل توقيعها هي لا تذكر سوي أن عاطف زوج والدتها جاء بمجموعة من الأوراق لتوقع عليهم مخبرا إياها أنه من أجل ميراث والدتها
نظرت في ساعة يدها لتجد أن الوقت المحدد لها من أجل نزهتها قد نفذ، لتمسح عبراتها الساخنة وتنهض لتعود
...............
جالس هو يرتشف قهوته ويقرأ بعض الصحف اليومية
بسمة :
برده يا أحمد بتشرب قهوة قبل ما تفطر، إنت ليه مبتسمعش الكلام
أحمد :
خلاص يا بسمتي متزعليش مش هشرب قهوة تاني، المهم حبيبة قلبي تضحك خلي اليوم يبدأ
الله أكبر.. أنا عاوزة من ده وإلا مش هتجوز
قالتها تلك المشاكسة وهي تهبط بمرح لتذهب وتطبع قبلة على رأس كلا منهما
أحمد بغرور مصطنع :
إنتي ناوية تترهبني بقى لأنك مش هتلاقي زيي
بسمة بضحكة :
شوفتي يا حبيبتي أهو يعجبني في أبوكي إنه متواضع جدا
ياسمين :
هههههههه بصراحة يا ماما هو عنده حق أمور وحليوة وجينتل مان
أحمد بطريقة مسرحية :
متشكر متشكر
بسمة :
قوليلي يا ياسمين هي ملك متكلمتش معاك ومعرفتيش إيه إل مزعلها
ياسمين :
بصراحة معرفش بس البت حور تلاقيها عارفة
أحمد :
خلاص إنتي بعد ما تخلصي كليتك تروحي تطمني على أختك وتسألي حور لو كانت تعرف إيه إل مزعلها
ياسمين بغضب مصطنع:
إحم ياسي بابا هو إنت مش ناسي حاجه
أحمد مصطنع عدم الفهم :
ناسي إيه يابنتي ما تتكلمي عالطول
ياسمين بزهق :
ولا حاجه
ليكتم ضحكاته تحت نظرات بسمة المعاتبة
..................
إتأخرتي ليه
نطق بها ذلك البغيض جابر
شهد بتأفف :
وإنت مالك
جابر بعد أن إتجه لها وأمسك ذراعها بعنف :
لما أسألك تجاوبي
شهد بإستفزاز رغم الوجع :
ماليش مزاج أجاوب وبعدين إنت ملكش دعوة بيا
عاطف :
جابر سيب إيدها وإنتي يا شهد إطلعي فوق
لتصعد هي
عاطف :
مش قولتلك خف عليها شوية لو هربت من هنا هنروح في داهية
جابر وهو يمسح شفتيه بطريقة مقززة :
مش قادر أصبر أكتر من كدة وإنت وعدتني هتجوزهالي
عاطف :
بالهداوة أما بطريقتك دي هتخاف وتهرب وساعتها إنت إل هتتحمل المسؤلية
جابر :
خلاص هحاول، قولي بقى عملت ايه في الصفقة الجديدة
عاطف :
الرجل إل إسمه عمر ده واضح إنه واصل ده عارف معلومات عن البشوات الكبار وعن كل واحد فينا وبصراحة أنا كنت قلقان في الاول لما طلب الكمية الكبيرة دي بس إطمنت لما قال إنه هيجيب الفلوس بنفسه ويقعد هنا لغاية ما الطلبية تجهز
جابر :
وهو هييجي إمتى؟
عاطف :
بكرة
.............
في فيلا وائل /
وائل :. ها لسه برده مش راضية تنزل
سارة :
حاولت معاها كتير مش راضية وبتقول إنها مش جعانة وهتنام شوية لأنها مرهقة
كانت حور تتابعهم وتفكر بقلق في شقيقتها فهي لاحظت تغيرها منذ ذلك اليوم
كانت حور عند إحدى صديقاتها وطلبت من ملك أن تأتي لإصطحابها
تقود سيارتها بحرص فتلك المنطقة غريبة عنها تحاول الوصول للعنوان الذي أعطته شقيقتها لها
لتقف فجأة عندما إعترض طريقها بعض الشباب لتنظر حولها برعب فلا يوجد سواهم
إقتربوا من زجاج السيارة يطرقون عليه في مشهد مرعب لها
كانت خائفة ولم يسعفها الوقت بالإتصال بأحد بسبب إنفتاح باب السيارة حاولت المقاومه وغلق الباب ولكنهم أقوى منها وجذبوها بالقوة
ملك برعب :
إنتوا عاوزين إيه؟... لو عاوزين العربية خدوها
أحد الشباب بقذارة :
بس انا عاوزك إنتي يا عسل وبدأ يتجرأ ويضع يده على مفاتنها في حين الباقية يمسكونها جيدا
ملك بصراخ :
أأأه حد يلحقني ياناس اه يااااارب
إبعدوا عني حرام عليكم
وكلما زاد صراخها زاد صوت ضحكاتهم
ولكن لم تدم هذي الضحكات كثيرا فقد إستجاب الله لندائها
كان عائدا من عمله وإستمع لصراخها وإستغاثتها فهرول بإتجاه الصوت
كانت صدمة له عندما رأي أربعة شباب يتحرشون بفتاة من الواضح أنها غريبة عن المنطقه
مصطفى :
مش عيب برده تاخدوا العسل لوحدكم
أحد الشباب :
وماله هنبقى نسيبهالك لما نخلص
مصطفى :
أنا جيت على صريخها ياعنى غيري ممكن ييجي برده، مش ذكاء منكم تفضلوا هنا
شاب آخر :
عندك حق بس إحنا معندناش مكان
مصطفى:
وانا عندي، بس لازم نتحرك بنظام وإلا الجيران هتحس بينا وهتبقى مصيبة
شاب آخر :
بقولك ايه ياعم إنجز
مصطفي:
لازم الأول اتنين فيكوا ياخدوا العربية لشارع تاني بعيد عن هنا علشان منتكشفش
والإتنين التانيين ييجوا معايا ولما تخلصوا من العربية تتصلوا بيهم تاخدوا العنوان
الشاب الأول :
وإحنا إيه إل يضمنلنا
مصطفى :
ولا حاجه عاوزين تفضلوا هنا وتخاطروا إن حد يكشفوا براحتكم وأنا همشي
كل هذا تشاهده هي وتستمتع إليه بعيون باكية وقلب يرتجف خوفا فهاهي نهايتها إقتربت ولا تستطيع الصراخ أو الإستنجاد بأحد فقد وضعوا قطعة من القماش يغلقون بها فمها
إستني
نطق بها الأربعة في ذات الوقت فإبتسم بهدوء
وبالفعل أخذ إثنان منهم السيارة الخاصة بها وإنطلقوا والآخران ذهبوا معه
وصل مصطفى ومن معه إلى بيته تحت مقاومتها الشديدة وإستعطافهم بعينيها لتركها ولكن هيهات لمن قست قلوبهم
بعد صعودهم للشقة /
مصطفى :
مين حابب يبدأ
الشاب الأول بعد إمتصاص شفتيه بقذارة :
أنا
مصطفي:
إدخل الأوضة دي
وأشار له على إحدى الغرف، وما أن دخل هذا الشاب يجر ملك بالقوة أمسك مصطفى زجاجة المياه الموضوعة على الطاولة وهبط بها على رأس ذلك الحقير الجالس ينتظر دوره تفاجأ الأخر ورفع رأسه بدوار ليتفاجأ به يمسكه من عنقه بطريقة معينة ليسقط أرضا، ليسرع هو للحجرة فيجد ذلك الشاب يحاول تخليصها من ملابسها وهي تقاوم بشدة فإنطلق نحوه يبعده عنها ويكيل له عدة ضربات إلى أن فقد الوعي
وإقترب منها وجدها تنتفض وتبتعد عنه
مصطفى :
إهدي متخافيش أنا مش هعملك حاجه بس لازم نمشي من هنا فورا قبل ما يفوقوا
إزداد نحيبها وتهز رأسها بهستيرية
مصطفى :
متخافيش والله العظيم ما هاجي جمبك أنا اضطريت أمثل عليهم إني معاهم لان بعددهم ده مكنتش هقدر اتصرف وإنتي كنتي هتتأذي، يالا مافيش وقت وبحث في ملابسه إلى أن وجد جاكت وأعطاه إياه لترتديه لتأخذه منه بيد مرتعشة ترتديه وأثناء خروجهم من المنزل إستمع مصطفى لرنين الهاتف الخاص بهذا الملقى على الأرض وزجاج زجاجة المياه من حوله فعلم أنهم الشابين الآخران
مصطفى :
إنتوا فين وإستمع لهم ثم سألهم عن مكان السيارة بحجة الإطمئنان أنها بعيدة ثم أعطاهم عنوان المنزل تحت نظرات التعجب منها ولكن فهمت لما فعل ذلك عندما وجدته يهاتف أحد أصدقائه الذي من الواضح إنه يعمل بالشرطه وأخبره بما حدث بإختصار ليتوجه الأخير لمنزله أما هو أخذها لمكان السيارة وأوصلها لطريق أمن وتركها
...........
سهر... سهر
سهر في إيه يا حبيبتي سرحانه في ايه بنده عليكي من بدري
سهر :
أبدا يا صادق
صادق :
عليا برده
سهر كنت بفكر لو كنا خلفنا كان هيبقى شكلهم إيه دلوقتي
صادق بعصبية :
تاني يا سهر إنتي ليه مش عاوزة ترحمي نفسك من العذاب ده
سهر بدموع :
غصب عني والله غصب كل ما أفتكر إن مافيش ليك ولد يشتال إسمك ويساعدك في شغلك ويملي علينا حياتنا بحس بالذنب من ناحيتك
صادق بهدوء بعد أن قبل يدها وزاح دمعاتها :
وأنا قولتهالك قبل كده وهقولهالك تاني،أنتي مالية عليا حياتي وأنا راضي بنصيبي وفرحان معاكي
سهر :
بس ده حقك وأنا حرمتك منه
صادق :
لا يا حبيبتي إنتي محرمتنيش من حقي لان ببساطة ده رزق من عند ربنا لو كان مكتوبلي محدش يقدر يحرمني منه، ده غير إنك طالبتيني مرة وألف مرة بإني أتجوز علشان أخلف بس انا إكتفيت بيكي تعرفي ليه لان ببساطة خفت من النار، نار جهنم إل كانت هتكون مصيري وقتها لان الجواز من أكتر من واحدة ليه شروط وأهمهم العدل وأنا مكنتش هعدل بينكم، كنت هظلمها معايا لان قلبي معاكي ولما هكون وياها عقلي كمان هيكون معاكي، وكنت هبقي مجرد إستغلالي لاني متجوزها لغرض صحيح ربنا حلله لكن مش كل الرجالة تقدر، أنا عشقي ليكي مكفيني إنتي مراتي وبنتي، مش بقولك إن كل رجل بيتجوز علشان الخلفة مش بيحب زوجته الأولى بس ببساطة بتبقى تقبلات وأنا معنديش القدرة إني أتقبل واحدة غيرك في حضني، وبعدين لو كنت أنا إل مش بخلف كنتي هتسيبيني علشان تتجوزي غيري وتخلفي؟
سهر بنفي :
عمري، إنت حب حياتي إزاي هقدر أبعد عنك
صادق :
شوفتي،لأنك بتحبيني كنتي هتستغني عن إحساس الأمومة طيب ما انا بحبك ليه مستغناش عن إبوتي ولا إنتي فاهمة إن الست بس إل بتحب وبتضحي علشان حبيبها او فاهمة إنه واجب عليها
الست ليها حقوق زي الرجل بالظبط، ويالا بقى بلاش تتكلمي في الموضوع ده تاني وخلينا نجهز علشان نلحق نروح الدار زمان الأطفال مستنينا من زمان ولا دول مش ولادنا
سهر :
ربنا إل عالم كل الأطفال في الدور إل بنروحها بحبهم قد إيه وبيعوضوني عن حرماني من الأطفال
صادق :
ربنا ليه حكمة، مش لينا أطفال من دمنا بس لينا أطفال كتير نهتم بيهم ونكسب ثواب كفالة يتيم
الفصل/التاسع عشر
كان الجميع في فيلا وائل يرحبون بعودت الغائب
لا ليس الجميع أين هي؟
تبحث عيناه عنها بلهفة حائرا
حنين وهي تغمز بعينيها لهمس
بتدور على حد يا حازم
حازم :
ها.. لأ
دنيا:
لو عاوز تسأل عن حد قول وإحنا نقولك فين
كاد الرد ولكن شعر بسرعة دقات قلبه ليقف سريعا ونظرا بإتجاه الباب
تعجب الجميع من حالته ولكن مالبثوا أن تبسموا حينما رؤها تدلف مع حور وملك
ملك:
الحمد لله على السلامة يا حازم
حازم؛
.............
حور:
حازم انت معانا
حازم:
.......
كان لا يسمع احد لا يرى غيرها إشتاق لعينيها وكل شئ بها، كان الحال لا يختلف كثيرا بالنسبة لها كانت عينيها تتحدث عما يجوش قلبها
أحمد:
طب أعملي إعتبار طيب
ليضحكوا جميعاً
وليد بمكر:
في عريس متقدم لريتاج
صمت مخيف خيم على الجميع جعل حازم وياسمين يفيقون
لبني:
عريس مين
وليد بعد الإشارة لإبنه لمجاراته :
واحد صاحب رامي
رامي وهوينظر بترقب لياسين :
اه واحد صاحبي وبصراحة هو كويس أوي
ياسين ببرود مصطنع :
بجد طب كويس طالما بتشكر فيه يبقى على بركة الله
صدمة ألجمت ألسنتهم مصاحبة لشهقات الفتيات إشفاقا على رفيقتهم
ريتاج بعينين سماء ملبدة:
عن إذنك هطلع ورايا مذاكرة
ياسين بعد أن وقف أمامها:
مش لما تعرفي ميعاد الفرح
ريتاج بدموع:
أنا مش عاوزة أتجوز
ياسين :
شوفت كلمة واحدة منك خليتها ازاي بتتقطع وقلبها هيقف متوقع لو نفذت كلامك بجد هتعيش يوم واحد
إيهاب :
لو تهمك خد خطوة
حازم :
ما إنتوا عارفين كل حاجة يبقى ليه الكلام دلوقتي، ما توافقوا
عماد:
نوافق على إيه
سامر :
أقولك أنا
توافقوا على جوازي أنا حنين وعبد الرحمن وحور وحازم وياسمين ورامي و همس وياسين وريتاج
عماد:
ومالك بتتكلم بثقة اوي كده
عبد الرحمن :
إيه يا والدي إنت معانا ولا معاهم
عماد:
أنا مع البنات لو وافقوا هبقي معاكم
البنات بصوت واحد:
موافقين
ليضحك الجميع
وليد:
طب إتقلوا شوية مش كدة
رامي:
بقولك ا إيه كل واحد فينا هياخد خطيبته يجبلها الشبكة وإنتوا فكروا براحتكم
أحمد:
عارفين أحلى وأجمل شئ طلعنا بيه في حياتنا إنتوا وحبكم لبعض، بذور العشق إل كانت بتنمو بينكم كانت فرحتنا بحق
وائل:
زمان ثروتي إبتدت بورث بس إنتوا إشتغلتوا على نفسكم وإعتمدوا على مهاراتكم كان ممكن تعتمدوا على فلوس أبهاتكم بس إنتوا طلعتوا رجالة وأنا مطمن على البنات معاكم لان كل واحد هيقدر يسعد مراته بإمكانياته وقدراته
وليد:
العيلة أهم شيء في حياة الإنسان وإنتوا حافظوا على عيلتنا وجمعتنا محدش فكر يعمل حاجة تضرنا وتبعدنا عن بعض أنا فخور بيكوا جدا
دنيا:
وإنتوا يابنات أنا فخورة بيكوا جدا جدا كل واحدة فيكوا أخدت مامتها صديقة ليها ومخبتش عنها حاجة وده الصح مامتك أكتر حد في الدنيا هيخاف عليكي وينصحك
بسمة :
الثقة ثم الثقة ثم الثقة
لازم توثقوا في بعض ثقة كل واحد في نفسه، كل واحد فيكوا لازم يسلم قلبه وعقله وحياته لشريكه بثقة تامة، لو دخل الشك بينكم يبقى مافيش حب
وليد:
راعوا ربنا فى بعض زي ما طول عمركم بتراعوه وعلشان كده قلبكم ثبت وحبكم كبر، إسمعوا لبعض وإتفاهموا بهدوء وكل واحد يقدر موقف التاني
رحمة :
أقفوا جمب بعض إعرفوا إن قوتكم في حبك دايما كل واحد يحسس شريكه إن الأولوية ف الحياة ليه هو وكل واحد يبقى مستعد يعمل المستحيل علشان سعادة التاني
عبد الرحمن :
إحنا حافظنا على نفسنا وعليهم من يوم ما بلغنا وعرفنا إن ا خلاص معدناش عيال صغيرة بتلعب مع بعض يبقى ياريت إنتوا كمان تساعدونا ونكتب الكتاب علشان نقعد براحتنا معاهم ونخرج من غير ما نقلق من إننا بنعمل حاجة حرام ولا لأ
ياسين:
تصدق دي أول مرة تقول حاجة صح
لبني:
إنتوا حافظتوا عليهم من نفسكم حتى فكرتوا إنهم بنات رجل أو أخته وكل واحد إل عمله إترد ليه وأخته إتحافظ عليها مستسلمتوش لوسوسة الشيطان، مستخبتوش وعملتوا حاجه تغضب ربنا، حبكم حلال وربنا هيتوجكم بالحلال
أحمد:
الحب إل في النور هيواجه أي مشكلة تقابله أما إل أي شب وبنت بيبنوا على أساسه علاقة في الضلمة لو طلع للنور بينتهي مع أول مشكلة تقابله
ملك :
هييييييي راعوا إن في بينكم سناجل يا جماعة
بقلم رانوش
ظل الجميع يضحك بسعادة وفرحة يتناقشون في أمور كتب الكتاب
الحب مشاعر نقية بريئة من أي تدنيس من العلاقات العابرة، من يخونون ثقة أهلهم ويبنون ذلك الصرح الوهمي فقد تجردوا من إنسانيتهم وإبتعدوا عن الله وتعاليم دينهم، الحب برئ منهم، من أحب عليه المحافظة على نفسه وعلى حبيبه ليبارك الله حبهم ويجمعهم على خير
...................
صباح يوم جديد
كانت مازالت نائمة تململت في فراشها إثر رنات هاتفها، أمسكت الهاتف بتعجب من الرقم
ياسمين :
ألو
حازم :
صباح الخير
ياسمين :
صباح النور... مش غريبة دي
حازم بضحك :
إيه إل غريب
ياسمين :
إنك بتكلمني ودلوقتي وفي التليفون
حازم:
عاوزاني أضيع أول يوم من بعد ما إتحدد إرتباطنا كده من غير ما أصبح عليكي
ياسمين :
أنا مش مصدقة إننا بقينا لبعض
حازم:
إحنا لبعض من يوم ما إتولدتي يا ياسمينا
ياسمين :
حازم متسيبنيش في يوم من الايام
حازم :
في حد يقدر يسيب روحه، أنا لو عشت من غيرك هبقي ميت صدقيني
ياسمين بلهفة :
بعد الشر عنك يا حبيبي
حازم :
يااااااااه أخيرا نطقتي، طب إيه رأيك أجيلك ونتجوز دلوقتي
ياسمين بخجل :
هههههه يلا يا مجنون إقفل علشان أقوم أروح الشركة
حازم :
ماشي يا قلب المجنون.... سلام
................
في جامعة همس /
تجلس بين صديقاتها تسمع هراء الفتيات من حولها وتحدثهم عن دكتور المادة الذي سيتولي تدريسهم هذا العام
إحدى الفتيات :
إيه الجمال ده ياناس هو فى كده
أخرى بهيام
بصراحة أنا من اول ما شوفته حبيته
فتاه أخرى بضحك :
مش لوحدك ياختي، دي الجامعة كلها، حتى المرتبطين
نوران وهي صديقة همس المقربة :
شكلها هتبقى سنة عسل وهيبقي سقوط جماعي لو سمعكم
أميرة :
ومين قالك هيزعل، ما يمكن يكون بيدور على نصه التاني ودي بقى فرصتي هههههه
سكت الجميع عندما وجدوا هذا الوسيم يدخل للقاعة، لم ترفع نظرها له ولو حتى من باب الفضول
ياسين :
السلام عليكم، أحب أعرفكم بنفسي أنا ياسين الجداوي هدرسلكم مادة....... وإن شاء الله تبقى سنة خفيفة عليا وعليكم
إحدى الفتيات :
دي هتبقى سنة عسل
همس لنفسها بعد أن تعرفت عليه :
أه لو ريتاج سمعتكم كانت قتلتكم ههه
.................
في إحدى شركات التعمير /
أصرت ياسمين أن لا تعمل في شركة عائلتها فهي فضلت أن تعتمد على ذاتها وتبدأ من مكان ليس له علاقة بوالدها من أجل أن تكتسب خبرة فعلية بعيدا عن تكلف الموظفين بالشركة في التكلم معاها بإعتبارها إبنة المالك
ياسمين وهي تدخل لمكتبها الذي يشاركها به ثلاث أخرون وهم سعد ومهيب ومها :
صباح الخير
الجميع :
صباح النور
سعد :
أخبارك يا ياسمين
ياسمين :
الحمد لله
مها :
كويس إنك متأخرتيش، لأن المدير الجديد على وصول وطبعا كل الموظفين لازم يحضروا حفل الإستقبال
ياسمين بمرح :
طب كان يدينا اليوم أجازة بالمناسبة السعيدة دي
مهاب مقلدا المدير السابق :
دي حجج يا بسمهندشة... لازم تجتهدوا في الشغل شوية
الجميع :
هههههه
مها :
ياساتر دا كان بيقفلنا على الواحدة
سعد :
على الله المدير الجديد يكون مريح شوية
ياسمين :
لو كان في تقصير فى الشغل نقول ماشي أما هو كان بيتعصب في الفاضي
مها :
يالا أهو خد الشر وراح
قطع كلامهم دخول أحد السعاه يخبرهم بقدوم المدير وأن عليهم النزول لأسفل
وبالفعل نزلوا جميعاً لأسفل وجدوا جميع الموظفين يحتشدون وفيما بينهم من يتحدث عن هيئته وقوة شخصيته البادية على مظهره، أما هي فلم تنظر ولو مرة وظلت تنظر لأسفل بملل رأها هو فإبتسم وتوجه ناحيتها
منير وهو السكرتير الخاص بمكتبه :
دول البشمهندسين وبدأ بتعرفيهم واحد واحد وهما يلقون عليه التحية لعند وصوله لها
منير :
ودي بشمهندسة ياسمين
ياسمين بعد أن رفعت رأسها له :
أهلا وسه.....،لم تستطع تكملة حديثها فالصدمة ألجمت لسانها فها هو بطالته التي تخطف أنفاسها وتأرجح قلبها على دقات هواه وعشقه يقف أمامها بشموخ بعيونه نظرات الشوق يحاول أن يداريه ولكنها إستطاعت أن تميزها، ليتخطاها ببطئ ويتوجه لمكتبه بعد أن رحب بالجميع
نوال وهي إحدى موظفات الشركة :
إيه العسل ده، أيوة كده إفتحوا نفسنا على الشغل
لتشعر بالغضب ودت أن تضربها وتعلن ملكيتها له ولكن تحاملت وصبرت على تلك الحمقاء وحديثها
الفصل /العشرون
أصدرت سيارته إحتكاكا ينبأ بوصوله، فوقف كلا من عاطف وجابر يستقبلونه وما أن نزل منها حتى جحطت عيناهم
عمر بسخرية بعد أن وقف أمامه :
إيه شوفتوا عفريت؟
عاطف متدارك نفسه :
لأ أبدا بس احنا كنا متخيلينك أكبر من كده
عمر :
مش بالسن
جابر لنفسه :
وده هيقعد ازاي مع شهد في نفس البيت
عاطف :
عندك حق إتفضل إتفضل
دخل عمر وتبادل معهم الحديث عن الأعمال ووجههوا عاطف لغرفته التي صادفت أن تكون بجانب غرفة شهد مما أغضب جابر
........
بعد إنتهاء المحاضرة /
خرج الجميع وظل هو يلملم أغراضه وخرج فوجد الطلاب يجتموع حول بعضهم فتعجب
كانت همس تهم بالإنصراف للمدرج الاخر لحضور محاضرة أخرى فتفاجأت بأحد ينادي عليها
مهند وهو زميل لها وحاول كثيرا أن يتقرب منها :
همس إستني
همس بتأفف :
خير
مهند :
فكرتي في كلامي
همس :
كلام إيه يا حضرت
مهند :
بتكلميني كده ليه، مقولتلك إني معجب بيكي وحابب أتعرف عليكي عن قرب
همس :
وأنا قولتلك آسفة بس مبتعرفش على حد، عن إذنك
ليمسك ذراعها بغضب :
إستني هنا
لتهبط على وجنته صفعة تجمع جميع الطلبة الحاضرين حولهم إثر صداها
مهند بغضب :
أه يابنت... بترفعي إيدك عليا وهم بصفعها ولكن أوقفته قبضة حديدية وعيون تبث النيران من الغضب
ياسين :
نزل إيدك لقطعهالك
مهند بغضب :
هي إل رفعت إيدها عليا يا دكتور
ياسين :
رفعتها ليه مش لأنك إنسان مش متربي ضايقتها وتعديت حدودك معاها، وتكلمها بإنك تبثبت للكل إنك مش رجل وترفع إيدك على واحدة علشان تضربها
مهند بصراخ :
وإنت مالك، هي كانت عينتك محامي ولا تكون عجبتك
ياسين بغضب:
إحترم نفسك، كل الطلبة هنا إخواتي ولاني رجل مسمحش لواحد زيك يضايق بنت وأنا واقف، ولا إيه يا دكاترة المستقبل يا رجالة يا محترمين قالها وهو ينظر للطلبة من الشباب كمعاتبة على موقفهم السلبي في مثل ذلك الموقف
أحد الطلبة :
وإحنا نعرف منين يادكتور دي مش أول مره يقفوا مع بعض وقولنا تبقى حاجه شخصية بينهم
شهقت همس بفزع :
والله أبدا محصلش، ده كان
قاطعها ياسين :
ياعنى إنتوا بررتوا سلبيتكم وقلة رجولتكم بتفسيرات متخلفة زي دي
ياعنى مش بس سيبتوا واحد زي ده يضايق زميلتكم من غير ما تتصرفوا تصرف واعي وصحيح وتمنعوه من كدا على الأقل لما يلاقي زميلها الرجالة مسمحوش بتصرف يضايقها هيبعد ويبقى مثال لكل واحد يفكر يضايق زميلته، بس إنتوا إعتمدوا على الأسوأ لما فكرتوا فيها بالسوء وتوقعتوا إن بينهم علاقة شخصية كأن ده العادي والطبيعي ومحدش فيكم فكر يسألها لو محتاجة للمساعدة
مهند بنفاذ صبر :
ومين قالك إن مافيش علاقة ما بينا، إحنا بنحب بعض وفي بينا علاقة من سنتين بس هي كانت زعلانة مني وكنت عاوزة أصالحها
همس بصراخ :
إخرس قطع لسانك أن أأدب وأشرف من إني أعمل كده
مهند وجن لصراخها عليه وحاول تخطي ياسين :
إنتي عاوزة تتعلمي الأدب علشان تعرفي تتكلمي كويس معايا يا بنت....
لم يكمل كلامه لتلقيه صفعة ولكن هذه المرة صفعة حديدية نارية ولم تكن صفعة واحدة بل تتبعها بعدة صفعات كاد أن يغشي عليه لولا تدخل الطلبة... جاء عميد الجامعة وطلب من الحضور التجمع في مكتبه ليعرف ما المشكلة
........
عند ملك /
كانت جالسة تفكر في ما مرت به فدخل عليها أحمد
أحمد :
ممكن أعرف القمر بتاعنا ماله بقاله كام يوم
لم ترد عليه ولكنها إرتمت في أحضانه تتثبش بها تبكي بحرقة تخرج ما تكنه بداخلها في أحضانه فهي دائماً تشعر بالراحة معه فهو صديقها الأول
أحمد بقلق :
ملك مالك يا حبيبتي قوليلي إيه إل مزعلك كده؟
ملك ببكاء :
قلبي وجعني وخايفة
أحمد وهو يمسد على ظهرها :
من إيه يابنت قلبي
ملك :
قصت له ملك كل ما حدث معها وما عاشته في ذلك اليوم المشؤم وما فعله لها مصطفى
مما أغضبه وشعر لأول مرة بالضعف والعجز فها هي إبنة قلبه كما يسميها تعرضت للكثير ولا أحد يشعر بها
.........
وصلت شهد إلى المنزل سعيدة بما إشترته فهي لاتنكر أن الذهاب والتجوال قد حسن من نفسيتها بعض الشئ، تعجبت لأنها لم تجد عاطف أو جابر فى المنزل ولكنها لم تهتم وتوجهت للغرفة ولكن إستوقفها صوت في الغرفة المجاورة
شهقت برعب ظنا منها أن أحد أعداء عاطف إستطاع التسلل للمنزل وقررت أن تدخل لتستكشف ما يحدث
وبالفعل تركت ما بيدها بهدوء ثم تقدمت من الغرفة وفتحتها بهدوء ولكنها تفاجأت بعد وجود أحد كادت الخروج ولكن ذراع قوية أمنعتها وهي تجذبها لتصدمها بالباب بعد غقله
شهد برعب :
إن.. إنت مين، ثم دققت به فرأت صدره العالي فخجلت وتوترت من قربه
عمر لنفسه :
هي دي بقي، الله يسامحك يا سيادة اللوا ياعنى مينفعش أشتغل من غير ما أتجوزها، تذكر عمر كلام اللواء وهو يأمره بالتقرب من شهد والزواج منها ليثق به عاطف جيدا ويسلمه جميع أعماله بدل من جابر لكي يستطيع الوصول لأكبر شخص في تلك العصابة
شهد ببكاء :
إنت مين وعاوز إيه... متأذنيش
عمر بصدق :
متخافيش، ثم إبتعد عنها وهو يكمل
أنا إسمي عمر بشتغل مع عاطف وهكون ضيف عندكم كام يوم
تحولت عيناها إلى الغضب ثم تركته وذهبت
عمر بصوت مسموع وهو يحاول السيطرة على نفسه بسبب قربها وعيونها التي أثرته بدموعها :
ربنا يستر ونخلص من الحوار ده على خير
...........
في مكتب العميد /
قص الطلاب ما حدث بحضور ياسين ومهند الذي دقت طبول القلق قلبه خوفاً من فصله من الكلية
العميد لياسين :
تصرفك كان يبقى صح لو كنت تتأكد الأول من عدم وجود علاقة بينهم، مافيش داعي تعرض نفسك لموقف زي ده يا دكتور وتطلع البنت في الآخر مذنبة بعلاقتها بيه ما هو مش ممكن يتجرأ على القرب منها وتكون هي مش سمحاله
لتجثو هي أرضا تبكي بحرقة وضعف
ياسين بلهفة وهو يتجه لها يرفعها بيده :
همس أقفي متضعفيش ودايما تبقى راسك مرفوع
مهند :
وحضرتك من أول محاضره عرفتها وحفظت إسمها، مش بقول لحضرتك هي بس بتعمل نفسها بريئة وأهو طلع كلامي صح وشكلها كده مواعدة الدكتور بحاجة
ياسين بهدوء مصطنع :
خلصت
ثم قام بإزالة دموعها وقبل رأسها
آسف يا همس على الموقف ده، حقك عليا
ثم وجه حديثه لعميد الجامعة :
حضرتك دي بنت خالي، ودلوقتي بطالب حضرتك بإنك تجيبلها حقها من البني آدم ده
إبتلع مهند ما فى جوفه بتوتر
العميد:
أنا بعتذر منك يا دكتور ياسين، وإنت يا مهند ممنوع من دخول الجامعة لحين إتخاذ قرار مناسب لل إنت عملته
.........
في شركة الأحمدي /
كان يجلس يتابع عمله بهدوء حتى سمع خطوات أنثوية فرفع عينيه، ليجدها أمامه تلك السكرتيرة التي لا تخجل مما تلبسه ولكن لا يستطيع التدخل فيما لا يعنيه، ولكن ضاق ذرعا بتلميحاتها الغير مباشرة وطريقتها معه في الحوار ويخشي أن يضعف أمامها فهي جميلة تتقرب منه بهدوء يشعل رغباته كرجل ولكنه يخشى الله كثيراً فهو تربى على حسن الخلق ولكنه يريد الزواج سريعاً ممن إختارها قلبه كي لا يقع في وساوس الشيطان
سامر :
فى حاجه يا نهى
نهى بدلع :
تؤ... حبيت بس أشوفك لو محتاج حاجه، أو عاوزني في حاجه
سامر :
لأ متشكر.. لو إحتجت حاجه هندهلك
نهى بعد إقترابها منه وجلوسها أمامه على المكتب :
بس انا محتاجة حاجة منك
سامر محاولا النهوض ولكن يديها منعته :
إيه إل إنتي بتعمليه ده، إتفضلي على مكتبك
نهى وهي تمرر يديها على كتفه بإغراء :
بعمل إيه... ها... ثم إقتربت بوجهها منه إلى حد أن لفحت أنفاسها وجهه... مترد بعمل إيه، وكادت أن تلثم شفتيه في ذات اللحظة التي فتح بها باب المكتب لينتفضوا فجأة مع تزامن دخول وائل ومعه حنين التي إنهارت حصون عينيها وهطلت أمطارها بكثرة وخرجت مسرعة لا تعلم وجهتها
وائل بحدة :
إيه إل بيحصل هنا
سامر بتلعثم :
أنا... أنا
وائل :
إتفضلي يا أستاذة مشوفش وشك في الشركة بعد كده
نهى ببكاء مصطنع :
أنا ماليش ذنب يا وائل بيه الأستاذ سامر هو إل بيجبرني على كده
كاد وائل تعنيفه إبنه الأحمق ولكن نظرات الصدمة والهلع فى عينيه أثبتوا له أنه برئ مما تنسبه إليه
وائل :
إنتي إنسانة كدابة، إنتي إل بتقللي نفسك الأول بلبسك وبعدين بمحاولاتك المستميدة علشان توقعيه يمكن للحظة يكون ضعف بس متأكد إن اللحظة دي مكنتش هتستمر وكان هيفوق، بس إنتي إل مصممة ترخصي نفسك بالكلام ده، ولو مصممة على رأيك تحبي نشوف كاميرات المراقبة
نهى بهلع :
كاميرات... كاميرات إيه
وائل بضحكة مستفزة :
دي كاميرات سرية فى المكاتب، تحبي نشوف مين فيكم إل حاول يوقع التاني ولا تمشي من الشركة ومشوفش وشك تاني ولا تقربي من إبني وإلا الفيديوهات هتبقى عند أهلك وعلى كل مواقع النت
لم تستطيع الرد بل هرولت إلى الخارج تلملم أشياؤها بغضب من أجل الفرار بنفسها من الفضيحة
سامر بضعف :
أنا والله ما عملت حاجه أنا إتفاجئت بيها قاعده على المكتب وبتحاول تقرب مني انا كنت مصدوم ومش عارف اتحرك
وائل :
عارف انك معملتش حاجة وإنك إنصدمت، بس هي مش هتتجرأ تعمل كده من غير محاولات منها ولو كانت لقتك بتصد محاولاتها بقوة و إرادة مكنش حصل إل حصل ده، ذنبها إيه حنين تشوف المنظر ده
سامر :
أنا آسف
وائل :
الأسف ده حنين أحق بيه
ورحل وتركه يفكر بطريقة يصلح بها ما حدث
...........
عند شهد /
كانت تخرج من غرفتها في نفس الوقت الذي يخرج عمر من غرفته فتتقابل عيناهم لتنظر له متمعنة في ملامح وجهه
شهد لنفسها :
بقى واحد زي ده يبقى مجرم ياخسارته في السجن وتنهدت بصوت مسموع
عمر :
أيه شكلي عجبك أوي كده
جحطت عيناها بتوتر وهرولت لأسفل، ونزل هو بعدها وعلى وجهه إبتسامة
كان كلا من عاطف وجابر ينتظرون بالأسفل من أجل وجبة الغداء
جابر :
شهد إيه الجمال ده كله وإقترب منها يلثم يدها تحت نظرات عمر الذي حاول إخفاء رفضه لهذا التصرف
عاطف :
عمر باشا ياريت تكون مرتاح معانا
عمر :
لسه بدري علشان أحدد إذا كنت مرتاح ولا لأ
عاطف :
وإحنا تحت أمرك في أي حاجه تحتاجها
...........
أوصل ياسين همس لمنزلها فلم يستطع تركها تعود بمفردها بعد إنهيارها ثم توجه إلى منزله
أما ياسمين لم تستطع التركيز على عملها منذ قدومه للشركة فلاحظت مها توترها
مها :
مالك يا ياسمين؟
ياسمين :
مافيش مصدعة شوية
سعد :
خلاص قومي روحي إرتاحي
مهيب :
معتقدش إنه ينفع.... إنهاردة أول يوم للمدير الجديد
ياسمين :
متقلقوش عليا يا جماعة أنا هبقي كويسة إن شاء الله
دخلت أحد مسؤلات السكرتارية تطلب منهم التوجه إلى مكتب المدير
لحظات وكانوا بمكتبه
حازم :
إتفضلوا إقعدوا
جلسوا يتناقشون عن المشروعات القائمة فى الشركة أما هي فكانت تتأمله وهو يعمل بتركيز لا تستطيع فهم ما يتناقشون فيه يكفي نظرته الجادة وأوردت يده الظاهرة
حازم :
يا بشمهندسة حضرتك معانا
ياسمين :
.....
سعد :
ياسمينا
حازم بحدة :
نعم!
إنتفضت هي على صوته
سعد بإرتباك :
في حاجه يافندم
حازم :
هنا مكان شغل فياريت نحتفظ بالألقاب، وإنتي يا بشمهندسة ياريت تركزي في الشغل أكتر من كده، في إيه إحنا هنا في شركة محترمة وإنتوا بتشتغلوا هنا مش جايين نبني علاقات شخصية
ترقرقت عينيها بالدموع ليغمض عينيه يسب نفسه لذلك
.........
خرجت مسرعة تقود سيارتها بإتجاه المطار ولم تنتبه لعبد الرحمن الذي جاء لرؤيتها بعد ما حدثها بالهاتف وأعلمته أنها مريضة ولن تستطيع الخروج معه اليوم
عبد الرحمن :
غريبة يا حور... ياترى خرجتي ليه وإنتي تعبانة؟
تعجب عندما وجدها تصطف أمام المطار وهبطت من سيارتها تقف وكأنها تنتظر شخصا ما، تحولت نظراته من التعجب إلى الغضب عندما وجدها تتعانق مع شاب غريب لا يعرفه؟
...........
مرت الأيام سريعاً على كلا منهم
سامر لم يستطع التحدث مع حنين إلى الآن فهي لم تسمح له بالإقتراب منها كما أنها ترفض مكالماته الهاتفية ولكن مع ذلك لم تخبر أحد بما حدث فهي ودت المحافظة على مظهره أمام العائلة أليس هذا الحب أن تحتفظ بالآلم لنفسك ولا تضر من تحب مهما كانت الخلافات بينكم ....فهل هذه الطريقة الصحيحة أم عليها مواجهته والإستماع له؟
وياسمين تتجنب حازم فقد أخذت أجازة من الشركة ولا توافق على الجلوس معه حينما يأتي لمنزلها ...أكل هذا بسبب ما قاله في الإجتماع أم هناك شئ مجهول أرهق قلبها؟
أما همس لم تقص لرامي ما حدث معها فكانت خائفة من أن يفعل شئ يضر به نفسه ولكنها تشعر بالخوف وكأن هناك ما سيحدث يبعدها عنه... فماذا ستفعل حيال مخاوفها؟
أما ملك فلا تخرج من منزلها فقد أثرت بها تلك الحادثة بشكل كبير، ولا تعرف أن ما حدث معها بداية لعشق سيمر بمصاعب عديدة... أستصمد أم تنهار حصونها؟
أما ذلك الطبيب الوسيم فلا يشعر بما يتدبر له ولا يعلم أن ما سيحدث سيكتب النهاية بينه وبين محبوبته... فهل سيستسلمون؟
ومن الغريب الذي سيقتحم حياة حور فيجعل من أحلام عبد الرحمن كوابيسا؟
أما ذلك العاشق بيقف الآن بغرفته ممسكا بقميصه الذي كانت ترتديه اليوم السابق يستنشق عبيرها بعيون دامعة فها هي إختفت من حياته مثلما كان يريد
عمر لنفسه :
ياتري إنتي فين يا شهد....؟
كانت تحلم مثل كل فتاه بأن ترتدي الفستان الأبيض وتزف إلى حبيبها ملكة متوجة، ولكن هاهي أمانيها تحطم مثل قطعة الزخرف....
لا تستطيع أن تصدق ما حدث لها فهذا أسوأ شئ قد يحدث للفتاه حتى أنه أسوأ من الموت
إغتصاب
يالها من كلمة تدمر خلايا أوردتك فى أقل من دقيقة، كلمة تذيب الدماء في أوعيتك وفي ذات الوقت تثلجها
نائمة هي على سرير ليس بسريرها وحجرة ليست بحجرتها تشعر بالألم فى أنحاء جسدها تشعر بالدوار، لم تستطيع فتح عيناها من أول محاولة
بعد عدة محاولات فتحت عيناها فشهقت بفزع عند تذكرها ما مرت به
فلاش باك /
كانت عائدة من الكلية فمرت بأحد الشوارع الذي تسلكه مشيا علي الأقدام محبا في رياضي المشي على الأقدام فهي تشجع كثيرا الرياضة
أحست بأحد يتبعها فوقفت لتنظر خلفها بخوف فلم تجد أحد وما إن عادت بنظرها مرة أخرى حتى شعرت بأحد يضع فوق فمها وأنفها منديلا لتفقد وعيها بعد لحظات
لتفيق بعدها فتجد نفسها مقيدة بسرير ولا تستطيع الحركة أو الصراخ فيوجد علي فمها شريط لاصق
ليدلف بعدها ذلك المغتصب
مهند :
أهلا بست الحسن والجمال، تؤ لسه مبقتيش ست بس علي ايدي
لم تتمالك همس نفسها عندما فهمت مقصده وأخذت تتحرك بهستيرية وتحاول فك نفسها
مهند وهو يقترب منها ويقوم بفك أزرار قميصه:
مالك إوعي تكوني خايفة مني، أنا هبسطك على الآخر
ثم جثي فوقها ومزق ملابسها إلا أن ظهر جسدها كاملا أمامه، كانت تتوسله بعيناها المغطاه بالدموع ولكن هيهات لقلب فقد الرحمة فشرع في تناول جسدها برغبة متوحشة ناسيا أن ما يفعله من كبائر الفواحش
بقلم رانوش
باااااك/
تبكي بحرقة ولا تستطيع تخليص ذاتها من تلك القيود لتسمع باب الحجرة التي تمكث بها يفتح لتحاول الصراخ ولكن دون جدوى
تحجرت قداماه بعد دلوفه تلك الغرفة في شقة عرف أنها تؤجر مفروش، تعجب في بادئ الأمر عندما جاءته رسالة تحثه التوجه لتلك الشقة لأمر هام ولكن دب في قلبه الرعب عندما قرأ إسم همس في آخر الرسالة
أخفض بصره سريعا وهبطت دموعه بقهر عندما وجدت جرداء من الملابس أو أي شئ يستر عورتها ومقيدة فهم من حالتها وإنهيارها ما حدث لها
إنهار أرضا يبكي بوجع كطفل صغير على ما حل لإبنة خاله
ياسين ببكاء:
مقدرتش أحميكي أنا آسف وظل يبكي وهي تبكي بحرقة وكسر فحالها الآن أشبه بالموت بل أمر منه
فاق بعد مدة من صدمته رأي إحدى المفروشات أرضا فأخذها وعينه لم ترفع من الأرض وهو مازال على بكاؤه ليضعها فوق جسدها العاري ثم بعد ذلك توجه للقيود وبدأ بتحريرها ثم أزال الشريط الاصق من على شفتيها لتصرخ بوجع وآلم وحرقة ما مرت به، أخذت تصرخ وتضرب نفسها وتنتفض من مكانها فما كان منه سوي جذبها لأحضانه يحاول السيطرة على إنفعالاتها أخذت تصربه وتقاوم إحتضانه إلا أن ذهبت في عالم آخر
..................
كانت حور تجلس بغرفتها تفكر بما حدث لكي ينقطع عنها بذلك الشكل، وكانت تريد مفاتحة والدتها بخصوص سمير ولكن لا تعرف ما هي ردة فعلها
سارة :
مالك يا حور بقالي خمس دقايق واقفة بكلمك وإنتي ولا هنا بتفكري في ايه
حور:
ولا حاجه يا ماما، سرحت بس شوية
سارة بمكر :
عموما إل واخد عقلك تحت مستنيكي
حور بتعجب :
عبد الرحمن تحت
سارة بضحك :
اه ياختي تحت إنزلي
نزلت وهي متعجبة فهو لم يحادثها منذ فترة والآن يأتي أيضا دون إعلامها
وائل:
تعالي يا حور عبد الرحمن عاوز يتكلم معاكي
عبد الرحمن ياريت حضرتك تبقى موجود، تعجب وائل ولكنه جلس ليسمع ماذا يريد
عبد الرحمن :
أنا آسف على الكلام إل هقوله بس بقالي كذا يوم محتار فقولت لازم أجي وأتكلم معاكي وطلبت من باباكي يكون موجود علشان يشهد على كلامنا
من فترة طلبت منك نخرج نختار الشبكة فاكرة قولتي ايه
حور بتوتر:
اه قولتلك نأجلها علسان تعبانة ومش قادرة أخرج
عبد الرحمن:
لما قولتيلي كده قلقت عليكي وجيت علشان أشوفك بس إتفاجئت بيكي خارجة بعربيتك وبتسوقي بسرعة قلقي زاد كلمتك على الموبايل كتير وإنتي قفلتيه قلقت اكتر وفضلت ماشي وراكي لغاية ما شوفتك روحتي المطار ولسه هقرب منك أكلمك...
حور بشهقة بعد أن فهمت أنه رأها وهي تحتضن سمير:
لأ إنت فاهم غلط صدقني
الفصل /الواحد والعشرون
عبد الرحمن :
إيه إل أفهمه غلط لما أقلاقي خطيبتي حبيبتي بتحضن رجل تاني غريب عنها في وسط الشارع
وائل بحدة:
إيه إل بسمعه ده
حور بدموع:
والله فاهمين غلط
وائل:
عملتي كده ولا لأ؟
لتومأله بالإيجاب
وائل بصدمة:
انا مش مصدق، إزاي إنتي تعملي كده
حور من وسط بكاؤها:
ده سمير.. خالو سمير
وائل :
خالو سمير مين؟ إنتي إتهبلتي
حور:
والله العظيم دي الحقيقة، أنا بقالي سنين على تواصل مع جدو بس من وراكم لاني عارفة إن ماما كانت على خلاف مع تيته قبل وفاتها، بس في يوم لقيت جدو بيكلمني قبل ما يموت بأربعة أيام وقالي إني لازم أسافر مع ماما بأي شكل بس طبعا من غير ما تعرف إننا على تواصل من زمان وفعلا سافرت معاها علشان تزوره، وفي مرة وإحنا لوحدنا قالي إنه كان إتجوز على تيته بس جوازه لغاية وقتها كان في السر وإنه خلف من الست إل إتجوزها ولد إسمه سمير وهو أكبر مني بسنتين، وطلب مني أتعرف عليه وإن بعد موته أعرفه بماما وخليها تسامح جدو، وفعلا إتقابلنا هناك كام مرة وكنا قريبين من بعض جدا، بعد وفاة جدو طلبت منه إنه ينزل مصر علشان يتعرف على ماما بس هو كان خايف رد فعلها وخاف على أحاسيسها
لغاية ما كلمني اليوم إل شوفتنا فيه، فعلا أنا كنت تعبانة ومش هخرج بس لما كلمني مصدقتش نفسي
روحتيله المطار وبعدبن وصلته للفندق
وائل:
إنتي غلطتي إنك خبيتي علينا كل المدة دي، كان لازم تقولي لمامتك علشان على الأقل تتهيأ نفسيا إن ليها أخ
وكمان غلطتي لما خبيتي عن عبد الرحمن خروجك، طبعا مش لازم تستأذنيه طول ما إنتي في بيتي ولسه كمان مكتبتوش الكتاب بس زوقيا وإحتراما ليه كان لازم تعرفيه ومتسيبيهش خايف وقلقان عليكي
حور بدموع :
وهو كمان المفروض لما شافني سألني وواجهني ميتهربش مني طول المدة إل فاتت ويعيش في شكه فيا
عبد الرحمن :
عندك حق في النقطة دي، بس أنا كنت محتار قلبي بيقولي في حاجة غلط وإنتي مستحيل تعملي كده وعقلي بيقولي إنت شايفها بعنيك وسامعها بودنك
سارة بعد أن ظهرت لهم تمسح دمعاتها فهي قد إستمعت لحديثهم أثناء جلب المشروبات لهم :
وإل تستفادوه من الموقف ده إن لازم يبقى فيه ثقة متناهية بينكم وإنكم متخبوش عن بعض أي شئ لازم تبقوا روح وفكر واحد
............
منذ دخوله كلية الشرطة لم يشعر بالعجز كهذه الأيام فمنذ هروبها من المنزل لم يرها وليست الأوامر تخصها هي فهي ليست سوي درجة سلم من أجل الوصول لرؤساء تلك العصابة ولكن أختفي بعد أن أصبحت زوجته
فلاش باك/
عمر:
أنا حاسس ان الثقة بينا مش تمام، ولازم نقويها إحنا مصلحتنا واحدة
عاطف :
شعور متبادل، أحيانا بحس إنك واثق فيا وأحيان تانية بشوف منك العكس وده مخليني انا كمان ثقتي فيك ضعيفة
عمر :
ولو في حل لزيادة الثقة ما بينا وزيادة الثقة ياعنى زيادة الشغل وزيادة الشغل ياعنى زيادة الفلوس
إلتمعت أعين عاطف بطمع:
وأنا جاهز لأي حاجه مادام فيها فلوس
عمر:
تجوزني شهد
عاطف بتوتر:
شهد.... بس شهد مخطوبة لجابر
عمر :
جابر الصبي بتاعك إل شغال بأوامرك ولا أنا، تخيل لو حطينا إيدنا في إيد بعض ممكن نوصل لإيه
عاطف وقد بدي عليه التفكير قليلا:
موافق
عمر :
زي ما بيقولوا كده خير البر عاجله، ابعت هات المأذون
وبالفعل حضر المأذون وشرع بكتب الكتاب وصعد عاطف وأخذ موافقتها تحت التهديد
وتم الزواج ولم يرى أحد منهم ذلك الذي تسلل لغرفتها
بقلم رانوش
كانت جالسة تفرك يدها ببعضها من الخوف فهاهي قد تزوجته تزوجت من شعرت برجولته تطغى عن أي رجل آخر، تزوجت أوسم رجل رأته في حياتها، تزوجت الرجل الوحيد الذي شعرت بالآمان في وجوده والتوتر بقربه، ولكن كل هذا لا ينكر أنه مثله كجابر وعاطف وغيرهم من الخارجين عن القانون
فتح الباب على مصرعيه فإنتفضت تراه يقف بعيون مشتعلة من الغضب والرغبة خافت كثيرا حاولت الصراخ ولكن يده كانت أسرع منها لتمنعها وهو يجذبها بعنف في إتجاه السرير
إستطاع تمزيق الجزء العلوي من ملابسها تحت مقاومتها الضعيفة استطاعت أن تحرر يدها اليسرى أثناء تقبيله لعنقها لتمسك بكوب الماء الموضوع فوق الكوميدينو لتهبط به على رأسه، لم يتحرك من مكانه ولكن المفاجئة جعلته يحرر فمها لتطلق صرخك مدوية سمعها من في البيت، هرول عمر ومعه عاطف لحجرتها وفتح الباب بسرعة البرق ليجد هذا المجرم يحاول إغتصابها وهي تقاومه بكامل قواها
عمر بعد أن إتجه له يكيل له الضربات:
إنت يومك إسود يابن.......، وظل يضرب فيه بادله عدة ضربات ولكن عمر تفوق عليه ليبعده عاطف
عاطف:
هيموت في إيدك خلاص سيبه
عمر:
يموت علشان قبل ما كان يمد إيده على مراتي يحسبها صح
أبعده عاطف وبعض الرجال واخذوه إلي الأسفل
بينما عمر أغلق الباب خلفهم وتوجه لتلك التي مازالت تضم نفسها بملابسها الممزقة تبكي بفزع
شعور بالوجع إجتاح قلبه لايدري شفقة عليها أم غضب لأنها زوجته أم غيرة لان رجل غيره حاول لمسها أم كل هذا معا
لم يشعر بنفسه إلا وهي بأحضانه بعد أن إتجه لها يجذبها لأحضانه، إنتفضت في بادئ الأمر ولكن مالبثت أن هدأت ثورة بكاؤها بإحتوائه، قام بإبعادها قليلا وأزال أثر دموعها ثم قام بنزع قميصه وإلباسها إياه ونهض ليرحل ولكن قبضة يدها الممسكة بخاصته منعتها
شهد برجاء:
خليك معايا
عمر وهو يبتلع ما بجوفه بصعوبة فهو أراد الذهاب لشعوره بالرغبة في قربها وهذا ليس من ضمن خطة عمله:
إنتي لازم ترتاحي
شهد بدموع وهي تجذبه لها:
مش هطمن غير وإنت معايا... متسيبنيش
لم يحتمل ليجذبها لأحضانه ويستلقي على ظهره ويجذبها لصدره
ممسدا على شعرها وظهرها فشعر بقشعريرة تسري بداخله كما شعر برجفة جسدها ولكن ليست رجفة خوف وإنما رجفة محببة لقلبه
نهر نفسه لذلك التفكير فهو يجب أن يبتعد عنها فكان مطلوب منه زواجهارفقط وليس بالضرورة إتمام الزواج، فاق من شروده على ملمس شفتيها
شعرت هي أن يده توقفت عن التمسيد فوق ظهرها فرفعت عيناها له لتجده شارد الذهن تأملته قليلا وشعرت بتلك الدقات وذلك الشعور المحبب لنفسها يتراقص داخلها لتقوم بتقبيله بجانب شفتيه
عمر:
بتعملى ايه؟
شهد بحرج:
آسفة لو ضايقتك
عمر:
عملتي كده ليه؟
شهد:
حسيت اني عاوزة أعمل كده
عمر:
إنتي عقلك مشوش دلوقتي، هسيبك ترتاحي
شهد:
خليك..... محتجالك
إنهارت حصونه أمامها ليجذبها ويلصقها بأحضانه ويلثم فاهها بقبلة تعبر عن إضطراب مشاعره فهو يريدها وفي ذات الوقت يريد إبعادها فهو إن تقدم بعلاقته معها لن يستطع تركها، ولكن هيهات فدقات القلب أعلنت التمرد على العقل
..................
بعد بحث مضني عن عمل وجد أخيرا ضالته بالمشفي التخصصي لعلاج الأطفال، تقدم للوظيفة وليس عليه الآن سوي مقابلة مسؤلي التعيين
طرق الباب ودخل بعد أن سمح له بذلك
وليد:
إتفصل يا دكتور عرفني بنفسك
مصطفي:
دكتور مصطفي أخصائي جراحة قلب، كنت الأول على الدفعة، محالفنيش الحظ إني أشتغل سواء معيد أو في مستشفي
ملك بعد فتحت الباب ودخلت دون الإنتباه أنه ليس وحيدا:
وليد كنت عاوزاك......
أنا آسفة قالولي إنك محدش هنا غيرك
وليد:
تعالي يا ملك مافيش مشكلة ده دكتور من المتقدمين لقسم القلب
ملك :
أهلا وسهلا بح...
إنت!!!
مصطفى وقد تذكرها :
أهلا بيكي
وليد:
إنتي تعرفيه يا ملك؟
ملك وقد سيطر عليها البكاء إثر تذكرها لما حدث :
أنا متشكرة... ملحقتش أشكرك، عمو ياريت تقبل توظفه أنا واثقة إنه دكتور شاطر
قالت جملتها المصاحبة لدموعها وجاءت لتخرج فإصطدمت بأحمد لتنهار بأحضانه باكية
أحمد بزعر:
ملك حبيبتي مالك، في إيه مالها ياوليد؟
وليد:
معرفش فجأة دخلت ولما شافت دكتور مصطغي فضلت تشكر فيه وإترجتني أقبل أوظفه وبعدين بقت بالحالة دي، إنت تعرفها يا دكتور مصطفى؟
أحمد:
إنت إل أنقذتها يومها
مصطفي:
أيوة يا فندم بس آسف مقدرش أقبل وظيفة مش بناء علي قدرتي ومهارتي
أحمد:
أنا متشكر جدا ليك، أما بالنسبة للوظيفة فواحد زيك لماح وذكي ودقيق في تصرفاته هيكون ناجح ومكسب للأطفال المريضه
وليد:
طب فهموني ملك مالها
ملك وهي تمسح دموعها بكفها كالأطفال:
مافيش يا وليد بس انا كنت مضايقة شوية
تفهم وليد أنها لاتريد البوح بما يزعجها ولكنه يثق بها وبقراراتها لذا وافق على تعيين مصطفى بالمشفي
...............
أما عن سامر فقد جن جنونه بتهربها منه لذا خطرت بباله فكرة مجنونة وشرع بتنفيذها
تراجع بعض الملفات الخاصة بالعمل فهي منذ ذلك اليوم وهي تعمل بالمنزل، شعرت بحركة غير طبيعية بإتجاه نافذة حجرتها فذهبت لإستطلاع الأمر وما إن فتحت النافذة حتى شهقت بخضة مما تراه
كان سامر قد تسلق شجرة الليمون التي تقع أمام نافذتها كان يود قول الكثير ولكن رؤيتها بهذا الشكل الجميل المغري أخرسه
حنين :
بتعمل ايه هنا... إنت إتجننت مش خايف تقع
سامر:
وحشتيني
حنين بحدة تخفي بها خجلها:
إمشي من هنا، عيب إل بتعمله ده
سامر:
وإنتي مش عيب تبعدي عني كل ده ومتدليش فرصة أشرحلك إل حصل
حنين بدموع فقد تذكرت رؤيته مع سكرتيرته :
مش عاوزة أسمع حاجه
سامر بحزن :
بلاش تسمعي، خدي الفلاشة دي وإنتي تعرفي إني مظلوم، أنا محبيتش ولا هحب غيرك يا حنين قلبي
سلمها الفلاشة التي تحتوي على مقاطع الكاميرا السرية للمكتب ورحل مثلما صعد، أما هي فقد ترددت في رؤيتها ثم حسمت الأمر، وما إن إنتهت منها حتى ظلت تقفز مثل الأطفال لبراءة حبيبها، وأمسكت هاتفها للإتصال به
سامر:
عرفتي إني مظلوم
حنين :
تؤ كان المفروض رد فعلك كان أسرع يا أستاذ
سامر :
إنتي متصلة علشان تقولي كده
حنين :
تؤ برده، أنا متصلة علشان أقولك إني عرفت إن مش كل حاجة نسمعها نصدقها وكل حاجه نشوفها تبقى الحقيقة، ساعات إل نسمعه يبقى نص الكلام وإل بنشوفه يبقى إتجاه واحد
لازم نسمع ونشوف الحقيقة كاملة بكل إتجاهتها ونصدق نفسنا لو إجتمع العقل مع القلب، وعلشان أقولك إني بحبك وسلمتك قلبي وأنا واثقة إنك مش هتجرحه
سامر:
وأنا أوعدك مسمحش لحد يأثر على حياتنا وأبعد عن أي حاجة ممكن تتسبب في وجعك
حنين :
ربنا يخليك ليا
سامر:
ويخليكي ليا ياقلبي
بتلات زهور متعددة الألوان تملأ الحجرة بطريقة تخطف الأنفس وبالمنتصف طاولة موضوع فوقها مجموعة من الصور محاطة بالشموع وباقة من الأزهار الملونة
بعد تناولهم العشاء بالأسفل/
أحمد:
بسمة في المكتب فستان ياريت تدخلي تلبسيه
بسمة بتعجب:
فستان.. وفي المكتب
أحمد:
حبيبتي إسمعي الكلام
بسمة :
حاضر
وبالفعل توجهت للمكتب ووجدت الفستان ومعه حذاء وورقة بخط يده
(حبيبتي... حبيبة عمري... يا من دخلتي لحياتي لإنارتها... أنتي أعظم مشروع لشركتي نعم أعتبرك مشروعا فلولا عملك داخل شركتي ما كنت لأنجح وأكون أحمد رجل الأعمال الشهير لأن ببساطة لو لم تكوني أنتي بحياتي ما كنت سأكون الآن.... أنتي بسمتي... بسمتي وحدي... بسمتك تعطي لحياتي معني فسعادتك هي هدفي في الحياة... أحب أبنائي لأنهم قطع منك... أحب ملك كثيرا لأنها السبب في قربنا ببعض... آسف.. آسف حبيبتي على ذالك الجرح... آسف لتذكيري لكي به.... آسف لتقصيري في حقك... وآسف لأني أناني أطالب الله في دعائي أن يطيل بعمرك ولا أعيش يوم وفاتك لأني سأموت ألف مرة باللحظة... آسف لأني أعلم أنكي تبكين الآن... أحبك يا أحلى ما في حياتي)
خرجت من المكتب بعيون دامعة متأثرة بكلماته تبحث عنه فلم تجده صعدت لأعلي لتنبهر بمظهر الحجرة وهاهو يغدق عليها من السعادة دون مكيال
جلست أمام الطاولة تشاهد بحب الصور الموضوعة عليها فكانت صور لها من كاميرات مراقبة الشركة أول يوم يراها في المصعد.. وصورة لها داخل مكتبه يوم ما أخبرها بعرضه.. وأخرى أثناء تقبيله لها أول مره بعد زواجهم ومجموعة الصور التي تجمعهم بالشاليه... وأخرى يوم زفافهم وصور لهم في الأجازات.. وأخرى وهي تحمل بأحشائها التوأم وأخر مجموعة صور تجمعهم بأولادهم في مختلف الأعمار
همس بجانب أحد أذنها من الخلف :
دي حقيقة حياتي معاكي.،سعد وفرح يمكن بدأت بوجع لكن حبنا إنتصر، بحبك وهفضل لأخر نفس فيا أحبك
ثم أعطاها باقة الورود وهو يلمس كل وردة بيديه
أحمد:
الوردة البيضا لون قلبك الصافي النقي إل ميعرفش يزعل من حد
الوردة الحمرا لون خدودك لما تتكسفي وتبقى أطعم من التفاح والفراولة
الوردة البينك لون شفايفك إل أشهى من الكرز
الوردة زرقا لون ضحكتك إل بتملا الدنيا بهجة نقية
الوردة السودا لون عيونك إل بيخطفوني من الدنيا وما فيها وبقيت أسيرهم مدي العمر
بسمة بدموع وضحكة في نفس الوقت :
بحبك... بحبك.. بحبك.... ثم إحتضنته بعمق تستنسق رائحته بتملك ويبادلها التملك لعطرها ويغوصان معا بعيدا عن الواقع
الفصل /الثاني والعشرون والأخير
حالة فزع بين العاملين بسبب غضبه المخيف، فبعد خسارة المشروع علم من شخص قريب له داخل ذلك المشروع أن أحد العاملين بشركته أخرج صور الرسومات الخاصة بالمشروع الذي نفذته شركته للمنافسين
حازم للسكرتير:
كل مهندسي الشركة يكونوا قدامي
وبالفعل جاء كل مهندسي الشركة وكان عددهم ثمان وكل واحد منهم كان مسؤل عن رسم جزء من ذاك المخطط وبالطبع كانت هي من بينهم
حازم:
ممكن أفهم إل حصل ده حصل إزاي؟
أحمد:
إحنا حضرتك خلصنا الجزء الأولاني من المشروع بعد كده سلمناه لمكتب بشمهندس معتز ياعني لو حبينا نخرجه أكيد هيبقى ناقص وبكده يبقى خرج من عندهم
معتز:
مستحيل طبعا، إحنا إستلمنا المشروع وبدأ كل واحد في رسم المخطط بتاعه بالدور
حازم:
مين آخر واحد إستلم المشروع
سعد بتردد:
البشمهندسة ياسمين
إنقبض قلبه عندما نظر لها وجدها تبكي وتضع يدها تمنع شهقاتها من الخروج وجسدها يرتجف
إتجه لها ليجذبها لأحضانه لتتعالي شهقاتها تزامنا مع همسات من بالمكتب
حازم:
هشششش خلاص إهدي
ياسمين ببكاء:
والله ما عملت حاجه
حازم :
إنتي متخيلة يا ياسمينا إني هشك فيكي أو أصدق إنك إنت السبب
ياسمين بعد أن إبتعدت بخجل:
بس الشركة خسرت كتير
حازم :
فداكي... وبعدين إنتي إل قولتي أهو الشركة خسرت كتير ياعني انا خسرت كتير في واحدة هتخسر جوزها برده
عضت على شفتها السفلي بخجل وهي تهز رأسها بالنفي
بينما باقي الحصور مصدوم من تصريحه بأنه زوجها
أما هي فقد عادت بذاكرتها
قبل يوم/
بعدها عنه بعد ما حدث في الإجتماع أثار حنقه وود أن يختطفها بعيدة عن أعين الجميع، فذهب لوالده ووجد عمه يجلس معه
حازم :
حلو ده كويس أوي إنكم مع بعض هتوفروا عليا الوقت
إيهاب :
خير يابني في إيه؟
حازم:
في إني خلاص مش مستحمل ولازم أتجوز ياسمين إنهاردة قبل بكرة
أحمد بضحكة:
هي بنتي مجنناك أوي كده
حازم بغيظ:
مجنناني بس أنا بقيت بكلم نفسي بشد في شعري من تصرفاتها مش عارف هي عاوزة إيه بالظبط
إيهاب بضحك:
بقولك إيه يا أحمد الواد الحيلة ياخويا جوزوا البت بدل ما يحصله حاجة
أحمد:
هجوزهالك يابني ما أنا عارف شعورك دلوقتي ياعني هي هتجيبه من بره
ليضحكوا عليه
ثم توجه إيهاب لإحضار المأذون وذهب أحمد لإخبارها وإتصل حازم بالشباب وباقي العائلة
تجمع الكل متعجب من هذه الحدث
رامي وهو ينظر لهمس التي ذبلت كثيرا منذ عدة أيام، فهي دائما حزينة تبكي ما حدث لها تنعي قلبها، وجلس ياسين بجوارها يتبادلان النظرات فيما بينهم يشعر أن هناك سرا بينهم :
إنسي يا حازم إنك تعملها لوحدك
سامر مؤيدا :
أيوة بالظبط كده
عبد الرحمن مازحا:
يانعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل
وائل:
هههههه العيال واقعة واقعة ياعني
عماد:
خلاص وعلى إيه بدل ما يعملوا مظاهرات نكتب كتابهم كلهم مرة واحدة دلوقتي ونبقى نحتفل وهما بيلبسوهم الشبكة
الشباب معا :
تحبوا مين عمدة وحبيبكم مين عمدة
عماد بطريقة مسرحية:
دعونا نعمل في صمت
جاء المأذون وبدأ بكتب كتاب كل ثنائي
حازم وياسمين.... سامر وحنين.... عبد الرحمن وحور
ياسين :
خالو أنا بطلب منك إيد همس
شهقة فزع صدرت من جميع الفتيات بينما هي زاد بكاؤها
أحمد:
إنت بتقول إيه؟
ياسين:
زي ما إنتوا سامعين،أنا عاوز أتجوز همس
لم تستطع الصمود زاد نحيبها وبكاؤها لتنهض سريعا وهي تنظر له معاتبة أهذا وعده لها
فلاش باك /
في حفل تخرج ياسين /
كانت هي سعيدة بأضعاف العائلة كلها فاليوم قد إنتهي من كليته وإقترب خطوة منها
بعد إنتهاء الحفل وذهابهم لتناول وجبة الغداء
ياسين :
عمو وليد تسمحلي أخد ريتاج عشر دقايق
ليسمح لهم وليد فهو يثق به والأهم أنه يثق في إبنته
ياسين :
ريتاج بصيلي مش هتفضلي باصة في الأرض
لترفع عيناها له
ياسين بتلقائية :
بحبك.. بحب عيونك. وشفايفك... بحب صوتك وشقاوتك... بحب كل حاجه فيكي
ريتاج بخجل :
وأنا كمان
ياسين :
وإنتي كمان إيه؟
ريتاج بخجل وتوتر:
بح.. بحبك
ياسين :
تعرفي ده أسعد يوم في حياتي، حققت هدفين خلصت كلية الطب إل كنت بتمناها، وسمعت منك الكلمة إل كان نفسي أسمعها من زمان، عقبال الأمنية التالتة
ريتاج :
إيه هي؟
ياسين :
إنك تبقى في حضني.. تبقى مراتي حبيبتي
ريتاج :
توعدني مافيش واحدة غيري تبقى في حضنك
ياسين بحب:
أوعدك مافيش واحدة تنكتب على إسمي وتبقى مراتي حبيبتي وتمتلك حضني وكل ما فيا غيرك
باااااك
وليد :
تقصد إيه بال عملته ده
لم يرد عليه ليس تجاهلا وإنما لتلقيه صفعة من رامي جعلت شفته تنزف
همس بصراخ :
سيبه
رحمة :
همس!!
رامي :
أفهم من كدة إنك موافقاه على كلامه
أومأت له بالإيجاب فهذا هو الإتفاق بينهم بعد إن وعدها بأن لا يعلم أحد بما مرت به، عرض عليها بأنهم سيتزوجون فترة ثم ينفصلان لكي تعود لحياتها الطبيعية
عماد:
هو لعب عيال
رامي:
كدابة، لو إنتي عاوزاه ليه دموعك دي، لو إنتي مش بتحبيني إزاي شايف الحب في نظرتك ليا
زاد بكاؤها وعلت شهقاتها
ياسين ببكاء:
خدها في حضنك وإوعي تسيبها
لم يفهم رامي
لم يعلم ماذا يفعل نظر لوالده ووالدها يستمد منهم العون ولكن جاءته الإعانة بصوت نحيبها الذي مزق قلبه ليجذبها لأحضانه يريد إقحامها بداخله
رامي:
إهدي خلاص انا جمبك ومش هسيبك مهما حصل
همس ببكاء:
والله بح.... بك إن. ت.. ولا... إتم... نيت... زو.. ج... غي.... رك
رامي :
عارف يا حبيبتي بس إهدي، إهدي وطمني قلبي عليكي
ياسين :
خدها من هنا يا رامي
رامي:
مش قبل ما تبقى مراتي
همس :
لازم نتكلم الأول
رامي بعيون شديدة الإحمرار من الغضب ولكنه حاول جاهدا أن يهدأ من نفسه :
أنا مش غبي يا همس ومافيش غير حاجه واحدة إل توصلك للحالة دي، وأنا بحبك وعاوزك مراتي
شهقت رحمة بفزع :
بنتي
عماد بعد أن جلس بقلة حيلة:
قولوا إن إل فهمتوا مش صح
الجميع كان يبكي في صمت
رامي :
يالا ندخل يا همستي المأذون بيستنانا
وبالفعل تم عقد قرانهم وحالة من الحزن والوجع سيطرت على الجميع
بالأعلى /
كانت ماتزال تبكي ولا تعلم ما حدث
ياسين:
هتفضلي تعيطي كتير
ريتاج بفزع :
إنت إيه إل جابك
وليد بحزن :
إمضي يابنتي علشان الجواز يتم
ريتاج بصدمة:
بعد إل قاله تحت
وليد:
إمضي وهو يفهمك عمل كده ليه
وبالفعل إنصاعت لكلام والدها ولدقات قلبها
بعد خروج وليد تفاجأت به يحتضنها
ياسين :
خبيني جواكي يا ريتاج تعبان أوي
ريتاح بهلع وهي تشدد من إحتضانه:
مالك يا قلب ريتاج؟
ياسين :
تعبان أوي، خفت أخسرك مع كنت عارف إني هخسرك لو عملت كده
ريتاج :
إهدي يا حبيبي وأقعد إحكيلي
بااااااك
أفاقت من ذكريات ما حدث على صوته
حازم :
ياسمينا... ياسمين إنتي سرحتي في إيه
نظرت حولها بتعجب متى ذهب الجميع
ياسمين :
ولا حاجه بس مستغربة إننا إتجوزنا
حازم وهو يقربها منه :
قولي بقى إنك مش مصدقة
ياسمين ببراءة :
اه والله فعلا دا انا كنت متغاظة منك بشكل ومكنتش ناوية أصالحك
حازم:
ههههههه، ليه كده
ياسمين بعيون دامعة :
ياعنى مش عارف ليه
حازم وهو يجذبها لأحضانه:
آسف عارف إني إتعصبت عليكي يومها، بس كنت هتجنن والواد ده بيقولك ياسمينا، إنتي باسمينتي أنا محدش يناديكي بالإسم ده غيري
ياسمين:
حسستني إنك مش واثق فيا
حازم بحدة طفيفة :
إوعي.. إوعي تنطقي الكلمة دي في حياتك، أنا بثق فيكي أكتر من نفسي... إنتي حب عمري وفي نفس الرقت بنت عمري يا يايسمينتي
ياسمين:
على فكرة بقى إنت زعقت فيا علشان أركز بس أنا كنت مركزة فيك إنت، كانت أول مرة أشوفك بتشتغل فيها
حازم بعد أن أبعد وجهها قليلا عن أحضانه :
علشان كده إتعصبت لأني حسيت إني هفقد السيطرة على نفسي وأنا شايفك بتبصيلي كده، ثم دنا منها... تسمحيلي، أومأت له بالإيجاب... فعانق شفتيها بخاصته يصك ملكيته له وله وحده
........
تبكي بحرقة على ما أصاب إبنتنا، كيف لصغيرتها أن تعيش هذا الألم
عماد:
رحمة حبيبتي مش هتقومي تشوفي همس
رحمة ببكاء:
مش قادرة يا عماد قلبي وجعني أوي، إزاي قدرت تعيش اللحظات دي إزاي إتحملت الوجع ده لوحدها ومتشاركناش فيه
عماد:
كان نفسي أقتل الشيطان ده بإيدي، ربنا يكرمه ياسين خلص الموضوع من غير ما حد يعرف، بصراحة انا راضي علي إل عمله
رحمة:
هو عمل في الواد ده إيه؟
عماد :
كسرله إيده ورجله وضلعين في صدره ده غير إن إتسببله في عاهة مش هيقدر يخلف، طبعا ده غير إنه إتفصل من الكلية
رحمة :
الحمد لله... ربنا ينتقم منه
عماد:
طيب قومي شوفي همس
رحمة :
هي مش هتبقي محتاجة حد دلوقتي غيره
عماد :
ربنا يخليهم لبعض
بغرفة همس/
تململت من نومها تشعر بشئ يقيدها لتراه نائما يحتضنها بتملك وخوف وحنان
همس:
رامي
رامي هو مازال يغمض عينيه:
عيون رامي
همس:
إل حصلي هيب.....
رامي مقاطعا:
هيبقى إيه..... إل حصلك ده مالوش أثر علي حياتنا، خلي إيدك في إيدي
همس:
ياعني مش زعلان علشان مش أول، لم تستطع تكملة جملتها
رامي:
ومين قالك إني مش أول رجل يلمسك، أنا الرجل الوحيد في حياتك وأول رجل هيلمسك لأن ببساطة إل حصل مش بإرادتك ولا ليكي ذنب فيه وإن شاء الله هبقي آخر رجل يلمسك
همس:
لو كنت إتجوزت ياسين كنت عملت إيه؟
رامي بتنهيدة:
مكونتيش هتتجوزيه، قلبك مكنش هيطوعك، بس هقولك ولا حاجة كنت هبقي مجروح في الأغلب كنت سافرت ومرجعتش تاني
همس:
مكنتش حابة حد يعرف كنت مدبوحة وموجوعة، فطلبت من ياسين إنه ميقولش لأي حد، وهو وافق بس بشرط يتجوزني فترة وبعد كده ننفصل
رامي ببعض الحدة:
كنت أولي إنك تقوليلي، أنا إل لازم أبقي جمبك، كان لازم أخد حقك بإيدي، إنتي حسستيني إني ضعيف ومش قد ثقتك، هو إنتي مش شايفاني رجل
همس:
متقولش كده، إنت رجلي الوحيد، بس أنا كنت خايفة من
رامي:
همس خايفة من إيه من رد فعلي إنتي حبيبتي يا همس، لو أنا موقفتش جمبك ومجيبتلكش حقك لو أنا محتوتكيش وأخدتك في حضني
عمري ما كنت هبعد عنك أو أظلمك
إنتي بنتي وحبيبتي، وأنا رجل يا همس رجل ليكي مش عليكي
عارف إن مليكش ذنب وعارف كويس أوي إن شرف البنت مش شوية دم، شرف البنت فأخلاقها وتربيتها مش ذنبك إنك وقعتي في إيد واحد حقير إستقوي عليكي فاهم إن دي رجولة
الإغتصاب أكتر حد بيعاني منه البنت نفسها بتبقي عايشة مدبوحة بتطلع في الروح ومش طايقة جسمها ولو طالت تقطعه علشان تمحي أثر إيدين الحقير إل عمل فيها كده هتعملها
يا همس إل بيثور علي البنت بدل ما يطبطب عليها ويحتويها ميبقاش رجل،تعرفي بيبقي ثاير علشان حس إن حد أخد حقه ياعني منتهي الأنانية، المفروض لما يثور يبقى لحقها ومايتنزلش عن حقها ويبقي عارف إنه حقها هي مش حقه لأنها هي المدبوحة البنت في الحالة دي بتبقي أضعف ما يكون ولازم الرجل يكون قوتها وعزيمتها علشان تكمل حياتها
حبيبتي أنا إيدي هتفضل في إيدك مدي العمر، خليكي واثقة فيا ومهما يحصل معاكي خليني أول إختياراتك وهتلاقيني ان شاء الله خير معين
.............
مرت الأيام الفائتة على عمر ثقال يتعذب بحبه الضائع
أنجز مهمته فقد إستطاع أن يتوصل لجميع أفراد عصابة عاطف حيث قام بتدبير عملية إعتقال جماعي أثناء تسليم الشحنة الوهمية، وقد قتل أيضا جابر الذي حاول الفرار وحاول قتله قبل ذلك
عاد الآن إلي منزله وقد فقد قلبه، بحث عنها في كل مكان ولم يجدها
بسمة بلهفة :
عمر، ياحبيبي وحشتني أوي
عمر وهو يرتمي بأحضانها:
محتاجلك أوي يا ماما
أحمد:
وبالنسبة لبابا
عمر وهو يبادله الإحتضان:
يمكن إنت إل تقولي أتصرف إزاي لأني حاسس إني مخنوق ومتكتف... تعبان أوي
أحمد:
بتحبها أوي كده
عمر بصدمة:
عرفت إزاي؟
أحمد:
لأني مريت بال إنت فيه ده قبل كدة
عمر:
طب قولي أعمل إيه؟
أحمد :
مش محتاج غير إنك تروح لمراتك تاخدها في حضنك وتعترفلها بحبك وتعيشوا متمسكين ببعض
عمر بصدمة:
مراتي... إنت عرفت إزاي؟
أحمد:
إمسك مفتاح؛ شقتك هتروح تلاقي شهد هناك
عمر :
أنا مش فاهم حاجة
بسمة :
روح وهي تفهمك
.........
في حديقة منزلها تجلس ممسكة بصورة تجمعها مع زوجها وأبناؤها
وليد:
الجميل بيعمل إيه؟
لبني:
تعرف يا وليد أنا سعيدة أوي
وليد :
دايما يارب ياحبيبتي، بس مش هتقولي سبب الفرحة إل في عيونك دي
لبني:
ربنا رزقني بأحن زوج في الدنبا وأغدق عليا بنعمه لما رزقني برامي وريتاج، أنا فخورة أوي برامي فرحانة إننا قدرنا نربي رجل زيه
وليد ممسكا يدها يقبلها بحنان :
أنا والولاد إل محظوظين بيكي يا نبضي، إنتي سعادتنا
وإذا كان علي الولاد فطبيعي يطلعوا قلبهم كبير ونضيف زيك
لبني:
بحبك يا وليد بحبك يا أحسن ما حصلي في حياتي
وليد:
ربنا يخليكي ليا يا أحلي لبني في دنيا
.......
في المشفى /
جالسة تتابع عملها غير منتبهة لذلك المترقب لها ولكل حركة منها أو تدعي ذلك، فهي تشعر بنظراته وتحاول تجنبه لأنها لم تتخطي ما حدث معها من قبل ولكن يعتصر قلبها من الآلم لأنها تجاهد للإبتعاد فهو ومنذ ذلك اليوم التي تعرفت عليه أول مرة إحتل تفكيرها ومنذ قدومه للمشفى بدأ ناقوص الخطر بقلبها يدق معلنا تملكه لها، وها هما يشتركان بالعمل في مكتب واحد يتحدثان بما يخص العمل فقط ولكن أعينهما تقول الكثير
دقات علي الباب ودلوف الطارق بعد سماح مصطفي له بذلك
ياسين :
ملوكة
ملك بفرحة وهي تحتضنه:
ياسين حبيبي
بادلها غير واعين لتدفق النيران في قلب من يقف خلفهم بصدمة ولكن كفي
إقترب منهم بعصبيه وأبعدهم عن بعض
مصطفي:
شيل إيدك من عليها، وإنتي بتاع إيه تحضنيه
ملك بخجل :
دا
ياسين بمكر:
واحدة بتحضن حبيبها إنت مالك
لكمة قوية جعلته يترنح كانت نصيبه على تلك الجملة الحمقاء
شهقت ملك بفزع وإتجهت له، بينما مصطفي ينظر لها شرزا وياسين يضحك بتسلية
ياسين :
عاوز أفهم بس إنت إيه إل مضايقك
مصطفي :
لأنها ببساطة حبيبتي أنا ومش هسمح لها تحب حد غيري
نظر ياسين لملك التي كانت تنظر لأسفل بخجل وفرحة في ذات الوقت
ياسين:
الله ياست ملك، وأخيرا شوفتك واقعة
ملك بتذمر :
ياسين الله
ياسين وهو يمد يده ليصافحه:
أنا ياسين الجدواي أخوها والصغير كمان على فكرة
مصطفي بحرج:
أناآسف يظهر فهمت غلط
ياسين:
لولا إني شوفت وحسيت حبك وغيرتك دلوقتى كان هيبقي ليا تصرف تاني لتجرأ، بس أنا مطمن دلوقتي عليها لأن الرجل لما يعترف بحبه قدام أي حد ولما غيرته علي حبيبته تبان من غير ما يحاول يداريها أو ينحرج من مشاعره ده يدل على عمق حبه وإنه هيحافظ عليها
تبادل مصطفي نظرات العشق الممزوجة بالخجل منها
............
كانت تتأفف بضيق ملحوظ يسعد من بجوارها لرؤيتها مازالت تحتفظ بطفولتها المعهودة
إيهاب ببراءة مصطنعة:
مالك بس يا حبيبتي
دنيا بغضب:
ياعني مش عارف، جيت أخدتني من البيت من غير ما تقولي رايحين فين وبقالنا ساعة ونص ماشيين بالعربية وكل ما أسألك متجاوبش ومش بتتكلم معايا خالص المفروض أعمل إيه؟
إيهاب :
المفروض تنزلي لأننا وصلنا
نزلت دنيا معه وكانت عيناها تبعث له نظرات حانقة تحولت لنظرات عاشقة عندما رأت ذلك المبنى الكبير
دار دنيا لرعاية الأيتام
دنيا بدموع :
أنا مش مصدقة
إيهاب:
تعالي إتفرجي عليها من جوة
وبالفعل قاما برؤية الدار وتجهيزاتها وحجرات الأطفال في سعادة وفرح منها لأنها ستحقق حلمها لمساعدة الأطفال الذين حرموا من أهلهم وستكون لهم العون بإذن الله
دنيا:
أنا مبسوطة أوي أوي قالتها وهي تدور حول نفسها بسعادة كالأطفال
إيهاب وهو يجذبها لأحضانه:
وأنا سعيد بفرحتك يا دنيتي
.............
فتح باب الشقة بلهفة فوجدها جالسة تشاهد التلفاز لتقف بلهفة ليست أقل من لهفته
ظلا هكذا بضع دقائق إلي أن تعانقا بإشتياق، تدفن وجها في صدره تختبئ فيه وتتلمسه مثل القطة، أما هو فتعمق بإحتضانها يستنشق عبيرها بعمق وكأنه عاد للحياة من جديد
عمر :
أنا مش فاهم حاجة إنتي هنا إزاي ياعني أنا أدور عليكي في كل مكان وإنتي في شقتي
شهد:
لما صحيت تاني يوم سمعتك وإنت بتتكلم في التليفون مع اللوا وبتقوله إنك مش هطلقني بعد المهمة ما تخلص، فهربت وروحت القسم وطلبت أشوف اللوا ولما عرفوا شخصيتي وافقوا، وحكالي عن المهمة بتاعتك وإنك كنت رافض جوازي في الأولعلشان متظلمنيش ورفضت تاني علشان حسيت بحبك ليا ولما تميت جوازنا إشترطت عليه الحماية ليا، ووصلني لوالدك ووالدتك وهما جابوني هنا،إنت كبرت في نظري أوي يا عمر حسيت برجولتك وحنانك
عمر بعد أن رفعها بأحضانه عن الأرض وأخذ يدور بها :
بحبك بحبك ياشهد عمر
................................
الحب
بالحب نتخطي أي شئ يواجهنا إذا كنا صادقين
الحب يزهر حياة المرأة إذا رزقها الله برجل يعلم واجباته كما يعلم حقوقه
تستطيع المرأة مواجهة أي شئ إذا كان رجلها رجلا وليس ذكرا فهناك فرق كبير بينهم
المرأة عملة بوجهين إما أن تكون ناجحة أو لا
فالمرأة ليست نصف المجتمع فحسب وإنما تقع علي عاتقها مسؤلية النصف الآخر
المرأة من تربي إبنها الذي سيصبح أخ و حبيب وزوج وأب في المستقبل
المرأة في حياة الرجل تستطيع أن تكون أما وأختا وإبنه وصديقة وزوجة وحبيبة..... كل هذا إذا إحتواها الرجل وأحاطها بالإهتمام والرعاية وأسقاها حبا كما يسقي الزهور فالمرأة مثل الزهرة
عليك أيها الرجل أن تعشقها بعمق وصدق
الفصل /الثاني والعشرون والأخير
حالة فزع بين العاملين بسبب غضبه المخيف، فبعد خسارة المشروع علم من شخص قريب له داخل ذلك المشروع أن أحد العاملين بشركته أخرج صور الرسومات الخاصة بالمشروع الذي نفذته شركته للمنافسين
حازم للسكرتير:
كل مهندسي الشركة يكونوا قدامي
وبالفعل جاء كل مهندسي الشركة وكان عددهم ثمان وكل واحد منهم كان مسؤل عن رسم جزء من ذاك المخطط وبالطبع كانت هي من بينهم
حازم:
ممكن أفهم إل حصل ده حصل إزاي؟
أحمد:
إحنا حضرتك خلصنا الجزء الأولاني من المشروع بعد كده سلمناه لمكتب بشمهندس معتز ياعني لو حبينا نخرجه أكيد هيبقى ناقص وبكده يبقى خرج من عندهم
معتز:
مستحيل طبعا، إحنا إستلمنا المشروع وبدأ كل واحد في رسم المخطط بتاعه بالدور
حازم:
مين آخر واحد إستلم المشروع
سعد بتردد:
البشمهندسة ياسمين
إنقبض قلبه عندما نظر لها وجدها تبكي وتضع يدها تمنع شهقاتها من الخروج وجسدها يرتجف
إتجه لها ليجذبها لأحضانه لتتعالي شهقاتها تزامنا مع همسات من بالمكتب
حازم:
هشششش خلاص إهدي
ياسمين ببكاء:
والله ما عملت حاجه
حازم :
إنتي متخيلة يا ياسمينا إني هشك فيكي أو أصدق إنك إنت السبب
ياسمين بعد أن إبتعدت بخجل:
بس الشركة خسرت كتير
حازم :
فداكي... وبعدين إنتي إل قولتي أهو الشركة خسرت كتير ياعني انا خسرت كتير في واحدة هتخسر جوزها برده
عضت على شفتها السفلي بخجل وهي تهز رأسها بالنفي
بينما باقي الحصور مصدوم من تصريحه بأنه زوجها
أما هي فقد عادت بذاكرتها
قبل يوم/
بعدها عنه بعد ما حدث في الإجتماع أثار حنقه وود أن يختطفها بعيدة عن أعين الجميع، فذهب لوالده ووجد عمه يجلس معه
حازم :
حلو ده كويس أوي إنكم مع بعض هتوفروا عليا الوقت
إيهاب :
خير يابني في إيه؟
حازم:
في إني خلاص مش مستحمل ولازم أتجوز ياسمين إنهاردة قبل بكرة
أحمد بضحكة:
هي بنتي مجنناك أوي كده
حازم بغيظ:
مجنناني بس أنا بقيت بكلم نفسي بشد في شعري من تصرفاتها مش عارف هي عاوزة إيه بالظبط
إيهاب بضحك:
بقولك إيه يا أحمد الواد الحيلة ياخويا جوزوا البت بدل ما يحصله حاجة
أحمد:
هجوزهالك يابني ما أنا عارف شعورك دلوقتي ياعني هي هتجيبه من بره
ليضحكوا عليه
ثم توجه إيهاب لإحضار المأذون وذهب أحمد لإخبارها وإتصل حازم بالشباب وباقي العائلة
تجمع الكل متعجب من هذه الحدث
رامي وهو ينظر لهمس التي ذبلت كثيرا منذ عدة أيام، فهي دائما حزينة تبكي ما حدث لها تنعي قلبها، وجلس ياسين بجوارها يتبادلان النظرات فيما بينهم يشعر أن هناك سرا بينهم :
إنسي يا حازم إنك تعملها لوحدك
سامر مؤيدا :
أيوة بالظبط كده
عبد الرحمن مازحا:
يانعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل
وائل:
هههههه العيال واقعة واقعة ياعني
عماد:
خلاص وعلى إيه بدل ما يعملوا مظاهرات نكتب كتابهم كلهم مرة واحدة دلوقتي ونبقى نحتفل وهما بيلبسوهم الشبكة
الشباب معا :
تحبوا مين عمدة وحبيبكم مين عمدة
عماد بطريقة مسرحية:
دعونا نعمل في صمت
جاء المأذون وبدأ بكتب كتاب كل ثنائي
حازم وياسمين.... سامر وحنين.... عبد الرحمن وحور
ياسين :
خالو أنا بطلب منك إيد همس
شهقة فزع صدرت من جميع الفتيات بينما هي زاد بكاؤها
أحمد:
إنت بتقول إيه؟
ياسين:
زي ما إنتوا سامعين،أنا عاوز أتجوز همس
لم تستطع الصمود زاد نحيبها وبكاؤها لتنهض سريعا وهي تنظر له معاتبة أهذا وعده لها
فلاش باك /
في حفل تخرج ياسين /
كانت هي سعيدة بأضعاف العائلة كلها فاليوم قد إنتهي من كليته وإقترب خطوة منها
بعد إنتهاء الحفل وذهابهم لتناول وجبة الغداء
ياسين :
عمو وليد تسمحلي أخد ريتاج عشر دقايق
ليسمح لهم وليد فهو يثق به والأهم أنه يثق في إبنته
ياسين :
ريتاج بصيلي مش هتفضلي باصة في الأرض
لترفع عيناها له
ياسين بتلقائية :
بحبك.. بحب عيونك. وشفايفك... بحب صوتك وشقاوتك... بحب كل حاجه فيكي
ريتاج بخجل :
وأنا كمان
ياسين :
وإنتي كمان إيه؟
ريتاج بخجل وتوتر:
بح.. بحبك
ياسين :
تعرفي ده أسعد يوم في حياتي، حققت هدفين خلصت كلية الطب إل كنت بتمناها، وسمعت منك الكلمة إل كان نفسي أسمعها من زمان، عقبال الأمنية التالتة
ريتاج :
إيه هي؟
ياسين :
إنك تبقى في حضني.. تبقى مراتي حبيبتي
ريتاج :
توعدني مافيش واحدة غيري تبقى في حضنك
ياسين بحب:
أوعدك مافيش واحدة تنكتب على إسمي وتبقى مراتي حبيبتي وتمتلك حضني وكل ما فيا غيرك
باااااك
وليد :
تقصد إيه بال عملته ده
لم يرد عليه ليس تجاهلا وإنما لتلقيه صفعة من رامي جعلت شفته تنزف
همس بصراخ :
سيبه
رحمة :
همس!!
رامي :
أفهم من كدة إنك موافقاه على كلامه
أومأت له بالإيجاب فهذا هو الإتفاق بينهم بعد إن وعدها بأن لا يعلم أحد بما مرت به، عرض عليها بأنهم سيتزوجون فترة ثم ينفصلان لكي تعود لحياتها الطبيعية
عماد:
هو لعب عيال
رامي:
كدابة، لو إنتي عاوزاه ليه دموعك دي، لو إنتي مش بتحبيني إزاي شايف الحب في نظرتك ليا
زاد بكاؤها وعلت شهقاتها
ياسين ببكاء:
خدها في حضنك وإوعي تسيبها
لم يفهم رامي
لم يعلم ماذا يفعل نظر لوالده ووالدها يستمد منهم العون ولكن جاءته الإعانة بصوت نحيبها الذي مزق قلبه ليجذبها لأحضانه يريد إقحامها بداخله
رامي:
إهدي خلاص انا جمبك ومش هسيبك مهما حصل
همس ببكاء:
والله بح.... بك إن. ت.. ولا... إتم... نيت... زو.. ج... غي.... رك
رامي :
عارف يا حبيبتي بس إهدي، إهدي وطمني قلبي عليكي
ياسين :
خدها من هنا يا رامي
رامي:
مش قبل ما تبقى مراتي
همس :
لازم نتكلم الأول
رامي بعيون شديدة الإحمرار من الغضب ولكنه حاول جاهدا أن يهدأ من نفسه :
أنا مش غبي يا همس ومافيش غير حاجه واحدة إل توصلك للحالة دي، وأنا بحبك وعاوزك مراتي
شهقت رحمة بفزع :
بنتي
عماد بعد أن جلس بقلة حيلة:
قولوا إن إل فهمتوا مش صح
الجميع كان يبكي في صمت
رامي :
يالا ندخل يا همستي المأذون بيستنانا
وبالفعل تم عقد قرانهم وحالة من الحزن والوجع سيطرت على الجميع
بالأعلى /
كانت ماتزال تبكي ولا تعلم ما حدث
ياسين:
هتفضلي تعيطي كتير
ريتاج بفزع :
إنت إيه إل جابك
وليد بحزن :
إمضي يابنتي علشان الجواز يتم
ريتاج بصدمة:
بعد إل قاله تحت
وليد:
إمضي وهو يفهمك عمل كده ليه
وبالفعل إنصاعت لكلام والدها ولدقات قلبها
بعد خروج وليد تفاجأت به يحتضنها
ياسين :
خبيني جواكي يا ريتاج تعبان أوي
ريتاح بهلع وهي تشدد من إحتضانه:
مالك يا قلب ريتاج؟
ياسين :
تعبان أوي، خفت أخسرك مع كنت عارف إني هخسرك لو عملت كده
ريتاج :
إهدي يا حبيبي وأقعد إحكيلي
بااااااك
أفاقت من ذكريات ما حدث على صوته
حازم :
ياسمينا... ياسمين إنتي سرحتي في إيه
نظرت حولها بتعجب متى ذهب الجميع
ياسمين :
ولا حاجه بس مستغربة إننا إتجوزنا
حازم وهو يقربها منه :
قولي بقى إنك مش مصدقة
ياسمين ببراءة :
اه والله فعلا دا انا كنت متغاظة منك بشكل ومكنتش ناوية أصالحك
حازم:
ههههههه، ليه كده
ياسمين بعيون دامعة :
ياعنى مش عارف ليه
حازم وهو يجذبها لأحضانه:
آسف عارف إني إتعصبت عليكي يومها، بس كنت هتجنن والواد ده بيقولك ياسمينا، إنتي باسمينتي أنا محدش يناديكي بالإسم ده غيري
ياسمين:
حسستني إنك مش واثق فيا
حازم بحدة طفيفة :
إوعي.. إوعي تنطقي الكلمة دي في حياتك، أنا بثق فيكي أكتر من نفسي... إنتي حب عمري وفي نفس الرقت بنت عمري يا يايسمينتي
ياسمين:
على فكرة بقى إنت زعقت فيا علشان أركز بس أنا كنت مركزة فيك إنت، كانت أول مرة أشوفك بتشتغل فيها
حازم بعد أن أبعد وجهها قليلا عن أحضانه :
علشان كده إتعصبت لأني حسيت إني هفقد السيطرة على نفسي وأنا شايفك بتبصيلي كده، ثم دنا منها... تسمحيلي، أومأت له بالإيجاب... فعانق شفتيها بخاصته يصك ملكيته له وله وحده
........
تبكي بحرقة على ما أصاب إبنتنا، كيف لصغيرتها أن تعيش هذا الألم
عماد:
رحمة حبيبتي مش هتقومي تشوفي همس
رحمة ببكاء:
مش قادرة يا عماد قلبي وجعني أوي، إزاي قدرت تعيش اللحظات دي إزاي إتحملت الوجع ده لوحدها ومتشاركناش فيه
عماد:
كان نفسي أقتل الشيطان ده بإيدي، ربنا يكرمه ياسين خلص الموضوع من غير ما حد يعرف، بصراحة انا راضي علي إل عمله
رحمة:
هو عمل في الواد ده إيه؟
عماد :
كسرله إيده ورجله وضلعين في صدره ده غير إن إتسببله في عاهة مش هيقدر يخلف، طبعا ده غير إنه إتفصل من الكلية
رحمة :
الحمد لله... ربنا ينتقم منه
عماد:
طيب قومي شوفي همس
رحمة :
هي مش هتبقي محتاجة حد دلوقتي غيره
عماد :
ربنا يخليهم لبعض
بغرفة همس/
تململت من نومها تشعر بشئ يقيدها لتراه نائما يحتضنها بتملك وخوف وحنان
همس:
رامي
رامي هو مازال يغمض عينيه:
عيون رامي
همس:
إل حصلي هيب.....
رامي مقاطعا:
هيبقى إيه..... إل حصلك ده مالوش أثر علي حياتنا، خلي إيدك في إيدي
همس:
ياعني مش زعلان علشان مش أول، لم تستطع تكملة جملتها
رامي:
ومين قالك إني مش أول رجل يلمسك، أنا الرجل الوحيد في حياتك وأول رجل هيلمسك لأن ببساطة إل حصل مش بإرادتك ولا ليكي ذنب فيه وإن شاء الله هبقي آخر رجل يلمسك
همس:
لو كنت إتجوزت ياسين كنت عملت إيه؟
رامي بتنهيدة:
مكونتيش هتتجوزيه، قلبك مكنش هيطوعك، بس هقولك ولا حاجة كنت هبقي مجروح في الأغلب كنت سافرت ومرجعتش تاني
همس:
مكنتش حابة حد يعرف كنت مدبوحة وموجوعة، فطلبت من ياسين إنه ميقولش لأي حد، وهو وافق بس بشرط يتجوزني فترة وبعد كده ننفصل
رامي ببعض الحدة:
كنت أولي إنك تقوليلي، أنا إل لازم أبقي جمبك، كان لازم أخد حقك بإيدي، إنتي حسستيني إني ضعيف ومش قد ثقتك، هو إنتي مش شايفاني رجل
همس:
متقولش كده، إنت رجلي الوحيد، بس أنا كنت خايفة من
رامي:
همس خايفة من إيه من رد فعلي إنتي حبيبتي يا همس، لو أنا موقفتش جمبك ومجيبتلكش حقك لو أنا محتوتكيش وأخدتك في حضني
عمري ما كنت هبعد عنك أو أظلمك
إنتي بنتي وحبيبتي، وأنا رجل يا همس رجل ليكي مش عليكي
عارف إن مليكش ذنب وعارف كويس أوي إن شرف البنت مش شوية دم، شرف البنت فأخلاقها وتربيتها مش ذنبك إنك وقعتي في إيد واحد حقير إستقوي عليكي فاهم إن دي رجولة
الإغتصاب أكتر حد بيعاني منه البنت نفسها بتبقي عايشة مدبوحة بتطلع في الروح ومش طايقة جسمها ولو طالت تقطعه علشان تمحي أثر إيدين الحقير إل عمل فيها كده هتعملها
يا همس إل بيثور علي البنت بدل ما يطبطب عليها ويحتويها ميبقاش رجل،تعرفي بيبقي ثاير علشان حس إن حد أخد حقه ياعني منتهي الأنانية، المفروض لما يثور يبقى لحقها ومايتنزلش عن حقها ويبقي عارف إنه حقها هي مش حقه لأنها هي المدبوحة البنت في الحالة دي بتبقي أضعف ما يكون ولازم الرجل يكون قوتها وعزيمتها علشان تكمل حياتها
حبيبتي أنا إيدي هتفضل في إيدك مدي العمر، خليكي واثقة فيا ومهما يحصل معاكي خليني أول إختياراتك وهتلاقيني ان شاء الله خير معين
.............
مرت الأيام الفائتة على عمر ثقال يتعذب بحبه الضائع
أنجز مهمته فقد إستطاع أن يتوصل لجميع أفراد عصابة عاطف حيث قام بتدبير عملية إعتقال جماعي أثناء تسليم الشحنة الوهمية، وقد قتل أيضا جابر الذي حاول الفرار وحاول قتله قبل ذلك
عاد الآن إلي منزله وقد فقد قلبه، بحث عنها في كل مكان ولم يجدها
بسمة بلهفة :
عمر، ياحبيبي وحشتني أوي
عمر وهو يرتمي بأحضانها:
محتاجلك أوي يا ماما
أحمد:
وبالنسبة لبابا
عمر وهو يبادله الإحتضان:
يمكن إنت إل تقولي أتصرف إزاي لأني حاسس إني مخنوق ومتكتف... تعبان أوي
أحمد:
بتحبها أوي كده
عمر بصدمة:
عرفت إزاي؟
أحمد:
لأني مريت بال إنت فيه ده قبل كدة
عمر:
طب قولي أعمل إيه؟
أحمد :
مش محتاج غير إنك تروح لمراتك تاخدها في حضنك وتعترفلها بحبك وتعيشوا متمسكين ببعض
عمر بصدمة:
مراتي... إنت عرفت إزاي؟
أحمد:
إمسك مفتاح؛ شقتك هتروح تلاقي شهد هناك
عمر :
أنا مش فاهم حاجة
بسمة :
روح وهي تفهمك
.........
في حديقة منزلها تجلس ممسكة بصورة تجمعها مع زوجها وأبناؤها
وليد:
الجميل بيعمل إيه؟
لبني:
تعرف يا وليد أنا سعيدة أوي
وليد :
دايما يارب ياحبيبتي، بس مش هتقولي سبب الفرحة إل في عيونك دي
لبني:
ربنا رزقني بأحن زوج في الدنبا وأغدق عليا بنعمه لما رزقني برامي وريتاج، أنا فخورة أوي برامي فرحانة إننا قدرنا نربي رجل زيه
وليد ممسكا يدها يقبلها بحنان :
أنا والولاد إل محظوظين بيكي يا نبضي، إنتي سعادتنا
وإذا كان علي الولاد فطبيعي يطلعوا قلبهم كبير ونضيف زيك
لبني:
بحبك يا وليد بحبك يا أحسن ما حصلي في حياتي
وليد:
ربنا يخليكي ليا يا أحلي لبني في دنيا
.......
في المشفى /
جالسة تتابع عملها غير منتبهة لذلك المترقب لها ولكل حركة منها أو تدعي ذلك، فهي تشعر بنظراته وتحاول تجنبه لأنها لم تتخطي ما حدث معها من قبل ولكن يعتصر قلبها من الآلم لأنها تجاهد للإبتعاد فهو ومنذ ذلك اليوم التي تعرفت عليه أول مرة إحتل تفكيرها ومنذ قدومه للمشفى بدأ ناقوص الخطر بقلبها يدق معلنا تملكه لها، وها هما يشتركان بالعمل في مكتب واحد يتحدثان بما يخص العمل فقط ولكن أعينهما تقول الكثير
دقات علي الباب ودلوف الطارق بعد سماح مصطفي له بذلك
ياسين :
ملوكة
ملك بفرحة وهي تحتضنه:
ياسين حبيبي
بادلها غير واعين لتدفق النيران في قلب من يقف خلفهم بصدمة ولكن كفي
إقترب منهم بعصبيه وأبعدهم عن بعض
مصطفي:
شيل إيدك من عليها، وإنتي بتاع إيه تحضنيه
ملك بخجل :
دا
ياسين بمكر:
واحدة بتحضن حبيبها إنت مالك
لكمة قوية جعلته يترنح كانت نصيبه على تلك الجملة الحمقاء
شهقت ملك بفزع وإتجهت له، بينما مصطفي ينظر لها شرزا وياسين يضحك بتسلية
ياسين :
عاوز أفهم بس إنت إيه إل مضايقك
مصطفي :
لأنها ببساطة حبيبتي أنا ومش هسمح لها تحب حد غيري
نظر ياسين لملك التي كانت تنظر لأسفل بخجل وفرحة في ذات الوقت
ياسين:
الله ياست ملك، وأخيرا شوفتك واقعة
ملك بتذمر :
ياسين الله
ياسين وهو يمد يده ليصافحه:
أنا ياسين الجدواي أخوها والصغير كمان على فكرة
مصطفي بحرج:
أناآسف يظهر فهمت غلط
ياسين:
لولا إني شوفت وحسيت حبك وغيرتك دلوقتى كان هيبقي ليا تصرف تاني لتجرأ، بس أنا مطمن دلوقتي عليها لأن الرجل لما يعترف بحبه قدام أي حد ولما غيرته علي حبيبته تبان من غير ما يحاول يداريها أو ينحرج من مشاعره ده يدل على عمق حبه وإنه هيحافظ عليها
تبادل مصطفي نظرات العشق الممزوجة بالخجل منها
............
كانت تتأفف بضيق ملحوظ يسعد من بجوارها لرؤيتها مازالت تحتفظ بطفولتها المعهودة
إيهاب ببراءة مصطنعة:
مالك بس يا حبيبتي
دنيا بغضب:
ياعني مش عارف، جيت أخدتني من البيت من غير ما تقولي رايحين فين وبقالنا ساعة ونص ماشيين بالعربية وكل ما أسألك متجاوبش ومش بتتكلم معايا خالص المفروض أعمل إيه؟
إيهاب :
المفروض تنزلي لأننا وصلنا
نزلت دنيا معه وكانت عيناها تبعث له نظرات حانقة تحولت لنظرات عاشقة عندما رأت ذلك المبنى الكبير
دار دنيا لرعاية الأيتام
دنيا بدموع :
أنا مش مصدقة
إيهاب:
تعالي إتفرجي عليها من جوة
وبالفعل قاما برؤية الدار وتجهيزاتها وحجرات الأطفال في سعادة وفرح منها لأنها ستحقق حلمها لمساعدة الأطفال الذين حرموا من أهلهم وستكون لهم العون بإذن الله
دنيا:
أنا مبسوطة أوي أوي قالتها وهي تدور حول نفسها بسعادة كالأطفال
إيهاب وهو يجذبها لأحضانه:
وأنا سعيد بفرحتك يا دنيتي
.............
فتح باب الشقة بلهفة فوجدها جالسة تشاهد التلفاز لتقف بلهفة ليست أقل من لهفته
ظلا هكذا بضع دقائق إلي أن تعانقا بإشتياق، تدفن وجها في صدره تختبئ فيه وتتلمسه مثل القطة، أما هو فتعمق بإحتضانها يستنشق عبيرها بعمق وكأنه عاد للحياة من جديد
عمر :
أنا مش فاهم حاجة إنتي هنا إزاي ياعني أنا أدور عليكي في كل مكان وإنتي في شقتي
شهد:
لما صحيت تاني يوم سمعتك وإنت بتتكلم في التليفون مع اللوا وبتقوله إنك مش هطلقني بعد المهمة ما تخلص، فهربت وروحت القسم وطلبت أشوف اللوا ولما عرفوا شخصيتي وافقوا، وحكالي عن المهمة بتاعتك وإنك كنت رافض جوازي في الأولعلشان متظلمنيش ورفضت تاني علشان حسيت بحبك ليا ولما تميت جوازنا إشترطت عليه الحماية ليا، ووصلني لوالدك ووالدتك وهما جابوني هنا،إنت كبرت في نظري أوي يا عمر حسيت برجولتك وحنانك
عمر بعد أن رفعها بأحضانه عن الأرض وأخذ يدور بها :
بحبك بحبك ياشهد عمر
................................
الحب
بالحب نتخطي أي شئ يواجهنا إذا كنا صادقين
الحب يزهر حياة المرأة إذا رزقها الله برجل يعلم واجباته كما يعلم حقوقه
تستطيع المرأة مواجهة أي شئ إذا كان رجلها رجلا وليس ذكرا فهناك فرق كبير بينهم
المرأة عملة بوجهين إما أن تكون ناجحة أو لا
فالمرأة ليست نصف المجتمع فحسب وإنما تقع علي عاتقها مسؤلية النصف الآخر
المرأة من تربي إبنها الذي سيصبح أخ و حبيب وزوج وأب في المستقبل
المرأة في حياة الرجل تستطيع أن تكون أما وأختا وإبنه وصديقة وزوجة وحبيبة..... كل هذا إذا إحتواها الرجل وأحاطها بالإهتمام والرعاية وأسقاها حبا كما يسقي الزهور فالمرأة مثل الزهرة
عليك أيها الرجل أن تعشقها بعمق وصدق
الخاتمة
رسولنا الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام تزوج الأكبر سنا منه والمطلقة والأرملة ومن زوجاته التي لم تنجب ولكن بعض الرجال وإن كان أغلبهم لا يقتدون به سوي في تعدد الزوجات وأنه حق أباحه الله لهم، لا شك في ذلك ولكن هناك شروط لإستحقاق ذلك الحق،
أؤمن أن الله جعل رسوله الحبيب أن يتزوج من أكثر من إمرأة للحكمة وهي أن المرأة لا تعاب إلا في سوء أخلاقها وليس لوضعها الإجتماعي، هؤلاء الرجال لم ينسوا فقط أن الرسول تزوج من المطلقة والأرملة والأكبر سنا ولم يترك من لم تنجب وإنما نسوا أنه أوصاهم بالنساء في خطبة الوداع
رسولنا الحبيب أحب جميع زوجاته، وأنا أؤمن أيضا أن الرجل المتزوج من أكثر من زوجة يستطيع أن يحب زوجاته جميعا وإلا ما كان الله أعطاه حق الزواج من أربع نساء معا ما كان من الله أن يرهق قلب عبده، ولكن أيضا رسولنا عشق زوجته عائشة وتمناها من الله زوجة له في الجنة تلك عائشة التي لم تنجب له لم يتركها أو تزوج عليها بغرض الإنجاب تلك معشوقته التي لم يقربها ثلاث سنوات خشية عليها منه لصغر سنها، أحب زوجاته نعم ولم يفرق بينهم في المعاملة والحقوق ولكن قلبه إرتقي بعائشة إختار الموت في فراشها وبين أحضانها
إذا أيها الرجل لماذا لا تعشق زوجتك ما دامت تريد الإقتداء برسول الله، لماذا تفكر بترك اللحية أو لبس الجلباب والسواك والعطور وغيرها من الأمور التي كان يفعلها رسولنا ولا تساعد زوجتك بالمنزل ولا تحمل معها أعباء تربية أبنائك؟؟ لماذا لا تعاملها بالحسنى وتطيب خاطرها؟؟ لماذا تهون عليك دمعاتها وتقسوا عليها بالكلام والأفعال؟؟لماذا لا تقوم بحمايتها من كل شخص وكل شئ يؤذي روحها؟؟لماذا لا تساعدها في تحقيق أحلامها وأهدافها؟؟ لماذا لا تجعل نفسك مسكنها؟؟
............. لماذا لا تكون رجلا؟؟............
الحب شعور جميل ونظيف، تشعر حينما تحب أن هناك فراشات تدغدغ داخلك وإذا إرتقي الحب للعشق تعلم أن بإمكانك فعل كل شئ بلا لحظة تفكير لتكون مع معشوقك، تتخلى عن الكثير.. وتقاوم الكثير.. ولا تمل ولا تكل ولا تيأس والأهم لا تندم
العشق إتلخص
في مواجهة أحمد لمامته علشان بسمة وإن طلاقها ميعبهاش لانها كاملة بحبه ليها وإن بنتها حته منها زي ما الواحدة ممكن تتجوز المطلق
💕
وفي إصرار عماد إنه يتجوز إل بيحبها ومتنازلش قدام كلام مامته إن مستواها المادي أقل منه زي ما البنت ممكن تتجوز واحد مستواه أقل من المستوى إل عايشة فيه
💕
وفي مسامحة وليد للبني لأن حبه ليها خلاه يغفرلها زي ما الست بتغفر لما جوزها يهينها
💕
وفي إيهاب وشهامته وخوفه على حبيبته حتى من أقرب الناس ليها
💕
في وائل إل قدر حب سارة ليه وكان ليها نعم الحبيب
💕
في أحمد ووائل إل ما تصرفوش بأنانية وائل بإنه ياخد بنته وأحمد بإنه يرفض وجودها، وبيهم هما الاتنين وعلاقتهم ببعض وثقة أحمد بإنه الرجل الوحيد في قلب بسمة
💕
في أحمد وعماد ووائل وإيهاب ووليد إل قدروا إن الحمل والولادة أكبر تأثير سلبي ليهم على الست نفسها وإن زي ما الرجل ليه إحتياجات الزوجة برده ليها ويمكن في الوقت ده إحتياجاتها أكتر منه
💕
في صادق إل إختار سهر حبيبته عن إبوته إل قدر إن زي ما الست تقدر تستغني عن حقها في الإنفصال والإنجاب من زوج آخر الرجل يقدر يعمل ده وميبقاش أناني
💕
في سالم إل مهموش سن دعاء وإنها أكبر منه كل إل شافه إنجذابه ليها وإنه يفتخر بيها قدام الناس
💕
وفي سامر وعبدالرحمن ورامي وحازم وياسين لما حافظوا على بنات الناس قبل ما يكونوا من دمهم
💕
في رامي إل مفكرش إن البنت نقطة دم البنت شعور وإحساس، وإن الرجل إحتواء ومروءة
💕
في سامر إل رفض إغراءات بتتقدمله من غير ما يسعلها ياعني بسهولة ومع كده رفضها علشان ميخونش حبيبته وقبلها نفسه
💕
في ياسين إلا لما حس بالضعف وإن الحمل تعبه طلب من حبيبته إنها تضمه في حضنها إعتبرها أم وحبيبه
💕
في حازم إل مخجلش يعترف بحبه قدام أهله ولا خجل إنه ياخد حبيبته في حضنه قدام الناس لما حس بخوفها
💕
في عبدالرحمن لما شاف بعنيه وبرده فضل واثق في حبيبته وفضل يسمع تبريرها على تصرعه
💕
في مصطفى الشهم إل دافع عن بنت بكل طاقته ولما حبها نبت جواه إعترف وواجه أخوها ومقلش عيب إن الرجل يحب ويغير على حبيبته وحبه يبان في عنيه للكل
💕
وفي عمر إل مقالش أهلها مش كويسين يبقى هي مش كويسة وحافظ عليها حتى من نفسه ومسترخسهاش لما طالبته بإحتوائها بالعكس قدملها حنانه وحضنه لأنه ببساطة حبها
تعليقات
إرسال تعليق