رواية-راضية- الحلقات 10:12- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات

(10)
     (بقلم : نهال عبد الواحد )

إنتفضت راضية من مكانها ثم نظرت لعلي قائلة :صباح الخير يا علي.

لم بصدق علي ما يسمعه فتلك المرة الأولى التي تحدثه بل وتنطق إسمه فرد :صباح النور.

حسنى :خلصي يا ختي وجتها المرجعة والجلع دي!!

علي:خلاص يا مي ،  ماهي جامت.

فدخلت راضية الحمام فأكمل علي :بالراحة عليها يا مي ، خفي عنيها شوية ،  وبعدين الساعة لساتها ستة.

حسني :وهو مين اللي عيدافع عن السفيرة عزيزة غيرك ؟! ما ليكش صالح انت ياولدي بحديت الحريم.

علي:خلاص يا مي ، صباح الخير.

حسنى:صباحك ورد نادي يا ولدي ،  رايح الشغل دلجيتي ؟؟

علي:أيوة يا مي.

حسني:أديك نازل الشغل على لحم بطنك عشان تنبسط بسلامتها.

علي :بزيادة يا مي ، لو تجهزيلي أي حاجة من يديكي الحلوين دول يبجي معدن.

حسنى:من عيني التنين يا حبيب أمك ، خليكي مرجودة انت يا ست راضية وأنا عحضرله.

ونزلت حسنى وتبعها علي وبعدهما تبعتهما راضية لتبدأ أعمال يوم جديد.

ذهب علي لعمله ويشعر بسعادة غامرة رغم أنه لم يحدث شيء ، لقد نامت بجواره ليلة كاملة و لقد ألقت عليه الصباح بطريقة لم يعهدها ، لقد نطقت إسمه بين شفتيها ، فما أجمل ذاك الصباح!!!!
فهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنها بدأت تراه وهذا هو أسمى أمانيه.

أما عن راضية فرغم كثافة الأعمال التي تقوم بها إلا أنها اليوم لم تشعر بثقلها و تشعر بسعادة غريبة وتسأل نفسها هل يمكن له أن يراها أن يشعر بها ؟
فهي تفعل كل شيء و تتمنى لو ينتهي اليوم سريعاً ويأتي الليل ليكونا معاً ربما تكون الليلة سعيدة .

وجاء المساء و كانت سامية أخت منال تزورهم وكانت جالسة مع منال وأسماء و حسنى يتسامرن وكانت راضية تمر أمامهم فنادت عليها حسنى.

حسني:راضية.

راضية :نعم يا مي ،  خلصت كل اللي ورايا.

سامية :طب ما تاجي تجعدي معانا يا راضية.

راضية:كنتي عايزة مني حاجة يا مي ؟

سامية :ما عترديش علي ليه ؟؟!! ولا ما عايزاش تجعدي معاي ؟

راضية:كل الحكاية إني ما بصدج أخلص وأطلع أتفرد ،  خير يامي كنتي بتنادمي علي.

حسنى :انت متجوزة بجالك كد ايه ؟؟

راضية:ما ععدش يا مي.

منال:واااااه !! كنك مش مرتاحة ويانا  !!

راضية:كفاية إنتِ وأسما مرتاحين ،  عنرتاحوا كلاتنا يعني ؟!

منال:عتتمجلتي علي يا بت صالح ؟!

راضية :اللهم طولك ياروح ، خير يا مي إيه لازمتها السؤلات دي ؟؟

حسنى:أهي سامية داخلة معاكي ف نفس ليلتك وهي حبلى وإنتِ اهو لا حس ولا خبر.

وجمت راضية قليلاً ثم قالت :لما ربنا يريد يا مي.

حسنى:و دي بجي ميتى؟؟

راضية :أستغفر الله العظيم ، هو ادانا علمه إياك.

حسنى:يبجي لزمن اخدك للدكتور و تكشفي ونعرف الحكاية.

راضية:بس انا ما عكشفش.

منال :كنها عارفة يا مرت عمي إنها أرض بور ؟!

راضية:إسكتي ساكتة ومالكيش صالح يا منال.

منال:بتتحدتي إكده مع مين يا ولية إنت ؟؟

راضية:معاكي يا عينيا خليكي ف حالك.

سامية:جرى إيه ؟؟ هي الجوالب نامت والإنصاص جامت.

راضية:إسكتي ساكتة إنتِ كماني.

منال:كنك نسيتي نفسك يا بت صالح.

راضية :ده إنتِ اللي نسيتي نفسك يا بت محمد علي.

حسنى:بس بزياداكي منك ليها ، هتاجي معاي ف الصبح نوديكي وعتكشفي.

راضية:لا يا مي ،  لا عروح ولا آجي.

منال:يا مرت عمي دي مرة عنيها غليضة ،  وماحدش مالي عينها.

راضية:إسكتي ساكتة يا منال أحسن لك.

منال:عتعملي إيه فرجيني ؟ كنك مش مرباي وعايزة اللي يربيكي.

راضية:دي اللي هو آااانا ؟؟!

منال:لاااا ده انت فعلاً عايزة اللي يربيكي.

راضية:تصدجي فكرة.

و انقضت راضية عليها و جذبتها من شعرها و ألقتها أرضاً وجلست فوقها و خلعت نعلها و انهالت عليها ضرباً .

فجاءت أسماء بينهما فضربتها راضية وأكملت ضرباً في منال فإبتعدت عنها أسماء ،  فجاءتها سامية فضربتها راضية على ذراعها فإبتعدت عنها لكنها لم تتوقف عن السباب.

وعلا صراخ النساء فسمعه قاسم و كامل و أتيا ليريا ماذا يحدث ؟! فوجدا راضية تجلس فوق منال الملقاة أرضاً وتنهال عليها ضرباً بنعلها فنظر الرجلان لبعضهما وإبتسما ثم عادا حيثما كانا يجلسان في المندرة.

وبعد مرور بعض الوقت نادت حسنى:بس يا بت منك ليها بزياداكم.

فكفت راضية و وقفت تعدل من هيئتها و على وجهها إبتسامة الإنتصار ، أما منال فكانت تتوجع وتصرخ مما لاقته فأسندتها أسماء وسامية.

منال:وجعتك مجندلة ، بجي تضربيني وتمدي يدك علي ؟!

راضية :و أكسرلك يدك ورجبتك لو غلطتي في تاني ، ياريت تسكتي ساكتة بجا ، عايزة حاجة تانية يا مي.

حسنى:هتاجي معايا ف الصبح تكشفي.

راضية:معلهش يا مي ، لا هروح ولا هاجي.

حسنى:عارفة يا راضية لو ما جيتيشي معاي ف الصبح تكشفي ، ليكون هو سبوع واحد وادخل ولدي على غيرك ، مرة شديدة تجيبله الواد ،  كن بطنك صوح أرض بور.

راضية:وأنا ما عجعدش مع ضرة ،  يبجي يطلجني.

وما أن قالت تلك الكلمة حتي وجدت علي أمامها... الذي لم يسمع سوى تلك الكلمة... الطلاق !!!
فوجم مكانه متجمداً وقد خابت كل ظنونه و أمانيه.

وما أن وجدوه أمامهم حتى تكاثروا بالشكوى منها.

منال:شايف يا علي مرتك اللي مش مرباي تضرُبني بالبلغة ، شايف شندلتني كيف .

سامية:آاااه ياواد عمي ، وضربتني أنا كماني وأنا بحوش عنيها خيتي ،  غيرانة مني اكمني حبلى ،  عايزة تسجطني.

وكثر الكلام و كثرت الشكاوي و طبعاً مضافا إليها كل أنواع البهارات الحارة لتنشب حريقاً هائلة لا تنطفئ ،
وعلي ثابت في مكانه ينظر نحو راضية بحدة وضيق و راضية خائفة فلقد تأزم وتصاعد الموقف كثيراً بينهما بعد كل ذلك الكلام.

لكن الجميع لم يعلم أن علي لم يستمع إلى أيهن وقد توقفت كل حواسه عند كلمة الطلاق حتى نادته أمه.

حسنى:يا علي مرتك مش مرباي ،  لا عاملة إعتبار لا لكبير أو لصغير ، ربي مرتك يا علي وعلمها الرباية صوح.

فصاح علي بكل قوة أرجفت الجميع خاصة راضية التي ارتعدت فرائسها منه :راااااضية ،فوتي جدامي.

فانطلقت مسرعة نحو حجرتها في خوف شديد  ثم إلتفت للباقيات وقال:معلهش يا بنات عمي ، حجكم عل راسي.

سامية:وإنت ذنبك ايه يا واد عمي ، هي اللي مرة جليلة الرباية.

منال:روح ربي مرتك إنت يا واد عمي ، إحنا بجينا تمام.

فتركهم و صعد خلفها و دخل ثم دفع الباب خلفه بقوة أفزعتها فوق خوفها وفزعها وكانت تتراجع للخلف وهي تقول : والله يا علي دول عيتبلوا علي أنا دجيت في منال وشبعتها جتل صوح بس هي السبب ، لكن أنا مش جليلة الرباية ولا جليت أدبي على حد منيهم.

علي:انت عايزة إيه ؟؟؟

كان يتقدم نحوها وهي لازالت تتراجع للخلف.

راضية :ما عايزاش حاجة،  يسيبوني ف حالي وما يكونش ليهم صالح بي.

علي:إنتِ إيه ؟؟؟؟ لا عجبك حد ولا همك حد ولا عايزة حد.

فإصطدمت في السرير فجلست فجأة ولم تكن هناك مسافة بينهما.

علي:متغصبة علي و متغصبة علينا كلاتنا ؟!!

فدفعها بقوة أنامتها على ظهرها ومسكها من يديها بقوة وثبتهما في السرير بقبضتيه الكبيرتين وسند على رجليها بركبته فشلت حركتها تماماً.

علي:بس اللي ما وخداش بالك منيه إني جوزك بمزاجك أو غصب عنيكي.

فاقترب أكثر حتى صارت تشعر بأنفاسه الحارة تشعل وجهها فأغمضت عينها حيث شعرت أن هناك لطمة ستنزل على وجهها الآن ، لكنه فسرها تفسيرا آخر.

لقد تأكد أنها لا تريده أبداً فتركها و إبتعد عنها وأستدار عنها بظهره فهدأت و بدأت تستعيد أنفاسها التي قد هربت منها منذ قليل.

لكنها تفاجئت بقولته :لمي هدوماتك ، عوديكي بيت أبوكي ،  ما تلزمنيش.

ونزلت تلك الكلمات عليها كالصاعقة صعقتها أو كأنما صب علي رأسها ماءاً مثلجاً على غفلة في ليلة قارسة البرد.

يااااااااااااااااه لتلك الدرجة لا تطيقيني!!!
ولم التعجب ؟؟؟؟ أنسيت أنها مجبورة أصلاً ؟؟؟

علي:ساكتة ليه ؟؟؟ مش عايزة تطلجي؟؟؟ أظن الفرحة ما سيعاكيشي وارتاحتي ، ارتاحتي اكده ؟

فردت من وجعها :جداً.

وتحركت تجمع أشياءها تحاول جاهدة حبس دمعها ، فكيف تريه ضعفها و حاجتها إليه وهو لا يريدها و يطردها هكذا من حياته.

أما هو فلم يكن بأقل منها ،  ولا زال مستديراً عنها بظهره حتى لا ترى حجم الوجع و المعاناة التي يحياها الآن.

ونكمل الحلقة الجاية ،

NoonaAbdElWahed
                                 
(11)
        (بقلم :نهال عبد الواحد )

بعد صعد علي و راضية جاء قاسم وكامل.

قاسم:في إيه يا مي ؟؟

منال:وااه يا راجل !! ما جيتش تشوفني مالي  !! بجى معجول صويتنا ماجابش المندرة ؟؟!!!

قاسم:كان جايب ، بس عنعملكم ايه عاد؟؟ حريم وبيدجوا ف بعض!!!

كامل:جال عايزنا نخش وسط الحريم كماني !!!!

منال:كنكم فرحانين في ؟

قاسم :جلتلك كام مرة ما لكيش صالح براضية ؟!!

منال:عتدافع عنيها كماني!!!  ليه إن شاء الله  ؟؟؟دي حتى ف ذمة راجل و الراجل دي يبجي خوك.

قاسم :يجيكي مصيبة ، العيار ما يخلعش عينك ، إيه اللي عتجوليه دي يا بجرة ؟؟؟ كنك إتخوتي ف نافوخك ؟! إسكتي ساكتة خالص أحسن جسماً عظماً لا كمل عليكي ودلجيتي ،  وإنتِ يا سامية بزياداكي روحي ، ولو كلمة خرجت من إهني يبجي إنتِ اللي جولتيها و ما عتعتبيش إهني تاني واصل...يلا همي.

فانصرفت سامية غاضبة.

كامل:يلا يا ولية منك ليها كل واحدة تغور على أوضتها.

وما أن أنهى كلماته تلك حتى وجد علي ينزل بحقائب و خلفه راضية تنزل بعباءة وحجاب أسود.

قاسم:رايح بمرتك فين إكده يا علي ؟؟

علي:عروحها على بيت أبوها ماعادتش تلزمني.

كامل:يا خربيت أبوك إيه اللي عتعمله دي ؟؟ عتغفلجها علينا !!

علي:خلص الحديت لحد إكده يا ولد بوي.

وانصرف هو و راضية دون أن يرد أو يلتفت لأيهم فانطلقا قاسم وكامل يبدلان ملابسهما ليلحقا به.

قاسم :إبنك اندب يامي ،  عنروح نلحج المصيبة دي.

منال بشماتة :يلا ،المركب اللي تودي ، غوري يا بعيدة جاكي مصيبة.

خرج علي من البيت يحمل الحقائب و خلفه تسير راضية ، دموعها تجري في صمت ، لكنه لم ينظر خلفه ولو لبرهة و ركبا السيارة في صمت قاتل.

وصل علي و راضية إلى بيت الحاج صالح و طرقا الباب و دخلا فتفاجأ الجميع بتلك الزيارة من هيئتها التي لا تدل على خير.

صالح في ريبة :يا مرحب يا مرحب ، كيفك يا علي يا ولدي.

علي بجمود:بنتكم عنديكم أهي صاخ سليم ،  كيف ما خدناها رجعناها.

عبد الرحمن :لساكي راكبة راسك يا جزمة يا بت الجزمة ، جوللي يا علي وأنا أكسرهالها.

علي:خلاص يا أستاذ عبده ماعادتش تلزمني.

فجذبها أخيها من ذراعها بعنف وقال :إنتِ إييييييه ؟ماعايزاش تجبيها البر ليه؟؟؟؟؟أبندجك وأدفنك موطرحك ولا أعمل إيه ؟؟!!! عتجبيلنا العار يجيكي مصيبة ، عجبك الفضايح دي ؟؟

كريمة:بزياداك يا عبده ، تعالي يا راضية ،إجعدوا وإتفاهموا بالعجل.

عبد الرحمن:عجل إيه اللي عايزة تخربها و تجيدها نار دي !!!! وإنتِ صالحك إيه يا بجرة انت ؟؟ غوري جوة ما لكيشي صالح بحديت الرجالة.

وهنا وصل قاسم وكامل فطرقا الباب ودخلا.

قاسم :طمني يا ولد ابوي الله يرضى عنيك ، إوعى تكون رميت اليمين.

كامل:ماترد يا ولد أبوي ، رميت اليمين ؟؟

فهز علي برأسه أن لا ، فهو لم يستطع النطق بها حتى الآن ، لكن ما الفائدة إن كانت لا تريده ؟؟؟؟

قاسم وهو يتنفس بعمق :الحمد لله ، نجعد ونتحدت حديت العجل بجى.

صالح :عين العجل يا ولدي ،  إتفضلوا ، الشاي يا كريمة !

علي :أنا جولت ما تلزمنيش وخلصنا.

كامل:ماتجعد إجده وبطل رط ماسخ.

وجذبه وأجلسه عنوة.

عبد الرحمن:لا يا دكتور علي ، بنتنا غلطت نربيهالك وتعاود تاني بيت جوزها.

راضية :بزياداك يا عبده جلة جيمة ، ما جالك ما تلزمنيش ، هو غصب ف الأول الآخر ؟؟

فلطمها أخيها لطمة قوية نزفت دماً من أنفها ،  ففزع علي لتلك اللطمة و إنتفض واقفاً ! وجاءت كريمة من الداخل تجذب راضية وتخلصها من يد أخيها الذي إنهال عليها بالضرب.

كامل:ليه إكده يا عبده ؟!! ما يصوحش اتمد يدك عليها إكده عل أجل جدامنا ،  إنت كده طينتها يا شيخ.

عبد الرحمن :أسيبها تجيبلنا مصيبة البهيمة دي يعني ؟

صالح:اجعد يا عبده بزياداك واستهدي بالله ،  إنت صوح يا علي ما عايزهاش ؟؟؟؟؟

فسكت ولم يرد.

قاسم :كل الحكاية يا حاج صالح شَكَل بناتهم كيف أي زوجين و هيروح لحاله بس البعيد لساته غشيم من أول زعلة عيوديها بيت أبوها  ، على إكده كنت طلجت منال من سنين.

كامل:هي تاجي معانا و تروح مع جوزها يتعاتبوا بناتهم ،  و دي لا أول و لا آخر خناجة ، ماالبيوت يا ما فيها ولا ايه يا حاج صالح  ؟؟؟؟

عبد الرحمن:عين العجل.

صالح:برضو ما رديتش علي يا علي يا ولدي ، إنت صوح ما عايزهاش ؟!! عشان لو صوح ما عايزهاش يُبجى خلص الحديت على إكده.

عبدالرحمن:إيه اللي عتجوله دي يا بوي ؟! عايز تطلجها وتجيد نار ؟؟ماجلعك فيها دي هو اللي مفرعنها علينا.

صالح :شوف يا علي يا ولدي راضية محتاجة اللي يصبر و يطول باله عليها ، غير إكده ما عينفعش ،  ومش عجبرك على حاجة ، وأنا اللي هتحمل أي عواجب للحديت دي ،  جول ، لو ما عايزهاش يُبجى كل واحد يروح لحاله.

علي:لا يا عمي عايزها.

قاسم :الله يرضى عنيك ! يبجي إكده مفيش حاجة و راضية تاجي معاناو تعاود مع جوزها معززة مكرمة.

كامل:أيوة...ومشاكلهم يحلوها بناتهم.

عبد الرحمن :يُبجى عداكم العيب ، يلا يا راضية ، تعالي روحي مع جوزك.

خرجت راضية وبجوارها كريمة دون أي حديث أو إلتفات لأيهم و لا حتى أفشت السلام فناداها أخيها فتوقفت دون أن تنظر نحوه :إسمعي يا راضية روحي مع جوزك وكيف ما يريدك تكوني ، وإنتِ فاهمة حديتي زين ، ما عايزش أشوفك إهني تاني.

فأكملت خطاها دون أي تعليق وعاد الجميع للبيت من جديد وصعد علي و راضية لحجرتهما دون أي حديث ، و دخل كلا من قاسم و كامل على حسنى وكانت منال و أسماء بإنتظارهما.

حسنى:عملتوا ايه ؟

كامل:خلاص يا مي رجعناها وحلينا الموجف.

حسنى:يعني هتاجي معاي ف الصبح تكشف ؟

كامل:تكشف إيه بس يا مي ؟؟

منال:تكشف عشان نعرفوا ليه ما حبلتش لحد دلجيتي ؟؟؟ مش يمكن تطلع أرض بور.

قاسم :إسكتي ساكتة إنتِ وما لكيشي صالح بالحديت دي.

منال:كيف ماليش صالح ؟ مش واد عمي و خوك ، والمخفوسة دي لسه دجة في و ضرباني بالمركوب.

قاسم :شكلي عجوم وأكمل عليكي بالمركوب يابت المركوب.

منال:جرى إيه يا جاسم ؟ هي كلمة الحج بتجف ف الزور ؟!!!

قاسم :أشج خلجاتي يا بووووي ! غوري من إهني خالص.

منال:ماشي يا جاسم ،  رايح بس تعاودهالنا تاني جاها الطين ، دي عاملة زي الجنيه البراني كل ماترميه يعاود.

فخلع نعله وقذفها به فأسرعت منصرفة.

كامل:مش وجته يا مي الحديت دي دلجيتي ،  بعدين إبجي اتحدتي فيه ، وسبيهم يتصافوا الأول.

وصل علي وراضية لحجرتهما في صمت ولم يقل سوى أن طلب منها إفراغ الحقائب الآن ففعلت ، فأخذ علي الحقائب و وضع بداخلها ملابسه و أشياءه و خرج و جذب الباب بقوة خلفه دون أن ينطق بكلمة بعد ذلك ، فخرج وازداد بكاءها.

بينما كامل وقاسم يتحدثان مع أمهما و يقنعاها بترك الحديث عن موضوع الإنجاب إذا بعلي ينزل مجدداً ويحمل نفس الحقائب.

حسنى:في إيه يا علي ؟

علي:مسافر يا مي إتنجلت.

قاسم :تروح وتاجي بالسلامة يا خوي.

كامل:وعبال ما تعاود تكون الدنيا هديت وبجيت زين.

علي:اللي فيه الخير يجدمه ربنا.

حسني:طفشتك البومة محراج الشر.... يجيها مصيبة.... طفشتك يا ولدي.

قاسم :إهدي يا مي ولدك امسافر في مُصلحة.

علي :أشوف وشكم بخير.

وسلم عليهم و إنصرف تاركاً أمه تصرخ و تولول على فراق إبنها و تشتم راضية وتدعو عليها بكل سوء ،
فهي السبب من وجهة نظرها...

ونكمل الحلقة الجاية ،

NoonaAbdElWahed
                                         
(12)

( بقلم نهال عبد الواحد )

سافر علي تاركاً كل شيء خلفه ، لا يدري إن كان محقاً أم مخطئاً ، لكن أكثر ما سيطر عليه أنها لا تريده ولولا ضغط الجميع عليها وتعنيفهم لا لما عادت ، ولولا مجلس الرجال هذا والخوف من ردة الفعل ما عادت ، فإلى متى سيتحمل كل هذا ؟؟
إكراه من البداية و إكراه لتكمل معه الحياة !!
لقد سأله أبيها إن كان يريدها أم لا ولم يسألها هي ، لماذا ؟؟؟؟

ترى لأنه سيقدر عليها ويجبرها أم لأنه لا يعرف رأيها؟
لكن ماهو رأيها ؟؟؟؟
هذا ليس بسؤال ، إن كانت تريد الطلاق و الفراق فماذا يكون رأيها ؟؟؟؟!!!!!

لم يكف علي عن التفكير في كل ذلك منذ أن ترك البلد وسافر ومكث في القاهرة.
أما عن راضية فقولته أنها لا تلزمه قد آلمتها و بشدة ومما زادها ألما رد فعل أخيها وإهانته لها بتلك الصورة ، فإلى أين تذهب إذن ؟ ولمن تلجأ ؟؟
ورغم كل ذلك لم تستطيع أن تكرهه فتزداد وجعاً ، فلقد أهدرت كرامتها بما يكفي...
كيف لها أن تحب من لا يطيقها ؟؟؟
ليتها تستطيع خلع قلبها هذا الذي لم يتسبب إلا في وجعها و إهدار كرامتها.

مضي شهر بعد شهر و لم يعود علي ولم يتصل يوماً بها أو يسأل عنها.
مهلاً يا راضية !!!! ماذا دهاكي ؟كيف يتصل بك إن كان وهو معك لم يحادثك أبداً بأي كلمة !!!
فهل سيتصل بك الآن ؟؟!!

ولازالت راضية تعمل و تعمل في ذلك المنزل و دون راحة وصارت لا تحتك بأيهم ولا تتحدث إليهم ، تعيش بينهم مكاناً لكنها وحدها فعلياً.

ولقد أعلنت حسنى الحرب عليها فهي تراها سبب سفر ولدها ، ولدها الذي لم تراه سعيداً منذ أن تزوجها لأنها قطعاً تنكد عليه فأقسمت هي الأخرى أن تنكد عليها.

لكن راضية لم تعد تأبه لأي شيء فلتفعل ما تريد فكما قالت من قبل :(هي موتة ولا أكتر).

لكن قاسم وكامل كانا لهما رأياً آخر ، فذات يوم خرج علي من عمله فوجد أخواه ينتظرانه فسلم عليهما سلاما شديداً .

علي :يا مرحب يا مرحب ، ليكم وحشة والله.

كامل:عشان إكده عاودت البلد و زورتنا.

قاسم :ده إنت كنك ما صدجت يا راجل.

كامل :شوفلنا مُطرح نجعد فيه.

علي:نروحوا مطعم زين ولا نشتروا الوكل ونروح بيه ؟؟

قاسم:لا ف البيت عشان نبجوا براحتنا.

وبالفعل مر علي على أحد محلات المشويات و اشترى غداءا ثم اشترى فاكهة وذهب بعد ذلك ثلاثتهم للبيت.

وبعد الغداء صنع علي براد من الشاي و أحضره و جلس مع إخوته.

كامل:أمك عتموت عليك و على سفرك دي ، و مصممة إن مرتك السبب هي السبب ، هي اللي نكدت عليك وطفشتك.

قاسم :آه والله يا علي وسجياها المر كاسات ، والبنية ما عتشتكيش وعدمت خالص ، و ده ما يرضيش ربنا ، كيف نبهدل بنات الناس اكده ؟؟!!

علي:والمفروض أعمل إيه ؟؟

كامل:وااااه يا واد بوي ! إنت إهني من كام شهر ؟! إيه ماتوحشتش مرتك ؟! ده إنت حتى ولا تليفون يا راجل !!!

قاسم:جلنا عتاخد وجتك تهدا وتعاود ،بس ما حصولش ، كن جلبك جسي وبجي أسود ما عيصفاشي واصل.

علي:إنتو عتعوموا على عوم أمكم ؟! أنا إهني ف شغل مش طفشان يعني كيف ما بتجولوا!!!

قاسم :يبجي تاجي وتاخد مرتك ، المرة تكون مكان ما يروح جوزها.

كامل:الشجة أهي زينة ولو ناجصها أي حاجة اشتري وابعت وخد فلوس كيف ما تريد يا ولد بوي ،  خير ربنا كتير والحمد لله ، جهز الشجة من كافة شيء وتعالي خد مرتك واجعدوا اهني ، ما يرضيش ربنا واصل كل واحد فيكم ف بكان.

علي :إنتو صدجتم صوح  ! ماانتو راسيين عل موال من اوله ، وكيف كل واحد فينا متغصب ع التاني !

قاسم :بس بجيت مرتك ،  عتسيبها وترميها يعني ؟؟؟ والله مرتك زينة وبت أصول ، كيف ما شيفهاش يا بو خوي ؟

كامل:عيشوفها فين وهو جاعد إهني ؟!  ولا جبل سابج ، ولا تكون فاهم إننا ما فاهمينش حاجة و ما شايفنكمش عمركم ما اتحددتم مع بعض حديت دنيا حتى ، هي المرة فرشة وخلاص ولا إيه ؟؟!!!

فنظر إليه علي و سكت.

قاسم:يا علي إنتوا محتاجين تجعدوا مع بعض و تتحدتوا و تولفوا على بعض وتجربوا المسافات ، وإن كان ع الشكل ف كل البيوت بتتشاكل ، والناس أهي عايشة.

كامل:سايج عليك النبي لتعاود وتاخدها و انجدها م المرار الأليم اللي بيطفحوهولها دي ، حاسس إن البت عتجوم ف يوم وتولع ف نفسها.

علي : اللي فيه الخير يجدمه ربنا.

كامل:ماشي نستأذن إحنا بجا.

علي:وااااه !! إنتو جيتم ف إيه ؟؟!!

قاسم :إحنا جينا ف مُصلحة بعينها ،  يا دوب نلحج ميعاد الجطر ، رتب حالك واعمل اللي جولنالك عليه الله يرضى عنيك يا بو خوي.

كامل:كيف ما جولنالك جهز الشجة واشتري الناجص و اطلب كيف ما بدك ونشيعلك ف البنك ، نشوف وشك بخير.

قاسم :ما تتأخرش علينا.

و سلما على أخيهما وغادرا.

جلس علي مع نفسه يفكر فيما عرضه أخواه عليه ، كيف يترك زوجته طوال تلك الفترة دون زيارة ولا سؤال ؟؟؟؟
أ حزين أنت يا علي ومصدوم في حبك ؟؟؟؟؟
فماذا فعلت إذن من أجل ذلك الحب ؟؟؟؟

فمنذ اليوم الأول وأنت تعاقبها على رفضها لك رغم أنك نفسك كنت ترفضها دون أن تراها،  و بدلاً من أن تشعرها بحبك أشعرتها برفضك ، فماذا كانت تفعل ؟؟؟
ماذا فعلت يا علي ليزدهر ذلك الحب ؟؟؟

إنك لم ترويه يوماً و تركته ضعيفاً في مهب الريح تتقاذفه كيف شاءت حتى أنهكته و كاد يحتضر ، فكيف لهذا أن يكون حب ؟؟!!!

ربما لو حاولت وبدأت من جديد تستطيع إنعاشه من جديد ، فليس كل الأزواج بينهما من الحب لكنهما يعيشان فما بال وأنك تحبها.
بعد طول ذلك الوقت لازالت في بالك ولم تستطع نسيانها ولازال حبها في قلبك فلم لا ؟؟؟

لا يهم الآن من المخطئ فأيا كان يجب أن تمسك زمام الأمور .
ألا تذكر كم تألمت عندما تخيلت أنها لغيرك بينما هي الآن ملكك وكنت تريد نسيانها من أجل كرامتك.
اعترف يا علي لن تستطيع نسيانها لا في يقظتك ولا في أحلامك.

عذبيني بكل شيء سوى
الصد فما ذقت كالصدود عذاباً
وقد قادت فؤادي في هواها
وطاع لها الفؤاد وما عصاها
خضعت لها في الحب من بعد عزي
وكل محب للأحبة خاضع
و لقد عهدت النار شيمتها الهدي
و بنار خديك كل قلب حائر
عذبي ما شئت قلبي عذبي
فعذاب الحب هو أسمى مطلبي
بعض بنار الهجر مات حريقاً
والبعض أضحي بالدموع غريقا
(نزار قباني)

و ذات يوم زارت سامية أختها منال و قد كانت من زمن لم تزورها منذ ذلك اليوم .

كانت منال منذ أن ضربتها راضية وهي تتحاشاها وتكتفي بما تفعله بها حسنى من إهانات متعددة فهي تنفس فيها طاقتها في بعد إبنها فهي ترى أنها سبب ذلك وقد آثر البعاد من أجل أن يتخلص منها و إن كانت منال لم تكف أن توغر صدر حسنى ناحية راضية فتزيد وتضع عليها أكثر و أكثر.

وكانت راضية كعادتها يومياً منغمسة في أعمال المنزل بينما تجلس منال وأسماء مع سامية تتسامرن و تتضاحكن فإذا براضية تمر من أمامهن فنادت عليها سامية :كيفك يا راضية ؟

راضية :وااااه...إنتِ إهني ؟!!!

سامية :كنك ما تعرفيشي ؟؟!!!

راضية :و لو عرفت ععمل إيه يعني ؟ عتحزم و ارجص ؟؟!!!

منال:جرى إيه يا مرة انت بدل ما ترحبي بيها دي بجالها زمن ماجاتش.

فضحكت راضية وقالت :أيوة من يوم ما دجيت فيكم بالبلغة و شبعتكم جتل.

ثم نظرت لنعالها وهي تحركه بقدمها فاغتاظت منها منال وقالت :جصدك من يوم ما طفشتي الراجل يا بومة.

راضية :الراجل سافر ف شغل ، صالحي ايه ؟؟!!!
وصالحك إنتِ منك ليها ايه ؟؟

سامية :واااه مش واد عمنا وتهمنا مُصلحته.

فهمّت راضية بالسير من أمامهن فنادتها منال :إستني عنديكي.

راضية :اللهم طولك ياروح ، خير!!!!

منال:سامية خيتي كيف ما وعيالها حبلى وريجها ناشف ، روحي إعملي عصير اتبل بيه ريجها وإحنا كماني ،  الجو حر إنهاردة.

راضية :هي اللي ف وشكم دي ايه ؟؟؟فناجين ؟؟!! ما عتشوفيش يا ولية منك ليها ! جايمة من فجر الله من خبيز لتنضيف لغسيل لوكل لطير ، وكل واحدة فيكم جعدة ومجعوصة ،  جومي يا ختي اتشمللي و إعملي لخيتك ، ماععملش حاجة.

منال :وما تعمليش إنتِ ليه ؟؟

راضية:شكل البلغة اللي عتعملها عليكي ،  رايحة أخلص الغسيل عشان ألحج أخلص الوكل.

أسماء :خلاص يا منال بزياداكي ، هجوم أنا.

فقالت منال بخبث وكأنها فكرت في شيء ما :لاععمله أنا.

ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي