رواية- راضية- الحلقات من1:3- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(1) (بقلم : نهال عبد الواحد )
قد تبدو أقدارنا في بدايتها مؤلمة وغير مرضية لكنها في الحقيقة خير لا نراه إلا في حينه.
ولو خيرت لاخترت ما قدر لك، فرب الخير لا يأتي إلا بخير.
في إحدى قرى الصعيد تستيقظ فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تستيقظ قبل الفجر أول من يستيقظ في البيت تأخذ حمامها وتضفر شعرها الأسود الطويل تربطه وتعصب رأسها.
تنزل وتجلس وتعجن الخبز وتغطيه وتذهب لتفعل شيئاً آخر فيؤذن الفجر فتتوضأ وتصلي وتذهب لتشعل الفرن وتجلس بجواره تفرد العجين و ترميه في النار و ينضج وتخرجه وتغطية بقطعة قماش وتضع غيره.
وهكذا حتى تنتهي فتكون الساعة قد قاربت على السابعة فتذهب للمطبخ وتعد الشاي و الفطور سريعاً لأخيها وأولاد أخيها قبل ذهابهم للمدرسة ويدخل عليها أخيها عبد الرحمن.
عبد الرحمن :صباح الخير يا راضية.
راضية:يسعد صباحك يا خوي.
عبد الرحمن :ده انت راضية عنينا إنهاردة وعاملالنا راشتة كماني ( أدوسية) تسلم يدك يا غالية.
راضية :تسلم يا خوي ، دوج وادعيلي.
عبد الرحمن:من جبل ماادوج والله ! يا ما نفسي أفرح بيكي.
راضية :بزيادة الحديت دي ، أنا إجده فرحانة بنفسي ، ست البيت وسلطانة زماني ، لا حمى تنكد عليّ ولا سلفة تكيد لي.
عبد الرحمن :إنت شديدة يا خيتي ما حدش يجدر عليكِ واصل.
راضية:عارفة ، وعشان إجده ماهعمرش وهتطلج ف الصباحية.
فضحك أخوها وقال:يا بوي على لسانك !!!
فضحكت وجاء والدها صالح :صباح الخير عليكم.
فاتجه عبد الرحمن و راضية لوالدهما يقبلان يده.
صالح :صوتكم عالي ع الصبح.
راضية تضحك:مافيش حاجة يا بوي ، بنتحدت حديت ماسخ مالوش عازة.
عبد الرحمن :كويس إنك عارفة إنه ماسخ.
راضية :فض الحديت يا ولد بوي وكفايانا رط فاضي ع الصبح.
وهنا نزل أولاد أخيها وسلموا علي جدهم وقبلوا يده وعلى أبيهم وقبلوا يده هو الآخر.
راضية:هِم ياض منك ليه وافطُروا ، أبوكوا هيتأخر عل مدرسة.
أحد الأطفال:ما عايزش رشتة يا عمتي ، عايز آكل بيض ف السمن.
عبد الرحمن :ما تاكل من سكات يا ياض ، هي عمتك عتعملها كل يوم ، ولا حد بيعرف يعملها زين زييها ؟!
فقال:ماعايزش آكل منيها.
راضية :طيب طيب ععملك ، حد عايز زييه يا عيال ؟
فأجابوا بالموافقة.
فقال الولد :طب حطيلي شوية رشتة آخدهم معاي ، أحمد صاحبي عيحب الرشتة بتاعة عمتي.
عبد الرحمن:عجبال ما تحبها إنت التاني.
راضية :ده إبن أم صبري اللي ف الشارع اللي جارنا.
الولد:آاااااااااه !
راضية:لما تاجي م المدرسة أديك تشيعلهم حبة عليهم الجيمة ، اللي يخرج من بيت صالح لازمن يملى العين ويليج بمجامنا.
ثم نادت على أخرى:إنت يابت هاتي المشاطة أمشطلك شعراتك ، يلا همي أبوكي عايز يمشي.
عبد الرحمن :وفين أمهم بت المركوب دي ؟؟ مرجودة فوج وخلاص ما لهاش عازة وإنتِ تعملي كل حاجة.
راضية :ما ليكش صالح بيها يا عبده ، دي حبلى و تعبانة وشجيانة مع عيالها ، وأنا بعرف ميتى أشغلها وميتى أريحها.
عبد الرحمن :خليكي إجده جلعي فيها يا خيتي هي وعيالها ، حلط ماسخ.
راضية:ما جلتلك ما لكش صالح إنت بشغل الحريم وما تخوتش راسك ، أهي مشطت شعرات البت و بجيت زينة زي الجمر ، هم إنت عشان إتأخرت عل مدرسة يا أستاذ عبده .
وخرج عبد الرحمن وأبناءه ذاهبون إلى المدرسة يسلمون على من يقابلون في طريقهم فهو مدرس بالمدرسة وأهل القرية تلاميذه.
وبعد الظهر بقليل يبدأ التلاميذ بالخروج من المدرسة و العودة لبيوتهم وقد إعتاد أخيها أن يذهب لوالده في دكان لهم ويطل معه حتى صلاة العصر يصليان و يعودان للمنزل لتناول الغداء ثم ينام حتى قبيل المغرب فيستيقظا ويجلسون جميعاً معاً لشرب الشاي ثم يخرج بعدها لصلاة المغرب مع أبيه ويذهبان للدكان بعد ذلك حتى الليل.
وقبيل المغرب كان عبد الرحمن و والده يتحدثان فجاءتهما راضية بأكواب الشاي.
صالح:تسلم يدك يا بنيتي.
راضية :يسلملنا حسك ف الدنيا يا بوي.
عبد الرحمن:برضيكي سايباها مرجودة وإنت اللي عتعملي كل حاجة!!!
راضية :جرى إيه يا عبده ؟؟انت أول واحد عارف إن مرتك هي اللي طابخة إنهاردة فبلاش تعملهم عليّ ، صالح مرتك يا عبده و بزياداك.
عبد الرحمن:عملالي أم العريف ؟!!!!
راضية :بس عارفاك ياواد بوي ، وكماني ما عحبش الظلم والإفتري ، ودي بت عمك فبزيادة.
صالح:ربنا يراضيكي يا بنيتي زي مابتراضي بنت عمك ، إسمع كلام خيتك وأول ما ناجي م الجعدة الشوم دي ، لازمن تصالحها ، صلح زين هه!!!
عبد الرحمن:حاضر يا بوي.
فضحكت راضية:ما بلاش الحركات دي وإعترف إنك إتوحشتها.
عبد الرحمن:بس يا بت.
ثم قالت :جعدة إيه يا بوي ؟؟!!!
صالح:هو حدانا غيرهم ، ولاد عمك اللي ربنا بالينا بيهم وما عيسكتوش إلا لما يجيبولنا مصيبة.
راضية:مالهم ؟؟
عبد الرحمن:مسكوا ف ولاد بيت علي ، والتنين شبعوا بعض جتل ، وادينا رايحيين جعدة الرجالة ، جعدة صلح وربنا يجيب العواجب سليمة المرة دي.
راضية :وبعدهالهم ولاد عمي دول ، شكلهم هيجيبلنا مصيبة صوح ، وكنت زعلان يا بوي لما رفضتهم كلاتهم لما أتجدمولي ؟!!
صالح:يا بتي كانوا أولى بيكِ م الغريب .
راضية:لا جريب ولا غريب يا بوي ، هم دول رجالة دول ، جاهم الهم بيعملوا كل بلوة وبلوة ، ما تروحش يا بوي مالناش صالح ، سيبهم يتعكوا فيها لحالهم.
صالح :وااه يا بنيتي ، كيف دي؟!! ولما تتعجد بين بيت صالح وبيت علي ويضربوا ف بعض ما هيميزوشي وجتها ، وعيتاخد العاطل بالباطل ، و ما عينفعش نجول وجتيها مالناش صالح ، التار ناره جايدة وبحور دم غريجة ما عتنتهيش ، هم يا عبده خلينا نلحج صلاة المغرب.
راضية :ربنا يجيب العواجب سليمة.
ونكمل الحلقة الجاية
NoonaAbdElWahed
-----------------------------------------------------------
بدايةً ألف شكر لكل من أخد من وقته وتفضل مشكوراً وقرأ قصتي،
لكن ملحوظة،
اللهجة المستخدمة مش مألفاها للناس المعترضة على اللهجة وشايفاها أوفر ، دي فعلاً لهجة موجودة وقعدت مع ناس وبتتكلم بالطريقة دي مش من إختراعي ،
أكيد في فرق بين اللهجات الصعيدية من محافظة لأخرى ومن قرية لأخرى وياريت حضراتكم تراعوا ده ، فمش معنى إن في ناس بالفعل من الصعيد بتقرأ إنها تحكم على اللهجة دي لأنها موجودة بالفعل ،
ومرة تانية ألف شكر لحضراتكم،
(2)
(بقلم : نهال عبد الواحد )
خرج الحاج صالح و ولده لصلاة المغرب ،ثم ذهبا لمجلس الرجال في بيت أحد كبار النجع وهو رجل مهاب و حكيم له كلمة مسموعة للعائلتين.
وإجتمعت العائلتين وأخذ كلا منهما يقص ما حدث ويرمي باللوم على الطرف الآخر ؛ و لأن ذلك لم يكن الخلاف الأول بين العائلتين وإن ترك الأمر هكذا ستنزف بحور من الدم في حروب الثأر والسبب لا شيء.
وبعد عدة ساعات من الجذب و الشد والهجوم في الحديث تقرر قرار لا يمكن الرجعة فيه بأي حال ومن يعود فيه سيصير ناقضاً للعهد و سيقع عليه العقاب الذي يستحقه غير ما سيقال عنه.
تقرر أن يتزوج شاب و فتاة من العائلة الأولى بشاب وفتاة من العائلة الثانية ، وبذلك سيصبح هناك نسب ودم بينهما فتصير العائلتان عائلة واحدة فتحقن الدماء ولا يحق لأحد الإعتراض أو الرجوع في ذلك و قد تم إختيار هؤلاء الشباب بالإسم.
بعد خروج صالح وعبدالرحمن جلست راضية بعض الوقت مع كريمة زوجة أخيها و أولاده ؛ حيث أنه سيصبح الجمعة يوم راحتها وظلت جالسة معهم يشاهدون التلفاز ، و قد تأخر أبيها وأخيها ومع إرهاقها غلبها النعاس فذهبت للنوم في غرفتها.
عاد صالح وعبد الرحمن متأخرين بهيئة غير الهيئة و حمدا الله أن كل من بالبيت قد نام.
وفي صباح الجمعة وكانت راضية قد إعتادت علي الإستيقاظ فيه متأخراً فليس هناك خبيز اليوم ؛ وأعني بمتأخراً أي في حدود التاسعة فتستيقظ وتقوم ببعض أعمال المنزل ثم تعد الفطور ليتناولوه قبل الذهاب لصلاة الجمعة.
وعقب صلاة العصر ككل يوم تعد الغداء و يجلس الجميع و بالفعل قد كان ، لكن وجه صالح و عبد الرحمن متغيرا كثيراً.
ورغم فضولها الشديد لتعرف ما خطب أباها وأخاها وأيضاً تود أن تعرف ما حدث بالأمس وعلى أي شيء قد إنتهى ذلك المجلس ؟؟
راضية:مالكم ساكتين ليه م الصبح ؟؟!!!واكلين سد الحنك؟؟؟ إستنظرتكم عشية بس إنتو إتأخرتم فرجدت ، في إيه ؟ شكلكم ما يطمنش!!
فإستدار عبد الرحمن بوجهه عنها ونظر لأبيه يشير إليه أن يتحدث فهو لا يستطيع سرد أي شيء.
صالح:شوفي يا بنيتي هي الجعدة طولت فتأخرنا.
راضية:خير إن شاء الله.
صالح:انت عارفة طبعاً إن الحكم ف الجعدات دي نافذ وما منوشي رجعة واللي يرجع هو حر والجاني على روحه.
راضية:ما فهماش حاجة.
صالح :الحكم اللي اتحكم بيه واتفج عليه العيلتين واتعاهدوا وجريوا الفاتحة عليه ، يُبجى... يُبجى... واد و صبية من بيت صالح يتجوزوا واد وصبية من بيت علي ؛ فيبجوا بعد النسب والخلفة دم واحد وعيلة واحدة ما يجدروش يعضوا ف بعض.
فنظرت له واجمة فقد وصلها إحساس معين لكن لم تنطق وانتظرت ليكمل أباها حديثه.
فقال:وإنتِ الصبية اللي من بيت صالح.
وهنا صرخت راضية وضربت على فخذها وهي جالسة تولول :يا مري يا مري ! وإحنا صالحنا إيه ؟! لا لينا ف الطور ولا ف الطحين.
عبد الرحمن:ما إنتِ البنتة الوحيدة اللي ف بيت صالح ولسه مااتجوزتش.
راضية:لا يا بوي ما هيحصلش واصل ماليش صالح بالحديت دي ، لا ما هيحصلش ما هيحصلش.
وقامت من أمامهم تبكي وتولول على حالها ذاهبة لحجرتها.
وعند العائلة الأخري.
ينزل شاب من الطابق الأعلى داخل منزل ويبدو أنه مستيقظ تواً من نومه فيجد أمه و إخوته و زوجات إخوته مجتمعين.
قاسم (الأخ الأكبر) :كل دي راجد ؟
علي (الشاب) :يا خوي كان عندي نبطشية و جيت بعد صلاة الجمعة.
كامل(الاخ الأوسط ):جرى إيه يا واد بوي؟؟مش عايش ويانا ولا داري بأي شيء.
علي:في إيه بس؟؟كل دي عشان ما جيتش جعدة الرجالة ؟؟!!
حسني(الأم ):ما عشية يا وليدي كانت جعدة الرجالة عشان اللي بناتنا وبين بيت صالح ، إسمع اللي عيجوله عليه خواتك يا ولدي.
منال(زوجة الكبير) :واه يا مرت عمي ، مش ياكل لجمة لاول.
علي:لجمة ايه بس ! الموضوع شكله واعر جوي ، جول يا واد بوي.
قاسم :عشية اتفج الكل على جرار و جرينا كلاتنا عليه الفاتحة يعني ما عينفعش حد يجول لا ولا يرد كلمة.
علي:مفهوم طبعاً هم ولاد عمنا يعملوها ويدبسونا فيها ، هه كمل كمل إستر يا ستار.
قاسم:الإتفاج إن واد وصبية من بيت علي ياخدوا واد وصبية من بيت صالح ولما يتجوزوا ويصير النسب و الدم و عنبجى عيلة واحدة ويد واحدة.
علي:طب والله رأي زين جوي وعين العجل ولو كنت حضرت عشية كنت جولته ، ومين عياخد مين عاد ؟؟
منال:أختي عياخدها الأستاذ عصام المحامي.
علي:أعرفه ، ده راجل زين صوح و ولد أصول ، عاجل و عيخاف على بنتنا صوح ، ماهم لازمن يختاروا الناس الزينة العاجلة عشان ما يغفلجوهاش عل كل.
قاسم:وإنت عتاخد راضية بنت الحاج صالح.
علي:إيييييييه ؟!!!وأنا صالحي إيه بالموضوع المجندل دي ، لا يا خوي ما عينفعش.
قاسم:وااااه !!! ماانت لساتك ماسك ربابة وبتجول وتعيد عل الإتفاج وإنه زين وما عرفش اية دلجيتي ما عينفعش!!!!!
كامل:وماعينفعش نرجع ف كلمتنا بعد ما جرينا الفاتحةالناس تاكل وشنا.
علي:أنا مش بنتة عتجولي اتجوزي دي أجول آمين كيف يا خوي ؟ كيف يامي ؟ راجل ينجبر على جوازة كيف دي ؟؟؟!!!
حسني:خلص الحديت يا ولدي على إجده.
منال:ما كت خت خيتي م الاول يا علي أهي كانت أحسنلك م الغريبة دي.
علي:سكت مرتك يا جاسم.
أسماء (زوجة الأوسط) :بس نسمع إنها زينة وجمرة وعيحكوا و يتحاكوا على جمالها و أدبها وشطارتها.
منال:ماتنجي كلامك يامرة إنتِ ، عتكون احسن من خيتي يعني ؟؟!!!
حسني:إسكتي ساكتة انت و هي ، بص يا ولدي عارفة والله إنه واعر عليك جوي بس ما باليد حيلة ، خدها و نفذ حديت الرجالة عشان دي الأصول وخليها وبعد إجده إبجى اتجوز اللي تريدها وماحدش عيجدر يجول حاجة المهم ما تطلجهاش.
علي:إيه الحديت الماسخ دي ؟! ترضيها لبت من بيت علي يا مي؟؟!!!
منال:وهم بنات بيت علي عيتساوو بالغريبة ؟؟
علي :اللهم طولك ياروح ! ما تكتمي يا مرة إنتِ.
حسني:فزي إنتِ وهي جومو من اهني.
فانصرفت منال على مضد وأسماء خلفها.
حسني:خلاص يا ولدي الحديت خلص على إجده وأنا عاخد حريم خواتك ونروح نعملوا الواجب ونشوف العروسة، ونتفج على يوم ياجو فيه رجالة العيلة ويجعدوا يتفجوا ويجروا الفاتحة ، لما نشوف عيتشرطوا علينا ولا ايه ؟! بيجولوا بترفض اللي ياجيلها ، أما نشوف شكلها كيف السفير عزيزة دي.
وسكت علي بعد جدال طويل لم يثمر على أي شيء.
ونكمل الحلقة الجاية.
NoonaAbdElWahed
(3)
(بقلم :نهال عبد الواحد )
مرت أيام و راضية حزينة للغاية و معتزلة الجميع حتى وإن فعلت ما تفعله من أعمال البيت فتقوم به مجرد تحصيل حاصل دون التحدث لأي منهم حتى إنها لا تجلس معهم أصلاً مما زاد من حزن أبيها و أخيها عليها.
وذات يوم جاءتها كريمة في حجرتها.
كريمة :إيه يا زينة البنتة ، ما تاجي تجعدي معانا يا عروسة.
راضية :سايج عليكِ النبي يا شيخة ما تجولي عروسة دي.
كريمة :أمال انت ايه ؟؟!!
راضية :فوتيني لحالي ما فايجالكيش.
كريمة :هي عمايلك دي عتغير حاجة و لا إيه ؟؟
راضية :ما عتغيرش ، فوتيني لحالي دلجيتي.
كريمة :طب جهزي حالك عشان ننزلوا نشتروا فستان جديد تجابلي بيه حماتك و سلايفك.
راضية :ما عجبش حاجة.
كريمة :خلاص أبجى أديكي فستان شختي، بس لزمن عننزل نجيب جهازك .
راضية :أباي على زنك يا كريمة!!
كريمة :طب إنزلي إجعدي معانا اتفرجي عل مسلسل مع العيال ؛إتوحشوكي كتير ، يلا الله يهديكي.
وقامت معها راضية بالفعل و خرجت أخيراً من غرفتها لكن ما أن جلست قليلاً حتى جاءت إحدى زوجات عمها ، وما أن علمت راضية بمجيئها حتى تأففت وندمت على خروجها من حجرتها.
كريمة :أهلاً يا مرت عمي.
السيدة :مرحب يا بنيتي ، كيفك يا راضية يا عروسة.
وسلمت عليها بطريقة أغضبتها.
راضية :إتفضلي يا عمتي رتيبة.
رتيبة :واه !!! مالك!!! عدمانة وخسانة إجده ؟؟ إيه ما عيوكلوكيش ولا إيه ؟؟ أمال لما تبجي عند حسنى عتعملي ايه ؟ بيجولوا عنيها شديدة على حريم ولادها.
راضية:خير يا مرت عمي ، إيه الشُجة الغريبة دي ؟؟!!
رتيبة :واااه!!! جاية أبارك يا بت الأصول.
راضية :ودي من ميتى ؟؟!!
غمزت كريمة لراضية لكن راضية أكملت :من يوم ما رفضت إبنك وإنتِ ما عتبتيش إهني واصل حتى لما تشوفيني صدفة كنك شوفتي عفريت.
رتيبة :جلبك أسود جوي يا بت عزيزة.
راضية :الله يرحمها.
رتيبة :حديتك ما لادتش علي.
كريمة :جرى إيه يا مرت عمي ؟! ماانتِ عارفة راضية تطلع تطلع وتنزل عل فاضي بس جلبها أبيض.
رتيبة :لازمن تعرف إن طريجتها دي ما عتنفعشي بعد إجده ، أمال عتعملي إيه مع نسوان بيت علي ؟!
راضية:اللهم طولك يا روح ، نزلتيني من أوضتي ليه يا كريمة ؟؟؟ الله يجازيكي يا بعيدة.
كريمة:بزياداكي يا راضية ، إهدي يامرت عمي ، ععمل الشاي.
رتيبة :لا شاي ولا جهوة ، أنا غلطانة إني جيت عشان أعمل الواجب.
راضية:تشكري يا عمة.
رتيبة :شايفة يا كريمة بتكيدني.
راضية :يا مرارك الأليم يا راضية!!!
فوقفت رتيبة قائلة :ماشي يا راضية ! إبجي شوفي مين عيجيلك ف حنة ولا ف خبيز.
راضية :تشكري يا أصيلة.
رتيبة :بتتمجلتي علي يا بت عزيزة ؟؟!!
راضية :الله يرحمها عمر العيبة ما طلعت منيها.
رتيبة :جصدك ايه ؟؟؟
وهنا جاء صالح.
صالح :في إيه ؟؟؟ صوتكم عالي !!
رتيبة :شوف بتك يا حاج صالح ماتعرفش الأصول ، وانا اللي جاية أباركلها.
راضية :إنتِ بتباركي إنتِ ؟!! دي الشماتة عتنط وتفط من عينك.
صالح :بس يا راضية ما يصوحش إكده.
رتيبة :ماععتبش دارك تاني يا حاج صالح ، وابجي ربي بتك زين بدل ما ترجعلك ف الصباحية.
راضية :شرفتي يا مرت عمي.
فخرجت تلك السيدة شديدة الغضب تكاد تحرق كل ما يقابلها من شدة الغضب.
كريمة :بزياداكي يا راضية ، ما يصوحش إكده.
راضية :لا يصوح دي مرة سو العيار ما يخلعش عينها ، ينكد عليكي ربنا إنتِ وعيالك يا بعيدة ، آدي اللي خدنا منيكم.
صالح :مالك يا بنيتي إيه اللي جرالك ؟؟كنك إتعفرتي !!
راضية :ما جدراش يابوي ، مش عارفة إيه اللي بيحصلي دي ؟! دونا عن الخلج كلاتهم تموت أمي جبل إمتحانات الثانوية العامة و أجعد ف البيت ما اكملش علامي ، وكماني أتجوز غصب ، ده كتير والله حرام إكده اللي بيحصل معاي.
صالح :إستغفري ربك وبلاه الحديت الماسخ دي ، يا بتي ربك ما عيكتبش ولا يجدر إلا الخير ، حتى لو اللي ظاهر عكس إكده.
راضية :إشمعني أنا يا بوي اللي جالوا علي فل جعدة الشوم دي ، ما جولتش لا ليه ؟! ولا ما صدجت ؟!
صالخ :إنتِ عارفة إن ماحدش ينفع يجول لا ، و بعدين لجل حظك انت البنتة الوحيدة العذبة اللي ف العيلة ، نعمل إيه ؟؟
راضية:حظي أسود وعارفاه.
صالح :يابتي حرام إكده ، إستغفري ربك وبزياداكي حديت الكفر دي.
راضية:وأتجوز غصب عني ! يرضيك يا بوي ؟! ما عيحصلش واصل.
صالح :ويرضيكي إنتِ يا بنيتي يجولوا علي رجعت ف كلمتي ؟! عايزة الناس تاكل وشي ؟! يرضيكي أبوكي بعد العمر دي تُبجى سيرته لبانة ف بج الخلايج ؟! عايزة تحطي راس أبوكي ف الطين يا راضية ؟!
راضية :لا عشت ولا كنت يا بوي.
وانحنت مقبلة يده.
صالح :يُبجى ترضي بنصيبك يا بنيتي وإن شاء الله كل خير.
فقبلها من جبهتها و تركته وذهبت لغرفتها لوحدتها من جديد.
وذات يوم جاءت حماتها حسنى وزوجتي إبنيها منال وأسماء ليروا العروسة و يتفقدوها.
وكانت كريمة قد أعطتها فستان جميل من أشياءها وجلست تزينها لكن راضية كان لا طاقة لها لأي شئ فقامت من فورها.
راضية :بزياداكي يا كريمة. كفاية إكده.
كريمة : عايزة حريم بيت علي يتجننوا لما يشوفوكي.
راضية :ماعتفرجش ياكريمة ، هي موتة ولا أكتر.
كريمة :والله حديتك ماسخ صوح ، بس حبيبتي ف كل أحوالك يا عروسة.
راضية بعصبية :ما تجوليش سخامة.
وهنا دخل عبد الرحمن ثم قال :إيه يا كريمة مزعلة زينة العرايس ليه ؟؟
راضية :يييبه ، سايج عليك النبي يا شيخ ما تجولها ولا تفكرني بالمرار الطافح دي.
فضحك أخوها وقباها من راسه وقال :يستاهل اللي عيجراله ، حفر جبره بيده ، إنزلي ياكريمة إجعدي مع الحريم تحت لحد ما راضية تنزل.
وانصرفت كريمة وأكمل هو حديثه :إهدي يا خيتي وما تديش لحد فرصة يغلطنا ، الله يهديكي يا خيتي الله يهديكي !
تركتهما كريمة ونزلت لإستقبال الضيفات وما أن نزلت حتى رأتهن يتغامزن ويتلمزن فلم تفهم في بادئ الأمر وسلمت عليهن وجلسن جميعاً.
كريمة :يا مرحب يا مرحب نورتونا.
حسني:ده نورك يا عروستنا.
كريمة وقد فهمتهن تواً :بس أنا مش راضية أنا بت عمها ومرت أخوها كريمة .
حسني:آاااااه يا مرحبابك!!
منال:وياتري العروسة حلوة زيكي ولا شكلها كيف ؟؟
كريمة :دلجيتي تنزل وتشوفيها وتحكمي بنفسك.
ثم قالت في نفسه :يا مرارك الطافح يا راضية ، دول طلعوا نسوان سو صوح.
وبعد قليل نزلت راضية وما أن نزلت حتى وجم الجميع ونهضن واقفات من أماكنهن فإبتسمت كريمة بانتصار و وضعت رجل على رجل .
حسنى: يا حلوة يا حلوة يا ماشا الله يا ماشا الله ! الله أكبر على جمالك ! سبحان من صور ! الله أكبر ! يا حظك الزين يا علي ! تعالي ف حضني يا حبيبتي.
فاحتضنتها بشدة و أخذتك تقبل فيه بسعادة بالغة و تخبط عليها في أجزاء متفرقة من جسدها وتمسح على شعرها الحريري الطويل للغاية ، ثم سلمت على أسماء ومنال التي قرأتها من أول وهلة وتتوقع منها الكثير، وجلس الجميع.
أجلست حسنى راضية بجوارها وكانت تحتضنها من حين لآخر وظلن يتسامرن وكانت راضية صامتة أغلب الوقت ولم تتكلم إلا رداً بمقدار إذا لزم الأمر حتى غادرن جميعهن من المنزل.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
قد تبدو أقدارنا في بدايتها مؤلمة وغير مرضية لكنها في الحقيقة خير لا نراه إلا في حينه.
ولو خيرت لاخترت ما قدر لك، فرب الخير لا يأتي إلا بخير.
في إحدى قرى الصعيد تستيقظ فتاة جميلة في الثامنة عشر من عمرها تستيقظ قبل الفجر أول من يستيقظ في البيت تأخذ حمامها وتضفر شعرها الأسود الطويل تربطه وتعصب رأسها.
تنزل وتجلس وتعجن الخبز وتغطيه وتذهب لتفعل شيئاً آخر فيؤذن الفجر فتتوضأ وتصلي وتذهب لتشعل الفرن وتجلس بجواره تفرد العجين و ترميه في النار و ينضج وتخرجه وتغطية بقطعة قماش وتضع غيره.
وهكذا حتى تنتهي فتكون الساعة قد قاربت على السابعة فتذهب للمطبخ وتعد الشاي و الفطور سريعاً لأخيها وأولاد أخيها قبل ذهابهم للمدرسة ويدخل عليها أخيها عبد الرحمن.
عبد الرحمن :صباح الخير يا راضية.
راضية:يسعد صباحك يا خوي.
عبد الرحمن :ده انت راضية عنينا إنهاردة وعاملالنا راشتة كماني ( أدوسية) تسلم يدك يا غالية.
راضية :تسلم يا خوي ، دوج وادعيلي.
عبد الرحمن:من جبل ماادوج والله ! يا ما نفسي أفرح بيكي.
راضية :بزيادة الحديت دي ، أنا إجده فرحانة بنفسي ، ست البيت وسلطانة زماني ، لا حمى تنكد عليّ ولا سلفة تكيد لي.
عبد الرحمن :إنت شديدة يا خيتي ما حدش يجدر عليكِ واصل.
راضية:عارفة ، وعشان إجده ماهعمرش وهتطلج ف الصباحية.
فضحك أخوها وقال:يا بوي على لسانك !!!
فضحكت وجاء والدها صالح :صباح الخير عليكم.
فاتجه عبد الرحمن و راضية لوالدهما يقبلان يده.
صالح :صوتكم عالي ع الصبح.
راضية تضحك:مافيش حاجة يا بوي ، بنتحدت حديت ماسخ مالوش عازة.
عبد الرحمن :كويس إنك عارفة إنه ماسخ.
راضية :فض الحديت يا ولد بوي وكفايانا رط فاضي ع الصبح.
وهنا نزل أولاد أخيها وسلموا علي جدهم وقبلوا يده وعلى أبيهم وقبلوا يده هو الآخر.
راضية:هِم ياض منك ليه وافطُروا ، أبوكوا هيتأخر عل مدرسة.
أحد الأطفال:ما عايزش رشتة يا عمتي ، عايز آكل بيض ف السمن.
عبد الرحمن :ما تاكل من سكات يا ياض ، هي عمتك عتعملها كل يوم ، ولا حد بيعرف يعملها زين زييها ؟!
فقال:ماعايزش آكل منيها.
راضية :طيب طيب ععملك ، حد عايز زييه يا عيال ؟
فأجابوا بالموافقة.
فقال الولد :طب حطيلي شوية رشتة آخدهم معاي ، أحمد صاحبي عيحب الرشتة بتاعة عمتي.
عبد الرحمن:عجبال ما تحبها إنت التاني.
راضية :ده إبن أم صبري اللي ف الشارع اللي جارنا.
الولد:آاااااااااه !
راضية:لما تاجي م المدرسة أديك تشيعلهم حبة عليهم الجيمة ، اللي يخرج من بيت صالح لازمن يملى العين ويليج بمجامنا.
ثم نادت على أخرى:إنت يابت هاتي المشاطة أمشطلك شعراتك ، يلا همي أبوكي عايز يمشي.
عبد الرحمن :وفين أمهم بت المركوب دي ؟؟ مرجودة فوج وخلاص ما لهاش عازة وإنتِ تعملي كل حاجة.
راضية :ما ليكش صالح بيها يا عبده ، دي حبلى و تعبانة وشجيانة مع عيالها ، وأنا بعرف ميتى أشغلها وميتى أريحها.
عبد الرحمن :خليكي إجده جلعي فيها يا خيتي هي وعيالها ، حلط ماسخ.
راضية:ما جلتلك ما لكش صالح إنت بشغل الحريم وما تخوتش راسك ، أهي مشطت شعرات البت و بجيت زينة زي الجمر ، هم إنت عشان إتأخرت عل مدرسة يا أستاذ عبده .
وخرج عبد الرحمن وأبناءه ذاهبون إلى المدرسة يسلمون على من يقابلون في طريقهم فهو مدرس بالمدرسة وأهل القرية تلاميذه.
وبعد الظهر بقليل يبدأ التلاميذ بالخروج من المدرسة و العودة لبيوتهم وقد إعتاد أخيها أن يذهب لوالده في دكان لهم ويطل معه حتى صلاة العصر يصليان و يعودان للمنزل لتناول الغداء ثم ينام حتى قبيل المغرب فيستيقظا ويجلسون جميعاً معاً لشرب الشاي ثم يخرج بعدها لصلاة المغرب مع أبيه ويذهبان للدكان بعد ذلك حتى الليل.
وقبيل المغرب كان عبد الرحمن و والده يتحدثان فجاءتهما راضية بأكواب الشاي.
صالح:تسلم يدك يا بنيتي.
راضية :يسلملنا حسك ف الدنيا يا بوي.
عبد الرحمن:برضيكي سايباها مرجودة وإنت اللي عتعملي كل حاجة!!!
راضية :جرى إيه يا عبده ؟؟انت أول واحد عارف إن مرتك هي اللي طابخة إنهاردة فبلاش تعملهم عليّ ، صالح مرتك يا عبده و بزياداك.
عبد الرحمن:عملالي أم العريف ؟!!!!
راضية :بس عارفاك ياواد بوي ، وكماني ما عحبش الظلم والإفتري ، ودي بت عمك فبزيادة.
صالح:ربنا يراضيكي يا بنيتي زي مابتراضي بنت عمك ، إسمع كلام خيتك وأول ما ناجي م الجعدة الشوم دي ، لازمن تصالحها ، صلح زين هه!!!
عبد الرحمن:حاضر يا بوي.
فضحكت راضية:ما بلاش الحركات دي وإعترف إنك إتوحشتها.
عبد الرحمن:بس يا بت.
ثم قالت :جعدة إيه يا بوي ؟؟!!!
صالح:هو حدانا غيرهم ، ولاد عمك اللي ربنا بالينا بيهم وما عيسكتوش إلا لما يجيبولنا مصيبة.
راضية:مالهم ؟؟
عبد الرحمن:مسكوا ف ولاد بيت علي ، والتنين شبعوا بعض جتل ، وادينا رايحيين جعدة الرجالة ، جعدة صلح وربنا يجيب العواجب سليمة المرة دي.
راضية :وبعدهالهم ولاد عمي دول ، شكلهم هيجيبلنا مصيبة صوح ، وكنت زعلان يا بوي لما رفضتهم كلاتهم لما أتجدمولي ؟!!
صالح:يا بتي كانوا أولى بيكِ م الغريب .
راضية:لا جريب ولا غريب يا بوي ، هم دول رجالة دول ، جاهم الهم بيعملوا كل بلوة وبلوة ، ما تروحش يا بوي مالناش صالح ، سيبهم يتعكوا فيها لحالهم.
صالح :وااه يا بنيتي ، كيف دي؟!! ولما تتعجد بين بيت صالح وبيت علي ويضربوا ف بعض ما هيميزوشي وجتها ، وعيتاخد العاطل بالباطل ، و ما عينفعش نجول وجتيها مالناش صالح ، التار ناره جايدة وبحور دم غريجة ما عتنتهيش ، هم يا عبده خلينا نلحج صلاة المغرب.
راضية :ربنا يجيب العواجب سليمة.
ونكمل الحلقة الجاية
NoonaAbdElWahed
-----------------------------------------------------------
بدايةً ألف شكر لكل من أخد من وقته وتفضل مشكوراً وقرأ قصتي،
لكن ملحوظة،
اللهجة المستخدمة مش مألفاها للناس المعترضة على اللهجة وشايفاها أوفر ، دي فعلاً لهجة موجودة وقعدت مع ناس وبتتكلم بالطريقة دي مش من إختراعي ،
أكيد في فرق بين اللهجات الصعيدية من محافظة لأخرى ومن قرية لأخرى وياريت حضراتكم تراعوا ده ، فمش معنى إن في ناس بالفعل من الصعيد بتقرأ إنها تحكم على اللهجة دي لأنها موجودة بالفعل ،
ومرة تانية ألف شكر لحضراتكم،
(2)
(بقلم : نهال عبد الواحد )
خرج الحاج صالح و ولده لصلاة المغرب ،ثم ذهبا لمجلس الرجال في بيت أحد كبار النجع وهو رجل مهاب و حكيم له كلمة مسموعة للعائلتين.
وإجتمعت العائلتين وأخذ كلا منهما يقص ما حدث ويرمي باللوم على الطرف الآخر ؛ و لأن ذلك لم يكن الخلاف الأول بين العائلتين وإن ترك الأمر هكذا ستنزف بحور من الدم في حروب الثأر والسبب لا شيء.
وبعد عدة ساعات من الجذب و الشد والهجوم في الحديث تقرر قرار لا يمكن الرجعة فيه بأي حال ومن يعود فيه سيصير ناقضاً للعهد و سيقع عليه العقاب الذي يستحقه غير ما سيقال عنه.
تقرر أن يتزوج شاب و فتاة من العائلة الأولى بشاب وفتاة من العائلة الثانية ، وبذلك سيصبح هناك نسب ودم بينهما فتصير العائلتان عائلة واحدة فتحقن الدماء ولا يحق لأحد الإعتراض أو الرجوع في ذلك و قد تم إختيار هؤلاء الشباب بالإسم.
بعد خروج صالح وعبدالرحمن جلست راضية بعض الوقت مع كريمة زوجة أخيها و أولاده ؛ حيث أنه سيصبح الجمعة يوم راحتها وظلت جالسة معهم يشاهدون التلفاز ، و قد تأخر أبيها وأخيها ومع إرهاقها غلبها النعاس فذهبت للنوم في غرفتها.
عاد صالح وعبد الرحمن متأخرين بهيئة غير الهيئة و حمدا الله أن كل من بالبيت قد نام.
وفي صباح الجمعة وكانت راضية قد إعتادت علي الإستيقاظ فيه متأخراً فليس هناك خبيز اليوم ؛ وأعني بمتأخراً أي في حدود التاسعة فتستيقظ وتقوم ببعض أعمال المنزل ثم تعد الفطور ليتناولوه قبل الذهاب لصلاة الجمعة.
وعقب صلاة العصر ككل يوم تعد الغداء و يجلس الجميع و بالفعل قد كان ، لكن وجه صالح و عبد الرحمن متغيرا كثيراً.
ورغم فضولها الشديد لتعرف ما خطب أباها وأخاها وأيضاً تود أن تعرف ما حدث بالأمس وعلى أي شيء قد إنتهى ذلك المجلس ؟؟
راضية:مالكم ساكتين ليه م الصبح ؟؟!!!واكلين سد الحنك؟؟؟ إستنظرتكم عشية بس إنتو إتأخرتم فرجدت ، في إيه ؟ شكلكم ما يطمنش!!
فإستدار عبد الرحمن بوجهه عنها ونظر لأبيه يشير إليه أن يتحدث فهو لا يستطيع سرد أي شيء.
صالح:شوفي يا بنيتي هي الجعدة طولت فتأخرنا.
راضية:خير إن شاء الله.
صالح:انت عارفة طبعاً إن الحكم ف الجعدات دي نافذ وما منوشي رجعة واللي يرجع هو حر والجاني على روحه.
راضية:ما فهماش حاجة.
صالح :الحكم اللي اتحكم بيه واتفج عليه العيلتين واتعاهدوا وجريوا الفاتحة عليه ، يُبجى... يُبجى... واد و صبية من بيت صالح يتجوزوا واد وصبية من بيت علي ؛ فيبجوا بعد النسب والخلفة دم واحد وعيلة واحدة ما يجدروش يعضوا ف بعض.
فنظرت له واجمة فقد وصلها إحساس معين لكن لم تنطق وانتظرت ليكمل أباها حديثه.
فقال:وإنتِ الصبية اللي من بيت صالح.
وهنا صرخت راضية وضربت على فخذها وهي جالسة تولول :يا مري يا مري ! وإحنا صالحنا إيه ؟! لا لينا ف الطور ولا ف الطحين.
عبد الرحمن:ما إنتِ البنتة الوحيدة اللي ف بيت صالح ولسه مااتجوزتش.
راضية:لا يا بوي ما هيحصلش واصل ماليش صالح بالحديت دي ، لا ما هيحصلش ما هيحصلش.
وقامت من أمامهم تبكي وتولول على حالها ذاهبة لحجرتها.
وعند العائلة الأخري.
ينزل شاب من الطابق الأعلى داخل منزل ويبدو أنه مستيقظ تواً من نومه فيجد أمه و إخوته و زوجات إخوته مجتمعين.
قاسم (الأخ الأكبر) :كل دي راجد ؟
علي (الشاب) :يا خوي كان عندي نبطشية و جيت بعد صلاة الجمعة.
كامل(الاخ الأوسط ):جرى إيه يا واد بوي؟؟مش عايش ويانا ولا داري بأي شيء.
علي:في إيه بس؟؟كل دي عشان ما جيتش جعدة الرجالة ؟؟!!
حسني(الأم ):ما عشية يا وليدي كانت جعدة الرجالة عشان اللي بناتنا وبين بيت صالح ، إسمع اللي عيجوله عليه خواتك يا ولدي.
منال(زوجة الكبير) :واه يا مرت عمي ، مش ياكل لجمة لاول.
علي:لجمة ايه بس ! الموضوع شكله واعر جوي ، جول يا واد بوي.
قاسم :عشية اتفج الكل على جرار و جرينا كلاتنا عليه الفاتحة يعني ما عينفعش حد يجول لا ولا يرد كلمة.
علي:مفهوم طبعاً هم ولاد عمنا يعملوها ويدبسونا فيها ، هه كمل كمل إستر يا ستار.
قاسم:الإتفاج إن واد وصبية من بيت علي ياخدوا واد وصبية من بيت صالح ولما يتجوزوا ويصير النسب و الدم و عنبجى عيلة واحدة ويد واحدة.
علي:طب والله رأي زين جوي وعين العجل ولو كنت حضرت عشية كنت جولته ، ومين عياخد مين عاد ؟؟
منال:أختي عياخدها الأستاذ عصام المحامي.
علي:أعرفه ، ده راجل زين صوح و ولد أصول ، عاجل و عيخاف على بنتنا صوح ، ماهم لازمن يختاروا الناس الزينة العاجلة عشان ما يغفلجوهاش عل كل.
قاسم:وإنت عتاخد راضية بنت الحاج صالح.
علي:إيييييييه ؟!!!وأنا صالحي إيه بالموضوع المجندل دي ، لا يا خوي ما عينفعش.
قاسم:وااااه !!! ماانت لساتك ماسك ربابة وبتجول وتعيد عل الإتفاج وإنه زين وما عرفش اية دلجيتي ما عينفعش!!!!!
كامل:وماعينفعش نرجع ف كلمتنا بعد ما جرينا الفاتحةالناس تاكل وشنا.
علي:أنا مش بنتة عتجولي اتجوزي دي أجول آمين كيف يا خوي ؟ كيف يامي ؟ راجل ينجبر على جوازة كيف دي ؟؟؟!!!
حسني:خلص الحديت يا ولدي على إجده.
منال:ما كت خت خيتي م الاول يا علي أهي كانت أحسنلك م الغريبة دي.
علي:سكت مرتك يا جاسم.
أسماء (زوجة الأوسط) :بس نسمع إنها زينة وجمرة وعيحكوا و يتحاكوا على جمالها و أدبها وشطارتها.
منال:ماتنجي كلامك يامرة إنتِ ، عتكون احسن من خيتي يعني ؟؟!!!
حسني:إسكتي ساكتة انت و هي ، بص يا ولدي عارفة والله إنه واعر عليك جوي بس ما باليد حيلة ، خدها و نفذ حديت الرجالة عشان دي الأصول وخليها وبعد إجده إبجى اتجوز اللي تريدها وماحدش عيجدر يجول حاجة المهم ما تطلجهاش.
علي:إيه الحديت الماسخ دي ؟! ترضيها لبت من بيت علي يا مي؟؟!!!
منال:وهم بنات بيت علي عيتساوو بالغريبة ؟؟
علي :اللهم طولك ياروح ! ما تكتمي يا مرة إنتِ.
حسني:فزي إنتِ وهي جومو من اهني.
فانصرفت منال على مضد وأسماء خلفها.
حسني:خلاص يا ولدي الحديت خلص على إجده وأنا عاخد حريم خواتك ونروح نعملوا الواجب ونشوف العروسة، ونتفج على يوم ياجو فيه رجالة العيلة ويجعدوا يتفجوا ويجروا الفاتحة ، لما نشوف عيتشرطوا علينا ولا ايه ؟! بيجولوا بترفض اللي ياجيلها ، أما نشوف شكلها كيف السفير عزيزة دي.
وسكت علي بعد جدال طويل لم يثمر على أي شيء.
ونكمل الحلقة الجاية.
NoonaAbdElWahed
(3)
(بقلم :نهال عبد الواحد )
مرت أيام و راضية حزينة للغاية و معتزلة الجميع حتى وإن فعلت ما تفعله من أعمال البيت فتقوم به مجرد تحصيل حاصل دون التحدث لأي منهم حتى إنها لا تجلس معهم أصلاً مما زاد من حزن أبيها و أخيها عليها.
وذات يوم جاءتها كريمة في حجرتها.
كريمة :إيه يا زينة البنتة ، ما تاجي تجعدي معانا يا عروسة.
راضية :سايج عليكِ النبي يا شيخة ما تجولي عروسة دي.
كريمة :أمال انت ايه ؟؟!!
راضية :فوتيني لحالي ما فايجالكيش.
كريمة :هي عمايلك دي عتغير حاجة و لا إيه ؟؟
راضية :ما عتغيرش ، فوتيني لحالي دلجيتي.
كريمة :طب جهزي حالك عشان ننزلوا نشتروا فستان جديد تجابلي بيه حماتك و سلايفك.
راضية :ما عجبش حاجة.
كريمة :خلاص أبجى أديكي فستان شختي، بس لزمن عننزل نجيب جهازك .
راضية :أباي على زنك يا كريمة!!
كريمة :طب إنزلي إجعدي معانا اتفرجي عل مسلسل مع العيال ؛إتوحشوكي كتير ، يلا الله يهديكي.
وقامت معها راضية بالفعل و خرجت أخيراً من غرفتها لكن ما أن جلست قليلاً حتى جاءت إحدى زوجات عمها ، وما أن علمت راضية بمجيئها حتى تأففت وندمت على خروجها من حجرتها.
كريمة :أهلاً يا مرت عمي.
السيدة :مرحب يا بنيتي ، كيفك يا راضية يا عروسة.
وسلمت عليها بطريقة أغضبتها.
راضية :إتفضلي يا عمتي رتيبة.
رتيبة :واه !!! مالك!!! عدمانة وخسانة إجده ؟؟ إيه ما عيوكلوكيش ولا إيه ؟؟ أمال لما تبجي عند حسنى عتعملي ايه ؟ بيجولوا عنيها شديدة على حريم ولادها.
راضية:خير يا مرت عمي ، إيه الشُجة الغريبة دي ؟؟!!
رتيبة :واااه!!! جاية أبارك يا بت الأصول.
راضية :ودي من ميتى ؟؟!!
غمزت كريمة لراضية لكن راضية أكملت :من يوم ما رفضت إبنك وإنتِ ما عتبتيش إهني واصل حتى لما تشوفيني صدفة كنك شوفتي عفريت.
رتيبة :جلبك أسود جوي يا بت عزيزة.
راضية :الله يرحمها.
رتيبة :حديتك ما لادتش علي.
كريمة :جرى إيه يا مرت عمي ؟! ماانتِ عارفة راضية تطلع تطلع وتنزل عل فاضي بس جلبها أبيض.
رتيبة :لازمن تعرف إن طريجتها دي ما عتنفعشي بعد إجده ، أمال عتعملي إيه مع نسوان بيت علي ؟!
راضية:اللهم طولك يا روح ، نزلتيني من أوضتي ليه يا كريمة ؟؟؟ الله يجازيكي يا بعيدة.
كريمة:بزياداكي يا راضية ، إهدي يامرت عمي ، ععمل الشاي.
رتيبة :لا شاي ولا جهوة ، أنا غلطانة إني جيت عشان أعمل الواجب.
راضية:تشكري يا عمة.
رتيبة :شايفة يا كريمة بتكيدني.
راضية :يا مرارك الأليم يا راضية!!!
فوقفت رتيبة قائلة :ماشي يا راضية ! إبجي شوفي مين عيجيلك ف حنة ولا ف خبيز.
راضية :تشكري يا أصيلة.
رتيبة :بتتمجلتي علي يا بت عزيزة ؟؟!!
راضية :الله يرحمها عمر العيبة ما طلعت منيها.
رتيبة :جصدك ايه ؟؟؟
وهنا جاء صالح.
صالح :في إيه ؟؟؟ صوتكم عالي !!
رتيبة :شوف بتك يا حاج صالح ماتعرفش الأصول ، وانا اللي جاية أباركلها.
راضية :إنتِ بتباركي إنتِ ؟!! دي الشماتة عتنط وتفط من عينك.
صالح :بس يا راضية ما يصوحش إكده.
رتيبة :ماععتبش دارك تاني يا حاج صالح ، وابجي ربي بتك زين بدل ما ترجعلك ف الصباحية.
راضية :شرفتي يا مرت عمي.
فخرجت تلك السيدة شديدة الغضب تكاد تحرق كل ما يقابلها من شدة الغضب.
كريمة :بزياداكي يا راضية ، ما يصوحش إكده.
راضية :لا يصوح دي مرة سو العيار ما يخلعش عينها ، ينكد عليكي ربنا إنتِ وعيالك يا بعيدة ، آدي اللي خدنا منيكم.
صالح :مالك يا بنيتي إيه اللي جرالك ؟؟كنك إتعفرتي !!
راضية :ما جدراش يابوي ، مش عارفة إيه اللي بيحصلي دي ؟! دونا عن الخلج كلاتهم تموت أمي جبل إمتحانات الثانوية العامة و أجعد ف البيت ما اكملش علامي ، وكماني أتجوز غصب ، ده كتير والله حرام إكده اللي بيحصل معاي.
صالح :إستغفري ربك وبلاه الحديت الماسخ دي ، يا بتي ربك ما عيكتبش ولا يجدر إلا الخير ، حتى لو اللي ظاهر عكس إكده.
راضية :إشمعني أنا يا بوي اللي جالوا علي فل جعدة الشوم دي ، ما جولتش لا ليه ؟! ولا ما صدجت ؟!
صالخ :إنتِ عارفة إن ماحدش ينفع يجول لا ، و بعدين لجل حظك انت البنتة الوحيدة العذبة اللي ف العيلة ، نعمل إيه ؟؟
راضية:حظي أسود وعارفاه.
صالح :يابتي حرام إكده ، إستغفري ربك وبزياداكي حديت الكفر دي.
راضية:وأتجوز غصب عني ! يرضيك يا بوي ؟! ما عيحصلش واصل.
صالح :ويرضيكي إنتِ يا بنيتي يجولوا علي رجعت ف كلمتي ؟! عايزة الناس تاكل وشي ؟! يرضيكي أبوكي بعد العمر دي تُبجى سيرته لبانة ف بج الخلايج ؟! عايزة تحطي راس أبوكي ف الطين يا راضية ؟!
راضية :لا عشت ولا كنت يا بوي.
وانحنت مقبلة يده.
صالح :يُبجى ترضي بنصيبك يا بنيتي وإن شاء الله كل خير.
فقبلها من جبهتها و تركته وذهبت لغرفتها لوحدتها من جديد.
وذات يوم جاءت حماتها حسنى وزوجتي إبنيها منال وأسماء ليروا العروسة و يتفقدوها.
وكانت كريمة قد أعطتها فستان جميل من أشياءها وجلست تزينها لكن راضية كان لا طاقة لها لأي شئ فقامت من فورها.
راضية :بزياداكي يا كريمة. كفاية إكده.
كريمة : عايزة حريم بيت علي يتجننوا لما يشوفوكي.
راضية :ماعتفرجش ياكريمة ، هي موتة ولا أكتر.
كريمة :والله حديتك ماسخ صوح ، بس حبيبتي ف كل أحوالك يا عروسة.
راضية بعصبية :ما تجوليش سخامة.
وهنا دخل عبد الرحمن ثم قال :إيه يا كريمة مزعلة زينة العرايس ليه ؟؟
راضية :يييبه ، سايج عليك النبي يا شيخ ما تجولها ولا تفكرني بالمرار الطافح دي.
فضحك أخوها وقباها من راسه وقال :يستاهل اللي عيجراله ، حفر جبره بيده ، إنزلي ياكريمة إجعدي مع الحريم تحت لحد ما راضية تنزل.
وانصرفت كريمة وأكمل هو حديثه :إهدي يا خيتي وما تديش لحد فرصة يغلطنا ، الله يهديكي يا خيتي الله يهديكي !
تركتهما كريمة ونزلت لإستقبال الضيفات وما أن نزلت حتى رأتهن يتغامزن ويتلمزن فلم تفهم في بادئ الأمر وسلمت عليهن وجلسن جميعاً.
كريمة :يا مرحب يا مرحب نورتونا.
حسني:ده نورك يا عروستنا.
كريمة وقد فهمتهن تواً :بس أنا مش راضية أنا بت عمها ومرت أخوها كريمة .
حسني:آاااااه يا مرحبابك!!
منال:وياتري العروسة حلوة زيكي ولا شكلها كيف ؟؟
كريمة :دلجيتي تنزل وتشوفيها وتحكمي بنفسك.
ثم قالت في نفسه :يا مرارك الطافح يا راضية ، دول طلعوا نسوان سو صوح.
وبعد قليل نزلت راضية وما أن نزلت حتى وجم الجميع ونهضن واقفات من أماكنهن فإبتسمت كريمة بانتصار و وضعت رجل على رجل .
حسنى: يا حلوة يا حلوة يا ماشا الله يا ماشا الله ! الله أكبر على جمالك ! سبحان من صور ! الله أكبر ! يا حظك الزين يا علي ! تعالي ف حضني يا حبيبتي.
فاحتضنتها بشدة و أخذتك تقبل فيه بسعادة بالغة و تخبط عليها في أجزاء متفرقة من جسدها وتمسح على شعرها الحريري الطويل للغاية ، ثم سلمت على أسماء ومنال التي قرأتها من أول وهلة وتتوقع منها الكثير، وجلس الجميع.
أجلست حسنى راضية بجوارها وكانت تحتضنها من حين لآخر وظلن يتسامرن وكانت راضية صامتة أغلب الوقت ولم تتكلم إلا رداً بمقدار إذا لزم الأمر حتى غادرن جميعهن من المنزل.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق