رواية- حبي الأول و الأخير - الحلقات1:3- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
هذه الرواية هي أول عمل كتابي لي على الإطلاق، من عمر الثالثة عشر وأحتفظ بها بكل سذاجتها وأخطاءها.
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الأولى
(بقلم :نهال عبدالواحد)
في ليلة من الليالي كانت هناك فتاة تقف في الشرفة دائماً وكانت تقف كل يوم تقريباً طوال الليل تغطي كتفها بشال وتظل واقفة حتي الفجر ثم تدخل وتنام كأنما تنتظر شخصاً ما.
وليلة بعد ليلة تنتظر ولا جديد لكنها تصر وتواظب الإنتظار وذات ليلة وقفت كعادتها فرأت مرادها إنه هو ، قادم من بعيد.
كان شاباً طويلاً وعريضا تبدو عليه القوة والصرامة معاً وما أن رأته حتي تهللت أساريرها و دق قلبها بشدة و فرح كل جزء منها .
فأسرعت بالداخل و وقفت أمام المرآة تعدل من هيئتها في عجالة ثم خرجت وأخذت المفتاح ثم أغلقت خلفها الباب بهدوء .
وقفت تنتظر علي أحر من الجمر وما كانت إلا لحظات حتي وصل المصعد وفتح بابه ابتسمت ابتسامة عريضة صافية تخرج من القلب أول ما رأته وقد بادلها نفس الإبتسامة الصافية العريضة.
ظلا ينظر كلا منهما الآخر يصافحه ولقاء طويل للعيون تحكي شوقها وبعد فراقها و سعادتها باللقاء بعد فراق طويل ، ربما ليس طويل في الحقيقة لكن المحب إذا ابتعد حبيبه عنه ظن أنما بعد أمدا طويلا.
قالت:حمد الله علي سلامتك.
فأجابها :الله يسلمك ، وحشتيني أوووووي.
قالت:مش أكتر مني ، غيبت علي كتير المرة دي.
فقال:غصب عني والله ، انت عارفة مش بإيدي.
فأجابت :وهنفضل كده لحد إمتي ياسيف ؟!!!
سيف بزفرة :برضو!!!!
فقالت:انت مسافة مابتيجي مسافة ما بتسافر ، بتغيب أوي وتقعد أد إيه ماعرفش أي حاجة عنك ، وكل اللي بعمله إني بفضل مستنياك كل يوم كده و خلاص .
سيف:نفس الكلام ! ما بتزهقيش يا ندي ؟! هي دي حمد الله علي السلامة ، انت عارفة م الأول طبيعة شغلي وحياتي وعمري ماهغيرها وخيرتك كذا مرة وانت اختارتي لازمته إيه الكلام ده بدل ما تبقي فخورة بي ؟!
ندي: يا سيدي فخورة بيك وكل حاجة بس يعني هو مفيش ظابط ف الداخلية غيرك ؟! أي انت اللي تتصدرلها ؟!!
سيف :ماشي ياندي اتفضلي ادخلي والصباح رباح.
ندي:تصدق واضح أوي إني وحشتك !!!!
سيف :وحشاني والله ، و وحشاني اوي بس كل مرة آجي تقولي نفس الكلمتين ونفضل متخاصمين لحد ميعاد سفري ، وأول ما امشي ترجعي تقفي لوحدك تستنيني ، انت إزاي كده ؟؟!!!
ندي :نفسي أحس بوجودي ف حياتك ، نفسي ابقي اهم حاجة ، نفسي أخرج واتفسح معاك زي كل البنات اللي بتخرج مع حبيبها.
سيف :الوقت إتأخر ياندي لو أبوكي فتح الباب وشافنا واقفين الوقفة دي دلوقتي مش هيحصل كويس.
ندي :اطمن بابا ما يعرفكش أصلاً هيشوفك امتي يا حسرة ؟!
سيف :ما يعرفنيش آه ، بس هيلاقي بنته واقفة مع شاب ف نص الليل ع السلم ، يبقي إيه ؟؟؟
ندي : يبقي تصبح على خير يا سيف.
وتركته ودخلت شقتها غاضبة وقف سيف قليلاً ثم تنهد وفتح باب شقته ودلف إليها.
وفي اليوم التالي استيقظت ندي و وقفت في الشرفة فلم تجده وشرفته مغلقة دائماً وتنظر نحو هاتفها ربما هناك اتصال او رسالة لكن لا يوجد اي شئ فزاد غضبها .
ومر يوماً بعد يوم علي ذلك الحال و لا أي خبر عنه فيزداد غضبها وجلست مع نفسها وتعود لذكريات من سنوات عديدة...
كانت ندي و والديها حديثي السكن في تلك الشقة وفي أول يوم لهم وهم يرتبون أغراضهم طرق الباب ففتحت ندي فوجدت سيدة تبدو في مثل عمر أمها تحمل صينية من الطعام فابتسمت...
وقالت :السلام عليكم حبيبتي ، أنا جارتكم ف الشقة اللي لازقة فيكم ، أنا طنطك زينب أم سيف ، ماما هنا يا حلوة ؟
فهزت برأسها أن نعم ونادت :يا ماااامااا يا ماامااا.
فخرجت إليها أمها مبتسمة :أهلاً.
زينب :السلام عليكم أنا جارتكم زينب و دي حاجة بسيطة عيش وملح والجيران لبعضيها.
فردت عليها وقالت :وأنا نعمة يا أهلاً يا أهلاً ، اتفضلي وليه التعب ده ؟! معلش لسه بنفرش والدنيا مكركبة.
زينب :وأنا مش جاية أتضايف وإيد علي إيد تساعد.
وفعلاً دخلت زينب تعاونهم..
و منذ ذلك اليوم صارت زينب ونعمة صديقتان و أختان تجلسان معاً دائماً و إن صنعت إحداهما أكلة أو شيئاً من الحلوي ترسل منه للأخري مثل الكثير من الجيران المصريين.
وذات يوم كانت ندي قادمة من الكلية وتقف على محطة القطار تنتظره فوقف بجوارها شاباً تبدو من هيئته أنه طالب بكلية الشرطة ولا تدري ما الذي جذبها نحوه وشد انتباهها فغيره من طلاب كلية الشرطة يملؤن المكان ، لكن لماذا هو بعينه رغم أنه لم ينظر إليها أصلاً ؟!!!
وبغد قليل جاء القطار وركبت ندي و ركب هو أيضاً وكانت المصادفة أن يجلسان في مقعدان متقابلان ولازال لاينظر نحوها أبداً .
مر بعض الوقت واقتربت المحطة التي ستنزل فيها ندي فوقفت ووقف الشاب في نفس اللحظة لينزل حقيبته من فوق الرف العلوي ومع حركة القطار صدمتها الحقيبة في رأسها فاعتذر إليها فهي غير مقصودة حقاً فنظرت نحوه دون رد واكتفت أن هزت رأسها بأن لا شيء.
انصرفت ندي تقف عند باب القطار حتي يقف فشعرت بمن يقف خلفها يمسك بحقيبته بيد وبالأخري يمسك ليسند لأعلي فصارت كأنها محاصرة منه واشتمت رائحة عطره الممزوجة برائحة عرق رجالي وقفت تغمض عينها ولكن القطار توقف فجأة في المحطة فاصطدمت بذلك الشاب وكادت أن تسقط فسندها بخفة و ذوق فخجلت كثيراً ونزلت من القطار تتلاقط أنفاسها ودقات قلبها متسارعة وتشعر بأن الجميع يسمع صوت قلبها كدق الطبول !
اتجهت ندي و ركبت سيارة أجرة لتكمل طريقها فوجدته هو يركب معها وأيضاً لم ينظر إليها ثم نزلت من السيارة ونزل الشاب وسارت قليلاً حتي وصلت لبيتها.
دلفت لداخل العمارة و وقفت أمام المصعد تنتظره لكنها تشعر بشخص ما يقف خلفها لكنها لم تنظر و وصل المصعد وركبته و رفعت طرف عينها فإذا به نفس الشاب معها في المصعد فاندهشت كثيرا و ظلت واجمة تحاول أن تستوعب حتي وصلت للدور الذي ستنزل فيه فنزل معها وهنا نظرت نحوه وقالت :جاي ورايا لحد هنا كمان أظن كده كتير اوي ؟!
فنظر نحوها بهدوء ورد :في إيه ؟! أنا داخل بيتنا .
ثم تركها و دخل لشقته وكانت تشعر بغيظ وغضب شديدين ولاتدري لماذا ؟؟
ولماذا أصلاً شغلت نفسها به طوال الطريق ؟
ولماذا انتبهت إليه ؟
ولماذا الآن تغضب ؟
والأغرب لماذا لم ينظر إليها حتي ولو نظرة ؟؟!!
كانت تقف في الشرفة دائماً وكانت تراه يقف ليلا يشرب كوب من الشاي او سيجارة وأحيانا يكون جالسا يقرأ او يكتب شيئاً ما لكن لم ينظر نحوها أبداً وكانت تقف و تتابعه بطرف عينها وعندما وجدته لا يلتفت إليها أبداً كانت تلتفت نحوه دون حيطة وتنظر إليه وهي في قمة غيظها !!
تتسآل لماذا لم ينظر يوماً نحوها؟؟
أليس بها اي شئ ملفت ولا اي شئ من الجمال لينظر نحوها ولا حتي من باب الفضول وحب الاستطلاع ؟
ولماذا أصلا تهتم بذلك الأمر لتلك الدرجة فإن كان لم ينظر نحوها يوماً فلتدعه ولا تشغل بالها؟؟؟؟
لكن هيهات،
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثانية
(بقلم : نهال عبدالواحد)
وذات يوم أرسلتها أمها بطبق كبير من الأرز بلبن إلى جارتهم زينب فأخذته وذهبت وكانت في حالة من الإرتباك الشديد ففتحت لها زينب بوجهها الذي لا تفارقه الإبتسامة وكانت ندي تتلفت .
زينب :ندوش حبيبتي ، إزيك ؟
ندي :الحمد لله ، ماما بعتالك ده.
زينب :تسلم إيديها تعالي خشي مفيش حد.
ندي:شكراً يا طنط ، اممممممممم ، إ. إ بس أنا كنت بشوف ولد بيقف عندكم ف البلاكونة.
زينب :آااااه ده سيف ابني ، آخر سنة ف كلية الشرطة ، بس هو مش موجود حتي لما بينزل اجازة برضو مش موجود ، مموت روحه ف التمارين والتدريب وبياخد كورسات وحاجات مش عارفة ايه بيقول نفسه يبقي ظابط مميز.
ندي :آااه ربنا يوفقه بعد إذن حضرتك.
وبدع عدة أيام و صارت بالفعل لاتراه أبداً فتأكدت أنه قد سافر للكلية لكن لا تعرف متي سيجيء فزينب لا تتحدث عنه مطلقا وندي تتحرج أن تسألها عنه فلتنتظر ولا تدري لماذا تنتظر ؟!!!!
وتمر الأيام و الأسابيع ولم يظهر او يجييء .
وذات يوم كانت في طريقها للمنزل وكانت ترتدي ملابس ضيقة بعض الشئ وإذا بمجموعة من الشباب يعاكسونها ويضايقونها وكاد الموقف يتطور لولا تدخل شخص ما هجم عليهم وضربهم بشدة فهربوا جميعاً فنظرت نحوه فوجدته هو ، إنه سيف فسعدت بشدة وفرحت كثيراً.
ندي :متشكرة أوووي ، شكراً لذوقك.
سيف غاضباً:ذوق إيه وهباب إيه ؟! إيه الزفت اللي لبساه ونازلة بيه ده ؟؟!!!
ندي متفاجأة :انت ، انت إزاي تتكلم معايا كده ؟!!!!
سيف:وانت إزاي تنزلي كده ؟؟!!!
فنظرت له ثم انصرفت غاضبة و دخلت العمارة و وقفت أمام المصعد تنتظره ثم دخلت فيه فوجدته خلفها ودخل معها فطلبت رقم الدور وادارت وجهها وما أن وصل المصعد حتي ضغط سيف علي رقم آخر فصعد المصعد .
ندي:مش تستني لما أنزل الأول !!!!
فلم ينظر نحوها ولم يرد .
فقالت غاضبة:انت فاكر نفسك إيه ؟ ده إيه الرخامة دي ؟!!!
فقال متوعداً :غلط ما بحبش.
فتوقف المصعد ففتح سيف الباب وكان آخر دور في سطح البيت.
سيف:اتفضلي مش هاكلك يعني.
فنزلت من المصعد ثم وقفت غاضبة وفي حالة غيظ شديدة وكان الهواء يطير شعرها الطويل الحريري بشكل يزيد من جمالها رغم عصبيتها وكان سيف ينظر نحوها يبتسم معجبا.
فقالت وهي تعطيه ظهرها و لازالت غاضبة :يا ريت تنجز وتقول عايزني ف إيه ؟؟
سيف :انت عصبية كده ليه ؟!!
فاستدارت له :وانت بأي حق تتكلم معايا كده ؟ أعرفك منين ؟؟!!!
سيف ويبتسم بطريقة تربكها:أنا اللي بقف ف البلاكونة اللي جنبك ماشوفتنيش قبل كده يعني ؟
ندي :إيه الثقة والجراءة اللي بتتكلم بيها دي ؟؟!
سيف بهدوء: ممنوع تماماً تنزلي من بيتكم بأي لبس ضيق أو غير لائق ، أظن الكلام واضح ،هه مفهوم ؟
فنظرت له بغضب و غيظ شديد ثم انصرفت تجري بينما هو ظل يضحك بمليء صوته.
وصلت ندي لشقتها و دخلت شديدة الغضب من تصرفاته وجرأته لماذا لم توقفه عند حده ذلك المغرور ؟؟؟؟
وإن كان يعرف أنها تراه طوال تلك الفترة لماذا تجاهلها ؟؟؟؟؟
ولماذا أصلاً تعطي لذلك الموضوع ولذلك السيف أكبر من حجمه ؟؟!!
لا لن أنتبه إليك بعد ذلك ولن أعطيك أكبر من حجمك ولن اسمع ما قلت ولتريني ماذا تفعل ؟!!
هكذا تحدث نفسها.
وفي اليوم التالي ارتدت بادي كت وبنطلون ضيق وضبطت نفسها أمام المرآة ثم قالت بتوعد :قال ممنوع قال ، وريني هتقدر تعمل إيه ياسي سيف ؟ إيه افتكرت نفسك سي السيد ؟؟؟!!
وفتحت الباب وخرجت و وقفت أمام المصعد تنتظره تضغط عليه تطلبه حتي وصل المصعد وما أن فتح الباب حتي وجدته بداخله فنظر إليها من فوقها لقدمها ثم قال بهدوء:هو انت ليه مش بتسمعي الكلام ؟
ندي:هو انت ليه بتدخل ف اللي ما يخصكش و بأي حق بتأمر وتنهي ؟؟!!
سيف:بحق انت ادتيهولي.
ندي :هو أنا عمري كلمتك يا جدع انت ؟؟!!!!!
سيف:تسمحي .
وأشار بيده أن تدخل المصعد فدخلته متأففة حتي صعد مرة أخرى لأعلي لسطح البيت ثم وصلا.
ندي:خير !! عايز مني إيه ؟!
سيف:انت زعلانة ليه ؟؟ كل ده عشان خايف عليكي!!!
ندي:وده من إيه ؟!!!!!
سيف:طب المرة اللي فاتت كان من حسن حظك إني كنت موجود واتدخلت طب لو مش موجود كان إيه اللي حصل ؟؟؟؟انت ما شوفتيش أشكالهم عاملة إزاي ؟ دي عيال مبرشمة !!!!
ندي:وقولتلك شكراً تزعألي ليه ؟ فاكرني مخبر شغال عندك ؟!!
سيف:هو ما ينفعش تتكلمي بأسلوب ألطف شوية !!
فتأففت واستدارت بوجهها فلف هو حتي وقف أمامها.
سيف:لبس زي اللي انت لابساه ده يخلي اللي يسوي واللي ما يسواش يتطاول عليكي وياريت تبطلي عند.
فنظرت له ثم سكتت.
فقال متلطفا:تعرفي إنك جميلة أوي وانت متنرفزة.
فنظرت له وكادت أن تضحك لكنها كتمت الضحكة.
سيف:هه مش هتقولي بأه كنتي بتبصي علي ليه م البلاكونة ؟!!!
فنظرت له بغيظ و همت أن تنصرف مسك سيف ساعدها لتقف ثم تركها .
سيف:ممكن تبطلي عصبية ، كل الحكاية إنك كتيرة أوي علي وأنا ماانفعكيش.
فنظرت إليه مستفهمة.
سيف:لما دخلت الشرطة كان حلمي مش إني أبقي مجرد ظابط عادي لكن اتمنيت إني أكون مميز وفعلاً اشتغلت علي نفسي كتير من يوم ما دخلت الكلية و إن شاء الله أحقق حلمي ومعني ده إن وقتي مش ملكي و معني إني أبقي مميز يعني هتصدي لأي خطر أكتر م العادي يعني شايل روحي علي إيدي يعني ما يكونش لي نقطة ضعف ، حد يلوي دراعي بيها.
ندي:عايز تقول إن كل الظباط عايشين للشغل وبس؟
سيف:لا ، أنا بتكلم عن حلمي أنا ، ظابط مش عادي رجل المهام الصعبة يعني اللي هتتلطش ف عقلها و ترضي بي تبقي عارفة إن حياتنا مش عادية ، لازم تتفهم طببعة عملي كويس تكون بتثق في تماماً و مهما ما تصدقش ومهما شافت ما تصدقش غبر مني وبس ، لازم تسمع كلامي زي ما بيتقال عشان مش دايما هيبقي مسموحلي بإجابات أو شرح ، لازم تعرف تصبر وتتحمل كتير.
ندي:مافهمتش برضو انت عايز إيه دلوقتي ؟
سيف:عارفة لما شوفتك أول مرة أول ما سكنتم وشدتيني أوي ، بس انت ما شوفتيش لحد يوم المحطة لما شوفتيني و إزاي كنتي متبعاني أوي ساعتها وبعد كده حاولت كتير أبعد عنك واتجاهلك.
ندي:تتجاهلني ؟!!!!
سيف:عشان ما أظلمكيش معايا صعب تتحملي طبيعة الحياة دي ، أكتر الوقت مش موجود ، الأخبار مقطوعة ، كل مرة هخرج ف مهمة يا عالم هرجع ولا إيه ، عشان كده باقولك ما ينفعش ، اتشديتلك ودخلتي قلبي فماحاولتش واكتفيت بده ، لكن لما شوفت إصرارك وضيقتك إني مش شايفك زي ماانت فاهمة يعني ، قولت لنفسي إزاي أضايقك أوي كده وانت عمالة تضربي أخماس ف أسداس ، إيه اللي مش عاجبه ، وما ينفعش تفكري كده.
ندي :انت ! انت إزاي ؟! انت عمرك مارفعت عينك في ! عمري ما حسيت إنك شايفني أصلاً ! وبعدين انت بتحكم علي بمناسبة إيه ؟؟!!!!
سيف:لأنك مع الوقت هتزهقي وتملي ، هتشوفي غيرك بيعيشوا حياتهم وانت لأ ، بيخرجوا ويتفسحوا ومع بعض علي طول وانت قعدة مستنية وبس.
ندي:ولو قلتلك إن رأيك ده غلط؟
سيف:هقولك فكري تاني وتالت و ألف .
ندي:فكرت واختارت ، اختارتك انت.
سيف:هسيبك وأبعد كتير.
ندي:ماشي.
سيف:مش هتعرفي عني حاجة لا ف وجودي ولا ف غيابي ، حتي مفيش إتصالات إلا نادراً.
سيف:مفيش حاجة إسمها أجازات وف أي لحظة هطلع مهمات .
ندي:ماشي.
سيف:لازم تسمعي كلامي زي ماهو من غير نقاش ولا شرح عشان مش دايما ينفع أرد.
ندي:ماشي.
سيف:هتملي وتزهقي.
ندي :لأ.
سيف:لازم تثقي في ثقة عمياء ومهما وقعوا بينا...
ندي:واثقة فيك.
سيف:ممكن أخرج لمهمك وماارجعش تاني.
ندي:لا هترجع ان شاء الله ، هفضل أدعيلك إن ربنا ينجيك و ترجع بالسلامة.
سيف:إنت إيه ؟!!!
ندي:بحبك وعايزة أفضل معاك.
ولم تدري كيف خرجت منها تلك الكلمة بتلك السهولة والتلقائية ؟؟!!!
فهي من وقت قريب لم تكن تدري سر إهتمامها به و سبب غيطها من تجاهله لها...
متي أحبته ؟؟؟
متي تغلغل الإحساس بداخلها ؟؟؟؟
كيف تجرأت وهو لازال يبعدها عنه بالذوق ؟!!!
سيف:ده أنا اللي بحبك ، وبحبك أوي كمان ، وحبك تعبني اوي ، حاسس اني بظلمك معايا كده ، شايفك كتيرة علي.
فهزت برأسها أن لا.
سيف:أنا لسه أدامي وقت لحد ما آجي واتقدم ، لازم أكبر واجتهد ،لازم ابقي قاعد مالي مكاني أدام أهلك.
ندي:وأنا هستناك.
فابتسم ومسك يدها وقبلها ،
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثالثة
( بقلم : نهال عبدالواحد)
وبعد الإعتراف المتبادل للحب ابتسم ومسك يدها وقبلها فرقص قلبها فرحاً وقلبه أشد إنه الحب الذي دخل قلوبهما فجأة وبدون استئذان ، دخل وتعمق لأقصي مكان بالقلب ، دخل وتغلغل رغم كل الحواجز و الإحتياطات.
أشهد ألا إمرأة
قد أخذت من إهتمامي نصف ما أخذتي
واستعمرتني مثلما فعلتي
و حررتني مثلما فعلتي
ودللتني مثلما فعلتي. إلا أنت
أشهد ألا إمرأة
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني... تغرقني...تشعلني....تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال. إلا أنت
أشهد ألا إمرأة
تحتل نفسي أطول إحتلال وأسعد إحتلال
تزرعني وردا دمشقيا و نعناعا وبرتقال
يا امرأة اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوماً علي سؤال
ياامرأة هي اللغات كلها لكن
تلمس بالذهن ولا تقال
(نزار قباني)
عادت ندي من ذكرياتها لقد كان صادقا معها و أخبرها وحذرها بكل ماستلاقيه ومن طبيعة عمله وحياته وهي قد وافقت و رحبت فلماذا التململ والتضجر الآن ؟؟؟!!!
جلست مع نفسها تعاتبها حينا ثم تعود لعنادها حينا أخرى ثم قطع حديثها مع نفسها جرس الباب فذهبت لتفتح فإذا بها زينب بهيئة مختلفة قلقة وتختفي ابتسامتها المعهودة.
ندي:أهلاً يا طنط مالك ؟!!
زينب :سيف تعبان من ساعة ما رجع وكان بيآوح معايا ودلوقتي سخن أوي والحرارة مش بتنزل ماعندكمش خافض للحرارة.
ندي بخضة :طب خليكي معاه وهنزل اجيبله دكتور أحسن.
وبالفعل ابدلت ملابسها سريعا وذهبت تحضر طبيبا وجاءت به وفحصه وكتب روشتة ونزلت احضرت العلاج وصارت كل يوم تحضر للاطمئنان عليه وقد لامت نفسها كثيرا علي تركها له طوال تلك الفترة.
تحسنت حالة سيف سريعاً ولم يكن يخفي علي زينب مابين ندي وسيف فهي تعرف منذ البداية لكنها لا تبدي هذه المعرفة.
ندي:عامل إيه دلوقتي ؟؟
سيف:الحمد لله أحسن كتير ، آسف تعبتك معايا.
ندي:ماتقولش كده ده حتي الجيران لبعضها.
سيف يلتفت لأمه :باقولك إيه يازوزو ياست الكل ماتقومي تعمللنا أي حاجة من إيديكي الحلوين دول.
فضحكت زينب وهي تقف وقالت:ماااااشي.
وبعد إنصرافها.
سيف:يعني لازم أعيا وأموت عشان تعبريني ؟!!!
ندي:خلاص بأه ياسيف.
سيف:عارفة ، أنا عمري ما كنت مخطط ف حياتي لحب ولا جواز لأني مش هلاقي اللي تفهمني صح.
ندي :إيه اللي انت بتقوله ده بس ؟؟
سيف:ده قبل مااشوفك وتدخلي قلبي وفضلت أقاوم والله ، لحد ما شوفتيني وعرفتيني وحسيتك حبتيني وكنت بقدم رجل و أ أخر رجل ، وقولتهالك صريحة صعب تتحملي وكنت صادق معاكي ، بس انت وافقتي ، عارف إني باقولك كده كل شوية ، بس انت كل ما تشوفيني ولا أول ماارجع من مأمورية تلوميني ؟
ندي:عشان بفتقدك جداً وانت غايب مش بعرف عنك أي حاجة ولا عمرك حكتلي عن أي حاجة.
سيف:ما ينفعش ، دي أسرار وكلمة واحدة بعمري وعمر اللي هحكيله.
ندي:مش شايف إنك أوفر أوووووي!!!!
سيف:هقولك علي سر يمكن تفهمي وتقدري وهتكوني أول وآخر حد يعرفه ولا حتي أمي وما ينفعش أي حد تاني يعرفه لا دلوقتي ولا بعدين.
ندي :خير!!!!
سيف :أنا مش مجرد ظابط ، أنا ظابط مخابرات.
فوجمت.
سيف:ماما وأي حد يعرف إن شغلي بين الصعيد و سينا ولو أي حد دور ورايا مش هيعرف أكتر من كده.
ندي:ليه يعني ده كله ؟؟!!
سيف:أكيد دلوقتي فهمتي ، كانت أمنيتي من أول يوم دخلت الكلية فيه وأنا بجهز نفسي لده ، بتمرن كتييييييير اوووووووووووي اتقن واتفوق ف كل الألعاب القتالية حتي التدريبات بتاعتنا العادية كانوا هم يجروا اتنين كيلو وأنا اتمرن علي خمسة ، اتدربت عل رمي والقنص ومن مسافات بعيدة وحتي لو الهدف متحرك ، خت كورسات ف لغات كتير ودرستها بعمق عشان اتكلم لغة حية وبلهجاتها.
لازم اللي أدامي مايعرفش عني غير اللي عايزه يفهمه وبس وابسط حاجة اللغة والجنسية ، ازاي افكر واخطط بسرعة ودقة لأن الثانية بتفرق ، إزاي ألاحظ أدق التفاصيل وأفضل فاكرها ، إزاي أضمن نجاح مهمتي من غير مااكشف نفسي ولا رجالتي وارجع بيهم سالمين ، أقدر اتحمل أقصي درجة من الجوع و العطش التعب حتي لو متصاب و بنزف.
ندي بشهقة :إنت اتصابت قبل كده ؟؟!!
فضحك سيف وخلع التي شيرت فكشف عن بدن رياضي عريض تبرز من العضلات القوية ، فأخذ يشير علي أثارا ندبات وجروح قديمة منتشرة في جسده.
فقال:ده وده وده سلاح أبيض ، وده وده وده طلقات ،وفي حاجات كتير راحت غير السحل والخرشمة ، تقدري تعتبريني بتحول لآله غير إنسانية عديمة الإحساس البشري ، أركز أخزن أقري الأفكار والعيون وبقري الشفايف كمان حتي لو عن بعد ، ما ينفعش أفقد وعيي واسكر مثلاً ولا أي حاجة تأثر في حتي لو ملكة جمال.
رفعت ندي حجابها وعقدته :سكر وبنات هو ده الشغل ؟!!
فضحك سيف وقال :في أجهزة أمنية بتجند بنات مخصوص الأغراض دي ، لكن أنا ورجالتي بنشتغل بنضافة ، ماهو ماينفعش يبقى في نقطة ضعف ولا صباعي تحت ضرس حد ، لكن نشتغل عل لاوعي بيبقي كله تمام ، أقنع اللي أدامي إن كل اللي عايزه حصل ، لا لا لا لا دماغك بتحود فين ؟؟!
ندي :ودي كمان عرفتها !!!
سيف:أمال بهري ف إيه من بدري أنا بحبك انت وأي احساس حستبه مني كان حقيقي احساس سيف ، إوعي ياندي تسمحي لحد يوقع بينا ، حتى لو شوفتي بعينك استني واسمعيني وثقي في وصدقيني.
ندي:انت اتحولت فجأة كده ليه ؟!!
سيف:ورغم كل الحب اللي جوايا ليك هفضل أخيرك.
ندي :يبقي مش واثق ف حبي ليك!!!
سيف:واثق جداً ف حبك لكن مش ف صبرك ، ندي انت بتعملي إيه من ساعة ما اتخرجتي ؟؟؟ ليه مش بتشغلي وقتك اشتغلي ادرسي أي حاجة يعني.
ندي:هو في بنات بتشتغل معاك ؟؟
فضحك ثم قال:آاااااه .
ندي بتوعد :وقعتك سودة.
فازداد ضحكه ثم قال :بس احنا لينا عاداتنا واخلاقنا وعمرنا ما هنتاجر ببناتنا حتي لو ف المهمة ، دايما بناتنا ليهم حدود.
ندي:طب أنا عايزة اشتغل معاك و هو أبقي جنبك ، ينفع ؟
فضحك وقال:ينفع تدربي.
ندي :وبعدها اشتغل معاك ؟
سيف :بعدها ! ده بعدييييييين بعدها.
وضحكا فقالت ندي:لا بجد .
سيف:بالنسبة لرأيي كقائد فبقول لسه أدامك تدريب طويل.
ندي:يعني موافق؟؟
سيف:موافق إنك تدربي عل أقل تشغلي وقتك ، خدي كورسات ابدئي مثلا بانجليزي و فرنساوي.
ندي:ياااااه وأروح معاك مهماتك.
سيف:ودي أصعب حاجة.
تدي :ليه يعني ؟
سيف:أنا ببأه واحد تاني بشخصية تانية قلباً وقالباً ، لو انت معايا بأه مش هعرف اتخلص من سيف ، و لأول مرة مش هعرف اختار مع إني لازم اختار بين واجب شغلي و واجب قلبي .
ندي :ماليش دعوة أنا عايزة أبقي معاك .
سيف:اتدربي ووريني شطارتك الأول.
ندي تنظر في ساعتها :معلش هضطر أقوم.
سيف :هتوحشيني.
فضحكت وخرجت وعادت لشقتهم.
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم.
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الأولى
(بقلم :نهال عبدالواحد)
في ليلة من الليالي كانت هناك فتاة تقف في الشرفة دائماً وكانت تقف كل يوم تقريباً طوال الليل تغطي كتفها بشال وتظل واقفة حتي الفجر ثم تدخل وتنام كأنما تنتظر شخصاً ما.
وليلة بعد ليلة تنتظر ولا جديد لكنها تصر وتواظب الإنتظار وذات ليلة وقفت كعادتها فرأت مرادها إنه هو ، قادم من بعيد.
كان شاباً طويلاً وعريضا تبدو عليه القوة والصرامة معاً وما أن رأته حتي تهللت أساريرها و دق قلبها بشدة و فرح كل جزء منها .
فأسرعت بالداخل و وقفت أمام المرآة تعدل من هيئتها في عجالة ثم خرجت وأخذت المفتاح ثم أغلقت خلفها الباب بهدوء .
وقفت تنتظر علي أحر من الجمر وما كانت إلا لحظات حتي وصل المصعد وفتح بابه ابتسمت ابتسامة عريضة صافية تخرج من القلب أول ما رأته وقد بادلها نفس الإبتسامة الصافية العريضة.
ظلا ينظر كلا منهما الآخر يصافحه ولقاء طويل للعيون تحكي شوقها وبعد فراقها و سعادتها باللقاء بعد فراق طويل ، ربما ليس طويل في الحقيقة لكن المحب إذا ابتعد حبيبه عنه ظن أنما بعد أمدا طويلا.
قالت:حمد الله علي سلامتك.
فأجابها :الله يسلمك ، وحشتيني أوووووي.
قالت:مش أكتر مني ، غيبت علي كتير المرة دي.
فقال:غصب عني والله ، انت عارفة مش بإيدي.
فأجابت :وهنفضل كده لحد إمتي ياسيف ؟!!!
سيف بزفرة :برضو!!!!
فقالت:انت مسافة مابتيجي مسافة ما بتسافر ، بتغيب أوي وتقعد أد إيه ماعرفش أي حاجة عنك ، وكل اللي بعمله إني بفضل مستنياك كل يوم كده و خلاص .
سيف:نفس الكلام ! ما بتزهقيش يا ندي ؟! هي دي حمد الله علي السلامة ، انت عارفة م الأول طبيعة شغلي وحياتي وعمري ماهغيرها وخيرتك كذا مرة وانت اختارتي لازمته إيه الكلام ده بدل ما تبقي فخورة بي ؟!
ندي: يا سيدي فخورة بيك وكل حاجة بس يعني هو مفيش ظابط ف الداخلية غيرك ؟! أي انت اللي تتصدرلها ؟!!
سيف :ماشي ياندي اتفضلي ادخلي والصباح رباح.
ندي:تصدق واضح أوي إني وحشتك !!!!
سيف :وحشاني والله ، و وحشاني اوي بس كل مرة آجي تقولي نفس الكلمتين ونفضل متخاصمين لحد ميعاد سفري ، وأول ما امشي ترجعي تقفي لوحدك تستنيني ، انت إزاي كده ؟؟!!!
ندي :نفسي أحس بوجودي ف حياتك ، نفسي ابقي اهم حاجة ، نفسي أخرج واتفسح معاك زي كل البنات اللي بتخرج مع حبيبها.
سيف :الوقت إتأخر ياندي لو أبوكي فتح الباب وشافنا واقفين الوقفة دي دلوقتي مش هيحصل كويس.
ندي :اطمن بابا ما يعرفكش أصلاً هيشوفك امتي يا حسرة ؟!
سيف :ما يعرفنيش آه ، بس هيلاقي بنته واقفة مع شاب ف نص الليل ع السلم ، يبقي إيه ؟؟؟
ندي : يبقي تصبح على خير يا سيف.
وتركته ودخلت شقتها غاضبة وقف سيف قليلاً ثم تنهد وفتح باب شقته ودلف إليها.
وفي اليوم التالي استيقظت ندي و وقفت في الشرفة فلم تجده وشرفته مغلقة دائماً وتنظر نحو هاتفها ربما هناك اتصال او رسالة لكن لا يوجد اي شئ فزاد غضبها .
ومر يوماً بعد يوم علي ذلك الحال و لا أي خبر عنه فيزداد غضبها وجلست مع نفسها وتعود لذكريات من سنوات عديدة...
كانت ندي و والديها حديثي السكن في تلك الشقة وفي أول يوم لهم وهم يرتبون أغراضهم طرق الباب ففتحت ندي فوجدت سيدة تبدو في مثل عمر أمها تحمل صينية من الطعام فابتسمت...
وقالت :السلام عليكم حبيبتي ، أنا جارتكم ف الشقة اللي لازقة فيكم ، أنا طنطك زينب أم سيف ، ماما هنا يا حلوة ؟
فهزت برأسها أن نعم ونادت :يا ماااامااا يا ماامااا.
فخرجت إليها أمها مبتسمة :أهلاً.
زينب :السلام عليكم أنا جارتكم زينب و دي حاجة بسيطة عيش وملح والجيران لبعضيها.
فردت عليها وقالت :وأنا نعمة يا أهلاً يا أهلاً ، اتفضلي وليه التعب ده ؟! معلش لسه بنفرش والدنيا مكركبة.
زينب :وأنا مش جاية أتضايف وإيد علي إيد تساعد.
وفعلاً دخلت زينب تعاونهم..
و منذ ذلك اليوم صارت زينب ونعمة صديقتان و أختان تجلسان معاً دائماً و إن صنعت إحداهما أكلة أو شيئاً من الحلوي ترسل منه للأخري مثل الكثير من الجيران المصريين.
وذات يوم كانت ندي قادمة من الكلية وتقف على محطة القطار تنتظره فوقف بجوارها شاباً تبدو من هيئته أنه طالب بكلية الشرطة ولا تدري ما الذي جذبها نحوه وشد انتباهها فغيره من طلاب كلية الشرطة يملؤن المكان ، لكن لماذا هو بعينه رغم أنه لم ينظر إليها أصلاً ؟!!!
وبغد قليل جاء القطار وركبت ندي و ركب هو أيضاً وكانت المصادفة أن يجلسان في مقعدان متقابلان ولازال لاينظر نحوها أبداً .
مر بعض الوقت واقتربت المحطة التي ستنزل فيها ندي فوقفت ووقف الشاب في نفس اللحظة لينزل حقيبته من فوق الرف العلوي ومع حركة القطار صدمتها الحقيبة في رأسها فاعتذر إليها فهي غير مقصودة حقاً فنظرت نحوه دون رد واكتفت أن هزت رأسها بأن لا شيء.
انصرفت ندي تقف عند باب القطار حتي يقف فشعرت بمن يقف خلفها يمسك بحقيبته بيد وبالأخري يمسك ليسند لأعلي فصارت كأنها محاصرة منه واشتمت رائحة عطره الممزوجة برائحة عرق رجالي وقفت تغمض عينها ولكن القطار توقف فجأة في المحطة فاصطدمت بذلك الشاب وكادت أن تسقط فسندها بخفة و ذوق فخجلت كثيراً ونزلت من القطار تتلاقط أنفاسها ودقات قلبها متسارعة وتشعر بأن الجميع يسمع صوت قلبها كدق الطبول !
اتجهت ندي و ركبت سيارة أجرة لتكمل طريقها فوجدته هو يركب معها وأيضاً لم ينظر إليها ثم نزلت من السيارة ونزل الشاب وسارت قليلاً حتي وصلت لبيتها.
دلفت لداخل العمارة و وقفت أمام المصعد تنتظره لكنها تشعر بشخص ما يقف خلفها لكنها لم تنظر و وصل المصعد وركبته و رفعت طرف عينها فإذا به نفس الشاب معها في المصعد فاندهشت كثيرا و ظلت واجمة تحاول أن تستوعب حتي وصلت للدور الذي ستنزل فيه فنزل معها وهنا نظرت نحوه وقالت :جاي ورايا لحد هنا كمان أظن كده كتير اوي ؟!
فنظر نحوها بهدوء ورد :في إيه ؟! أنا داخل بيتنا .
ثم تركها و دخل لشقته وكانت تشعر بغيظ وغضب شديدين ولاتدري لماذا ؟؟
ولماذا أصلاً شغلت نفسها به طوال الطريق ؟
ولماذا انتبهت إليه ؟
ولماذا الآن تغضب ؟
والأغرب لماذا لم ينظر إليها حتي ولو نظرة ؟؟!!
كانت تقف في الشرفة دائماً وكانت تراه يقف ليلا يشرب كوب من الشاي او سيجارة وأحيانا يكون جالسا يقرأ او يكتب شيئاً ما لكن لم ينظر نحوها أبداً وكانت تقف و تتابعه بطرف عينها وعندما وجدته لا يلتفت إليها أبداً كانت تلتفت نحوه دون حيطة وتنظر إليه وهي في قمة غيظها !!
تتسآل لماذا لم ينظر يوماً نحوها؟؟
أليس بها اي شئ ملفت ولا اي شئ من الجمال لينظر نحوها ولا حتي من باب الفضول وحب الاستطلاع ؟
ولماذا أصلا تهتم بذلك الأمر لتلك الدرجة فإن كان لم ينظر نحوها يوماً فلتدعه ولا تشغل بالها؟؟؟؟
لكن هيهات،
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثانية
(بقلم : نهال عبدالواحد)
وذات يوم أرسلتها أمها بطبق كبير من الأرز بلبن إلى جارتهم زينب فأخذته وذهبت وكانت في حالة من الإرتباك الشديد ففتحت لها زينب بوجهها الذي لا تفارقه الإبتسامة وكانت ندي تتلفت .
زينب :ندوش حبيبتي ، إزيك ؟
ندي :الحمد لله ، ماما بعتالك ده.
زينب :تسلم إيديها تعالي خشي مفيش حد.
ندي:شكراً يا طنط ، اممممممممم ، إ. إ بس أنا كنت بشوف ولد بيقف عندكم ف البلاكونة.
زينب :آااااه ده سيف ابني ، آخر سنة ف كلية الشرطة ، بس هو مش موجود حتي لما بينزل اجازة برضو مش موجود ، مموت روحه ف التمارين والتدريب وبياخد كورسات وحاجات مش عارفة ايه بيقول نفسه يبقي ظابط مميز.
ندي :آااه ربنا يوفقه بعد إذن حضرتك.
وبدع عدة أيام و صارت بالفعل لاتراه أبداً فتأكدت أنه قد سافر للكلية لكن لا تعرف متي سيجيء فزينب لا تتحدث عنه مطلقا وندي تتحرج أن تسألها عنه فلتنتظر ولا تدري لماذا تنتظر ؟!!!!
وتمر الأيام و الأسابيع ولم يظهر او يجييء .
وذات يوم كانت في طريقها للمنزل وكانت ترتدي ملابس ضيقة بعض الشئ وإذا بمجموعة من الشباب يعاكسونها ويضايقونها وكاد الموقف يتطور لولا تدخل شخص ما هجم عليهم وضربهم بشدة فهربوا جميعاً فنظرت نحوه فوجدته هو ، إنه سيف فسعدت بشدة وفرحت كثيراً.
ندي :متشكرة أوووي ، شكراً لذوقك.
سيف غاضباً:ذوق إيه وهباب إيه ؟! إيه الزفت اللي لبساه ونازلة بيه ده ؟؟!!!
ندي متفاجأة :انت ، انت إزاي تتكلم معايا كده ؟!!!!
سيف:وانت إزاي تنزلي كده ؟؟!!!
فنظرت له ثم انصرفت غاضبة و دخلت العمارة و وقفت أمام المصعد تنتظره ثم دخلت فيه فوجدته خلفها ودخل معها فطلبت رقم الدور وادارت وجهها وما أن وصل المصعد حتي ضغط سيف علي رقم آخر فصعد المصعد .
ندي:مش تستني لما أنزل الأول !!!!
فلم ينظر نحوها ولم يرد .
فقالت غاضبة:انت فاكر نفسك إيه ؟ ده إيه الرخامة دي ؟!!!
فقال متوعداً :غلط ما بحبش.
فتوقف المصعد ففتح سيف الباب وكان آخر دور في سطح البيت.
سيف:اتفضلي مش هاكلك يعني.
فنزلت من المصعد ثم وقفت غاضبة وفي حالة غيظ شديدة وكان الهواء يطير شعرها الطويل الحريري بشكل يزيد من جمالها رغم عصبيتها وكان سيف ينظر نحوها يبتسم معجبا.
فقالت وهي تعطيه ظهرها و لازالت غاضبة :يا ريت تنجز وتقول عايزني ف إيه ؟؟
سيف :انت عصبية كده ليه ؟!!
فاستدارت له :وانت بأي حق تتكلم معايا كده ؟ أعرفك منين ؟؟!!!
سيف ويبتسم بطريقة تربكها:أنا اللي بقف ف البلاكونة اللي جنبك ماشوفتنيش قبل كده يعني ؟
ندي :إيه الثقة والجراءة اللي بتتكلم بيها دي ؟؟!
سيف بهدوء: ممنوع تماماً تنزلي من بيتكم بأي لبس ضيق أو غير لائق ، أظن الكلام واضح ،هه مفهوم ؟
فنظرت له بغضب و غيظ شديد ثم انصرفت تجري بينما هو ظل يضحك بمليء صوته.
وصلت ندي لشقتها و دخلت شديدة الغضب من تصرفاته وجرأته لماذا لم توقفه عند حده ذلك المغرور ؟؟؟؟
وإن كان يعرف أنها تراه طوال تلك الفترة لماذا تجاهلها ؟؟؟؟؟
ولماذا أصلاً تعطي لذلك الموضوع ولذلك السيف أكبر من حجمه ؟؟!!
لا لن أنتبه إليك بعد ذلك ولن أعطيك أكبر من حجمك ولن اسمع ما قلت ولتريني ماذا تفعل ؟!!
هكذا تحدث نفسها.
وفي اليوم التالي ارتدت بادي كت وبنطلون ضيق وضبطت نفسها أمام المرآة ثم قالت بتوعد :قال ممنوع قال ، وريني هتقدر تعمل إيه ياسي سيف ؟ إيه افتكرت نفسك سي السيد ؟؟؟!!
وفتحت الباب وخرجت و وقفت أمام المصعد تنتظره تضغط عليه تطلبه حتي وصل المصعد وما أن فتح الباب حتي وجدته بداخله فنظر إليها من فوقها لقدمها ثم قال بهدوء:هو انت ليه مش بتسمعي الكلام ؟
ندي:هو انت ليه بتدخل ف اللي ما يخصكش و بأي حق بتأمر وتنهي ؟؟!!
سيف:بحق انت ادتيهولي.
ندي :هو أنا عمري كلمتك يا جدع انت ؟؟!!!!!
سيف:تسمحي .
وأشار بيده أن تدخل المصعد فدخلته متأففة حتي صعد مرة أخرى لأعلي لسطح البيت ثم وصلا.
ندي:خير !! عايز مني إيه ؟!
سيف:انت زعلانة ليه ؟؟ كل ده عشان خايف عليكي!!!
ندي:وده من إيه ؟!!!!!
سيف:طب المرة اللي فاتت كان من حسن حظك إني كنت موجود واتدخلت طب لو مش موجود كان إيه اللي حصل ؟؟؟؟انت ما شوفتيش أشكالهم عاملة إزاي ؟ دي عيال مبرشمة !!!!
ندي:وقولتلك شكراً تزعألي ليه ؟ فاكرني مخبر شغال عندك ؟!!
سيف:هو ما ينفعش تتكلمي بأسلوب ألطف شوية !!
فتأففت واستدارت بوجهها فلف هو حتي وقف أمامها.
سيف:لبس زي اللي انت لابساه ده يخلي اللي يسوي واللي ما يسواش يتطاول عليكي وياريت تبطلي عند.
فنظرت له ثم سكتت.
فقال متلطفا:تعرفي إنك جميلة أوي وانت متنرفزة.
فنظرت له وكادت أن تضحك لكنها كتمت الضحكة.
سيف:هه مش هتقولي بأه كنتي بتبصي علي ليه م البلاكونة ؟!!!
فنظرت له بغيظ و همت أن تنصرف مسك سيف ساعدها لتقف ثم تركها .
سيف:ممكن تبطلي عصبية ، كل الحكاية إنك كتيرة أوي علي وأنا ماانفعكيش.
فنظرت إليه مستفهمة.
سيف:لما دخلت الشرطة كان حلمي مش إني أبقي مجرد ظابط عادي لكن اتمنيت إني أكون مميز وفعلاً اشتغلت علي نفسي كتير من يوم ما دخلت الكلية و إن شاء الله أحقق حلمي ومعني ده إن وقتي مش ملكي و معني إني أبقي مميز يعني هتصدي لأي خطر أكتر م العادي يعني شايل روحي علي إيدي يعني ما يكونش لي نقطة ضعف ، حد يلوي دراعي بيها.
ندي:عايز تقول إن كل الظباط عايشين للشغل وبس؟
سيف:لا ، أنا بتكلم عن حلمي أنا ، ظابط مش عادي رجل المهام الصعبة يعني اللي هتتلطش ف عقلها و ترضي بي تبقي عارفة إن حياتنا مش عادية ، لازم تتفهم طببعة عملي كويس تكون بتثق في تماماً و مهما ما تصدقش ومهما شافت ما تصدقش غبر مني وبس ، لازم تسمع كلامي زي ما بيتقال عشان مش دايما هيبقي مسموحلي بإجابات أو شرح ، لازم تعرف تصبر وتتحمل كتير.
ندي:مافهمتش برضو انت عايز إيه دلوقتي ؟
سيف:عارفة لما شوفتك أول مرة أول ما سكنتم وشدتيني أوي ، بس انت ما شوفتيش لحد يوم المحطة لما شوفتيني و إزاي كنتي متبعاني أوي ساعتها وبعد كده حاولت كتير أبعد عنك واتجاهلك.
ندي:تتجاهلني ؟!!!!
سيف:عشان ما أظلمكيش معايا صعب تتحملي طبيعة الحياة دي ، أكتر الوقت مش موجود ، الأخبار مقطوعة ، كل مرة هخرج ف مهمة يا عالم هرجع ولا إيه ، عشان كده باقولك ما ينفعش ، اتشديتلك ودخلتي قلبي فماحاولتش واكتفيت بده ، لكن لما شوفت إصرارك وضيقتك إني مش شايفك زي ماانت فاهمة يعني ، قولت لنفسي إزاي أضايقك أوي كده وانت عمالة تضربي أخماس ف أسداس ، إيه اللي مش عاجبه ، وما ينفعش تفكري كده.
ندي :انت ! انت إزاي ؟! انت عمرك مارفعت عينك في ! عمري ما حسيت إنك شايفني أصلاً ! وبعدين انت بتحكم علي بمناسبة إيه ؟؟!!!!
سيف:لأنك مع الوقت هتزهقي وتملي ، هتشوفي غيرك بيعيشوا حياتهم وانت لأ ، بيخرجوا ويتفسحوا ومع بعض علي طول وانت قعدة مستنية وبس.
ندي:ولو قلتلك إن رأيك ده غلط؟
سيف:هقولك فكري تاني وتالت و ألف .
ندي:فكرت واختارت ، اختارتك انت.
سيف:هسيبك وأبعد كتير.
ندي:ماشي.
سيف:مش هتعرفي عني حاجة لا ف وجودي ولا ف غيابي ، حتي مفيش إتصالات إلا نادراً.
سيف:مفيش حاجة إسمها أجازات وف أي لحظة هطلع مهمات .
ندي:ماشي.
سيف:لازم تسمعي كلامي زي ماهو من غير نقاش ولا شرح عشان مش دايما ينفع أرد.
ندي:ماشي.
سيف:هتملي وتزهقي.
ندي :لأ.
سيف:لازم تثقي في ثقة عمياء ومهما وقعوا بينا...
ندي:واثقة فيك.
سيف:ممكن أخرج لمهمك وماارجعش تاني.
ندي:لا هترجع ان شاء الله ، هفضل أدعيلك إن ربنا ينجيك و ترجع بالسلامة.
سيف:إنت إيه ؟!!!
ندي:بحبك وعايزة أفضل معاك.
ولم تدري كيف خرجت منها تلك الكلمة بتلك السهولة والتلقائية ؟؟!!!
فهي من وقت قريب لم تكن تدري سر إهتمامها به و سبب غيطها من تجاهله لها...
متي أحبته ؟؟؟
متي تغلغل الإحساس بداخلها ؟؟؟؟
كيف تجرأت وهو لازال يبعدها عنه بالذوق ؟!!!
سيف:ده أنا اللي بحبك ، وبحبك أوي كمان ، وحبك تعبني اوي ، حاسس اني بظلمك معايا كده ، شايفك كتيرة علي.
فهزت برأسها أن لا.
سيف:أنا لسه أدامي وقت لحد ما آجي واتقدم ، لازم أكبر واجتهد ،لازم ابقي قاعد مالي مكاني أدام أهلك.
ندي:وأنا هستناك.
فابتسم ومسك يدها وقبلها ،
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثالثة
( بقلم : نهال عبدالواحد)
وبعد الإعتراف المتبادل للحب ابتسم ومسك يدها وقبلها فرقص قلبها فرحاً وقلبه أشد إنه الحب الذي دخل قلوبهما فجأة وبدون استئذان ، دخل وتعمق لأقصي مكان بالقلب ، دخل وتغلغل رغم كل الحواجز و الإحتياطات.
أشهد ألا إمرأة
قد أخذت من إهتمامي نصف ما أخذتي
واستعمرتني مثلما فعلتي
و حررتني مثلما فعلتي
ودللتني مثلما فعلتي. إلا أنت
أشهد ألا إمرأة
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني... تغرقني...تشعلني....تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال. إلا أنت
أشهد ألا إمرأة
تحتل نفسي أطول إحتلال وأسعد إحتلال
تزرعني وردا دمشقيا و نعناعا وبرتقال
يا امرأة اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوماً علي سؤال
ياامرأة هي اللغات كلها لكن
تلمس بالذهن ولا تقال
(نزار قباني)
عادت ندي من ذكرياتها لقد كان صادقا معها و أخبرها وحذرها بكل ماستلاقيه ومن طبيعة عمله وحياته وهي قد وافقت و رحبت فلماذا التململ والتضجر الآن ؟؟؟!!!
جلست مع نفسها تعاتبها حينا ثم تعود لعنادها حينا أخرى ثم قطع حديثها مع نفسها جرس الباب فذهبت لتفتح فإذا بها زينب بهيئة مختلفة قلقة وتختفي ابتسامتها المعهودة.
ندي:أهلاً يا طنط مالك ؟!!
زينب :سيف تعبان من ساعة ما رجع وكان بيآوح معايا ودلوقتي سخن أوي والحرارة مش بتنزل ماعندكمش خافض للحرارة.
ندي بخضة :طب خليكي معاه وهنزل اجيبله دكتور أحسن.
وبالفعل ابدلت ملابسها سريعا وذهبت تحضر طبيبا وجاءت به وفحصه وكتب روشتة ونزلت احضرت العلاج وصارت كل يوم تحضر للاطمئنان عليه وقد لامت نفسها كثيرا علي تركها له طوال تلك الفترة.
تحسنت حالة سيف سريعاً ولم يكن يخفي علي زينب مابين ندي وسيف فهي تعرف منذ البداية لكنها لا تبدي هذه المعرفة.
ندي:عامل إيه دلوقتي ؟؟
سيف:الحمد لله أحسن كتير ، آسف تعبتك معايا.
ندي:ماتقولش كده ده حتي الجيران لبعضها.
سيف يلتفت لأمه :باقولك إيه يازوزو ياست الكل ماتقومي تعمللنا أي حاجة من إيديكي الحلوين دول.
فضحكت زينب وهي تقف وقالت:ماااااشي.
وبعد إنصرافها.
سيف:يعني لازم أعيا وأموت عشان تعبريني ؟!!!
ندي:خلاص بأه ياسيف.
سيف:عارفة ، أنا عمري ما كنت مخطط ف حياتي لحب ولا جواز لأني مش هلاقي اللي تفهمني صح.
ندي :إيه اللي انت بتقوله ده بس ؟؟
سيف:ده قبل مااشوفك وتدخلي قلبي وفضلت أقاوم والله ، لحد ما شوفتيني وعرفتيني وحسيتك حبتيني وكنت بقدم رجل و أ أخر رجل ، وقولتهالك صريحة صعب تتحملي وكنت صادق معاكي ، بس انت وافقتي ، عارف إني باقولك كده كل شوية ، بس انت كل ما تشوفيني ولا أول ماارجع من مأمورية تلوميني ؟
ندي:عشان بفتقدك جداً وانت غايب مش بعرف عنك أي حاجة ولا عمرك حكتلي عن أي حاجة.
سيف:ما ينفعش ، دي أسرار وكلمة واحدة بعمري وعمر اللي هحكيله.
ندي:مش شايف إنك أوفر أوووووي!!!!
سيف:هقولك علي سر يمكن تفهمي وتقدري وهتكوني أول وآخر حد يعرفه ولا حتي أمي وما ينفعش أي حد تاني يعرفه لا دلوقتي ولا بعدين.
ندي :خير!!!!
سيف :أنا مش مجرد ظابط ، أنا ظابط مخابرات.
فوجمت.
سيف:ماما وأي حد يعرف إن شغلي بين الصعيد و سينا ولو أي حد دور ورايا مش هيعرف أكتر من كده.
ندي:ليه يعني ده كله ؟؟!!
سيف:أكيد دلوقتي فهمتي ، كانت أمنيتي من أول يوم دخلت الكلية فيه وأنا بجهز نفسي لده ، بتمرن كتييييييير اوووووووووووي اتقن واتفوق ف كل الألعاب القتالية حتي التدريبات بتاعتنا العادية كانوا هم يجروا اتنين كيلو وأنا اتمرن علي خمسة ، اتدربت عل رمي والقنص ومن مسافات بعيدة وحتي لو الهدف متحرك ، خت كورسات ف لغات كتير ودرستها بعمق عشان اتكلم لغة حية وبلهجاتها.
لازم اللي أدامي مايعرفش عني غير اللي عايزه يفهمه وبس وابسط حاجة اللغة والجنسية ، ازاي افكر واخطط بسرعة ودقة لأن الثانية بتفرق ، إزاي ألاحظ أدق التفاصيل وأفضل فاكرها ، إزاي أضمن نجاح مهمتي من غير مااكشف نفسي ولا رجالتي وارجع بيهم سالمين ، أقدر اتحمل أقصي درجة من الجوع و العطش التعب حتي لو متصاب و بنزف.
ندي بشهقة :إنت اتصابت قبل كده ؟؟!!
فضحك سيف وخلع التي شيرت فكشف عن بدن رياضي عريض تبرز من العضلات القوية ، فأخذ يشير علي أثارا ندبات وجروح قديمة منتشرة في جسده.
فقال:ده وده وده سلاح أبيض ، وده وده وده طلقات ،وفي حاجات كتير راحت غير السحل والخرشمة ، تقدري تعتبريني بتحول لآله غير إنسانية عديمة الإحساس البشري ، أركز أخزن أقري الأفكار والعيون وبقري الشفايف كمان حتي لو عن بعد ، ما ينفعش أفقد وعيي واسكر مثلاً ولا أي حاجة تأثر في حتي لو ملكة جمال.
رفعت ندي حجابها وعقدته :سكر وبنات هو ده الشغل ؟!!
فضحك سيف وقال :في أجهزة أمنية بتجند بنات مخصوص الأغراض دي ، لكن أنا ورجالتي بنشتغل بنضافة ، ماهو ماينفعش يبقى في نقطة ضعف ولا صباعي تحت ضرس حد ، لكن نشتغل عل لاوعي بيبقي كله تمام ، أقنع اللي أدامي إن كل اللي عايزه حصل ، لا لا لا لا دماغك بتحود فين ؟؟!
ندي :ودي كمان عرفتها !!!
سيف:أمال بهري ف إيه من بدري أنا بحبك انت وأي احساس حستبه مني كان حقيقي احساس سيف ، إوعي ياندي تسمحي لحد يوقع بينا ، حتى لو شوفتي بعينك استني واسمعيني وثقي في وصدقيني.
ندي:انت اتحولت فجأة كده ليه ؟!!
سيف:ورغم كل الحب اللي جوايا ليك هفضل أخيرك.
ندي :يبقي مش واثق ف حبي ليك!!!
سيف:واثق جداً ف حبك لكن مش ف صبرك ، ندي انت بتعملي إيه من ساعة ما اتخرجتي ؟؟؟ ليه مش بتشغلي وقتك اشتغلي ادرسي أي حاجة يعني.
ندي:هو في بنات بتشتغل معاك ؟؟
فضحك ثم قال:آاااااه .
ندي بتوعد :وقعتك سودة.
فازداد ضحكه ثم قال :بس احنا لينا عاداتنا واخلاقنا وعمرنا ما هنتاجر ببناتنا حتي لو ف المهمة ، دايما بناتنا ليهم حدود.
ندي:طب أنا عايزة اشتغل معاك و هو أبقي جنبك ، ينفع ؟
فضحك وقال:ينفع تدربي.
ندي :وبعدها اشتغل معاك ؟
سيف :بعدها ! ده بعدييييييين بعدها.
وضحكا فقالت ندي:لا بجد .
سيف:بالنسبة لرأيي كقائد فبقول لسه أدامك تدريب طويل.
ندي:يعني موافق؟؟
سيف:موافق إنك تدربي عل أقل تشغلي وقتك ، خدي كورسات ابدئي مثلا بانجليزي و فرنساوي.
ندي:ياااااه وأروح معاك مهماتك.
سيف:ودي أصعب حاجة.
تدي :ليه يعني ؟
سيف:أنا ببأه واحد تاني بشخصية تانية قلباً وقالباً ، لو انت معايا بأه مش هعرف اتخلص من سيف ، و لأول مرة مش هعرف اختار مع إني لازم اختار بين واجب شغلي و واجب قلبي .
ندي :ماليش دعوة أنا عايزة أبقي معاك .
سيف:اتدربي ووريني شطارتك الأول.
ندي تنظر في ساعتها :معلش هضطر أقوم.
سيف :هتوحشيني.
فضحكت وخرجت وعادت لشقتهم.
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم.
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق