رواية- حبي الأول و الأخير - حلقات 13:15- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات

(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثالثة عشر

                (بقلم :نهال عبدالواحد)

بدأ سيف يفكر من جديد حتي فجأة برقت عيناه و تذكر شيئاً هاما ، كيف غاب عنه ؟!!!

إن يوسف عاشق للسهر و السكر و ألوان الفجور ولا يمكن أن يكون طوال تلك الفترة يحبس نفسه في منزل مغلق ، لكنه يمكن أن يسهر في حانات متواضعة في ضواحي مترامية وبعيدة لا يعرفه أحد فيها ، إذن فليبدأ رحلة البحث الجديدة.

وبالفعل بدأ يخرج يومياً و يذهب للحانات و الملاهي الليلية المترامية ذات المستويات المتدنية فهو لا يستطيع الظهور في الأماكن الفاخرة وهو مطلوب القبض عليه.

مر يوماً وأياما وهو لا يمل ولا يكل وكل يوم يمر يزيد من إصراره ليصل إليها عن اليوم الذي قبله.
حتي أخيراً وجد بغيته ، لقد رآه يتردد علي أحد الحانات فيجلس ويسكر و ينفق أمواله هنا وهناك فصار مطاعا بينهم تترامي تحت قدميه الغانيات و العاهرات فمن تضاحكه و من تراقصه و من تمازحه ومن ،  المهم ذلك الثمن الهائل الذي يقذفه هنا وهناك ويظل هكذا حتي يفقد وعيه فتحمله إحداهن و تذهب به لبيتها.

عاد سيف والتحدي يملأه من جديد و رسم خطة جديدة فعاد بشخصية جيمي من جديد و ذهب لذلك المكان لكنه لم يدخل انتظر مجيء يوسف وسكره فهو يعلم جيداً ما تفعل الخمر برأس يوسف فهو دائماً لا يشعر بنفسه و هو مخمور وعندما يستيقظ من جديد يكون قد نسي كل شيء فقديماً كان ينظر ما صور الكاميرات في شقته أما الآن...

بعد ما تأكد سيف أن يوسف قد ثمل تماماً دخل متصنعا السكر يترنح ويغني و جلس عن مقربة من يوسف الذي كان ساندا برأسه علي البار يكاد فاقدا لوعيه.

كان لسيف بهيئته تلك مظهرا جذاب فبدأت الفتايات تقترب منه واحدة تلو الأخرى و بدأ يظهر المال فتآتت جميعهن و ظللن بجواره يضحكن و يتمازحن و يتدللن لربما يحتاج لما هو أكثر من ذلك وكان يجاريهن ويندمج معهن بشكل لا يثير الريبة.

ثم جاء للجزء التالي من الخطة ، فيبدأ سيف في تصنع النوم والغياب عن الوعي فيدخل مجموعة من الشباب ماهم طبعاً إلا رجال سيف دخلوا يضحكون ويشاورون للفتيات فذهبن إليهم خاصة بعد هدوء سيف وتصنعه للنوم هو الآخر .

وما أن ذهبن نحو هؤلاء الشباب حتي اخرج شئ صغيراً للغاية وشبكه في شعر يوسف من الداخل فقد كان له شعر طويل وكثيف وضع ذلك الشئ في خلسة و سرعة ثم بدأ يتحرك مترنحا مثلما دخل وانصرف وغاب تماماً .

وبعد قليل بدأ يوسف يستيقظ ببطء لكن غير واعي فأخذ ينادي علي الفتايات في ضجة و صوت عال مما جعل صاحب المكان يتدخل وينادي عليهن فعُدن  إليه من جديد ثم يغادر هؤلاء الشباب المكان علي الفور.

فقد كان دور الشباب تغطية فعل سيف وخروجه ولم يكن ذلك الشيء الصغير الذي وضعه سيف ليوسف سوي ميكروفون صغير يعد عليه أنفاسه.

و وضع يوسف من يومها تحت مراقبة دقيقة يتبادل فيها سيف مع رجاله مع تغيير الأقنعة حتي لا يلاحظ يوسف أي شيء ، وانتظر يوماً يعود فيه لندي في البيت لكنه لم يحدث من مدة ، مما زاد حنق سيف عليه.

تمر الأيام و تلك المراقبة لم تثمرر عن أي شيء جوهري حتي تبعه سيف ذات يوم وقف بسيارته أمام احد هواتف الطريق وقام بمكالمة كان صوته منخفض ويتحدث بالايطالية وسيف يسمع كل شيء بالميكروفون.

فقال :لازم أقابلك ضروري ، ما ينفعش ، تمام هجيلك كمان ساعة.

واغلق الخط و ركب سيارته مسرعا وانطلق بها و تبعه سيف طبعاً عن بعد فكان يراقبه بحذر فهو يراعي دقة يوسف وطبيعة شخصيته الحذرة وظل خلفه يتبعه ويدرس الطريق أيضاً ليعرف لأين يذهب ،  ومداخل و مخارج الطرق حتي بعد عن العمران وازداد حذر سيف كثيراً فالطريق فارغ تماماً وبسهولة يمكنه كشف المراقبة.

حتي وصل يوسف أمام قصر فخم ورن بصوت السيارة ففتح الباب و دخل ، لم يمكن لسيف أن يظل واقفاً فسار بسيارته بعيداً فالقصر فخم ومحصن للغاية يبدو كأنه لشخصية مهمة واضطر سيف أن يعتمد علي تصنته من خلال الميكروفون ويسمع ما يدور.

يوسف :مسيو جاك.

جاك:أهلاً جو ، كنت عايزني ف إيه ؟؟

يوسف:عايز أسيب هنا ، شفلي طريقة ، أنا تعبت م الحياة كده.

جاك :انت مش بتسمع الكلام ، قلت بلاش جواز ، انت طول عمرك عايش كده ، ما سمعتش الكلام و دخلتها وعيشتها ف شقتك.

يوسف :وكنت حابسها و بعد عليها نفسها مراقبة ومانع عنها أي إتصال ، وهي أصلاً ما تعرفش أي حاجة عني ولا عن الشقة.

جاك :كانت مجازفة مالهاش لازمة ولا حتي عشان الخلايا الجزعية.

يوسف:واهي باظت وكل حاجة باظت ، وهتدبس ف البيبي ده ، هتجنن إزاي حصل ده ؟!!

جاك:يا جو انت بتشرب وبتوه وبيروح عقلك خالص.

يوسف:المهم جهزلي باسبور جديد ، لازم أسافر.

جاك:وفلوسك ؟؟!!

يوسف:معايا طبعاً !!!

جاك:50%.

يوسف :نعععععععم !!!  دي فلوسي أنا وبمجهودي أنا.

جاك: وحريتك دي مالهاش تمن ؟!   ولا فاهم إني هخدمك ببلاش.

يوسف بإنفعال:وأنا ياما خدمتك وكفاية إن لحد دلوقتي ماحدش يعرف إنك n.1.

جاك و هو ينفث دخان سيجاره بغضب مكتوم:إلا انت طبعاً.

يوسف:علي وعلي أعدائي مش هقع لوحدي ، وكل بلاويك معايا مابتفارقنيش عشان وقت ما أقع هتقع وف نفس الوقت.

جاك :معاااااك!!!

فأخرج يوسف سلسلة من صدره وقال:كل حاجة مسجلها هنا ، دي جواها فلاشة.

جاك بخوف مصطنع:طب خلاص خلاص ، مش هاخد منك فلوس ، بس طلب ولازم تنفذه ، وحالا.

يوسف:إيه هو؟

فأخرج جاك مسدسا وأعطاه ليوسف ثم قال :هتصلح غلطتك ، مراتك كانت غلطة م الأول وهتبقي مصدر مشاكل لينا بعد كده ، وآن الأوان إنك تصلح غلطتك ،أكيد أهلها وحشوها ، صفيها.

فأخذ منه يوسف المسدس وقال بدون تردد: تمام.

جاك :في مكان مقطوع ، عند الغابات ، خلص وتعالي هيكون باسبورك جاهز ، وهسفرك.

يوسف :تمام.

ومسح يوسف علي رأسه وغلغل أصابعه في وسط شعره فسقط الميكروفون دون أن يشعر ثم غادر المكان فصرخ جاك بعد مغادرته.

جاك: رميييييييل!!!!!

فدخل رجل طويل وعريض يبدو أنه حارسه الخاص يلبي فروض الولاء والطاعة.

جاك: وراه وخلص عليه بمجرد ما يقتلها ، مش لازم يشوفك ولا يحس بيك ، عايز الموضوع يبان إنهم خلصوا علي بعض ، خد ده نفس المسدس اللي معاه. وأعطاه المسدس.

وأكمل :مسدسه ناقص طلقتين ، الطلقتين اللي هتضربه بيهم ، نشانك مش لازم يخيب ، ولما تتأكد إنهم ماتوا تاخد السلسلة اللي ف رقبته وتجبهالي ، إوعي يحس بيك ، لو ما جتش بخبره ، اعرف إن ده آخر يوم ليك ف الدنيا ، عشان لو جو ما خلصش عليك ،  أنا اللي هعمل كده.

وانصرف الرجل مسرعا ينفذ الأوامر بدون نقاش .

سمع سيف كل شئ وأدرك توا أن الميكروفون قد سقط من يوسف و انطلق خلفه واتصل برجاله.

ونكمل الحلقة الجاية ،
توقعاتكم،
NoonaAbdElWahed

(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الرابعة عشر

                  ( بقلم : نهال عبدالواحد)

اتصل سيف برجاله و هوفي طريقه خلف يوسف و الحارس الخاص يتبعه عن بعد.
فسألهم سيف عما جمعوه بخصوص ذلك الرجل الذي اتضح أنه رجل أعمال معروف و أحد المرشحين لمجلس النواب .

فطلب منهم مسح دقيق لذلك القصر ودراسة جيدة لمداخله ومخارجه و الحراسة وأنظمة المراقبة ومن الأفضل أن يتم ذلك في غضون ساعة إلي إثنان علي الأكثر.

فهو يتوقع يوماً حاسما مشحونا بالأحداث الفاصلة واستمر سيف خلف يوسف و الرجل الآخر وكان الطريق طويلاً حقاً مسافة و وقتا و طوال الوقت يتابع رجاله و يتمني أن يطول الوقت أكثر وأكثر  حتي يأخذ رجاله وقتهم وينفذون المطلوب خير قيام وبدقة.

وبعد عدة ساعات وسل يوسف للبيت وكانت ندي وحدها منذ أيام طويلة موصد عليها بابها و قد نفذ الطعام وليس لديها إلا الماء وهي متعبة للغاية.

فإن كان يوسف عازم علي قتلها فإنها تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة و وصل يوسف و رأي حالتها تلك فطلب منها تبديل ملابسها وهي من سذاجتها قد ظنت أنه سيعرضها علي طبيب أو يأخذها لمشفي ليلحقها ولكن...

وبصعوبة بالغة استطاعت تبديل ملابسها و تتحرك بصعوبة و ألم لكنه جدبها من يدها و نزل بها فتألمت أكثر.

و ركبا السيارة و انطلق بها وسار بها كثيراً وخلفه الرجل وسيف الذي لازال يتابع رجاله أول بأول ويرتب أفكاره من جديد ويزيد في طلباته منهم.

وبعد عدة ساعات قد حل المساء وصل يوسف لمكان به أشجار كثيفة وتوغل بسيارته و تبعه الرجل الآخر لكن سيف ركن السيارة ونزل منها مترجلا وركض بخفة تامة يكاد لا يشعر به أحد دون صدور أي صوت.

كان سيف يتابع الإثنان بنظارة معظمة حتي توقف يوسف ونزل من السيارة وجذب ندي لتنزل وهي متعبة للغاية وفي قمة رعبها وإن كان ذلك شعورها من زمن فالآن أضعاف ولمح سيف الرجل الآخر فقرر أن ينبه يوسف فنزع كاتم الصوت من مسدسه سريعاً وشد الأجزاء بقوة فرن صوتها وانتبه إليه يوسف.

ثم وقف سيف خلف الرجل و قذف بحجر من اتجاه الرجل فأصابه فآلمه و شج رأسه فمسك بندي وفتح السيارة وقذف بها بالداخل وهو لا يزال ينظر بدقة في نفس الإتجاه الآتي من الحجرة فلمح خيال لجسد آدمي فالظلام يخيم في المكان.

لم يفكر يوسف كثيراً ورفع مسدسه وصوبه إتجاه ذلك الآدمي وأطلق عليه دون تفكير حتي سمع صوت سقوطه.

اقترب يوسف بإحتراس حتي صدمت قدمه بجسد ملقي علي الأرض ففتح كشاف هاتفه ونظر في وجه من قتله...... إنه رميل الرجل الخاص لجاك فادرك خيانة جاك له وأنه أراد قتله فعاد للسيارة مسرعاً وانطلق بها يتجه نحو قصر جاك وكان كل تفكيره وتركيزه في ذلك الإنتقام.

ويل لك يا جاك ! لم يعد هناك ما يخشاه وإن خسر عمره بعدها ، أنت البادي يا جاك والبادي أظلم.

ظل يسير سيف ويعود خلف يوسف كل تلك المسافة من جديد وبقدر ما يجده سيف من العناء والمشقة التي يلاقيها سيف وهو خلف يوسف إلا أن ذلك أسعده فقد طالت المدة ساعات وساعات منذ أن أصدر أوامره لرجاله وذلك الوقت الطويل قد أتاح إليهم فرصة العمل بدقة واتقان عال فاستطاعوا جمع كل كبيرة وصغيرة عن كل تفصيلة في القصر وصارت كل الخيوط في يده .

كان لايزال الوقت أمامه لرسم  خطة محكمة لكنه كان قلق بشأن ندي فهيئتها غير مطمئنة تماماً.

وبعد عدة ساعات قد وصل يوسف للقصر و دخله و ذهب سيف للقاء مع رجاله في مكان يبعد عن القصر بقليل ليطمئن علي رجاله و يتأكد أن كل شيء علي ما يرام و تناقش معهم في عجالة في كل شيء.

وهم الآن في انتظار مدد من القوات ولكن لا يمكن لسيف أن ينتظر كل ذلك فبدأ يوزع المهام من  جديد علي رجاله من جديد لأنه سيقتحم القصر توا ويحتاج بعض من رجاله ثم يتتالي الباقون ولا يدخلون دفعة واحدة حتي تأتي جميع القوات وهنا تكلم أحد رجاله.

-طب يا فندم حضرتك بآلك حوالي يومين ف الشارع رايح جاي من غير أكل ولا راحة.

سيف:لا كلت وأنا سايق.

=طب والراحة يا فندم ؟

سيف:يعني المفروض أروح أقيل ساعتين وآجي اكمل ؟!!

*أكيد ما يقصدش يا فندم بس حضرتك مجهد وبعدين مش لابس قميص رصاص و سلاحك...

سيف:سلاحي تمام والحمد لله ، ومعايا ذخيرة ، أما القميص فربنا هيسلمها إن شاء الله ، محتاجين نصلي ركعتين لله عشان تعدي على خير.

تيمم سيف و وقف و خلفه رجاله وصلوا جميعاً ركعتين ثم تحرك سيف ومعه رجلان والباقي سيتتالي تبعا لوقت وترتيب قاله لهم وحتي الآن لم يسمع سيف سوي صوت موسيقى كلاسيكية وكان بالفعل جاك مسترخي علي أحد الكراسي يستمع للموسيقي في أحد يديه سيجاره وفي اليد الأخرى كأسه يشرب منه.

ولم يكن جاك قد اشاع بين رجاله ماقد طلبه من رميل بالتالي دخل يوسف ويسحب ندي بشكل طبيعي دون أي ريبة ودخل إلى داخل القصر يعرف طريقه و لا زال يسحب خلفه ندي التي من شدة التعب تقع منه علي الأرض ولا ينتظر حتي تقوم فصار يسحلها ويكمل سيره عادي حتي اقترب من الحجرة التي بها جاك .

ترك ندي علي الأرض و أخرج مسدسه وشد اجزاءه بهدوء ثم أطلق طلقات سريعة دفعة واحدة علي رجال جاك الذين يقفون أمام باب الحجرة فهو لا يضمن إن كانوا يعلمون بقرار جاك أم لا حتي إن لم يعلموا فلن يترك لجاك فرصة الاحتماء برجاله فصار لا يأمنه تماماً.

ثم عاد لندي المنهگة و تشعر بجروح في جسدها بفعل ذلك السحل بالإضافة لآلامها فجذبها يوسف مجدداً وعي تبكي من شدة الألم.

وكان صوت الموسيقي صاخباً فلم يسمع جاك أي صوت مما قد حدث.

أما سيف فقد تسلل هو و رجلين معه من باب خلفي علم أن الخراسة فيه أقل و في ذلك الوقت يجتمع رجال جاك ويقفون يتسامرون فمر سريعاً يمشي بخفة و سرعة فيتقدم رجاله و ينطر نحوهما من حين لآخر للإطمئنان عليهما والإشارة لهما لفعل أي شيء.

كانوا يدورون من داخل الحديقة للوصول لمنفذ لدخول القصر.
وبعد قليل دخلا رجلان آخران لكنهما دارا إلي الناحية الأخرى.
وصل سيف و رجلين لشباك يبدو عليه أنه شباك للحمام فاتتظر قليلاً ثم قفز بهدوء واقترب من الباب إنه باب المكتب إنه ينبعث منه نفس صوت الموسيقي التي يسمعها عبر الميكروفون .

طل سيف لرجاله و طلب منهم أن يدخلا من باب المطبخ الخلفي ومنه لباب المكتب من الناحية الأخرى وبعد وصولهم يعطونه الإشارة المتفق عليها ثم اختبأ خلف ستارة الحمام أما الدفعة الثالثة من رجاله و الرابعة فيدخلون إثنان إثنان أيضاً لكن يرمون حبلا بجوار الشجرة الكبيرة تغطيهم واحد تلو الآخر ويجتمعون في الأعلى ثم يبدؤن في النزول لداخل القصر ويقف كل منهم عند باب للاتأمين لكنهم عندما وصلوا قد وجدوا رجال جاك قتلي في الأرض فوقف كل منهم مكانه يستعد.

أما يوسف فبعد أن قتل الرجال وسحب ندي خلفه عمر سلاحه من جديد وشد أجزاءه ثم فتح الباب فجأة واغلقه خلفه بالمفتاح وترك ندي فسقطت علي الأرض فلم يلقي لها بالاً.

ونكمل الحلقة الجاية ،
توقعاتكم،

NoonaAbdElWahed

( حبي الأول و الأخير)
الحلقة الخامسة عشر

       (بقلم :  نهال عبدالواحد)

فتح يوسف الباب فجأة واغلقه خلفه بالمفتاح وترك ندي فسقطت علي الأرض فلم يلقي لها بالاً.

جاك في ذعر واضح :جو ، إنت ، إنت،  إده انت إزاي ما نفذتش اللي طلبته منك ؟!!

يوسف:السؤال الصح ، جو ، إنت لسه عايش ؟!!!

جاك:مش عايزك تفهمني غلط.

يوسف :كنت فاهمك غلط ، بس دلوقتي فهمت صح.

جاك :مالك يا جو ؟ انت سكران ولا إيه ؟!!

يوسف:لاااااا ، ده انا فايق اووووي وصاحي اووووي ، إيه هتعمل إيه ؟!!!! مفيش حد تناديه.
وضحك باستهزاء.

جاك:جو ، أنا ، أنا  وبس اللي أقدر اهربك من هنا لأي مكان عايزه ، ومش هاخد حاجة ولو عايز فلوس كمان أديك.

يوسف:توء توء توء ، أنا مش عايز فلوس ، أنا عايز روحك.

جاك:انت كده بتورط نفسك اسمع كلامي .

يوسف:بس دي آخر مرة تسمع فيها أي حاجة.

وأطلق يوسف طلقاته عليه بغل شديد حتي سقط غرقاً في دمائه ،  وندي تصرخ فزعا ، و يوسف يضحك ضحك هيستيري.

وجاء من الخارج صوت إطلاق نار ودخل الحرس الموجود بالخارج ليجدوا رجال سيف في استقبالهم يملاؤن المكان و الشرطة خلفهم تحصدهم  .

كان يوسف بالداخل وما أن سمع صوت الطلق الناري حتي خرج ممسكاً بندي وعند رأسها فوهة المسدس ولم يكن لندي أي قدرة للمقاومة فكانت تذهب معه بسهولة شديدة و بدون مقاومة فهي تتألم بشدة.

عندما وجد رجال جاك يوسف يخرج بندي هكذا بعد أن قتل جاك اهتزوا كثيرا وخارت قواهم فجأة فجمعوا جميعهم.

أما عن يوسف فرجال سيف يعرفون مقام ندي عند سيف جيداً فوقفوا رافعين أسلحتهم دون حراك ينتظرون الأوامر من سيف لكن أين هو ؟؟

كان يوسف يمر من أمامهم ثم خرج للحديقة وكانت الشرطة منشغلة بجمع رجال جاك و تفتيش القصر  بدقة وكادت ندي أن تفقد الوعي بل تشعر إنها ستفقد الحياة إما بتعبها أو من قمة الرعب الذي سيوقف قلبها.

كان رجال سيف يتحركون حول يوسف بإحترتس شديد وكان سيف قد سمع كل ما حدث بالداخل منذ دخول يوسف لجاك وقتله له وحتي خروجه للحديقة فخرج مرة أخرى للحديقة من نافذة الحمام و تبع يوسف في هدوء تام ويرقبه بدقة ليتوقع أنسب فعل له ردة مناسبة و آمنة.

وفجأة أطلق سيف رصاصة أصابت يد يوسف التي تحمل السلاح فدخلت وخرجت جانبا فطاش السلاح من يده واختل توازنه وفلتت ندي من يده وسقطت علي الأرض.

استعاد يوسف توازنه سريعاً ولم يأبه لتلك الإصابة ولا لتلك الدماء التي تنزف فركل سيف بقدمه ركلة قوية أطاحت السلاح من يده هو الآخر وأصابته في وجهه فنزف من فمه وأنفه.

فصرخت ندي :سييييييييف!!!

وكان يوسف قد ابتعد من أمامه لكنه عندما اسم سيف انتبه إليه عائداً إليه بعد ما كان يريد الفرار ثم قال :بأه انت سيف ؟!! حتة الظابط !!        ولكمه.

فرد له سيف اللكمة وهو يقول:آه ، في إعتراض ؟؟!! والله لاسففك التراب دلوقتي !

وأكملا حديثهما وهما يلكمان ويركلان بعضهما البعض.
يوسف:بالبساطة دي !!  بس عمرها ما هتنساني ، ده أنا عملتلها اللي ما تقدرش انت تعمله ،  انت كان كبيرك تمشيها عل كورنيش.

سيف:فعلاً مش هتنساك و لا هتنسي عمايلك السودا معاها ، ومش هزود ألفاظ أقذر من كده.

يوسف:يبقي انت السبب ؟!!

سيف:جننتك صح ؟

يوسف:مش هتقدر علي .

سيف:خلي حد غيرك يقول كده ، روحك ف إيدي ومعايا كل بلاويك و آخرها الدكتور ، اعترف عليك وقال على كل حاجة.

يوسف:ولا يهمني ، المهم اخلص عليكم انتوا الإتنين  دلوقتي ومش مهم حاجة.

سيف:وأنا بعشق التحدي.

يوسف :وريني آخرك.

لازالا يلكمان و يركلان كلا منهما الآخر وكان سيف يلاحظه يبحث عن سلاحه  بعينه ففعل ذلك هو الآخر وقد لمح كلا منهما بالفعل سلاحه وأراد خطفه سريعاً.

وبينما يأتي سيف بسلاحه إذ أطلق عليه يوسف أصاب رجله و راح يصوب نحو ندي فكان يتوقع أنه قد شل حركة سيف لكن سيف تماسك و لم يقع وقغز قفزة عالية نحو يوسف فأصابته الطلقة بدلا من ندي وفي نفس اللحظة أطلق سيف عليه وأصابه فسقط الإثنان.

وبينما سيف ينادي علي رجاله إذ أطلق يوسف طلقة أصابت ندي فصرخت صرخة مدوية ثم فقدت الوعي فلحقه سيف بطلقة في رأسه فخرجت من آخر دماغه لقرب المسافة بينهما فلقي حتفه بعدها.

ورغم أن سيف قد بدأ يشعر بالضعف إلا أنه يزحف مسرعاً نحو ندي ويصرخ :إسعاااااااااااااااااف .

ثم احتضنها بشدة بقدر ما تبقي له من قوة وكانت تلك المرة الأولى مطلقاً التي يضمها إليه هكذا وما كانت لحظات حتي غاب عن الوعي هو الآخر.

نقلا الإثنان للمستشفي ونزعت الطلقات من سيف وبدأ في إستعادة وعيه سريعاً و بدأ يسأل عن ندي فعلم أنها لا تزال في غرفة العمليات فصمم و أصر علي الذهاب إلى باب الغرفة وأمام عنده وإصراره اضطر الطبيب للموافقة فكان جالساً علي كرسي ويتناوب عليه تغيير المحاليل وأخذ الأدوية و المسكنات.

ولازال ينتظر و ينتظر لقد مر وقتاً طويلاً أم أن الوقت لا يمر وعقارب الساعة لا تتحرك لكن ليس أمامه إلا الإنتظار ويتمني الخير إن شاء الله.

وبعد مرور وقت طويل لم يعرف سيف كم مضي وخرجت ندي أخيراً من العمليات لكنها قد فقدت طفلتها فقد كانت حالتها حرجة للغاية وكان عليهم إنقاذ الأم أولاً وقد كان لكن علي حساب الجنين.

نزفت ندي كثيراً في العملية ومن إصابتها بالطلق الناري ومع ضعفها الشديد لم يتوقف النزيف وبعد إمدادات عديدة من أكياس الدم هدأ النزيف إلي حد ما لكنه قد دخلت في غيبوبة فنقلت للعناية المركزة ونقل سيف كرسيه أمام ذلك الشباك الزجاجي ليراها طوال الوقت.

مرت عدة أيام واستعاد سيف صحته إلي حد كبير فهو معتاد علي مثل تلك الإصابات.

أما ندي فبالرغم من إلتئام جروحها لكنها لاتزال فاقدة للوعي فسأل سيف الطبيب والذي كان يظنه زوجها من شدة قلقه وخوفه عليها ولما سأله الطبيب عما حدث أخبره سيف بالظروف التي مرت بها خاصة  في تلك الفترة الأخيرة.

أدرك الطبيب وقتها سر تلك الحالة أنها حالة نفسية فهي خاصة في الأيام الأخيرة من كم المعاناة و الضغوط والآلام كانت تتمني الموت فهي لا تري أي مستقبل ولآخر لحظة ظلت تلك هي أمنيتها لعلها تستريح .

فتصبح تلك الفكرة هي المسيطرة عليها وتتحكم في تعطيل وعيها.
و عندما لاحظ الطبيب أهمية ندي عند سيف طلب أن منه أن يظل بجوارها ولا يتركها أبداً .
ولم يكن دور سيف أن يجلس بجوارها فحسب بل يجلس و يتحدث إليها بصوت مسموع ويذكرها بنفسه ويذكرها بذكريات جميلة ويبث إليها كلمات تبعث في نفسها الأمل.

فهو يريد التحكم في اللاوعي الخاص بها ليصرف فكرة تمني الموت تلك وكان سيف لا يزال يعلق ذراعه و يتناول بعض الأدوية لكن ليست حالته تستدعي المكوث في المستشفى لكنه مكث كمرافق لها وفعل مثلما طلب منه الطبيب.

كان لا يتركها إلا وقت الصلاة أو أحياناً يذهب يتصل بأمه فالأمور الآن علي ما يرام و الأوضاع الأمنية مستقرة وقد أخبرها بما حدث لندي وما عانت منه وتعاني منه الآن.

ورغم ألمها وحزنها علي ندي وما حدث لها إلا أنها تطمئن لوجود سيف معها.

ونكمل الحلقة الجاية ،
توقعاتكم،
NoonaAbdElWahed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي