رواية- حبي الأول و الأخير - الحلقات7:9- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة السابعة
(بقلم :نهال عبدالواحد)
لم يتحمل الأب الصدمة و سقط وتوفي في الحال أما نعمة زوجته و أم ندي فقد صدمت صدمة شديدة وفاة زوجها ، ضياع كل شيء ، وأهمها ضياع ندي بلا رجعة ، كيف صدقا و آمنا لذلك المحتال ؟!!
ياتري مامصيرك يا ندي ؟!!!
فقد ضاع كل شيء !!
كانت الصدمة من شدتها أصابتها بجلطة ومنها بشلل فلم تعد تتحرك أو تنطق ولم تكن معها سوي جارتها وأختها زينب التي ظلت بجوارها و أقامت معها تمرضها وترعاها وتفعل كل شيء لها حتي إنها لتحممها وتساعدها في تبديل ملابسها وأدق تفاصيلها مما آلمها ذلك بشدة.
وكل ما يشغل نعمة الآن هو ندي ، كيف حالها ؟؟؟
وماذا فعل بها ؟؟؟هل ضاعت للأبد ؟؟
وهما من أضاعوها بثقتهم غير المبررة بذلك اليوسف ولم يدم الأمر طويلاً فما كانت إلا أياماً قليلة حتي ذهبت نعمة لحيث ذهب زوجها و توفيت في الحال.
وصار لا أب ولا أم و لا أي أهل حتي ولا أموال !
حزنت زينب بشدة علي فراقها لصديقتها و أختها ، علي كل ما فات ، وكان الحزن من النصيب الأكبر لندي ، فما مصيرها ؟؟
ولأين ذهبت ندي ؟
وازداد قلق زينب فندي لا يعلم لها عنوان ولا حتي لأي بلد ستستقر وصار مصير ندي بالنسبة لزينب مصيرا مفزعا وتمنت كثيراً عودة سيف ربما يستطيع الوصول لأي شيء رغم أنها لا تعلم حقيقته لكن ذلك هو إحساسها أن سيف هو الحل ، هو الأمل الوحيد ، لكن من أين تأتي به ؟؟!!!!!
تزوجت ندي ويوسف وقضيا أحلي شهر عسل شهراً كاملاً بين دول أوروبا تتنزه في كل دولة ومرت أجمل الأيام ، أيام التدليل و الرقة ، أيام تنزهات وترفيه ومغامرات ، فكانت تسمع أجمل كلام و أرقه لم تسمع منه يوماً توبيخا أو حتي كلمة لا ليرفض بها علي أي شيء.
وانتهي شهر العسل ، بالطبع فلكل شيء نهاية ، واستقر يوسف وندي في شقة في باريس تطل نافذتها علي منظراً بديعاً ، وحتي تلك اللحظة ندي أسعد مخلوقة وتعيش سعادة لا مثيل لها ، سعادة من عالم الحكايات الكلاسيكية.
وبعد إستقرارهما في الشقة بدأ يوسف ينزل لعمله لكنه كان يغلق الباب عليها بمجرد خروجه وكان يظل بالخارج طوال اليوم.
و بدأ يوسف يتغير فلم يعد يوسف الرقيق الحنون ، فهو ينزل ويتركها وحدها يوماً كاملاًبل وأحياناً عدة أيام وهي محبوسة في شقتها ، لا هاتف أو كمبيوتر ولا أي وسيلة إتصال فليس لديها سوي حوائط الشقة التي حفظتها تماماً.
كان يوسف دائماً يعود مخمورا يكاد لا يري أمامه فيسقط نائماً في أي مكان حتي بنفس هيئته دون أن يبدل ملابسه ، ويظل هكذا حتي يستيقظ وحده متي أراد فهي لا تجرؤ علي إيقاظه.
بعد أن يستيقظ يبدل ملابسه و يخرج من جديد فلا وجود لندي في حياته فحتي لا يحادثها.
مرت أيام وأسابيع علي ذلك الوضع حتي صارتلا تستطيع التحمل فهي مسجونة و دائماً وحدها.
وذات ليلة كانت جالسة في الانتريه فذلك المكان فيه جلستها ونومها وكل شيء ، فهي لا تدخل غرفة نومها إلا إذا أرادت شيئاً منها ، حتي إنها لتبدل ملابسها في الحمام ولا تعلم سر نفورها من تلك الحجرة التي من المفترض أن تكون مكان راحتها وحتي عندما ينام يوسف فيها لا تقربها.
في تلك الليلة بينما كانت جالسة بمفردها كالعادة فتحدث نفسها حينا و تندم حينا أخري أو تعود بالذكريات إلي سيف و تحن إلي تلك الأيام و ربما قد حنت إليه.
أيمه قد أزعجها قلة تنزهها معه كأي حبيبان لكن فلتنظر لحالها الآن فهي محبوسة سجينة مهملة تري الدنيا من خلف زجاج النافذة وغير مسموح بأكثر من ذلك.
بينما هي تجلس شاردة إذ فتح باب الشقة وكان يوسف كالعادة مخمورا و يتمايل يميناً و يسارا ويكاد يتعثر ويقع ثم يملك نفسه ثم يتمايل ويصطدم بالأشياء ، لقد اعتادت علي ذلك المشهد ولم يعد يفزعها ، لكن طفح الكيل.
ندي:أنا تعبت م الحبسة دي ، انت اتجوزتني و حبستني هنا ليه ؟ عشان تسجنني بين الحيطان.
يوسف :عايزة-إيه ؟
ندي:ماما وبابا وحشوني أوي ممكن تسمحلي أنزل أجازة وازورهم أغير جو ومش هخرج م البيت.
يوسف :لا.
ندي :طب حتي أكلمهم ف التليفون.
يوسف :مفيش سفر ، مفيش تليفون ، ههههههههه.
ندي :طب حتي اتصل بيهم من تليفونك واكلمهم أدامك ، دول زمانهم هيتجننوا علي.
يوسف :لا لا مش هيتجننوا ، مفيش بابا و لا ماما ، هههههههههه.
ندي:يا أخي فوق بأه وكلمني.
يوسف :ماما وبابا بح... هههههههههههههه.
ندي :انت بتقول إيه ؟
يوسف :بابا وماما ماتوا بح ، زعلوا يا عيني عشان ختك وخت كل فلوسهم... هههههههههههههه... مساكين... لا مغفليييين... هههههههههههه.
ندي بصدمة :انت بتقول إيه ؟! ماتوا ؟! ماتوا إزاي ؟؟!!
يوسف :ماتوا كده.
وألقي بنفسه علي أحد الكراسي وهو يضحك بشدة.
ندي :ما تقوم تكلمني زي ما بكلمك ، انت لوح ما بتحسش ولا إيه؟!!!
فقام يوسف فجأة نحوها وجذبها من شعرها فصرخت وقال :هتطولي لسانك علي يا قطة ولا إيه ؟؟هم أغبيا وأبوكي ده أكبر مغفل وبيصدق أي حاجة ، واداني كل حاجة وانت فوق البيعة ، هههههههههههههه...خلي بالك انت ما تعرفيش مين جو ، يوسف الأولاني ده تنسيه ، انسي اللي مش بيتنيلك كلمة ، زي ما نسيتي حبيب القلب اللي كنتي بتضحكي علي عقله.
فافلتت نفسها من بين يديه وهي مصدومة :انت قصدك إيه ؟؟!!!
يوسف وهو يضحك باستهزاء :أنا اللي بعت الفيديو يا أغبية...هههههههههههههه.
ندي :آه يا مجرم ياحقير أنا بكرهك طلقني يا حقير طلقني يا مجرم.
فجذبها من شعرها ثانية ثم دفعها بقوة فسقطت واصطدم رأسها بحرف المنضدة ففقدت الوعي أما هو بعد ما دفعها لم ينظر خلفه ومضي يترنح حتي وصل لسريره وألقى بجسده عليه وذهب في النوم.
وفي اليوم التالي بدأ يوسف يستيقظ ببطء ثم نهض وتحمم وأبدل ملابسه وذهب ليخرج كعادته فوجد ندي ملقاه علي الأرض تنزف دما ولا يدري مصدر الدم ولا يدري ماذا حدث ، فهو لا يذكر أي شئ من ليلة امس فحملها.
وذهب بها للمستشفي وبعد فحص الطبيب لها تبين أنها كانت حاملا وحدوث النزيف يتطلب اجهاضا فدخل يوسف للطبيب و تحدث معه منفرداً ثم اخرج من جيبه مبلغا من المال واعطاه له .
دخلت ندي العمليات وأجرت العملية وخرجت لحجرة وظل يوسف يجلس بجوارها حتي افاقت وما أن رأته وتذكرت كل شيء فأشاحت بوجهها عنه.
يوسف :حمد الله علي سلامتك ، هو إيه اللي حصل أنا مش فاكر أي حاجة ؟؟!!!
ندي:طلقني ، مش هعيش معاك ولا لحظة واحدة بعد كده ، أنا عرفت حقيقتك يامجرم ، انت السبب ف موت بابا وماما ، طلقني مش عايزاك .
وقف يوسف ونظر لها واجما قليلاً ثم غادر الغرفة ،
وفي اليوم التالي جاء يوسف للمستشفي وأخذ ندي يعيدها للبيت مرة أخرى وهم بالخروج فنادته.
ندي:افتكر إني طلبت منك الطلاق ، وبعد اللي حصل لا يمكن أعيش معاك.
يوسف :أنا كنت شارب و مش فاكر حاجة ولا داري بنفسي لما زأتيك.
ندي :زأتني ! طب ماانت فاكر اهو ، و كفاية إنك نصبت علي أهلي وكنت سبب في موتهم ، وبعدين مش بتدري بنفسك وانت شارب ! ده انت علي كده ممكن تموتني عادي وإنت مش داري !!!
يوسف:والله القانون لا يحمي المغفلين ! مش ذنبي إن كلكم عيلة غبية ف بعض ، آه ، أنا فعلاً ممكن أموتك بس وأنا داري وقاصد كمان لو فضلتي كتير تتكلمي ف الموضوع ده ، لو سمعت منك كرهتك ولا طلقني ولا كل الهري ده ، انت هنا تسمعي الكلام وبس ، وبلاش تخرجيني عن شعوري خصوصاً إنك تعبانة وقايمة من عملية ، أنا نازل الأكل ف التلاجة و علاجك أهو باااااااااااي.
وخرج وأغلق الباب بالمفتاح من جديد وتركها في حزنها و وجعها تعض أناملها من شدة الندم وتبكي بكاءا حارا ولا تدري علي ماذا ؟
علي رحيل والديها ؟؟؟
علي ضياع كل شيء ؟؟
علي ضياع عمرها الحالي والقادم ؟؟؟؟
علي ضياع حبها الوحيد ؟؟؟؟
كثيرا ما توقع فراقهما ولم تصدقه ، لقد صدق معها القول ، لقد توسل إليها أن تسمعه وقد أبت فهي فعلاً كما قال لا تملك أي صبر وكان يلزمها درساً تتعلم فيه كيف يكون الصبر ؟؟
لكن ذلك الدرس قاسيا إلي متي ستصمد وتتحمل ؟؟
وياتري كيف حالك يا سيف ؟؟
هل توجعت ؟؟؟
هل تألمت ؟؟
أم قدرتك على الإحتمال ساعدتك علي إجتياز المحنة ؟؟؟
هي نسيتني ؟؟؟
هل اكتفيت مني وتخطيتني ؟؟؟
هكذا عاشت ندي حياتها مابين ندم و حسرة ولوم و حنين لأيام مضت ولن تعود.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثامنة
(بقلم : نهال عبدالواحد)
و ذات ليلة عاد يوسف مخمورا يترنح ويغني كعادته و يتمايل يميناً و يسارا وكانت ندي نائمة علي كنبة أمام التلفاز و رغم أنها كانت ترتدي بيجامة عادية إلا أنها قد لفتت إنتباه واعجبته بشدة و أثارت فيه مشاعر ورغبات فاقترب منها وحملها رغم ترنحه و عدم اتزانه حتي دخل حجرة النوم بها و وضعها علي السرير واقترب منها يتحسس شعرها ووجهها وشفتيها و يتأمل ملامحها إنها تبتسم ، بالطبع كانت تحلم لكن ابتسامتها تلك قد سحرته و أذابته وبدأ يوقظها بقبلاته في كل وجهها وقد بدأت تستيقظ بالفعل وبنفس إبتسامتها لكنها تنادي (سيف)
مااااااااذااااا ؟!!
وما أن نطقت باسمه حتي جن جنونه وانهال عليها صفعا علي وجهها حتي نزف أنفها وفمهاوخلع حزام بنطاله وأخذ يجلدها وهي تصرخ لا تدري ماذا حدث ؟؟؟؟؟وماذا جنت ؟!!
ولازال يضربها ضرباً مبرحاً دون التبين لإتجاه الضربات فتمزق جلدها ونزف دماً و أصابها الضرب في رأسها فأفقدها الوعي ، ثم قطع ملابسها و....
في اليوم التالي بدأت تدي تستيقظ متعبة ، منهكة تتألم للغاية تحاول أن تجلس أو حتي تتحرك من مكانها لكن لا تقوي فتحاملت علي نفسها حتي استطاعت الجلوس فوجدت نفسها في السرير في حجرة النوم مقطعة ملابسها نائمة في بركة من دماءها وجسدها ينزف من كل ناحية و ملابسها ممزقة فوضعت يديها علي جسدها تريد أن تستره فسحبت غطاءا كان قريباً إليها وسترت به نفسها واستدارت بعينها للجهة الأخرى فتجد يوسف ملقي عارياً فأدركت ما حدث !
وجلست تبكي بشدة وحاولت أن تقوم من مكانها و طلت تحاول وهي منتحبة من البكاء وظلت تحاول حتي فعلت وهي تترنح من شدة الألم فدخلت الحمام ونظرت في المرآة فإذا بوجهها متورم و ممتلئ بالكدمات و بعض الدماء الراكدة في أنفها وفمها وظلت تطهر في جروحها و أنهت حمامها وخرجت تتسند لأي شيء حولها وجلست أمام المرآة تبكي بشدة وهي تتأمل نفسها و تتألم جسدياً ونفسيا.
وهنا استيقظ يوسف علي صوت بكاءها فانتبه لهيئته و للدماء الراكدة بجواره في غطاء السرير ثم نظر نحو ندي و رغم أنه لا يذكر أي شيء إلا أنه أدرك وتوقع ما قد فعله فقام في صمت وأخذ حمامه وأبدل ملابسه ثم خرج دون أي تعليق أو إبداء أي كلمة.
وجلست هي وحدها في وجعها وآلامها الداخلية والخارجية تفقد نفسها ولا تتذكرها إلا بصعوبة حتي أنها قد نسيت ملامحها القديمة.
هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت بصيت
وشوفت نفسك ف المراية بكيت
جواك سؤال يصرخ يقول أنا مين ؟أنا مين ؟
أنا زي ما أنا ولا انقسمت اتنين ؟؟
و بعدييييين وبعديييين
قول يااللي ف المراية فهمني إيه الحكاية
فرحان تعبان مرتاح ندمااااااان
حاجات كتير ف حياتنا اتسببت ف حيرتنا
وأدينا عايشين راضيين جايين و رايحيين
هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت ولا قيت
أقرب ماليك ف الدنيا مش حواليك
هو انت مين اللي عمل كده فيك ؟؟؟؟
مش انت ولا حد غمي عنيك ؟؟؟؟
ومرت أيام وأيام وأسابيع ولا جديد سوي أن الهموم تتزايد و ذات يوم استيقظت صباحاً وكان يوسف نائماً وقررت الهروب فسحبت مفتاح الباب من جيبه في هدوء ثم ابدلت ملابسها سريعاً وجمعت الباقي بسرعة وما أن وصلت للباب حتي تذكرت أنه ليس معها أي مال فعادت لتأخذ.
كانت تفتح الأدراج و تفتش فيها فأيقظ ذلك يوسف ورآها بهيئتها تلك فوضع يده في جيبه فلم يجد المفتاح فعلم أنها قد أخذته و تنوي الهروب فانقض نحوها هاجما عليها يجذبها من شعرها.
يوسف :عايزة تهربي مني ؟ هتهربي مني فين ؟؟ هتروحي بيتكم ف مصر ؟ ولا عايزة ترجعي لحبيب القلب ؟ منين ما تروحي هجيبك عمرك ما هتفلتي مني ، أنا قدرك ولو تنتيها تاني هيبقي آخر يوم ف عمرك.
ندي :موتني مش عايزة أعيش ، دي مش عيشة ، أنا عايزة أموت ، موتني وريحني...
كانت تتحدث ببكاء وصراخ فتركها وفجأة جريت نحو النافذة تريد أن تلقي بنفسها فمسكها ولحقها في آخر لحظة و ما أن مسكها حتي خارت قواها فجأة وسقطت مغشياً عليها حاول إفاقتها فلم تفوق فذهب بها إلى المستشفى وبعد فحصها تبين أنها حامل وكان نفس الطبيب السابق فأخذه يوسف وانفرد به مثل المرة السابقة وتحدث إليه ثم أعطاه مبلغا من المال.
ثم ذهب لندي التي بدأت تفوق وتسترد وعيها بعد أخذ الأدوية و المحاليل اللازمة فوجدت يوسف بجوارها فأشاحت بوجهها عنه متأففة أنها عادت للحياة من جديد وستعود معه.
فقال بهدوء :مبروك يا مدام ، انت حامل ، أكيد طبعاً عارفة يعني حامل ، يعني جنانك قبل كده كوم و جنانك دلوقتي كوم تاني خالص ، يعني أي هبل و هرتلة بعد كده مش هرحمك.
وبعد أن تحسنت ندي خرجت من المستشفى إلي سجنها من جديد ، ومن جديد تركها يوسف وغادر كعادته.
أري الصبر أوشك أن ينفدا
و أوشكت في القرب أن أبعدا
و أوشك قلبي أن يستريح
و أوشك قلبي أن يستريح
وكدت أعايش هذا الأنام
و قد عشت بينهم مفردا
يخيل إلي أنني قد أضعت
شبابي و قلبي و عمري سدي
وأن حياتي و أسبابها
خطبت بها عندكم فرقدا
تناءيتم زمناً طائلا
وبناكما كان رجع الصدي
فإن تلتق اليوم أشباحنا
فذاك لقاء غريب المدي
تقربه اليوم دنيا الخيال
و يبعده كل حاد حدا
يذكرنا كل أمس مضي
وكل غريب به قد شدا
وما نحن إلا الزمان الذي
عدا في الأنام علي من عدا
نصوره صورة في الضمير
ونبدي علي ضعفنا ما بدا
فيحسبنا الناس أقوي علي
يد الدهر مما يكيد العدا
ولكننا إن خلونا إلي
خواطرنا نستجير الردي
وإن لاح في بابكم عاذل
مررنا به ركعا سجدا
نحاذر من أن ترانا العيون
ونخشي علي البؤس أن نحسدا
فعد لي حبيبي كما قد عهدت
(أحمد شوقي)
مرت أيام وأيام و بدأت ندي تتقبل خبر حملها لكن كانت تتعامل من منطلق كون بداخلها أنثي وبما أنها وحدها دائماً فكانت تتحدث إلي جنينتها طوال الوقت.
وذات يوم وجدت يوسف قدجاء ويحمل لفة كبيرة والأغرب أنه ليس مخمورا.
ندي :إده معقول يعني جاي فايق علي غير العادة ؟!
فلم يأبه لها وفتح اللفة وأخرج منها فستانا رائعاً.
ندي تضحك باستهزاء:و ده من امتي؟!! إوعي تفتكر إن ندي الساذجة بتاعة زمان اللي هتفرح بالفستان ده لسه أدامك اللي أدامك دي ندي تانية خالص.
يوسف:أنا عارف إني ضايقتك كتير الفترة اللي فاتت.
ندي :ضايقتني!!!!! ؟
ضايقتني دي تقولها لما اعمل أكلة ناقصة ملح و تسمعني كلمتين ف جنابي.
يوسف :طب اسمعي بأه عشان مش فاضيلك ، في ضيف مهم جاي إنهاردة عل عشا وعرف إني متجوز مصرية وعايز ياكل أكل مصري ، هيجي الساعة 11.
ندي :ويطلع مين بسلامته ؟؟
يوسف :واحد هعمل معاه بيزنس.
ندي:اسمها هتنصب عليه وتاخد فلوسه وبعد كده تهرب ونعيش متشحططين من بلد لبلد ونفضل ناكل حرام.
يوسف :مش عايز كلام كتير اللي طلبته يتنفذ وتكوني جاهزة و موضبة نفسك عدل.
ثم تركها و خرج.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة التاسعة
(بقلم : نهال عبدالواحد)
قامت ندي بإعداد عشاء كما طلب منها يوسف ثم أعدت نفسها وارتدت الفستان و بالرغم من جمالها إلا أنه جمال حزين وفي عينها شجن كبير.
وجاء الضيف بالفعل وجلس مع يوسف يتحدثان في أمور شتي وكانت ندي تسمعهم و رغم أنها تفهم الفرنسية إلا أنها كالمغيبة تسمع و لا تستوعب شيئاً ،
أعدت الطعام و سفرة العشاء و طلب منها يوسف أن تحضر لتسلم علي الضيف و يدعي جيمي.
وما أن جاءت و وقفت أمامه حتي انتابها شعور غريب كأنها قد شعرت به من قبل ، وتلك العيون التي تحدق بها كأنما رأتها من قبل ، ولماذا تنجذب نحوها هكذا ؟!!
لكن لم يطول الأمر كثيرا فقد تركتهم وجلست تكمل مشاهدة التلفاز لكنها لا تشاهد شيئاً ، كل ما تفكر به تلك العيون !!
كان جيمي ينظر نحوها رغم جلوسها بعيداً عنه وقد لاحظ يوسف نظرات جيمي لندي .
و بينما ندي جالسة كانت تشعر بثمة عينٍ لازالت تحدق بها فالتفتت فوجدته لازال ينظر إليها فأربكها ذلك بشدة كادت أن تخلع قلبها من مكانه.
تركت ندي المكان و ذهبت للداخل في حجرة النوم رفم كرهها لها إلا أنها اضطرت للمكوث فيها حتي ينصرف ذلك الضيف والأفضل أن ينصرف معه يوسف أيضاً.
وبعد قليل دخل إليها يوسف.
يوسف :إيه اللي دخلك هنا والراجل لسه بره ؟ إيه مفيش ذوق خالص ؟؟
ندي:لا وانت الصادق مفيش رجولة ولا نخوة.
فصفعها علي وجهها صفعة مدوية ثم قال :هو أنا باقولك تعملي إيه ؟؟خليكي ذوق و اتعاملي بلطف مع الراجل.
ندي :وأنا لا هطلع ولا عايزة اقعد معاه ولا أشوفه ولا أشوفك انت كمان.
فصفعها ثانياً.
تدي :يا أخي ارحمني و اعتقني لوجه الله ، أنا تعبت منك ، قرفت منك ومن عيشتك.
فصفعها ثالثاً.
وكلما تحدثت صفعها حتي تورم وجهها من جديد و امتلأ بكدمات توا.
كان بمجرد دخول يوسف للحجرة خلف ندي قام جيمي متحركا في أرجاء المكان ويتلفت و يبحث و يتفحص بعينه في كل مكان وما أن اقترب من باب الحجرة حتي سمع حوارهما رغم كونه بالعربية كما سمع صوت الصفع ثم عاد سريعاً وجلس مكانه.
مر بعض الوقت ثم خرج يوسف وحده بعد أن فشلت محاولاته أن يخرج ندي خاصة بعد تورم وجهها بفعل صفعاته القوية.
جلس يوسف أو جو مع جيمي ثم غادرا الإثنان معاه.
وبعد عدة أيام من تلك الليلة بينما ندي جالسة تشاهد التلفاز وقت الظهيرة وبجوارها طبق من الفاكهة فهكذا كان طعامها طوال اليوم تضعه بجوارها وتأكل منه متي شاءت.
وفجأة سمعت صوت مفتاح الباب يفتح وذلك ليس من عادة يوسف أن يحضر ظهرا فتمددت وتصنعت النوم واغمضت عينها حتي لا تراه .
وبعد قليل فتحت عينها من جديد فإذا بها تتفاجأ بجيمي ومعه شخص آخر يقفان أمامها ففزعت وهبت من مكانها علي الفور وهي تحدث نفسها :يا خربيتك يا يوسف وبيت اللي يعرفك باعتلي رجالة يا عرة الرجالة.
ثم وقفت أمامهم وسحبت سكينة من طبق الفاكهة وتحدثت بالفرنسية بتوعد: من يقترب مني سأقتله ، هيا اذهبا.
لكن صدمت وصعقت عندما تحدث جيمي بالعربية :اهدي يا ندي ما تخافيش.
ومن صدمتها سقطت السكينة من يدها ولا تدري إن كان حلم أم حقيقة.
إنه صوت سيف وتلك هي نظرته ، تلك النظرة التي حيرتها يوم جاء إلي هنا وذلك الإحساس هو احساسها به لكن صورته مختلفة تماما ظلت واجمة فترة من الوقت حتي قطع سيف ذلك الصمت قائلاً بمرارة :آخر مكان اتصور الاقيكي فيه ، و آخر راجل اتوقعك تتجوزيه.
ندي :ده طلع نصاب وحابسني هنا وبيذلني و يعذبني ، ده كان السبب ف موت بابا وماما بحسرتهم وياريته يكون كدب ف دي.
ثم قالت :أنا عارفة إني كنت السبب ف وجعك و ألمك بس الفيديو ده يوسف هو اللي بعته هو ال...
سيف :من فضلك أنا جاي هنا لحاجة معينة وما عنديش وقت أضيعه.
ثم جلس وأخرج اللاب توب الخاص به وكان يجلس مع مساعده يتحدثان بهمس وكان يضغط بسرعة عليه .
كان سيف ومساعده يحاولان اختراق نظام المراقبة الموجود بالشقة و إيقافه طوال تواجدهم ثم تشغيله بعد خروجهما وقد فعلا.
بدءا في التفتيش في كل أجزاء المنزل بدقة وهدوء وحرصا أن يكون كل شيء في مكانه تماماً حتي في غرفة النوم بحث في كل مكان حتي في حقائب الملابس الفارغة وأثناء التفتيش في أحدها وجد السلسلة التي قد احضرها لها يوماً ما فنظر إليها نظرة طويلة بألم شديد ثم وضعها في علبة الاكسسوارت الخاصة بندي وبعد أن اعادا كل شيء كما كان .
خرجا من الحجرة وفتحا اللاب مرة أخرى للتأكد من ضبط وتوصيل نظام المراقبة عنده ثم التأكد من الكاميرات لم تلتقط صورا لهما وقد تأكد .
كانت ندي جالسة مكانها تبكي في صمت فلم يكن ذلك سيف الذي تعرفه ألهذا الحد قد كرهها ؟!!!!!
انتهي سيف من كل شيء هو و مساعده وهما بالخروج فنادته ندي :سيييييف!! هتساعدني أهرب من هنا ؟
فرد دون أن يلتفت إليها :اسمي جيمي ، سلسلتك اللي فيها الساعة إياها ف علبة الإكسيوريز بتاعتك.
ثم فتح الباب وأغلقه خلفه من جدي كما كان وندي كما هي واقفة واجمة لا تصدق أنه هو لكن إحساسها لا يكذب فقد شعرت بجاذبية غربية نحوه منذ أن رأته لأول مرة وتلك النظرة تعرفها جيداً حتي وان اختلف شكله وهيئته لكن تعامله يختلف تماماً.
معه كل الحق لقد وجعته بغبائها ورغم تأكدها من أنه لازال يحبها لكن وربما تكون تلك هيئته في المهمات فقد قال قبل ذلك أن كل ثانية محسوبة فمؤكد أنه لن يضيع وقته.
لكن لا إنه يتجاهلها ولا يريد النظر إليها علي أية حال فالمهم حالياً هو الهروب من هنا لكن لأين تذهب و لمن ؟؟؟
لا يهم تعيش هي وطفلتها معا وستعمل وتكد حتي تكبرها وظلت تفكر وتفكر و تتضارب الأفكار و تتضارب المشاعر دون أن ترسي أو تستقر علي أي.
أكتر حاجة توجع في لحظة الفراق
حبيبك تلمحه
ودموعه رافضة تطلع و كأنه حالاً فاق
علي إيد بتدبحه
وكأن ده عادي لا وأقل كمان م العادي
و الوقت ف كله ف عمر الواحد راح عل فاضي
وما بين لقي وفراق كأننا في سباق
ده بيبكي هو مفارق وده فارق وماهوش فارق
مين فينا وفي بوعده وما خانش الإتفاق
واتبقي ف مطرحه
طريق مفتوح و باااااااب
وصوت طالع بخوووووف
بيعلق الأسباب علي شماعة الظروف
خلاص مفيش جراح خلاص الوقت فات
معقول في حد مااااااااات هتعرف تجرحه
ونكمل الحلقة الجاية ،
آراءكم،
NoonaAbdElWahed
الحلقة السابعة
(بقلم :نهال عبدالواحد)
لم يتحمل الأب الصدمة و سقط وتوفي في الحال أما نعمة زوجته و أم ندي فقد صدمت صدمة شديدة وفاة زوجها ، ضياع كل شيء ، وأهمها ضياع ندي بلا رجعة ، كيف صدقا و آمنا لذلك المحتال ؟!!
ياتري مامصيرك يا ندي ؟!!!
فقد ضاع كل شيء !!
كانت الصدمة من شدتها أصابتها بجلطة ومنها بشلل فلم تعد تتحرك أو تنطق ولم تكن معها سوي جارتها وأختها زينب التي ظلت بجوارها و أقامت معها تمرضها وترعاها وتفعل كل شيء لها حتي إنها لتحممها وتساعدها في تبديل ملابسها وأدق تفاصيلها مما آلمها ذلك بشدة.
وكل ما يشغل نعمة الآن هو ندي ، كيف حالها ؟؟؟
وماذا فعل بها ؟؟؟هل ضاعت للأبد ؟؟
وهما من أضاعوها بثقتهم غير المبررة بذلك اليوسف ولم يدم الأمر طويلاً فما كانت إلا أياماً قليلة حتي ذهبت نعمة لحيث ذهب زوجها و توفيت في الحال.
وصار لا أب ولا أم و لا أي أهل حتي ولا أموال !
حزنت زينب بشدة علي فراقها لصديقتها و أختها ، علي كل ما فات ، وكان الحزن من النصيب الأكبر لندي ، فما مصيرها ؟؟
ولأين ذهبت ندي ؟
وازداد قلق زينب فندي لا يعلم لها عنوان ولا حتي لأي بلد ستستقر وصار مصير ندي بالنسبة لزينب مصيرا مفزعا وتمنت كثيراً عودة سيف ربما يستطيع الوصول لأي شيء رغم أنها لا تعلم حقيقته لكن ذلك هو إحساسها أن سيف هو الحل ، هو الأمل الوحيد ، لكن من أين تأتي به ؟؟!!!!!
تزوجت ندي ويوسف وقضيا أحلي شهر عسل شهراً كاملاً بين دول أوروبا تتنزه في كل دولة ومرت أجمل الأيام ، أيام التدليل و الرقة ، أيام تنزهات وترفيه ومغامرات ، فكانت تسمع أجمل كلام و أرقه لم تسمع منه يوماً توبيخا أو حتي كلمة لا ليرفض بها علي أي شيء.
وانتهي شهر العسل ، بالطبع فلكل شيء نهاية ، واستقر يوسف وندي في شقة في باريس تطل نافذتها علي منظراً بديعاً ، وحتي تلك اللحظة ندي أسعد مخلوقة وتعيش سعادة لا مثيل لها ، سعادة من عالم الحكايات الكلاسيكية.
وبعد إستقرارهما في الشقة بدأ يوسف ينزل لعمله لكنه كان يغلق الباب عليها بمجرد خروجه وكان يظل بالخارج طوال اليوم.
و بدأ يوسف يتغير فلم يعد يوسف الرقيق الحنون ، فهو ينزل ويتركها وحدها يوماً كاملاًبل وأحياناً عدة أيام وهي محبوسة في شقتها ، لا هاتف أو كمبيوتر ولا أي وسيلة إتصال فليس لديها سوي حوائط الشقة التي حفظتها تماماً.
كان يوسف دائماً يعود مخمورا يكاد لا يري أمامه فيسقط نائماً في أي مكان حتي بنفس هيئته دون أن يبدل ملابسه ، ويظل هكذا حتي يستيقظ وحده متي أراد فهي لا تجرؤ علي إيقاظه.
بعد أن يستيقظ يبدل ملابسه و يخرج من جديد فلا وجود لندي في حياته فحتي لا يحادثها.
مرت أيام وأسابيع علي ذلك الوضع حتي صارتلا تستطيع التحمل فهي مسجونة و دائماً وحدها.
وذات ليلة كانت جالسة في الانتريه فذلك المكان فيه جلستها ونومها وكل شيء ، فهي لا تدخل غرفة نومها إلا إذا أرادت شيئاً منها ، حتي إنها لتبدل ملابسها في الحمام ولا تعلم سر نفورها من تلك الحجرة التي من المفترض أن تكون مكان راحتها وحتي عندما ينام يوسف فيها لا تقربها.
في تلك الليلة بينما كانت جالسة بمفردها كالعادة فتحدث نفسها حينا و تندم حينا أخري أو تعود بالذكريات إلي سيف و تحن إلي تلك الأيام و ربما قد حنت إليه.
أيمه قد أزعجها قلة تنزهها معه كأي حبيبان لكن فلتنظر لحالها الآن فهي محبوسة سجينة مهملة تري الدنيا من خلف زجاج النافذة وغير مسموح بأكثر من ذلك.
بينما هي تجلس شاردة إذ فتح باب الشقة وكان يوسف كالعادة مخمورا و يتمايل يميناً و يسارا ويكاد يتعثر ويقع ثم يملك نفسه ثم يتمايل ويصطدم بالأشياء ، لقد اعتادت علي ذلك المشهد ولم يعد يفزعها ، لكن طفح الكيل.
ندي:أنا تعبت م الحبسة دي ، انت اتجوزتني و حبستني هنا ليه ؟ عشان تسجنني بين الحيطان.
يوسف :عايزة-إيه ؟
ندي:ماما وبابا وحشوني أوي ممكن تسمحلي أنزل أجازة وازورهم أغير جو ومش هخرج م البيت.
يوسف :لا.
ندي :طب حتي أكلمهم ف التليفون.
يوسف :مفيش سفر ، مفيش تليفون ، ههههههههه.
ندي :طب حتي اتصل بيهم من تليفونك واكلمهم أدامك ، دول زمانهم هيتجننوا علي.
يوسف :لا لا مش هيتجننوا ، مفيش بابا و لا ماما ، هههههههههه.
ندي:يا أخي فوق بأه وكلمني.
يوسف :ماما وبابا بح... هههههههههههههه.
ندي :انت بتقول إيه ؟
يوسف :بابا وماما ماتوا بح ، زعلوا يا عيني عشان ختك وخت كل فلوسهم... هههههههههههههه... مساكين... لا مغفليييين... هههههههههههه.
ندي بصدمة :انت بتقول إيه ؟! ماتوا ؟! ماتوا إزاي ؟؟!!
يوسف :ماتوا كده.
وألقي بنفسه علي أحد الكراسي وهو يضحك بشدة.
ندي :ما تقوم تكلمني زي ما بكلمك ، انت لوح ما بتحسش ولا إيه؟!!!
فقام يوسف فجأة نحوها وجذبها من شعرها فصرخت وقال :هتطولي لسانك علي يا قطة ولا إيه ؟؟هم أغبيا وأبوكي ده أكبر مغفل وبيصدق أي حاجة ، واداني كل حاجة وانت فوق البيعة ، هههههههههههههه...خلي بالك انت ما تعرفيش مين جو ، يوسف الأولاني ده تنسيه ، انسي اللي مش بيتنيلك كلمة ، زي ما نسيتي حبيب القلب اللي كنتي بتضحكي علي عقله.
فافلتت نفسها من بين يديه وهي مصدومة :انت قصدك إيه ؟؟!!!
يوسف وهو يضحك باستهزاء :أنا اللي بعت الفيديو يا أغبية...هههههههههههههه.
ندي :آه يا مجرم ياحقير أنا بكرهك طلقني يا حقير طلقني يا مجرم.
فجذبها من شعرها ثانية ثم دفعها بقوة فسقطت واصطدم رأسها بحرف المنضدة ففقدت الوعي أما هو بعد ما دفعها لم ينظر خلفه ومضي يترنح حتي وصل لسريره وألقى بجسده عليه وذهب في النوم.
وفي اليوم التالي بدأ يوسف يستيقظ ببطء ثم نهض وتحمم وأبدل ملابسه وذهب ليخرج كعادته فوجد ندي ملقاه علي الأرض تنزف دما ولا يدري مصدر الدم ولا يدري ماذا حدث ، فهو لا يذكر أي شئ من ليلة امس فحملها.
وذهب بها للمستشفي وبعد فحص الطبيب لها تبين أنها كانت حاملا وحدوث النزيف يتطلب اجهاضا فدخل يوسف للطبيب و تحدث معه منفرداً ثم اخرج من جيبه مبلغا من المال واعطاه له .
دخلت ندي العمليات وأجرت العملية وخرجت لحجرة وظل يوسف يجلس بجوارها حتي افاقت وما أن رأته وتذكرت كل شيء فأشاحت بوجهها عنه.
يوسف :حمد الله علي سلامتك ، هو إيه اللي حصل أنا مش فاكر أي حاجة ؟؟!!!
ندي:طلقني ، مش هعيش معاك ولا لحظة واحدة بعد كده ، أنا عرفت حقيقتك يامجرم ، انت السبب ف موت بابا وماما ، طلقني مش عايزاك .
وقف يوسف ونظر لها واجما قليلاً ثم غادر الغرفة ،
وفي اليوم التالي جاء يوسف للمستشفي وأخذ ندي يعيدها للبيت مرة أخرى وهم بالخروج فنادته.
ندي:افتكر إني طلبت منك الطلاق ، وبعد اللي حصل لا يمكن أعيش معاك.
يوسف :أنا كنت شارب و مش فاكر حاجة ولا داري بنفسي لما زأتيك.
ندي :زأتني ! طب ماانت فاكر اهو ، و كفاية إنك نصبت علي أهلي وكنت سبب في موتهم ، وبعدين مش بتدري بنفسك وانت شارب ! ده انت علي كده ممكن تموتني عادي وإنت مش داري !!!
يوسف:والله القانون لا يحمي المغفلين ! مش ذنبي إن كلكم عيلة غبية ف بعض ، آه ، أنا فعلاً ممكن أموتك بس وأنا داري وقاصد كمان لو فضلتي كتير تتكلمي ف الموضوع ده ، لو سمعت منك كرهتك ولا طلقني ولا كل الهري ده ، انت هنا تسمعي الكلام وبس ، وبلاش تخرجيني عن شعوري خصوصاً إنك تعبانة وقايمة من عملية ، أنا نازل الأكل ف التلاجة و علاجك أهو باااااااااااي.
وخرج وأغلق الباب بالمفتاح من جديد وتركها في حزنها و وجعها تعض أناملها من شدة الندم وتبكي بكاءا حارا ولا تدري علي ماذا ؟
علي رحيل والديها ؟؟؟
علي ضياع كل شيء ؟؟
علي ضياع عمرها الحالي والقادم ؟؟؟؟
علي ضياع حبها الوحيد ؟؟؟؟
كثيرا ما توقع فراقهما ولم تصدقه ، لقد صدق معها القول ، لقد توسل إليها أن تسمعه وقد أبت فهي فعلاً كما قال لا تملك أي صبر وكان يلزمها درساً تتعلم فيه كيف يكون الصبر ؟؟
لكن ذلك الدرس قاسيا إلي متي ستصمد وتتحمل ؟؟
وياتري كيف حالك يا سيف ؟؟
هل توجعت ؟؟؟
هل تألمت ؟؟
أم قدرتك على الإحتمال ساعدتك علي إجتياز المحنة ؟؟؟
هي نسيتني ؟؟؟
هل اكتفيت مني وتخطيتني ؟؟؟
هكذا عاشت ندي حياتها مابين ندم و حسرة ولوم و حنين لأيام مضت ولن تعود.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الثامنة
(بقلم : نهال عبدالواحد)
و ذات ليلة عاد يوسف مخمورا يترنح ويغني كعادته و يتمايل يميناً و يسارا وكانت ندي نائمة علي كنبة أمام التلفاز و رغم أنها كانت ترتدي بيجامة عادية إلا أنها قد لفتت إنتباه واعجبته بشدة و أثارت فيه مشاعر ورغبات فاقترب منها وحملها رغم ترنحه و عدم اتزانه حتي دخل حجرة النوم بها و وضعها علي السرير واقترب منها يتحسس شعرها ووجهها وشفتيها و يتأمل ملامحها إنها تبتسم ، بالطبع كانت تحلم لكن ابتسامتها تلك قد سحرته و أذابته وبدأ يوقظها بقبلاته في كل وجهها وقد بدأت تستيقظ بالفعل وبنفس إبتسامتها لكنها تنادي (سيف)
مااااااااذااااا ؟!!
وما أن نطقت باسمه حتي جن جنونه وانهال عليها صفعا علي وجهها حتي نزف أنفها وفمهاوخلع حزام بنطاله وأخذ يجلدها وهي تصرخ لا تدري ماذا حدث ؟؟؟؟؟وماذا جنت ؟!!
ولازال يضربها ضرباً مبرحاً دون التبين لإتجاه الضربات فتمزق جلدها ونزف دماً و أصابها الضرب في رأسها فأفقدها الوعي ، ثم قطع ملابسها و....
في اليوم التالي بدأت تدي تستيقظ متعبة ، منهكة تتألم للغاية تحاول أن تجلس أو حتي تتحرك من مكانها لكن لا تقوي فتحاملت علي نفسها حتي استطاعت الجلوس فوجدت نفسها في السرير في حجرة النوم مقطعة ملابسها نائمة في بركة من دماءها وجسدها ينزف من كل ناحية و ملابسها ممزقة فوضعت يديها علي جسدها تريد أن تستره فسحبت غطاءا كان قريباً إليها وسترت به نفسها واستدارت بعينها للجهة الأخرى فتجد يوسف ملقي عارياً فأدركت ما حدث !
وجلست تبكي بشدة وحاولت أن تقوم من مكانها و طلت تحاول وهي منتحبة من البكاء وظلت تحاول حتي فعلت وهي تترنح من شدة الألم فدخلت الحمام ونظرت في المرآة فإذا بوجهها متورم و ممتلئ بالكدمات و بعض الدماء الراكدة في أنفها وفمها وظلت تطهر في جروحها و أنهت حمامها وخرجت تتسند لأي شيء حولها وجلست أمام المرآة تبكي بشدة وهي تتأمل نفسها و تتألم جسدياً ونفسيا.
وهنا استيقظ يوسف علي صوت بكاءها فانتبه لهيئته و للدماء الراكدة بجواره في غطاء السرير ثم نظر نحو ندي و رغم أنه لا يذكر أي شيء إلا أنه أدرك وتوقع ما قد فعله فقام في صمت وأخذ حمامه وأبدل ملابسه ثم خرج دون أي تعليق أو إبداء أي كلمة.
وجلست هي وحدها في وجعها وآلامها الداخلية والخارجية تفقد نفسها ولا تتذكرها إلا بصعوبة حتي أنها قد نسيت ملامحها القديمة.
هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت بصيت
وشوفت نفسك ف المراية بكيت
جواك سؤال يصرخ يقول أنا مين ؟أنا مين ؟
أنا زي ما أنا ولا انقسمت اتنين ؟؟
و بعدييييين وبعديييين
قول يااللي ف المراية فهمني إيه الحكاية
فرحان تعبان مرتاح ندمااااااان
حاجات كتير ف حياتنا اتسببت ف حيرتنا
وأدينا عايشين راضيين جايين و رايحيين
هتعمل إيه لو نمت يوم وصحيت ولا قيت
أقرب ماليك ف الدنيا مش حواليك
هو انت مين اللي عمل كده فيك ؟؟؟؟
مش انت ولا حد غمي عنيك ؟؟؟؟
ومرت أيام وأيام وأسابيع ولا جديد سوي أن الهموم تتزايد و ذات يوم استيقظت صباحاً وكان يوسف نائماً وقررت الهروب فسحبت مفتاح الباب من جيبه في هدوء ثم ابدلت ملابسها سريعاً وجمعت الباقي بسرعة وما أن وصلت للباب حتي تذكرت أنه ليس معها أي مال فعادت لتأخذ.
كانت تفتح الأدراج و تفتش فيها فأيقظ ذلك يوسف ورآها بهيئتها تلك فوضع يده في جيبه فلم يجد المفتاح فعلم أنها قد أخذته و تنوي الهروب فانقض نحوها هاجما عليها يجذبها من شعرها.
يوسف :عايزة تهربي مني ؟ هتهربي مني فين ؟؟ هتروحي بيتكم ف مصر ؟ ولا عايزة ترجعي لحبيب القلب ؟ منين ما تروحي هجيبك عمرك ما هتفلتي مني ، أنا قدرك ولو تنتيها تاني هيبقي آخر يوم ف عمرك.
ندي :موتني مش عايزة أعيش ، دي مش عيشة ، أنا عايزة أموت ، موتني وريحني...
كانت تتحدث ببكاء وصراخ فتركها وفجأة جريت نحو النافذة تريد أن تلقي بنفسها فمسكها ولحقها في آخر لحظة و ما أن مسكها حتي خارت قواها فجأة وسقطت مغشياً عليها حاول إفاقتها فلم تفوق فذهب بها إلى المستشفى وبعد فحصها تبين أنها حامل وكان نفس الطبيب السابق فأخذه يوسف وانفرد به مثل المرة السابقة وتحدث إليه ثم أعطاه مبلغا من المال.
ثم ذهب لندي التي بدأت تفوق وتسترد وعيها بعد أخذ الأدوية و المحاليل اللازمة فوجدت يوسف بجوارها فأشاحت بوجهها عنه متأففة أنها عادت للحياة من جديد وستعود معه.
فقال بهدوء :مبروك يا مدام ، انت حامل ، أكيد طبعاً عارفة يعني حامل ، يعني جنانك قبل كده كوم و جنانك دلوقتي كوم تاني خالص ، يعني أي هبل و هرتلة بعد كده مش هرحمك.
وبعد أن تحسنت ندي خرجت من المستشفى إلي سجنها من جديد ، ومن جديد تركها يوسف وغادر كعادته.
أري الصبر أوشك أن ينفدا
و أوشكت في القرب أن أبعدا
و أوشك قلبي أن يستريح
و أوشك قلبي أن يستريح
وكدت أعايش هذا الأنام
و قد عشت بينهم مفردا
يخيل إلي أنني قد أضعت
شبابي و قلبي و عمري سدي
وأن حياتي و أسبابها
خطبت بها عندكم فرقدا
تناءيتم زمناً طائلا
وبناكما كان رجع الصدي
فإن تلتق اليوم أشباحنا
فذاك لقاء غريب المدي
تقربه اليوم دنيا الخيال
و يبعده كل حاد حدا
يذكرنا كل أمس مضي
وكل غريب به قد شدا
وما نحن إلا الزمان الذي
عدا في الأنام علي من عدا
نصوره صورة في الضمير
ونبدي علي ضعفنا ما بدا
فيحسبنا الناس أقوي علي
يد الدهر مما يكيد العدا
ولكننا إن خلونا إلي
خواطرنا نستجير الردي
وإن لاح في بابكم عاذل
مررنا به ركعا سجدا
نحاذر من أن ترانا العيون
ونخشي علي البؤس أن نحسدا
فعد لي حبيبي كما قد عهدت
(أحمد شوقي)
مرت أيام وأيام و بدأت ندي تتقبل خبر حملها لكن كانت تتعامل من منطلق كون بداخلها أنثي وبما أنها وحدها دائماً فكانت تتحدث إلي جنينتها طوال الوقت.
وذات يوم وجدت يوسف قدجاء ويحمل لفة كبيرة والأغرب أنه ليس مخمورا.
ندي :إده معقول يعني جاي فايق علي غير العادة ؟!
فلم يأبه لها وفتح اللفة وأخرج منها فستانا رائعاً.
ندي تضحك باستهزاء:و ده من امتي؟!! إوعي تفتكر إن ندي الساذجة بتاعة زمان اللي هتفرح بالفستان ده لسه أدامك اللي أدامك دي ندي تانية خالص.
يوسف:أنا عارف إني ضايقتك كتير الفترة اللي فاتت.
ندي :ضايقتني!!!!! ؟
ضايقتني دي تقولها لما اعمل أكلة ناقصة ملح و تسمعني كلمتين ف جنابي.
يوسف :طب اسمعي بأه عشان مش فاضيلك ، في ضيف مهم جاي إنهاردة عل عشا وعرف إني متجوز مصرية وعايز ياكل أكل مصري ، هيجي الساعة 11.
ندي :ويطلع مين بسلامته ؟؟
يوسف :واحد هعمل معاه بيزنس.
ندي:اسمها هتنصب عليه وتاخد فلوسه وبعد كده تهرب ونعيش متشحططين من بلد لبلد ونفضل ناكل حرام.
يوسف :مش عايز كلام كتير اللي طلبته يتنفذ وتكوني جاهزة و موضبة نفسك عدل.
ثم تركها و خرج.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة التاسعة
(بقلم : نهال عبدالواحد)
قامت ندي بإعداد عشاء كما طلب منها يوسف ثم أعدت نفسها وارتدت الفستان و بالرغم من جمالها إلا أنه جمال حزين وفي عينها شجن كبير.
وجاء الضيف بالفعل وجلس مع يوسف يتحدثان في أمور شتي وكانت ندي تسمعهم و رغم أنها تفهم الفرنسية إلا أنها كالمغيبة تسمع و لا تستوعب شيئاً ،
أعدت الطعام و سفرة العشاء و طلب منها يوسف أن تحضر لتسلم علي الضيف و يدعي جيمي.
وما أن جاءت و وقفت أمامه حتي انتابها شعور غريب كأنها قد شعرت به من قبل ، وتلك العيون التي تحدق بها كأنما رأتها من قبل ، ولماذا تنجذب نحوها هكذا ؟!!
لكن لم يطول الأمر كثيرا فقد تركتهم وجلست تكمل مشاهدة التلفاز لكنها لا تشاهد شيئاً ، كل ما تفكر به تلك العيون !!
كان جيمي ينظر نحوها رغم جلوسها بعيداً عنه وقد لاحظ يوسف نظرات جيمي لندي .
و بينما ندي جالسة كانت تشعر بثمة عينٍ لازالت تحدق بها فالتفتت فوجدته لازال ينظر إليها فأربكها ذلك بشدة كادت أن تخلع قلبها من مكانه.
تركت ندي المكان و ذهبت للداخل في حجرة النوم رفم كرهها لها إلا أنها اضطرت للمكوث فيها حتي ينصرف ذلك الضيف والأفضل أن ينصرف معه يوسف أيضاً.
وبعد قليل دخل إليها يوسف.
يوسف :إيه اللي دخلك هنا والراجل لسه بره ؟ إيه مفيش ذوق خالص ؟؟
ندي:لا وانت الصادق مفيش رجولة ولا نخوة.
فصفعها علي وجهها صفعة مدوية ثم قال :هو أنا باقولك تعملي إيه ؟؟خليكي ذوق و اتعاملي بلطف مع الراجل.
ندي :وأنا لا هطلع ولا عايزة اقعد معاه ولا أشوفه ولا أشوفك انت كمان.
فصفعها ثانياً.
تدي :يا أخي ارحمني و اعتقني لوجه الله ، أنا تعبت منك ، قرفت منك ومن عيشتك.
فصفعها ثالثاً.
وكلما تحدثت صفعها حتي تورم وجهها من جديد و امتلأ بكدمات توا.
كان بمجرد دخول يوسف للحجرة خلف ندي قام جيمي متحركا في أرجاء المكان ويتلفت و يبحث و يتفحص بعينه في كل مكان وما أن اقترب من باب الحجرة حتي سمع حوارهما رغم كونه بالعربية كما سمع صوت الصفع ثم عاد سريعاً وجلس مكانه.
مر بعض الوقت ثم خرج يوسف وحده بعد أن فشلت محاولاته أن يخرج ندي خاصة بعد تورم وجهها بفعل صفعاته القوية.
جلس يوسف أو جو مع جيمي ثم غادرا الإثنان معاه.
وبعد عدة أيام من تلك الليلة بينما ندي جالسة تشاهد التلفاز وقت الظهيرة وبجوارها طبق من الفاكهة فهكذا كان طعامها طوال اليوم تضعه بجوارها وتأكل منه متي شاءت.
وفجأة سمعت صوت مفتاح الباب يفتح وذلك ليس من عادة يوسف أن يحضر ظهرا فتمددت وتصنعت النوم واغمضت عينها حتي لا تراه .
وبعد قليل فتحت عينها من جديد فإذا بها تتفاجأ بجيمي ومعه شخص آخر يقفان أمامها ففزعت وهبت من مكانها علي الفور وهي تحدث نفسها :يا خربيتك يا يوسف وبيت اللي يعرفك باعتلي رجالة يا عرة الرجالة.
ثم وقفت أمامهم وسحبت سكينة من طبق الفاكهة وتحدثت بالفرنسية بتوعد: من يقترب مني سأقتله ، هيا اذهبا.
لكن صدمت وصعقت عندما تحدث جيمي بالعربية :اهدي يا ندي ما تخافيش.
ومن صدمتها سقطت السكينة من يدها ولا تدري إن كان حلم أم حقيقة.
إنه صوت سيف وتلك هي نظرته ، تلك النظرة التي حيرتها يوم جاء إلي هنا وذلك الإحساس هو احساسها به لكن صورته مختلفة تماما ظلت واجمة فترة من الوقت حتي قطع سيف ذلك الصمت قائلاً بمرارة :آخر مكان اتصور الاقيكي فيه ، و آخر راجل اتوقعك تتجوزيه.
ندي :ده طلع نصاب وحابسني هنا وبيذلني و يعذبني ، ده كان السبب ف موت بابا وماما بحسرتهم وياريته يكون كدب ف دي.
ثم قالت :أنا عارفة إني كنت السبب ف وجعك و ألمك بس الفيديو ده يوسف هو اللي بعته هو ال...
سيف :من فضلك أنا جاي هنا لحاجة معينة وما عنديش وقت أضيعه.
ثم جلس وأخرج اللاب توب الخاص به وكان يجلس مع مساعده يتحدثان بهمس وكان يضغط بسرعة عليه .
كان سيف ومساعده يحاولان اختراق نظام المراقبة الموجود بالشقة و إيقافه طوال تواجدهم ثم تشغيله بعد خروجهما وقد فعلا.
بدءا في التفتيش في كل أجزاء المنزل بدقة وهدوء وحرصا أن يكون كل شيء في مكانه تماماً حتي في غرفة النوم بحث في كل مكان حتي في حقائب الملابس الفارغة وأثناء التفتيش في أحدها وجد السلسلة التي قد احضرها لها يوماً ما فنظر إليها نظرة طويلة بألم شديد ثم وضعها في علبة الاكسسوارت الخاصة بندي وبعد أن اعادا كل شيء كما كان .
خرجا من الحجرة وفتحا اللاب مرة أخرى للتأكد من ضبط وتوصيل نظام المراقبة عنده ثم التأكد من الكاميرات لم تلتقط صورا لهما وقد تأكد .
كانت ندي جالسة مكانها تبكي في صمت فلم يكن ذلك سيف الذي تعرفه ألهذا الحد قد كرهها ؟!!!!!
انتهي سيف من كل شيء هو و مساعده وهما بالخروج فنادته ندي :سيييييف!! هتساعدني أهرب من هنا ؟
فرد دون أن يلتفت إليها :اسمي جيمي ، سلسلتك اللي فيها الساعة إياها ف علبة الإكسيوريز بتاعتك.
ثم فتح الباب وأغلقه خلفه من جدي كما كان وندي كما هي واقفة واجمة لا تصدق أنه هو لكن إحساسها لا يكذب فقد شعرت بجاذبية غربية نحوه منذ أن رأته لأول مرة وتلك النظرة تعرفها جيداً حتي وان اختلف شكله وهيئته لكن تعامله يختلف تماماً.
معه كل الحق لقد وجعته بغبائها ورغم تأكدها من أنه لازال يحبها لكن وربما تكون تلك هيئته في المهمات فقد قال قبل ذلك أن كل ثانية محسوبة فمؤكد أنه لن يضيع وقته.
لكن لا إنه يتجاهلها ولا يريد النظر إليها علي أية حال فالمهم حالياً هو الهروب من هنا لكن لأين تذهب و لمن ؟؟؟
لا يهم تعيش هي وطفلتها معا وستعمل وتكد حتي تكبرها وظلت تفكر وتفكر و تتضارب الأفكار و تتضارب المشاعر دون أن ترسي أو تستقر علي أي.
أكتر حاجة توجع في لحظة الفراق
حبيبك تلمحه
ودموعه رافضة تطلع و كأنه حالاً فاق
علي إيد بتدبحه
وكأن ده عادي لا وأقل كمان م العادي
و الوقت ف كله ف عمر الواحد راح عل فاضي
وما بين لقي وفراق كأننا في سباق
ده بيبكي هو مفارق وده فارق وماهوش فارق
مين فينا وفي بوعده وما خانش الإتفاق
واتبقي ف مطرحه
طريق مفتوح و باااااااب
وصوت طالع بخوووووف
بيعلق الأسباب علي شماعة الظروف
خلاص مفيش جراح خلاص الوقت فات
معقول في حد مااااااااات هتعرف تجرحه
ونكمل الحلقة الجاية ،
آراءكم،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق