رواية-روح الفؤاد - الفصلين الخامس والسادس-بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(5)
(6)
بقلم :نهال عبد الواحد
جلست إيمان وروح تتسامران وتحكيان وقد تآلفتا كثيراً ، وبينما كانت روح جالسة وتعطي ظهرها لباب الحجرة دخل نادر ومما لاشك أن هيئة روح وشعرها المنسدل خلفها جذابة للغاية وتذيب الحديد.
فوجم من كتلة الجمال الذي يخطف الأنفاس لكن يبدو أنه أعمى القلب والنظر فلم يدرك من تكون فلم يخطر ببال هذا الأحمق أنها روح زوجته بل ظل متفحصاً فيها وقال وهو يتغزل :ما هذا الجمال ! هل البدر قد عل علينا بطلعته البهية وسط النهار وغطى بنوره على نور الشمس ؟!! لقد صار يزورنا ضيوف مهمون ومهمون للغاية.
فسمعت روح وعلمت أنه نادر وعلمت أنه يغازل بدون معرفتها فوقفت تبتسم بسخرية ثم إلتفتت بطريقة جذابة كادت تفقد عقله فيها لكنه صدم عندما رآها روح.
فصاح: روح !!!
فأومأت تتصنع الإبتسام قائلة: أجل ، هي بعينها.
فتسآل بتوتر: لماذا جئتي هنا ؟
- ما هذا السؤال عزيزي ؟!!! كأنك لم تسعد برؤية زوجتك ، ما تلك المقابلة الباردة ؟!! كل ما هنالك أن أيمن كان يزورني بالأمس وقد نسى هاتفه المحمول وجئت إلى هنا لأعطيه له ، ثم إني قد أخبرتك بهذا لكن يبدو أنك لم تكن منتبه ومشغول ، كان الله في عونك.
وقالت الجملة الأخيرة بسخرية و تهكم واضح .
- ثم ماذا ؟
فأكملت روح مشيرة إلى إيمان: ثم وجدت تلك المعلمة الرقيقة وقد جلست معي كم كانت جلستنا ممتعة ولطيفة !! وقد أكرمت ضيافتي على أحسن ما يكون.
وهنا جاء أيمن ونظر بينهم لكن نطرته نحو نادر كانت تحمل الكثير من التوعد ، وقد لاحظت ذلك روح وشكت في الأمر لكنها لم تسأل وسلمت على أخيها.
ثم قالت: لقد نسيت هاتفك الأمس ، تفضل هاهو قد شحنته أيضاً.
- أشكرك غاليتي ، بارك الله فيكِ يا أختي العزيزة ، هه ! ترى كيف حالك اليوم ؟!!!
- في أحسن حال بالطبع عزيزي ، لن أعطلكم كثيراً ، فرصة سعيدة إيمان ، في المرة القادمة نود المقابلة بعيداً عن نطاق العمل حتى نكون بحريتنا ، لقد تبادلنا أرقام الهواتف ، أراكي قريباً عزيزتي دمتي بخير.
وسلمت عليها ثم سلمت على أخيها وهمست إليه : ربنا يتمم بخير ، تقدم بخطوة وأخبرني بالنتيجة.
فنظر لها فأومأت بعينها أن نعم ثم إلتفتت ناحية نادر ورمته بنظرة وانصرفت دون أن توجه إليه أي كلمة كما فعل معها.
وبعد إنصراف روح قام أيمن بمكالمة تليفونية وبعد إنتهاء اليوم الدراسي وخروج الطلاب والمدرسون عائدون لبيوتهم وقف أيمن منتظرا حتى خرجت إيمان فوجدته لا يزال واقفا فحاولت تجاهله لكنه قدم نحوها يحدثها.
فقالت بإرتباك وهي تتلفت: ماذا هناك أستاذ أيمن ؟!!
فتابع بتوتر واضح: هل تسمحي لي بالجلوس معاً في مكان عام نتحدث بشأن أمر ضروري.
فجحطت عيناها وكادت أن تنصرف غضباً فناداها مسرعاً :من فضلك ، رجاءً ! واضح أنك قد فهمتيني بشكل خاطيء.
فأجابت بحدة: بل أنا من كنت أفهمك بشكل خاطيء وها أنت ظهرت على حقيقتك الآن.
فأسرع يقول متوسلاً: إنتظري رجاءً ! لقد اتصلت بالأستاذة زينب واستأذنت منها أن نتقابل في مكان ما وقد رحبت ، ويمكنك التأكد بنفسك ، صدقيني فغرضي شريف ، لست من رواد التسلية ولا اللوع ، لكن ذلك الموضوع الذي أود الحديث بشأنه لا يمكن قوله هنا في وسط الطريق ولا في المدرسة.
فسكتت وأكمل أيمن : يوجد مكان بالقرب من هنا على بعد شارعين فقط ، هو مكان محترم وللعائلات ولن أؤخرك ، يمكنك محادثة خالتك أولاً لتطمئني .
فأمسكت بهاتفها واتصلت وقالت: مرحباً خالتي ! أنا بخير اطمأني....كنت أود أن أسألك بشأن..... نعم نعم ...هل أنت فعلاً وافقتي ؟!! حسناً...إلى اللقاء.
فتسآل: هه !
فقالت بإحراج: أعتذر منك ولكن.....
فتابع بتفهم: لا عليكِ ،هيا بنا حتى لا نتأخر.
وبالفعل سارا معاً متجاورين يتجهان لذلك المكان لكن قد رآهما نادر فقال بغيظ شديد : الله الله ! كأنك كنتِ تمثلين دور البراءة والشرف !! ها أنت لا تمانعين الذهاب والإياب كأنك تمانعين معي فقط ؟!! حسناً حسناً !
وفي تلك الكافيتريا جلس أيمن و إيمان في صمت وإرتباك وحرج شديد وبدأت إيمان تنظر إلى ساعتها وتود لو تسأله.... وأخيراً حلت عقدة لسانه.
- رأيتك قد اندمجتي مع أختي روح !
- إن أختك جميلة ولطيفة جداً وتبدو أجمل كثيراً من الصورة.
- حقيقة كنت أود التحدث معك بشأن أمر ما وكان لوجود روح دور في ذلك .
فقالت بإرتباك :لماذا ؟!
- إيمان !ما رأيك في ؟ أو كيف تريني كشخص بعيداً عن إطار الزمالة ؟
إيمان بنفس الإرتباك والتوتر:هه ! أنت إنسان محترم وعلى خلق وأيضاً مجتهد في عملك وشخص محبوب من الجميع سواء من الزملاء أو من الطلاب ، الجميع يكن لك الود والإحترام.
فتابع: فقط ، أنا لا أقصد رأي الجميع أقصد رأيك أنت.
فسكتت وأكمل هو: إذن سأبدأ بالحديث أولاً ، حقيقة أنا معجب بك وأود التقدم لخطبتك ، أملك شقة متواضعة لكن لازالت تحتاج الكثير حتى أكمل تجهيزها وكنت أود معرفة مدى قبولك لي قبل المجيء بشكل رسمي أنا و روح فأخي الأصغر في الجيش ، هه ! ما قولك ؟!!
إيمان بحرج شديد :قولي !
فقال وقد أطال النظر إليها: أود دخول البيت من الباب ، فهل هناك قبول ؟
فأومأت برأسها وقد تخضبت وجنتيها بخجل قائلة بخفوت: أجل ،أقصد ألست تحدثت إلى خالتي ؟!!
- ليس بعد ، أنا إستأذنت بشأن المقابلة فقط ، ولم أفتح ذلك الموضوع حتى أتأكد من مدى قبولك ، هل ترغبين بسؤالي عن أي شيء ؟ تفضلي.
فنظرت أرضاً وقد تورد خديها خجلا ثم قالت: تستطيع التحدث لخالتي إذن.
فقال بسعادة: قولي والله !
- والله !
فتابع بسعادة وقد تهللت ملامحه: هذا أسعد يوم في حياتي، وإن شاء الله لن تندمي.
فابتسمت دون رد ، وفي نهاية اليوم قد اتصل أيمن بخالتها وحدد معها موعداً مناسبا ثم تحدث إلى أخته وأخبرها وقد سعدت كثيراً و رحبت بذلك وأعدت نفسها للذهاب رغم توعكاتها الصحية في الآونة الأخيرة لكنها نسيت كل أوجاعها من أجل تلك الفرحة.
وجاء الموعد المنتظر وأعدت روح نفسها بهيئتها الأنيقة وذهبت مع أخيها الأنيق أيضاً لبيت العروس ومعه من الزهور والحلوى كما هو المعتاد في تلك المناسبات.
رحبت زينب وإيمان التي بدت جميلة مع بعض الخجل بروح أشد الترحاب وكان اللقاء لطيفاً وتلقائياً وخالي من التكلف وقد تآلفوا جميعاً بذلك اللقاء ورغم سعادة زينب بلقاءها مع روح والتعرف عليها إلا أنها كلما تذكرت أنها زوجة لذلك النادر حزنت وتألمت من أجلها خاصة وكانت تقرأ في عينها شجن دفين رغم خفة ظلها وضحكاتها المستمرة.
اتفق الجميع على تفاصيل الزواج المعتادة واتفقوا على موعد لشراء الدبل والشبكة وآخر من أجل الفستان.
سيكون حفل الخطبة حفلاً عائلياً متواضعاً في شقة والدي إيمان فهي شقة فارغة لكنهم في إنتظار تأكيد موعد مجيء حامد أخيهما الثالث لحضور حفل خطبة أخيه.
وذات يوم في المدرسة بينما كانت إيمان جالسة في حجرة المدرسين تقوم ببعض التحضيرات وكانت بمفردها فإذا بنادو يدخل ويجلس بجوارها فجأة بدون إستئذان وبطريقة وقحة أفزعتها فهبت واقفة وأخذت تجمع أشياءها مسرعة وما أن همت بالسير حتى جذبها من ذراعها فصرخت في وجهه وهي تجذب ذراعها : هل جننت أم حدث خلل في عقلك ؟ كيف تجرؤ ؟!!!
فصاح فيها: لا ، إسمعيني جيداً ! ذلك الشرف الذي تمثليه يمكنك أن تخدعي به غيري ، دور رابعة العدوية هذا لم يعد يليق بك.
فقالت بحزم: من تكون لتتحدث إليّ هكذا ؟!! عجباً لك ، فأنت متزوج من زوجة كاملة جمال وخلق وخفة ظل ومهارة ، ماشاء الله ، ماذا تريد إذن بكل هذا ؟!!
فتابع بتأفف: وقد تزوجتها وصارت أمامي طيلة عمري ، أين ستذهب ؟
فتنهدت بضيق: كان الله في عونها ويصبرها على ما بلاها.
وهمت لتخرج فجذبها من ذراعها مجدداً فجذبت نفسها بقوة وقالت :ماذا تريد ؟!!
فباغتها بوقاحة: هل تنكرين خروجك بصحبة أيمن ؟!!
فأجابت بإقتضاب: هذا أمر لا يخصك.
- بل يخصني ، لقد خدعتماني.
- من أنت لتدخل نفسك في شؤوني الخاصة ؟!! ليس لك أي حق .
وهنا دخل أيمن وصاح: ما الخطب ؟
إيمان وهي تهم بالخروج: لا شيء ، لقد كثرت الكائنات المتطفلة.
فأهدر نادر بسخرية: أراك أنت صاحب دور الفلانتينو !!
فأجابه أيمن بضيق: وما شأنك ؟ وانتقي ألفاظك !
فأشار نادر لهما وصاح بوقاحة: أتخدعانني وتخرجان معاً ؟!!!
فأجابه أيمن بلا مبالاة: وما شأنك أيها المتطفل ؟!!!
فصاح نادر:بل شأني ، فواجبي أن أحرص على زميلتي وتصرفاتها حتى لا تكون سيرتها على ألسن الكثيرين.
فصاحت إيمان بحدة: إخرس ! من يجرؤ أن يتحدث عني بسوء؟!! ثم ليس لك أي حق حتى تحرص على، فلست بطفلة.
فصاح أيمن: إيمان ! انتظري أنت الآن ! إسمع يا هذا ! إيمان خط أحمر سواء أنت أو غيرك ليس من شأن أي مخلوق آخر أن يتحدث بحرف في حقها.
نادر بإستهزاء: ترى لماذا ؟!!!!
فأمسك أيمن بيدها وقال: يبدو أنك أعمي القلب والنظر ، ألم تباركلنا ؟!! اليوم سنذهب لشراء الشبكة وبعد أسبوعان ستتم خطبتنا بمشيئة الله ، إن ناسبك الموعد يمكنك الحضور.
نادر بفجأة :هل هي تكون.... ؟!!!!
فأومأ أيمن بسعادة قائلاً: أجل تكون.
فزم نادر حاجبيه بإندهاش وقال: غريبة ! فروح لم تخبرني أنها هي العروس !
فتابع أيمن بعدم إكتراث: لا يهم ، لكنك قد علمت بأمر خطبتي إذن بديهي تكون هي العروس مادمت قد رأيتنا معاً ، أم أنت لا تظن إلا ظن السوء ؟!!!
فوجم نارد وأهدر بتفاجؤ: هه!
فمد أيمن يده نحو إيمان وقال بود: هيا بنا عزيزتي فلدينا المزيد من الحصص.
وانصرفا متشابكين الأيدي ونادر لا يزال واجما في مكانه....................
NoonaAbdElWahed
(6)
بقلم :نهال عبد الواحد
ذهب أيمن وإيمان ومعهما روح وزينب لشراء شبكة العروسين وتابعها عدد من المشاوير الختصة بالعروس والتي كانت تذهب معها روح.
حتى جاء يوم الخطبة وكانت روح أنيقة جداً ذلك اليوم لكتها تبدو متعبة وشاحبة الوجه وكانت العروس جميلة بفستانها البسيط والسعادة بادية على وجهها هي وأيمن كما كانت تلك السعادة مرسومة على وجه روح وأخيهما حامد وبالطبع زينب التي تحب أيمن وتقدره وترحب به وبأخلاقه دائماً.
و وسط كل تلك السعادة وصل نادر لكنه قد لاحظ تواجد زينب وعندما سأل أيمن فأخبره أنها خالة العروس و ولية أمرها بعد وفاة والديها فشحب لونه وتلون بألف لون ، فهو يعرف أنها تعرف عنه الكثير وحقيقة تكرار نقله من مدرسة إلى أخرى وفعلاته القذرة المتكررة فاختفى من الحفل فوراً دون الإحتكاك بأيهم وقد أدهش سلوكه هذا روح لكن لم تطول دهشتها تلك ربما توقعت السبب ، لأن المفترض أن نادر صديق أو على الأقل زميل للعروسان لكنه إبتعد عن أيمن منذ زواجهما بشكل ملفت لروح.
وقد لاحظ أيمن إختفاء نادر فأيقن السبب كما أدركته زينب وإيمان واستحسنوا ذلك التصرف فهو على أية حال شخص غير مرغوب فيه.
وعادت روح للبيت بصحبة أخيها حامد الذي لاحظ تحول حالتها بمجرد خروجها من الحفل لكنها تحججت بإرهاقها في الآونة الأخيرة خاصة في تجهيزات ما قبل الخطبة.
مرت عدة أيام وقامت زينب بدعوة أيمن وإخوانه علي الغداء وقد تحجج نادر وتهرب بالطبع لألا يذهب وكان هذا التهرب واضح جداً لروح و واضح أيضاً للآخرين لكنهما في الأصل لم تلحا في حضوره بل ذكر كأداء واجب وعندما ذهبت بمفردها لم يسألها أيهم عن عدم حضوره ولا حتى أيمن الزميل.
كانت تراود روح أفكاراً كثيرة و تتداخل حول أسباب تدهور العلاقة بين أيمن ونادر وكيف أصبح أيمن لا ينطق بإسمه نهائياً ولا حتى على سبيل الصدفة بعكس حاله من قبل فكان لا يكف عن الحديث عنه.
كل تلك الأمور بعدت المسافة بين روح ونادر بل يكاد لم يصبح هناك أي نقطة إلتقاء مما أدى لروح أن تعيد تقييم تلك العلاقة التي على شفا جرف هار.
وذات يوم إذ كانت روح تجلس كعادتها وتشاهد التلفاز عندما عاد نادر ليلاً وكان يتحجج بأنه يعطي دروساً ومجموعات للتقوية وكانت روح من زمن قد إنتهت من الإتصال به بعكس ما كانت تفعله في السابق وكأنهما قد صارا زواجان لأعوام طويلة وليس مجرد بضع أشهر لكنها كانت أثقل ما يكون ، حتى أن الأعوام الطويلة لا تكون بذلك الجفاء.
وذات ليلة دخل نادر البيت فوجد روح جالسة كعادتها تشاهد التلفاز ولم تلتفت له إطلاقاً ولم تبدأ بأي حديث وصار ذلك هو المعتاد يومياً ، لكنها اليوم وجدته فجأة يجلس بجوارها وقد لمحته بطرف عينها لكن لم تكترث له رغم أنه لم يفعلها منذ زمن بعيد فلم يعد يجاورها في أي مكان ولا حتى في الفراش.
فناداها: روح ! ماذا بك ؟
روح وهي تنظر للتلفاز دون إهتمام :ماذا بي ؟!!!!
فشبك ذراعيه أمام صدره وأردف بعدم رضا: أنا الذي أسأل.
تابعت بعدم إكتراث: وماذا تريد ؟
- ماذا بك ؟!! لقد ابتعدتي تماماً فلم تعودي تصدعيني بكثرة كلامك وطنينك ومكالماتك ولا ذاهبة خلفي في أي مكان تلتصقين بي كالذبابة السخيفة !!
يالك من رجل وقح! حتى الكلام صرت لا تجيده!!
فتمالكت روح نفسها و ردت ببرود: لأني لست بذبابة فلم أعد أطن ولا ألتصق بأحد.
فسكت فأكملت بجدية: إسمعني يا نادر ! أياً كان سبب زواجنا ، لكن ما نحياه الآن لا تشبه حياة الآدميين ، ربما سلكت طريقة الحنان والإهتمام الزائد و أربت و أدلل لكن أنا عندي كرامة وأنت لم تقدرني فانتهيت عن كل شيء ، ورغم ذلك لم تتحرك أو يفرق ذلك معك في أي شيء وكأنه كان حمل ثقيل وقد أزيح أخيراً ، لكن إن لصبري حدود ، وليتك تخبرني على ماذا تنوي لأني مللت وتعبت من تلك الحياة.
نادر:ماذا جرى يا روح ؟ أنت تعلمين ظروفي جيداً من البداية وأنا لم أقصر في شيء ، ماذا ينقصك ؟!! أم هو مجرد جحود وبطر ؟!!! ويوميا أعود أجدك تشاهدين مسلسلاتك ولا تكترثي لي و تتركيني أذهب لفراشي وحدي.
فصاحت فيه :آاااااه !! هذا كل ما يزعجك !! لا أعتذر عن تلك الأمور في الوقت الحالي.
فرفع إحدى حاجبيه بتذمر ثم أكمل: ولماذا إذن ؟!! ألست بزوجك ولي حقوقي ؟!!
- ولأنك لازلت زوجي فسأعطيك فرصة ، آخر فرصة وضع ألف خطاً تحت آخر فرصة تلك ، وذلك ربما نبدأ من جديد ونصارح بعضنا بعضاً ونكون زوجين طبيعيين وإلا فلينتهي كل شيء.
- إنتهى عن تلك الفلسفة ! وهيا بنا لأني أريدك في أمر ما.
قال الأخيرة وغمز لها.
قال الأخيرة وغمز لها.
فتنهدت بفرغ صبر ثم أردفت بتثاقل: كأني أتحدث بلغة أخري ! أنا أعطيك آخر فرصة حتى تراجع فيها نفسك وتصحح أخطاءك وسأسامحك ونكمل معاً حياتنا ، لكن وحتى ذلك الوقت سيبقى الحال على ما هو عليه.
فصاح فيها:لاااااا، هذا جنون!!
- لقد قلت كل ما لدي وغير هذا لا كلام ولا حديث ، عدل نفسك ثم تعال و وقتئذ سنتفاهم لكن غير ذلك أعتذر وبشدة.
- هل تريدين الطلاق ؟!!
- حتى الآن لم أبيعك يا نادر وأكرر أعطيك آخر فرصة لك ، رجاءً أحسن إستغلالها لأنها لن تتكرر ، أرجو أن تفهم كلامي جيداً قبل فوات الأوان.
فصاح فيها:لا فلتسمعيني.......
فقاطعته رافعة صوتها:لقد قلت آخر ما لدي وانتهي الكلام.
وتركته وذهبت لتنام وكأن الكلام قد وقف في حلقه ، رأت روح أن ذلك كل ما في وسعها وأقصى ما لديها وعليها أن تنتظر وتظل على ثباتها وقوتها مهما كان.
مرت عدة أيام وقد عرض أيمن على روح رغبته في دعوة إيمان وخالتها على الغداء وذلك سيلزم منها تواجدها لإعداد البيت وإعداد سفرة مميزة لهما وقد رحبت بشدة.
ورغم ذهابها لهما بشكل شبه دائم من أجل تنظيف البيت والطبخ إلا أن تلك المرة هي خاصة جداً.
ذهبت روح اليوم السابق ليوم الغداء لتعد البيت وتعد أشهي المأكولات وقد أعدت بالفعل سفرة مشرفة فاجأت بها إيمان وخالتها فلم تتوقعا براعتها لتلك الدرجة فقد أعدت بط بطريقة خاصة ، لحم استيك محمر بالبصل ، رقاق باللحم المفروم ، طاجن أرز بالكبد والقوانص في الفرن ، ملوخية مع بعض المقبلات والسلطات ، والحلو تشيز كيك.
كان كل شيء أكثر من رائع معد ومقدم ولا أفخم بوفيه في أفخم فندق ،لدرجة جعلت إيمان أخرجت هاتفها وسجلت مقطع صوتي لروح وهي تشرح لها كيفية صنع كل صنف بتلقائية وتواضع كبير ، وذلك لتتدرب على الطبخ في البيت ثم تصنعها لأيمن عندما يجيء زائرا لهما أو في بيتهما المستقبلي.
انتهى اليوم والجميع سعداء ولازالوا منبهرين بتلك السفرة الرائعة ، وقد تبقى الكثير من الأطعمة فقسمته روح لعدة وجبات تكفي أخويها لأيام عديدة على أن يخرجا كل وجبة على حدى حتى لا يفسد الطعام.
وعادت روح للبيت وكانت في قمة إعياءها فقد كان حقاً مجهودا شاقا ، لكن ذلك ليس من المجهود بل هو تعب متراكم من فترة وقد ذهب حدسها في إتجاه ما فذهبت على أثره لأقرب صيدلية واشترت اختباراً للحمل وذهبت به للبيت وبمجرد أن دخلت شقتها بدلت ملابسها و استخدمت الإختبار وتفاجأت بالنتيجة وكانت.........................
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق