رواية- حبي الأول و الأخير - الحلقات4:6- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الرابعة
(بقلم :نهال عبدالواحد)
خرجت ندي وعادت لشقتها فوجدت أمها تعد وليمة غداء و أبيها يجلس مع ضيف شاب أنيق و وسيم فدخلت ندي وسلمت عليهم وجلست قليلاً .
كان ذلك الشاب سيعقد شراكة بينه وبين والدها وقد انجذب بشدة لجمال ندي ورقتها وكان ينظر نحوها بإعجاب ظاهر لم تلاحظه ندي طبعاً لكن لاحظته أمها و أسعدها ذلك كثيراً .
ثم رن هاتفها فنظرت فيه فإذا به سيف فابتسمت إبتسامة عريضة أتارت وجهها ثم قامت علي نظر و متابعة من ذلك الشاب.
ندي:آلو.
سيف:أحلي آلو.
ندي :وده إيه بأه ؟!!!
سيف :وحشتيني يا نوني!!!!
ندي :لا يا شيخ.
سيف:إيه مش مصدقة يعني !!! طب بحبك.
ندي:هي السخونية رجعت تاني ولا إيه ؟؟!!!!
فضحك وقال :إيه ؟!هوفة بأه!!
فضحكا.
سيف:عايزك تجهزي نفسك الصبح ، مفاجأة.
ندي:إيه هي ؟؟
سيف :بقول مفاجأة.
وبعد قليل أنهت المكالمة وذهبت تجلس معهم للغداء والسعادة تملأها بالطبع فسر والديها تلك السعادة تفسيرا آخر.
لكن يوسف ذلك الشريك أدرك بسرعة سر سعادتها ، وفي اليوم التالي استيقظت ندي وبدلت ملابسها ونزلت حسب الموعد المنتظر وفي المكان المتفق عليه وجدت سيف يمر عليها بسيارته فركبت ثم سار بها علي طريق البحر وكان ممتعا جداً لها وكأنها لم تري البحر من قبل او لم تخرج أبداً .
فلأول مرة تخرج معه أخيراً ستعيش لحظة تتمناها من سنين وكان قد اعد لها رحلة بحرية في يخت وكان ذلك رائعا حقا فجلسا وتحدثا وضحكا ومزحا لأول مرة.
كأنه حلم جميل لا تريد الإستيقاظ منه فيمسك سيف بيدها ليطمئنها أنه حقيقة فتبتسم أكثر وتضغط بيدها علي يده أكثر ومع فارق حجم اليدين يحتضن بيده يدها.
يا معشر العشاق ما البشري
قد ظفرت كفي بمن أهوي
واصلني منبعدكم سيدي
كذاك أيضاً لكم العقبي
ضممت كفي علي درة
لا شركة فيها ولا دعوي
(أبو نواس)
سيف:هه...إيه رأيك في المفاجأة دي ؟؟
ندي :تجنن تجنن ، حلوة اووووي.
سيف: عشان بعد كده لا تقولي كاني ولا ماني.
فضحكت.
ندي:خلاااااص براءة.
سيف:بس انت قولتلهم ايه ف البيت ؟؟
ندي:آااه ، نسيت أقولك أصل بابا داخل ف شراكة مع واحد و الواحد ده كان عندنا امبارح واتفقوا أشتغل ف السكرتارية هناك وطبعاً محتاجة أجهز نفسي كورسات وكده عشان برضو أثبت كفاءتي ، يعني لزوم الشغل الجديد ، إيه مالك ؟؟
سيف:و اسمه إيه الراجل ده ؟؟
ندي:إسمه يوسف حاجة ، يوووووه نسيت.
فضحك وقال:وعايزة تشتغلي معايا !!!! عموماً مبروك ع الشغل الجديد.
ندي:انت هترجع ف كلامك ولا إيه ؟؟؟
سيف:طبعاً لأ ، ده كارت فيه عنوان جيم عشان تبدئي تدربي فيتنس وفايتنج ، و ده كارت لسنتر عشان كورسات الإنجليزي وده للفرنساوي شوفي هتقدري تاخدي الاتنين مع بعض و لا إيه ؟؟
و دول كده كده هينفعوكي ف شغلك.
ندي:تمام.
سيف:وفي عنوان لمكان تاني يتحفظ عسان مالوش كارت ولا ينفع يتكتب العنوان ده ف أي حتة ، وتكوني فيه بكرة من عشرة الصبح إن شاء الله.
ندي:انت اللي هتدربني ؟؟
سيف:لااااا لسه بدري عليكِ شدي حيلك انت بس.
كان يوماً رائعاً و لأول مرة يقضيان معاً يوماً كهذا ولأول مرة يتخلي سيف عن حذره من لا تفوته الهفوة فقد كان هناك من يراقبهم لحظة بلحظة ومن غيره ؟؟
إنه يوسف!!!
وفي الصباح ذهبت ندي بالفعل لذلك المكان و كان سيف هناك وبدأت بالفعل تتدرب تدريب للمبتدئين وكان سيف أحياناً يتابعها عن بعد .
أما عن من يدربهم سيف فعلى مستويات أعلى بكثير ولأول مرة تري ندي وتشعر بمكانته وهيبته الشديدة فالجميع يعظمه ويوقره واسمه يزلزل المكان بأكمله وقد أبهرها ذاك كثيراً.
وفي المساء صعدت لأكثر مكان صارت تعشقه إنه السطوح وجلست وحدها تناجي النجوم لكن لم يطول الأمر كثيرا حتي جاء من يؤنس وحدتها .
سيف:إده إنت هنا من غيري ؟قاعد لوحدك ليه يا جميل ؟؟
فضحكت.
فأكمل قائلاً:هه ، إيه رأيك إنهاردة ؟
ندي:انبسطت أوي ، بس انت طلعت حاجة رهيبه فوق كل توقعاتي ، كله بيقفلك تعظيم سلام وبيعملك ألف حساب ، بس ما اخبيش عليك لما كنت بتشخط ف حد كنت بترعب واتلبش.
سيف:مش عايزك تفكري غير ف سيف العاشق اللي بيموت ف الهوا اللي بتتنفسيه سيف الحبيب.
فتنهدت وقالت :و أي حبيب ؟!
سيف:عندي خبر حلو.
ندي:هه ؟؟
سيف:واضح إني مطول ف فترة التدريبات ومفيش سفريات قريبة وأخيراً الوقت المناسب.
ندي :لإيه ؟؟
سيف:آجي أخطبك.
ندي:بجد !!!
سيف:طبعاً ، هه آجي امتي ؟؟
ندي:بص هو مش هينفع دلوقتي ، بابا مشغول بالشركة الجديدة ، خليها أدام شوية.
سيف :آااه ، طب تمام.
ندي:انت زعلت ولا إيه ؟
سيف:لا أبداً ، استني كده ، اتفضلي.
وكانت سلسلة بها ساعة رقيقة فسعدت بها كثيراً.
ندي:وااو حلوة أوي ، ميرسيه أوي يا حبيبي.
سيف:مش واخدة بالك من حاجة فيها ؟؟
فهزت رأسها بأن لا تدري.
سيف:شايفة الزرار اللي م الجنب ده ، لو دوستي عليه تلات مرات ورا بعض هيشتغل G.P.S و يبعت رسالة استغاثة وده هتعمليه لما تبقي ف خطر حقيقي وإن شاء الله يجي اللي ينقذك.
ندي: يعني إيه ؟ مش فاهمة حاجة !!
سيف:انت صممتي تدخلي حياتي وصممتي تدخلي شغلي و ده ممكن يعرضك لخطر ف يوم من الأيام لمجرد إنك تعرفيني وتهميني ، لو أنا معاكي يبقي ما تشليش هم هحميكي حتي لو كلفني حياتي ، لكن لو مش معاكي فالاستغاثة دي هتوصل لاقرب حد ليكي من رجالتنا وهيقوموا باللازم ، ويارب ما تحتاجيها أبداً وتبقي مجرد اكسسوريز.
مسك يديها وقبلها ثم قال :مش عايزك تخافي أبداً و عايز أفضل مطمن عليكي بس لي طلب عندك.
ندي :إيه هو ؟؟
سيف:إوعي تقلعيها لأي سبب...
وسكت ثم قال :حتي لو ما كملناش مع بعض و انتهيت بالنسبة لك ، لكن انت عمرك ما هتنتهي بالنسبة لي وهفضل دايما ف خدمتك لو احتاجتيني ، وهفضل حمايتك لو قبلتي ده.
ندي بعتاب :ليه كل شوية بتقول كده ؟
سيف:مش عايز أتفاجيء حتي لو فضل مجرد إحتمال لازم أبقي عامل حسابه ، ولأنك حبي الأول و الأخير عايز أطمن دايما إنك بخير ، حتي لو بعيدة عني حتي لو مش لي ، عشان سعادتك تهمني و تفرحني حتي لو ما لاقيتيهاش معايا وكانت مع غيري.
ندي :مش شايف إنك أوفر يا سيف ؟! إنت كمان حبي الأول و الأخير ، كل ده عشان قولتلك مش وقته تيجي تتقدم ؟!!
سيف:أكيد لأ ، بس يمكن كتر خلافاتنا أو خوفي عليكي بزيادة إن حد من أعدائي يعرف إنك تهميني فيحاول يؤذيكي ، أو مش عايز أقيدك و بخيرك وهفضل دايما أخيرك تكملي معايا بكل الضغوط والقيودولا...
ندي:ممكن تبطل تتكلم كده عشان هزعل منك.
سيف : وأنا ماقدرش علي زعلك وما قدرش علي بعدك والكلام اللي بقوله ده واجعني من جوايا وبخرجه بالعافية.
ندي:يبقي تسكت يا سيف وخلي اليوم يخلص من غير زعل .
سيف:إده انت زعلتي ؟
ندي:طول الوقت بتشكك ف حبي ليك.
سيف :لا والله ! أنا متأكد من حبك لي ، بس جنانك و شعننتك و تسرعك بيخلوا الأفكار المهببة دي تيجي.
ندي:طب خلاص إنسي وعيش اللحظة إحنا مع بعض والجو جميل بلاش تفكر ف حاجة تانية ، بلاش تفكر خالص ف الوقت اللي إحنا فيه مع بعض غير في أنا وبس ، يلا قول كده... ندي... ندي...ندي..!!!
سيف بهيام :ندي.... ندي.... ندي.... ندي.... قلبي و روحي فداكي ، بحبك بكل كياني ، بحبك لآخر يوم ف عمري ، بس لو جرالي حاجة ف يوم كملي حياتك و بلاش تقتلي دنيتك بإسم الحزن.
ندي :ييييييييييه ، مفيش فايدة!!!
ظلا يتحدثان ويتسامران حتي استأذنت ندي ونزلت وجلس سيف وحده يفكر في كل شيء يفكر فيما قاله لها فهو يعلم أنه ليس مجرد إحتمال بعيد ، بل إحتمال قائم فهي لا تملك الصبر و ثقتها به ليست بالدرجة التي يريدها.
للأسف ليس أمامه إلا أن يضع ذلك الإحتمال أمامه دائماً.
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن المتابعة،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الخامسة
( بقلم:نهال عبدالواحد)
وبعد حديث طويل دار بينهنا إستأذنت ندي ونزلت لشقتها وجلس سيف وحده يفكر فهو يعلم أنها لا تمتلك الصبر و ثقتها فيه ليست بالدرجة التي يريدها وبسهولة يمكن التفريق بينهما وإلي أن يحدث العكس يجب أن يبقي هذا الإحتمال أمام عينه ،إحتمال الفراق.
لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق
لم يحدث أبداً أني سافرت مع إمرأة لبلاد الشوق
وضربت شواطئها كالرعد الغارق أو كالبرق
(نزار قباني)
مرت الأيام و ندي بالفعل تتدرب وكان سيف يتابعها من بعيد فهو يعلم أنها لا تصلح لكن ترك لها فرصة التجربة وربما تحدث المعجزة و تتطور فجأة.
وتمت الشراكة بين أبيها ويوسف واستلمت عملها كسكرتيرة وأبلت فيه بلاءا حسنا و لأول مرة تجد ما يشغل وقتها.
وفجأة اختفي سيف دون أن يخبرها بأنه سيسافر و طوال تواجد ندي في العمل فكانت تحت نظر ومتابعة دقيقة من يوسف فهو يلاحظها بدقة بالغة لكن ذلك لم يلفت إنتباهها فكانت تؤدي عملها فحسب.
وذات يوم طلبها يوسف في مكتبه فطرقت الباب و دخلت.
يوسف :هه ! إيه الأخبار ؟؟
ندي:دي الريبورتات اللي ترجمتها ، اتفضل حضرتك.
فوضعها جانبه دون أن ينظر فيها وابتسم قائلاً :تمام جداً ،حقيقي طول الفترة اللي فاتت شغلك كان هايل.
ندي بخجل :ميرسيه يا مستر يوسف.
يوسف :وعشان كده اتفضلي ده ليكي.
وكانت لفة كبيرة فمسكتها ونظرت إليها في دهشة فطلب منها أن تفتحها ففعلت و وجدته فستان سواريه قصير و حذاء ذات كعب عالي مناسب للفستان فزادت دهشتها رغم إعجابها الشديد بالفستان.
يوسف:مفيش داعي للإستغراب كل الحكاية إن في دينر مهم بكرة وطبعاً لازم تظهري بمظهر يليق ، وبصراحة لاقيتها فرصة أعبر بيها عن شكري وإعجابي بشغلك.
فقالت بإحراج :ميرسيه أوي واتمني إني أفضل علي طول عند حسن ظنك.
يوسف:تمام تحبي أعدي عليكي بكرة إمتي عشان تكوني جهزتي تماماً وعلي فكرة بكرة أجازة ليكي عشان تقدري تستعدي براحتك.
ندي:حضرتك قولي عل ميعاد وأنا هبقي جاهزة.
يوسف :إحنا أهم ناس ف الدينر يعني نيجي وقت ما نيجي ، عموماً ده رقمي ووقت ماتجهزي كلميني وهتلاقيني ف إنتظارك.
فشكرته وانصرفت وفي اليوم التالي بالفعل جهزت واستعدت وكانت حقاً فاتنة ومثيرة وسعدت بها أمها كثيراً وجاء يوسف بسيارة فاخرة تحت المنزل وذهبا لمكان راقي و رائع لم تصدق أنها ستجلس يوماً في مثل ذلك المكان.
كان كل شيء رائع و ملفت لكن العجيب أن المكان فارغ تماماً من المدعويين وذلك أدهشها كثيراً فدخلا وجلسا علي منضدة في وسط المكان وحولهما إضاءة خافتة وموسيقي هادئة.
ندي تتلفت :أمال فين باقي الناس ؟!!
يوسف:مفيش ناس ، كل ده معمول ليكي تقديرا لشغلك ومجهودك معايا.
ندي :بس يعني...
يوسف:ندي إنت أميرة ، ملكة ، سلطانة ، يعني هو ده مكانك ، هو ده اللي يليق بيكي ، مش حاسة بقيمتك ولا إيه ؟! إنت جوهرة ولازم نفضل نقدرها.
كانت ندي تستمع لذلك الكلام وهي في خجل شديد يحمر وجنتيها فيزيد جمالها رغم إعجابها بذلك الكلام وبالجو كله ، وزاد إحراجها وخجلها عندما وقف بجوارها وانحني نحوها وطلبها للرقص ، تماماً مثلما كان يحدث في الأفلام الكلاسيكية القديمة وبنفس الرقة ونفس الهيئة فقد كان يوسف لطيفاً معها لدرجة لم تشعرها بالوقت.
حتي عادا للمنزل في منتصف الليل وقد وصلها وكانت سعيدة للغاية خاصة عندما همت بالنزول فجاءها يوسف مسرعاً يفتح لها باب السيارة برقة شديدة وسلمت عليه وصعدت.
كان سيف واقفاً بالأعلي وقد رأي كل شيء لكن ظل صامتاً دون تعليق وقرر ألا يتحدث.
اشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق
مرت عدة أيام ولم تنتبه نزي لوصول سيف إلا ذات يوم صعدت إلي السطوح في المساء و بعد قليل جاء سيف فرأته وسعدت جداً.
ندي:سيف ، حمد الله علي سلامتك وحشتني اوووووووووووي.
سيف :الله يسلمك أخبارك إيه وأخبار شغلك ؟
ندي :وقتي كله بين الكورسات والشغل ومستر يوسف مبسوط جداً من شغلي.
سيف:جميل ربنا يوفقك.
وفجأة صوت رسالة لهاتف ندي.
سيف:افتحي وشوفيها لو حابة ، عادي يعني.
ندي:أنا أسفة أوي ، بس يمكن تكون حاجة تخص الشغل.
وفتحت الهاتف وكان مقطع فيديو مرسل إليها علي الواتساب ففتحته و وجمت واتسعت عيناها.
كان الفيديو لسيف يجلس في مكان يشبه الملهي الليلي ويشرب وبجواره فتاة جميلة بلبس فاضح ويضحكان ويمزحان وهي تسند عليه حينا و تتعلق في رقبته حينا أخرى بل وكانت في وسط ضحكاتهما تقبله .
رأي سيف وجهها يتغير بدرجة كبيرة فسألها :ندي مالك في إيه ؟
ندي :بأه انت كنت مسافر ف شغل ؟! اختفيت فجأة كده عشان مهمة ،مش كده ؟! وأنا الساذجة الهبلة اللي المفروض أصدقك ؟!
سيف:جري إيه ياندي؟! آه كنت ف مهمة.
ندي :الله الله عل مهمات وعل شغل مش انت ده ؟؟
فنظر في الفيديو وقال:أيوة ، بس مش زي ماانت فاهمة.
ندي:لا يا عيني حقيقي بتتعب وعمرك علي كفك زي ما بتقول.
سيف:انت فاهمة غلط.
ندي:الموضوع مش محتاج فهم واضح زي عين الشمس.
سيف:ندي ده حد بيوقع بينا ، في حد من مصلحته إننا نسيب بعض.
ندي :والله ! ماحدش أصلاً يعرف مشاعري ناحيتك.
سيف:خليكي واثقة في ، ده أنا قايلك ومفهمك حتي لو شوفتي بعينك ما تصدقيش لحد ما أفهمك ، وحتي لو مافهمتكيش لازم تكوني مصدقاني.
ندي :آسفة جداً.
سيف :أرجوكي إسمعيني هفهمك...
ندي :لا عايزة أسمعك و لا عايزة أشوفك ولا عايزة اعرفك تاني.
وتركته وانصرفت ولم تلتفت إليه مهما نادي عليها.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة ،
تعليقاتكم،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة السادسة
(بقلم :نهال عبدالواحد)
تركته ندي وانصرفت باكية لا تلتفت إليه مهما توسل إليها ومهما نادي عليها .
ذهبت مسرعة ودخلت شقتها واجهشت بالبكاء الشديد وارتفع نحيبها ومهما سألتها امها تقول أنها متعبة فتتركها ثم تعود إليها من جديد دون جدوي فاتصل والدها بيوسف ليخبره أن ابنته مريضة واستأذنه في اجازة فوافق علي الفور.
مرت عدة أيام علي ندي في حجرتها لا تأكل ولا تتحدث إلي أحد وتغلق هاتفها وتبكي مجدداً ليلاً ونهارا .
لم يكن حال سيف أفضل من حالتها و رغم احساسه الدائم و توقعه بأن ذلك الحب لن يكتمل لكنه حزن بشدة وتألم كثيراً بدرجة قد فاقت توقعاته ولأول مرة يشعر بالضعف والانكسار خاصة وصوت بكاءها يصله ويسمعه فيتألم أكثر وأكثر ، لكنها لم تسمعه ، لم تسمع دفاعاته ، لم تثق به كما تمني ، نسيت كل شيء بينهما ، نسيت كل حديثه معها عن عمله وصعوبته والحيل التي يلجأ إليها ، نسيت أنه قد أخبرها عن وجود من يسعي للتفريق بينهم ، هل من عودة لهما أم انتهي كل شيء ؟!
هل ينظر لها كغادرة تخلت عنه عند أول إختبار ؟ كيف لها أن تضرب بحبهما عرض الحائط ؟؟؟
هل هذا ماتمنته لأنها لن تستطيع تحمل قواعد العيش معه؟؟؟؟؟
كان قد لمح رقم الهاتف الذي أرسل ذلك المقطع وحاول أن يصل لهويته أو أي شيء عنه ، لكن لا وجود له فكأن صاحب الخط اشتراه فقط لإرسال ذلك المقطع والتفريق بينهما ، إذن فهو قطعاً يعرف طباع ندي العشوائية المتسرعة ، ولم يكن أمامه متهم سوي شخص بعينه ، أجل اتهم يوسف لكنه لا يمتلك أي أدلة ، لكن المشكلة تكمن في ذلك الرفض الشديد من ندي ، وكأنها كانت سجينة ونالت حريتها.
حزن يغتالني و هم يقتلني وظلم حبيب يعذبني آه
ما هذه الحياة التي كلها آلام لا تنتهي وجروح لا تنبري
و دموع من العيون تجري
جرحت خدي أرقت مضجعي و سلبت نومي
آه يا قلبي يالك من صبور علي الحبيب
لا تجور رغم ظلمه الكثير و جرحه الكبير
الذي لا يندمل ولا يزول
مازلت تحبه رغم كل الشرور
مازلت تعشقه رغم الجور والفجور
ما زلت تحن إليه رغم ما فيه من غرور
قلبي.... ويحك قلبي إلي متي... إلي متي ؟؟؟؟
أخبرني بالله عليك إلي متي ؟؟؟
هذا الصبر وهذا الجلد والتحمل إلي متى ؟؟
هذا السهر والتأمل إلي متي؟؟؟
هذه المعاناة والتذلل ؟؟
كف فاكره كما كرهت
واهجر كما هجرت
وعذب كما عذبت
واظلم كما ظلمت
واجرح كما جرحت
فلقد عانيت كثيراً وصبرت كثيراً وكثيرا
علي حبيب لا يعرف للحب معني
أما آن لك يا قلب أن توقف كل هذا ؟؟؟؟
فبالله عليك يا قلبي..... كف
(نزار قباني)
مرت أيام علي ذلك واضطرت ندي للعودة للعمل لعلها تنسي ماهي فيه لكنها توقفت عن كل التدريبات تلك ، فلا داعي لها الآن.
عادت لعملها ذابلة وحزينة علي هيئة لم يعهدها يوسف من قبل فحاول من حين لآخر أن يخفف عنها بطريق غير مباشر و يتقرب إليها خاصة وأن له أسلوب ناعم ورقيق للغاية يذوب بين يديه أي قلب حتي استطاع و نجح في ذلك.
صار يوسف وندي يتحدثان أكثر الوقت وحتي عقب عودتهما للمنزل لا يكفان عن الحديث.
وذات يوم قد أبدي إعجابه وحبه لها ثم تقدم إليها خاطبا ورحب به والديها بسعادة بالغة و وافقت ندي عليه فإن كانت لا تحبه فهو يحبها و متيم بها فبالتالي سيظل يراضيها و يحافظ عليها دائماً و بدأت تجهيزات العروس سريعاً.
أما سيف فقد اختفي كعادته في مهمة ما فقد رأي أفضل لشيء لنفسه هو العمل المتواصل فهو لم يخلق للحب و العشق وقد تأكد له ذلك الآن.
وذات يوم قررت زينب الذهاب إلي ندي لتتحدث إليها بخصوص سيف و تصلح بينهما فلأول مرة تري إبنها بتلك الهيئة المتعبة المنكسرة لأول مرة تشعر بتألمه وانهياره هكذا وتعلم أن إصراره للعودة لعمله وقبول تلك المهمة هو الهروب ودافع نسيانها الذي سدت السبل إليها فلا عودة ، وليعد لمكانه الحقيقي.
لكن زينب عندما دخلت عند شقة ندي لاحظت تحركات غريبة ورحبت بها نعمة كعادتها لكن كانت سعيدة بشدة لا تعهدها زينب حتي أخبرتها نعمة بالخبر السعيد لقد تمت خطبة ندي و ستمم زيجتها قريباً فلم تجد إلا أن تبارك وتنصرف فقد فات الأوان.
كان يوسف قد أخبر والد ندي بأن لديه فرع آخر لشركته في أوروبا وسوف يديده هو وزوجته من الخارج حيث سيقيمان ويعيشان و سيترك إليه أمر تلك الشركة ليديرها هو فوافق الأب.
وذات يوم رأت ندي وهي نائمة أنها تقود سيارة فاخرة في حديقة رائعة أجمل مايكون وبعد مرور بعض الوقت نزلت من السيارة لتتمشي وتنعم بجو الحديقة المنعش وما أن نزلت من السيارة حتي اختفي كل شئ حتي السيارة و وجدت نفسها في غابة موحشة شديدة الظلام لا تري شئ لكن تسمع أصوات مخيفة و مفزعة وهي تجري في كل اتجاه وتتلفت دون أن تري وتصرخ وتستغيث دون جدوي وفجأة تذل قدمها وتنزلق فيزداد صريخها ورعبها وفجأة يجذبها شخص ما ويمسك بها وهما معلقان معا بحبل ويحاول أن يتحرك به ليمرا من كل ذلك ومازال يحاول ويحاول ويزداد رعبها وصراخها وتنظر نحو وجه من يمسكها ويحاول الفرار بها فكأن له قناع كلما حاول انقطع جزء منه وانكشف جزء من وجهه ، إنه سيف وفي تلك اللحظة سقطا علي الأرض .
فقامت مفزوعة من نومها تزداد ضربات قلبها وتحاول أن تتلاقط أنفاسها وتضع يدها علي صدرها فتشعر بتلك السلسلة لا تزال في رقبتها فخلعتها ونظرت نحوها وهي في يدها وتقول : وبعدين جايلي ليه دلوقتي أنا خلاص عديتك ومش هبص ورايا تاني.
ورمت السلسلة علي طول يدها فسقطت خلسة في إحدى حقائب أشياءها التي ستسافر بها.
وجاء يوم زفافها وكان الفرح رائعاً أقل ما يقال عنه أنه أسطوري وكانت ندي رائعة الجمال وفستانها تحفة فنية فكانت حقاً ملكة متوجة دلك اليوم بحق وكان والديها سعداء للغاية بإبنتهما الوحيدة ، أخيراً قد زفت عروسا وأجمل عروس وستعيش حياة هانئة مع شخص رائع حقاً فكان أبوها يثق فيه تمام الثقة.
وبعد الفرح ودعت ندي والديها وذهبت لتركب الطائرة بنفس هيئتها الرائعة وطارت الطائرة بالعروسان.
ورغم فرحة والديها الشديدة إلا أنه قد غلبتهم العبرة والغريب أنه مع صعود تلك الطائرة شعرا بغصة في حلقيهما و ضيق في صدريهما فظنا أنه من وجع بعدها ليس إلا فلأول تبعد عنهم هكذا.
وبعد عدة أيام بعد الفرح وسفر ندي مع عريسها ذهب الوالد للشركة لمباشرة العمل فقد غاب كثيراً منذ قبيل فرح إبنته وإنشغاله بتجهيزها وبعد الفرح أيضاً فحان الآن الوقت للعمل.
و وصل لهناك حيث مكان الشركة لكن المفاجأة !!
لا شيء ! لا وجود للشركة ! لا وجود لأي شئ ! وجد سراباً !
لقد كان يوسف مستأجرا لذلك المكان لفترة وقد تركه قبيل سفره ، وماذا عن أمواله كلها التي دفعها إليه؟لقد دفع إليه كل ما يملك...
وماذا عن إبنته الوحيدة ؟!!
كانت صدمة الأب كبيرة فلا يعلم كيف عاد لمنزله وما أن وصل و فتحت له زوجته و رأت هيئته المخيفة وهو يحدث نفسه و يضرب كفا بكف قائلاً :كله راح ، مفيش شركة ، مفيش حاجة ، كله راح ، فلوسي كلها ، بنتي الوحيدة ، إزاي إزاي ؟؟!! إديته كل حاجة ! وكمان ندي فوق البيعة ! كله راح ، كله ر-ا-ح.
ولم يتحمل الصدمة وسقط متوفيا في الحال.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
الحلقة الرابعة
(بقلم :نهال عبدالواحد)
خرجت ندي وعادت لشقتها فوجدت أمها تعد وليمة غداء و أبيها يجلس مع ضيف شاب أنيق و وسيم فدخلت ندي وسلمت عليهم وجلست قليلاً .
كان ذلك الشاب سيعقد شراكة بينه وبين والدها وقد انجذب بشدة لجمال ندي ورقتها وكان ينظر نحوها بإعجاب ظاهر لم تلاحظه ندي طبعاً لكن لاحظته أمها و أسعدها ذلك كثيراً .
ثم رن هاتفها فنظرت فيه فإذا به سيف فابتسمت إبتسامة عريضة أتارت وجهها ثم قامت علي نظر و متابعة من ذلك الشاب.
ندي:آلو.
سيف:أحلي آلو.
ندي :وده إيه بأه ؟!!!
سيف :وحشتيني يا نوني!!!!
ندي :لا يا شيخ.
سيف:إيه مش مصدقة يعني !!! طب بحبك.
ندي:هي السخونية رجعت تاني ولا إيه ؟؟!!!!
فضحك وقال :إيه ؟!هوفة بأه!!
فضحكا.
سيف:عايزك تجهزي نفسك الصبح ، مفاجأة.
ندي:إيه هي ؟؟
سيف :بقول مفاجأة.
وبعد قليل أنهت المكالمة وذهبت تجلس معهم للغداء والسعادة تملأها بالطبع فسر والديها تلك السعادة تفسيرا آخر.
لكن يوسف ذلك الشريك أدرك بسرعة سر سعادتها ، وفي اليوم التالي استيقظت ندي وبدلت ملابسها ونزلت حسب الموعد المنتظر وفي المكان المتفق عليه وجدت سيف يمر عليها بسيارته فركبت ثم سار بها علي طريق البحر وكان ممتعا جداً لها وكأنها لم تري البحر من قبل او لم تخرج أبداً .
فلأول مرة تخرج معه أخيراً ستعيش لحظة تتمناها من سنين وكان قد اعد لها رحلة بحرية في يخت وكان ذلك رائعا حقا فجلسا وتحدثا وضحكا ومزحا لأول مرة.
كأنه حلم جميل لا تريد الإستيقاظ منه فيمسك سيف بيدها ليطمئنها أنه حقيقة فتبتسم أكثر وتضغط بيدها علي يده أكثر ومع فارق حجم اليدين يحتضن بيده يدها.
يا معشر العشاق ما البشري
قد ظفرت كفي بمن أهوي
واصلني منبعدكم سيدي
كذاك أيضاً لكم العقبي
ضممت كفي علي درة
لا شركة فيها ولا دعوي
(أبو نواس)
سيف:هه...إيه رأيك في المفاجأة دي ؟؟
ندي :تجنن تجنن ، حلوة اووووي.
سيف: عشان بعد كده لا تقولي كاني ولا ماني.
فضحكت.
ندي:خلاااااص براءة.
سيف:بس انت قولتلهم ايه ف البيت ؟؟
ندي:آااه ، نسيت أقولك أصل بابا داخل ف شراكة مع واحد و الواحد ده كان عندنا امبارح واتفقوا أشتغل ف السكرتارية هناك وطبعاً محتاجة أجهز نفسي كورسات وكده عشان برضو أثبت كفاءتي ، يعني لزوم الشغل الجديد ، إيه مالك ؟؟
سيف:و اسمه إيه الراجل ده ؟؟
ندي:إسمه يوسف حاجة ، يوووووه نسيت.
فضحك وقال:وعايزة تشتغلي معايا !!!! عموماً مبروك ع الشغل الجديد.
ندي:انت هترجع ف كلامك ولا إيه ؟؟؟
سيف:طبعاً لأ ، ده كارت فيه عنوان جيم عشان تبدئي تدربي فيتنس وفايتنج ، و ده كارت لسنتر عشان كورسات الإنجليزي وده للفرنساوي شوفي هتقدري تاخدي الاتنين مع بعض و لا إيه ؟؟
و دول كده كده هينفعوكي ف شغلك.
ندي:تمام.
سيف:وفي عنوان لمكان تاني يتحفظ عسان مالوش كارت ولا ينفع يتكتب العنوان ده ف أي حتة ، وتكوني فيه بكرة من عشرة الصبح إن شاء الله.
ندي:انت اللي هتدربني ؟؟
سيف:لااااا لسه بدري عليكِ شدي حيلك انت بس.
كان يوماً رائعاً و لأول مرة يقضيان معاً يوماً كهذا ولأول مرة يتخلي سيف عن حذره من لا تفوته الهفوة فقد كان هناك من يراقبهم لحظة بلحظة ومن غيره ؟؟
إنه يوسف!!!
وفي الصباح ذهبت ندي بالفعل لذلك المكان و كان سيف هناك وبدأت بالفعل تتدرب تدريب للمبتدئين وكان سيف أحياناً يتابعها عن بعد .
أما عن من يدربهم سيف فعلى مستويات أعلى بكثير ولأول مرة تري ندي وتشعر بمكانته وهيبته الشديدة فالجميع يعظمه ويوقره واسمه يزلزل المكان بأكمله وقد أبهرها ذاك كثيراً.
وفي المساء صعدت لأكثر مكان صارت تعشقه إنه السطوح وجلست وحدها تناجي النجوم لكن لم يطول الأمر كثيرا حتي جاء من يؤنس وحدتها .
سيف:إده إنت هنا من غيري ؟قاعد لوحدك ليه يا جميل ؟؟
فضحكت.
فأكمل قائلاً:هه ، إيه رأيك إنهاردة ؟
ندي:انبسطت أوي ، بس انت طلعت حاجة رهيبه فوق كل توقعاتي ، كله بيقفلك تعظيم سلام وبيعملك ألف حساب ، بس ما اخبيش عليك لما كنت بتشخط ف حد كنت بترعب واتلبش.
سيف:مش عايزك تفكري غير ف سيف العاشق اللي بيموت ف الهوا اللي بتتنفسيه سيف الحبيب.
فتنهدت وقالت :و أي حبيب ؟!
سيف:عندي خبر حلو.
ندي:هه ؟؟
سيف:واضح إني مطول ف فترة التدريبات ومفيش سفريات قريبة وأخيراً الوقت المناسب.
ندي :لإيه ؟؟
سيف:آجي أخطبك.
ندي:بجد !!!
سيف:طبعاً ، هه آجي امتي ؟؟
ندي:بص هو مش هينفع دلوقتي ، بابا مشغول بالشركة الجديدة ، خليها أدام شوية.
سيف :آااه ، طب تمام.
ندي:انت زعلت ولا إيه ؟
سيف:لا أبداً ، استني كده ، اتفضلي.
وكانت سلسلة بها ساعة رقيقة فسعدت بها كثيراً.
ندي:وااو حلوة أوي ، ميرسيه أوي يا حبيبي.
سيف:مش واخدة بالك من حاجة فيها ؟؟
فهزت رأسها بأن لا تدري.
سيف:شايفة الزرار اللي م الجنب ده ، لو دوستي عليه تلات مرات ورا بعض هيشتغل G.P.S و يبعت رسالة استغاثة وده هتعمليه لما تبقي ف خطر حقيقي وإن شاء الله يجي اللي ينقذك.
ندي: يعني إيه ؟ مش فاهمة حاجة !!
سيف:انت صممتي تدخلي حياتي وصممتي تدخلي شغلي و ده ممكن يعرضك لخطر ف يوم من الأيام لمجرد إنك تعرفيني وتهميني ، لو أنا معاكي يبقي ما تشليش هم هحميكي حتي لو كلفني حياتي ، لكن لو مش معاكي فالاستغاثة دي هتوصل لاقرب حد ليكي من رجالتنا وهيقوموا باللازم ، ويارب ما تحتاجيها أبداً وتبقي مجرد اكسسوريز.
مسك يديها وقبلها ثم قال :مش عايزك تخافي أبداً و عايز أفضل مطمن عليكي بس لي طلب عندك.
ندي :إيه هو ؟؟
سيف:إوعي تقلعيها لأي سبب...
وسكت ثم قال :حتي لو ما كملناش مع بعض و انتهيت بالنسبة لك ، لكن انت عمرك ما هتنتهي بالنسبة لي وهفضل دايما ف خدمتك لو احتاجتيني ، وهفضل حمايتك لو قبلتي ده.
ندي بعتاب :ليه كل شوية بتقول كده ؟
سيف:مش عايز أتفاجيء حتي لو فضل مجرد إحتمال لازم أبقي عامل حسابه ، ولأنك حبي الأول و الأخير عايز أطمن دايما إنك بخير ، حتي لو بعيدة عني حتي لو مش لي ، عشان سعادتك تهمني و تفرحني حتي لو ما لاقيتيهاش معايا وكانت مع غيري.
ندي :مش شايف إنك أوفر يا سيف ؟! إنت كمان حبي الأول و الأخير ، كل ده عشان قولتلك مش وقته تيجي تتقدم ؟!!
سيف:أكيد لأ ، بس يمكن كتر خلافاتنا أو خوفي عليكي بزيادة إن حد من أعدائي يعرف إنك تهميني فيحاول يؤذيكي ، أو مش عايز أقيدك و بخيرك وهفضل دايما أخيرك تكملي معايا بكل الضغوط والقيودولا...
ندي:ممكن تبطل تتكلم كده عشان هزعل منك.
سيف : وأنا ماقدرش علي زعلك وما قدرش علي بعدك والكلام اللي بقوله ده واجعني من جوايا وبخرجه بالعافية.
ندي:يبقي تسكت يا سيف وخلي اليوم يخلص من غير زعل .
سيف:إده انت زعلتي ؟
ندي:طول الوقت بتشكك ف حبي ليك.
سيف :لا والله ! أنا متأكد من حبك لي ، بس جنانك و شعننتك و تسرعك بيخلوا الأفكار المهببة دي تيجي.
ندي:طب خلاص إنسي وعيش اللحظة إحنا مع بعض والجو جميل بلاش تفكر ف حاجة تانية ، بلاش تفكر خالص ف الوقت اللي إحنا فيه مع بعض غير في أنا وبس ، يلا قول كده... ندي... ندي...ندي..!!!
سيف بهيام :ندي.... ندي.... ندي.... ندي.... قلبي و روحي فداكي ، بحبك بكل كياني ، بحبك لآخر يوم ف عمري ، بس لو جرالي حاجة ف يوم كملي حياتك و بلاش تقتلي دنيتك بإسم الحزن.
ندي :ييييييييييه ، مفيش فايدة!!!
ظلا يتحدثان ويتسامران حتي استأذنت ندي ونزلت وجلس سيف وحده يفكر في كل شيء يفكر فيما قاله لها فهو يعلم أنه ليس مجرد إحتمال بعيد ، بل إحتمال قائم فهي لا تملك الصبر و ثقتها به ليست بالدرجة التي يريدها.
للأسف ليس أمامه إلا أن يضع ذلك الإحتمال أمامه دائماً.
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن المتابعة،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة الخامسة
( بقلم:نهال عبدالواحد)
وبعد حديث طويل دار بينهنا إستأذنت ندي ونزلت لشقتها وجلس سيف وحده يفكر فهو يعلم أنها لا تمتلك الصبر و ثقتها فيه ليست بالدرجة التي يريدها وبسهولة يمكن التفريق بينهما وإلي أن يحدث العكس يجب أن يبقي هذا الإحتمال أمام عينه ،إحتمال الفراق.
لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق
لم يحدث أبداً أني سافرت مع إمرأة لبلاد الشوق
وضربت شواطئها كالرعد الغارق أو كالبرق
(نزار قباني)
مرت الأيام و ندي بالفعل تتدرب وكان سيف يتابعها من بعيد فهو يعلم أنها لا تصلح لكن ترك لها فرصة التجربة وربما تحدث المعجزة و تتطور فجأة.
وتمت الشراكة بين أبيها ويوسف واستلمت عملها كسكرتيرة وأبلت فيه بلاءا حسنا و لأول مرة تجد ما يشغل وقتها.
وفجأة اختفي سيف دون أن يخبرها بأنه سيسافر و طوال تواجد ندي في العمل فكانت تحت نظر ومتابعة دقيقة من يوسف فهو يلاحظها بدقة بالغة لكن ذلك لم يلفت إنتباهها فكانت تؤدي عملها فحسب.
وذات يوم طلبها يوسف في مكتبه فطرقت الباب و دخلت.
يوسف :هه ! إيه الأخبار ؟؟
ندي:دي الريبورتات اللي ترجمتها ، اتفضل حضرتك.
فوضعها جانبه دون أن ينظر فيها وابتسم قائلاً :تمام جداً ،حقيقي طول الفترة اللي فاتت شغلك كان هايل.
ندي بخجل :ميرسيه يا مستر يوسف.
يوسف :وعشان كده اتفضلي ده ليكي.
وكانت لفة كبيرة فمسكتها ونظرت إليها في دهشة فطلب منها أن تفتحها ففعلت و وجدته فستان سواريه قصير و حذاء ذات كعب عالي مناسب للفستان فزادت دهشتها رغم إعجابها الشديد بالفستان.
يوسف:مفيش داعي للإستغراب كل الحكاية إن في دينر مهم بكرة وطبعاً لازم تظهري بمظهر يليق ، وبصراحة لاقيتها فرصة أعبر بيها عن شكري وإعجابي بشغلك.
فقالت بإحراج :ميرسيه أوي واتمني إني أفضل علي طول عند حسن ظنك.
يوسف:تمام تحبي أعدي عليكي بكرة إمتي عشان تكوني جهزتي تماماً وعلي فكرة بكرة أجازة ليكي عشان تقدري تستعدي براحتك.
ندي:حضرتك قولي عل ميعاد وأنا هبقي جاهزة.
يوسف :إحنا أهم ناس ف الدينر يعني نيجي وقت ما نيجي ، عموماً ده رقمي ووقت ماتجهزي كلميني وهتلاقيني ف إنتظارك.
فشكرته وانصرفت وفي اليوم التالي بالفعل جهزت واستعدت وكانت حقاً فاتنة ومثيرة وسعدت بها أمها كثيراً وجاء يوسف بسيارة فاخرة تحت المنزل وذهبا لمكان راقي و رائع لم تصدق أنها ستجلس يوماً في مثل ذلك المكان.
كان كل شيء رائع و ملفت لكن العجيب أن المكان فارغ تماماً من المدعويين وذلك أدهشها كثيراً فدخلا وجلسا علي منضدة في وسط المكان وحولهما إضاءة خافتة وموسيقي هادئة.
ندي تتلفت :أمال فين باقي الناس ؟!!
يوسف:مفيش ناس ، كل ده معمول ليكي تقديرا لشغلك ومجهودك معايا.
ندي :بس يعني...
يوسف:ندي إنت أميرة ، ملكة ، سلطانة ، يعني هو ده مكانك ، هو ده اللي يليق بيكي ، مش حاسة بقيمتك ولا إيه ؟! إنت جوهرة ولازم نفضل نقدرها.
كانت ندي تستمع لذلك الكلام وهي في خجل شديد يحمر وجنتيها فيزيد جمالها رغم إعجابها بذلك الكلام وبالجو كله ، وزاد إحراجها وخجلها عندما وقف بجوارها وانحني نحوها وطلبها للرقص ، تماماً مثلما كان يحدث في الأفلام الكلاسيكية القديمة وبنفس الرقة ونفس الهيئة فقد كان يوسف لطيفاً معها لدرجة لم تشعرها بالوقت.
حتي عادا للمنزل في منتصف الليل وقد وصلها وكانت سعيدة للغاية خاصة عندما همت بالنزول فجاءها يوسف مسرعاً يفتح لها باب السيارة برقة شديدة وسلمت عليه وصعدت.
كان سيف واقفاً بالأعلي وقد رأي كل شيء لكن ظل صامتاً دون تعليق وقرر ألا يتحدث.
اشتقت إليك فعلمني أن لا أشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق
علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق
علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق
مرت عدة أيام ولم تنتبه نزي لوصول سيف إلا ذات يوم صعدت إلي السطوح في المساء و بعد قليل جاء سيف فرأته وسعدت جداً.
ندي:سيف ، حمد الله علي سلامتك وحشتني اوووووووووووي.
سيف :الله يسلمك أخبارك إيه وأخبار شغلك ؟
ندي :وقتي كله بين الكورسات والشغل ومستر يوسف مبسوط جداً من شغلي.
سيف:جميل ربنا يوفقك.
وفجأة صوت رسالة لهاتف ندي.
سيف:افتحي وشوفيها لو حابة ، عادي يعني.
ندي:أنا أسفة أوي ، بس يمكن تكون حاجة تخص الشغل.
وفتحت الهاتف وكان مقطع فيديو مرسل إليها علي الواتساب ففتحته و وجمت واتسعت عيناها.
كان الفيديو لسيف يجلس في مكان يشبه الملهي الليلي ويشرب وبجواره فتاة جميلة بلبس فاضح ويضحكان ويمزحان وهي تسند عليه حينا و تتعلق في رقبته حينا أخرى بل وكانت في وسط ضحكاتهما تقبله .
رأي سيف وجهها يتغير بدرجة كبيرة فسألها :ندي مالك في إيه ؟
ندي :بأه انت كنت مسافر ف شغل ؟! اختفيت فجأة كده عشان مهمة ،مش كده ؟! وأنا الساذجة الهبلة اللي المفروض أصدقك ؟!
سيف:جري إيه ياندي؟! آه كنت ف مهمة.
ندي :الله الله عل مهمات وعل شغل مش انت ده ؟؟
فنظر في الفيديو وقال:أيوة ، بس مش زي ماانت فاهمة.
ندي:لا يا عيني حقيقي بتتعب وعمرك علي كفك زي ما بتقول.
سيف:انت فاهمة غلط.
ندي:الموضوع مش محتاج فهم واضح زي عين الشمس.
سيف:ندي ده حد بيوقع بينا ، في حد من مصلحته إننا نسيب بعض.
ندي :والله ! ماحدش أصلاً يعرف مشاعري ناحيتك.
سيف:خليكي واثقة في ، ده أنا قايلك ومفهمك حتي لو شوفتي بعينك ما تصدقيش لحد ما أفهمك ، وحتي لو مافهمتكيش لازم تكوني مصدقاني.
ندي :آسفة جداً.
سيف :أرجوكي إسمعيني هفهمك...
ندي :لا عايزة أسمعك و لا عايزة أشوفك ولا عايزة اعرفك تاني.
وتركته وانصرفت ولم تلتفت إليه مهما نادي عليها.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة ،
تعليقاتكم،
NoonaAbdElWahed
(حبي الأول و الأخير)
الحلقة السادسة
(بقلم :نهال عبدالواحد)
تركته ندي وانصرفت باكية لا تلتفت إليه مهما توسل إليها ومهما نادي عليها .
ذهبت مسرعة ودخلت شقتها واجهشت بالبكاء الشديد وارتفع نحيبها ومهما سألتها امها تقول أنها متعبة فتتركها ثم تعود إليها من جديد دون جدوي فاتصل والدها بيوسف ليخبره أن ابنته مريضة واستأذنه في اجازة فوافق علي الفور.
مرت عدة أيام علي ندي في حجرتها لا تأكل ولا تتحدث إلي أحد وتغلق هاتفها وتبكي مجدداً ليلاً ونهارا .
لم يكن حال سيف أفضل من حالتها و رغم احساسه الدائم و توقعه بأن ذلك الحب لن يكتمل لكنه حزن بشدة وتألم كثيراً بدرجة قد فاقت توقعاته ولأول مرة يشعر بالضعف والانكسار خاصة وصوت بكاءها يصله ويسمعه فيتألم أكثر وأكثر ، لكنها لم تسمعه ، لم تسمع دفاعاته ، لم تثق به كما تمني ، نسيت كل شيء بينهما ، نسيت كل حديثه معها عن عمله وصعوبته والحيل التي يلجأ إليها ، نسيت أنه قد أخبرها عن وجود من يسعي للتفريق بينهم ، هل من عودة لهما أم انتهي كل شيء ؟!
هل ينظر لها كغادرة تخلت عنه عند أول إختبار ؟ كيف لها أن تضرب بحبهما عرض الحائط ؟؟؟
هل هذا ماتمنته لأنها لن تستطيع تحمل قواعد العيش معه؟؟؟؟؟
كان قد لمح رقم الهاتف الذي أرسل ذلك المقطع وحاول أن يصل لهويته أو أي شيء عنه ، لكن لا وجود له فكأن صاحب الخط اشتراه فقط لإرسال ذلك المقطع والتفريق بينهما ، إذن فهو قطعاً يعرف طباع ندي العشوائية المتسرعة ، ولم يكن أمامه متهم سوي شخص بعينه ، أجل اتهم يوسف لكنه لا يمتلك أي أدلة ، لكن المشكلة تكمن في ذلك الرفض الشديد من ندي ، وكأنها كانت سجينة ونالت حريتها.
حزن يغتالني و هم يقتلني وظلم حبيب يعذبني آه
ما هذه الحياة التي كلها آلام لا تنتهي وجروح لا تنبري
و دموع من العيون تجري
جرحت خدي أرقت مضجعي و سلبت نومي
آه يا قلبي يالك من صبور علي الحبيب
لا تجور رغم ظلمه الكثير و جرحه الكبير
الذي لا يندمل ولا يزول
مازلت تحبه رغم كل الشرور
مازلت تعشقه رغم الجور والفجور
ما زلت تحن إليه رغم ما فيه من غرور
قلبي.... ويحك قلبي إلي متي... إلي متي ؟؟؟؟
أخبرني بالله عليك إلي متي ؟؟؟
هذا الصبر وهذا الجلد والتحمل إلي متى ؟؟
هذا السهر والتأمل إلي متي؟؟؟
هذه المعاناة والتذلل ؟؟
كف فاكره كما كرهت
واهجر كما هجرت
وعذب كما عذبت
واظلم كما ظلمت
واجرح كما جرحت
فلقد عانيت كثيراً وصبرت كثيراً وكثيرا
علي حبيب لا يعرف للحب معني
أما آن لك يا قلب أن توقف كل هذا ؟؟؟؟
فبالله عليك يا قلبي..... كف
(نزار قباني)
مرت أيام علي ذلك واضطرت ندي للعودة للعمل لعلها تنسي ماهي فيه لكنها توقفت عن كل التدريبات تلك ، فلا داعي لها الآن.
عادت لعملها ذابلة وحزينة علي هيئة لم يعهدها يوسف من قبل فحاول من حين لآخر أن يخفف عنها بطريق غير مباشر و يتقرب إليها خاصة وأن له أسلوب ناعم ورقيق للغاية يذوب بين يديه أي قلب حتي استطاع و نجح في ذلك.
صار يوسف وندي يتحدثان أكثر الوقت وحتي عقب عودتهما للمنزل لا يكفان عن الحديث.
وذات يوم قد أبدي إعجابه وحبه لها ثم تقدم إليها خاطبا ورحب به والديها بسعادة بالغة و وافقت ندي عليه فإن كانت لا تحبه فهو يحبها و متيم بها فبالتالي سيظل يراضيها و يحافظ عليها دائماً و بدأت تجهيزات العروس سريعاً.
أما سيف فقد اختفي كعادته في مهمة ما فقد رأي أفضل لشيء لنفسه هو العمل المتواصل فهو لم يخلق للحب و العشق وقد تأكد له ذلك الآن.
وذات يوم قررت زينب الذهاب إلي ندي لتتحدث إليها بخصوص سيف و تصلح بينهما فلأول مرة تري إبنها بتلك الهيئة المتعبة المنكسرة لأول مرة تشعر بتألمه وانهياره هكذا وتعلم أن إصراره للعودة لعمله وقبول تلك المهمة هو الهروب ودافع نسيانها الذي سدت السبل إليها فلا عودة ، وليعد لمكانه الحقيقي.
لكن زينب عندما دخلت عند شقة ندي لاحظت تحركات غريبة ورحبت بها نعمة كعادتها لكن كانت سعيدة بشدة لا تعهدها زينب حتي أخبرتها نعمة بالخبر السعيد لقد تمت خطبة ندي و ستمم زيجتها قريباً فلم تجد إلا أن تبارك وتنصرف فقد فات الأوان.
كان يوسف قد أخبر والد ندي بأن لديه فرع آخر لشركته في أوروبا وسوف يديده هو وزوجته من الخارج حيث سيقيمان ويعيشان و سيترك إليه أمر تلك الشركة ليديرها هو فوافق الأب.
وذات يوم رأت ندي وهي نائمة أنها تقود سيارة فاخرة في حديقة رائعة أجمل مايكون وبعد مرور بعض الوقت نزلت من السيارة لتتمشي وتنعم بجو الحديقة المنعش وما أن نزلت من السيارة حتي اختفي كل شئ حتي السيارة و وجدت نفسها في غابة موحشة شديدة الظلام لا تري شئ لكن تسمع أصوات مخيفة و مفزعة وهي تجري في كل اتجاه وتتلفت دون أن تري وتصرخ وتستغيث دون جدوي وفجأة تذل قدمها وتنزلق فيزداد صريخها ورعبها وفجأة يجذبها شخص ما ويمسك بها وهما معلقان معا بحبل ويحاول أن يتحرك به ليمرا من كل ذلك ومازال يحاول ويحاول ويزداد رعبها وصراخها وتنظر نحو وجه من يمسكها ويحاول الفرار بها فكأن له قناع كلما حاول انقطع جزء منه وانكشف جزء من وجهه ، إنه سيف وفي تلك اللحظة سقطا علي الأرض .
فقامت مفزوعة من نومها تزداد ضربات قلبها وتحاول أن تتلاقط أنفاسها وتضع يدها علي صدرها فتشعر بتلك السلسلة لا تزال في رقبتها فخلعتها ونظرت نحوها وهي في يدها وتقول : وبعدين جايلي ليه دلوقتي أنا خلاص عديتك ومش هبص ورايا تاني.
ورمت السلسلة علي طول يدها فسقطت خلسة في إحدى حقائب أشياءها التي ستسافر بها.
وجاء يوم زفافها وكان الفرح رائعاً أقل ما يقال عنه أنه أسطوري وكانت ندي رائعة الجمال وفستانها تحفة فنية فكانت حقاً ملكة متوجة دلك اليوم بحق وكان والديها سعداء للغاية بإبنتهما الوحيدة ، أخيراً قد زفت عروسا وأجمل عروس وستعيش حياة هانئة مع شخص رائع حقاً فكان أبوها يثق فيه تمام الثقة.
وبعد الفرح ودعت ندي والديها وذهبت لتركب الطائرة بنفس هيئتها الرائعة وطارت الطائرة بالعروسان.
ورغم فرحة والديها الشديدة إلا أنه قد غلبتهم العبرة والغريب أنه مع صعود تلك الطائرة شعرا بغصة في حلقيهما و ضيق في صدريهما فظنا أنه من وجع بعدها ليس إلا فلأول تبعد عنهم هكذا.
وبعد عدة أيام بعد الفرح وسفر ندي مع عريسها ذهب الوالد للشركة لمباشرة العمل فقد غاب كثيراً منذ قبيل فرح إبنته وإنشغاله بتجهيزها وبعد الفرح أيضاً فحان الآن الوقت للعمل.
و وصل لهناك حيث مكان الشركة لكن المفاجأة !!
لا شيء ! لا وجود للشركة ! لا وجود لأي شئ ! وجد سراباً !
لقد كان يوسف مستأجرا لذلك المكان لفترة وقد تركه قبيل سفره ، وماذا عن أمواله كلها التي دفعها إليه؟لقد دفع إليه كل ما يملك...
وماذا عن إبنته الوحيدة ؟!!
كانت صدمة الأب كبيرة فلا يعلم كيف عاد لمنزله وما أن وصل و فتحت له زوجته و رأت هيئته المخيفة وهو يحدث نفسه و يضرب كفا بكف قائلاً :كله راح ، مفيش شركة ، مفيش حاجة ، كله راح ، فلوسي كلها ، بنتي الوحيدة ، إزاي إزاي ؟؟!! إديته كل حاجة ! وكمان ندي فوق البيعة ! كله راح ، كله ر-ا-ح.
ولم يتحمل الصدمة وسقط متوفيا في الحال.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق