رواية-أحببت عرجاء - الفصلين الرابع والخامس - بقلم بسمة الجمال - مجلة سحر الروايات

 الفصل الرابع أصبحت عرجاء

للكاتبه (بسمه الجمال)

!!****
مرت الساعات وانا أجلس في استراحة المشفى احاول تجميع شتات افكاري محاولا وبشدة إنكار ما قاله الطبيب لا اصدق أن ديالا سوف تصاب بعاهه مستديمة وليس ذلك فقط أنها مصابة بكسور متعددة تحتاج إلى سلسلة من العمليات الجراحية ولكل عملية آلامها ولكل عملية مخاطرها وبعد ذلك كله ستخضع لعلاج طبيعي مؤلم يصاحبه في النهاية عجز دائم لن تستطيع المشي بمفردها ببساطة ستمشي بمساعدة عكاز ، لا اعلم لماذا يوجد حجر شائك مؤلم داخل حلقي كلما حاولت ابتلاع لعابي أصابني الشوك في مقتل ، اشعر بالعجز وانا جالس هكذا لا يوجد اي شيئ باستطاعتي فعله حتى مواساتها لا اظن انها من شأني

اعلم انني لا احبها ، ولكنني اهتم بها اشعر انه من الخسارة لهذا العالم أن يفقد شخص مثلها ، تعتقد أنها بطلة من نوع ما مهمتها انقاذ البشرية ، ولكن من ينقذها هي هل ستصيبها حالة اكتئاب ام ستتعايش مع الوضع !!! هل امزح ومن استطاع أن يتعايش بمفرده لابد أن تأخذ وقت للعلاج كما أنها يجب أن تعرض على طبيب نفساني وستأخذ كل الوقت لتعود إلى طبيعتها وطبعا بمساعدة هذا الاخرق خطيبها سوف تكون بخير.

لم يعد لدي مكان ها هنا يجب أن ارحل لا أريد رؤيتها وهي ضعيفة ، اخرجني من صمتي صوت والدتها وهي تحتضن زوجها دون أن تبكي غريبة !! لا اعلم لماذا تذكرت والدتي في هذه اللحظة فهي كانت تبكي هكذا دوما كلما كنت صريع الفراش هل كنت قاسي لهذا الحد حتى اقوم بأذيتها هكذا

وقفت لأترنح للحظة ثم غادرت دون وداع دون إلقاء نظرة أخيرة وما الفائدة مازالت ليست بوعيها اردت العودة وبشدة ولكنني اعلم انه هو هناك من أجلها فما الذي يمكن علي انا أن أفعله

مرت ثلاث ايام ظننتها كافية على الأقل حتى تجف دموعها التقطت في طريقي اكبر واجمل باقة زهور كانت الباقة غالية جدا كما أن تزيينها كلفني اكثر ، اظن انني كنت اريد ان اثير اعجابها لابد أن هذا الوغد الآخر قد أغدق عليها بالورود والزهور ثم جلبت لها شيكولاتة أنها تعشق الشيكولاتة وخصوصا التي تحتوي مكسرات وزبيب (ذوقها غريب) هل نسيت شيئ اخر نعم أحد الدمى المحشوة اظن أنها تعشق الدبدوب أتيت بأحدهم كان لونه بني جميل حسنا اظن انه يناسبها

وصلت إلى المشفى وانا اذهب مباشرة إلى غرفتها تم نقلها من غرفة العناية المركزة لغرفة عادية بقسم الكسور طرقت الباب ثم دخلت كانت تجلس على الفراش بينما يحاول نادر اطعامها وهي تتدلل عليه وترفض الاكل ، نظرت لي بطرف عينيها وهي تدحرج عيونها ثم التقطت عيونها الهدايا

لو كان لديها القدرة على القفز لوجدتها امامي من قفزة واحدة ولكنها أشارت لي بسعادة أن اقترب كانت عيونها حقا سعيدة للغاية بتعبيرات تشبة الأطفال نظرت للورد بانبهار فوضعته بجوارها وهي مازالت تنظر له ثم اعطيتها الدبدوب فقامت باحتضانه على الفور لتقول لي بمرح "يا إلهي رائحته مثل التوت أحببته"

طبعا تجاهلت نظرات نادر النارية وانا أجلس بجوارها على السرير (طبعا هناك مقعد في مكان ما ولكن ارتاح هكذا اكثر) ثم اعطيتها صندوق ممتلئ بالشيكولاتة المفضلة لها كانت فرحة للغاية وهي تحاول اخراج أحدهم لتناوله ولكنني أبعدته بسرعة "لا آنستي يجب أن تنهي طعامك اولا"

نفخت خدودها بضيق وهي تلوي شفايفها وفي عيونها نظرة الجرو المحببة مما آثار ضحكاتي بشدة (اللعنة أنها لذيذة هكذا) أخذت الملعقة من أمام الطبق التي قد تركها نادر ثم تذوقت الطعام مما آثار ضحكاتها هي الاخرى نظرت لها بتساؤل فأجابتني "لقد كنت تتشاجر معي دائما لانني اشاركك طعامك وها انت ذا تتناول من طعامي ، اذا هل اعجبك"

ضحكت انا الاخر لا اعلم ما بالها ولكنني أشعر بالراحة لأنها بخير رفعت يدي لاطعامها ولكن نادر جذب يدي بسرعة وهو يتناول الملعقة مني ولكنه قال ليمنع حرجه "لا نريد ازعاجك آريس دع فتاتي لي انا الاعلم بطريقة معاملتها"

حدجته بحدة "لا ازعاج نهائي نادر فأنا صديقها ايضا"

جز على أسنانه "دعني اكمل اطعامها واللعنة"

نظرت هي لنا بتذمر ثم أشارت للباب "حسنا انتم الاثنان الى الخارج الأن ، انتم تتصرفون مثل الأطفال ، كفى رأسي تتألم كفاية من الصداع"

نظرت لها بغيظ وانا اجز على اسناني ثم هممت بالخروج ولكن اوقفني صوتها وهي تناديني نظرت اليها شذرا لتبتسم هي بخجل وهي تفتح كف يديها مطالبة بالشيكولاتة ، نظرت لها وانا ادعي الغباء بينما استند على كتف الباب وانا ابدل نظري بينها وبين الطعام دحرجت عيونها باستنكار ثم أشارت إلى نادر أن يكمل اطعامها وهي تلتهمه بسرعة ، من حسن حظي أن هاتف نادر بدأ بالرنين فإستأذن للرحيل (واخيراااااااا) اقتربت منها لاعطيها الشيكولاتة

أخذتها بلهفة مني لتقضم قطعة كبيرة ثم تقوم بامتصاصها بنهم بينما تطلق همهمات تدل على استمتاعها بينما تغمض عيونها ، شعرت بقلبي ينبض وذبذباته تؤثر على جسدي بالكامل أصبحت اهفو إليها اشعر بنيران تسري بجسدي كله من اقل حركاتها لا اعلم اذا كنت احبها ام لا ولكنني اعلم انني اصبحت مهووس بها

جلست بجوارها وانا أنظر لها بتمعن لكنها بادرت بالحديث "هل تعلم انني بعد العمليات والعلاج سوف أصبح عرجاء استخدم عكازات للسير"

حاولت أن أتحدث ولكن كان التحدث صعب للغاية سعلت حتى انظف حلقي "نعم اعلم ولكن المفاجأة انك تعلمين كنت اظن أن مرحك الزائد بسبب أنه لم يخبرك أحد بوضعك"

ابتسمت لي ابتسامة صافية "هل كنت تتوقع أن تراني منهارة من البكاء ، حقا انا ممتنة لقد كان من المفترض أن أكون في عداد الموتى ولكن الله نجاني وابي ايضا على قيد الحياة ما الذي يمكن أن اطلبه اكثر"

نظرت لها بعدم تصديق لا يمكن أن يكون هناك إنسان متقبل لوضعه مثلها ولكنها كانت ممتنة؟؟؟؟ حسنا من المؤكد أنها مازالت في صدمة وعندما تكتشف الأمر سوف تعود لصوابها

قلت بصوت هامس "هل انتي متأكدة انك على ما يرام"

قالت بثقة "طالما انا على قيد الحياة فأنا بخير مع كل نفس أخرجه اعلم ان هناك فرصة لي بتعويض شيئ قد فاتني ، بإنهاء أمر يحتاج إلى الانهاء ولكن الموت هو النهاية لا يوجد فرصة أخرى لا يوجد وقت مستقطع"

انها حقا تختلف عني كثيرا هي تبحث عن الحياة بينما لا ابحث انا الا على الموت هي تبحث عن فرص ضائعة بينما أنا اضيع الفرص

كان صوت الاذان قد عم المكان من تطبيق في هاتفها معلنا عن صلاة العصر ، استأذنتي انها تريد الصلاة نظرت لحالها كيف ستصلي وهي بهذا الحال انها حتى تستطيع المشي فقط أمامها شهور

نظرت لي بتساؤل وانا اعلم انها تعلم ردي جيدا "ألن تصلي؟؟"

ارتبكت قليلا " انا لا اعلم كيف اصلي لم اصلي في حياتي يوما"

توقعت أن تنظر لي باستعجاب كأنني كائن فضائي ولكنها ابتسمت بحماس "من فضلك قل لي انك لا تعرف الفاتحة حتى"

ابعدت نظري عنها وانا أنظر من النافذة "نعم لا اعلم حتى الفاتحة هل ارتحتي الان"

تنهدت براحة "هذا رائع ، سوف اقوم بتحفيظك إياها تخيل كمية الحسنات التي سأجلبها منك ، الان اذهب وأحضر لي قهوة من فضلك حتى اتيمم و أصلي"

غادرت وانا في حالة إنكار هل سأتعلم الفاتحة حسنا أن كان هذه ستكون من احد وسائل قربي لها فسأتعلم الصلاة ايضا حتى انني سأتعلم منها عن الإسلام فقط لأكون بقربها ، حسنا هناك حاجز بيني وبينها نادر لابد أن اتخلص منه ، وبالفعل اتصلت بجاسر وانا أبلغه أنني أريد قصر لأسكن به واريد ارض واسعة له كما أنه يجب أن يوجد بها اسطبل للخيول وبركة حتى ولو صناعية ، ولم انسى أن أخبره أنني أريد من نادر ان يتولي أمر كل شيئ ابتدأ من الحصول على قطعة الأرض المناسبة وصولا إلى التصميم والبناء ، هكذا سأحصل على وقت اكثر من كافي وخصوصا أن شركتي للبرمجة رغم حداثتها الا أنني استطعت أن احقق منها أرباح جعلتني بليونيرا وارباحها استخدمتها ايضا للشراكة مع ادم مما ضاعف الأرباح

أحضرت لها بعض القهوة والعديد من المعجنات ثم صعدت الى غرفتها

وجدت والدها ووالدتها قد حضروا ألقيت التحية بصمت وانا اعطيها ما أحضرته نظرت لي والدتها بطرف عيني ثم قالت بمكر "اذا حبيبتي اين نادر الم يكن هو من يفترض عليه البقاء بجوارك"

تناولت ديالا القهوة مني وهي تشمها بولهة ثم قضمت من المعجنات اولا قبل أن ترد بفم ممتلئ (مقززة) ديالا "حسنا أنه في الخارج يتحدث مع والدتهً"

ابتسمت والداتها ابتسامة صفراء ثم قالت لي بصوت مثل فحيح الثعابين "شكرا على الزيارة ولكن استأذنك سأعد ديالا لتنام ، وقت قيلولتها لأنها متعبة"

نظرت لها بسخرية وكأنها تستطيع منعي إن أردت شيئاً ولكن صبرا جميلا "حسنا سألقي عليها التحية و أرحل " اقتربت من ديالا لتبتسم لي باحراج وهي تشكرني على ما فعلته لليوم استدرت لاخرج ولكن اصطدمت في كتف نادر كان قد عاد لزيارتها ألقيت عليه التحية وقبل خروجي نادت علي ديالا "لا تنسى الفاتحة من حقي" ابتسمت لها بعذوبة وخرجت لاتجة الى سيارتي كانت ديالا تكرهه هذه السيارة تقول أنني متباهي


وهل كانت تعتقد أنني سأقود سيارة منخفضة حتى لا اسلم من المطبات خرجت بالسيارة ولم ابتعد كثيرا فقط اتجهت إلى شارع جانبي خالي من اي شخص (تذكرة لنفسي قم بشراء شقة قريبة للمشفى منعا للشبهة)

أخرجت لاقط لاسلكي وقمت بتركيزه على غرفة ديالا حيث كنت قد ركبت سماعة هناك (نعم سماعة تجسس)

ديالا "هل ستظل هكذا كثيرا نادر كفاك عبوسا لا احبك وانت هكذا"

نادر بغضب "هل اصبحت لا اطاق ديالا طبعا بعد أن تقضي الوقت مع هذا الحقير أصبح عبوسي يضايقك"

ديالا بهدوء "نادر انت تعلم أنه لا يحق لك بأن تطلق عليه أي لفظ لا أحبذ أن اغتاب احد ولن اسمح لك بالغلط به وهو ليس هنا ، ثم هو جاء للزيارة ورحل لقد كان واجب زيارة ليس أكثر"

نادر بصوت عالي "حقا ديالا انتي تدافعين عنه"

ديالا بحزم " من فضلك نادر لا تتحدث معي بصوت عالي انت مدرك تماما أن آريس مهما كان اجنبي تربى على عادات وتقاليد مختلفة تماما ولكنه لم يحاول لمرة أن يتجاوز حدوده معي ، كما انه لا تعجبني طريقته ولا يعجبني أسلوبه ، ولكنني ممنونة له هذا فقط ما احمله باتجاهه"

تحدث بغيرة واضحة "لا أريده بجوارك لا أريده أن يحوم حولك ديالا انتي حب عمري انتي ملكي انا اعشقك ديالا"

ردت بتردد " حسنا انا ايضا اعشقك واحبك ولكنني لا أفهم ما هي علاقة آريس بحبنا"

صمت للحظة "أنه ........ أنه لا شيئ ولكنني فقط لا احبه"

فاجئني ضحك ديالا "اوووه يا إلهي حبيبي انت تغار ، أليس كذلك أن هذا رائع ، ولكن حقا تغار من آريس انت تمزح"

اللعنة لقد اغضبتني بشدة لماذا تقلل مني هكذا ، أشعر أنني أريد أن اقتلها

اكملت حديثها بعد صمت " انت حبيبي انت من تفتحت عيوني على حبه هل تتذكر عندما كنا اطفال وكنت اتشاجر انا ومايا وليان من سيتزوجك لم اكن امزح حينها ، احبك نادر"

تنهدت بقوة "لكن آريس يحتاج مساعدتي انا اعلم هذا جيدا دعني اساعده حبيبي"

لم استطع معرفة رد فعل نادر ولكنني اظن ان على وجهه نفس المشاعر التي على وجهي مجرد التحديق ببلاهة على أمل معرفة ما تفكر فيه حقيقة

سعل نادر حتى ينظف حلقه "لا تقولي لي أن هوسك للمساعدة قد وصل لهذا الرجل ، لا ديالا انتي دائما تحطمين اعصابي وتختبرين صبري بمساعدتك الغريبة الدائمة هل تتذكرين الرجل الذي قمتي بإنقاذه حتى لا يدخل السجن فقام بالنصب عليكي ، ام نسيت الفتاة التي هربت من أهلها وبعد أن قمتي باعطائها مسكن للعيش به ، كذبت واتهمت والدك بالتحرش حتى تتزوجه"

استمعت غير مصدق هذه الفتاة لديها مرض الهوس مثلي لهذا تتحمل معاملتي الجافة الدائمة معها لأنها تظن أنني بحاجة لمساعدة وهي فقط من ستستطيع ذلك لذلك تتحملني، عموما لا يهم لقد وجدت مدخلي إليها سوف احتاج مساعدتها ، رغم أنني لا احتاج لمساعدة اصلا ولكن لما لا

اخرجني من شرودي تحدث نادر بغلظة "انسي ديالا لا يمكنني أن اجاري هوسك اللعين فيما يخص رجولتي وكرامتي  ، انسي اريس تماما أما أنا أو هو"

تنهدت هي بقلة حيلة "حسنا أنت هل ارتحت الان"

صدمتني كلماتها هل تختاره هو وترفضني انا خرجت من السيارة وانا اصرخ من الغضب بشدة "اللعنة اللعنة اللعنة" حسنا انا من لا اريدها ،انا ابغضها سوف ابتعد عنها تماما ولتحترق في الجحيم لا اهتم

مر شهر بسرعة وانا احاول تجنب ديالا على قدر استطاعتي ، كلفت أحدهم أن يتصرف ويركب لي كاميرا مراقبة استطيع بها متابعتها صوت وصورة ( نعم نعم غير أخلاقي وليست شهامة تبا لهذا ) كنت اتابعها من خلال الهاتف ، طبعا لم اراقبها ولو مرة وهي تغير ملابسها أو حتى وهي تخلع حجابها على الأقل احترمت حرمة هذا

اكثر من اثار غضبي هي والدتها هذه المرأة لديها طاقة سلبية يمكن أن توزعها على العالم ويتبقى لديها فائض كثير وما آثار حنقي حديثهم الاخير

Flashback

كوثر (والدة ديالا) وهي تضع وسادة خلف رأس ديالا "حسنا حبيبتي هل هكذا الوضع مريح"

اماءت برأسها بموافقة وهي تغمض عيونها بارهاق كانت آلام عظام قدمها تؤلمها بشدة بينما آلام الرأس لا تطاق ولكن على الرغم من هذا والدتها لم ترحمها

أخذت كوثر تقشر تفاحة بينما تراقب ديالا بطرف عيونها بينما تفتح فمها لتتحدث ثم تتراجع عن الحديث وهكذا حتى قررت اخيرا التحدث "ما أخبارك انت ونادر حبيبتي"

فتحت ديالا عيونها وهي تنظر لوالدتها بتساؤل "جيدة الحمد لله ، امي ليس هناك داعي لتقشير التفاح انا احب اكلها بقشرها"

أعطتها والداتها التفاحة ثم اكملت حديثها السلبي "ولكن زياراته قد قلت كثيرا هل كل شيئ على ما يرام"

ابتسمت ديالا بارهاق "نعم كل شيئ على ما يرام ولكنه يقوم ببناء قصر لأحد الأغنياء وهذا يأخذ كل وقته"

"حسنا هذا جيد حتى أنه يمكن أن يساهم في علاجك لأنه مكلف جدا لا نعلم الى متى سوف يتحمل حامد العشري عبأ مصاريفك؟"

شعرت ديالا بغصة شديدة في حلقها لكنها لم ترد ليس لأنها لا تريد ولكنها لا تستطيع لقد اهانت والدتها كرامتها للتو ، هل تراها شحاذة تطلب الصدقات لو تحدثت لبدأت في البكاء ولكنها لن تبكي ليس أمام والدتها على الأقل

ولكن هيهات اكملت كوثر دون رحمة "انتي حقا محظوظة لان نادر يحبك رجل غيره بعد ما اصابك كان سيتركك ولكن نادر استطاع تحمل ظروف عجزك ، حتى آريس الذي ظننت أنه يحبك تركك دون أن يسأل عليك حتى مرة أخرى"

وصلت ديالا الى حدها هنا بدأت دموعها تنزل مثل الشلال وهي تضم جسدها بذراعيها وتربت على اكتافها كما اعتادت أن تفعل كلما احتاجت مساندة ، كانت تبكي في صمت ولكنها من داخلها تصرخ بحزن ليرتجف جسدها مثل ريشة في مهب الريح

اقتربت كوثر من ديالا وهي تربت عليها "حبيبتي ، لماذا تبكين هكذا؟ هل أذيتك بكلامتي ؟ سامحيني صغيرتي لم اكن اقصد كنت فقد اقول لك ما بدر في ذهني لم أقصد أن اجرحك ولو للحظة"

مسحت ديالا دموعها وهي تتحاشى النظر لعيون والدتها لتقول لها بهدوء "حسنا امي انا ابكي من ألم قدمي ليس إلا من فضلك هل يمكنني ان انام قليلا فقط أنا متعبة حقا"

كذبت ديالا ولما لا فهي لا تريد أن تجعل امها تشعر بتأنيب ضمير يكفي أن والداتها تشعر بتقصير بسبب تركها ديالا مع والدها

كنت اميز من الغضب لماذا يجب أن تحتمل مثل هذه الكلمات التافهة المحطمة لو كنت جوارها ما سمحت ابدا بذلك وهنا قررت أن ديالا غبية هي تحتاج لي نعم تحتاج لي بطريقة أو بأخرى ، وانا جبان لقد تركتها من اول الطريق ماذا اذا كانت مدمرة داخليا وتحتاج ليد مساعدة ، ماذا اذا كانت صامدة فعلا ولكنها تحتاج للدعم بجوارها

لقد تعرضت خلال فترة مكوثها في المشفى لأنواع متعددة من الضغط النفسي ويكفيها نظرات الكل فهناك من نظر لها بأسف وهناك من ينظر بشفقة وهناك من هو شامت حتى خطيبها انشغل عنها (لا تنظروا لي كذلك لم أقل له أن يوافق على مشروع سيكسب من وراءه الملايين ويترك حبيبته خلفه تتألم بمفردها)

وقفت من مكاني وانا احاول الإفاقة قليلا ، كنت قد شربت بضعة مشروبات كحولية ليس أمرا جليلا ، دخلت إلى الحمام وقمت بفتح المياة الباردة في حوض الاستحمام ثم ألقيت نفسي داخلها وانا بكامل ملابس ، مر وقت ليس بقليل حتى استطعت أن احافظ على توازني ثم بدأت بخلع ملابس وغسل رأسي وجسدي (اللعنة كنت لا اطاق)

شذبت لحيتي وغسلت اسناني جيدا ولم انسى وضع بعض مستحضرات العناية بالبشرة والجسم لانني اشعر انني عائد من الموت

بعد أن شعرت بالافاقة بعض الشيئ اتصلت بفتاة اعرفها تعمل في ملهى ليلي (لا تنظروا لي هكذا انها ليست لي فقط احتاج منها خدمة)

أخبرتها أنني اريدها في مكتبي غدا وأنا أؤكد لها ميعاد حضورها ، ثم اكملت بخبث "يوجد عميل لدي اريد أن اعرفك عليه"

ثم أخذت اجمع الخطوط بين يدي ، واصابتني نشوة الانتصار في اقل من اسبوع سوف تصير ديالا بين يدي انا فقط ، طبعا طوال الليل كان كافي واكثر لإعداد كل ما اصبو اليه

صباحا قمت بالاتصال على هاتف نادر أجابني بعد الرنة الرابعة ، توقعت أن يكون نائم ولكن اللعنة لقد كان صوت كوثر والدة ديالا يرن في أذني أنه يزور ديالا ، جززت على اسناني بقوة ثم وجهت حديثي له بعملية "حسنا نادر وجدت تصميم اسطبل أريده كما اريد إضافة بضعة اشياء اخرى داخل القصر هل يمكنك أن تأتي لتراها انا متفرغ الان ، هل انت متفرغ"

تنهد نادر وكأنه في حيرة ويريد حسم أموره بشدة ثم أجاب بتردد " اممم انا ازور زوجتي الأن ، هل يمكننا تأجيلها إلى الغد مثلا"

زوجتك ؟؟؟؟؟؟؟؟ ايها الحقير سأقتلع قلبك بيدي هذه ، الحقير يريد اثبات ملكيته عليها ، ولكن صبرا من يضحك اخيرا يضحك كثيرا

قلت بعد لحظة " امممممممم لا اظن انني استطيع التأجيل فأنا بالفعل سأسافر الى روسيا غدا واحتاج أن انهي هذه التفاصيل الأن"

نادر مازال متردد ولكن صوت همس بجانبه سمعته واضحا يأمره بالذهاب وانها لن تحزن ولكن يجب عليه أن يعوضها لاحقا جعله يحسم أمره وهو يخبرني بأنه في الطريق

جاء لي بعد ساعة وأخذنا نتناقش في كل النقاط حسنا لن أنكر اللعين مهندس عبقري ، أوقف حديثنا رنين هاتفه ليستأذن حتى يمكنه الرد

نادر " نعم حبيبتي هل هناك خطب ما؟"

بعد لحظة صمت " لا انا ذهبت الشركة لآريس هناك عمل مهم الان"

ارتبك بشدة "لا اعلم اني لا اظن انه سيوافق .......... اممممم لا يمكنني .......حسنا حسنا سأعطيه الهاتف الان"

مد يده لي بالهاتف وقبل أن أتساءل اخبرني انها والدته تريدني في شيئا ما ، أخذت الهاتف بتردد ولكنني بدأت بالحديث حسنا انها تثرثر بشدة ولكن خلاصة الحديث انها سعيدة جدا بعملي مع ولدها وانني شاب جيد مثل ابنها وفي النهاية قامت بأخباري أنني مدعو إلى الغداء يوم الخميس القادم وعندما اخبرتها بسفري اخبرتني أنني يجب أن ازورها غدا قبل السفر فوافقت على مضض

وما لبثنا ان اندمجنا في العمل مرة اخرى ولم يمض وقت كثير حتى ظهرت كارما (الفتاة التي اتصلت بها بالأمس) قبلتني على وجنتي قبلة خفيفة قبل أن اعرفها إلى نادر كانت كارما تملك أنوثة ضاغية وإغراء راقي كانت محترفة بجسد عارضات أزياء لولا امكانياتها الرهيبة في أماكن معينة لكانت اشهر عارضة أزياء في العالم والأهم أنها ذكية جدا تعرف بسهولة المدخل لأي رجل

نظر لها نادر باعجاب حسنا من يمكنه أن يقاوم تأثيرها على اي حال ثم عرفتها له على أنها فتاتي ،لدي اسبابي السبب الأول أريده أن يظن أنني مرتبط لا افكر في ديالا والثاني أنني أريده أن يشعر أنه يسرقها مني فأنا أعلم نوعية نادر أنه يعتد برجولته وبالتأكيد سيظن أنه عندما يسرقها مني سيكسب نقطة ضدي

وبالفعل لم يمر الوقت حتى وجدته يتقرب منها ثم عرض علينا (بصفتي حبيبها) أن نتناول الغداء سويا اليوم فوافقت بسرعة سوف اجعله هو من يجلس بجوارها او أمامها وسأقوم بتصويرهم ثم سأتلاعب بالصور بحرفية

اجرى نادر عدة مكالمات وحينما حان وقت الغداء أصر أن نركب جميعا في السيارة معه فوافقت على مضض وانا غير مكترث حقيقة

لم يمضي الكثير من الوقت حتى وصلنا الى وجهتنا ، اللعنة لابد أنه يمازحني الم يجد غير هذا المكان ..........


 الفصل الخامس لقد خسرتها

للكاتبه بسمه الجمال

!!***
لا تعلموا كم وددت للحظة ان أقوم بركل مؤخرة هذا الاحمق نادر عندما وجدت اننا توقفنا امام المشفى الذي تتعالج فيه ديالا

نزلت وانا احاول التهرب لا يمكنها أن تراني مع كارما ، ماذا لو اعتقدت أنني أحب غيرها واللعنة؟ ، لم أخذ وقت طويل حتى قررت أنه لا مفر من المواجهة لو قمت بالتهرب سوف يكون هذا واضح تماما ، من المؤسف أن نادر اللعين قد اتلف مخططاتي تماما ، كما لا أنكر كنت قد اشتقت إليها

دخلنا إلى غرفتها بينما كارما تتأبط ذراعي مثل الجراد لم أبعدها عني، لكنني قررت أن اتجاهل ديالا تماما ولكن ما أن وقعت عيوني عليها حتى تبسمت لها كانت ترتدي فستان بلون موف فاتح مثل زهرة الليلاك وتضع حجابها وبعض الزينة الخفيفة وملمع شفاه مثير للغاية ولقد تم تجهيز الغرفة حتى تبدو مثل مكان راقي معد مخصوصا لتناول الطعام

هذا اللعين هيأ لها المكان حتى لا تشعر بأن هناك ما ينقصها شعرت لحظتها باليأس من الواضح أنهم غارقين حتى اذانهم في بحر العشق ، نادر ينظر لها وكأنه لأول مرة يراها كانت تخطف أنفاسه ، اللعنة أنه حقا هائم بها للغاية

بدوت كأحمق وانا احدق بهم ، قررت وقتها الاستسلام ما بينهم اكبر بكثير من اي حب أن ما بينهم عشق استطاع امتلاك قلوبهم اظن ان ابتعادهم سيكون بموت أحدهم فقط لا غير

كانت هناك ستائر باللون النبيتي من الستان على الشباك يشبه كثيرا للون الشراشف على الفراش ولكن الشراشف كانت مخملية مطرزة على الأطراف بخيوط ذهبية وطاولة كبيرة وضعت بطريقة تكون وكأنها فوق السرير اعتقد حتى يسمح لديالا أن تلتهم طعامها دون الحاجة للقيام من الفراش ، وبعد فترة ليست طويلة دخل رجلين يحملون الطعام بينما دخلت فتاة جذابة ابتسمت لنا وهي توزع الطعام ، كنا قد قمنا بطلب الطعام ونحن في السيارة لقد كنت اظن أن المطعم يتلقى الطلبات هكذا لم يخطر ببالي ان نادر يطلب خدمة توصيل الطلبات

كانت اكلات بحرية ، هذا اللعين احسن الاختيار فأنا أحب كل ما يتعلق بالبحر يمكن لأنه يشبة لون عيوني أو لأن الاكلات البحرية ببساطة لذيذة

كان طبق الباستا (مكرونة) بالجمبري والسبيط مع أنواع الجبن يحتوي على طماطم مجففة (اكرهها حقا) ولقد طلبت ديالا الارز المبهر  بالجمبري والسبيط كما أن الجميع ايضا قد طلب طلبات مختلفة وشوربة فواكة البحر والعديد من الأسماك بأكثر من طريقة وطبعا سيد الطعام استاكوزا
أحضرت النادلة زجاجة نبيذ ولكن بسرعة منعتها ديالا وهي تخبرها بلطف اننا نتنازل عنها

نظرت لها شذرا لتبتسم لي ابتسامة صفراء قبضت قلبي علمت أنني لو رفضت استرجاعها ستكسرها فوقي حتما ، وجعلتني أخبر النادلة دون اعتراض أن تقوم بارجاعها ونحن سندفع ثمنها على اي حال بينما تشاغلت ديالا عني وهي تقلب في الباستا الخاصة بي لتقوم بإزالة الطماطم المجففة وتأخذها لطبقها ، هذا رااائع لو رأيتم نظرة الاندهاش والحسرة في عيون نادر لأدركتم ماذا اعني حرفيا

ثم عصرت القليل من الليمون في أحد اطباق الشوربة وهي تتذوقها ثم تعطيني إياها ، ابتسمت كارما بخبث وهي تنظر لنا ثم حدقت بديالا لفترة وجيزة ثم أخذت تفتح معها الأحاديث بينما جميعنا تجاهلنا سخط نادر

كارما "حسنا اسمك مميز ديالا لم اسمعه من قبل ماذا يعني"

حمحمت ديالا  واحمر وجهها خجلا " احم احم معناه الجميلة"

ابتسمت لها كارما بلطف ثم أخذت تمتدح ديالا وديالا أيضاً تمدحها ، بينما نادر يتمسك بيد ديالا ويقبلها ، أن ما جعلني احتفظ بأعصابي وقتها هو أن ديالا كانت تنظر له بلوم مما يفعله

لم تنسى ديالا طبعا تذوق طعامي كالمعتاد طبعا على الرغم من أنها لم تفعلها مع نادر وتتذوقه ، اعني انها انهت نصفه بمفردها ، مر وقت مرح ولطيف استطاعت فيه كارما وبسهولة معرفة الكثير من التفاصيل التي تخص ديالا ثم أخذنا نمرح كانت ديالا تتمتع بخفة الدم ،ساعات مرت ونحن نتمازح لم يجبرنا على الرحيل غير أوامر الطبيب بجعلها ترتاح خرجنا جميعا ولم يمضي وقت طويل حتى اكتشفت انني قد نسيت هاتفي (نعم نسيته اسفل وسادتها على الطرف دون قصد مني بالطبع بعد أن جعلته صامت) تسللت بسرعة من جوارهم وانا اتجه صوب غرفتها بينما تقوم كارما بعملها الممتاز وهي تشغله عني حتى استطيع انا الذهاب وحدي ، لا اعلم هل ابتلع نادر الطعم فعلا أم أنه الاخر عني حتى يختلي بكارما

لا يهم ثواني وكنت اطرق باب غرفتها ، ثم اتجه للداخل بعد اذنها لي عندما وجدت أنني أنا الطارق تسمرت للحظة ثم ابتسمت لي بعذوبة وهي تخرج الهاتف من تحت الوسادة لتعطيني اياه

ابتسمت بارتباك وانا احك رقبتي بيدي "لقد نسيته"

ابتسمت بعتاب "لم اعهدك يوما كاذبا من فضلك لا تبدأ الان"

لقد اربكتني بشدة ولكن فكرة انها علمت أنني اقوم باخفاء الهاتف ولم تتحدث بل تركتني افعل ذلك هدأتني قليلا ابتسمت بهدوء "جئت لاودعك سوف اسافر غدا الى روسيا هل تريدين شيئا من هناك "

نظرت لي بتفكير "مممممم اريد هذه الدمية التقليدية الخاصة بها التي هي عبارة عن دمية داخل دمية داخل دمية مصنوعة من الخشب"

نظرت لها وكأني احاول حفظ ملامحها سوف أغيب عنها لشهر كامل سوف اشتاق لها بجنون "تقصدين الماتريوشكا  ،حسنا سأجلب لكي أحدهم ، الى اللقاء ديالا"

ابتسمت لي "في حفظ الله آريس"

بعد رحيلنا بالسيارة أخذ نادر وكارما يتحدثون بينما أنا في عالم اخر ، في عالم يسمى ديالا ، اريدك ديالا اريدك وبشدة

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

صباحا انهيت أعمالي بسرعة ثم اتجهت إلى منزلي لأغير ملابسي واتجهت إلى منزل نادر بعد أن قام باعطائي العنوان كانت فيلا رائعة تتميز بالرقي والأثاث المبالغ فيه كل شيئ كان ينطق بالثراء الفاحش من الواضح أن من اختاره كان يقصد أن يظهر ثراءه اكثر من إظهار طابعه وذوقه الخاص في ترتيب المنزل

لم يمر وقت طويل وها قد أتت والدة نادر هي أرملة في أواخر الاربعين ولكن ملابسها وزينتها حتى جسدها يعطيها اصغر من سنها بكثير

استقبلتني بحفاوة حتى انني اعتقدت أنها تغازلني وبعد الاستقبال ارشدتني إلى غرفة الطعام يصاحبنا نادر كان من الواضح أنه يكره حضوري ولكن من قال أنني اهتم !!!!

بدأنا التحدث كانت متحدثة لبقة تعلم تماما ما تريد وكيف تصل إليه لا اظن ان دعوتها لي فقط لانني صديق للعائلة ، تحدثنا عن العمل عن منشأي عن حياتي وطبعا عن نادر وديالا ، نظرة الامتعاض التي ظهرت خفيفة وهي تلوي شفاهها أعلمتني انها غير راضيه

كنت اريد ان اتحدث معها على انفراد هذه المرأة متلاعبة ولا أظن انني استطيع أجبرها على التحدث ولكن لو استطعت أن انفرد بها يمكن أن تكون هي اكبر مساند لي في التخلص من ولدها

بعد الانتهاء اخبرتهم أنني مجبر للرحيل لان وقت طائرتي قد حان وهي اخبرتنا أنه يجب أن تذهب الى النادي بينما نادر سيذهب للعمل عرضت على أن تقوم بتوصيلي فوافقت بتمهل كأنني لا اهتم بينما بداخلي طفل يقفز فرحا وكأنه حصل على اكبر عيدية في العيد

بدأنا وتجاذب أطراف الحديث وهي تشتكي من ديالا وهي تلف وتدور حول الموضوع مما آثار حنقي فقلت لها بصراحة "اريد إنهاء الخطبة بين نادر وديالا"

كادت أن تستنكر كلامي ولكنني بنظرة واحدة جعلتها تتراجع لست في مزاج جيد للتلاعب بي ، يالها من عاهرة أخذت تبتزني حتى اوافق على عدة مطالب اولا أنني سأشارك ولدها في مشروع سكني ،و ثانيا مبلغ محترم كبييير لها  ، دحرجت عيوني مستنكرا ولكنني وافقت الم يكن هذا ما أريده ولكن شرطي الوحيد أن تكون ديالا هي من تتركه ، نظرت لي بحيرة لأخبرها بخطتي

جحظت عيونها من الدهشة وهي تقول بضحكة عابسة "يا إلهي إن فكرتك بسيطة جدا ولكنها فعالة جدا جدا انك لشيطان بحق صدق من اعطاك اسمك آريس إله الحرب"

ثم تجهمت للحظة ثم قالت "ولكن ماذا لو أصر فهو يحبها حقا"

اجبتها ببساطة "ولكنه يحب نفسه اكثر"

مر شهر كنت احاول بكل جهدي أن أقوم إنهاء كل الأعمال المتعلقة حتى استطيع الرجوع بسرعة إلى ديالا اشتقت لها كثير ولكن دون جدوى مازالت هناك بعض مشكلات التقنية ، فأخذت اعمل ثلاث ايام  متواصلة حتى استطعت حل المشكلة وبالفعل بالنهاية استطعت تدارك الأمر كنت قد قررت الرحيل ولكنني تذكرت أنني أريد التسوق من أجل دمية ماتريوشكا الخاصة بديالا كان من الممكن أن يشتريها احدا ما ولكن اصررت أن تكون من اختياري

حسنا اخترت واحدة اعجبتني جدا كانت من العاج بدلا من الخشب ومطعمة بألماسات رقيقة ومرسومة بماء الذهب اتمنى حقا أن تعجبها ، نعم اعلم أنها غالية ومبالغ فيه ولكنني اريد إثارة اعجابها

أخذت حقيبتي وركبت طائرتي ، نعم أنا لدي طائرتي الخاصة احدث طراز هدية من والدي فهو يملك مصنع للطائرات ، انهيت بعض الأعمال حتى وصلت الطائرة

اخيرا عدت الى الوطن كنت قد استعدت نشاطي فتوجهت مباشرة إلى ديالا (لاعطيها فقط الهدية لا غير )

كدت أن الطرق الباب ولكن فاجأني صوت امراءة تصيح في وجة ديالا "هل تظنين أن ما تفعلينه طبيعي طوال عمرك وانتي مجنونة ديالا"

لقد كان هذا صوت والدتها كنت أعلم أنه بطريقة أو بأخرى سوف تجرح مشاعرها فطرقت بسرعة ثم دخلت دون أن أنتظر إذن الدخول وما أن رأني نادر حتى هجم علي وقد كانت عيونه حمراء من الغضب " ما الذي أتى بك هنا آريس ، كيف تجرؤ وتزور خطيبتي"

هنا سمعت ديالا "كنت خطيبي نادر ، كنت" كانت تتحدث ببرود شديد بينما تنظر الى اظافرها وهي تتصرف بلا مبالاة

نظرت حولي لادرك فعلا أن الوقت غير مناسب فلقد تجمعت العائلة كلها حولها حتى حامد العشري يجلس على مقعده بينما يفرد ظهره ويضع قدما فوق الأخرى ويده بجواره بينما ينظر للكل دون أن يحاول التحدث ، ثم هناك والدها الذي يجلس بجوار ديالا يمسكها من أعلى ذراعيها بينما يربت عليها (فهمت لما عندما تحزن تحتضن ذراعها وتربت عليها) ، بينما والدتها تقف وجسدها يرتجف في غضب ،  ألقى ادم تحية برأسه مرتبكة بينما يديه ممسكة بخطيبته التي من الواضح أنها تقف في صف ديالا وهناك طفلة صغيرة بجوارهم اظن انها لم تتعدى الرابعة عشر بينما على الجانب الآخر والده نادر التي كانت تنظر بخبث شديد مدعية الحزن ، بينما نادر طبعا يتمسك بتلابيب قميصي يود ضربي

تكلم حامد بصوت جهوري
"نادر من الأفضل لك تركه حالا" تركني نادر على مضض بينما لم تتوقف نظراته القاتلة للحظة

سعلت لانظف حلقي من الاحراج "يبدو أن الوقت غير مناسب سوف ارحل سررت بلقائكم"

"توقف" كانت ديالا من هتفت بها لانظر لها فأكملت وهي تشير إلى ما بيدي "أليس هذا الصندوق لي" كانت تتحدث عن الصندوق المخملي الكبير الذي أحضرت به الدمية وهي تمد ذراعيها فأعطيته لها  ليستقر بين يديها

ابتسمت لي وقالت بدلال " انت ضيفي انا  ،يمكنك المكوث آري بالطبع"

ماذا تناديني بلقب تدليل آري ما اللعنة هل تستغلني لتثير حنقهم ، نعم كانت تفعل فلقد حاول نادر إمساكي مرة اخرى

نظرت الى ديالا بغضب ثم تنفست بصعوبة " لا ديالا لا يمكنني المكوث ، عذرا على التطفل"

خرجت مسرعا طبعا لم أنسى أن اتجة الى الكافيتريا في مكان منعزل بعض الشيئ وانا اخرج هاتفي حتى اتابع التطورات

في غرفة ديالا في المشفى

حامد العشري "حسنا حبيبتي أنه قرارك وانا سأقوم بدعمك مهما كان

صرخ نادر من الالم "كيف توافق جدي ، انها تريد أن تتركني ، هل ستسمح لها بتركي"

صاح حامد العشري "الان الكل إلى الخارج اتركوني انا ونادر وديالا بمفردنا خرج الجميع كما قال ما عدا والدها ظل جالس بجوارها "اعذرني حامد بيه لن اخرج" حرك حامد رأسه بتفهم ليعلن موافقته

ما أن خرج الجميع حتى نظر حامد الى ديالا "اذا صغيرتي ، حب طفولة كان العشق بادي في وجوهكم ما الذي حدث كيف تغير حالك هكذا"

ابتلعت ديالا لعابها بصعوبة " بعد الحادثة راجعت حساباتي جيدا ، اكتشفت انني لا استطيع اكمال ما بدأناه انا ونادر سويا امامي رحلة طويلة من العلاج بجانب دراستي وحياة أخرى غير التي قد رسمها لي نادر ، أدركت فقط أنني لا احبه بالطريقة التي تخيلتها ، بعد تغير الاوضاع أدركت ببساطة اننا لا نتناسب مع أوضاعنا"

صرخ نادر بها "اعترفي ديالا هناك رجل آخر صحيح لقد بعتني من أجل اخر"

ردت باستفزاز "امممممم ايهم افضل أن اهجرك من أجل رجل آخر ، ام من أجل المال ، ام من أجل الواجهة"

امتقع وجهة نادر بشدة من الواضح أنها تلمح لشيء لا أعرفه ، اين والدة نادر الشمطاء عندما احتاجها اريد أن اعرف التفاصيل

حاول نادر تدارك الوضع "حبيبتي لابد أن هناك شيئ خاطئ ، لابد انك أسأت الفهم"

نظرت له ببرود "من فضلك اخرج من هنا دعني وشأني لا اريد التحدث اليك مرة أخرى ، إنساني نادر كما نسيتك"

خرج نادر وهو يستشيط غيظا ، لم تلبث ثواني حتى خرج والدها تركها بمفردها مع حامد العشري "ما الذي حدث حبيبتي، ا تعتقدين أنني اصدق اي من اعذارك التي ذكرتها"

انهارت ديالا من البكاء ولكنها لن تجاوب على اسئلة جدها لقد كانت متألمة بشدة كانت تعاني الأمرين

لمحت بطرف عيني والدة نادر وهي تقترب مني بهدوء وقامت بسحب مقعد لتجلس عليه دون أن تتحدث ، لم اعيرها اي انتباة بالعكس ناديت على النادل حتى يقوم بأخذ طلباتنا

بعد رحيل النادل قالت بخبث "اتمنى أن أكون قد أديت واجبي على أكمل وجة وحتى تتأكد إليك هذه الفلاشة التي تؤكد أنني السبب فيما حدث لانني اتبعت خططتك كما قلت أخذت اقنع نادر بالفرق بينهم ، ثم استعملت مايا وكارما لتأكيد كلامي  في عدم وجودي ، ثم جاءت اللحظة الحاسمة بعد أن اقنعت نادر تماما وبالفعل استمعت ديالا لحديثنا كما خططت تماماً ، وها هي ذا تمثل القوة كما اعتادت بينما تحاول أن تقنع الجميع انها هي من تركته بارادتها الحرة"

أخذت منها الفلاشة ودفعت ثمن المشروبات ووضعت شيك بملايين بين يديها وتركتها دون أن تنطق حرف واحد اعرف أنني من خطط لكل هذا وأنها فكرتي ولكن لأول مرة في حياتي شعور بالذنب اجتاحني بشدة ، شعرت أنني اختنق والعالم يضيق بي بينما أصبح النفس ثقيل للغاية

ركبت السيارة وانا افتح اول زرارين من القميص في محاولة مني للتنفس ، ثم أحضرت الحاسب الشخصي وانا اقوم بتشغيله ، لا اشعر بنشوة الإنتصار كنت أدرك أنني تلاعبت بنادر حتى اجبره على تركها ، كنت أشعر انني سيئ للغاية واللعنة

تنهدت محاولا التماسك وانا اضع الفلاشة بيد مرتعشة لأقوم بتشغيلها

كانت الكاميرا موضوعة بين الزهور على الشباك وكان المنظر الذي تقوم بتصويره هو غرفة تحتوي على نادر ووالدته بينما الباب مواربة ويظهر منه طيف شخص على كرسي متحرك لابد أنه ديالا بينما خطيبة ادم ليان تقف خلفها بفم متسع من الصدمة

آمال (والدة نادر) كانت تقول بتقرير "كما اتفقنا حبيبي اليوم ستقوم بفسخ خطبتك من ديالا اتفقنا"

نادر بتردد "ولكن امي انا احبها"

"لم اخبرك الا تفعل ولكن هي في مرحلة صعبة جدا ستقوم بتأخيرك ليس إلا تحتاج الكثير من الرعاية وانت في بداية حياتك هل تريدها أن تحطم حياتك"

"لكنها امي لم تجعلني اقصر في عملي ولو لحظة"

قاطعته والدته "ستظل طوال عمرك فاشل انظر الى آدم كيف اصبح وخصوصا بعد مشاركة آريس له وجاسر ، وانت مازلت كما انت لولا قصر آريس لما كنت استطعت الحصول على التمويل الجديد ، وانت تترك كل هذا خلفك وتتمسك بديالا"

وعدها بشرود  " انتي محقة هي فعلا عبأ علي واجد صعوبة بالغة في التوازن بين عملي وهي ولكن امي انا احبها"

"عندي حل اتركها حتى تشفى تماما ثم قوم بالرجوع إليها لا اظن ان احدا سيقوم بالتزوج من عرجاء على اي حال"

اقتربت تربت على كتفه "بني اخبرني كيف يتغير معها في الشارع كيف ستقابل رجال الأعمال وتحضر الحفلات ديالا لا تستطيع أن تكون الوجهة الخاصة بك حبيبي هل فهمتني"

نادر بغصة " امنحيني فقط اسبوع وسوف اتركها ، اتفقنا"

ابتسمت بانتصار وهي تحتضنه بشدة "نعم حبيبي من الجيد أنه عاد لك عقلك اخيرا"

كان منظر الصدمة التي على وجهة ديالا مدمر للغاية

انهيت المشاهدة وانا اشعر بالفراغ اريد أن اكون بجوارها يجب أن اكون بجوارها ،انطلقت راكضا بسرعة اريد أن أصل لها بأي طريقة ، وقفت امام باب الغرفة احاول التقاط أنفاسي المتقطعة ،مؤت دقيقة الثانية ثم طرقت الباب ولم انتظر الرد لأكون بالداخل أمامها

رغم نظرات الدهشة البادية على وجهها إلا أنها ابتسمت وقالت برقة " آريس ماذا هل أتيت لي بهدية أخرى ، عموما لم اقم بفتح هذه بعد"

كانت عيونها حمراء متورمة وصوتها قد تهدج من البكاء بينما حدودها صارت بلون التوت الاحمر وشفايفنا كذلك

قلت لها بحدة وانا اسحب يدها لاجبرها على النظر في عيوني "كفى هراءا ديالا لا حاجة لكي بالتمثيل امامي"

نظرت له ديالا بتردد "لا افهم ما تعنيه حقا آريس"

اللعنة لقد فعلت اغبى رد فعل يمكن أن يحدث وبحضرة حامد العشري ودخول والدها غير المتوقع عندما رأى اندفاعي لها ، بدون تفكير مني جلست على السرير لاقابلها ثم قمت باحتضانها بشدة وانا اخبرها دون توقف أن كل شيئ سيكون على ما يرام

تجمدت هي للحظة اعرف كل الهراء الذي تفكر فيه ، انا غريب عنها ولست محرم هي مسلمة ولا يجوز ، نحن في عالم عربي بعادات عربية ولكن لم يكن أحد ليقدر على أن يمنعني عنها وخصوصا لو حاولوا استخدام لمنطق ، فلا يوجد منطق يبرر بكائها الذي يقطع نياط قلبي

كانت متخشبة لفترة بينما والدها اغلق الباب وهو مازال غير مستوعب ما الذي يحدث وما أن هم بأن يقترب مني حتى اجهشت هي في البكاء بشدة لم تبادلني الحضن لكنها استكانت بين ذراعي ، شددت ذراعي حولها وانا احاول إدخالها بين ضلوعي ، كيف لمثل هذا الملاك أن تجرح هكذا ولماذا ، سأقتل نادر اللعين (كما لو لم يكن اي شيئ بتخطيط مني)

شعرت بيد تجذبني بشدة لقد كان والدها وقبل ان انطق حرف قام بلكمي بشدة على وجهي ثم أخذ يكرر اللكمات وانا لا اقاومه بدأت أشعر بالدوار وخصوصا أن لكماته زادت قوة ووقعت على الأرض ليقوم بركل معدتي بقدمه حتى شعرت بخروج روحي ، ولكن كل ما كنت اسمعه وأراه هو صوت بكاء ديالا وهي تترجى من والدها أن يتوقف

دخل ادم على صوت الشجار ، فنظر لي ياندهاش وهو يركض نحوي لينحني كي يطمئن علي

قال والدها بغضب ولكن بصوت خفيض " هذا الوغد جاء ليسوء سمعة ابنتي الا يكفيه مشاكلها ، لماذا يؤكد شكوك نادر اكثر ، من فضلك ادم أخرجه من امامي قبل أن اقتله

مر اسبوعين وانا احاول التحدث معها دون جدوى لقد اخذها حامد إلى قصره ليخفيها عن عيوني وعيون نادر فلقد علمت أنه هو الآخر ممنوع من زيارتها حاولت بكل الطرق لم استطع الوصول لها ابدا ، كنت أشعر أن الإحباط قد تمكن مني ، فذهبت مسرعا الى آدم

نظر ادم لي بدهشة من دخولي المخيف الى مكتبه ولكنه لم يتحدث

قلت له بعصبية "أريد رؤيتها"

اكمل ادم امضاء الورق دون أن يرفع وجهه لي مرة أخرى وقال بهدوء "هي من طلبت عدم رؤيتك"

قمت بضرب المكتب بقوة "اللعنة ادم لا يوجد شيئاً ما بيننا ليكون لكم رد فعل مثل هذا"

ادم " اعلم جيدا كم كانت شقيقتي تحب نادر ولا أظن أنك سبب انفصالها ولكن من فضلك لا تجعل حياتها اسوء" ثم قام بإخراج مظروف من الدرج ليقوم باعطائي إياه " ديالا سافرت خارج مصر لتكمل علاجها وتعليمهم ولكنها تركت لك هذا المظروف"

أخذته وانا مازلت تحت تأثير الصدمة احاول تجميع ما سمعت سافرت !!  علاج !! تعليم !! اكمال !! خارج مصر

ذهبت الى مكتبي طلبت من المساعدة عدم الازعاج نهائي ثم أخرجت المظروف وجدت شريحة ذاكرة تركتها قم وجدت جواب (هل يوجد من يزال يكتب جوابات غريبة)

آريس

                حاولت أن أجد لقب أكتبه قبل اسمك ولكنني لم اجد اظن ان عزيزي لا تلائمك فأنت دائما غريب لم تكن يوما عزيز ، لكنك كنت قريب منذ أن قابلتك اول مرة وانا اعلم ان هناك رابطة بيننا من نوع ما ، كنت دائما وقح وعنيد ومغرور تعودت أن يكون كلامك أمر يجاب ، أدرك انك ممتلئ بالعيوب ولكنني متأكدة أن لديك جانب طيب أو هذا ما اتمناه حقا ، احتضانك لي كان خطأ وحرام لن اكرره ابدا ما حييت ، ولكن آسفة لن اعتذر عنه كنت حقا أحتاجه ، بطريقة أو بأخرى انت اماني ، انت من القلة التي اعلم انها لن تجرحني ابدا ، ولكن هذه محطتنا الأخيرة ، تركت لك فيديو يعلمك كيفية قراءة الفاتحة لابد أن نتعلمها مني ولكنك لابد أن تتوضأ الا ثم  تقول الشهادتين ، بعد ذلك تعلم الفاتحة مني

وداعا آريس اتمنى أن لا ألقاك

أخذت اصرخ بعد أن قرأت خطابها بدأت في تكسير كل شيئ حولي حقا أشعر بالغضب الشديد

ثم نزلت على ركبتي بقوة وانا اضع يدي امام وجهي. " يا إلهي لقد خسرتها "

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي