رواية- روح الفؤاد - الفصلين السابع والثامن -بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(7)
(8)
بقلم : نهال عبد الواحد
اشترت روح اختباراً للحمل وذهبت به للبيت وبمجرد دخولها للبيت وبعد أن بدلت ملابسها استخدمت الإختبار وتفاجئت بالنتيجة ، إنها حامل... و شعور غريب يتغلغلها ، فلا تدري معناع ولا وصفه !!
صار يتردد بداخلها شيء واحد وهو أنها رسالة من الله لبداية جديدة ، فحتماً إحساسه بالأبوة والمسئولية التي ستلقي على عاتقه ستغيره تماماً وتلك المهلة السابقة كانت كافية لتؤدبه.
إذن فلنبدأ بداية جديدة وصفحة جديدة ، إذن فلنبدأ بإحتفال ولنحتفل اليوم ولتكون الليلة ليلة خاصة.
فدخلت المطبخ وأعدت عشاء مميزاً ثم ذهبت لحجرتهما وأبدلت ملابسها وتهيأت وتزينت على أفضل ما يكون ثم جلست وانتظرت وتمنت لو كانت اشترت من تلك الشموع الصغيرة فتوقدها وتملأ بها البيت ، إنها رائعة المنظر والرائحة.
ظلت تنتظر وتنتظر ثم شعرت بلية في معدتها فاتجهت نحو الحمام لتتقيأ فأصابت ملابسها فاتسخت وقد دمعت عيناها كثيراً من أثر التقيؤ والتعب فذابت وتلاشت كل الزينة وأصبحت مجرد سواد سريالي على وجهها فغسلت وجهها وذهبت لتبدل ملابسها وارتدت منامة قطنية عادية ومسحت ما تبقّى على وجهها فليس لديها أي طاقة الآن لتعيد كل ذلك فلتؤجله ليلة أخرى ويكفي اليوم العشاء والخبر وقرار عودتها إليه.
لكن كيف ستتناول العشاء بكل ذلك التعب فذهبت للمطبخ لتصنع لنفسها مشروباً دافئا يهدئ من معدتها وما أن إنتهت من صنع المشروب حتى سمعت صوت نادر فجأة ، فإنتبهت قليلاً، ما هذا ؟؟ إنه لم يأتي بعد !
وجلست في المطبخ تشرب مشروبها وقد بدأت تشعر ببعض الدوار لكنها تسمع صوته مجدداً...
ماذا دهاكي يا روح ؟! هل جننتي ؟! أم أصبحتي تعاني من الهلاوس ؟! أم هو شوق ؟!!!!!
لا لا ليس شوقاً ، وهنا تكمن المشكلة ، فهي لا تشتاق إليه مهما إبتعد عنها ، لا تشعر بإفتقاده، لا يتوحشها لا يحرك إحساسها ، حتى إنها كثيراً لتشعر بنفور إتجاهه خاصةً عندما يقربها في لحظات خاصة فتشعر إنها لا تطيقه ولا تطيق أنفاسه ولا لمساته تلك، وتتمنى لو تنزع جلدها هذا الذي مسه بيده ، فكيف ستكمل معه حياتها هكذا ؟!!!!
لا لا ليس شوقاً ، وهنا تكمن المشكلة ، فهي لا تشتاق إليه مهما إبتعد عنها ، لا تشعر بإفتقاده، لا يتوحشها لا يحرك إحساسها ، حتى إنها كثيراً لتشعر بنفور إتجاهه خاصةً عندما يقربها في لحظات خاصة فتشعر إنها لا تطيقه ولا تطيق أنفاسه ولا لمساته تلك، وتتمنى لو تنزع جلدها هذا الذي مسه بيده ، فكيف ستكمل معه حياتها هكذا ؟!!!!
مؤكد أن هذا الطفل سيصنع المعجزات ، نعم ، ترى هل هي أنثى أم ذكراً ؟!!
رغم أنه لايهم إلا أني أرغب في أنثى أولاً ، لم أختار الإسم بعد لكن مؤكد أن يكون إسم جميل ومميز ، وفي تلك الحجرة المقابلة ستكون حجرتها ، وسوف أدهنها باللون الوردي وأضع فيها ملصقات لرسومات بناتي ، نعم أميرات والت ديزني ، سأشتري ذلك الفستان الذي رأيته ذات يوم ، نعم وذلك الطقم ، وفي فرح أيمن سأعد لها فستان للسهرة من نفس لون فستاني ونفس قماشته ، نعم نعم ، يالها من فكرة رائعة !! سأفعل ذلك دائماً أنا وابنتي نرتدي متشابهتين في الملابس وتسريحة الشعر ، سأشتري... وسأشتري.... وسأصنع.... وسأحضر.....
رغم أنه لايهم إلا أني أرغب في أنثى أولاً ، لم أختار الإسم بعد لكن مؤكد أن يكون إسم جميل ومميز ، وفي تلك الحجرة المقابلة ستكون حجرتها ، وسوف أدهنها باللون الوردي وأضع فيها ملصقات لرسومات بناتي ، نعم أميرات والت ديزني ، سأشتري ذلك الفستان الذي رأيته ذات يوم ، نعم وذلك الطقم ، وفي فرح أيمن سأعد لها فستان للسهرة من نفس لون فستاني ونفس قماشته ، نعم نعم ، يالها من فكرة رائعة !! سأفعل ذلك دائماً أنا وابنتي نرتدي متشابهتين في الملابس وتسريحة الشعر ، سأشتري... وسأشتري.... وسأصنع.... وسأحضر.....
هكذا كانت روح تحدث نفسها بإبتسامة آملة بما تنوي فعله مع إبنتها المستقبلية ، ترى هي فرحة أم هي مجرد قصور تُشيد من الرمال على شاطيء البحر وأقرب موجة ستسويها بالأرض ؟!!!!
لكن مهلاً !! إنه صوت نادر وذلك مؤكد ودون تهيؤات ، وما ذلك الصوت ؟ وما تلك الضحكة ؟كأني أشبه عليها ، كأني سمعتها من قبل...
فهمت واقفة وسارت نحو مصدر الصوت حتى توقفت عند باب الشقة.. إنها تسمع الآن.. هل هذا هو صوت نادر يتحدث لتلك الخليعة أم ماذا ؟!!
فشبت ونظرت من العين السحرية للباب فرأت نادر يقف مع فيفي في مدخل شقتها من الداخل ويطوق بيديه خصرها بل إن يديه......
وهي تسند عليه بطريقة مبتزلة وهيئتها مبتزلة وشبه عارية ، إنهما قريبين للغاية..... ماذاااااا ؟!!!
هل قبل شفتيها أمامي الآن أم ماذا ؟! وماذا يعني ؟!!
وهي تسند عليه بطريقة مبتزلة وهيئتها مبتزلة وشبه عارية ، إنهما قريبين للغاية..... ماذاااااا ؟!!!
هل قبل شفتيها أمامي الآن أم ماذا ؟! وماذا يعني ؟!!
وشعرت فجأة بأن كل الدماء قد ضخت في رأسها وكأن لديها قوة كبيرة قد دبت فيها فجأة ، تريد التحطيم ، تريد التدمير.
ففتحت الباب فجأة ونظرت لهما شرزاً فانتبها إليها و ارتبكا لكنها قد لجمت وتجمد الكلام في حلقها فصفقت الباب من جديد ، ثم تلفتت حول نفسها لا تطيق ، غاضبة لا بل في قمة الغضب الآن ، تريد فعل شيء تريد أن تبرد غضبها هذا.
فأسرعت خطاها نحو حجرتها وأخذت ما طالته يدها من ملابسه واتجهت من جديد نحو باب الشقة وفتحته وكانا لا يزالا واقفين فأخذت تمزق في ملابسه بكل الغضب والثورة اللذان بداخلها الآن وتلقي بالملابس الممزقة على وجهه وهي تصرخ فيه: خذ أيها السافل يا حقير !! ماذا أقول فالقمامة لا تجتمع إلا مع قمامة مثلها !!
فقال بتوتر وهو يتلفت حوله: يكفي يا روح ، لا يصح ما تفعليه.
- ماذااااا ؟!!! لا يصح ؟!! ءأنت من سيعلمني ما يصح وما لايصح ، يا بقايا الحيوانات ، يا أوقح الرجال ، ماذا ؟!! رجال ؟!! لا إن الرجولة هي أبعد ما يكون عنك ، خذ قمامتك لعلها تنفعك يا ندل يا حقير !
ولا زالت تمزق في ملابسه وهي تقف أمام الباب وتلقي عليه بقصاصات الملابس الممزقة وتصيح وتسب فيهما بأعلى صوت ونادر ينظر لأعلى وأسفل يخشى من أن يشعر بهما الجيران وهو يشير لفيفي أن تدخل وتغلق عليها بابها.
ولما فشل في إقناعها بالدخول لتقل تلك الضجة فبدأ يدفعها لتدخل لكنه بمجرد أن يمسها تدفعه بقرفة وإشمئزاز شديدين ، ولازال يحاول إدخالها ولازالت هي تجاهد معه وبينما هو يدفعها لداخل الشقة وهي تصده وتقاومه ومع توتره وإرتباكه حاد قليلاً عن مدخل الباب وهو يدفعها فذلت قدمها فسقطت علي الدرج بصراخ مدوي ففتحت علي أثره أبواب الجيران وتجمعوا ليسعفوها وهو لازال يقف بلا حراك وفي ذهول عجيب ، لا يتذكر كيف سقطت ، ولا سر كل تلك الدماء النازفة.
كان الجيران يصيحون فيه ليتحرك بها نحو المستشفى بسرعة لإنقاذها خاصة وقد فقدت الوعي لكنه لا يزال واقفاً واجماً لا يتحرك مثل الصنم.
فلم ينتظروا بل حملوها مسرعين إلى أقرب مستشفي وبعد قليل تبعهم نادر وما أن وصلوا بروح في المستشفى وكشف عليها طبيب الإستقبال حتى استدعى فوراً طبيب لأمراض النساء والتوليد ثم لغرفة العمليات.
كانت إحدى الجارات قد اتصلت بأخويها وبعد قليل قد وصل حامد وأيمن وكانا يظنان أنها تعاني من هبوط أو إنخفاض في ضغط الدم بسبب إرهاقها عندهما فقد كان وجهها شاحب للغاية ويبدو أنها كانت متعبة و قد تحاملت على نفسها من أجلهم ومن أجل دعوة الغداء.
لكن يبدو أن هناك أمراً آخر فروح في غرفة العمليات والجيران يسبون ويلعنون في نادر وهو يقف جانباً في خزي ولا يرد علي أحدهم فمؤكد أنه السبب.
وبسرعة إستعاد أيمن مشهد ذلك اليوم الذي رآه خارجاً من شقة جارته فغالبا تكون قد رأته روح واكتشفت أمر خيانته ، لكنهما لا يفهمان ما حدث من ضجة الجميع.
مر بعض الوقت وخرج إليهم الطبيب فالتفوا حوله إلا نادر الذي خشى أن يقترب فيشبعوه ضرباً .
الطبيب:لقد فعلت كل ما في وسعي من أجل السيطرة على هذا النزيف ، لكن مع كل أسفي لقد ضحيت بالجنين.
فصاح الجميع: جنييييين !!!!
فقال الطبيب بعملية: ربنا يعوض عليكم ويخلف عليكم بالخير ، مؤكد أن صحة الأم أهم الآن ، ستظل تحت الملاحظة في غرفة وستظل نائمة حتى الغد وستغذي بالكثير من المحاليل فهي منهكة وضعيفة للغاية ، حمداً لله علي سلامتها.
وانصرف الطبيب وبعدها بقليل خرجت روح مدثرة في فراش و وجهها شاحب للغاية وقد تعدت مرحلة الإصفرار فصار لونها يميل للبياض الباهت وتلك الشفتين الكرزتين في السابق تحولت للون أقرب ما يكوت للون الأبيض ، فقد كان وجهها أشبه بالأموات يفتقد الدموية والحيوية تماماً.
نقلت لغرفة ودثروها بمزيد من الأغطية فقد كان جسدها يرتغش وبعد قليل غادر الجميع ولم يتبقى سوى أخويها اللذان طردا نادر شر طردة من حجرة أختهما.
لم يجادل نادر معهما بل عاد للبيت فدخل و وجد ذلك العشاء المعد ولمح تلك الثياب التي كانت ترتديها وتريد إستقباله بها كما لمح إختبار الحمل على رف الحمام أما المرآة وقد رسمت علي مرآة الحمام بقلم أحمر شفاه طفل وليد وحوله قلوب كثيرة.
نظر لكل شيء حوله وجلس ولا يزال واجماً ولايدري ماذا يفعل أو ماذا سيفعل ؟!!!!
وفي صباح اليوم التالي إستيقظ نادر وقد نام جالساً على الكرسي ،إستيقظ على صوت طرق شديد للباب فقام وفتح وكان حامد فدفعه من أمامه ودون أي كلام أو تحية دخل لحجرة النوم وجمع ملابس أخته وجميع مقتنياتها في حقائب كبيرة حتى الملابس المتسخة وعلبة مصاغها كل شيء وتأكد أنه لم يترك أي شيء وحمل الحقائب ودفعه من أمامه مرة أخري بالحقائب التي يحملها وغادر دون أن ينطق بحرف........................
NoonaAbdElWahed
(8)
بقلم :نهال عبد الواحد
حمل حامد الحقائب وذهب بها لبيتهم ثم أعد حقيبة صغيرة بها بعض أغراض لروح للمستشفي و ذهب بها بعد أن بدل ملابسه ، وصل حامد لغرفة أخته واطمأن عليها وكانت لا تزال نائمة فخرج حامد وأيمن من الغرفة.
فتسآل أيمن بلهفة: هه ! ماذا فعلت؟
فأومأ حامد برأسه وتابع: إطمأن ، قد ذهبت وجمعت كل أشياءها ومقتنياتها ومصاغها.
- وماذا فعل معك ؟
- ليته تجرأ وفعل شيئاً حتى أريه حجمه بحق ، لكن لو أعرف ماذا فعل فيها ؟!!
- مؤكد قد ضبطته مع جارتها تلك.
حامد بصدمة: ماذا قولت ؟!!!
فتلعثم أيمن وتابع بتردد: ماذا ؟!! إني أخمن !
فضيق حامد عينه وقال بشك : هكذا تخمن ؟!!!!
- لقد رأيته ذات يوم كان يخرج من شقتها وكانت هيئتهما غير لائقة.
- أتعرف دون أن تتخذ أي موقف ؟!!!
- ماذا تظن أن أفعل ؟! هل كنت ذهبت إليها وأخبرتها ؟! ترى أن هذا هو التصرف الجيد ، كما أني لا أملك أدلة قاطعة لأعماله المشينة تلك.
- من الواضح وأنه قد فاتني الكثير !!
- حامد ! هذا ليس الوقت ولا المكان المناسب لمثل تلك الموضوعات ، دعني في همي فقد كنت سبب تلك الزيجة السوداء وأنا من كنت أقنعها ، لكن أقسم لك لم يكن واضحاً عليه كل ذلك.
- لا عليك أخي ، المهم الآن أنه لا يمكن لنا السكوت وترك حق أختنا هكذا ، سنطمئن عليها أولاً ثم ندبر ما يمكن فعله.
- الأمر لا يحتاج لتفكير سيطلقها فوراً بدون جدال ، فبعد كل ما حدث يتركها هنا في حالتها هكذا ويجلس في بيته مخمودا ، أو ربما لا يزال يكمل جلسته معها فالبعيد عديم الشعور وجبلة.
وظل حامد و أيمن بجوار روح النائمة طوال اليوم فمن وهنها كلما استيقظت تنام من جديد.
لم يذهب أيمن إلى المدرسة اليوم وقد أقلق ذلك إيمان للغاية فلآخر وقت بالأمس لم يخبرها بأنه سوف يتغيب اليوم فاتصلت به مراراً لكن بدون فائدة فالهاتف خارج نطاق التغطية وذلك قد أقلقها أكثر ، فاتصلت بروح وكان هاتفها أيضاً خارج نطاق التغطية وظلت تتصل وترسل له في رسائل لكن لم تحد أي رد.
وفي المساء ترك أيمن حامد يبيت مع روح تلك الليلة وسيعود هو للبيت للبيات فيه ثم يذهب إلى المدرسة صباحاً ثم يخرج من المدرسة إلي المستشفى وهكذا يتناوبان في المبيت معها ، وإن إحتاجت لمساعدة خاصة فلتفعلها الممرضات والعاملات بمقابل مادي.
وما أن وصل أيمن للبيت وكان التعب قد حل فوضع هاتفه ليشحن ودخل يأخذ حماما دافئا وبعد أن خرج فتح هاتفه فوجد كم الرسائل والمكالمات الفائتة من إيمان ورغم إرهاقه الشديد لكنه إتصل ليطمئنها.
فرن هاتف إيمان وكان في جيبها فأجابت مع أول رنة: أيمن ! أين أنت منذ الصباح ؟ غيابك قد أقلقني عليك وكدت أصاب بالجنون.
فإبتسم أيمن من لهفتها وقال: مهلاً مهلاً ! لو كنت أعلم أن ستقلقين على بتلك الطريقة الرائعة لكنت فعلتها من زمن.
فتنهدت ثم تابعت بغيظ: هل هذا وقت لمزحك ؟!! أخبرني بالله عليك لم تأتي اليوم وأين كنت طوال اليوم لقد اتصلت بك عشرات المرات وأرسلت إليك بعشرات الرسائل بدون أي فائدة وأيضاً قد إتصلت بروح وكلاكما خارج نطاق التغطية.
- إن روح في المستشفي من ليلة أمس ، وقد كنا أنا وحامد معها وها أنا عدت للمنزل تواً.
- ألف سلامة عليها ، ماذا بها ؟!! لقد كان باد عليها التعب والإرهاق من الأمس ، لا تفعل ذلك مجدداً وتطلب منها مثل تلك العزائم لقد تعبت كثيراً.
- الأمر ليس هكذا ، إن روح كانت حامل وقد سقطت من فوق الدرج و نزفت بشدة وفقدت جنينها ولازالت في المستشفي وحامد معها تلك الليلة وأنا سأذهب إليها في الغد بعد العودة من المدرسة ، هكذا نتناوب في رعايتها.
فتسآلت بتعجب: وأين زوجها ؟!!!!
فزفر بغضب وقال: اللعنة عليه ، الله ينتقم منه !
فتسآلت بريبة: ما الخطب أيمن؟!!
تنهد وحاول تغيير الموضوع قائلاً: معذرة ، فأنا مرهق للغاية الآن ولا أستطيع الحكي.
فأومأت إيمان وقد شعرت بعدم رغبته بمزيد من الكلام، ثم أكملت: طبعاً طبعاً ، كما تشاء حبيبي.
أيمن بفجأة :ماذا قولتي ؟!!!
إيمان وقد إنتبهت لقولتها :هه ! تصبح على خير يا أيمن !
أيمن بسعادة غامرة :حسناً ، تصبحين على خير يا قلب أيمن !
وأغلق الخط و وضع الهاتف واستلقى في فراشه وهو مبتسم ، بينما هي أغلقت الخط وتحدث نفسها :ماذا قولتي أيتها الغبية ؟!!
فجاءتها زينب من خلفها:ما الخطب إيمان ؟ هل من أخبار ؟!!
فإنتفضت من مكانها قائلة :خالتي !
- هل وصلتي إلى أيمن؟!!
فهزت برأسها أن نعم ، فأكملت خالتها :وماذا حدث ؟!!!!
- لقد سقطت روح من فوق الدرج وقد نزفت كثيراً وكانت حاملاً وفقدت جنينها.
فصاحت بحزن وتأثر: لا حول ولا قوة إلا بالله ، لقد كان باد على وجهها بالأمس التعب الشديد ، لقد أحزنني هذا كثيراً ، وأين هي الآن ؟
- في المستشفى وحامد معها هذه الليلة فهو وأيمن يتناوبان المبيت معها.
- وما إسم المستشفى و رقم الغرفة ؟!
- لقد نسيت أن أسأل هذا السؤال !!!!
فصاحت فيها بغضب: يا ويلي منك يا إيمان ! لا يمكنك حسن التصرف أبداً ، ترى أين ذلك الموكوس المدعو زوجها ؟!!
- الواضح أن هناك خطب جلي ، ماذا تفعلين يا خالتي ؟!!
وكانت تتصل من هاتفها وأشارت لإيمان بسبابتها أن تسكت ثم قالت:مرحباً عزيزي ! معذرة ! هل أيقظتك ؟!!
فأجاب: لا لا، مرحباً خالتي.
- ألف سلامة على روح، إرسل إليّ فوراً إسم المستشفى و رقم الغرفة أود الذهاب إليها .
- هي لازالت نائمة ما أن تستيقظ حتى تنام من جديد ، فلن تراكما أو تشعر بوجودكما.
- أنا لست أرغب في المجيء كضيفة و زائرة بل رعايتها.
- أشكرك بشدة خالتي وبارك الله فيكِ ، لكن معذرة لا نود إرهاقك.
- هو ليس مجرد عرض للمجاملة ، هذا طلب ، وما دخل الرجال بمثل تلك الأمور ؟!! هي أمور نسائية بحتة وتحتاج لوجود إمرأة معها.
- إن إحتاجت لشيء خاص سنطلب ذلك من إحدى الممرضات الموجودات.
- لا يمكن ما تقوله هذا ، ألسنا بأهل ؟!!!
- مؤكد أهل، لكني لا أريد إرهاقي وأيضاً لا أحب ترك إطمان وحدها.
- لا تعب عزيزي وروح مثل إيمان تماماً، ثم أن إيمان ليست بطفلة بل فتاة مخطوبة وعلى أعتاب الزواج وحياة خاصة ، هل ستأخذها معك ذهاباً وإيابا ؟!! أم ستحضرها إلي كل يوم ؟!! عليها الإعتماد على نفسها.
وبعد إلحاحات كثيرة من زينب اضطر أيمن لإرسال رسالة بإسم المستشفى و رقم الهاتف.
وفي اليوم التالي ذهب أيمن إ لي المدرسة وداوم عمله وقد جاءت زينب و إيمان للمستشفي بعد العصر وقد ظل الجميع حتى المساء ثم عادوا جميعاً لبيوتهم عدا زينب التي بقيت معها تهتم بها وتقدم لها من المشروبات الدافئة ، حتى بعد عودتها للبيت لازالت أيضاً تجيئها وتعتني بها.
وطوال فترة بقائها في المستشفى وحتى خرجت لم يزورها نادر على الإطلاق.
تري هل خجل من تصرفاته وفعلاته المشينة ؟!!
أم أنه قد إستراح من حمل ثقيل ؟!!!!
تري هل خجل من تصرفاته وفعلاته المشينة ؟!!
أم أنه قد إستراح من حمل ثقيل ؟!!!!
.......................................
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق