خاطرة- اعتزلت الغرام- بقلم أحمد صالح-مجلة سحر الروايات


اعتزلت الغرام
بقلم /أحمد صالح ⁦✍️⁩📃
يا مدللتي !انتي لا تعملين شيئا عن كبريائي ، خلقني الله ولا أملك سوا كرامتي وعزة نفسي ، فكيف بخيالك المريض أن يجعل مني اسير في سبيل الحب ، تعي أفقه في كل ضروب الحب. فالعشق سمائي و الفقدان ناري المشتعلة في فؤادي ، تعلمي يا محبوبتي أشتهي  الجلوس أمام مباراة في نهائي الأبطال في مباراة تغرد فيها الكورة في الشباك خمس مرات متتالية عن دقات قلبي ورعشة يدي التي كلما شعرت بها في وجودك جاري ولكن كيف أشبه إثارة هكذا بنزيف قلبي الغارق في انهار دمائه ،
تعلمين عزيزتي كنت أشتهي كوب القهوة صباحا حتي أعزف مقطوعة من الخيبة علي لحن مرير من حبات البن كي اتجرع مراره الخيبه ، أشتهي الجلوس بين سحابة منمقة من دخاني الكثيف الثائر من ضلوع محترقة بالنيكوتين ، وأخبر نفسي عن اي حب يجعل من آدم طفل صغير لا يغادر حضن حواء
فأنا آدم خلقني الله بصفاتي وشموخي؛ كيف لكي يا من خُلقتي من بين أضلُعي ؛ أن تستولي علي تلك الرقعة الصغيرة ، فكنتي خير مثال لجنكيز خان ، فتات قلبي متناثر بين أحشائى ، حاولت جاهدا ترميم ما بقي منه، ولكن شلالات الدماء كان لها الكلمة العليا .كنت اعتقد ان الوصول إلي حورية من الجنة أمر سهل ولكن علمت أن الله عنده من حور الجنان ما يفيض عنان السماء ، و عطور الأزهار ، وحبات الرمال، و أوراق الاشجار . ولكن ليس بعد !
تعملين يا حواء  أن قلبي كطفل صغير، و روحي من روح الله فكيف لجمود قلبك أن يؤذي روح من روح الله ؟!. أعلم أن الوصول إلي ما يشبه القلب والروح لأمر مفرح أن يكون هناك من يتحمل تقلباتى المزاجية ، ويحب شخصي لذاته بكافه أحواله و جميع أخطائه و تصرفاته اعلم أنه لأمر مدهش ، من يتقبل ذاتي كما هي دون تعديل أو تبديل ، من يحبني لذاتي من يحبني من أجل أنه يحبني ، أعلم أن هذا اسمي معاني الحب والعشق من ينقبض صدره بغيابي ، و تتراقص دقات قلبه بحضوري ، من تلمع عيناه كقرص الشمس حين يراني و ......
ولكن يؤسفني أن أقول لك بأنكي لا تعلمي شيئاً عن
ضيق صدري ورعشة يدي عن حزني الدائم و تجارب الانتحار الفاشلة ، عن صدي صوت كلماتك القاتلة ، عن تبلد مشاعرك وجفاف دمائك ، عن كرهي ليوم ولادتي من اجلك . إفترقنا ليله إثنتين  ربما أكثر فالأمر لا يعنيه، لم يتواني عن الفتك بمشاعري أخذ يتلاعب بضعفي وحبي له، فجعلني أضحوكه في نظر العابرين، يتمادي في جرحي كل مساء وأنا لا أستطيع أن أُقدِمَ خطوه واحده بعيداً، أنهار في الليله عشرات المرات وهو بالكاد لا يزال يتذكر أنني علي قيد الحياه
ايكون مقابل الود الصفع ؟
أسف كل الأسف يا مدللتي فأنا لست  مُجرد بئر ، لمن يُريد أن يستسقيَّ المشاعر مني إن طارده الظمأ يوماً.
يحتاج ادم لأن يُقابل بنفس الود الذي يُعطي أو حتي نصفة لا أن يكون المُقابل خنجرا ساما في ثنايا القلب .
احببتك حتي صار الفؤاد محرما علي غيرك ولكن الآن لا حواء آخري ولا حب اخر ولا غرام آخر
فالأمر الآن بين يدي الله فقلبي الخام لم يعد كما كان ، مات ودفن في سبيل عاشق قد عشق وحبيب من العشق قد قُتل ، فيا ولدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب ، فاليوم وغدا قلبي شهيد في جنان الله .
سأكون انا ادم تاركا القلوب لربها ،فأقصر طريق لعلاج قلبك المُنكسر ؛ هو ...
أن ترسل كُل أجزائه إلى الله ...
اما عن الحب والغرام فأنظر الي عنوان كلماتي

احببتها حتي صار قلبي مسجدا لها
فكانت له خنجرًا في صلاتهُ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي