رواية-حسن وست الحسن والجمال - الحلقات من1:3-بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الأولى
بقلم : نهال عبدالواحد
في فيلا راقية في حي راقي يدخلها تاكسي يسير قليلاً في ممرات حديقة الفيلا ثم يركن ناحية باب خلفي ثم ينزل شخص لا تستطيع تحديد هيئته و لا ملامحه ولا حتي نوعه فلا تعرف إن كان شاباً أو فتاة حيث البنطلون الجينز و قميص طويل و واسع و نظارة شمسية كبيرة تخفي أغلب معالم الوجه وشال ملفوف حول الرأس و يخفي بعضاً من الوجه أيضاً.
ينزل هذا الكائن من التاكسي و يدخل من باب الفيلا و أثناء مروره ينزع النظارة ويشد ذلك الشال ليظهر تحته وجه فتاة رائعة الجمال ينسدل شعرها الحريري الطويل مع شدة الشال منه وبشرة بيضاء تظهر عيونا زرقاء واسعة يغرق فيها من يقترب منها ........ نعم إنها فتاة وليست أي فتاة.
تقابلها سيدة في الخمسين من عمرها لكن تبدو أصغر من ذلك بهيئتها و طريقة لبسها و شعرها (العز حلو برضو)
المرأة:إده إيه التأخير ده؟! مش عارفة إن في ناس المفروض تقابليهم ؟! الناس مستنياكي من بدري.
الفتاة:معلش يا مامي كان عندي زحمة شغل.
الأم:شغل ! شغل ! لازمته إيه مش فاهمة ؟!! انت ناسية انت بنت مين ؟ طول عمرك ف مدارس لغات وخريجة الجامعة الألمانية ، يعني برنسيس ! سايبه كل ده وبتشتغلي سواقة تاكسي ؟ ياااااااي !!! ومصرة تتعاملي مع ناس لوكال ولووستاندر !
الفتاة:خلصتي يا ديدي هانم ؟!!!!
ديدي:عارفة إني بكلم نفسي ، أبوكي مدلعك ،المهم دلوقتي يا جميلة ياحبيبتي اطلعي خدي شاور وغيري الهباب ده والبسي حاجة تليق بمقامك وانزلي قابلي الضيوف.
جميلة:إممممممم !! طبعاً واحدة صاحبتك وساحبة وراها المحروس ابنها عشان نقابل بعض وتوفقوا راسين ف الحلال والهري ده كله ، ريحي نفسك ، أنا-مش-هتجوز-بالطريقة-دي.
ديدي:يعني إيه؟؟؟
جميلة :اطمني هقابلهم وبس.
وتركتها وصعدت لحجرتها وهي تحدث نفسها:والله عارفة الأشكال اللي بتجبيهالي مودي وكوكي وحاجة تموع النفس أخرتها إيه يا درية هانم ، سوري ياديدي هانم !
و دخلت حمام حجرتها وتحممت جيداً وارتدت فستان ضيق شانيل وصففت شعرها بشكل مموج مع بعض مستحضرات التجميل وعطرها فتضاعف جمالها.
أهذه هي تلك منذ لحظات فقط؟!!!!!!!!!
ونزلت للضيوف تتقمص شخصية ارستقراطية و سلمت علي صديقة أمها فيفي وابنها تيمو.
فيفي:لا يا ديدي ليكي حق تخبيها عننا ونستناها كل ده.
ديدي:جوجو هههههههههههههه ! انت عارفة البنات بأه يا فيفي و وقفتهم أدام المرايا هههههههههههه.
فيفي:ربنا يحميها يا ديدي !
تيمو:إزيك يا جوجو عاملة إيه ؟
جميلة باشمئزاز: fine.
تيمو:انت مش باينة ليه من زمان؟
جميلة:عادي ، وانت ؟
تيمو:لاااااا انت ماتعرفيش ؟!!أنا دلوقتي بدرب كلاس زومبا.
جميلة:امممممممم يا رااااااااااجل ! ثم أخفضت صوتها:سامحني يارب قال راجل قال.
ثم قالت:Wow!!!Good
تيمو:شوفتي بأه؟
جميلة:اممممممم.
تيمو:ولسه كمان لما أقدم ف مسابقة مستر إيجبت ، بحلم أكسبها ،وابقي أجمل ولد ف مصر ، وكمان عملت فورمة تجنن.
جميلة:ياختي جمال عين أمك.
تيمو:إيه ؟!! بتقولي إيه ؟
جميلة:Good luck
كده كتييييييير.
ثم صرخت تمسك بطنها:آاااااااااه ! مش قادرة يا مامي ،بطني آاااااااااه.
وتركتهم وصعدت.
ديدي:باردون يافيفي هطلع أشوف مالها.
فيفي:اتفضلي حبيبتي ، أكيد م التكييف ،الولاد مهملين أوي.
وذهبت إليها أمها ودخلت عليها و وجدتها تخلع ملابسها.
فقالت بتعجب :يعني إيه بأه؟؟؟بتمثلي سيادتك بتهربي م العريس؟!!!!!
جميلة:ع إيه ؟! عريس !! ده حاجة تموع النفس حاجة صايصة لا ليها طعم ولا لون ، حاجة كده تقلب المصارين تخلي الواحد عايز يستنطق.
ديدي:إف ! إيه القرف ده ؟! إيه الكلام الفالجر والأسلوب البلدي المؤرف ده ؟! ده طبعاً من الناس الفالجر اللي بتقعدي معاهم !
جميلة :فالجر ما فالجرش مش نازلة تاني وانزلي طرقيهم يا ديدي بدل ما أنزل أرزعه بالكوريك ف نافوخه أفتح دماغ أمه ، لا هينفع مستر إيجبت ولا مستر جنيه حتي.
ديدي:لااااااا ده انت اتجننتي خالص لما سراج يجي لازم يشوف صرفة معاكي ، أنزل أقولهم إيه دلوقتي ؟
جميلة:قوليلهم تعبانة ماتت اتحرقت غارت ف داهية اللي يعجبك يا ديدي بونوي بأه يا عسلية إموووووواه اطفي النور وخدي الباب ف إيدك.
ديدي:لأ مش قادرة منك ،أوووووه !
وخرجت وهي غاضبة واغلقت الباب فقالت جميلة تحدث نفسها : أنا عارفة والله مجايبك كلها طين، بأه ده شكل عريس ؟! ولا شكل راجل ؟! ده توتو بيه ، دول بيزوروا ف أوراق رسمية وقايلين عليه ذكر قال ! ده أنا أرجل منك ياخربيتك.
ثم تمددت في سريرها ونامت وفي الصباح التالي استيقظت ونزلت من حجرتها بهيئة السائقة فوجدت والديها يتناولان الإفطار.
جميلة:بونجور مماه ! بونجور بباه !
ديدي:انت تسكتي خالص.
جميلة:ليه مامي؟؟؟
ديدي:شوفي عملتي إيه إمبارح ؟
سراج:مزعلة مامي ليه؟
جميلة:ولا حاجة يابابي ، جابتلي عريس ابن صاحبتها وما عجبنيش ، غلطت أنا ؟!!
سراج:لا ياقلبي ما غلطتيش انت براحتك تختاري اللي يعجبك يا نور عين بابي.
جميلة:شوفتي بأه؟!!
ديدي:طول ماانت مدلعها كده عمرها ما هتتعدل عجبك شكل السواقين المؤرف اللي عملاه ف نفسها ده؟؟
سراج:سبيها براحتها يا ديدي.
جميلة:ميرسيه بابي ، باي بأه.
وانصرفت.
ديدي:أنا مش فاهمة انت إزاي موافقها عل بهدلة دي؟
سراج:هي حرة سيبيها تجرب شبطانة ف حاجة وبعد كده هتزهق وتسيبها كبري دماغك.
ديدي:عايزة أفرح بيها.
سراج:بذمتك اللي بتجبيهم دول عرسان ؟! بنت عندها ذوق صحيح ، أنا ماشي بأه ، سلام.
وخرج هو الآخر خلف ابنته.
خرجت جميلة بالتاكسي كما تخرج يومياً بتلك الهيئة التي لا يعرف بها إن كانت شاب أم فتاة مع بعض الشدة في صوتها.
بدأت تغدو وتروح وتوصل راكبين من هنا إلي هناك وتجلس أحياناً علي قهوة تشرب كوباً من الشاي أو القهوة ثم تعاود عملها حتي قارب النهار علي الإنتهاء.
شاور لها شاباً فوقفت وركب معها في الخلف كانت هيئته عادية لكن لا تعرف ما الذي جذبها إليه... فقد كانت من عادتها أحياناً الحكي و الحديث مع الراكبين فكانت تدخل حياتهم وتكتشف تفاصيل حياة ناس أخري عن قرب هم بعيدين تماماً عنها و تتفاعل معهم وأحياناً تساعدهم في حل مشكلاتهم فتشعر بالإنجاز وإضافة لحياتها وتعطيها قيمة.
كانت تقود التاكسي و تنظر من حين لآخر من خلال المرآة لذلك الذي يجلس متأففا ويستغفر و يحسبن بحزن وغضب شديد.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثانية
(بقلم :نهال عبدالواحد)
ركب معها شاب في الخلف كانت هيئته عادية لكن لا تعرف ما الذي جذبها إليه ، كانت تقود التاكسي و تنظر إليه من حين لآخر وكان يجلس متأففا ويستغفر و يحسبن بحزن وغضب شديد وبعد مرور بعض الوقت تدخلت جميلة.
جميلة:لا مؤاخذة هي سواقتي مش عاجباك ف حاجة ؟! أصل شايفاك عمال تحسبن و كده.
الشاب:لا ياسطي مش ليك والله.
جميلة:إممممممم !طب خير أدينا بنتسلي ف الطريق.
فسكت قليلاً ثم قال بإنفعال شديد :لما الواحد يفضل يتعب سنين من عمره ويجتهد و أهله يصرفوا عليه دم قلبهم وف الآخر يفضل كل يوم يلف ويدور علي شغل وما يلاقيش ياإما يلاقي حاجة مش مناسبة.
جميلة:لا حول ولا قوة الا بالله ، وحضرتك خريج إيه ؟
الشاب:بكالوريرس هندسة وبتقدير كمان.
جميلة:لا حول ولا قوة الا بالله ، عموماً يا...اسم الكريم ايه ؟؟؟
الشاب:حسن.
جميلة:بص يا بشمهندس حسن إن شاء الله ربنا هيكرمك بس انت قول يا رب.
حسن:وتلاقيك انت نفسك مؤهل عالي ومالاقيتش شغل عشان كده بتشتغل علي تاكس، ولا إيه يا.....
جميلة:بيقولولي يا جمال، آه فعلاً ، بس الحمد لله مبسوط بشغلتي ، يا عم افردها وارمي حمولك ع اللي خلقك وربنا يفتحها ف وشك ويرزقك من أوسع الأبواب.
حسن:كلامك مريح ياسطي والله ، إده انت مش سامع الصوت ده ؟؟
جميلة:آاااااه قصدك التكتكة دي ! والله لسه جايبها من عند الميكانيكي وقالي عمرة موتور و ربنا ييسر ان شاء الله.
حسن:عمرة إيييييه؟!! عمرة موتور ! انت متأكد إن ده ميكانيكي ؟!!!!
جميلة:أمال حلاق صحة !!!!
فابتسم حسن بشكل قد أخذها :دمك خفيف يا مضروب ، بس ده بيشتغلك.
جميلة:يا سلام إش فهم سيادتك يعني ؟!!
حسن:أنا أصلاً مهندس ميكانيكا يعني تخصصي ، والصوت ده مش م الموتور ، تسمح تركن علي جنب ياسطي وأنا هوريك.
فركنت جميلة ونزل حسن وفتح السيارة ثم نزلت هي لتري ، وما أن وقفت بجواره حتي اشتم رائحة عطرة هادئة ليست رائحة عطر فواحة لم يشمها إلا عندما وقفت عن قرب هكذا فتعجب للغاية فهي ليست برائحة لعطر رجالي و ود لوسأل لكنه نظر بداخل السيارة يفحص و يفتش حتي عرف السبب وكان مجرد مسمار فالت وسير متهالك يلزم تغييره.
وأخذ يشرح إذا كان هناك مشكلة في الموتور ما الذي كان سيحدث وهي تركز معه وتسأله وكان يتحدث دون أن يرفع عينه من داخل السيارة وفي وسط الحديث مدت يدها وهي تسأل عن شيء ما فتلامست يدها مع يده بدون قصد لكنه تفاجئ بنعومة غريبة ليدها حتي هيئة يدها ولونها وشكل الأظافر المهندمة فاجئه بشدة بدرجة واضحة لدرجة أنه قد قطع حديثه وقال:إده انت بنت؟!!!
فارتبكت كثيراً وقالت:لأ، آه في حاجة ؟! تفرق معاك؟!
حسن:لا مش القصد بس إتفاجئت ، وأهو بنت متعلمة وبتشتغل سواقة علي تاكسي ، مهنة بعيدة تماماً عن البنات.
جميلة:حضرتك مفيش فرق بين ولد وبنت ، بالعكس في بنات أرجل من ميت راجل.
حسن :عندك حق ، المهم دلوقتي في ورشة هننزل عندها لما نوصل إن شاء الله ابقي أعملك العربية وبلاش تروحي للنصاب ده تاني.
جميلة:تشكر، مش يلا.
ركبا السيارة و تحركت ولاذ الصمت تماماً و توترت أجواء السيارة بشحنات غريبة.
وكانت جميلة ولا تزال من حين لآخر تنظر نحوه عبر المرآة فتجده ينظر نحوها فترتبك وتدير بعينها للأمام فلم يدري كلا منهما ما الذي يجذبه للآخر خاصة وأن جميلة بهيئتها كسائقة لا تنم علي أي ملامح.
وصلت جميلة للمكان المراد وكانت أمام ورشة ميكانيكا فنزل حسن ثم نزلت هي و دخل الورشة وكان هناك شابا آخر يعمل في سيارة وسلم علي حسن من بعيد مشاورا له وكان يتفحص ذلك الداخل خلفه الذي لا يفهم هويته.
دخلت جميلة خلفه فرأت صوراً معلقة صورة له يبتسم إبتسامة صافية رائعة و جذابها قد أذابتها.. وصورة أخرى لرجل مسن يشبه حسن و بشكل كبير يبدو عليه أنه والده و أخري تجمعهما.
كانت تنظر وتتفحص تلك الصور و حسن يتابعها وذلك الشاب يتابعهما معاً.
جميلة:مش دي صورتك برضو؟
فهز رأسه بأن نعم.
فقالت:يا سبحان الله ماانت بتعرف تضحك أهو.
فضحك من كلامها فودت لو تنهدت من تلك الضحكة ثم قالت:والراجل اللي شبهك ده والدك؟
حسن:الله يرحمه.
جميلة:يعني دي ورشتك؟!!!!!
فهز برأسه أن نعم.
جميلة:لا إله إلا الله.. يعني انت مهندس ميكانيكا وعندك ورشة زي دي و رايح تلف وتدور علي شغل... طب ليييييييه ؟؟؟؟؟!!!!!!
حسن:عشان الناس بتاخد بالمظاهر ويوم ما هتقدم لواخدة مش هتشوفني البشمهندس هتشوفني مجرد ، مجرد ميكانيكي مزيت ومشحم.
جميلة:تبقي انت معقد وهي ما بتشوفش.
فرد الشاب الآخر :منك لله يااللي ف بالي.
ففهمت جميلة أن سر حالته تلك قصة حب فاشلة.
جميلة:بص يابن الحلال الموظفين علي أفا من يشيل لكن الناس اللي بتشتغل بإيدها وعقلها وتفنن وتفكر دول قليلين ، لما من صوت كركبة ف العربية عرفت فيها إيه ، وإزاي وقفت فهمت اللي أدامك تفاصيل زي اللي كنت بتقولها ، تبقي انت مش مجرد ميكانيكي مزيت ومشحم ، انت أكبر بكتير انت مبدع ومبتكر وتقدر من ورشة زي دي وبشوية تعب ومجهود منك تقدر تكبرها أكتر و أكتر.
فجاء الشاب الآخر مصفقا وقال:الله ينور والله ياسطي بتقول حكم ، بس ياريت يفهم وينسي كلام اللي لعبت ف مخه زمان وكرهته ف عيشته.
حسن:ممكن تسكت شوية ، انت مصدقة الكلام اللي بتقوليه؟!
فوجم الشاب الآخر قليلاً ثم قال:انتي و مصدقة ؟! هي الاسطي بنت؟!!!!!
حسن:ماتسكت شوية يا فتحي وتروح تشوف كنت بتعمل إيه.
جميلة:أيوة مصدقة ولازم انت كمان تصدق و تبقي واثق ف نفسك و من قدراتك و أي حد يقولك غير كده يبقي ف ستين سلامة و بركة إنه غار.
فسكت حسن وأجاب فتحي:بس زي ماانت شايفة الشغل مش أد كده يعني.... يا....
جميلة:قول يا جمال.
فتحي:جمال !!!! جمال جمال.
جميلة:طب واللي يجبلكم زباين لحد عندكم؟!!
حسن:إزاي؟!!!!
جميلة:أنا أعرف ناس كتير م الطبقة العليوي أوي دي و دول اكتر ناس يصرفوا علي تصليح عربياتهم بس همتكم معايا ، أنا علي أجيبلكم العربيات لحد هنا وشايفة شغل البشمهندس حاجة بسم الله ما شاء الله ، وانت أكيد ما تتخيرش عنه ، بس خلينا نشرط شرط عشان رجلهم تاخد علي هنا.
فتحي:إيه هو؟؟
جميلة:بأه الناس دي عندها أي حاجة غالية تبقي حلوة و اي حاجة رخيصة تبقي أي كلام ، يعني البنطلون ده لو اتباع ب80 جنيه ولا هيبصوله لكن لو هو هو اتباع ب 800 جنيه وتقولهم ده ماركة وبراند ومش عارف إيه ، هياهدوه وياخدوا ألوانه كمان.
حسن:انت عايزاني أنصب ع الناس ؟!!!
جميلة:لا طبعاً ، بس مش هتحاسبهم زي ما بتحاسب أهل حتتك يعني ، زود شويتين و بالمعقول برضو هتبقي أقل من الناس التانيين ، غير إنك متمكن و شغلك هايل فهيجولك ، دي فرصتك.
فتحي:إيييييه ؟ بتفكر ف إيه ؟! ما تجرب مش هتخسر حاجة أديك بآلك أد إيه بتدور علي وظيفة وهامل الورشة اهتم و أقف هنا بأه.
حسن:ربنا يسهل.
جميلة:طب يلا يا بشمهندس ظبطلي التاكسي عايزة امشي.
حسن:حاضر ، فتحي ، شاي مخصوص للأستاذة.
جميلة:لا ألف شكر ولا أي حاجة.
فتحي:جري إيه؟ انت بخيلة ولا إيه ؟! وسندوتشات كمان عشان يبقي عيش وملح.
وذهب فتحي ليأتي بالسندوتشات والشاي ،
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
رأيكم يهمني،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثالثة
(بقلم: نهال عبدالواحد)
ذهب حسن ليأتي بالسندوتشات و الشاي وكان حسن يضبط السيارة وكانت تتابعه من بعد ولا تدري ما يحدث لها عندما تراه وما سر ذلك الإنجذاب الغريب هل يعقل أن... ؟؟
أما هو فحاله لم يختلف عنها كثيراً فهو أيضاً لا يعلم سر إنجذابه لها وسر إطاعته لها والأخذ برأيها رغم أن كثيراً ما ترجته أمه وفتحي أن يهتم بورشته أولي و يدعه من البحث عن وظيفة .
و مع ذلك لا يعلم سر ذلك الإحساس الذي يقتحم قلبيهما بقوة دون أن يعرف أي منهما الآخر، أنهي حسن السيارة وأكل الثلاثة ثم غادرت جميلة بالتاكسي و بداخل كلا منهما شوق كبير للآخر وهو يتركه.
أما فتحي فقد قرأ ذلك المغناطيس من اللحظات الأولى لكنه فضل الصمت.
ذهبت جميلة وهي في حالة غير الحالة و هي أصلاً لا تصدق نفسها أيدق قلبها لشخص رأته من سويعات قليلة لكنه من طراز لم تقابله من قبل... إنه رجل.
كانت تحدث نفسها قائلة :تعالي يا مامي شوفي الرجالة اللي بجد مش السيكي ميكي اللي بتعرفيني عليهم دول ، ياخدك ويخطفك كده تحسي إنك مش عارفة راسك من رجلك ، معقول ياجوجو حصل بالسرعة دي ؟! بس هو شكله مجتهد و هيبني نفسه ويقف علي رجله ، هستناك يا حبيبي ، إيه حبيبي كده علي طول ؟!! أمال هيكون إيه ؟! المهم دلوقتي ابعت لصحابي كلهم إن عندي ميكانيكي لقطة أي حد فيهم عربيته عطلانة أو مخبوطة أو أي حاجة عايزبن نستفتح بأه ، وكمان أنزل إعلان عن الورشة دي خلي الزباين تهل.
أما حسن فمنذ أن غادرت ظل صامتاً واجما ينظر ناحية الباب حيث ذهبت ، ولا يدري ماذا حدث له ! ولماذا اقتنع بكلامها سريعاً هكذا ؟!
ولماذا يدق قلبه بهذه الطريقة كلما وقفت جانبه و اشتم تلك الرائحة ، تلك الرائحة !
كيف لسائقة تنبعث منها تلك الرائحة العطرة كهذه ؟! أو تمتلك يديان ناعمتين كهذه ؟!
تري ماهو شكلك وماهي ملامحك؟؟
يااااااااااااااااه لو كان بإمكاني شد تلك النظارة وأرى ما تخفيه خلفها ، لكن لايهم شكلها إنها تمتلك شهامة وخفة ظل لا مثيل لها كما أن لها قدرة رهيبة علي الإقناع وماذا بعد ذلك ياحسن ؟!!
إهدأ وتريث ، تري هل ستعوديت من جديد؟؟
هل أراك ثانية؟؟
وكان فتحي يتابعه بفضول شديد.
حسن هو صديق الطفولة لحسن وجاره بل أخوان فكانا في نفس المدرسة ونفس الفصل بل و نفس المقعد و التحقا بكلية واحدة و دخلا نفس القسم وتخرجا معاً وعملا معاً في ورشة أبو حسن كما أنه زوج أخته الصغري مني.
اقترب فتحي من حسن وقال:إيه النظام يا تري؟
حسن في فجأة :نعم.
فتحي :نعم الله عليك يا غالي ، ناوي علي إيه؟
حسن:هشتغل هنا وابدأ من هنا ، وإن شاء الله أكبر.
فتخي:بركاتك يا جمال ، تفتكر هترجع تاني وتجيب زباين زي ما قالت ؟!
حسن:يا ريت ترجع تاني ، قصدي تصدق ف وعدها يعني.
فتحي:آه آه ، طبعا طبعا.
و أكملا بعض العمل في الورشة ثم أغلقاها وعادا معا للمنزل وكانت مني عند أمها تحية فدخلا معا.
فقابلتهما الأم:إيه يا حسن إتأخرت كده ليه ياحبيبي؟
حسن:لا أبداً يا أمي ، كنت مع فتحي ف الورشة، ما بدهاش بأه.
تحية:يا ألف نهار أبيض يا حبيبي ، والله ما بطلت أدعيلك إن ربنا يهديك و يلهمك الصواب و ترجع تشغل ورشة أبوك و يوسع عليك و يسعدك و يرزقك ببنت الحلال.
فتحي:و أهو استجاب يا توحة.
تحية:الحمد لله يا حبيبي.
همست مني لزوجها:هو حسن ماله ؟! متغير شويتين ولا بيتهيألي.
فتحي:استني.
حسن:يا ريت تجهزوا أي حاجة بتتاكل أحسن أنا واقع هاخد دش عبال ما تجهزوا العشا.
تحية:حاضر يا حبيبي.
و دخل لحجرته فقالت سارة الأخت الكبرى :مادام حسن نفسه مفتوحة كده يبقي مبسوط ومزقطط.
مني:ما تقول بأه يا فتحي.
فخرج حسن من حجرته ومعه ملابسه و منشفته و نظر نحوهم ثم نظر لفتحي ويقول:مفيش فايدة.
ثم دخل الحمام وجلس فتحي يقص عليهم كل ماحدث حتي تحليله الشخصي للموقف.
مني:طب شكلها إيه جمال دي؟
فتحي:باقولك خافية نفسها ما تعرفيهاش ولد ولا بنت ، تكونش واخدة كام غرزة ف وشها ، ضبة ومفتاح مثلاً فمدارياهم ؟!
سارة:وليه؟؟؟بتقول سواقة علي تاكسي يعني بتقابل أشكال وألوان ولازم تخبي نفسها كويس.
تحية:والله أنا قلبي اتفتح للبت دي من قبل ما اشوفها حتي.
خرج حسن من الحمام ويتوقع ما يتحدثون فيه، وإن كان سمع بعض أطراف الحديث.
حسن:هو مفيش عشا إنهاردة؟
تحية:قومي انت وهي جهزوا العشا بسرعة.
حسن:مش نقفل بأهCNN دي ؟!
فضحك فتحي وتحية.
وضع العشاء وأكل الجميع وانصرف فتحي ومني وحان موعد النوم لكن هل لحسن أن ينام ؟!
لقد سرقت من عينه النوم ، كما هو سرق من عينها النوم فما أن يناما حتى يستيقظا.
وجاء الصباح واستيقظ حسن وتناول فطوره وذهب لورشته مع فتحي ، عملا بعض الوقت لكن حسن شارد ، إنه ينتظرها ، لماذا تأخرتي؟؟ تري هل ستأتي ؟؟
استيقظت جميلة متأخراً بعض الشئ عن موعدها و ظلت تنتظر الرد من أي من أصدقائها ولم تنزل حتي الآن حتي لم تخرج من حجرتها فأرسلت إليها أمها صينية فطورها في حجرتها.
لقد قارب اليوم علي الإنتهاء ولم تأتي حتي الآن و بدأ ينتابه بعض الغضب و فتحي يتابعه عن بعد دون تدخل.
وفجأة جاءت سيارة أمام الورشة ونزلت منها جميلة في هيئة السائقة وما أن رآها حسن حتي هب من مكانه علي الفور يستقبلها و يرحب بها.
حسن:يا أهلاً يا أهلاً.
جميلة:آسفة إتأخرت.
حسن:ولا يهمك اتفضلي.
جميلة:شكرا يا بشمهندس ، عايزينك تشوفلنا العربية دي مالها.
وبالفعل بدأ حسن يفحص السيارة و يصلح مافيها و صارت جميلة تجيء من حين لآخر بسيارات و تذهب بسيارات و توصل إليه الأثمان.
وكانت جميلة هي حلقة الوصل بين حسن و أصدقاءها و صديقاتها و ذلك غير الزبائن التي تأتي أصلاً لحسن فقامت جميلة بزيادة نشر إعلانات عن ورشته كميكانيكي رائع عملاً و معاملة و ضميرا و كتبت عنوانه فصار يأتيه الناس من مختلف الطبقات وتركت جميلة التاكسي من وقتها وصارت تعمل معه إما توصل السيارات أو كصبي تناوله بعض من الأدوات.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
منتظرة آراءكم،
NehalAbdElWahed
الحلقة الأولى
بقلم : نهال عبدالواحد
في فيلا راقية في حي راقي يدخلها تاكسي يسير قليلاً في ممرات حديقة الفيلا ثم يركن ناحية باب خلفي ثم ينزل شخص لا تستطيع تحديد هيئته و لا ملامحه ولا حتي نوعه فلا تعرف إن كان شاباً أو فتاة حيث البنطلون الجينز و قميص طويل و واسع و نظارة شمسية كبيرة تخفي أغلب معالم الوجه وشال ملفوف حول الرأس و يخفي بعضاً من الوجه أيضاً.
ينزل هذا الكائن من التاكسي و يدخل من باب الفيلا و أثناء مروره ينزع النظارة ويشد ذلك الشال ليظهر تحته وجه فتاة رائعة الجمال ينسدل شعرها الحريري الطويل مع شدة الشال منه وبشرة بيضاء تظهر عيونا زرقاء واسعة يغرق فيها من يقترب منها ........ نعم إنها فتاة وليست أي فتاة.
تقابلها سيدة في الخمسين من عمرها لكن تبدو أصغر من ذلك بهيئتها و طريقة لبسها و شعرها (العز حلو برضو)
المرأة:إده إيه التأخير ده؟! مش عارفة إن في ناس المفروض تقابليهم ؟! الناس مستنياكي من بدري.
الفتاة:معلش يا مامي كان عندي زحمة شغل.
الأم:شغل ! شغل ! لازمته إيه مش فاهمة ؟!! انت ناسية انت بنت مين ؟ طول عمرك ف مدارس لغات وخريجة الجامعة الألمانية ، يعني برنسيس ! سايبه كل ده وبتشتغلي سواقة تاكسي ؟ ياااااااي !!! ومصرة تتعاملي مع ناس لوكال ولووستاندر !
الفتاة:خلصتي يا ديدي هانم ؟!!!!
ديدي:عارفة إني بكلم نفسي ، أبوكي مدلعك ،المهم دلوقتي يا جميلة ياحبيبتي اطلعي خدي شاور وغيري الهباب ده والبسي حاجة تليق بمقامك وانزلي قابلي الضيوف.
جميلة:إممممممم !! طبعاً واحدة صاحبتك وساحبة وراها المحروس ابنها عشان نقابل بعض وتوفقوا راسين ف الحلال والهري ده كله ، ريحي نفسك ، أنا-مش-هتجوز-بالطريقة-دي.
ديدي:يعني إيه؟؟؟
جميلة :اطمني هقابلهم وبس.
وتركتها وصعدت لحجرتها وهي تحدث نفسها:والله عارفة الأشكال اللي بتجبيهالي مودي وكوكي وحاجة تموع النفس أخرتها إيه يا درية هانم ، سوري ياديدي هانم !
و دخلت حمام حجرتها وتحممت جيداً وارتدت فستان ضيق شانيل وصففت شعرها بشكل مموج مع بعض مستحضرات التجميل وعطرها فتضاعف جمالها.
أهذه هي تلك منذ لحظات فقط؟!!!!!!!!!
ونزلت للضيوف تتقمص شخصية ارستقراطية و سلمت علي صديقة أمها فيفي وابنها تيمو.
فيفي:لا يا ديدي ليكي حق تخبيها عننا ونستناها كل ده.
ديدي:جوجو هههههههههههههه ! انت عارفة البنات بأه يا فيفي و وقفتهم أدام المرايا هههههههههههه.
فيفي:ربنا يحميها يا ديدي !
تيمو:إزيك يا جوجو عاملة إيه ؟
جميلة باشمئزاز: fine.
تيمو:انت مش باينة ليه من زمان؟
جميلة:عادي ، وانت ؟
تيمو:لاااااا انت ماتعرفيش ؟!!أنا دلوقتي بدرب كلاس زومبا.
جميلة:امممممممم يا رااااااااااجل ! ثم أخفضت صوتها:سامحني يارب قال راجل قال.
ثم قالت:Wow!!!Good
تيمو:شوفتي بأه؟
جميلة:اممممممم.
تيمو:ولسه كمان لما أقدم ف مسابقة مستر إيجبت ، بحلم أكسبها ،وابقي أجمل ولد ف مصر ، وكمان عملت فورمة تجنن.
جميلة:ياختي جمال عين أمك.
تيمو:إيه ؟!! بتقولي إيه ؟
جميلة:Good luck
كده كتييييييير.
ثم صرخت تمسك بطنها:آاااااااااه ! مش قادرة يا مامي ،بطني آاااااااااه.
وتركتهم وصعدت.
ديدي:باردون يافيفي هطلع أشوف مالها.
فيفي:اتفضلي حبيبتي ، أكيد م التكييف ،الولاد مهملين أوي.
وذهبت إليها أمها ودخلت عليها و وجدتها تخلع ملابسها.
فقالت بتعجب :يعني إيه بأه؟؟؟بتمثلي سيادتك بتهربي م العريس؟!!!!!
جميلة:ع إيه ؟! عريس !! ده حاجة تموع النفس حاجة صايصة لا ليها طعم ولا لون ، حاجة كده تقلب المصارين تخلي الواحد عايز يستنطق.
ديدي:إف ! إيه القرف ده ؟! إيه الكلام الفالجر والأسلوب البلدي المؤرف ده ؟! ده طبعاً من الناس الفالجر اللي بتقعدي معاهم !
جميلة :فالجر ما فالجرش مش نازلة تاني وانزلي طرقيهم يا ديدي بدل ما أنزل أرزعه بالكوريك ف نافوخه أفتح دماغ أمه ، لا هينفع مستر إيجبت ولا مستر جنيه حتي.
ديدي:لااااااا ده انت اتجننتي خالص لما سراج يجي لازم يشوف صرفة معاكي ، أنزل أقولهم إيه دلوقتي ؟
جميلة:قوليلهم تعبانة ماتت اتحرقت غارت ف داهية اللي يعجبك يا ديدي بونوي بأه يا عسلية إموووووواه اطفي النور وخدي الباب ف إيدك.
ديدي:لأ مش قادرة منك ،أوووووه !
وخرجت وهي غاضبة واغلقت الباب فقالت جميلة تحدث نفسها : أنا عارفة والله مجايبك كلها طين، بأه ده شكل عريس ؟! ولا شكل راجل ؟! ده توتو بيه ، دول بيزوروا ف أوراق رسمية وقايلين عليه ذكر قال ! ده أنا أرجل منك ياخربيتك.
ثم تمددت في سريرها ونامت وفي الصباح التالي استيقظت ونزلت من حجرتها بهيئة السائقة فوجدت والديها يتناولان الإفطار.
جميلة:بونجور مماه ! بونجور بباه !
ديدي:انت تسكتي خالص.
جميلة:ليه مامي؟؟؟
ديدي:شوفي عملتي إيه إمبارح ؟
سراج:مزعلة مامي ليه؟
جميلة:ولا حاجة يابابي ، جابتلي عريس ابن صاحبتها وما عجبنيش ، غلطت أنا ؟!!
سراج:لا ياقلبي ما غلطتيش انت براحتك تختاري اللي يعجبك يا نور عين بابي.
جميلة:شوفتي بأه؟!!
ديدي:طول ماانت مدلعها كده عمرها ما هتتعدل عجبك شكل السواقين المؤرف اللي عملاه ف نفسها ده؟؟
سراج:سبيها براحتها يا ديدي.
جميلة:ميرسيه بابي ، باي بأه.
وانصرفت.
ديدي:أنا مش فاهمة انت إزاي موافقها عل بهدلة دي؟
سراج:هي حرة سيبيها تجرب شبطانة ف حاجة وبعد كده هتزهق وتسيبها كبري دماغك.
ديدي:عايزة أفرح بيها.
سراج:بذمتك اللي بتجبيهم دول عرسان ؟! بنت عندها ذوق صحيح ، أنا ماشي بأه ، سلام.
وخرج هو الآخر خلف ابنته.
خرجت جميلة بالتاكسي كما تخرج يومياً بتلك الهيئة التي لا يعرف بها إن كانت شاب أم فتاة مع بعض الشدة في صوتها.
بدأت تغدو وتروح وتوصل راكبين من هنا إلي هناك وتجلس أحياناً علي قهوة تشرب كوباً من الشاي أو القهوة ثم تعاود عملها حتي قارب النهار علي الإنتهاء.
شاور لها شاباً فوقفت وركب معها في الخلف كانت هيئته عادية لكن لا تعرف ما الذي جذبها إليه... فقد كانت من عادتها أحياناً الحكي و الحديث مع الراكبين فكانت تدخل حياتهم وتكتشف تفاصيل حياة ناس أخري عن قرب هم بعيدين تماماً عنها و تتفاعل معهم وأحياناً تساعدهم في حل مشكلاتهم فتشعر بالإنجاز وإضافة لحياتها وتعطيها قيمة.
كانت تقود التاكسي و تنظر من حين لآخر من خلال المرآة لذلك الذي يجلس متأففا ويستغفر و يحسبن بحزن وغضب شديد.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثانية
(بقلم :نهال عبدالواحد)
ركب معها شاب في الخلف كانت هيئته عادية لكن لا تعرف ما الذي جذبها إليه ، كانت تقود التاكسي و تنظر إليه من حين لآخر وكان يجلس متأففا ويستغفر و يحسبن بحزن وغضب شديد وبعد مرور بعض الوقت تدخلت جميلة.
جميلة:لا مؤاخذة هي سواقتي مش عاجباك ف حاجة ؟! أصل شايفاك عمال تحسبن و كده.
الشاب:لا ياسطي مش ليك والله.
جميلة:إممممممم !طب خير أدينا بنتسلي ف الطريق.
فسكت قليلاً ثم قال بإنفعال شديد :لما الواحد يفضل يتعب سنين من عمره ويجتهد و أهله يصرفوا عليه دم قلبهم وف الآخر يفضل كل يوم يلف ويدور علي شغل وما يلاقيش ياإما يلاقي حاجة مش مناسبة.
جميلة:لا حول ولا قوة الا بالله ، وحضرتك خريج إيه ؟
الشاب:بكالوريرس هندسة وبتقدير كمان.
جميلة:لا حول ولا قوة الا بالله ، عموماً يا...اسم الكريم ايه ؟؟؟
الشاب:حسن.
جميلة:بص يا بشمهندس حسن إن شاء الله ربنا هيكرمك بس انت قول يا رب.
حسن:وتلاقيك انت نفسك مؤهل عالي ومالاقيتش شغل عشان كده بتشتغل علي تاكس، ولا إيه يا.....
جميلة:بيقولولي يا جمال، آه فعلاً ، بس الحمد لله مبسوط بشغلتي ، يا عم افردها وارمي حمولك ع اللي خلقك وربنا يفتحها ف وشك ويرزقك من أوسع الأبواب.
حسن:كلامك مريح ياسطي والله ، إده انت مش سامع الصوت ده ؟؟
جميلة:آاااااه قصدك التكتكة دي ! والله لسه جايبها من عند الميكانيكي وقالي عمرة موتور و ربنا ييسر ان شاء الله.
حسن:عمرة إيييييه؟!! عمرة موتور ! انت متأكد إن ده ميكانيكي ؟!!!!
جميلة:أمال حلاق صحة !!!!
فابتسم حسن بشكل قد أخذها :دمك خفيف يا مضروب ، بس ده بيشتغلك.
جميلة:يا سلام إش فهم سيادتك يعني ؟!!
حسن:أنا أصلاً مهندس ميكانيكا يعني تخصصي ، والصوت ده مش م الموتور ، تسمح تركن علي جنب ياسطي وأنا هوريك.
فركنت جميلة ونزل حسن وفتح السيارة ثم نزلت هي لتري ، وما أن وقفت بجواره حتي اشتم رائحة عطرة هادئة ليست رائحة عطر فواحة لم يشمها إلا عندما وقفت عن قرب هكذا فتعجب للغاية فهي ليست برائحة لعطر رجالي و ود لوسأل لكنه نظر بداخل السيارة يفحص و يفتش حتي عرف السبب وكان مجرد مسمار فالت وسير متهالك يلزم تغييره.
وأخذ يشرح إذا كان هناك مشكلة في الموتور ما الذي كان سيحدث وهي تركز معه وتسأله وكان يتحدث دون أن يرفع عينه من داخل السيارة وفي وسط الحديث مدت يدها وهي تسأل عن شيء ما فتلامست يدها مع يده بدون قصد لكنه تفاجئ بنعومة غريبة ليدها حتي هيئة يدها ولونها وشكل الأظافر المهندمة فاجئه بشدة بدرجة واضحة لدرجة أنه قد قطع حديثه وقال:إده انت بنت؟!!!
فارتبكت كثيراً وقالت:لأ، آه في حاجة ؟! تفرق معاك؟!
حسن:لا مش القصد بس إتفاجئت ، وأهو بنت متعلمة وبتشتغل سواقة علي تاكسي ، مهنة بعيدة تماماً عن البنات.
جميلة:حضرتك مفيش فرق بين ولد وبنت ، بالعكس في بنات أرجل من ميت راجل.
حسن :عندك حق ، المهم دلوقتي في ورشة هننزل عندها لما نوصل إن شاء الله ابقي أعملك العربية وبلاش تروحي للنصاب ده تاني.
جميلة:تشكر، مش يلا.
ركبا السيارة و تحركت ولاذ الصمت تماماً و توترت أجواء السيارة بشحنات غريبة.
وكانت جميلة ولا تزال من حين لآخر تنظر نحوه عبر المرآة فتجده ينظر نحوها فترتبك وتدير بعينها للأمام فلم يدري كلا منهما ما الذي يجذبه للآخر خاصة وأن جميلة بهيئتها كسائقة لا تنم علي أي ملامح.
وصلت جميلة للمكان المراد وكانت أمام ورشة ميكانيكا فنزل حسن ثم نزلت هي و دخل الورشة وكان هناك شابا آخر يعمل في سيارة وسلم علي حسن من بعيد مشاورا له وكان يتفحص ذلك الداخل خلفه الذي لا يفهم هويته.
دخلت جميلة خلفه فرأت صوراً معلقة صورة له يبتسم إبتسامة صافية رائعة و جذابها قد أذابتها.. وصورة أخرى لرجل مسن يشبه حسن و بشكل كبير يبدو عليه أنه والده و أخري تجمعهما.
كانت تنظر وتتفحص تلك الصور و حسن يتابعها وذلك الشاب يتابعهما معاً.
جميلة:مش دي صورتك برضو؟
فهز رأسه بأن نعم.
فقالت:يا سبحان الله ماانت بتعرف تضحك أهو.
فضحك من كلامها فودت لو تنهدت من تلك الضحكة ثم قالت:والراجل اللي شبهك ده والدك؟
حسن:الله يرحمه.
جميلة:يعني دي ورشتك؟!!!!!
فهز برأسه أن نعم.
جميلة:لا إله إلا الله.. يعني انت مهندس ميكانيكا وعندك ورشة زي دي و رايح تلف وتدور علي شغل... طب ليييييييه ؟؟؟؟؟!!!!!!
حسن:عشان الناس بتاخد بالمظاهر ويوم ما هتقدم لواخدة مش هتشوفني البشمهندس هتشوفني مجرد ، مجرد ميكانيكي مزيت ومشحم.
جميلة:تبقي انت معقد وهي ما بتشوفش.
فرد الشاب الآخر :منك لله يااللي ف بالي.
ففهمت جميلة أن سر حالته تلك قصة حب فاشلة.
جميلة:بص يابن الحلال الموظفين علي أفا من يشيل لكن الناس اللي بتشتغل بإيدها وعقلها وتفنن وتفكر دول قليلين ، لما من صوت كركبة ف العربية عرفت فيها إيه ، وإزاي وقفت فهمت اللي أدامك تفاصيل زي اللي كنت بتقولها ، تبقي انت مش مجرد ميكانيكي مزيت ومشحم ، انت أكبر بكتير انت مبدع ومبتكر وتقدر من ورشة زي دي وبشوية تعب ومجهود منك تقدر تكبرها أكتر و أكتر.
فجاء الشاب الآخر مصفقا وقال:الله ينور والله ياسطي بتقول حكم ، بس ياريت يفهم وينسي كلام اللي لعبت ف مخه زمان وكرهته ف عيشته.
حسن:ممكن تسكت شوية ، انت مصدقة الكلام اللي بتقوليه؟!
فوجم الشاب الآخر قليلاً ثم قال:انتي و مصدقة ؟! هي الاسطي بنت؟!!!!!
حسن:ماتسكت شوية يا فتحي وتروح تشوف كنت بتعمل إيه.
جميلة:أيوة مصدقة ولازم انت كمان تصدق و تبقي واثق ف نفسك و من قدراتك و أي حد يقولك غير كده يبقي ف ستين سلامة و بركة إنه غار.
فسكت حسن وأجاب فتحي:بس زي ماانت شايفة الشغل مش أد كده يعني.... يا....
جميلة:قول يا جمال.
فتحي:جمال !!!! جمال جمال.
جميلة:طب واللي يجبلكم زباين لحد عندكم؟!!
حسن:إزاي؟!!!!
جميلة:أنا أعرف ناس كتير م الطبقة العليوي أوي دي و دول اكتر ناس يصرفوا علي تصليح عربياتهم بس همتكم معايا ، أنا علي أجيبلكم العربيات لحد هنا وشايفة شغل البشمهندس حاجة بسم الله ما شاء الله ، وانت أكيد ما تتخيرش عنه ، بس خلينا نشرط شرط عشان رجلهم تاخد علي هنا.
فتحي:إيه هو؟؟
جميلة:بأه الناس دي عندها أي حاجة غالية تبقي حلوة و اي حاجة رخيصة تبقي أي كلام ، يعني البنطلون ده لو اتباع ب80 جنيه ولا هيبصوله لكن لو هو هو اتباع ب 800 جنيه وتقولهم ده ماركة وبراند ومش عارف إيه ، هياهدوه وياخدوا ألوانه كمان.
حسن:انت عايزاني أنصب ع الناس ؟!!!
جميلة:لا طبعاً ، بس مش هتحاسبهم زي ما بتحاسب أهل حتتك يعني ، زود شويتين و بالمعقول برضو هتبقي أقل من الناس التانيين ، غير إنك متمكن و شغلك هايل فهيجولك ، دي فرصتك.
فتحي:إيييييه ؟ بتفكر ف إيه ؟! ما تجرب مش هتخسر حاجة أديك بآلك أد إيه بتدور علي وظيفة وهامل الورشة اهتم و أقف هنا بأه.
حسن:ربنا يسهل.
جميلة:طب يلا يا بشمهندس ظبطلي التاكسي عايزة امشي.
حسن:حاضر ، فتحي ، شاي مخصوص للأستاذة.
جميلة:لا ألف شكر ولا أي حاجة.
فتحي:جري إيه؟ انت بخيلة ولا إيه ؟! وسندوتشات كمان عشان يبقي عيش وملح.
وذهب فتحي ليأتي بالسندوتشات والشاي ،
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
رأيكم يهمني،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثالثة
(بقلم: نهال عبدالواحد)
ذهب حسن ليأتي بالسندوتشات و الشاي وكان حسن يضبط السيارة وكانت تتابعه من بعد ولا تدري ما يحدث لها عندما تراه وما سر ذلك الإنجذاب الغريب هل يعقل أن... ؟؟
أما هو فحاله لم يختلف عنها كثيراً فهو أيضاً لا يعلم سر إنجذابه لها وسر إطاعته لها والأخذ برأيها رغم أن كثيراً ما ترجته أمه وفتحي أن يهتم بورشته أولي و يدعه من البحث عن وظيفة .
و مع ذلك لا يعلم سر ذلك الإحساس الذي يقتحم قلبيهما بقوة دون أن يعرف أي منهما الآخر، أنهي حسن السيارة وأكل الثلاثة ثم غادرت جميلة بالتاكسي و بداخل كلا منهما شوق كبير للآخر وهو يتركه.
أما فتحي فقد قرأ ذلك المغناطيس من اللحظات الأولى لكنه فضل الصمت.
ذهبت جميلة وهي في حالة غير الحالة و هي أصلاً لا تصدق نفسها أيدق قلبها لشخص رأته من سويعات قليلة لكنه من طراز لم تقابله من قبل... إنه رجل.
كانت تحدث نفسها قائلة :تعالي يا مامي شوفي الرجالة اللي بجد مش السيكي ميكي اللي بتعرفيني عليهم دول ، ياخدك ويخطفك كده تحسي إنك مش عارفة راسك من رجلك ، معقول ياجوجو حصل بالسرعة دي ؟! بس هو شكله مجتهد و هيبني نفسه ويقف علي رجله ، هستناك يا حبيبي ، إيه حبيبي كده علي طول ؟!! أمال هيكون إيه ؟! المهم دلوقتي ابعت لصحابي كلهم إن عندي ميكانيكي لقطة أي حد فيهم عربيته عطلانة أو مخبوطة أو أي حاجة عايزبن نستفتح بأه ، وكمان أنزل إعلان عن الورشة دي خلي الزباين تهل.
أما حسن فمنذ أن غادرت ظل صامتاً واجما ينظر ناحية الباب حيث ذهبت ، ولا يدري ماذا حدث له ! ولماذا اقتنع بكلامها سريعاً هكذا ؟!
ولماذا يدق قلبه بهذه الطريقة كلما وقفت جانبه و اشتم تلك الرائحة ، تلك الرائحة !
كيف لسائقة تنبعث منها تلك الرائحة العطرة كهذه ؟! أو تمتلك يديان ناعمتين كهذه ؟!
تري ماهو شكلك وماهي ملامحك؟؟
يااااااااااااااااه لو كان بإمكاني شد تلك النظارة وأرى ما تخفيه خلفها ، لكن لايهم شكلها إنها تمتلك شهامة وخفة ظل لا مثيل لها كما أن لها قدرة رهيبة علي الإقناع وماذا بعد ذلك ياحسن ؟!!
إهدأ وتريث ، تري هل ستعوديت من جديد؟؟
هل أراك ثانية؟؟
وكان فتحي يتابعه بفضول شديد.
حسن هو صديق الطفولة لحسن وجاره بل أخوان فكانا في نفس المدرسة ونفس الفصل بل و نفس المقعد و التحقا بكلية واحدة و دخلا نفس القسم وتخرجا معاً وعملا معاً في ورشة أبو حسن كما أنه زوج أخته الصغري مني.
اقترب فتحي من حسن وقال:إيه النظام يا تري؟
حسن في فجأة :نعم.
فتحي :نعم الله عليك يا غالي ، ناوي علي إيه؟
حسن:هشتغل هنا وابدأ من هنا ، وإن شاء الله أكبر.
فتخي:بركاتك يا جمال ، تفتكر هترجع تاني وتجيب زباين زي ما قالت ؟!
حسن:يا ريت ترجع تاني ، قصدي تصدق ف وعدها يعني.
فتحي:آه آه ، طبعا طبعا.
و أكملا بعض العمل في الورشة ثم أغلقاها وعادا معا للمنزل وكانت مني عند أمها تحية فدخلا معا.
فقابلتهما الأم:إيه يا حسن إتأخرت كده ليه ياحبيبي؟
حسن:لا أبداً يا أمي ، كنت مع فتحي ف الورشة، ما بدهاش بأه.
تحية:يا ألف نهار أبيض يا حبيبي ، والله ما بطلت أدعيلك إن ربنا يهديك و يلهمك الصواب و ترجع تشغل ورشة أبوك و يوسع عليك و يسعدك و يرزقك ببنت الحلال.
فتحي:و أهو استجاب يا توحة.
تحية:الحمد لله يا حبيبي.
همست مني لزوجها:هو حسن ماله ؟! متغير شويتين ولا بيتهيألي.
فتحي:استني.
حسن:يا ريت تجهزوا أي حاجة بتتاكل أحسن أنا واقع هاخد دش عبال ما تجهزوا العشا.
تحية:حاضر يا حبيبي.
و دخل لحجرته فقالت سارة الأخت الكبرى :مادام حسن نفسه مفتوحة كده يبقي مبسوط ومزقطط.
مني:ما تقول بأه يا فتحي.
فخرج حسن من حجرته ومعه ملابسه و منشفته و نظر نحوهم ثم نظر لفتحي ويقول:مفيش فايدة.
ثم دخل الحمام وجلس فتحي يقص عليهم كل ماحدث حتي تحليله الشخصي للموقف.
مني:طب شكلها إيه جمال دي؟
فتحي:باقولك خافية نفسها ما تعرفيهاش ولد ولا بنت ، تكونش واخدة كام غرزة ف وشها ، ضبة ومفتاح مثلاً فمدارياهم ؟!
سارة:وليه؟؟؟بتقول سواقة علي تاكسي يعني بتقابل أشكال وألوان ولازم تخبي نفسها كويس.
تحية:والله أنا قلبي اتفتح للبت دي من قبل ما اشوفها حتي.
خرج حسن من الحمام ويتوقع ما يتحدثون فيه، وإن كان سمع بعض أطراف الحديث.
حسن:هو مفيش عشا إنهاردة؟
تحية:قومي انت وهي جهزوا العشا بسرعة.
حسن:مش نقفل بأهCNN دي ؟!
فضحك فتحي وتحية.
وضع العشاء وأكل الجميع وانصرف فتحي ومني وحان موعد النوم لكن هل لحسن أن ينام ؟!
لقد سرقت من عينه النوم ، كما هو سرق من عينها النوم فما أن يناما حتى يستيقظا.
وجاء الصباح واستيقظ حسن وتناول فطوره وذهب لورشته مع فتحي ، عملا بعض الوقت لكن حسن شارد ، إنه ينتظرها ، لماذا تأخرتي؟؟ تري هل ستأتي ؟؟
استيقظت جميلة متأخراً بعض الشئ عن موعدها و ظلت تنتظر الرد من أي من أصدقائها ولم تنزل حتي الآن حتي لم تخرج من حجرتها فأرسلت إليها أمها صينية فطورها في حجرتها.
لقد قارب اليوم علي الإنتهاء ولم تأتي حتي الآن و بدأ ينتابه بعض الغضب و فتحي يتابعه عن بعد دون تدخل.
وفجأة جاءت سيارة أمام الورشة ونزلت منها جميلة في هيئة السائقة وما أن رآها حسن حتي هب من مكانه علي الفور يستقبلها و يرحب بها.
حسن:يا أهلاً يا أهلاً.
جميلة:آسفة إتأخرت.
حسن:ولا يهمك اتفضلي.
جميلة:شكرا يا بشمهندس ، عايزينك تشوفلنا العربية دي مالها.
وبالفعل بدأ حسن يفحص السيارة و يصلح مافيها و صارت جميلة تجيء من حين لآخر بسيارات و تذهب بسيارات و توصل إليه الأثمان.
وكانت جميلة هي حلقة الوصل بين حسن و أصدقاءها و صديقاتها و ذلك غير الزبائن التي تأتي أصلاً لحسن فقامت جميلة بزيادة نشر إعلانات عن ورشته كميكانيكي رائع عملاً و معاملة و ضميرا و كتبت عنوانه فصار يأتيه الناس من مختلف الطبقات وتركت جميلة التاكسي من وقتها وصارت تعمل معه إما توصل السيارات أو كصبي تناوله بعض من الأدوات.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
منتظرة آراءكم،
NehalAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق