رواية-العوض الجميل -الحلقات10:12- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
( العوض الجميل)
الحلقة العاشرة
بقلم :نهال عبد الواحد
سافر الجميع و وصلوا إلي لندن وأقاموا في منزل لوليد هناك فلازال هناك عدة أيام تسبق موعد العملية .
كانت شفق منذ ذلك اللقاء وهي تتلاشي لقاءه أو التعامل معه علي الإطلاق فهي تقضي وقتها بمفردها أو مع شفق.
والآن يا شفق اغلقي ذلك الباب وضعي أكبر حجر على قلبك حتي يهدأ ولا ينبض مجدداً.
ماذا كنتي تنتظرين ؟؟؟
أنت كنتي تعلمين نهاية الطريق الذي سيرتي فيه ومع ذاك اختارتيه، يكفي ما قطعتيه فيه وعليكِ العودة ، يكفيكي بعض الذكريات الحلوة أليس ذلك كلامك ؟؟؟؟!!!!!
أأكنتِ تظنين أن الأمر بتلك السهولة!!!
هكذا كانت تحدث نفسها دائماً.
لكن وليد لم يكف عن ملاحظته لها بدقة فهي هادئة الطباع والأخلاق وتكاد لا تنام إلا قليلاً.
وذات يوم كانت الساعات الأولي قبيل شروق الشمس يوم العملية وكانت شفق قلقة للغاية بشأن تلك الطفلة وانتهزت فرصة هدوء البيت ونوم الجميع ونزلت إلي حديقة المنزل جلست بأحد أركانها كان فيه أيضا حوضا من الزهور ، هكذا تكون أماكن تواجدها.
جلست تنتظر إرتفاع الشمس وتعد كم ساعة متبقية لدخول شفق العمليات .
ظلت جالسة تستنشق عبير الزهور و رائحة الندي وتتلمس بيدها وتعبث برقة تلك الزهور المتمايلة وفجأة شعرت بشخص يجلس بجوارها فانتفضت مفزوعة.
وليد:صباح الخير.
شفق:صباح النور.
وليد:صاحية بدري يعني ولا قلقانة ؟؟
شفق:أنا متعودة أصحي الفجر وما انامش تاني ، وقلقانة شوية برضو ، بس إن شاء الله خير.
وليد:إن شاء الله. ثم قال:مش بتنامي بليل ولا بالنهار ولا بعد الفجر أمال بتنامي إمتي ؟!!!
شفق:هه ! إتعودت علي كده.
وليد:وبالنسبة للمخ نظامه إيه ؟
وسكت قليلا ثم قال :هو احنا متخاصمين ولا حاجه ؟
شفق:لا طبعا ، حضرتك ليه بتقول كده ؟؟
وليد:هي وصلت لحضرتك كمان ؟؟!!!!
شفق:المقامات محفوظة يا فندم .
وليد:طب بلاش طريقتك دي عشان بتغيظني، وافتكري كويس إني عمري ما عرفتك علي نفسي ولا قولتلك إني بشتغل ف الفيلا ، انت اللي افتكستي كده من نفسك.
شفق:عارفة ، ماهو من غباءي.
فضحك ثم قال:لا معلش الغلط ممنوع ، بس عارفة بصراحة كنت مبسوط وانت بتعامليني علي إني واحد بسيط ، كان نفسي ف حد كده فعلا، زهقت م الوشوش الكدابة اللي بتنافق وهي بتتعامل معايا كوليد عوني وبس، لكن انت كنتي بتتعاملي معايا أنا مع شخصي أنا بتتعاملي من غير زيف ولا تمثيل بتتعاملي بتلقائية وصدق ليكي طريقة كده بصراحة خطفتني ، بحس إني معاكِ علي حريتي مش محتاج اترسم أدامك ، أكتر حد بعد أمي شافني صح وفهمني صح وعرف يتعامل معايا ، عارفة بتشدي امتي و تفوتي إمتي، مالك يا شفق عاملة كده ليه ؟؟!
سكتت وبدأت دموعها تتساقط فاقترب منها ورفع وجهها إليه ومسح دمعها بيديه لكنها هربت بوجهها عنه بل أن تهرب كلها وهمت بالوقوف فمسك يدها وأجلسها مجدداً.
وليد:ليه كده ؟ليه كل ده ؟؟!! توقعت إنك تتفاجئي بس مش للدرجة دي.
فردت بإنفعال :عشان المسافات كبرت أوي ، أكبر من احتمالي واحتمالك ، كتر خيرك إنك فاتحلي بيتك و لسه قادر تقعد معايا كمان.
ثم سكتت فجأة وانتبهت لتلك الطريقة التي تتحدث بها إنها المرة الأولى التي تنفعل عليه هكذا بل المرة الأولى علي الإطلاق مع أي شخص.
وليد:كنتي دايما لابسة نضارة شمس بس لما شوفت لون عنيكي خصوصاً ف الشمس قلت ليها تداريهم عن الكل أصلهم قتالين خصوصاً مع رموشك الطويلة دي يخلوا الضربة ف مقتل، كنتي دايما تتكلمي مع أي حد وتحطي وشك ف الأرض بس لما بصتيلي وأنا بكلمك فهمت أد إيه كان هيبقي في ضحايا لما تبصيلهم كده وانت بتكلميهم، وعمري ما شوفتك متنرفزة ولا متعصبة رفم كل الاستفزاز اللي استفزتهولك بس شكلك يجنن فعلا وانت متنرفزة.
كانت شفق تستمع لكلامه وهي في قمة خجلها و وجهها يزداد توردا من كلامه ذلك.
فأكمل وليد:وجمالك زايد أوي وانت مكسوفة ، هتخليني اتفنن إزاي أكسفك عشان أشوف الجمال ده.
واقترب وهمس:وانا بعرف كويس اكسف البنات الحلوين.
شردت بارتباك:مش شايف انك زودتها ، وبعدين دي مبالغات زيادة عن اللزوم.
فضحك ثم قال :هركن الكلام ده دلوقتي لأني مش ببالغ أبدا، بلاش سكة المسافات كبرت و أنا بنت عامل بسيط وكل اللي هتقوليه وتقللي بيه نفسك ، انت مش قليلة أبدا، اللي تقدر تتحدي كل ظروفها و تبقي بهيئتك وتحقق اللي حققتيه دي تبقي إنسانة عظيمة وقوية.
شفق:حاول تفكر بواقعية ، أنا مين، بنت مين، أهلي مين ، كنت ساكنة فين ؟؟؟كل دي أسئلة لازم تبقي مستعد ليها ، أنا عمري مانكرت أصلي ولما بخبي حقيقتي عن الناس ده لأن الناس مش بتفكر كده ، دايما بتشوف إن اللي جاي م.....
وليد مقاطعا: وأنا مش زيهم ، وأصلا زهقت منهم ، يعني لما جربت وخدت بالمظاهر حصلي إيه ؟؟؟ اختارت واحدة من طبقة بس مش مناسبة وسلمتها نفسي ، كنت فاهم إني بحبها و أنا عمال شبيك لبيك وهي تدوس وتاخد وبس وف الآخر خانتني و رمت بنتها و راحت ، شفق أنا ما عرفتش أشوف الدنيا من جديد ولا عرفت ألاقي نفسي التايهة إلا لما ظهرتي ف حياتي ، إتأكدت ساعتها بس إني عمري ما حبيت ، وأد إيه ربنا بيحبني وحط ف طريقي ملاك زيك ، سبب ف هدايتي، شفق انت شاركتيني ف حب بنتي ، ف حب أمي ، حتي ف ظروف مهمة زي اللي احنا فيها برضو شاركتيني ،طمعان كمان إنك تشاركيني حياتي ، توافقي تتجوزيني وتبقي مش مسئولة عن شفق لوحدها وأبوها كمان، أبوها اللي بصم بالعشرة إنه حب ولا خيحب غيرك ، بحبك ياشفق.
كانت شفق كالمغيبة تظن نفسها في حلم فما تسمعه الآن يفوق قدرة قلبها علي تحمله ، مؤكد أنه حلم وستسيقظ وتفيق منه بعد قليل ، وكلمة أحبك تلك قد فاجئتها وجعلتها تظل واجمة وناظرة إليه.
وليد:طب بطلي تبصيلي كده ، عشان هتبقي الجانية عن نفسك.
وبينما شفق في حالتها تلك حتي فاجأتهما شفق الطفلة تقفز عليهما فانتفضا.
شفق الطفلة:صباح الخير.
وليد:فجعتينا يا فوفا.
شفق الطفلة :سوري داد، مالك يا ميس شفق ؟
شفق:هه ! انت جيتي إمتي؟
شفق الطفلة :لسه ناو.
شفق:في حد يصحي م النوم وينزل ف الهوا كده علي طول ؟؟؟
شفق الطفلة :لا أنا صاحية من بدري وغسلت وشي وشوفتكم قاعدين فنزلت اقعد معاكم.
هي هي هي العملية بتوجع ؟؟؟
فنظر إليها وليد ثم نظر اشفق أن لا يدري ماذا يجيبها.
فأجابتها شفق:هي هتوجعك شوية صغيرة وبعد كدة تخفي خالص وتبقي زي الفل.
شفق الطفلة :طيب! هو انتوا كنتوا بتقولوا إيه ؟
ونظرت بينهما فنظر وليد وشفق لبعضهما البعض دون رد.
فقالت الطفلة:طب انا ممكن أقول حاجة ؟؟؟
وليد:قولي يا قلب بابي.
شفق الطفلة :ما دمت انتوا الإتنين قاعدين بتتكلموا مع بعض تبقوا متصالحين، وأنا بحبك يا بابي وبحب ميس شفق أوي ومش بحبها تروح وتسيبني ، وحتي لما بروح ف بيتها مش ببقب عايزة أروح ، ينفع تخليها مامي ؟؟
فابتسم وليد وغمز لشفق ثم قال لابنته ببلاهة مصطنعة :أخليها مامتك إزاي ؟؟
شفق الطفلة :اتجوزها يا بابي وتفضل معانا علي طول.
وليد:قولتش حاجة انا، والله يا فوفا بتحايل عليها م الصبح.
شفق الطفلة :وافقي يا ميس شفق ،وافقي عشان خاطري، والله بابي ده جميل و أمور هو ساعات بيتحول بس أكيد مش هيزعلك.
فضحك وليد وشفق ثم قال وليد:بأه أنا بتحول ؟؟
شفق الطفلة :لا لا ده كان زمان بس ، لكن دلوقتي هو أمور وعسول.
وليد:هه ! يا ميس شفق؟ده مطلب جماهيري.
شفق الطفلة : طب بوسها يا بابي وهي هتوافق علي طول.
وليد:حبيبة أبوكي والله ، هه! أسمع كلامها ؟؟
فردت شفق بخجل شديد:حبيبتي ده كلام كبار ، يلا عشان ألبسك وتجهزي نفسك.
شفق الطفلة :لا أنا هلبس لوحدي وانت تسرحيلي شعري ، يا مامي.
فقبلتها في خدها فضمتها شفق إليها بعبرة تحاول التخلص منها ألا تهبط و وليد يتابعهما بنفس تلك العبرة.
شفق الطفلة :أنا همشي واسيبكم شكلكم مكسوفين مني.
وانصرفت الطفلة الماكرة فضحك وليد بشدة ثم نظر لشفق.
شفق:ودي معناها إيه البصة دي ؟؟؟
وليد:أصلي بحب بنتي ومااحبش ارفضلها أي طلب.
شفق:آاااااااه !!!
وليد:طب والله هبقي حنين وهشيلك ف عيني ، وافقي بس ، ما اخبيش عليكي حاولت أكابر قبل كده و أبعد لكن فشلت فشل ذريع وافقي يا ملاكي.
شفق:طب نطمن عي شفق الأول.
وليد:طبعا مفيش حاجة هتحصل غير بعد ما نطمن علي شفق، بس نفسي ف وعد ف كلمة موافقة، أمل يردلي روحي.
فابتسمت شفق.
وليد:موافقة؟؟؟
فهزت برأسها أن نعم.
فقال بسعادة بالغة:بحبك.
ومسك يدها وقبلها فارتعشت وارتبكت وسحبت يدها مسرعة وتوردت من الخجل فضحك من هيئتها.
بحبك يا حبيبي اكمني بهواك وبحس انك مني
سمعت طرب روحي بغني
أنا بحكي لكل الدنيا عليك
بخب الحب اللي جمعنا و بحب الشوق اللي وجعنا
بحب هواك وعينيك إنما لو أد الأرض وأد السما
هكون أكتر منهم مغرمة
وهكون أكتر من نفسك ليك
بحب أهرب وأجيلك واسيب إحساسي يغنيلك
كفاية يكون قلبي باقيلك وكفاية بشوف الكون بعنيك
بحب كلامك فشفافيك وبحب القلب يكون شايفك
جوايا حنين حساه عارفك
بحبك مش متهيألي أنا عايشة حلم اتحقق لي
أنا حاسة إن انت بتشتاقلي
أنا دايبة من الشوق والإحساس
بحب النسمة اللي تعدي علي رمشك مرة وعلي خدي
ناخد ف الحب وندي
ونعيش انا وانت ف أحلي غرام
بحبك انت بحبك بس
وحبك أجمل شيء يتحس
وبسمع منك أجمل همس
وبشوف ف عيونك أحلي كلام
آااه م اللي أنا حاساه
واللي أنا عايشاه من حنيني وآاااااااه
آااه كل يوم بيفوت فيك بعيش وبموت
برضو أحلي حيااااااة
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الحادية عشر
بقلم : نهال عبد الواحد
ذهبوا جميعاً للمستشفي و بدأت تجهيزات شفق للعملية و بالفعل حان وقت إجراء العملية و الجميع في قلق و كلا منهم يدعو ويبتهل أن يمر كل شيء بسلام فالله هو الشافي المعافي بإذن الله وهو علي كل شيء قدير.
مرت ساعات طويلة ببطء عليهم حتي أخيراً خرج الطبيب يبشرهم بإتمام العملية علي أكمل وجه وستوضع الطفلة في غرفة العناية المركزة تحت الملاحظة لفترة من الزمن.
بالطبع كان الطبيب يتعامل مع شفق علي إنها أم الطفلة بل وجميع الموجودين بالمستشفى مما يظهر عليها من قلق و حب و حنان شديد للطفلة و إهتمامها بها وبكل شئونها ، فإن كان هناك المسئول عن العناية بالطفلة لكن شفق كانت تهتم بكل تفاصيل تخصها فكانت تبدل ملابسها بنفسها و تصفف شعرها وتهتم بإطعامها وتناول الأدوية في مواعيدها.
كما كانت هيئة وليد وشفق هيئة أبوان محبان ومتفاهمان وبدأت حالة شفق الطفلة تتحسن وهي تشعر بدفيء أسري و وجود أبوان مترابطان يحبانها وذلك قد أسعد هالة كثيراً.
خرجت الطفلة من المستشفى وقد سألت شفق عن تفاصيل وتعليمات الإعتناء بالطفلة بعد عودتها للمنزل لتنفذها بحذافيرها وبعد ذلك عادوا جميعاً لمصر وكان هناك طبيب آخر وكل إليه متابعة حالتها لفترة من الوقت.
صارت شفق تعيش معهم ولم تعد لشقتها وكانت تقضي معظم الوقت في عناية الطفلة وبدأ وليد يعود في منتصف اليوم للمنزل علي غير العادة لتناول الغداء وقضاء بعض الوقت مع شفق.
اقترب وليد وشفق كثيراً في الآونة الأخيرة وقد اتفقا علي إتمام زواجهما قريباً وبدأت هالة بالتجهيزات الخاصة وشراء الملابس و المستلزمات وإعداد حجرة نوم جديدة للعروسين و نقل وليد أشياءه و أقام في حجرة أخري مؤقتاً.
كانت هالة ترغب في حفل زواج كبير يليق بوليد لكن وليد فضل مجرد حفل بسيط في حديقة الفيلا وقد وافقته شفق علي ذلك.
وبدأ العد التنازلي و صار كل شيء علي أتم إستعداد و لم يتبقي سوي أيام قليلة علي موعد زفافهما.
رغم اقتراب شفق و وليد وحديثهما معا بشكل مستمر إلا أن شفق لم تخبره بكل شيء بعد وكلما إقترب موعد الزواج كلما اضطربت شفق وشردت أكثر.
وذات ليلة جاءت هالة تجلس مع شفق في أحد الكراسي قرب المدخل وقد كانت شفق شاردة ويبدو عليها الهم أو التفكير في أمر جلي.
هالة :عروستنا الحلوة مالها سرحانة ف إيه ؟؟؟
وضحكت.
شفق:هه ! ثم قالت: قلقانة و خايفة.
هالة ولازالت تضحك:كل العرايس بتبقي كده قرب فرحها خايفة علي قلقانة ، بس ما تخافيش ياحبيبتي أنا هبقي مامتك مش حماتك ، و وليد كمان حنين و بيحبك و هيشيلك ف عنيه وعمره ما هيزعلك.
شفق:مش ده اللي أقصده يا ماما.
هالة:جري إيه يا عروسة ما بتعرفيش تفرحي ولا إيه ؟؟؟!!!
فتنهدت شفق:يظهر كده.
هالة:يا حبيبتي إنسي كل حاجة بأه.
شفق:تفتكري يا ماما لو وليد عرف الحقيقة هيفضل عاوزني ؟؟!!!
هالة:وليد عرفك وفهمك ده بيعشقك يا قلبي.
شفق:هيفضل عاوزني ؟؟!! حتي لو عرف موضوع أخويا ؟؟
هالة:للمرة الألف بقولك مش ذنبك يا حبيبتي ، مش ذنبك إن أخوكي يبقي مدمن ولا حتي قتال قتلة ، المهم إنت إيه ، وبعدين الحمد لله انت سبتيه وربنا نجاكي منه ، امسحي الصفحة دي من حياتك بأه.
شفق:ده بالنسبة لي ، لكن هو نساني ؟ بيدور علي ؟ ولو عرف طريقي هيعمل إيه ؟ ولوعرف اتجوزت مين هيعمل إيه ؟ وإزاي أحط عيني ف عين وليد وأنا مخبية عنه سر زي ده ؟ الموضوع مش بالبساطة دي.
هالة:أنا شايفة إنك تفرحي وتعيشيلك يومين من نفسك وسيبي موضوع أخوكي ده مش وقته ، مش يمكن نا يعرفش يوصلك ؟؟؟
شفق:مفيش حاجة بتفضل مستخبية يا ماما ، ولو عرف يوصلي هيسيبني حية ؟؟ ولا هيستغل إني مرات وليد عوني و يفضل يساومني ويبتزني ؟؟ وليد ساعتها هيفهم إني لويت دراعه واستنيت لما أبقي مراته وحطيته أدام الأمر الواقع وماادتهوش فرصة يختار مش يمكن يغير رأيه لما يعرف الحقيقة ؟
هالة:وأنا باقولك للمرة الألف ده مش ذنبك وما حدش بيتحاسب علي عمل غيره.
شفق: وأنا بين نارين يا ماما أفضل مخبية عليه وأسيبها بظروفها بس مش هعرف ويوم ما وليد هيعرف عمره ما هيسامحني ، ولو قولتله دلوقتي مش عارفة ردة فعله بس أكيد هخسره وده صعب علي أوي دلوقتي ،يا ريتني ما كنت سيبت نفسي ، ياريتني كنت هربت منه.
هالة:إهدي يا قلبي دلوقتي و حاولي تفرحي.
شفق:مش هعرف أفرح وأنا شايلة سر زي ده ، وكمان مش هعرف أكدب عليه...
وفجأة صوت يأتي من خلفها :وتكدبي ليه لا تخبي ، حقيقتك انكشفت خلاص ، لسه كنت بتفكري تقوليلي ولا لأ ؟؟!!! ويا تري مخبية إيه تاني ؟؟؟ ما الحق مش عليكي ،الحق عل اللي ما بيتعلمش وكأنه بيتمزج كل ما ياخد قلم جديد، بس سها كانت واضحة عنك رغم كل مساوءها بس ما احتاجتش إنها تلبس توب الملايكة والشرف اللي دخلتي بيه علينا كلنا ، بأه أخوكي مدمن وانت مخبية وبعد كده يظهر بسلامته و طبعا لازم أرحب بيه ف عيلتي وطبعا هيكبش وياخد ، الله ! برافو حقيقي برافو !
شفق:لا يا وليد الموضوع مش كده خالص ، انت عارف كويس إني يوم ما عرفتك و حبيتك ما كنتش أعرف انت مين ؟؟
وليد:والله ! وإيه اللي يضمنلي ؟!! واضح إني كنت غبي و دخلت علي ، بس خلاص أنا فوقت وصحيلك كويس أوي ولألاعيبك دي، هو في ملايكة بتعيش عل أرض ولا حاجة ؟؟؟!!!
شفق: أرجوك يا وليد إسمعني.......
وليد:أنا لاعايز أسمعك ولا أشوفك ولا أعرفك بعد كده ، وإوعي تحاولي تتصلي بأمي ولا بنتي اللي واكلة عقلهم بسكة الحنية بتاعتك دي ،أنا هنقل بنتي خالص م المدرسة دي و إياكي تحاولي تقربي تاني من عيلتي ساعتها هروح المدرسة وأقولهم علي حقيقتك ومش هسيبك ف حالك انت لا أدي ولا تعرفي وليد عوني ممكن يعمل فيكي إيه ، ده مش بعيد تكوني عاملة عاملة وجاية تدبسيني فيها.
شفق:من فضلك يا بشمهندس لحد كده وكفاية أوي.
وليد :ده أنا اللي كفاية أوي!! اتفضلي لمي هدومك وامشي من هنا ومع السلامة من مكان ما جيتي، ساعة زمن ومش عايزك ف البيت.
انصرفت شفق مسرعة نحو غرفتها تجمع ملابسها وأشياءها أما هو فدخل لحجرة المكتب ، أما هالة فجلست مكانها تبكي في صمت وكأن الفرح قد حرم دخول هذا البيت.
وبعد قليل نزلت شفق تحمل في يدها حقائب ملابسها وأشياءها وتحاول التماسك أمامها وما أن رأتها هالة حتى أرتمت في حضنها وبكت بشدة فأخذت تهدأها وتربت عليها.
شفق:خلاص يا حبيبتي إهدي.
هالة:بس أنا مش هسكت.
شفق :خلاص يا حبيبتي ، أهم حاجة إوعي شفق تعرف حاجة إخترعي أي حكاية مش عايزاها تتعب ولا ترجع تكره أبوها من تاني.
هالة:بس انتو بتحبوا بعض.
شفق بمرارة تحاول إخفاءها:كانت نهاية متوقعة يا ماما ، الحب و النهايات السعيدة دي حاجة للقصص و الروايات وبس، بس أنا عمري ما هبطل احبه ، أنا كنت عارفة إن ده رد فعله ، المهم إوعي تخليه يرجع عن طريق الهداية اللي مشي فيه ، خليه يكمل أنا يهمني سعادته وصلاح أحواله حتي لو مش مع بعض ، ما هو مش معقول الدنيا هترضي عني أوي كده ، وكفاية علي أحلي أيام وذكريات عيشتها معاكم ، خلي بالك من نفسك ، مع السلامة.
وتعانقتا بشدة وانصرفت شفق وكان وليد يقف خلف باب المكتب و قد سمع كلامها ولم يدري إن كان محقاً أم تسرع بتصرفه والحكم عليها.
ذهبت شفق لشقتها وقابلت حارس العقار عم عبده.
عم عبده:أهلا حمد الله علي السلامة.
شفق:الله يسلمك ، معلش كنت عايزاك تجيبلي الطلبات المكتوبة دي والفلوس أهي ، خليها الصبح أحسن لأني تعبانة وعايزة أنام.
وتركته وصعدا حتي وصلت لشقتها و ما أن فتحت الباب و دخلت حتي جلست علي الأرض و أجهشت بالبكاء وبعد مرور بعض الوقت قامت وأخذت حماما دافئاً و دثرت نفسها تحاول النوم لكن هيهات.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الثانية عشر
بقلم :نهال عبد الواحد
كانت الليلة السابقة عصيبة علي الجميع فلم أحد في تلك الليلة شفق ظلت في فراشها تبكي وتسترجع كل لقاء وموقف جمعهما ، تذكر كيف تحرك إحساسها فجأة ، تفتح هاتفها وتشاهد صورا جمعتهما مع وأخري مع هالة وغيرها مع شفق وآخرين لهم جميعا.
كم حذرتك من تلك اللحظة ، كنتِ ترين النهاية ولكنك مضيتي في طريقك هذا ، قلتِ يكفي أن أشعر بذلك الإحساس ، قلتِ يكفيني وقتها أن تكون لدي ذكريات حلوه.
تفضلي وعيشي الذكريات! كنتِ تظنين أن الأمر سهلاً ، ليست مشاعر وقلب يتمزق.
أنت المخطئة فحتي لا تستطيعين أن تلوميه.
لا بل ألومه كان ينبعي عليه أن يسمعني و يعلم كم عانيت وكم تألمت و كيف كنت سأنتهي بسبب ذلك الأخ ، لكن ما الفائدة فلن يصدقك .
لقد صدم عندما خدعته زوجته الأولى ، والآن أنت في نظره مخادعة و لن يأمن لها أبداً.
وهالة أمضت ليلتها تبكي فقد فقدت إبنة لها كانت قد أرسلت لها لتعوضها عما سبق و الآن ترحل مجدداً ، هي لم تفقد إبنة فحسب بل إبنها أيضاً فهي تعلم كم أحب وليد شفق ولن يكون بخير أبداً بعد ذلك الفراق، وماذا عن شفق حفيدتها ؟ ماذا سيحدث عندما تعرف ؟؟
أما عن وليد فقد ظل مكانه في حجرة المكتب حزين ومتألم ، ماله لا يقابل سوي المخادعات! لكن قلبه يحترق بشدة ، هل تسرعت وكان علي أن اسمعها ؟!!
ماذا كانت ستقول ؟؟ ستخترع كذبة أخري أم ماذا ؟ لماذا أشعر بوخذة في ضميري ؟لا هي في قلبي، ذلك لأنه قدراتها علي الخداع أعلي بكثير ، إياك يا وليد أن تهرب من الحقيقة فجميعهن مخادعات ! لكن لن أضعف ولن أنهار.
وفي الصباح وعلي سفرة الإفطار يجلس الجميع صامتا واجما ومن له شهية للطعام فالجميع يحترق حزنا و ألما ، لكن وليد قرر تجاهل الموقف وتجاهل حزنه الدفين وبدأ في الأكل ، لكن اللقمة لا تبتلع كان حلقه قد سد ، كان يشعر بضيق شديد حتي إنه فتح أزرار قميصه العلوية ليستطيع التنفس.
نزلت شفق الطفلة تسلم علي جدتها وأبيها و تبحث بعينها عن شفق.
شفق:إده معقول مامي لسه نايمة لحد دلوقتي ؟! أنا طالعة أصحيها.
وليد:خليكي مكانك ما تطلعيش.
شفق:هي أكيد قاعدة بتقرأ وناسية نفسها.
فنادي بغضب :استني عندك يا......
وتوقف عن الكلام و حدث نفسه يصرخ فيها : ياااااالله!! دون جميع الأسماء يكون إسمك علي اسم ابنتي الوحيدة ، حتي أختي الوحيدة رحمها الله علي إسمك ، هل أكرههم من أجلك ؟!!!
ما هذا العذاب ؟؟ كلما ناديت عليها أذكرك!!!
وكل مرة أنطق بإسمك أراكي أمامي ، هل حكم علي أن تسكنيني ولا تخرجي أبدا ؟؟؟!!!!
شفق:أنا هطلع أنادي مامي.
فصرخ فيها بقوة وقسوة :مفيش مامي ،دي مش مامتك ، مامتك ماتت زمان ، ودي مشت خلاص.
هالة:إيه اللي انت بتعمله ف البنت ده ؟!!!
فبدأت الطفلة في البكاء والارتجاف وتنظر لأبيها بخوف شديد ثم قالت :ماليش دعوة ، أنا عايزة مامي شفق ، انت بآيت وحش تاني ، هي مامتي ، أنا عايزة مامي ، أنا.....
وفجأة سقطت مغشياً عليها حاول وليد مسرعاً يحاول إفاقتها ثم حملها مسرعاً إلي المستشفى ذاهبا إلى الطبيب المتابع لحالتها وكانت معه أمه هالة وكانت متعبة للغاية هي الأخري لقد ارتفع ضغطه بشكل غير طبيعي وهي الأخري ليست علي مايرام وقد وضع لها الطبيب عددا من المحاليل.
مر بعض الوقت حتي جاء الطبيب يتحدث إلي وليد.
وليد:خير يا دكتور طمني! هي مش كانت كويسة.
الطبيب:أنا اللي المفروض أسألك إيه اللي حصل و وصلها للحالة دي ، لازم تكون اتعرضت لضغط نفسي شديد .
وليد:بصراحة هو حصل موقف كده ، بس ما تخيلتش....
الطبيب بغضب:إيه التهريج والاستهتار ده!! ده أنا مأكد علي حضراتكم ممنوع أي ضغوط من أي نوع لحد الفترة دي ما تعدي على خير ، أمال فين مامتها هي حافظة التعليمات كويس ؟؟
وليد:دي مش مامتها.
الطبيب:هي فين أيا كانت ؟؟ تطلع مامتها تطلع خالتها تفاصيل ما تهمنيش المهم إنها تكون هنا فوراً ، واضح إن غيابها هو السبب أنا شوفت ارتباطهم ببعض وكنت بحسبها مامتها ، من فضلك اتصرف لو كنت عايز بنتك تتحسن.
وانصرف الطبيب و وجم وليد وتجمد في مكانه بعض الوقت.
ثم نظر ناحية أمه :يلا اتفضلي قوليلي انت كمان.
هالة:عايزني أقولك إيه ؟ أقولك إنك غلطان حكمت ظلم من غير ماتسمع ولا تراعي ، أقولك إنك ضيعت واحدة لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي ضفرها ، أقولك إن كبرياءك ده خسرك ولسه بيخسرك ،أنا هقولك حاجة واحدة بس ، أنا اتحرمت زمان من بنتي قلت قضاء الله ومالناش حاجة ف نفسنا ، جه ربنا عوضني بعدها بسنين ببنت تانية حبيتها و حبتني واديك ضيعتها ، لكن كمان عايز تضيع حفيدتي الوحيدة اللي ماليش غيرها ومش هسمحلك تضيعها مني هي كمان.
ثم قالت بهدوء وتوسل :أرجوك روح جيبها حتي لو عشان خاطر بنتك وبس ، خايفة البنت يحصلها حاجة بقرارك ده.
وقف بعض الوقت ثم ربت علي كتف أمه وانصرف.
ذهب بسيارته حتي وصل للبيت الذي تسكن فيه شفق و ظل بداخل سيارته لفترة ثم نزل و دخل للعمارة فلم يجد حارس العقار فذهب نحو المصعد فتذكر أنه ليس معه مفتاح للمصعد فصعد علي السلم حتي وصل للطابق و وقف مكانه يتلاقط أنفاسه.
كانت شفق علي حالها من الأمس وقد أصابها صداع شديد فقامت متجهة للمطبخ تبحث عن أي شيء ربما يكون موجودا وهي تحدث نفسها :أيووه عليك يا عم عبده! كل ده بتجيب الحاجة، اللي يتكل عليك في حاجة!!
ودخلت المطبخ تبحث هنا وهناك حتي وجدت علبة بن وأخري للبن مجفف فصنعت كوباً من القهوة و اتجهت نحو الشرفة تجلس فيها وتستنشق الهواء فهي تشعر بإختناق وضيق شديد وبدأت تشرب قهوتها التي لا تستطعمها ولا تعلم إن كان بسبب قدمها أم بسبب المرارة التي تحياها وفجأة رن جرس الباب فتنهدت أن أخيرا حيث ظنت أنه حارس العقار وفتحت لكنه كان وليد فوقفت واجمة بعض الوقت ثم استدارت بعينها عينه وتحدثت بطريقة جدية :أيوة يا فندم يلزم خدمة ؟!!
سكت قليلاً ثم أخذ نفسا عميقا ثم قال: اتفضلي إلبسي و إنزلي معايا دلوقتي حالاً.
فالتفتت له بحدة لكن لم تخفي ما بداخل عيونها من شجن وحزن شديد ثم أخذت نفسا عميقا هي الأخري و قالت محاولة التحدث بهدوء :حلو أوي ده! إمبارح اتفضلي لمي هدومك وامشي ، ودلوقتي إلبسي و إنزلي حالا ، وأنا إيه بأه ؟!!!
وليد:شفق تعبت وف المستشفي ولازم تيجي حالاً.
فردت مسرعة بلهفة:مالها جرالها إيه ؟؟
فرد بحدة:باقول ف المستشفي تبقي مالها.
فزعت شفق لكنهما انتبها فجأة لوجود عم عبده الواقف من فترة فنظرت إليه شفق ثم قالت لوليد:استناني تحت لحد ما أغير هدومي.
وأخذت المشتروات من عم عبده ودخلت الشقة وأغلقت الباب و ذهبت لتبدل ملابسها سريعاً.
أما وليد فقد نزل في المصعد لينتظرها في الأسفل ولاحظ نظرات عم عبده التي لم تعجبه علي الإطلاق حتي سأله الرجل :هو حضرتك تطلع مين بالظبط ؟؟؟
وليد:نععععععم !!!
عم عبده :أصل ست شفق بآلها سنين هنا و عمرنا ما شوفنالها قريب ولا أي حد غير أبوها الله يرحمه ، ولو حد من أهالي الولاد اللي بتديهم دروس وما كانش بيطلع أبداً ، فمعلش يعني السؤال مافيهوش حاجة.
وليد:آه ! أنا خطيبها وهنتجوز كمان كام يوم وكانت قاعدة مع والدتي بدل ما تقعد لوحدها ، في أسئلة تانية ؟؟!!
عم عبده:ربنا يتمم بخير يا بيه ، ما تأخذنيش أنا آسف بس انت عارف الناس كلامها كتير ، وحضرتك يعني جاي بطولك وهي وحدانية.
وليد:حصل خير.
عم عبده:حضرتك والد ست شفق الصغيرة مش كده ؟
وليد بنفاذ صبر :أيوة أبوها.
عم عبده :ربنا يطمنك عليها ويتمم بخير ، والله ميس شفق مش هتلاقي زيها.
وليد:شكراً.
وانتظر قليلا ثم وجدها تنزل فأشار بيده لتركب بجواره فركبا الإثنان وسار بالسيارة حتي وصل أمام المستشفى فهمت بالنزول فجذبها من ذراعها فجذبت يدها نحوها بقوة.
فأسرع بكلامه بحدة :قبل ماتنزلي لازم تعرفي انت جاية ليه ، شفق تعبت لما عرفت إنك مشيتي ، وبكده مفيش أدامي أي حل غير وجودك من تاني ف حياتنا عشان خاطر بنتي و أمي ، لعبتيها صح وعرفتي تلوي دراعي تمام.
فهمت بالحديث فأشار بيده أن تسكت وأكمل بحدة : هنطلع دلوقتي ونفهمهم إننا إتصالحنا والفرح هيتم ف ميعاده ، بس ده صوري يعني عل ورق وبس وما تحلميش بأكتر من كده ومش أدامك أي حل تاني لأني قلت كده للبواب لما سألني اطلع مين قولتله إني خطيبك وهنتجوز كمان كام يوم ، الوضع ده طبعا لحد ما شفق تخف تماما وما يبقاش في أي خطر بيهدد صحتها ، وساعتها هبقي أفرج عنك واطمني هديكي مؤخر محترم ، بس طول الفترة دي لازم تفهمي إنك حرم وليد عوني أدام الجميع يعني تخلي بالك كويس من شكلك وتصرفاتك عشان هتبقي ف وشي وأنا ما برحمش، وحسك عينك تحاولي تعملي معايا أي حركة م الحركات إياها عشان ده موضوع منتهي، وتتفضلي تفردي وشك وابتسمي عشان الناس تصدق.
كانت تستمع إليه وكلامه يمزقها ويؤلمها للغاية ولم تملك إلا دموعها التي تنهمر.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق