رواية-حسن وست الحسن والجمال -الحلقتان 19,20والأخيرة- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات

(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة التاسعة عشر

               (بقلم : نهال عبدالواحد)

وصل سراج للمنزل وما أن اقترب من حجرة النوم حتي سمع صوت زوجته تتحدث هاتفياً.

ديدي:باقولك إيه لحد كده وكفاية ، حرام عليك البيت عندي حريقة أنا بخسر جوزي و بنتي ، انت إيه ياأخي مش بني آدم ؟!! ده جزاتي إني وقفت جنبك طول السنين دي وبسمع كل اللي بيتقاد عليك واضطر أدافع عنك بالكذب ، ما ينفعش ، والله ما ينفع ،  إزاي يعني ف كل المشاكل دي أروح أقوله اكتب لبنتك نص أملاكك انت بتهرج ؟!    مفقوسة أوووي ،  والله تعبت ، خليك بني آدم مرة ف حياتك ، ده أنا أختك الوحيدة ، منك لله منك لله.

وأغلقت الخط واجهشت بالبكاء انتظر سراج قليلاً ثم طرق الباب فمسحت دموعها بسرعة واستعادت نفسها وهيئتها.

دخل سراج فنظر نحوها ثم جلس يخلع حذاءه فقالت :شوفت الفستان بتاع جوجو لسه مستلماه كنت طلباه بأوردر مخصوص من باريس.

سراج :آه حلو.

ديدي:حلو بس ،  ده تحفة.

سراج :وبالنسبة لصاحبة الفستان اللي حبساها زي الكلبة.

ديدي:انت ما تعرفش كانت عايزة تعمل إيه ، دي كانت عايزة تروح تتجوزه من ورانا وتحطنا أدام الأمر الواقع.

سراج:طب هو أخوكي ده مش ناوي يقعد معاي زي خلق الله ؟ مش في اتفاقات ومقدم ومؤخر ولا بنتي هتتجوز ببلاش ؟!!!

ديدي:اكيد مش هنختلف.

فقام سراج إليها وجذبها من شعرها
 فصرخت :آاااااااااه... آاااااااااه... في إيه مالك ؟ انت اتجننت ؟!!

سراج:لا وانت الصادقة عقلت ، أنا سمعت كل حاجة فاتفضلي قولي وقري بكل حاجة بدل ماادفنك و اتاويكي هنا تحت رجلك.

فتركها وجلست تبكي ثم قالت:حاضر هقول كل حاجة ،  انت عارف إن بعد ما عملت المستشفي وشغلت فيها عزت انا ماكانش لي دعوة بأي حاجة يا دوب بيحاسبني ويديني نصيبي .
بس من فترة في واحد كان عايز يقابلني وكنت دايما بتجاهله لحد ما ف يوم  لاقيته مستنيني عند النادي وأنا داخلة وصمم يقعد معايا.
ده كان عامل بيشتغل ف المستشفى وبيشتغل كمان مع عزت لحسابه ، وشكلهم اختلفوا ، المهم قاللي ان عزت بيشتغل ف الأدوية المخدرة اللي بيقولوا عليها جدول ولا إيه كده.
بيجيبها علي إنها من احتياجات المستشفى و طبعاً بكميات كبيرة ويبيعها لحسابه لأن المستشفي ما بتحتاجش كل الكم ده.
وجاب كل الورق اللي يثبت ده ،  المشكلة اني لاقيت إسمي مكتوب علي كل حاجة عشان المستشفى باسمي ومزور امضتي ف كل صفقة بيعملها ،
الراجل ده كان محلفني إني أراعي بيته وأهله لو جراله حاجة وانا كنت بحسبه بيبالغ ،
روحت لعزت و واجهته وانكر كل حاجة وعرفت بعد كده إن الراجل ده مات ف حادثة غريبة فيها شبهة جنائية خفت واترعبت لأني إتأكدت إن عزت ده مجرم كبير وممكن يعمل في او بنتي أي حاجة ،
خفت اطلع الورق اللي معايا أو اجيب سيرته أو حتي أفتح السيرة دي تاني ،  وبعدها لاقيته جاي عايز يخطب جميلة لرامي كده بالعافية و لوي الدراع ولما رفضت هددني إنه معاه ورق يحبسني بيه خفت واضطريت انفذ طلباته ،
بس طلباته مابتخلصش وأنا تعبت ومش عارفة اعمل إيه دلوقتي ؟!

سراج:كان لازم تيجي و تحكيلي بدل ما تداري عليه.

ديدي: انا مش بداري عليه ،  أنا هروح ف داهية.

سراج:والورق ده فين ؟؟

ديدي:شايلاه.

سراج :هاتيه ، وافتحي الباب دلوقتي حالاً علي جميلة.

وذهبا ليفتحا الباب عليها فوجداها مغشيا عليها فذهبا بها للمستشفي وكان هبوط في الدورة الدموية وانخفاض للضغط .

وذات يوم وكان بعدها بعدة أيام كان ممدوح يجلس في مكتبه في المصنع ثم دخل عليه حسن وفتحي.

ممدوح :حلو أوي النظام ده !  من ساعة ما رجعت الشغل وانتو منفضين و سايبني لوحدي ، نسيتوا إني لسه عريس ولا إيه ؟؟!!!

فتحي:لا ياعم ما نسيناش ولا حاجة ، حلمك علينا يا عم.

وكان حسن يضحك ثم قال :ممكن بأه نتكلم ف المهم.

ممدوح:أهم من كلامي؟!!

حسن :جداً ، هو فين أخوك ما كلمكش تاني ؟؟

ممدوح :لا غطسان لا حس ولا خبر.

وهنا طرق الباب ثم دخل سراج فضحك ممدوح بشدة.

سراج :هو في إيه ؟! السلام عليكم الأول.

حسن :وعليكم السلام ورحمة الله ، أصلنا ف سيرة حضرتك.

ممدوح :كنا افتكرنا مليون جنيه.

فضحك سراج ثم قال :ماشي يا لمض نتكلم ف المهم بأه.

فتحي:احنا كمان طول الفترة اللي فاتت كنا بنعس ف الموضوع ده و وصلنا لحاجات رهيبة.

حسن :احن دخلن ف زخانيق المستشفى وسمعنا طرطشة كلام عن واحد كان بيشتغل ف المستشفى وكان فرخة بكشك عند عزت ده وف يوم اتخانقوا خناقة كبيرة واللي سمعوهم قالوا إنه كان بيهدد عزت و إنه هيوقعه وبعدها بفترة الراجل ده مات موتة غريبة ، والكلام بأه إن عزت له يد ف الحكاية دي وإنه كمان ماشي ف شغل مش مظبوط.

سراج:أيوة فعلاً بيشتغل ف أدوية ممنوعة عل الجدول علي اعتبار إنها من احتياجات المستشفى و طبعاً بيبيعها لحسابه للمدمنين.

ممدوح:انت عرفت ؟!!

سراج:لسه عارف من ديدي ،  البيه طلع لاوي دراعها بموضوع الجوازة دي ، لأنه استغل إن كل حاجة بإسمها و زور إمضتها وهي اللي هتلبسها ف الآخر.

ممدوح :ابن ال.....  يا أخي عمري ماارتاحتله ، طب وجميلة عرفت ؟؟

سراج:جميلة من عدم الأكل وقعت من طولها وكانت ف المستشفي ولسه خارجه إنهاردة.

فتغير وجه حسن بشكل ملحوظ.

سراج: المشكلة إنها مقطعانا ومش راضية تسمع أي حاجة ولا قابلة مننا أي كلام ، ربنا يسترها بأه.

فتحي :بس الغريب بأه إن الكلام ده فايح ف المستشفي بالأوي ، ودي حاجة تقلق.

حسن :قصدك يعني إنه ناوي يكت ؟؟

فتحي:أكيد..

ممدوح:طب هياخد البت يعمل بيها إيه ؟

سراج:لا والبجاحة عايزني أكتبلها نص ثروتي.

حسن :بص حضرتك أنا لي واحد صاحبي ظابط هجيبه لحضرتك تحكيله كل حاجة وهو هيتصرف ،  والإمضاء المزورة دي سهل تتثبت إنها مزورة ، بس ياريت ف أسرع وقت عشان نلحق.

ممدوح:هو الفرح إمتي ؟

سراج :الخميس الجاي.

فتغير وجه حسن ثانياً و ظهر عليه الألم أكثر وأكثر.

سراج:انت راجل أوي يا حسن وفعلاً تستاهل بنتي ،  بس عايزك تعرف أنا ماكنتش معترض عليك ولا بترسم عليك ،  بس كان لازم أعصرك و أزنؤك عشان أتأكد إنك الشخص المناسب لبنتي ،  يوم ما ربنا يفتح عليك بالأوي ف الإمكانيات ويجي لبنتك عريس لازم هتفضل تعصره و تستجوبه لازم هتقراه كويس وتتأكد إنه فعلاً هيحافظ عليها ويصونها مش جاي لفلوس وسيط أبوها وبس ، فاهمني ؟؟

فهز حسن رأسه بأن نعم.

وفي اليوم التالي جاء حسن وصديقه الضابط بهيئة متخفية لسراج و قصا عليه كل شيء وأعطاه سراج كل الأوراق و بعض العقود التي فيها إمضاء زوجته الحقيقية ليستطيع إثبات التزوير و وضع عزت وابنه تحت المراقبة المشددة.

وجاء يوم العرس ولم يكون هناك  أي مظاهر عرس إلا بعض الأضواء والزينات الظاهرية لكن لا العروس ولا والديها يشعران بفرح.

جاءت خبيرة التجميل لتزيين العروس وأعمال العروس لم تكن تتحدث جميلة لأحد أبداً تشعر وكأنها مغيبة كأنها في حلم لا بل كابوس لكن متي تستيقظ وكيف ؟؟!!

وكان ذلك اليوم يرتب عزت وابنه فيه تسلم صفقة أدوية مخدرة وطبعاً موعد غير متوقع فلم يجئ علي بال أي شخص إلا أن الشرطة تنتظرهم بالمرصاد.
انتهت العروس من كل شئ وصارت جاهزة و جميلة لكن جمال حزين كله شجن و وجع يفتقد كل حيويته.

وبعد أن انتهوا من حولها طلبت منهم أن يتركوها وحدها وخرجوا بالفعل وهي تجلس علي سريرها أمام المرآة وفستانها يفترش السرير بأكمله تمام مثل الأميرات.

ظلت تنظر لنفسها ، أهذا يوم عرسي ؟؟؟!!!
هل كتبت النهاية هكذا  ؟؟!!!
نهاية حبي المتيم لك ياحسن  ! كيف أكون لغيرك ؟
كيف أمضي بين أحضان غيرك؟!!!
كيف اكتب زوجة لرجل غيرك ولا رجل عندي غيرك ؟
قويني يا الله !

وفي الحديقة بالخارج كان حسن ينتظر عن جنب من بغيد يتابع الموقف بنفسه محبوس الأنفاس لا يدري كيف سيمضي ذلك اليوم له أم عليه ؟؟؟

وبعد قليل جاءه فتحي.

فتحي :هه ، عندك أخبار ؟؟

حسن :لا ماحدش اتصل ، وانت ؟؟

فتحي:ممدوح وسارة لسه واصلين ،  وممدوح هيحاول يخش لجميلة قبل ما تنزل ويلطف الجو بينها وبين أهلها ،  بتبص علي إيه ؟؟!!!

حسن هامسا:شششششششش......حد بي....

ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed

(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة العشرون و الأخيرة

            (بقلم : نهال عبدالواحد)

بينما كان فتحي يتحدث إلي حسن وجده ينظر لشيء آخر.

فتحي:بتبص علي إيه ؟

حسن هامسا: شششششششش...... حد نزل تحت العربية شكله بيقطع سلك الفرامل.

فتحي:وده يعني إيه ؟؟!!!

ظلا يقفان يتابعان من نزل تحت السيارة هذا وهو يظن أن لن يراه أحد ثم قام مسرعاً للخارج فاتصل فتحي بممدوح.

فتحي:إيه الأخبار عندك ؟لسه ما دخلتلهاش ، طيب طيب ، باقولك ، السيراطو الدهبي دي بتاعة مين ؟ لا والله !  بيستعبط بروح أمه عايزهم هم اللي يجيبوله العروسة لحد عنده هتخلينا نغلط عل مسا ، طب بص ،  في حد دلوقتي حالاً قطع سلك الفرامل ،  وصلهم بعربيتك ،  ماحدش...مالك يا حسن مبلم كده ليه ؟؟

ثم استدار لحيث ينظر حسن إنها جميلة قد نزلت من حجرتها من النافذة عن طريق شجرة في الحديقة وقد بدلت فستانها بجينز وبلوزة عادية وركبت السيارة... نعم نفس السيارة الذهبية.

ممدوح في الهاتف :في إيه ؟ سكت كده ليه ؟! حسن ماله ؟؟

فتحي :هه ، جميلة ركبت العربية...

ممدوح :جميلة!! إزاي ؟ نزلت منين ؟؟!!

فتحي :ماعرفش نطت من شباك ولا بلاكونة بس دي ركبت العربية إياها ، اللي فراملها اتهببت  إحنا وراها أنا وحسن أهو ،  المشكلة إنها سايقة بسرعة ومش هتعرف لاتهدي ولا تقف ، اقفل انت دلوقتي.

كانت جميلة قد انطلقت بالسيارة مسرعة مجهولة الإتجاه ليس لديها هدف تريده سوي الهروب فقط حتي لو إلي الموت.

وحسن وفتحي خلفها لا يعرفان إلي أين تتجه ،  لكنه مسرعة فاضطروا هم أيضاً للإسراع وانطلقوا خلفها من شارع إلي شارع ومن طريق إلي طريق وانطلق خلفهم ممدوح بسيارته ومعه سارة وسراج وديدي ويتابعهم ممدوح من حين لآخر ليعرف لأين قد ذهبوا..

وكان هناك كمين في الطريق حاولت جميلة وقتها التهدئة لكن لافائدة فتأكدت أن الفرامل لا تعمل لكن لم يهمها فهذا ما تريده.

هذا موت وزواجها بغير حسن موت كما تقول لنفسها.
طبعاً عندما كسرت جميلة الكمين أسرع خلفها الضابط بدراجته البخارية للحاق بها وخاصة مع سرعتها تلك ظن أنها مخمورة.

لكن حسن وفتحي عندما وصلا للكمين تحدثا إلي الضابط وأخبراه بأن سيارة الفتاة تلك مقطوعة فراملها بفعل فاعل وأنها في مشكلة وخطر حقيقي فاتصل الضابط بزميله الذي لحق خلفها ليخبره وانطلق ضابط آخر مع حسن وفتحي.

كانت السيارة تُري عن بعد ، لقد وصلت طريق البحر وصارت تفقد السيطرة علي السيارة فتترنح بها يمينا ويسارا ومع تلك السرعة فالأمر لا يبشر بالخير مطلقاً.

كان هناك منحني حاولت أن تلفه هي لكن مع السرعة وعشوائية السيارة ارتطمت بقوة في حافة الرصيف وعمود الإنارة الموجود فكسر وطلت تنقلب السيارة عدة قلبات حتي سقطت في البحر.

فوجم حسن وفتحي ونزلوا جميعاً من السيارة مسرعين إلا حسن وقف مكانه متجمدا لا يتحرك ،  لا ينطق لايبدي أي تعبير أو إنفعال وربما لا يتنفس أيضاً.

أسرع فتحي مع الضابطان يرون السيارة محطمة تماماً بهيئة لا تدل علي أن من بداخلها سليم أو علي قيد الحياة.

جلس حسن فجأة علي ركبتيه فلم تعد قدماه تحملاه ودموعه متجمدة في عيونه وينظر واجما أمامه.

وصل ممدوح ومن معه ونزلوا مسرعين إلي فتحي  والضابطان اللذان يتصلان بالاجهزة المسئولة .

وصاحت ديدي تصرخ وتولول فقد فقدت ابنتها الوحيدة والأشد وجعاً أنها فقدتها دون أن تعلم الحقيقة فقدتها وهما متخاصمتين.

فجلست سارة بجوارها تحتضنها وتهدئها ، أما سراج وممدوح فظلا واجمين والدمع متجمد في عيونهما لا يصدقون.

وفتحي ينظر لكل منهم ولا يعلم لمن يذهب أولاً ولمن يواسي وفجأة رن هاتفه وكانت مني فابتعد عن المكان و رد عليها.

فتحي:آلو ،الموقف منيل بنيلة ، جميلة جرت بالعربية اللي من غير فرامل واتقلبت بيها ف البحر ،   العربية عجين إستحالة اللي جوة تكون سليمة أبداً ، مستنيين النجدة والإسعاف ، إزاي يعني ؟ لا مش وقته ،  كلهم يا ولداه ، مني اقفلي دلوقتي ، اقفلي بسرعة...

أثناء محادثة فتحي هاتفيا لمني وقع نظره علي شيء ما عن بعد فاقترب منه تدريجياً وهو يتمني أن يصدق حدسه و كلما اقترب زاد في خطوته حتي أصبح ذلك الشئ واضحاً.

إنها هي...إنها جميلة ؟؟!!!

من الواضح أنها عندما وجدت نفسها هالكة لا محالة وقد فقدت السيطرة على السيارة وبطبيعة النفس البشرية التي تميل لوقاية نفسها من الموت وبقاءها علي قيد الحياة.

فتحت باب السيارة وقفزت ،  وتزامنت تلك القفزة مع مرور سيارة مسرعة من الإتجاه الآخر  لم تنتبه إليها فصدمتها وأطاحت بها بعيداً هكذا.

عندما اقترب منها فتحي وجدها فاقدة للوعي والدماء تنزف من كل اتجاه ولا يعلم مصدرها لكنه متأكد أنها هي.

فنادي فتحي علي الجميع :جميلة هنااااااااااا.....  تعالوووووووووا......جميلة أهييييييييييي........  يا حسسسسسسسسسن...... يا ممدووووووووح.....  يا جمااااااااااااااعة.

انتبه الجميع وجاءوه مسرعين ورغم هيئتها التي تدل علي أن خالتها حرجة لكن قد تقبل الجميع ذلك تقبلوا أن تكون علي أية حال إلا أنها تكون بداخل السيارة ، إذن فلازال هناك أمل.

وجاءت الإسعاف ونقلتها للمستشفي ودخلت حجرة العمليات ، لقد استغرقت وقتا طويلاً لإيقاف ذلك النزيف الداخلي ولتركيب الشرائح والمسامير في رجليها فالواضح أن أكثر مكان للإصطدام هو رجليها.

وخرجت جميلة من العمليات إلي غرفة العناية المركزة  وبعد عدة أيام أجريت لها عمليات أخري في رجليها و ظهرها وستحتاج لفترة علاجية طويلة يعقبها فترة من العلاج الطبيعي.

ومتوقع أن يترك الحادث أثرا في مشيتها وكان الجميع يزورونها يومياً حتي مني وتحية لكن في باديء الأمر كانت دائماً فاقدة للوعي بفعل المسكنات والعقاقير.

لكنها عندما بدأت تستيقظ و فتحت عينها أشد ما أسعدها أنها وجدت حسن بجوارها ينتظرها منذ أيام وأيام ولا يتركها إلا آخر الليل ويعود سريعاً إليها في الصباح الباكر .

فنظرت إليه وابتسمت دون كلام وحاولت أن تمد يدها نحوه فجاءها واحتضنها بشدة وقبل يديها وعيناه تزرفان دمعاً و أيضاً ممدوح قد أقبل إليها معانقا بكاءا.

أما سراج وديدي فما أن وقعت عينها عليهما حتي أدارت بوجهها بعيداً فآلمهما ذلك بشدة.

فظل حسن وممدوح يقصان عليها كل الحقيقة وكل ماحزث وكيف تم الضغط علي أمها أما أبيها فلا يد له في أي شيء فقد كان حقاً لا يعلم شيئاً.

فرقت إليهما وعادت بالنظر إليهما وترفع يدها إليهما فأسرعا نحوها معانقين لها في مشهد مؤثر وبكاء.

مر وقتاً طويلاً حتي استردت جميلة صحتها وتعافت ولم يفارقها أحد خاصة حسن الذي كان يجيئها يومياً ويجلس معها ثم يعود إلي عمله من جديد.

كان قد تم القبض علي عزت وابنه متلبسين وظهرت براءة ديدي وأقر تزوير توقيعها.

كان وجود حسن الدائم مع جميلة قد زاد من إعجاب كلا من سراج وديدي حتي بعد معرفته بحقيقة حالة جميلة وأنه يحتمل ترك أثراً سيظهر في مشية جميلة ربما يأخذ سنين ليقل أو لا يقل حسب إستجابتها للعلاج الطبيعي لكنه لم يأبه لكل ذلك ولا حتي أمه فقد أحبها حسن قبل أن يري جمالها و دون أن يعرف من تكون ومن هي عائلتها .

ونشأت علاقة طيبة بين ديدي وسارة وأيضاً ديدي وتحية.

وقد صارت سارة حاملاه وقد سعد الجميع بذلك كثيراً خاصة ممدوح الذي لم يكن بباله أن يرزق يوماً بطفل لكن أمر الله كان.

وأخيراً يوم زفاف حسن وجميلة وارتدتجميلة نفس الفستان الرائع ربما اختلفت طريقة المشية لكن سعادة القلب ظاعرة علي الوجه والملامح وانتهت العروس من كل شيء.

عروس رايعةهكما عهدناها وحولها أمها وتحية ومني وسارة الاي تحمل طفلها وجميلة تكاد تطير من شدة فرحتها وبنفس حيويتها وخفتها دون أن تؤثر فيها إصابتها إطلاقاً.

فحمدت ربها أنها لم تفقد ساقيها مجرد اختلاف في طريقة المشي ليس إلا.

وجاء والدها وعمها وكلا منهما يمسك يد من يدها ونزلت رويدا كنزلة الأميرات وهيئة الأميرات وتمسك مني بذيل الفستان من الخلف و بدأت الزفة وزفت حتي نزلت السلم.

  وكان حسن ينتظرها في الأسفل و السعادة تملأ وجهه وعيناه تلمعان بشدة ومعلقهما علي جميلته ست الحسن والجمال.

سلم علي والدها واستلم منه عروسته ورفع الطرحة وانبهر وظل ناظرا إليها متفاجئا بذلك الجمال الرائع الذي يفاجئه دائماً وتفاجأ أكثر بإحساسه.

نفس إحساسه أول مرة تجرأ و جذب النظارة من علي وجهها ، يوم سافر وغاب في ملامحها وغاص في بحور عيونها الزرقاء دون أن يريد الخروج منها.

لقد تسآل يومها إن كان يمكن أن تكون له يوماً ما ،  وتمني ذلك ، تمني أن تكون له ، وقد كان.

وبعد تلك النظرة الطويلة قبلها قبلة طويلة في جبهتها قد سلبت إحساسها ثم أخذ بيدها في يده يسيران رويدا رويدا و ينظر نحوها من حين لآخر بين لحظة و آخري ليتأكد أنه ليس حلم بل حقيقة فيجدها تنظر إليه أيضاً لتتأكد هي الأخري ثم ذهبا ليرقصا معاً.

وصار من حقها الآن أن تقترب منه كما تشاء فكانت تقترب أحياناً ثم تتلفت وتنظر نحو ممدوح و تضحك له كأنها تقول:   «انظر إلي»  فيضحك هو الآخر.

وبعد الشاطر حسن ما اتجوز ست الحسن والجمال عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات.


ألف شكر لحسن متابعتكم،
أتمنى أعرف رأيكم،
تعليقااااااااتكم،
تحياتي ،

NehalAbdElWahed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي