رواية-حسن وست الحسن والجمال - الحلقات 7:9- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة السابعة
( بقلم: نهال عبدالواحد)
غادرت جميلة الورشة و ركبت سيارتها تبكي بحرقة و لم تستطع القيادة من شدة إنهيارها في البكاء.
وقف فتحي واجما ينظر بين الاثنين لا يدري لأيهما يذهب لكنه قد ذهب خلف جميلة و طرق علي زجاج السيارة فرأته وسمحت له بالركوب.
جميلة:والله يا فتحي ما كنت بتسلي ، والله ما قصدت أكدب ، أنا كنت بتصرف معاه بتلقائية ف الأول ، بس أنا حبيته بجد ، والله العظيم بحبه صدقني ، وفعلاً لما إتأكدت م الحب ده كنت مقررة أقوله ومستعدة استناه حتي لو بعد سنين.
فتحي:أنا مصدقك والله ، ومش عارف أقولك إيه ، بس الموقف صعب أوي ، كانت مفاجأة و صدمة بجد ، انت كده فوق توقعاتنا كلنا ، المسافة حقيقي كبرت أوووووي.
جميلة:أنا بحبه وعمري ما هتخلي عنه.
فتحي :و هو كمان حبك ، وحبك أووي كمان ، بس حب البنت السواقة الجدعة اللي فوجئ بيها حد تاني.
جميلة:أنا هي والله ، أنا البت الجدعة ، عمري مااتعاملت مع حد بعوجان إلا عشان أجاريه لكن أنا مش كده.
فتحي:بصي حسن أنا عارفه كويس استحالة يلين دلوقتي خالص حتي لو هيموت من غيرك ، بس في حد ممكن لو دخلتي قلبه يبقي عنده الحل ، والحد ده هو اللي معاه مفتاح حسن.
جميلة:دلني عليه أوام.
فتحي:الحاجة أم حسن.
جميلة:طب لو ينفع توديني عندها دلوقتي.
وبالفعل انطلقا وذهبا عندها للبيت حسب وصفة فتحي لها فالمسافة كانت قريبة و وصلا و نزلا من السيارة فرأتهما مني ففتحت وهما يصعدان.
مني:وقعتك سودا يا فتحي ، مين اللي معاك دي؟
فتحي:إهدي وبطلي فضايح ، دي جميلة.
مني:لا والله ! بسم الله ما شاء الله ! الله أكبر اتفضلي يا حبيبتي.
و سلمت عليها بترحاب شديد ونادت مني : يا ماما يا ماما، حزري فزري مين اللي جت دي؟
تحية:من غير ماأحزر ولا أفزر هي اللي حبيتها و دخلت قلبي حتي من قبل ما أشوفها، تعالي يا غالية.
وعانقتها بحرارة هي الأخري و أيضاً سارة ذلك الترحاب قد أسعدها كثيراً وتمنت لو اكتمل.
تحية:منورة حبيبتي يا قمراية.
جميلة:ميرسيه يا طنط.
تحية:طنط ده إيه ؟! قوليلي ماما توحة.
جميلة :حاضر يا ماما توحة.
تحية وهي تنظر لفتحي:بس انت وصاحبك كتكو خيبة ما بتعرفوش توصفو.
فهمست مني لزوجها:هي دي اللي عندها ضبة ومفتاح.
فتحي:يوووووووه خلاص بأه.
جميلة:وخلاص ليه؟! هي مين اللي جميلة دي ؟! إزاي ؟ سبحان الله !هه ؟!
فضحكوا.
مني:والله مش عارفة أقولك إيه عل عملتيه مع منة بنتي إمبارح مبسوطة بيكي أوي.
جميلة:ربنا يحميها ! هي عاملة إيه دلوقتي ؟
مني:أحسن الحمد لله بس هي نايمة دلوقتي ، معلش بأه بوظنالك الخروجة انت وحسن، تتعوض ف مرة جاية إن شاء الله.
جميلة وقد تغير وجهها:مش باين لا مرة تانية ولا تالتة.
تحية:يبقي حسن زعلك ابني وأنا عارفاه بيطلع دبش ، مااتعودش لسه يتعامل مع نواعم زيك كده ، قوليلي عملك إيه ؟ حد يزعل القمر ده يا خواتي ؟!
جميلة:لا حضرتك الموضوع مش كده خالص.
فتحي:بصراحة جميلة جاية و عشمانة فيكي ف حاجة كده.
تحية:طب ما دمت ما عشمانة في يبقي اتفضل طريقك أخضر عل ورشة مع صاحبك.
غادر فتحي وقصت جميلة كل شيء لتحية ومني وسارة و بعد أن انتهت لاذ الصمت فترة من الوقت.
فقالت تحية:والله يا بنتي ما عارفة أقولك إيه ، بس كده الحكاية مش سهلة خالص ، انت فين و احنا فين وما يقدر عل قدرة إلا صاحب القدرة ، ومش هقدر ألوم علي ابني ، حسن قفل باب لا هو لا إحنا أده ، لا هتقدري علي عيشتنا ولا هنقدر علي عيشتك ، وحتي لو اتحلت كل حاجة ياتري أعلك هيوافقو ؟! ولا هياخدك غصب عن أهلك ؟!! ولا فاهمة إنه هيسمح ليكي ولأهلك إنهم يصرفوا عليه ؟!
ثم عاد الصمت من جديد لبعض الوقت فاستأذنت جميلة و أخبرت مني بموعد فك الخياطة لطفلتها وأخذت منها رقم هاتفها ليتفقا علي موعد المستشفى ثم انصرفت وتحية كلها خزن علي إبنها و عليها أيضاً فقد أحبتها بحق و تمنتها لولدها ولكن ليس كل ما يريده المرء يكون.
أما جميلة فخرجت من بيتهم و قد سددت كل الأبواب وزاد الأمر تعقيداً و ذهبت لبيتها و ظلت في حجرتها عدة أيام لا تخرج منها لأي سبب.
أما حسن فلم يكن أحسن حالا منها فبرغم من تأكده من حبها له لكن حقيقة عائلتها و مستواها الذي فوق طاقته ولا يقوي عليه فلم يجد إلا أن يعمل و يعمل و يغلق هذا الباب و كلما حن إليها اخرج قميصه الذي كان يرتديه يوم المستشفي و أصابه عطرها و يشتمه يشتم رائحتها ربما تهدأ نفسه ويسكن وجعه والمه لكن هيهات... ،
وجاء يوم فك الخياطة واتصلت جميلة بمني و اتفقتا علي موعد و ذهبت معها بالفعل وقام خالها بفك الغرز والجرح علي ما يرام و فعلاً لم يترك أثر لكنه كان متأففا و متعجرفا منذ أن دخلوا إليه حتي قال لجميلة:يا ريت ترحمينا م الأشكال اللي بتجبيهالي كل شوية دي.
فردت جميلة بإنفعال :علي فكرة يا خالو المستشفي دي بابي اللي عملها و مكتوبة باسم مامي يعني براحتي ، باي يالا بينا يا مني.
و بعد أن انصرفوا من المستشفى وركبوا السيارة.
جميلة:آسفة والله حقك علي ، إوعي تزعلي.
مني:بتتأسفي علي إيه وانت ذنبك إيه ؟ وبعدين ماانت ما خلتيلهوش بصراحة.
جميلة بتردد:طب ، طب وحسن عامل إيه ؟
مني:هه...أ. أ.... حسن ف الورشة ليل ونهار الله يعينه ! لكن ماما اللي واخدة علي خاطرها منك.
جميلة:ليه بس ده أنا حبيتها أوي ، حبيتكم كلكم بصراحة.
مني :يعني... لا جيتي ولا سألتي.
جميلة:حسيت إني مش مرغوب في من أي حد فيكم ، فما حبتش أفرض نفسي يعني.
مني:اخس عليكي ده ربنا يعلم ، رقمي معاكي ما تغيبيش بأه ، وما اتحرمش منك والله يا حبيبتي.
و سلمت عليها ونزلت من السيارة و صعدت مني لأمها وكانت تجلس وبجوارها حسن الذي دائماً شاردا و حزين.
تحية:هه....عملتي إيه؟
مني:الحمد لله تمام والخياطة مش باينة خالص بس الجرح هيتغطي كام يوم وكل يوم نغير عليه ، ربنا يباركله ! مع إنه راجل لا يطاق و يتفاتله بلاد.
تحية:حصل حاجة ولا إيه ؟؟!
مني:عمال يتنطط علينا ومتعجرف أوي بسلامته ويلقح بالكلام ويبصلنا من فوق لتحت كته نيلة.... بس جميلة ادتهمله وما سكتتش و....
حسن بإنفعال :جميلة إيه تاني ؟! انت إيه اللي وداكي عندها ؟ وبتروحي المكان ده ليه ؟ ماكنتي روحتي فكيتي الغرز ف أي حتة ، ولا لازم العوجان؟؟!!!
مني:في إيه يا حسن ما جراش حاجة؟!
تحية:في إيه بس ؟ إهدي يا حبيبي.
حسن:خلاص خلصنا وبتك وخفت.
ثم نظر نحوهم و هو ينهج من الانفعال وانصرف.
تحية:لا حول ولا قوة الا بالله.
مني:والله صعبانين علي هما الاتنين.
تحية:يعني ف إيدنا إيه نعمله ؟ وهي عاملة إيه ؟
مني:زيه كده ، بس خاسة وعدمانه ، وسألت عليه وقولتلها ف ورشته ، بس عملت عاملة تانية.
تحية:هببتي إيه ؟؟
مني:قولتلها إنك زعلانة منها عشان ما سألتيش عليها من يومها ، كنت بغلوش علي سيرة حسن يعني ، بس شكلي عكيتها ، البت مقهورة أوي يا ماما وما عنديش حاجة أقولها ، حكايتهم متعقدة أووي.
تحية:معاكي رقمها صح؟؟؟؟
مني:أيوة ليه؟!!
تحية:إديهولي وما لكيش دعوة.
فأعطتها مني الرقم بالفعل.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed
( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثامنة
(بقلم: نهال عبدالواحد )
أخذت تحية رقم جميلة و اتصلت بها بالفعل.
جميلة:آلو أيوة.
تحية:إيه يا حبيبتي عاملة إيه؟
جميلة:تمام الحمد لله ، سوري مين معايا؟
تحية:بأه كده نستيني!!!
فابتسمت جميلة ثم قالت:ماما توحة ،إزيك يا حبيبتي ؟ لا إزاي ؟ بس ماتوقعتهاش.
تحية:اخس عليكي لا تعبريني ولا تسألي علي من يومها زعلانة خالص.
جميلة:و أنا مقدرش علي زعلك بس...
تحية:ما بسش ، عايزة أشوفك وبعدين أنا وسارة لوحدنا اليوم كله ، إلا لو مني جت شوية ، تعالي نقعد مع بعض سامحيني أنا خروجي قليل.
جميلة:حاضر يا حبيبتي هاجيلك من عينيا ، مع السلامة.
وجلست جميلة مع نفسها تفكر في حالها، تري ما سبب إتصال تحية ؟ هل وجدت حلاً ؟؟أم ماذا؟؟؟ ولم التساؤل فكما يقال (يا خبر إنهاردة بفلوس بكرة يبقي ببلاش)
تري هل أراك ثانياً؟؟؟؟تري كيف يكون لقاءنا ؟؟؟
وقامت جميلة وأبدلت ملابسها فقد تركت ملابس جمال من زمن ونزلت من غرفتها فقابلتها أمها.
جميلة:بونجور مماه.
ديدي :بونجور يا قلبي أخيراً هتخرجي ، والحمد لله مش لابسة القرف بتاع التاكسي ده.
جميلة:من فضلك يامامي مش عايزة كلام ف أي حاجة.
ديدي:صحيح نزلت إمبارح و جبتلك شوية لبس جنان.
جميلة:ميرسيه يا مامي.
ديدي:استني اجيبهملك.
جميلة:يا حبيبتي عارفة ذوقك ، بعدين بأه.
ديدي:لا ما أنا عايزاكي تلبسي حاجة منهم ، وعدي علي ف النادي علي 7 أو حتي 8 عشان...
جميلة بانفعال :ييييييه ، مامي أنا لا هقابل حد ف نادي و لا ف كافيه ولا ف أي داهية ، بصي أنا قررت أعنس واقعد ف أرابيزك ، هم اللي اتجوزوا خدوا إيه؟؟؟
ديدي:رجعتي لأسلوبك الفالجر ده تاني!!!
جميلة:و برضو ولا هنا ف البيت ، عشان لو جبتي حد مش هقابلهم غير بالعفريتة المشحمة وف إيدي مفتاح إنجليزي هبطح بيه أمهم.
ديدي:ده انت اتجننتي خالص.
جميلة:بالظبط ، أمال لو كانت أشكال عدلة ؟! بلا هم.
ثم ابتسمت ابتسامة مصطنعة و قالت:داكور مماه.. أروفوار...إمووووووواه.
وألقت لها قبلة في الهواء و انصرفت و ركبت سيارتها و انطلقت بها وكانت لا تستطيع تحديد شعورها الحالي و لكنها تذكر عندما كانت تصدم سيارتها عن عند و تحضرها له علي أنها سيارة لزبون وتراه وهو يصلحها و تقرأ إندهاشه ويقرأ هو أنه اصطدام عن عمد و مقصود رغم أنه لا يعلم كيف يحدث ذلك.... وتبتسم ولا تدري إن كانت ستراه ثانياً أم لا.
هل كتب الفراق للأبد؟؟؟؟
أم لازال هناك أمل تنتظره و وصلت جميلة للبيت عند تحية و استقبلتها بحفاوة شديدة هي و سارة.
جميلة :عاملين إيه ؟ وحشتوني والله.
سارة :عشان كده بتسألي أوي!!!
جميلة:والله من يوم ما كنت مع مني وتقريبا ما بعتبش البيت.
تحية:باين علي وشك عدمتي يا بت ، إيه ما بتاكليش؟!!
جميلة :و النفس تيجي منين بس؟؟
تحية:لأ هتيجي وهتاكلي معانا دلوقتي ، خشي يا سارة حضريلنا الفطار.
جميلة:لا يا حبيبتي مالوش لزوم.
تحية:نعم ! لاااااا إنت ما تعرفنيش ، و لا إنت بخيلة؟؟!!!
جميلة:حاضر هحاول عشان خاطر عيونك.
تحية:تسلملي عيونك الحلوين دول ، يا بت إجمدي بلاش تدهولي كده ، الرجالة دول ما يحبوش اللي هتموت عليهم.
فابتسمت جميلة دون رد.
تحية:دعيا لكم والله يا حبيبتي ربنا يفرجها و يجمعكم علي خير.
جميلة:يا ريت يا ماما.
تحية:هيستجيب إن شاء الله ، طب انت عارفة أنا دعيت أد إيه لحسن لما ساب ورشة أبوه من يوم المدعوءة دي ما كرهته فيها ؟! سنين لحد ما جيتي و رجعتيله عقله ، فما تيأسيش هيستجيب إن شاء الله.
جميلة:بجد.
تحية:بس ممكن الإستجابة دي تكون ف شكل إن اللي بنتمناه ما يتحققش ، لأن مش كل اللي بنطلبه بيبقي خير لينا وساعات الخير لسه هيجي ، فلازم نرضي ونقبل بقدره.
جميلة:ونعم بالله يا ماما ، لو سمحتي هو إيه دي؟
فضحكت تحية وقالت:دي ملوخية بقطفها ، إيه ما تعرفيهاش؟؟!!!!
جميلة:عارفاها طبعاً بس أول مرة أشوفها نبات ، أنا ميح ف المطبخ.
فضحكت وقالت:طبعاً يا حلوة ماعندك الخدم والحشم ، يبقي تعملي بإيديكي الحلوين دول ليه يا برنسيسة انت ؟؟
جميلة:ممكن أعمل معاكي من دي؟
تخية:يا سلام ، ممكن أوي ، إيه عايزة تتعلمي؟
جميلة:ينفع وأنا كبيرة كده؟
فضحكت وقالت:ينفع طبعاً ، انت فاهمة إني اتعلمت امتي ؟ ده أنا اتجوزت وكنت خيبة مااعرفش اعمل حاجة وببوظ الأكل و يجي الحاج أبو حسن الله يرحمه يا ختاااااي يسود عيشتي عل الأكل البايظ وكنت عايشة مع حماتي كانت تشوفني بعك وتسيبني لحد ما يجي الراجل و يديني الطريحة وبعد كده تقوم تعمل هي، بس أنا ما سكتش ، بآيت لازقالها في الرايحة والجاية لحد مااتعلمت كل حاجة و بقي مايعرفش يفرق بين أكلي وأكل أمه ، يلا الله يرحمها.
جميلة:طب والله جدعة ، وعلمتي سارة ومني؟؟
تحية:طبعاً ، سارة طول عمرها تعمل كل حاجة غير مني كانت متدلعة من صغرها ، لكن من ساعة مااتخطبت وأنا حلفت عليها تعمل كل حاجة ف البيت وخليتها تشيله كله ، وهي دلوقتي ست بيت زي الفل.
جميلة:عقبال ما تفرحي بسارة كمان .
تحية:يارب ، مع إنها عدت ال30 ، كانت لسه متخرجة من كلية العلوم وجه تعب أبوها وانشغلت معاه وشالتنا حبيبتي كلنا والبيت ، بس بعد مااتوفي الله يرحمه ما رضيتش تخرج م البيت لاتروح ولا تيجي.
جميلة:والله ربنا هيكرمها دي أدب وجمال وخفة دم و شطارة.
تحية:يارب حبيبتي.
وصارت جميلة تجيء من حين لآخر و تعلمت بالفعل الكثير من أمور الطبخ و غيرها وكانت سعيدة معهم للغاية و هم أيضاً سعداء بها ونمت صداقة جميلة بينهم لكن لم يذكر اسم حسن طوال تلك الفترة من أيهن كما أنه لم يكن يعلم بمجيئها لكنه لازال يعيش في قلبها و هي تعيش في قلبه.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة،
NehalAbdElWahed
( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة التاسعة
(بقلم : نهال عبدالواحد)
وذات يوم ذهبت جميلة عند تحية و تحمل معها شيئاً ما .
سارة:إيه اللي جايباه ده؟
جميلة:ده نوع كيك جبته من ع النت و جربته وطلعت تحفة وعملت الصوص بتاعها كمان.
تحية:لا ده احنا عدينا ، تسلم إيديكي حبيبتي.
جميلة:تسلمي يا ماما ، إده انت عندك عزومة إنهاردة ولا إيه ؟
تحية:لا يا حبيبتي إنهاردة موسم كل سنة وانت طيبه وبخير حبيبتي .
جميلة:وانت طيبة يا ماما.
تحية:و ف نفس الوقت إمتحان مفاجئ.
جميلة وهي تضحك:بمعني؟؟
تحية:شمري و وريني اتعلمتي إيه طول الفترة دي !!!
جميلة:طب افرضي جبت ملحق هتتغدوا إيه ؟؟
تحية:ما تخافيش ياحبيبتي ، يلا عشان يادوب تلحقي الوقت ولمي شعرك ده.
سارة:يا ماما هتطفشيها كده!!
جميلة:لااا توحة دي حبيبتي وتعمل ما بدالها بغض النظر عن اللي هعمله أنا.
فضحكن جميعاً.
دخلت جميلة المطبخ بالفعل وكانت معها سارة تعرض عليها المساعدة لكن جميلة قررت خوض التجربة وبالفعل بدأت في عمل الطعام و بعد فترة من الزمن جاءت مني و دخلت هي وتحية المطبخ.
مني:لما ماما قالتلي انك انت اللي هتعملي الأكل ما صدقتش!!!!!!
جميلة:مووووني...عاملة إيه؟
وسلمت عليها.
تحية:إده هي البطة لحقت تستوي بسرعة كده ؟؟
جميلة:لا يا ماما أنا شوحتها وسيبتها تنزل ميتها وتشربها و يادوب الشوربة خدت كام غلوة وطلعتها و شرختهاوآدي باقي التتبيلة اتبلها و هكلفتها و ف الفرن وكل شوية نسقيها م الصوص بتاعها.
سارة:دوقت شوربتها طلعت حلوة أوي يا ماما.. دوقي كده.
فتذوقت تحية ثم ابتسمت وقالت:اممممم ، ده بأه الطالب لما يتفوق علي أستاذه.
جميلة:حلوة بجد؟؟
تحية:ده انت اللي حلوة يا حلوة.
فضحكن.
ثم قالت:هه ، عملتي العصاج؟؟
جميلة:آه وخلصت الرقاق و ف الفرن ، نحط البطاية بأه عشان تلحق تستوي .
تحية:طب كفاية كده انت تعبتي اوي انهاردة ، كفاية عليكي ، ناجحة مع مرتبة الشرف كمان.
فضحكت جميلة:لاااا لسه الرز والملوخية ، عارفين ، بفكر ف مشروع مطعم واطبخ فيه ، بس أمشي إيدي شوية ف كام حاجة ، أحسن كده هقعد اليوم كله ف طلب واحد.
فضحكن.
مني:لاااا انت تطلعي ف برامج الطبخ زي بتوع التلفزيون و هو جمال و شطارة و لباقة.
سارة:آه ، و تسمي البرنامج أحلي الأكلات مع ست الحسن و الجمال .
وهنا تغير وجه جميلة فجأة و اخذت مافي يدها و وضعته في الفرن دون أي تعليق .
سارة:هو انا قلت حاجة ضايقتك ؟؟
جميلة:أصل أصل حسن كان بيقولي كده ، يا ست الحسن والجمال ، يادوب أعمل الرز والملوخية عشان ألحق أروح.
تحية:لااا ده موسم ولازم تاكلي معانا.
جميلة:ولو جه حسن ولقاني ؟؟؟
تحية:اطمني مش بيجي غير بليل.
سارة:انت خلاص ما بآتيش عايزة تشوفيه ؟؟!!!
جميلة:أنا ؟ ربنا يعلم اللي ف قلبي ، بس مش هستحمل وجع تاني بسبب أي كلمة منه.
وأكملت ما تبقي في صمت تام ثم أخرجتها مني من المطبخ لتغسل هي الأطباق و المواعين وجلست جميلة مع سارة وتحية تتسامرن وتتضاحكن ثم قامت تحية وبعدها رن هاتف جميلة.
جميلة:إده ؟ دي مامي ، عايزة أخش ف حتة أتكلم منها.
سارة:خشي ف الأوضة دي.
ودخلت جميلة ترد على أمها وكانت معها حقيبتها حيث كانت تشتم رائحتها ورائحة يديها من أثر الطبخ فدخلت و أغلقت الباب خلفها نصف غلقة و جلست علي سرير بداخل الحجرة تحادث أمها وتخرج أنواع من الكريمات هذا لليدين وذاك للأظافر و تلك معطر لليدين ثم أنهت برش عطرها في كل ملابسها وهي تجلس حتي أنهت المكالمة ثم رجعت بظهرها قليلاً تسند علي وسادة خلفها فقد كان يوما مرهقا لها حقاً فغلبها النعاس.
كان بعد دخول جميلة مباشرة دخلت سارة مع مني في المطبخ ودخلت تحية تصلي العصر و ذعبت عين جميلة في سنة قليلة من النوم .
وفجأة جاء حسن من الخارج واتجه لحجرته و دخلها و تفاجأ عندما رآها ، إنها حبيبته تنام في فراشه و رائحة عطرهل تملأ المكان و هيئتها الرائعة الأخاذة ، كم اشتقت إليك يا حبيبتي !
كم اشتقت لرؤياك والكلام معك !
كم اشتقت لمسكة يديكي والنظر في عيونك !
كم اشتقت أن أغرق في زرقتهما دون أن أريد الخروج.
وفي تلك الأثناء فتحت جميلة عينها فرأته أمامها فهبت واقفة علي الفور متلاة أساريرها وقد انسدل و فك شعرها خلفها بطريقة ساحرة وأخاذة.
أخيراً قد رأته و ربما يتحدثان ، كم اشتقت إليك يا حبيبي !
لكن سرعان ما انقلب الموقف رأساً علي عقب ورفع حسن صوته بغضب:انت إيه اللي جايبك هنا ؟ بتعملي إيه ؟ ممكن افهم ده معناه إيه ألاقيكي كده؟؟
وجاءت مني و سارة وتحية وفتحي أيضاً داخل الحجرة علي صوته.
جميلة بصدمة:انا دخلت أرد ع التليفون قعدت عيني راحت ف النوم ، والله ده اللي حصل ، أنا عارفة إنك بتيجي بليل مااعرفش انك جاي دلوقتي.
سارة:أيوة فعلاً مامتها اتصلت وأنا قولتلها خشي الأوضة دي اتكلمي منها علي إنها أوضة فاضية يعني من غير ما تعرف دي أوضة مين ، ما كنتش اعرف انك جاي عل غدا.
تحية:خلاص خلاص ماجراش حاجة واستهدوا بالله.
حسن:آسف يا أمي إزاي تسمحيلها أصلاً إنها تيجي البيت ده ؟ إحنا مش فاضيين للتسلية بتاعة الهانم ، وكفاية لحد كده وياريت ماتعتبيش هنا تاني ، وجودك بالعربي مش مرغوب فيه ، يلا اتفضلي من هنا.
نظرت جميلة نحوه بصدمة كبيرة والدموع في عينها محبوسة وهو يديد بعينه عنها حتي لا يراها و يحن إليها و الباقون في ذهول و صمت وانطلقت مسرعة تخرج من الحجرة بل من الشقة بأسرها في حالة إنهيار شديدة يرثي لها.
انطلقت جميلة منهارة تقود سياراتها و تتجول في الطرقات دون هدف حتي وصلت لذلك المكان الذي جاءت فيه معه يوماً و كان من أسعد أيام حياتها وإن كانت للحظات قليلة وأخذت تبكي بحرقة ومرارة شديدة.
أما حسن فبمجرد خروج جميلة بتلك الطريقة المهينة تسلل الجميع واحد خلف الآخر في صمت تام و تركوه وحده واقف مصدوم لا يصدق أنها كانت هنا و قد طردها شر طردة ، لكن ماذا بيده لقد سدت كل السبل و شعر باختناق شديد يكاد يذهب بصدره وقلبه ، كيف لذلك الوجع أن ينتهي؟؟
ثم ينظر نحو سريره ، هنا جلست هنا نامت ، يا لحسن حظك يا فراشي لقد نعمت بقربها ، بإحتضانها ، بعطرها ، نعم بعطرها ، إنه يملأ المكان ، و ذلك الفراش المعطر بعطرها وأخذ يشتمه ويتنفس نفساً عميقاً و يذوب ويغيب ، و تلك الوسادة قد نعمت أيضاً بسندة رأسها ، مهلا ما هذا؟ إنه مشبك شعرها وبه عدة شعرات منها.
ومر بعض الوقت و فجأة نهض و نزع غطاء السرير وأزال كل شيء و أخفاه ، نعم بجوار قميصه !
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن المتابعة ،
NehalAbdElWahed
الحلقة السابعة
( بقلم: نهال عبدالواحد)
غادرت جميلة الورشة و ركبت سيارتها تبكي بحرقة و لم تستطع القيادة من شدة إنهيارها في البكاء.
وقف فتحي واجما ينظر بين الاثنين لا يدري لأيهما يذهب لكنه قد ذهب خلف جميلة و طرق علي زجاج السيارة فرأته وسمحت له بالركوب.
جميلة:والله يا فتحي ما كنت بتسلي ، والله ما قصدت أكدب ، أنا كنت بتصرف معاه بتلقائية ف الأول ، بس أنا حبيته بجد ، والله العظيم بحبه صدقني ، وفعلاً لما إتأكدت م الحب ده كنت مقررة أقوله ومستعدة استناه حتي لو بعد سنين.
فتحي:أنا مصدقك والله ، ومش عارف أقولك إيه ، بس الموقف صعب أوي ، كانت مفاجأة و صدمة بجد ، انت كده فوق توقعاتنا كلنا ، المسافة حقيقي كبرت أوووووي.
جميلة:أنا بحبه وعمري ما هتخلي عنه.
فتحي :و هو كمان حبك ، وحبك أووي كمان ، بس حب البنت السواقة الجدعة اللي فوجئ بيها حد تاني.
جميلة:أنا هي والله ، أنا البت الجدعة ، عمري مااتعاملت مع حد بعوجان إلا عشان أجاريه لكن أنا مش كده.
فتحي:بصي حسن أنا عارفه كويس استحالة يلين دلوقتي خالص حتي لو هيموت من غيرك ، بس في حد ممكن لو دخلتي قلبه يبقي عنده الحل ، والحد ده هو اللي معاه مفتاح حسن.
جميلة:دلني عليه أوام.
فتحي:الحاجة أم حسن.
جميلة:طب لو ينفع توديني عندها دلوقتي.
وبالفعل انطلقا وذهبا عندها للبيت حسب وصفة فتحي لها فالمسافة كانت قريبة و وصلا و نزلا من السيارة فرأتهما مني ففتحت وهما يصعدان.
مني:وقعتك سودا يا فتحي ، مين اللي معاك دي؟
فتحي:إهدي وبطلي فضايح ، دي جميلة.
مني:لا والله ! بسم الله ما شاء الله ! الله أكبر اتفضلي يا حبيبتي.
و سلمت عليها بترحاب شديد ونادت مني : يا ماما يا ماما، حزري فزري مين اللي جت دي؟
تحية:من غير ماأحزر ولا أفزر هي اللي حبيتها و دخلت قلبي حتي من قبل ما أشوفها، تعالي يا غالية.
وعانقتها بحرارة هي الأخري و أيضاً سارة ذلك الترحاب قد أسعدها كثيراً وتمنت لو اكتمل.
تحية:منورة حبيبتي يا قمراية.
جميلة:ميرسيه يا طنط.
تحية:طنط ده إيه ؟! قوليلي ماما توحة.
جميلة :حاضر يا ماما توحة.
تحية وهي تنظر لفتحي:بس انت وصاحبك كتكو خيبة ما بتعرفوش توصفو.
فهمست مني لزوجها:هي دي اللي عندها ضبة ومفتاح.
فتحي:يوووووووه خلاص بأه.
جميلة:وخلاص ليه؟! هي مين اللي جميلة دي ؟! إزاي ؟ سبحان الله !هه ؟!
فضحكوا.
مني:والله مش عارفة أقولك إيه عل عملتيه مع منة بنتي إمبارح مبسوطة بيكي أوي.
جميلة:ربنا يحميها ! هي عاملة إيه دلوقتي ؟
مني:أحسن الحمد لله بس هي نايمة دلوقتي ، معلش بأه بوظنالك الخروجة انت وحسن، تتعوض ف مرة جاية إن شاء الله.
جميلة وقد تغير وجهها:مش باين لا مرة تانية ولا تالتة.
تحية:يبقي حسن زعلك ابني وأنا عارفاه بيطلع دبش ، مااتعودش لسه يتعامل مع نواعم زيك كده ، قوليلي عملك إيه ؟ حد يزعل القمر ده يا خواتي ؟!
جميلة:لا حضرتك الموضوع مش كده خالص.
فتحي:بصراحة جميلة جاية و عشمانة فيكي ف حاجة كده.
تحية:طب ما دمت ما عشمانة في يبقي اتفضل طريقك أخضر عل ورشة مع صاحبك.
غادر فتحي وقصت جميلة كل شيء لتحية ومني وسارة و بعد أن انتهت لاذ الصمت فترة من الوقت.
فقالت تحية:والله يا بنتي ما عارفة أقولك إيه ، بس كده الحكاية مش سهلة خالص ، انت فين و احنا فين وما يقدر عل قدرة إلا صاحب القدرة ، ومش هقدر ألوم علي ابني ، حسن قفل باب لا هو لا إحنا أده ، لا هتقدري علي عيشتنا ولا هنقدر علي عيشتك ، وحتي لو اتحلت كل حاجة ياتري أعلك هيوافقو ؟! ولا هياخدك غصب عن أهلك ؟!! ولا فاهمة إنه هيسمح ليكي ولأهلك إنهم يصرفوا عليه ؟!
ثم عاد الصمت من جديد لبعض الوقت فاستأذنت جميلة و أخبرت مني بموعد فك الخياطة لطفلتها وأخذت منها رقم هاتفها ليتفقا علي موعد المستشفى ثم انصرفت وتحية كلها خزن علي إبنها و عليها أيضاً فقد أحبتها بحق و تمنتها لولدها ولكن ليس كل ما يريده المرء يكون.
أما جميلة فخرجت من بيتهم و قد سددت كل الأبواب وزاد الأمر تعقيداً و ذهبت لبيتها و ظلت في حجرتها عدة أيام لا تخرج منها لأي سبب.
أما حسن فلم يكن أحسن حالا منها فبرغم من تأكده من حبها له لكن حقيقة عائلتها و مستواها الذي فوق طاقته ولا يقوي عليه فلم يجد إلا أن يعمل و يعمل و يغلق هذا الباب و كلما حن إليها اخرج قميصه الذي كان يرتديه يوم المستشفي و أصابه عطرها و يشتمه يشتم رائحتها ربما تهدأ نفسه ويسكن وجعه والمه لكن هيهات... ،
وجاء يوم فك الخياطة واتصلت جميلة بمني و اتفقتا علي موعد و ذهبت معها بالفعل وقام خالها بفك الغرز والجرح علي ما يرام و فعلاً لم يترك أثر لكنه كان متأففا و متعجرفا منذ أن دخلوا إليه حتي قال لجميلة:يا ريت ترحمينا م الأشكال اللي بتجبيهالي كل شوية دي.
فردت جميلة بإنفعال :علي فكرة يا خالو المستشفي دي بابي اللي عملها و مكتوبة باسم مامي يعني براحتي ، باي يالا بينا يا مني.
و بعد أن انصرفوا من المستشفى وركبوا السيارة.
جميلة:آسفة والله حقك علي ، إوعي تزعلي.
مني:بتتأسفي علي إيه وانت ذنبك إيه ؟ وبعدين ماانت ما خلتيلهوش بصراحة.
جميلة بتردد:طب ، طب وحسن عامل إيه ؟
مني:هه...أ. أ.... حسن ف الورشة ليل ونهار الله يعينه ! لكن ماما اللي واخدة علي خاطرها منك.
جميلة:ليه بس ده أنا حبيتها أوي ، حبيتكم كلكم بصراحة.
مني :يعني... لا جيتي ولا سألتي.
جميلة:حسيت إني مش مرغوب في من أي حد فيكم ، فما حبتش أفرض نفسي يعني.
مني:اخس عليكي ده ربنا يعلم ، رقمي معاكي ما تغيبيش بأه ، وما اتحرمش منك والله يا حبيبتي.
و سلمت عليها ونزلت من السيارة و صعدت مني لأمها وكانت تجلس وبجوارها حسن الذي دائماً شاردا و حزين.
تحية:هه....عملتي إيه؟
مني:الحمد لله تمام والخياطة مش باينة خالص بس الجرح هيتغطي كام يوم وكل يوم نغير عليه ، ربنا يباركله ! مع إنه راجل لا يطاق و يتفاتله بلاد.
تحية:حصل حاجة ولا إيه ؟؟!
مني:عمال يتنطط علينا ومتعجرف أوي بسلامته ويلقح بالكلام ويبصلنا من فوق لتحت كته نيلة.... بس جميلة ادتهمله وما سكتتش و....
حسن بإنفعال :جميلة إيه تاني ؟! انت إيه اللي وداكي عندها ؟ وبتروحي المكان ده ليه ؟ ماكنتي روحتي فكيتي الغرز ف أي حتة ، ولا لازم العوجان؟؟!!!
مني:في إيه يا حسن ما جراش حاجة؟!
تحية:في إيه بس ؟ إهدي يا حبيبي.
حسن:خلاص خلصنا وبتك وخفت.
ثم نظر نحوهم و هو ينهج من الانفعال وانصرف.
تحية:لا حول ولا قوة الا بالله.
مني:والله صعبانين علي هما الاتنين.
تحية:يعني ف إيدنا إيه نعمله ؟ وهي عاملة إيه ؟
مني:زيه كده ، بس خاسة وعدمانه ، وسألت عليه وقولتلها ف ورشته ، بس عملت عاملة تانية.
تحية:هببتي إيه ؟؟
مني:قولتلها إنك زعلانة منها عشان ما سألتيش عليها من يومها ، كنت بغلوش علي سيرة حسن يعني ، بس شكلي عكيتها ، البت مقهورة أوي يا ماما وما عنديش حاجة أقولها ، حكايتهم متعقدة أووي.
تحية:معاكي رقمها صح؟؟؟؟
مني:أيوة ليه؟!!
تحية:إديهولي وما لكيش دعوة.
فأعطتها مني الرقم بالفعل.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed
( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثامنة
(بقلم: نهال عبدالواحد )
أخذت تحية رقم جميلة و اتصلت بها بالفعل.
جميلة:آلو أيوة.
تحية:إيه يا حبيبتي عاملة إيه؟
جميلة:تمام الحمد لله ، سوري مين معايا؟
تحية:بأه كده نستيني!!!
فابتسمت جميلة ثم قالت:ماما توحة ،إزيك يا حبيبتي ؟ لا إزاي ؟ بس ماتوقعتهاش.
تحية:اخس عليكي لا تعبريني ولا تسألي علي من يومها زعلانة خالص.
جميلة:و أنا مقدرش علي زعلك بس...
تحية:ما بسش ، عايزة أشوفك وبعدين أنا وسارة لوحدنا اليوم كله ، إلا لو مني جت شوية ، تعالي نقعد مع بعض سامحيني أنا خروجي قليل.
جميلة:حاضر يا حبيبتي هاجيلك من عينيا ، مع السلامة.
وجلست جميلة مع نفسها تفكر في حالها، تري ما سبب إتصال تحية ؟ هل وجدت حلاً ؟؟أم ماذا؟؟؟ ولم التساؤل فكما يقال (يا خبر إنهاردة بفلوس بكرة يبقي ببلاش)
تري هل أراك ثانياً؟؟؟؟تري كيف يكون لقاءنا ؟؟؟
وقامت جميلة وأبدلت ملابسها فقد تركت ملابس جمال من زمن ونزلت من غرفتها فقابلتها أمها.
جميلة:بونجور مماه.
ديدي :بونجور يا قلبي أخيراً هتخرجي ، والحمد لله مش لابسة القرف بتاع التاكسي ده.
جميلة:من فضلك يامامي مش عايزة كلام ف أي حاجة.
ديدي:صحيح نزلت إمبارح و جبتلك شوية لبس جنان.
جميلة:ميرسيه يا مامي.
ديدي:استني اجيبهملك.
جميلة:يا حبيبتي عارفة ذوقك ، بعدين بأه.
ديدي:لا ما أنا عايزاكي تلبسي حاجة منهم ، وعدي علي ف النادي علي 7 أو حتي 8 عشان...
جميلة بانفعال :ييييييه ، مامي أنا لا هقابل حد ف نادي و لا ف كافيه ولا ف أي داهية ، بصي أنا قررت أعنس واقعد ف أرابيزك ، هم اللي اتجوزوا خدوا إيه؟؟؟
ديدي:رجعتي لأسلوبك الفالجر ده تاني!!!
جميلة:و برضو ولا هنا ف البيت ، عشان لو جبتي حد مش هقابلهم غير بالعفريتة المشحمة وف إيدي مفتاح إنجليزي هبطح بيه أمهم.
ديدي:ده انت اتجننتي خالص.
جميلة:بالظبط ، أمال لو كانت أشكال عدلة ؟! بلا هم.
ثم ابتسمت ابتسامة مصطنعة و قالت:داكور مماه.. أروفوار...إمووووووواه.
وألقت لها قبلة في الهواء و انصرفت و ركبت سيارتها و انطلقت بها وكانت لا تستطيع تحديد شعورها الحالي و لكنها تذكر عندما كانت تصدم سيارتها عن عند و تحضرها له علي أنها سيارة لزبون وتراه وهو يصلحها و تقرأ إندهاشه ويقرأ هو أنه اصطدام عن عمد و مقصود رغم أنه لا يعلم كيف يحدث ذلك.... وتبتسم ولا تدري إن كانت ستراه ثانياً أم لا.
هل كتب الفراق للأبد؟؟؟؟
أم لازال هناك أمل تنتظره و وصلت جميلة للبيت عند تحية و استقبلتها بحفاوة شديدة هي و سارة.
جميلة :عاملين إيه ؟ وحشتوني والله.
سارة :عشان كده بتسألي أوي!!!
جميلة:والله من يوم ما كنت مع مني وتقريبا ما بعتبش البيت.
تحية:باين علي وشك عدمتي يا بت ، إيه ما بتاكليش؟!!
جميلة :و النفس تيجي منين بس؟؟
تحية:لأ هتيجي وهتاكلي معانا دلوقتي ، خشي يا سارة حضريلنا الفطار.
جميلة:لا يا حبيبتي مالوش لزوم.
تحية:نعم ! لاااااا إنت ما تعرفنيش ، و لا إنت بخيلة؟؟!!!
جميلة:حاضر هحاول عشان خاطر عيونك.
تحية:تسلملي عيونك الحلوين دول ، يا بت إجمدي بلاش تدهولي كده ، الرجالة دول ما يحبوش اللي هتموت عليهم.
فابتسمت جميلة دون رد.
تحية:دعيا لكم والله يا حبيبتي ربنا يفرجها و يجمعكم علي خير.
جميلة:يا ريت يا ماما.
تحية:هيستجيب إن شاء الله ، طب انت عارفة أنا دعيت أد إيه لحسن لما ساب ورشة أبوه من يوم المدعوءة دي ما كرهته فيها ؟! سنين لحد ما جيتي و رجعتيله عقله ، فما تيأسيش هيستجيب إن شاء الله.
جميلة:بجد.
تحية:بس ممكن الإستجابة دي تكون ف شكل إن اللي بنتمناه ما يتحققش ، لأن مش كل اللي بنطلبه بيبقي خير لينا وساعات الخير لسه هيجي ، فلازم نرضي ونقبل بقدره.
جميلة:ونعم بالله يا ماما ، لو سمحتي هو إيه دي؟
فضحكت تحية وقالت:دي ملوخية بقطفها ، إيه ما تعرفيهاش؟؟!!!!
جميلة:عارفاها طبعاً بس أول مرة أشوفها نبات ، أنا ميح ف المطبخ.
فضحكت وقالت:طبعاً يا حلوة ماعندك الخدم والحشم ، يبقي تعملي بإيديكي الحلوين دول ليه يا برنسيسة انت ؟؟
جميلة:ممكن أعمل معاكي من دي؟
تخية:يا سلام ، ممكن أوي ، إيه عايزة تتعلمي؟
جميلة:ينفع وأنا كبيرة كده؟
فضحكت وقالت:ينفع طبعاً ، انت فاهمة إني اتعلمت امتي ؟ ده أنا اتجوزت وكنت خيبة مااعرفش اعمل حاجة وببوظ الأكل و يجي الحاج أبو حسن الله يرحمه يا ختاااااي يسود عيشتي عل الأكل البايظ وكنت عايشة مع حماتي كانت تشوفني بعك وتسيبني لحد ما يجي الراجل و يديني الطريحة وبعد كده تقوم تعمل هي، بس أنا ما سكتش ، بآيت لازقالها في الرايحة والجاية لحد مااتعلمت كل حاجة و بقي مايعرفش يفرق بين أكلي وأكل أمه ، يلا الله يرحمها.
جميلة:طب والله جدعة ، وعلمتي سارة ومني؟؟
تحية:طبعاً ، سارة طول عمرها تعمل كل حاجة غير مني كانت متدلعة من صغرها ، لكن من ساعة مااتخطبت وأنا حلفت عليها تعمل كل حاجة ف البيت وخليتها تشيله كله ، وهي دلوقتي ست بيت زي الفل.
جميلة:عقبال ما تفرحي بسارة كمان .
تحية:يارب ، مع إنها عدت ال30 ، كانت لسه متخرجة من كلية العلوم وجه تعب أبوها وانشغلت معاه وشالتنا حبيبتي كلنا والبيت ، بس بعد مااتوفي الله يرحمه ما رضيتش تخرج م البيت لاتروح ولا تيجي.
جميلة:والله ربنا هيكرمها دي أدب وجمال وخفة دم و شطارة.
تحية:يارب حبيبتي.
وصارت جميلة تجيء من حين لآخر و تعلمت بالفعل الكثير من أمور الطبخ و غيرها وكانت سعيدة معهم للغاية و هم أيضاً سعداء بها ونمت صداقة جميلة بينهم لكن لم يذكر اسم حسن طوال تلك الفترة من أيهن كما أنه لم يكن يعلم بمجيئها لكنه لازال يعيش في قلبها و هي تعيش في قلبه.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة،
NehalAbdElWahed
( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة التاسعة
(بقلم : نهال عبدالواحد)
وذات يوم ذهبت جميلة عند تحية و تحمل معها شيئاً ما .
سارة:إيه اللي جايباه ده؟
جميلة:ده نوع كيك جبته من ع النت و جربته وطلعت تحفة وعملت الصوص بتاعها كمان.
تحية:لا ده احنا عدينا ، تسلم إيديكي حبيبتي.
جميلة:تسلمي يا ماما ، إده انت عندك عزومة إنهاردة ولا إيه ؟
تحية:لا يا حبيبتي إنهاردة موسم كل سنة وانت طيبه وبخير حبيبتي .
جميلة:وانت طيبة يا ماما.
تحية:و ف نفس الوقت إمتحان مفاجئ.
جميلة وهي تضحك:بمعني؟؟
تحية:شمري و وريني اتعلمتي إيه طول الفترة دي !!!
جميلة:طب افرضي جبت ملحق هتتغدوا إيه ؟؟
تحية:ما تخافيش ياحبيبتي ، يلا عشان يادوب تلحقي الوقت ولمي شعرك ده.
سارة:يا ماما هتطفشيها كده!!
جميلة:لااا توحة دي حبيبتي وتعمل ما بدالها بغض النظر عن اللي هعمله أنا.
فضحكن جميعاً.
دخلت جميلة المطبخ بالفعل وكانت معها سارة تعرض عليها المساعدة لكن جميلة قررت خوض التجربة وبالفعل بدأت في عمل الطعام و بعد فترة من الزمن جاءت مني و دخلت هي وتحية المطبخ.
مني:لما ماما قالتلي انك انت اللي هتعملي الأكل ما صدقتش!!!!!!
جميلة:مووووني...عاملة إيه؟
وسلمت عليها.
تحية:إده هي البطة لحقت تستوي بسرعة كده ؟؟
جميلة:لا يا ماما أنا شوحتها وسيبتها تنزل ميتها وتشربها و يادوب الشوربة خدت كام غلوة وطلعتها و شرختهاوآدي باقي التتبيلة اتبلها و هكلفتها و ف الفرن وكل شوية نسقيها م الصوص بتاعها.
سارة:دوقت شوربتها طلعت حلوة أوي يا ماما.. دوقي كده.
فتذوقت تحية ثم ابتسمت وقالت:اممممم ، ده بأه الطالب لما يتفوق علي أستاذه.
جميلة:حلوة بجد؟؟
تحية:ده انت اللي حلوة يا حلوة.
فضحكن.
ثم قالت:هه ، عملتي العصاج؟؟
جميلة:آه وخلصت الرقاق و ف الفرن ، نحط البطاية بأه عشان تلحق تستوي .
تحية:طب كفاية كده انت تعبتي اوي انهاردة ، كفاية عليكي ، ناجحة مع مرتبة الشرف كمان.
فضحكت جميلة:لاااا لسه الرز والملوخية ، عارفين ، بفكر ف مشروع مطعم واطبخ فيه ، بس أمشي إيدي شوية ف كام حاجة ، أحسن كده هقعد اليوم كله ف طلب واحد.
فضحكن.
مني:لاااا انت تطلعي ف برامج الطبخ زي بتوع التلفزيون و هو جمال و شطارة و لباقة.
سارة:آه ، و تسمي البرنامج أحلي الأكلات مع ست الحسن و الجمال .
وهنا تغير وجه جميلة فجأة و اخذت مافي يدها و وضعته في الفرن دون أي تعليق .
سارة:هو انا قلت حاجة ضايقتك ؟؟
جميلة:أصل أصل حسن كان بيقولي كده ، يا ست الحسن والجمال ، يادوب أعمل الرز والملوخية عشان ألحق أروح.
تحية:لااا ده موسم ولازم تاكلي معانا.
جميلة:ولو جه حسن ولقاني ؟؟؟
تحية:اطمني مش بيجي غير بليل.
سارة:انت خلاص ما بآتيش عايزة تشوفيه ؟؟!!!
جميلة:أنا ؟ ربنا يعلم اللي ف قلبي ، بس مش هستحمل وجع تاني بسبب أي كلمة منه.
وأكملت ما تبقي في صمت تام ثم أخرجتها مني من المطبخ لتغسل هي الأطباق و المواعين وجلست جميلة مع سارة وتحية تتسامرن وتتضاحكن ثم قامت تحية وبعدها رن هاتف جميلة.
جميلة:إده ؟ دي مامي ، عايزة أخش ف حتة أتكلم منها.
سارة:خشي ف الأوضة دي.
ودخلت جميلة ترد على أمها وكانت معها حقيبتها حيث كانت تشتم رائحتها ورائحة يديها من أثر الطبخ فدخلت و أغلقت الباب خلفها نصف غلقة و جلست علي سرير بداخل الحجرة تحادث أمها وتخرج أنواع من الكريمات هذا لليدين وذاك للأظافر و تلك معطر لليدين ثم أنهت برش عطرها في كل ملابسها وهي تجلس حتي أنهت المكالمة ثم رجعت بظهرها قليلاً تسند علي وسادة خلفها فقد كان يوما مرهقا لها حقاً فغلبها النعاس.
كان بعد دخول جميلة مباشرة دخلت سارة مع مني في المطبخ ودخلت تحية تصلي العصر و ذعبت عين جميلة في سنة قليلة من النوم .
وفجأة جاء حسن من الخارج واتجه لحجرته و دخلها و تفاجأ عندما رآها ، إنها حبيبته تنام في فراشه و رائحة عطرهل تملأ المكان و هيئتها الرائعة الأخاذة ، كم اشتقت إليك يا حبيبتي !
كم اشتقت لرؤياك والكلام معك !
كم اشتقت لمسكة يديكي والنظر في عيونك !
كم اشتقت أن أغرق في زرقتهما دون أن أريد الخروج.
وفي تلك الأثناء فتحت جميلة عينها فرأته أمامها فهبت واقفة علي الفور متلاة أساريرها وقد انسدل و فك شعرها خلفها بطريقة ساحرة وأخاذة.
أخيراً قد رأته و ربما يتحدثان ، كم اشتقت إليك يا حبيبي !
لكن سرعان ما انقلب الموقف رأساً علي عقب ورفع حسن صوته بغضب:انت إيه اللي جايبك هنا ؟ بتعملي إيه ؟ ممكن افهم ده معناه إيه ألاقيكي كده؟؟
وجاءت مني و سارة وتحية وفتحي أيضاً داخل الحجرة علي صوته.
جميلة بصدمة:انا دخلت أرد ع التليفون قعدت عيني راحت ف النوم ، والله ده اللي حصل ، أنا عارفة إنك بتيجي بليل مااعرفش انك جاي دلوقتي.
سارة:أيوة فعلاً مامتها اتصلت وأنا قولتلها خشي الأوضة دي اتكلمي منها علي إنها أوضة فاضية يعني من غير ما تعرف دي أوضة مين ، ما كنتش اعرف انك جاي عل غدا.
تحية:خلاص خلاص ماجراش حاجة واستهدوا بالله.
حسن:آسف يا أمي إزاي تسمحيلها أصلاً إنها تيجي البيت ده ؟ إحنا مش فاضيين للتسلية بتاعة الهانم ، وكفاية لحد كده وياريت ماتعتبيش هنا تاني ، وجودك بالعربي مش مرغوب فيه ، يلا اتفضلي من هنا.
نظرت جميلة نحوه بصدمة كبيرة والدموع في عينها محبوسة وهو يديد بعينه عنها حتي لا يراها و يحن إليها و الباقون في ذهول و صمت وانطلقت مسرعة تخرج من الحجرة بل من الشقة بأسرها في حالة إنهيار شديدة يرثي لها.
انطلقت جميلة منهارة تقود سياراتها و تتجول في الطرقات دون هدف حتي وصلت لذلك المكان الذي جاءت فيه معه يوماً و كان من أسعد أيام حياتها وإن كانت للحظات قليلة وأخذت تبكي بحرقة ومرارة شديدة.
أما حسن فبمجرد خروج جميلة بتلك الطريقة المهينة تسلل الجميع واحد خلف الآخر في صمت تام و تركوه وحده واقف مصدوم لا يصدق أنها كانت هنا و قد طردها شر طردة ، لكن ماذا بيده لقد سدت كل السبل و شعر باختناق شديد يكاد يذهب بصدره وقلبه ، كيف لذلك الوجع أن ينتهي؟؟
ثم ينظر نحو سريره ، هنا جلست هنا نامت ، يا لحسن حظك يا فراشي لقد نعمت بقربها ، بإحتضانها ، بعطرها ، نعم بعطرها ، إنه يملأ المكان ، و ذلك الفراش المعطر بعطرها وأخذ يشتمه ويتنفس نفساً عميقاً و يذوب ويغيب ، و تلك الوسادة قد نعمت أيضاً بسندة رأسها ، مهلا ما هذا؟ إنه مشبك شعرها وبه عدة شعرات منها.
ومر بعض الوقت و فجأة نهض و نزع غطاء السرير وأزال كل شيء و أخفاه ، نعم بجوار قميصه !
ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن المتابعة ،
NehalAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق