رواية-روح الفؤاد - الحلقتين 26:27- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
(روح الفؤاد)
الحلقة السادسة و العشرون
بقلم :نهال عبد الواحد
وبالفعل كانا من حينٍ لآخر يذهبان لمكان مختلف ويقضيان فيه ولو ساعات وكانت روح قنوعة رغم تأكدها من أن مراد لن يرفض لها أي شيء لكنها كانت تكاد لا تطلب شيئاً وتفرح بأقل شيء يفعله لها ولذلك أحبها أكثر و أكثر فهو لم يتزوج من جميلة الهيئة فقط بل جميلة الخُلُق والقلب .
وفي أوقات تصوير حلقات برنامجها الخاص ،كان مراد يستغل وجودها ولا ينتهي من بث حبه لها بشتي الطرق والمزح معها من حين لآخر وكانت تخجل بشدة من ذلك .
فمثلاً ذات حلقة وقد كانت قائمة الطعام عبارة عن مجموعة من الأكلات الشعبية وبدأت روح تقدم البرنامج بخفة ظلها وتلقائيتها المعهودة وبالطبع مراد لا ينتهي عن بعض التعليقات المازحة في سماعة أذنها.
فقالت بخفة وهي تقدّم الأصناف: اليوم خاص ومختلف، ربما تتعجبون من أكلات اليوم ،فهي مجموعة من الأكلات الشعبية ربما لا يعرفها الكثير ، لكنها أكلات مختارة بناءً على رغبة المخرج شخصياً.
فقال مراد بداخل السماعة: يا روح المخرج أنتِ.
فضحكت و أكملت: اليوم سنعد معاً فول نابت ، عجة ،بصارة وفلفل بالصلصة والحلو سد الحنك.... وانتظروني سنبدأ بعد الفاصل.
وما أن بدأ الفاصل الإعلاني حتى إنفجرت روح ضاحكة وجاءها مراد مسرعاً من غرفة التحكم.
فنظرت إليه وإبتسمت قائلة: أرجوك كفاك مزاح لقد صرت أشبه البلهاء وأنا أضحك من حين لآخر بدون مبرر أمام الكاميرات.
فقال ولازال يضحك: وماذا أفعل إذن ؟! كيف تكوني بجواري ومعي وتريديني أنتهي عن مزاحك ومشاكستك؟!!!
فتلفتت حولها وقالت محذرة بحرج: مرااااد !
فأهدر بعشق وهيام: عيون مراد وروح مراد وصاحبة الجزء الأيسر هذا الذي استوليتي عليه واحتلتيه إحتلالاً تاماً.
فضحكت وقالت: إتركني أرجوك ! لقد نسيت ما أريد قوله.
فرفع كتفيه بلامبالاة قائلا: لا يهم .
فضحكت وقالت: هيا اذهب واجلس مكانك لقد أوشك الفاصل الإعلاني على الإنتهاء.
فشبّك ساعديه أمام صدره وتابع بمشاكسة:تطرديني بالذوق ؟!!
فدفعته بخفة: مراد !!
ففرك لحيته ونظر إليها وتابع بمكر:إذن أريد......
- مرااااااد !!
فغمز لها وقال: ماذا بك ؟ أريد لقمة .
فضحك إثنانتهما فغمست له لقمة وأطعمته في فمه ثم أشار بيده أن جيد وسار بضع خطوات وبدأت تأخذ موضعها فجاء على غفلة منها وقبّل خدها ثم أسرع لغرفة التحكم وتركها تضحك.
هكذا كانت حياتهما معاً في سعادة وحب وتفاهم وعشق كبير لكن بطبيعة الحال لا يمكن أن تمر الحياة وردية دائماً يلزم بعض البهارات الحارة التي تشعل الأوضاع من حين لآخر وتبذل مجهود وتبحث عن طرق مختلفة لتطفئها ، حتى كلما فرحت شعرت بقيمة تلك الفرحة والسعادة.
وذات يوم بينما كانت روح في البيت جالسة تقرأ إحدى الروايات بقلم زوجها ومندمجة في أحداثها ولم لا وكاتبها هو حبيب روح، فإذا بصوت رسالة يأتي من هاتفها ، في البداية تجاهلت الهاتف فقد كان المشهد الذي تقرأه رومانسي للغاية ومكتوب بطريقة رائعة وبعد أن انتهت أمسكت بالهاتف لتقرأ الرسالة :
« لقد تعرض زوجك لحادث سيارة وستجديه في إستقبال مستشفي...... وعنوانها....... »
وما أن قرأت الرسالة حتى انخلع قلبها فاتصلت بمراد فوجدت هاتفه مغلق فانخلع قلبها أكثر وأكثر وهربت روحها وشعرت بدوار شديد لكنها تماسكت وهبت مسرعة لتبدل ملابسها وطلبت سيارة ثم خرجت تتجه نحو تلك المستشفى حسب ذلك العنوان.
وصلت روح لذلك المكان وما أن همت بالدخول من مدخل المستشفى حتى وجدت فجأة من يجذب ذراعها فإلتفتت فإذا هو نادر فانقلب وجهها وتحول من الإصفرار من أثر الفاجأة للإحمرار من شدة الغضب.
فقالت وهي تجذب ذراعها:نعم !
فقال نادر وهو يحملق فيها بوقاحة: إفتقدتك كثيراً.
فصاحت فيه: أغرب عن وجهي يا هذا !
- كأنك متعجلة لتلحقين بحبيب القلب.. وانفجر مقهقهاً ثم تابع: وأخيراً نجحت خطتي وجيئتي إليّ بقدميكي.
فإلتفتت إليه في صدمة وهي تشير نحوه بسبابتها وتقول: أنت إذن من أرسلت الرسالة ؟!
فهز برأسه أن نعم وهو يضحك بمليء فمه وعيناه تتفحصها بوقاحة وخبث ، فقبضت يدها من شدة الغضب وكأنها أرادت أن تلكمه فكيف دخلت عليها تلك الخدعة الركيكة المستهلكة في العديد من الدراما العربية ثم زفرت أنفاسها بغضب وهمت بالإنصراف فجذبها من ذراعها مجدداً، وتابع بجرأة: هل أرسلت إليك لأتأمل جمالك وحسنك ؟!!
فجذبت يدها بقوة وهي تصيح : ماذا تريد ؟!!؟
فأجاب بلامبالاة: مليون جنيهًا فقط.
فإتسعت عيناها وأهدرت بصدمة: ماذا ؟!!! مليون جنيًّا يلبسك ، مليون عقرب يلدغك.
- كنت أعلم أن هذا سيكون ردك ، لكن ذلك مجرد ثمن بسيط لشيء ٍ هام يخصك لدي.
- أنت كاذب ومفترٍ ومدعي ، فلا شيء يخصني لديك.
- لا بل مقطع فيديو لنا معاً ، كم كان بديعاً و رائعاً ، أتخيل وجه الأستاذ عندما يراه.
- لا يهمني هذا الهراء ، مراد يعلم أني كنت متزوجةً قبله ، إذهب بألاعيبك بعيداً !
- فعلاً ! لم نختلف ،لكن مثلاً دعيني أقول لك أنك تعلمين أنه كان متزوجاً قبلك ، ماذا لو رأيتي مقطع له مع إحدى زوجاته السابقات ، ترى كيف يكون إحساسك ؟ وماذا تفعلين ؟!!! ثم انفجر ضاحكاً...
فوجمت قليلاً لكن رغم أنه كان صفحة وقد مزقتها لكن ماذا لو فعل وأراها لمراد ، وأغمضت عيناها كأنما قد أصيبت دوار شديد.
فزفرت وتسآلت برجفة: ماذا تريد مني ؟! لقد خلعتك ولم آخذ منك أي شيء لا نفقة ولا مؤخر ولا أي شيء ، دعني وشأني وافعل خيراً مرة واحدة في حياتك.
- وما المقابل ؟
- افعل ولو شيئاً واحدًا لوجه الله.
- المقطع غالي وسعره غالي وعليكِ الدفع.
- صحيح أنك حقير دنيء !
- يمكنني عمل خصم خاص لك من أجل أجمل عيون وأحلى قوام.
- حيواان !
- من أجل ذكراياتنا الحلوة معاً سأقسم المبلغ نصفين ولن آخذ منك سوى نصف مليون فقط ، هل رأيتي كرمي ؟!!
- كانت ذكريات سواداء.
- لا خيار أمامك عزيزتي.
- عليك اللعنة !
- وعليكِ إعداد المبلغ كامل خلال أسبوع من اليوم ،وإلا فسأجعل فضيحتك علنية ولن يشاهدك مراد وحده فحسب بل سيشاهده الملايين ، أجل أعتقد إنه سيجلب عدد مشاهدات كببر ، سأنتظرك في بيتنا القديم فقد صرتي مشهورة الآن ولا يمكن أن نتقابل أمام الناس.
فبصقت على وجهه وتركته فمسح ما فعلته وهو يضحك بخبث وإستفزاز..........
NoonaAbdElWahed
(روح الفؤاد)
الحلقة السابعة و العشرون
بقلم: نهال عبد الواحد
عادت روح إلى البيت وهي منهكة للغاية ودخلت غرفتها وبدلت ملابسها ورأسها تكاد تنفجر تحاول أن تفكر في أي حل غير تلك المقابلة وذلك اللقاء ، كيف تهرب من هذا الإبتزاز الرخيص ؟!! وهي تعلم تماماً أنه بلا أخلاق ولا ضمير ولا يعبأ إلا بنفسه.
وفجأة شعرت بإشمئزاز من أثر ما حدث وهي تتخيل ما في تلك المقطع من مشاهد خاصة ، لو كانت تكره نفسها وقت وجودها معه قيراط فهي الآن تكره نفسها أربعاً وعشرون قيراط وكأن فجأة شعرت بلية في معدتها فإتجهت مسرعة إلى الحمام لتتقيأ .
وما أن إنتهت وغسلت وجهها وخرجت حتى وجدت مراد يدخل الغرفة في نفس اللحظة فصرخت بفزعة أفزعتها بشدة وأفزعته هو أيضاً فجثت فجأة على ركبتيها أرضاً وهي تلهث وتتلاقط أنفاسها بسرعة وتجهش بالبكاء.
جرى مراد نحوها مسرعاً ليرى ما الخطب فضمها إليه ويحاول تهدئتها :ماذا بكِ حبيبتي ؟ ماذا جرى ؟! مال وجهك شاحبٌ هكذا ؟!!
أجابته بشهقات تخالط صوتها:لقد تفاجأت بك أمامي.
فتابع بقلق: آسف بشدة روحي ، لم أقصد ، إهدئي إهدئي ! لماذا كل هذا ؟ لماذا ترتجفي هكذا ؟ ماذا أصابك ؟!
- أريد أن أذهب لفراشي ، أريد النوم ، أرجوك !
- لكن..لكن ، لم نرى بعضنا أو نتحدث اليوم منذ ساعات ، أعتقد إن جلسنا وتسامرنا قليلاً أو لعبنا معاً أي لعبة تريديها ، ستتحسني وتكوني بخير.
- أرجوك يا مراد ! أرجوك !
- حسناً حسناً ! كما تشائين ، المهم أن تكوني بخير.
فنهض وأمسك بيدها لتنهض معه لكن فجأة لا تقوى على الحركة ولا تحملها قدماها فهبط إليها ثانياً وتسآل بلهفة وخوف: ماذا بكِ ؟! لا تقلقيني عليكِ هكذا !
فربتت عليه تحاول طمأنته وتابعت: إطمأن يا مراد ! هذا بفعل التقيؤ ليس إلا.
إتسعت حدقتاه بفجأة صائحًا: تقيؤ ؟!!!
- سأنام وأستيقظ وسأكون أفضل ، إطمأن !
- إذن انهضي معي وأريني كيف أنت بخير ؟!
كانت تقف بصعوبة فأسندها حتى دخلت فراشها ودثرها ثم ذهب يبدل ملابسه وجلس بجوارها يتأملها وهو متأكد أنها تخفي أمراً كبيراً ....أمراً جعلها حتى تخرج بغير إذنه...
عندما وصل من عمله فقابل المربية عزيزة وكانت روح لم تتصل به من عدة ساعات على غير عادتها والأكثر غرابة أنه اتصل بها مراراً ولم ترد بعكس ما كانت تفعله من قبل حيث كان يشعر أنها تجلس على زر الإجابة حيث تجيبه من أول ثانية.
إستقبلته المربية عزيزة هاشّة باشّة قائلة: حمداً لله على سلامتك يا بني .
- الله يسلمك يا دادة ! أين روح ؟ هل لازالت في المطبخ و وقفت طوال اليوم هكذا ؟!!!!
- لا يا بني ،لقد أعدت جزءً ثم خرجت فجأة وعندما تأخرت أكملت طبخه ، ولقد وصلت تواً الحمد لله لكنها إتجهت لغرفتها مباشرةً.
ثم ضحكت وقالت: مؤكد أنها تعد نفسها لإستقبالك... هل أعد السفرة ؟!!
تفاجأ مراد وأهدر بقلق: هه ! ليس الآن... سأراها أولاً.
وتركها وصعد مسرعاً....
ظل جالساً يفكر في كل ما حدث وفي ذلك الموقف حتى غلبه النعاس.
وفي اليوم التالي وقد إستيقظت لكنها مفتقدة لحيويتها ولضحكتها التي اعتادها تشرق صباحه كل يوم بل تنير حياته بأكملها ، كما جلست صامتة وشاردة علي غير العادة ترد بالكاد علي كلماته ومزحاته حتى إنها لم تأكل إلا بضع لقيمات مهما ألح عليها مراد و عزيزة لكنها تحججت بتقيؤها بالأمس وأنه قد أتعب معدتها ولا تقوى على أي طعام.
وذهبا إلى الأستوديو لتصوير حلقة جديدة من برنامج مطبخ روح الفؤاد وكانت تبدو أكثر إختلافاً ، أكثر شحوباً ، أكثر شجناً ، أكثر إرهاقاً..... يصعب تحديد ذلك.
وفي الفاصل الإعلاني ذهب إليها كعادته ليمزح معها قليلاً ربما يحسن حالتها المزاجية التي لم يفهمها حتى الآن ، فوجدها تقف شاردة وتبدو متعبة للغاية، فتسآل بقلق وهو يداعبها بطرف أنامله على ذقنها: ماذا بكِ قلبي ؟
روح وهي تفيق من شرودها: هه ! مراد تذوق هذا وقول رأيك !
فتذوق مراد ثم قال بإعجاب: وااااو ! سلمت يداكي حبيبتي !
فتسآلت بشك: هل حلو المذاق ؟!!
زم مراد حاجبيه وأردف بتعجب: كأنك تسألين ؟!! منذ متى وتلك اليدين وتلك الأصابع تفعل أي شيء إلا كل حلو ورائع.
ثم قبل يديها وهي تبتسم بمرارة ، تشعر أنها على وشك الهاوية وستفقد كل ذلك قريباً.
لكن تلك التخبطات لن تخفى عليه وإن كان لم يعرف السبب بعد، فناداها: روووووح ! أين ذهبتي ؟!!
فتفاجأت وقالت: ماذا ؟؟؟ أنا ؟!!
فإنتبه لها ثم قال: أقصد كأنك تشردين مني.
- لا أفهم لماذا لا أطيق أي شيء ، وأشعر وكأني أفسدت الحلقة.
ربت مراد على وجنتيها بلطف وتابع: وجهك متعب للغاية ، ليتك قولتي كنت أذعت حلقة قديمة.
فأمسكت بجبهتها كأنها شعرت فجأة بدوار و ربما ذلك الموقف لا يزال يشغلها وكيف لا ؟!! ثم مسحت على شعرها وتأخذ نفسها بصعوبة بعض الشيء ، ثم أشارت لمراد أن يذهب لغرفة التحكم وما أن سار بضع خطوات حتى نادت عليه : مراااااد !!
فإلتفت نحوها وعاد مسرعاً فوجهها لا يبشر بخير أبداً فقالت له: مراد ! ضمني لحضنك !
فضمها إليه بحنان شديد وهو يتأكد أنها تعاني من أمر ما تخفيه عنه لايدري لماذا ؟!! وبغض النظر عن طلبها هذا، فهي ترتجف من يديه وهو يشعر برجفتها تلك.
حتى جاء إليهما أحدهم يبلغهما بأن الفاصل الإعلاني على وشك الإنتهاء فأبعدها بهدوء وأشار لإحداهن وهو ينادي: تعالي من فضلك ! أرجوكي عدّلي هيئتها واضبطي المكياج ! حاولي إخفاء ذلك التعب والشحوب !
ثم ذهب مراد لحجرة التحكم وهو لا يفهم كيف ستكتمل تلك الحلقة بهيئتها تلك فهو يشعر أنها على وشك الإنهيار.
وإنتهت وتمت الحلقة بسلام بمعجزة وعادا لمنزلهما فقابلتهما عزيزة قائلة: مرحباً أبنائي ! هل أعد السفرة الآن ؟
أومأت روح بيدها رافضة وأهدرت بتألم: لا معذرة يا دادة ! فأنا لا أقوى على تناول أي شيء ، أشعر بإرهاق وأحتاج للنوم فوراً.
فناداها مراد: ماذا ياروح ؟!! لازال الوقت باكراً حبيبتي ثم أنك لم تأكلي اليوم سوى تلك اللقيمات القليلة في الصباح.
- معذرة حبيبي ! لكن لا أستطيع ، اتركني أرجوك !
وتركته وصعدت فجلس مراد لأقرب كرسي متأففاً فقالت له عزيزة: هل ستأكل أنت إذن ؟!
فأومأ رافضًا وأجاب: لا أريد يا دادة ، منذ متى وأستطيع الأكل بدونها ؟! وهي تعلم ذلك جيداً ، لو أفهم مابها وما الذي بدّل حالها هكذا ؟!!
فضحكت وقالت: يا بني عليك أن تصبر وتتحمل ، فهكذا تكون النساء خاصة في شهور الحمل الأولى.
فنهض واقفاً فجأة وقال: حمل ؟!!!!
فصاحت بسعادة: طبعاً !
- لكنها لم تخبرني بذلك.
- مؤكد أنها نفسها لا تدري ، هكذا تكون متعبة ومرهقة وعصبية ولا تطيق أحداً ولا تطيق نفسها أيضاً بل وتفتعل المشكلات من لا سبب.
- وتظل هكذا لمتى ؟!!
- حسب حظك ، ليس كل النساء متشابهات في تلك الأمور ، المهم لا تقلق ! سأعتني بها جيداً وسألمح لها لتذهب لطبيبة أو حتى تتأكد بإستخدام إختبار حمل منزلي ، لكن كأنك لا تعرف شيئاً قبل أن تتأكد حتى لا تحزن.
فأومأ برأسه أن نعم ثم تركها وانصرف بلا تعليق فهو لا يقتنع بتحليل مربيته لحالة روح فهو يتأكد أن هناك شيئاً آخر يجب كشفه............
NoonaAbdElWahed
الحلقة السادسة و العشرون
بقلم :نهال عبد الواحد
وبالفعل كانا من حينٍ لآخر يذهبان لمكان مختلف ويقضيان فيه ولو ساعات وكانت روح قنوعة رغم تأكدها من أن مراد لن يرفض لها أي شيء لكنها كانت تكاد لا تطلب شيئاً وتفرح بأقل شيء يفعله لها ولذلك أحبها أكثر و أكثر فهو لم يتزوج من جميلة الهيئة فقط بل جميلة الخُلُق والقلب .
وفي أوقات تصوير حلقات برنامجها الخاص ،كان مراد يستغل وجودها ولا ينتهي من بث حبه لها بشتي الطرق والمزح معها من حين لآخر وكانت تخجل بشدة من ذلك .
فمثلاً ذات حلقة وقد كانت قائمة الطعام عبارة عن مجموعة من الأكلات الشعبية وبدأت روح تقدم البرنامج بخفة ظلها وتلقائيتها المعهودة وبالطبع مراد لا ينتهي عن بعض التعليقات المازحة في سماعة أذنها.
فقالت بخفة وهي تقدّم الأصناف: اليوم خاص ومختلف، ربما تتعجبون من أكلات اليوم ،فهي مجموعة من الأكلات الشعبية ربما لا يعرفها الكثير ، لكنها أكلات مختارة بناءً على رغبة المخرج شخصياً.
فقال مراد بداخل السماعة: يا روح المخرج أنتِ.
فضحكت و أكملت: اليوم سنعد معاً فول نابت ، عجة ،بصارة وفلفل بالصلصة والحلو سد الحنك.... وانتظروني سنبدأ بعد الفاصل.
وما أن بدأ الفاصل الإعلاني حتى إنفجرت روح ضاحكة وجاءها مراد مسرعاً من غرفة التحكم.
فنظرت إليه وإبتسمت قائلة: أرجوك كفاك مزاح لقد صرت أشبه البلهاء وأنا أضحك من حين لآخر بدون مبرر أمام الكاميرات.
فقال ولازال يضحك: وماذا أفعل إذن ؟! كيف تكوني بجواري ومعي وتريديني أنتهي عن مزاحك ومشاكستك؟!!!
فتلفتت حولها وقالت محذرة بحرج: مرااااد !
فأهدر بعشق وهيام: عيون مراد وروح مراد وصاحبة الجزء الأيسر هذا الذي استوليتي عليه واحتلتيه إحتلالاً تاماً.
فضحكت وقالت: إتركني أرجوك ! لقد نسيت ما أريد قوله.
فرفع كتفيه بلامبالاة قائلا: لا يهم .
فضحكت وقالت: هيا اذهب واجلس مكانك لقد أوشك الفاصل الإعلاني على الإنتهاء.
فشبّك ساعديه أمام صدره وتابع بمشاكسة:تطرديني بالذوق ؟!!
فدفعته بخفة: مراد !!
ففرك لحيته ونظر إليها وتابع بمكر:إذن أريد......
- مرااااااد !!
فغمز لها وقال: ماذا بك ؟ أريد لقمة .
فضحك إثنانتهما فغمست له لقمة وأطعمته في فمه ثم أشار بيده أن جيد وسار بضع خطوات وبدأت تأخذ موضعها فجاء على غفلة منها وقبّل خدها ثم أسرع لغرفة التحكم وتركها تضحك.
هكذا كانت حياتهما معاً في سعادة وحب وتفاهم وعشق كبير لكن بطبيعة الحال لا يمكن أن تمر الحياة وردية دائماً يلزم بعض البهارات الحارة التي تشعل الأوضاع من حين لآخر وتبذل مجهود وتبحث عن طرق مختلفة لتطفئها ، حتى كلما فرحت شعرت بقيمة تلك الفرحة والسعادة.
وذات يوم بينما كانت روح في البيت جالسة تقرأ إحدى الروايات بقلم زوجها ومندمجة في أحداثها ولم لا وكاتبها هو حبيب روح، فإذا بصوت رسالة يأتي من هاتفها ، في البداية تجاهلت الهاتف فقد كان المشهد الذي تقرأه رومانسي للغاية ومكتوب بطريقة رائعة وبعد أن انتهت أمسكت بالهاتف لتقرأ الرسالة :
« لقد تعرض زوجك لحادث سيارة وستجديه في إستقبال مستشفي...... وعنوانها....... »
وما أن قرأت الرسالة حتى انخلع قلبها فاتصلت بمراد فوجدت هاتفه مغلق فانخلع قلبها أكثر وأكثر وهربت روحها وشعرت بدوار شديد لكنها تماسكت وهبت مسرعة لتبدل ملابسها وطلبت سيارة ثم خرجت تتجه نحو تلك المستشفى حسب ذلك العنوان.
وصلت روح لذلك المكان وما أن همت بالدخول من مدخل المستشفى حتى وجدت فجأة من يجذب ذراعها فإلتفتت فإذا هو نادر فانقلب وجهها وتحول من الإصفرار من أثر الفاجأة للإحمرار من شدة الغضب.
فقالت وهي تجذب ذراعها:نعم !
فقال نادر وهو يحملق فيها بوقاحة: إفتقدتك كثيراً.
فصاحت فيه: أغرب عن وجهي يا هذا !
- كأنك متعجلة لتلحقين بحبيب القلب.. وانفجر مقهقهاً ثم تابع: وأخيراً نجحت خطتي وجيئتي إليّ بقدميكي.
فإلتفتت إليه في صدمة وهي تشير نحوه بسبابتها وتقول: أنت إذن من أرسلت الرسالة ؟!
فهز برأسه أن نعم وهو يضحك بمليء فمه وعيناه تتفحصها بوقاحة وخبث ، فقبضت يدها من شدة الغضب وكأنها أرادت أن تلكمه فكيف دخلت عليها تلك الخدعة الركيكة المستهلكة في العديد من الدراما العربية ثم زفرت أنفاسها بغضب وهمت بالإنصراف فجذبها من ذراعها مجدداً، وتابع بجرأة: هل أرسلت إليك لأتأمل جمالك وحسنك ؟!!
فجذبت يدها بقوة وهي تصيح : ماذا تريد ؟!!؟
فأجاب بلامبالاة: مليون جنيهًا فقط.
فإتسعت عيناها وأهدرت بصدمة: ماذا ؟!!! مليون جنيًّا يلبسك ، مليون عقرب يلدغك.
- كنت أعلم أن هذا سيكون ردك ، لكن ذلك مجرد ثمن بسيط لشيء ٍ هام يخصك لدي.
- أنت كاذب ومفترٍ ومدعي ، فلا شيء يخصني لديك.
- لا بل مقطع فيديو لنا معاً ، كم كان بديعاً و رائعاً ، أتخيل وجه الأستاذ عندما يراه.
- لا يهمني هذا الهراء ، مراد يعلم أني كنت متزوجةً قبله ، إذهب بألاعيبك بعيداً !
- فعلاً ! لم نختلف ،لكن مثلاً دعيني أقول لك أنك تعلمين أنه كان متزوجاً قبلك ، ماذا لو رأيتي مقطع له مع إحدى زوجاته السابقات ، ترى كيف يكون إحساسك ؟ وماذا تفعلين ؟!!! ثم انفجر ضاحكاً...
فوجمت قليلاً لكن رغم أنه كان صفحة وقد مزقتها لكن ماذا لو فعل وأراها لمراد ، وأغمضت عيناها كأنما قد أصيبت دوار شديد.
فزفرت وتسآلت برجفة: ماذا تريد مني ؟! لقد خلعتك ولم آخذ منك أي شيء لا نفقة ولا مؤخر ولا أي شيء ، دعني وشأني وافعل خيراً مرة واحدة في حياتك.
- وما المقابل ؟
- افعل ولو شيئاً واحدًا لوجه الله.
- المقطع غالي وسعره غالي وعليكِ الدفع.
- صحيح أنك حقير دنيء !
- يمكنني عمل خصم خاص لك من أجل أجمل عيون وأحلى قوام.
- حيواان !
- من أجل ذكراياتنا الحلوة معاً سأقسم المبلغ نصفين ولن آخذ منك سوى نصف مليون فقط ، هل رأيتي كرمي ؟!!
- كانت ذكريات سواداء.
- لا خيار أمامك عزيزتي.
- عليك اللعنة !
- وعليكِ إعداد المبلغ كامل خلال أسبوع من اليوم ،وإلا فسأجعل فضيحتك علنية ولن يشاهدك مراد وحده فحسب بل سيشاهده الملايين ، أجل أعتقد إنه سيجلب عدد مشاهدات كببر ، سأنتظرك في بيتنا القديم فقد صرتي مشهورة الآن ولا يمكن أن نتقابل أمام الناس.
فبصقت على وجهه وتركته فمسح ما فعلته وهو يضحك بخبث وإستفزاز..........
NoonaAbdElWahed
(روح الفؤاد)
الحلقة السابعة و العشرون
بقلم: نهال عبد الواحد
عادت روح إلى البيت وهي منهكة للغاية ودخلت غرفتها وبدلت ملابسها ورأسها تكاد تنفجر تحاول أن تفكر في أي حل غير تلك المقابلة وذلك اللقاء ، كيف تهرب من هذا الإبتزاز الرخيص ؟!! وهي تعلم تماماً أنه بلا أخلاق ولا ضمير ولا يعبأ إلا بنفسه.
وفجأة شعرت بإشمئزاز من أثر ما حدث وهي تتخيل ما في تلك المقطع من مشاهد خاصة ، لو كانت تكره نفسها وقت وجودها معه قيراط فهي الآن تكره نفسها أربعاً وعشرون قيراط وكأن فجأة شعرت بلية في معدتها فإتجهت مسرعة إلى الحمام لتتقيأ .
وما أن إنتهت وغسلت وجهها وخرجت حتى وجدت مراد يدخل الغرفة في نفس اللحظة فصرخت بفزعة أفزعتها بشدة وأفزعته هو أيضاً فجثت فجأة على ركبتيها أرضاً وهي تلهث وتتلاقط أنفاسها بسرعة وتجهش بالبكاء.
جرى مراد نحوها مسرعاً ليرى ما الخطب فضمها إليه ويحاول تهدئتها :ماذا بكِ حبيبتي ؟ ماذا جرى ؟! مال وجهك شاحبٌ هكذا ؟!!
أجابته بشهقات تخالط صوتها:لقد تفاجأت بك أمامي.
فتابع بقلق: آسف بشدة روحي ، لم أقصد ، إهدئي إهدئي ! لماذا كل هذا ؟ لماذا ترتجفي هكذا ؟ ماذا أصابك ؟!
- أريد أن أذهب لفراشي ، أريد النوم ، أرجوك !
- لكن..لكن ، لم نرى بعضنا أو نتحدث اليوم منذ ساعات ، أعتقد إن جلسنا وتسامرنا قليلاً أو لعبنا معاً أي لعبة تريديها ، ستتحسني وتكوني بخير.
- أرجوك يا مراد ! أرجوك !
- حسناً حسناً ! كما تشائين ، المهم أن تكوني بخير.
فنهض وأمسك بيدها لتنهض معه لكن فجأة لا تقوى على الحركة ولا تحملها قدماها فهبط إليها ثانياً وتسآل بلهفة وخوف: ماذا بكِ ؟! لا تقلقيني عليكِ هكذا !
فربتت عليه تحاول طمأنته وتابعت: إطمأن يا مراد ! هذا بفعل التقيؤ ليس إلا.
إتسعت حدقتاه بفجأة صائحًا: تقيؤ ؟!!!
- سأنام وأستيقظ وسأكون أفضل ، إطمأن !
- إذن انهضي معي وأريني كيف أنت بخير ؟!
كانت تقف بصعوبة فأسندها حتى دخلت فراشها ودثرها ثم ذهب يبدل ملابسه وجلس بجوارها يتأملها وهو متأكد أنها تخفي أمراً كبيراً ....أمراً جعلها حتى تخرج بغير إذنه...
عندما وصل من عمله فقابل المربية عزيزة وكانت روح لم تتصل به من عدة ساعات على غير عادتها والأكثر غرابة أنه اتصل بها مراراً ولم ترد بعكس ما كانت تفعله من قبل حيث كان يشعر أنها تجلس على زر الإجابة حيث تجيبه من أول ثانية.
إستقبلته المربية عزيزة هاشّة باشّة قائلة: حمداً لله على سلامتك يا بني .
- الله يسلمك يا دادة ! أين روح ؟ هل لازالت في المطبخ و وقفت طوال اليوم هكذا ؟!!!!
- لا يا بني ،لقد أعدت جزءً ثم خرجت فجأة وعندما تأخرت أكملت طبخه ، ولقد وصلت تواً الحمد لله لكنها إتجهت لغرفتها مباشرةً.
ثم ضحكت وقالت: مؤكد أنها تعد نفسها لإستقبالك... هل أعد السفرة ؟!!
تفاجأ مراد وأهدر بقلق: هه ! ليس الآن... سأراها أولاً.
وتركها وصعد مسرعاً....
ظل جالساً يفكر في كل ما حدث وفي ذلك الموقف حتى غلبه النعاس.
وفي اليوم التالي وقد إستيقظت لكنها مفتقدة لحيويتها ولضحكتها التي اعتادها تشرق صباحه كل يوم بل تنير حياته بأكملها ، كما جلست صامتة وشاردة علي غير العادة ترد بالكاد علي كلماته ومزحاته حتى إنها لم تأكل إلا بضع لقيمات مهما ألح عليها مراد و عزيزة لكنها تحججت بتقيؤها بالأمس وأنه قد أتعب معدتها ولا تقوى على أي طعام.
وذهبا إلى الأستوديو لتصوير حلقة جديدة من برنامج مطبخ روح الفؤاد وكانت تبدو أكثر إختلافاً ، أكثر شحوباً ، أكثر شجناً ، أكثر إرهاقاً..... يصعب تحديد ذلك.
وفي الفاصل الإعلاني ذهب إليها كعادته ليمزح معها قليلاً ربما يحسن حالتها المزاجية التي لم يفهمها حتى الآن ، فوجدها تقف شاردة وتبدو متعبة للغاية، فتسآل بقلق وهو يداعبها بطرف أنامله على ذقنها: ماذا بكِ قلبي ؟
روح وهي تفيق من شرودها: هه ! مراد تذوق هذا وقول رأيك !
فتذوق مراد ثم قال بإعجاب: وااااو ! سلمت يداكي حبيبتي !
فتسآلت بشك: هل حلو المذاق ؟!!
زم مراد حاجبيه وأردف بتعجب: كأنك تسألين ؟!! منذ متى وتلك اليدين وتلك الأصابع تفعل أي شيء إلا كل حلو ورائع.
ثم قبل يديها وهي تبتسم بمرارة ، تشعر أنها على وشك الهاوية وستفقد كل ذلك قريباً.
لكن تلك التخبطات لن تخفى عليه وإن كان لم يعرف السبب بعد، فناداها: روووووح ! أين ذهبتي ؟!!
فتفاجأت وقالت: ماذا ؟؟؟ أنا ؟!!
فإنتبه لها ثم قال: أقصد كأنك تشردين مني.
- لا أفهم لماذا لا أطيق أي شيء ، وأشعر وكأني أفسدت الحلقة.
ربت مراد على وجنتيها بلطف وتابع: وجهك متعب للغاية ، ليتك قولتي كنت أذعت حلقة قديمة.
فأمسكت بجبهتها كأنها شعرت فجأة بدوار و ربما ذلك الموقف لا يزال يشغلها وكيف لا ؟!! ثم مسحت على شعرها وتأخذ نفسها بصعوبة بعض الشيء ، ثم أشارت لمراد أن يذهب لغرفة التحكم وما أن سار بضع خطوات حتى نادت عليه : مراااااد !!
فإلتفت نحوها وعاد مسرعاً فوجهها لا يبشر بخير أبداً فقالت له: مراد ! ضمني لحضنك !
فضمها إليه بحنان شديد وهو يتأكد أنها تعاني من أمر ما تخفيه عنه لايدري لماذا ؟!! وبغض النظر عن طلبها هذا، فهي ترتجف من يديه وهو يشعر برجفتها تلك.
حتى جاء إليهما أحدهم يبلغهما بأن الفاصل الإعلاني على وشك الإنتهاء فأبعدها بهدوء وأشار لإحداهن وهو ينادي: تعالي من فضلك ! أرجوكي عدّلي هيئتها واضبطي المكياج ! حاولي إخفاء ذلك التعب والشحوب !
ثم ذهب مراد لحجرة التحكم وهو لا يفهم كيف ستكتمل تلك الحلقة بهيئتها تلك فهو يشعر أنها على وشك الإنهيار.
وإنتهت وتمت الحلقة بسلام بمعجزة وعادا لمنزلهما فقابلتهما عزيزة قائلة: مرحباً أبنائي ! هل أعد السفرة الآن ؟
أومأت روح بيدها رافضة وأهدرت بتألم: لا معذرة يا دادة ! فأنا لا أقوى على تناول أي شيء ، أشعر بإرهاق وأحتاج للنوم فوراً.
فناداها مراد: ماذا ياروح ؟!! لازال الوقت باكراً حبيبتي ثم أنك لم تأكلي اليوم سوى تلك اللقيمات القليلة في الصباح.
- معذرة حبيبي ! لكن لا أستطيع ، اتركني أرجوك !
وتركته وصعدت فجلس مراد لأقرب كرسي متأففاً فقالت له عزيزة: هل ستأكل أنت إذن ؟!
فأومأ رافضًا وأجاب: لا أريد يا دادة ، منذ متى وأستطيع الأكل بدونها ؟! وهي تعلم ذلك جيداً ، لو أفهم مابها وما الذي بدّل حالها هكذا ؟!!
فضحكت وقالت: يا بني عليك أن تصبر وتتحمل ، فهكذا تكون النساء خاصة في شهور الحمل الأولى.
فنهض واقفاً فجأة وقال: حمل ؟!!!!
فصاحت بسعادة: طبعاً !
- لكنها لم تخبرني بذلك.
- مؤكد أنها نفسها لا تدري ، هكذا تكون متعبة ومرهقة وعصبية ولا تطيق أحداً ولا تطيق نفسها أيضاً بل وتفتعل المشكلات من لا سبب.
- وتظل هكذا لمتى ؟!!
- حسب حظك ، ليس كل النساء متشابهات في تلك الأمور ، المهم لا تقلق ! سأعتني بها جيداً وسألمح لها لتذهب لطبيبة أو حتى تتأكد بإستخدام إختبار حمل منزلي ، لكن كأنك لا تعرف شيئاً قبل أن تتأكد حتى لا تحزن.
فأومأ برأسه أن نعم ثم تركها وانصرف بلا تعليق فهو لا يقتنع بتحليل مربيته لحالة روح فهو يتأكد أن هناك شيئاً آخر يجب كشفه............
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق