رواية-العوض الجميل - الحلقات 22:25والأخيرة- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
( العوض الجميل)
الحلقة الثانية و العشرون
بقلم :نهال عبد الواحد
[ ضيف الحلقة الرائد سيف(بطل رواية حبي الأول و الأخير) ]
-----------------------------------------------------------
ذهب وليد بالفعل لصديقه الضابط وبعد التحية والسلام قص عليه كل ماحدث منذ أن اختطفت ظهراً وحتي منذ قليل عندما سمع سها.
صديقه:وفين الموبايل ده ؟
فأخرجه وليد:اتفضل.
صديقه:فتحته.
فأومأ برأسه أن لا.
فأخذه منه وحاول فتحه حتي نجح وظل يبحث و يفتش فيه في سجل المكالمات و الرسائل وقبل فتح الصور أعطي الهاتف لوليد ليمسح صور زوجته الموجودة علي الهاتف وبالفعل مسحها و أكمل التفتيش .
كانت الرسائل الموجودة على الهاتف إن دلت فإنما تدل علي قذارة تلك المرأة أخلاقياً ، المهم قد كان التركيز على كل ما يخص التخطيط للاختطاف.
مبدئياً عادت سها بعد ذياع سيط وليد كأحد أنجح رجال الأعمال المعروفين في الآونة الأخيرة فقررت مع صديقها العودة إليه وتنصب شراكها عليه من جديد فيردها وتبدأ في مشاركته في ذلك النعيم والتعبئة منه كيفما شاءت.
ولم تكن تضع في حسبانها أمر زواجه وحتي عندما رأتها للوهلة الأولى بحجابها واحتشامها سخرت منها و ظنت أنها ستزيحها سريعاً ، لكن كما نعلم قد فاجأها الوضع كثيراً عندما رأتها بدون حجاب ورأت مدي تعلق وليد وحبه المتيم بها.
بالإضافة إلي أن وليد الموجود أمامها الآن هو وليد آخر لا تعرفه وصارت شفق أكبر عقبة ويلزم إزاحتها مهما بلغ الأمر.
عندما هربت شفق من أخيها فقد بحث عنها مراراً ولم يجدها إطلاقاً وقد ضيع كل مالديه من مال علي المفاسد والمنكرات.
وذات يوم كان يفتش في أشياءها فوجد مبلغا ضئيلا قد نسيته وبينما هو يجدد البحث وجد كارتا مكتوب فيه اسم وعنوان المدرسة لكنه لم يفهم معني ذلك الكارت.
لكن طرأ برأسه أنه ربما تكون عاملة في المدرسة أو خادمة عند أصحاب تلك المدرسة فدفعه فضوله للبحث من ذلك الإتجاه.
وبالفعل كان يتردد من حين لآخر علي المدرسة وذات يوم رأي أخته تخرج متأبطة لشاب ما ثم تركب سيارته وكيف أن شكلها وهيئتها راقية ؟! وكانا يضحكان ويتسامران ، فود لو هجم عليها لكنه لاحظ الحرس الخاص المحيط بهما فتراجع.
وعندما سأل علم أنها معلمة في المدرسة من أعوام طويلة وهذا الذي معها هو زوجها وهو رجل أعمال شهير.
عاد مصطفي بخفي حنين لا يعرف كيف يصل لأخته ويشاركها ذلك النعيم الرهيب.
وذات يوم كان مصطفي مع صديق له وكان آنذاك يحادث صديقته (سها).
-هه عندك جديد ولا إيه ؟!!
سها:لا جديد ولا قديم ، الموضوع معقد.
-إده! معقول أفلستي ماعندكيش أفكار خالص ؟!
سها:وليد بأه واحد تاني ماعرفوش متيم وعاشق ولهان لست شفق بتاعته دي.
وهنا تدخل مصطفي قائلاً بفجأة :إسمها إيه ؟!!!!
سها:شفق ! اسم عجيب معلش.
مصطفي:وجوزها اسمه إيه ؟
سها:وليد ! وليد عوني.
مصطفي:وعنده بنت وهي بتشتغل مدرسة ؟
سها:أيوة فعلاً.
-إوعي تكون هي ؟!!
مصطفي:هي .
سها:هي إيه ؟؟أنا مش فاهمة حاجة ؟
-بأه يا ستي أخته سابته من زمان وما كانش عارف يوصلها ولسه قريب عرف إنها بتشتغل مدرسة ومتجوزة وليد عوني بس مش عارف يقرب طبعاً. وطبعاً متغاظ منها ونفسه يخلص عليها.
سها:إيه الهبل ده ؟! وهتستفاد إيه ؟!! بص انتو الاتنين تخطفوها و تطلبوا مبلغ محترم يتقسم علينا احنا التلاته وبعد كده ابقي اعمل اللي تعمله فيها.
واتفق الثلاثة علي ذلك وكانت دائماً توافيهم بأخبار تحركاتها حتي جاءت اللحظة الحاسمة.
كل ذلك قد عرف من محادثات الشات والمكالمات التليفونيه فهاتفها لحسن الحظ يسجل المكالمات تلقائياً.
مسك الضابط هاتفه والهاتف الآخر وكان يفعل شيئاً ما.
وليد:بتعمل إيه يا سيف ؟
سيف:نزلت ابلكيشن يغير الأصوات وظبطته علي صوت سها اللي متسجل عشان اللي يتصل انت ترد عليه علي إنك هي ، بس الابلكيشن عليه الصوت وبس ، انت بأه عليك الطريقة و اللزمات والحاجات زي ، ما تبصليش كده نفذ اللي باقولك عليه بالحرف ، وأنا دلوقت هكرت تليفونها وكل حسابتها وأي حاجة هتوصلها او هتتبعت هتوصلني، وانت لو تليفونك فيه أي حاجة خاصة امسحها فوراً عشان ههكره وده لحد ما الموضوع ده يخلص وبس.
وليد:طب ما أنا ممكن.....
سيف:مش هتديني التفصيلة اللي محتاجها ، ودني وعيني غير ودنك و عينك في حاجات مش هتلاحظها جملة واحدة بس ممكن أطلع منها كتير وطبعاً الوقت مهم جداً وبرضو أي إتصال أو رسايل هتوصلني.
وقد فعل وليد ما طلب منه.
سيف:كده انت تروح تنام وأنا هضطر اسيب تليفوني مفتوح مع إني ف أجازة يعني ومع أول إتصال هكون مستعد إن شاء الله.
وليد:وانت فاهم إني هقدر أنام ؟!
سيف:لازم تنام ولو ساعة واحدة ، مش عارفين الساعات الجاية شكلها إيه.
وليد:معلش أزعجتك بس انت صاحبي وأنا ف حالة دلوقتي مش قادر أوصفها ، مش عارف طريقها ولا عارف أي حاجة.
سيف:حاسس بإحساسك ده مر علي قبل كده ، و تتصور ما كنتش عارف أفكر ولا أتصرف غير بعد وقت ، المهم دلوقتي روح وحاول تنام.
وليد:طب والكاميرا ؟؟
سيف:خليها خصوصاً إن مدامتك مش موجودة ، خليك طبيعي وتلقائي ، احتراسك من جواك وبس.
انصرف وليد لبيته و دخل حجرته وبدل ملابسه و وقف أمام السرير ينظر نحوه وهو يري طيفها فيه فجلس علي تلك الأريكة المقابلة فتذكر أيام قسوته عليها فانتفض فجأة وظل واقفا بعض الوقت ثم رأي فرشاة شعرها فمسكها فإذا بها بعض الشعرات منها فيقرب الفرشاة من أنفه ويأخذ نفسا عميقا ليشم رائحتها ، ثم وجد شالا لها فأخذه يتشمم عطرها فيه ويقبله ثم يضعه علي كتفيه فكأنما يشعر بها تحتضنه الآن.
لم يطيق المكوث في الغرفة فنزل إلي الحديقة وجلس يتذكر كل ذكرياتهما معاً وكيف بدأت وكيف تطورت علاقتهما ؟؟فتتساقط بعض العبرات من عينه.
وبينما هو هكذا إذ غلبه النعاس قليلاً وقد رآها في منامه تحتضنه وتربت عليه وهو يبكي بين يديها ويضمها بقوة ولم يكن ذلك سوي أنه يضم الشال نحوه أكثر.
كانت شفق منذ أن اختطفت وهي فاقدة للوعي وكلما حاولت الإستيقاظ لا تقوي من شدة الإعياء حتي أخيراً استطاعت أن تسترد وعيها.
فتحت عينها فوجدت نفسها مربوطة وجالسة علي كرسي وأمامها شاب ما لم تتبينه في البداية لكن بعد لحظات أدركت من يكون.......إنه أخيها.
وما أن رآها تفتح عينها حتي اقترب منها.
مصطفى :أخيراً صحيتي!
شفق:انت جايبني هنا ليه ؟
مصطفي:هشرب من دمك ، بأه تسبيني و تمشي وتروحي تعيشي في العز ده كله متنعمة لوحدك ؟!
شفق:انت مالكش حاجة عندي وأنا تعبت وقرفت منك ومن عمايلك ، وافتكر إني اتحملتك سنين وسنين وانت عمرك ما حمدت ربنا ولا رجعت عن سكتك وحتي لما سيبتك كان بسببك وسبب الأشكال اللي دخلتها بيت أبوك ، انت مش عويل روح اشتغل واصرف علي نفسك.
مصطفى :واسيبك في العز ده ؟!
شفق:وانا قولت انت مالكش حاجة ولو علي جثتي.
مصطفي:انت مالكيش دعوة أصلاً أنا اللي هعمل كل حاجة.
وأخذ هاتفها واتصل بوليد وما أن رن هاتف وليد حتي انتفض من نومته مفزوعا ثم نظر فوجد رقمها.
فرد بلهفة:أيوة يا حبيبي ، انت فين طمنيني عليكي ؟
مصطفي:لا يا حنين مش هي.....
وليد:آااااه ! وانت عايز إيه منها حرام عليك ، خدني أنا مكانها ، اطلب أي حاجة وأنا تحت أمرك بس بلاش تؤذيها بأي شكل ، أرجوك !
مصطفي:من جهة هطلب فأكيد هطلب أمال بتصل ليه يعني !
وليد :طلباتك ؟
مصطفي:نص أملاكك.
وليد بفجأة :نعععععععم !
مصطفي :إيه السمع فيه مشكلة ؟
وليد:مش شايف إن طلبك ده مبالغ فيه ؟!
مصطفي:علي حياة حبيبة القلب ؟؟
وليد:طب موافق بس أكلمها ،عايز أتأكد إنها كويسة، اطمن عليها من فضلك.
فأعطي الهاتف لشفق فقالت:آلووو !
وليد بلهفة :حبيبي انت كويسة ؟ طمنيني عليكي ، عملوا فيكي إيه يا قلبي ؟؟
فقالت وهي تبكي :أنا خايفة أوي.
وليد :ما تخافيش ياحبيبتي أنا جنبك دايما، ثم قال :والله ماعملت حاجة م اللي فهمتيها، دي كانت لعبة.
شفق:مصدقاك.
وليد:اطمني أنا هعمل أي حاجة عشانك المهم ترجعيلي.
فقالت:ماتدفعش الفلوس دي.
وليد:ليه بس ؟ ده كله ورق بيروح ويجي.
شفق:هيفضل يستغلك ومش هيشبع أنا عارفاه كويس.
فسمعها مصطفي فخطف منها الهاتف فصرخت بأقوي ما لديها:ما تديهوش حاجة يا وليييييد ! آاااااااااه !
خطف منها الهاتف وصفعها صفعة مدوية سمعها وليد فانتفض من مكانه وصاح :شفق ! شفق! في إييييييه ؟ عملت فيها إيه يا حيوااااااان ؟
وأغلق الخط بل أغلق الهاتف بأكمله.
ظل مصطفي يصفع فيها بغل شديد حتي صارت الدماء تنزف من وجهها لا يتحقق من مصدرها من أنفها أم اذنها أم فمها ، وآخر صفعة من قوتها سقطت بالكرسي المربوطة فيه وفقدت وعيها مجدداً.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الثالثة و العشرون
بقلم : نهال عبد الواحد
(ضيفا الحلقة سيف وندي أبطال رواية حبي الأول و الأخير)
أغلق الخط بل أغلق الهاتف باكمله وجن جنون وليد وهو يحاول الإتصال مراراً وتكراراً دون فائدة فشعر بالعجز فجأة وجلس واجما وهواء الفجر البارد يطير من خصلات شعره وتتسللت برودة وقشعريرة بداخله.
سكت فترة ثم أخد نفسا عميقا من نسيم الفجر ثم رفع وجهه إلي السماء وقال ودموعه تنهمر:
يارب عصيتك كتير وارتكبت في حقك وحق نفسي ذنوب ومعاصي ، ما تؤاخذهاش بذنبي يارب ، ما تعاقبنيش فيها يا رب ، والله توبت وانت الأعلم ، قويها ونجيها انت وحدك وكيلها وسندها، أنا ضعيف أوي يارب، قالتلي خايفة وما عرفتش اطمنها شوفت ضعفي وعجزي ! يارب قويها ونجيها ، يارب أستودعك زوجتي وأنت خير الحافظين ، هي كانت بتقوللي كده، كنت بسمعها وهي بتدعيلي حتي وأنا ظالمها وقاهرها كانت بتدعيلي، شوفت طيبتها يارب وانت الأعلم ، يارب ردهالي سليمة.
وإذ بأذان الفجر يملأ أصداء الدنيا فمسح دموعه وتوضأ وذهب لصلاة الفجر في المسجد لكن هيئته اليوم حزينة ويري أثر البكاء من تورم عينيه وكلما سجد سمع صوت شهقاته وهو يدعو كثيراً.
وبعد الصلاة وانصراف المصلون وقد كان وليد متعبا للغاية فأسند بظهره علي أحد الأعمدة وأغمض عينه ويدعو الله من داخله حتي إقترب منه إمام المسجد الذي يعرفه و يألفه منذ أن واظب علي الصلاة والحضور للمسجد.
إمام المسجد :مالك يابني؟
فقال وهو يفتح عينه بالكاد:تعبااااااااان !
إمام المسجد :إرمي حمولك علي اللي خلقك ده بيقول للشيء كن فيكون.
وليد:ونعم بالله.
إمام المسجد :لو حابب تحكي.
سكتروليد قليلاً و شعر براحة تجاه هذا الشيخ فقال:زمان عرفت واحدة واتجوزتها وكانت ضد رغبة أمي وما كنتش فاهم سبب رفضها في البداية لكن بعد مشوار طويل من المشاكل والصدمات طلقتها و مشت وسابت بنتنا المولودة... اتحولت بعدها لشخص فاسد شهواني وعاصي سنين، سنين بعصيه وبغلط في حق كل الناس، لحد ما قابلتها قابلت ملاكي، طبعاً ياما ضايقتها في البداية علي اعتبار إن كل الستات عينة واحدة، لكن هي كانت مختلفة طيبة ومؤمنة أوي ،عمري ما شوفت كده، أد إيه هي جميلة وبتعرف تمتص اللي أدامها وما تجرحهوش مهما عمل ، لكن فجأة حبيتها رغم كل مقاومتي، دخلت كمان قلب أمي وبنتي بهدوءها وطيبتها وأخلاقها وهي السبب في هدايتي وإني أراجع نفسي والحقها ، واتجوزنا وعيشت معاها في سعادة حقيقية ، بس..بس إمبارح اتخطفت وهي راجعة من شغلها ، هتجنن وحاسس بالعجز ومفيش أدامي غير إني أدعي و أدعي إن ربنا يحميها من شرورهم.
إمام المسجد :وانت اختارت الصح يا بني ، اختارت أحسن سند وحامي.
وليد:خايف عليها أوي وماقدرش أعيش من غيرها.
إمام المسجد :لا يابني ماحدش بيموت من بعد حد، الحب الزائد ده بيدمر صاحبه ، ده إختبار من الله ولازم تصبر وترضي بقضاءه مهما كان ، اصبر واهدي وما تنساش برضو تاخد بالأسباب وتبلغ وتوظف ناس تدور عليها ، ربنا يطمك يابني ويردهالك بالسلامة.
شكر وليد إمام المسجد وعاد لبيته من جديد وفجأة انتبه لهاتف سها الذي يرن فقد كان علي وضع صامت.
فرد محاولاً تقليد طريقتها:آلوووو !
-آلو فينك ؟كنتي نايمة ولا إيه ؟
وليد:آه.
-فين الصورة اللي قولتي عليها ؟
وليد:صورة ايه؟
-صورة المزة اللي خطفينها.
كان وليد يكور يده غضبا ويعض عليها ثم رد بهدوء مصطنع: طب ماهي عندك.
-إده يا حلوة انت بتغيري ؟!
وليد:لا طبعاً.
-عموماً ده تار قديم بيني وبينها ، مرة زمان كنت رايح مع الشلة عندهم في بيتهم المعفن ده وكنت عامل أحلي دماغ فضربتني ضربة بت اللذينة فتحتلي دماغي، ده أنا ناويلها علي نية إنما ايه... خصوصاً وهي خلصانة كده.
لازال وليد في قمة غضبه ويهز رجله بشدة ويعض علي يده مجدداً ويفرك وجهه الذي يشتعل غضباً ثم يتصنع الهدوء مجدداً ويقول:طب خلينا في المهم ، إيه اللي قولته لوليد ده ؟
-قولت ايه !انا لسه ما كلمتهوش ولا حتي كلمت مصطفي عشان نتفق علي السعر الجديد اللي قولتي عليه.
وليد:أمال مين اللي كلم وليد وطلب اللي طلبه ده ؟!
-طلب إيه ؟
وليد:نص أملاكه.
-إييييييه! ابن ال..... بيستغفلني لااااا مش أنا اللي آخد علي آفايا ، طب و وليد؟
وليد:لا ده بيموت فيها وصوت صريخه كان مجلجل في الفيلا من شوية مش عارفة إيه اللي حصلها.
-طب أنا رايحله دلوقتي ،فيها يااخفيها.
وليد:طب ما تبعتلي لوكيشن بمكانك واجيلكم، نفسي أتفرج موت علي اللي هيحصل فيها يمكن يشفي غليلي وفرصة إن البيت كله نايم.
فأغلق الخط وما أن انتهت المكالمة حتي وصلت رسالة بالمكان و رن هاتفه وكان سيف.
وليد:ايوة يا سيف، كنت لسه هكلمك ، سمعت ؟
سيف:سمعت كله ، ده انت ما يتخافش عليك يا بني ، بتوقعهم في بعض يا ابن اللعيبة ؟!!
وليد:تفتكر صدقني ؟!
سيف:جداً ، المهم دلوقتي لازم نتحرك عدي علي حالا برجالتك وأنا مجهز كام واحد من رجالتي ونروح كلنا ، باقولك بلاش العربية الكبيرة تعالي بالتانية والبس حاجة ما تزعلش عليها.
وليد:وده ليه ؟
سيف:حد قالك إننا رايحين حفلة !ده ضرب وسحل وتقطيع لما أشوف وليد اللي زي الحيطة وبكل عضلاته دي هيعمل إيه ؟
فضحك وليد بسخرية وقال:والله انت رايق.
سيف:طب انجز يا حلو.
وأغلق سيف الخط فإذا بندي زوجته تستيقظ.
ندي:بتكلم مين؟ و رجالة إيه؟ انت رايح فين دلوقتي ؟
سيف:مشوار مهم.
ندي:حتي في الأجازة!
سيف:يا حبيبتي ده واحد صاحبي عنده مشكلة مراته اتخطفت ورايح معاه ، بسيطة يعني ومالوش علاقة بشغلي ، لا مافيات ولا مخابرات ،إهدي بأه.
ندي:انت عارف كويس إني مش بطمن غير وانت جنبي.
سيف:وأنا كمان يا حبيبتي ، إيه يا ندي هنعيده تاني؟ إن شاء الله ابقي أوضب سفرية لمكان حلو تغيروا فيه جو.
ندي:يا سلاااااااام !ده انت قلبك جمد أهو.
سيف:عمره ما يجمد عليكي ولا علي ولادي ،بس خوفي وقلقي عليكم أعمل فيه إيه ؟ كل مااتخيل إنكم ممكن تتأذوا بسبب شغلي بترعب عليكم.
ندي:يا سيدي سيبها علي الله وكفاية إن نيتك خير وبتفكر تفسحنا.
سيف:بسم الله ما شاء الله ! ده إيه العقل ده كله!!
ندي:شوفت ازاي ، يلا عشان ما تتأخرش علي الراجل .
سيف:اوعي ازاي وانت قابضة علي كده ؟!!
ندي:قابضة عليك ! مااااشي ماشي يا سيادة الرائد لما تيجي هعرفك غلطك.
سيف:وانا مستني أعرف غلطي علي نار.
فرمته بوسادتها فضحك وهب واقفاً وأبدل ملابسه واستعد وخرج برجاله بعد مجيء وليد إليه برجاله أيضاً وذهبوا جميعاً لذلك المكان.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الرابعة و العشرون
بقلم :نهال عبد الواحد
(ضيف الحلقة الرائد سيف بطل رواية حبي الأول و الأخير)
وصل سيف و وليد و رجالهما للمكان وسريعا قد وزعت المهام علي الجميع.
كان المكان عبارة عن بيت متواضع وتأكد من عدم وجود سلم خلفي و درسوا المكان جيداً.
صعدوا المكان جيداً وانتشروا فوق سطح المنزل ناحية الجوانب التي تقترب من أسطح البيوت الأخرى واقترب وليد وسيف من الباب حيث كان المكان في غرفة فوق سطح البيت وبعض الرجال كانوا ناحية النوافذ وبذلك يكونوا قد طوقوا المكان من جميع الجهات.
كانت الساعات الأولي من الصباح الباكر و كان الجو هادئ وساكن.
دخل الرجل فوجد مصطفي ومجموعة من رفقاء السوء يتعاطون من السم ويشربون من المنكرات في لامبالاة فدخل وسلم عليهم وجلس ليشاركهم وعينه علي مصطفى تنظر بحنق ويكاد يحرقه بعينه من شدة الغضب لا بل يكاد يحرق المكان بأكمله.
-كنتوا مقضينها من غيري !
مصطفي:القعدة لسه ما خلصتش أهي.
-يا تري إيه الأخبار ؟
=الأخبار عندك انت ، اتفقت علي إيه ؟
-انت ما كلمتش وليد ولا إيه يا مصطفى ؟!
مصطفي:هو انت قولت حاجة عشان أقولها .
وكانت قولته تلك قد أكدت خيانته فوقف فجأة.
=رايح فين؟انت لحقت تقعد ؟
-مش في ضيفة جوة لازم نكرمها ولا إيه ؟!!
فضحكوا وصفروا إلا مصطفي الذي لازال لا يأبه من كثر الشراب.
-بس عارف يا درش سمعت إن أختك إحلوت كتير ، العز حلو برضو.
مصطفي:انت بتقول إيه ؟!
-أنا بنفذ وما بحبش اللف والدوران ، هه !
واستكمل خطواته نحو الغرفة فأمسك مصطفي بذراعه قائلاً: انت رايح فين علي كده ؟
-دااااااخل ، هتأكد بنفسي هي إحلوت ولا إيه !
مصطفي:ما تلم نفسك دي أختي يا واطي.
-والله !!!! وده من امتي ؟!! ده انت الود ودك كنت...
مصطفي:شكلك سكرت وبتهجس.
وهم بالدخول فامسك به مصطفى مجدداً ليمنعه من الدخول لكنه أخد يتحدث عن جمالها بكلمات بذيئة خادشة للحياء يود أن يثير غضب مصطفي الذي بالكاد يرد عليه من تأثير الخمر والمخدرات فهذا كل ما لديه.
لكن وليد كان بالقرب من الباب وقد سمع كل شئ وميف تجرأ ذلك الحيوان علي وصف زوجته بتلك الوقاحة المفرطة لكن قد بلغ غضبه مبلغه وفجأة انقض علي الباب دون انتظار سيف فانقض بكل غضبه و ثورته حتي حطم الباب و دخل ورغم تفاجؤ سيف وانزعاجه لسرعة تصرفه لكنه لم يلومه فوقع الكلمات شديد.
ودخل خلفه وبدأ الاشتباك مع من بالداخل وهم مجرد مجموعة من المخمورين المتهالكين بفعل الخمر والمخدرات فلم يكن ذلك الاشتباك شديد للغاية.
لكن وليد كان محدد الهدف حيث دخل منقضا علي ذلك الوغد مباشرة الذي تجرأ وذكر زوجته وتلفظ بما قال فقفز عليه فاسقطه أرضاً ولكمه وكان لوليد جسد رياضي صلب فلكمة أو صفعة منه قادرة على تحطيم عظمه.
و رغم قوة اللكمة التي اسقطت رباعيته إلا أن ذلك الوغد لم يكف عن حديثه القذر فيزيد وليد من لكماته فصار ينزف من أنفه وفمه بغزارة .
أسرع إليه سيف يمسكه ليكتفي بذلك فكاد أن يقتل الرجل فجذبه ودفعه بقوة أرضاً فجسد سيف له نفس القوة و أكثر.
فصرخ فيه سيف: سيبه وخش جيبها من جوة.
لكن ذلك الوغد رغم كل أوجاعه هذه جذب قدم وليد لألا يدخل فسقط وليد ثم ركله في بطنه ركلة قوية جعلته يتأوه بشدة وقام مسرعاً يلتمس شفق في إحدي الحجرات.
دخل وليد مثل الإعصار فوجد شفق مقيدة وملقاة علي الأرض ومتورمة الوجه الذي يكثر فيه الكدمات والرضوض ودماء كثيرة في كل مكان لا يدري من أين تأتي و هيئتها تلك الغير مبشرة بالخير.
جثي علي ركبتيه يحاول التأكد أنها لازالت علي قيد الحياة لكنه لم يشعر بأي نبض فحاول فك تلك القيود المغروسة في يديها وقد تسببت في جروح قطعية.
فك قيودها واحتضنها يهزها بقوة ربما تشعر بوجوده فتستيقظ لكن لم يحدث.
فأخذ يصرخ:عملتوا فيها إييييييه ؟؟
فحملها وخرج بها يسرع نحو المستشفى فقام ذلك الوغد الذي قد جلس بصعوبة بسبب آلام ما لاقي من ضرب وأخرج مسدسه يصوبه نحو وليد فأسرع سيف نحوه و ركله أطاح المسدس من يده.
كان قد قيد باقي الرجال ولم يكن متبقي إلا هو و وصلت أخيراً سيارة الشرطة فدفع بالمقيدين وذلك الوغد الذي لازال يقاوم نحو سيارة الشرطة.
ذهب وليد بزوجته للمستشفي وذهب معه سيف ودخلت شفق إلي الطوارئ ومنها لغرفة العمليات و وليد لا يفهم ماذا بها لكنه يقف أمام غرفة العمليات في قلق وتوتر شديدين.
كان قد أرسل رجاله ليطمأنوا أمه وابنته و معهم سيارة الشرطة للقبض علي سها.
وبعد مرور وقت خرج الطبيب من غرفة العمليات فأسرع إليه وليد.
وقال:طمني يا دكتور هي فيها إيه ؟و اتأخرتم كده ليه ؟
الطبيب:اطمن حضرتك مفيش كسور دي مجرد كدمات ورضوض وهتروح بالعلاج إن شاء الله ، بس...
وليد:بس إيه..؟
الطبيب:المدام نزفت كتير وللأسف اضطرينا نضحي بالجنين.
وليد بفجأة :جنيييين!!
الطبيب :هي كانت حامل وحصل نزيف شديد حاولنا نسيطر عليه لكن الوضع ما كانش يسمح، اطمن حضرتك هي هتبقي كويسة وتقدر تجيب غيره بعد كده ، ده كان أول طفل ليكم ؟
فهز وليد رأسه بأن نعم في مرارة.
الطبيب:ربنا يقومها بالسلامة ويعوض عليكم بغيره إن شاء الله ، بس.......
وليد بحبس أنفاس :أيوة قولي... في حاجة تانية ؟
الطبيب:حاجة تانية إيه ؟!!
فصرخ فيه وليد بثورة شديدة :ماترد علي انت بتلف وتدور ليه ؟؟
الطبيب:جري إيه يا وليد باشا ؟! إيه الطريقة دي ؟!
وليد محاولاً السيطرة علي إنفعاله :أرجوك قدر موقفي ، مراتي كانت مخطوفة لمدة يوم كامل وكانوا شوية مدمنين سفلة ولاقيتها في حالتها دي ، أرجوك قولي في ايه تاني ، عشان لو اللي ف دماغي صح مش هسيبهم علي وش الأرض ، قووول أرجوك.
الطبيب:اطمن يا وليد باشا ، المدام سليمة مش اكتر من أثر التكتيف والضرب، أنا كنت عايز أقول لحضرتك إن التجربة دي أكيد هتأثر علي حالتها النفسية بشكل سيئ و واضح إنها منهارة جداً و بتفوق تهزي بصريخ ، ده هياخد وقت ولازم طريقة تعامل معينة من اللي حواليها وصبر كمان، بس هي هتفضل تحت الملاحظة لفترة وفي دكتور نفسية عصبية هيشوفها ضروري ، اطمن هي شوية وهتطلع أوضتها ، حمد الله علي سلامة المدام ، عل إذنكم.
سند وليد علي الحائط وهو يأخذ نفساً عميقاً ويخرجه بتنهيدة شديدة و يمسك بخصلات شعره يقبض عليها ويجذبها ثم يبتلع ريقه بصعوبة فيظهر ذلك للناظر في حركة تفاحة آدم.
فاقترب منه سيف :حمد الله علي سلامتها وإن شاء الله تقوم بالسلامة وربنا يكرمكم بغيره ، إنت أكتر واحد هتحتاجه جنبها الفترة دي ، ما تسيبهاش.
فنظر وليد وقال بصوت مختنق: تعبااااان !
سيف:حاسس بيك طول الوقت عشان كنت مكانم في وقت من الأوقات بس ماكانتش مجرد ساعات كانت شهور ولما لاقيتها كانت بتموت ولما فاقت خدت وقت طوييييييل لحد مااستعادت نفسها، ربنا يخليهالك وتقوم بالسلامة ويعوضك عن الطفل اللي راح.
عانقه وليد وقال بإمتنان: شكراً يا صاحبي تعبتك معايا مش عارف من غيرك كان إيه اللي حصل ؟كنت هلاقيها بعد أد إيه ؟ولا مش هلاقيها ؟يسلملي وقفتك جنبي ، ختك من أجازتك معلش بأه.
فخبطه سيف في كتفه بمزحة:عيب عليك! بس كويس إني اطمنت عليك وإن دول مش منظر ، ياخربيت اللي يزعلك يا أخي !
فابتسم وليد بإرهاق فقال سيف:استأذنك أنا بأه ،العيال كلها اتقبض عليها وكله تمام والتحقيق مع شفق لسه لما تقدر تتكلم، خلي بالك منها ومن نفسك ، سيبلي أجازتي بأه قبل ما تطلعلي حاجة تانية وندي تولع فينا كلنا.
فضحك الإثنان وسلما علي بعضهما وانصرف سيف و ظل وليد مكانه يحاول تهدئة نفسه فالأيام القادمة ستكون حتماً عصيبة.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الخامسة و العشرون و الأخيرة
بقلم :نهال عبد الواحد
كانت الأيام لشفق في غير وعيها أغلب الوقت بفعل المهدئات لكن كانت في كثير من الأوقات تبكي بحرقة وهي نائمة وتدفع بيدها كأنها تدفع شخص ما وتصرخ :ابعد عني يا حيوان !
فتأتي إحدي الممرضات وتعطيها حقنة مهدئة فتذهب بعدها في سبات عميق.
بعد مرر عدة أيام بدأت تستعيد وعيها وطمأنهم الطبيب إلي حد ما وسمح لها بالخروج من المستشفى.
لكنها قد تبدلت فصارت دائمة الصمت وشاردة تماماً وحزينة و منطوية علي نفسها وفي الليل تري الكوابيس المفزعة.
حاول وليد كثيراً أن يخرجها من حالتها تلك لكن الأمر كان أصعب ما يكون وبدأ يعاود عمله ويجيء إليها من وقت لآخر يحاول التحدث معها.
ربما قد أخذ العمل من وقت وليد و ربما شعر بقلة حيلته وعدم قدرته من إخراجها مما هي فيه.
وذات ليلة عاد من عمله فوجد أمه جالسة بمفردها تشاهد التلفاز فدخل وسلم عليها وجلس بجوارها في صمت.
هالة:وبعدين يا وليد !
وليد:هعمل إيه يعني؟! بفكر اليومين الجايين نروح كلنا في مكان نغير جو.
هالة:بصراحة فعلاً كلنا محتاجين نغير جو، وفوفا كمان مش عجباني خالص اتصدمت حبيبتي من موضوع أمها ده.
وليد:الحمد لله إنها عرفت الحقيقة عشان ارتاح من تأنيب الضمير ، وكويس إنها جت منها ، هي اللي فارق معاها دلوقتي ياماما هي شفق اللي اختفت من حياتنا كلنا ، مش عارف الموضوع مطول معاها كده ليه ؟؟!!!
هالة:مش سهل عليها كل اللي حصل ده ، خطفها و أخوها والحمل اللي راح واحتمال ما يحصلش تاني عشان... عشان سنها يعني.
وليد:بلاش كلام في الموضوع ده يا ماما لوسمحتي!
هالة:يا حبيبي ما يمكن فيه أمل ، و والله هيفرق معاها.
وليد:ماما من فضلك الموضوع ده خط أحمر ممنوع أي حد يتكلم فيه.
هالة:عارف ! لوعايز فعلا تغير جو خدنا كلنا نطلع عمرة.
فقال بفجأة :هه !
هالة:هو انا قولت حاجة غلط ؟! انت والحمد لله واظبطت علي الصلاة والتزمت يبقي إيه اللي يمنع إنك تطلع عمرة وحج كمان ما انت بسم الله ماشاء الله ربنا يبارك و يزيد.
وليد:كل الحكاية إني مافكرتش قبل كده ، بس والله مقتنع بالكلام ، حاضر يا ماما هدور واحجز ف أقرب وقت.
ومضت أيام أخرى وذات ليلة جاء وليد ورأي شفق تقف في الحديقة بجوار حوض الزهور فابتسم وذهب إليها.
وليد:هو القمر نزل ف جنينتنا إنهاردة ولا إيه ؟!
فقالت بدون تعبيرات :حمد الله علي سلامتك.
وليد:مكلفتة نفسك كده ليه ؟
شفق:عشان في الجنينة.
وليد:ما قولتلك قبل كده ماحدش يقدر يخش هنا من غير إذن ، خدي راحتك.
ونزع حجابها من علي شعرها برفق وهو ينظر لها بشوق وشغف فهو يفتقدها كثيراً.
فنظرت نحوه نظرة طويلة ثم قالت :وليد !انت لسه بتحبني؟!
فصدم وليد من سؤالها لكنه تمالك نفسه وأخفي صدمته تلك وحاول أن يأخذ الأمر بدعابة فوضع يده علي جبهتها وقال:انت سخنة ولا إيه يا حبيبتي ؟!
شفق:من فضلك جاوبني ، انت شايفني إزاي ؟
وليد:شايفك ملاكي ، حبيبتي ،عوض عمري اللي فات وسنين عمري اللي جاية ، بصي أنا عايزك تفهمي حاجة مهمة، اليوم إياه اللي شوفتيني فيه معاها والله هي اللي رمت بلاها علي ومفيش بيني وبينها أي حاجة و رجوعها ده خلاني أشوفعا أكتر علي حقيقتها وبين غباءها اللي ماعرفتش حتي تكسب بنتها ، عموماً أهي أخدت جزاءها.
شفق:عارفة كل ده ومش بتهمك بحاجة ،بس ساعتها إحساسي بامتلاكك هو اللي سيطر علي مش عايزة حد تاني يشاركني فيك ، كنت هتمشي شوية بس وأرجع تاني بس.....
وأجهشت بالبكاء.
وليد:كفاية بأه الموضوع ده بآله زمن وانت مش عارفة تنسيه.
شفق:صعب أوي ، بس ياتري انت نسيت أو هتنسي ؟
فضمها إليه ليطمأنها ورفع وجهها إليه برقة ونظر في عينيها الحزينتين الخائفين وقال:احكيلي ، كلميني ، فيكي إيه ؟ إيه اللي وجعك كده ؟
شفق:كنت طالعة ومش شايفة أدامي وبعيط أوي ،اليوم ده أصلاً كنت تعبانة وخلصانة ومش شايفة أدامي بس والله ماكنتش أعرف إني حامل ، وفجأة لاقيت اللي بيشدوني ويكمموني ودخلوني العربية بالعافية بصيت جنبي لاقيته هو.. هو الحيوان اللي دخل مرة علي أوضتي وهو سكران يوم ما هربت من أخويا ، خفت واترعبت وفضلت أصرخ ابعد عني يا حيوان وأحاول أزوء بس كنت متكتفة وما كنتش قوية كفاية زي المرة اللي قبلها لما ضربته وفتحت دماغه، كنت خلصانة ودايخة وفقدت وعيي بمنتهي السهولة.
واجهشت بالبكاء.
فضمها وليد مجدداً ومسح علي شعرها وقال:اهدي يا حبيبي ! انت شايلة فوق طاقتك ليه ؟!
فردت بإنفعال شديد :ما بآتش ملاكك ، ما بآتش بتاعتك وبس ، مش فاكرة حاجة ، مش فاكرة حاجة.
ولازالت تجهش بالبكاء وأخيراً قد فهم وليد سر حالتها فأخذ نفس عميق اشتم فيه رائحة شعرها التي يعشقها ويفتقدها ثم ابعدها برفق ورفع وجهها إليه وقال بهدوء وابتسامة:هو ده اللي كان تعبك ! انت ملاكي وهتفضلي ملاكي ، هتفضلي ملكيتي الخاصة بتاعتي وبس، اطمني ! انت مش فاكرة حاجة عشان مفيش حاجة.
شفق:بجد !
فهز برأسه أن نعم وقال:والله الدكتور طمني بس مش عشان أسيبك ولا لأ، عشان ما كنتش هسيب اللي عمل كده عايش لحظة زيادة علي وش الدنيا.
فسندت برأسها علي كتفه وهي تشهق من أثر البكاء ثم رفعت نظرها إليه وقالت:وليد أنا بحبك أوي ، عيشت سنين طويلة في وجع و تعب وبعد كده ربنا عوضني بيك وبحبك و وجودك في حياتي ، خفت أوي أخسرك واخسر كل ده.
وليد:تبقي عبيطة ، عشان انت روحي وماحدش بيعيش من غير روحه، استني !
وأخرج من جيبه جوازات سفر وتذاكر طائرة وقال: هنروح كلنا إن شاء الله عمرة ولسه حايب التذاكر ومستلم الجوازات ويادوب نلحق نجهز نفسنا.
فقالت بسعادة ظاهرة:بجد دي أحسن حاجة، يااااااااااااااااه ! اتمنتها كتير أوووووي ، أروح وأطوف وأسعي وأشرب من زمزم وأصلي في الحرم المكي والنبوي وأسلم علي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم يااااااااااااااااه ! تعيش لي يا غالي ما تحرمش منك.
وليد:ياريت كانت خطرت علي بالي من زمان، بصراحة هي فكرة ماما، بس ممكن نعملها كل سنة ونقدم علي حج كمان أنا ما حجتش قبل كده.
فعانقته بشدة فبادلها عناقها ورفعها إليه وشعر بخفتها فقد خسرت كثير من وزنها في الآونة الأخيرة.
وبعد مرور بعض الوقت نظر إليها إحدى يديه تطوقها والأخري ترفع خصلات شعرها المتطايرك ومبتسم لابتسامتها التي اشتاق إليها فأخيرا قد أضاء وجهها من جديد ولمعت عيناها تلك اللمعة و البسمة .
فابتسم وغني وهو يميلها معه كأنما يراقصها :
يا كل حياتي وآمالي
ويا أجمل سنين فاتت
وحبي وكل أشواقي
وكل لحظة معاك كانت
أنا منك وكلي ليك
حياتي ليك و رهن إيديك
أشوف العمر فيك انت
وأشوف الدنيا دي في عينيك
تصحي فيا انا الإحساس
علي جناح الخيال أطير
وأشوفك انت كل الناس
ومن نفسي عليك أغير
بتسرق كل أوقاتي
وتشغل يا ما تفكيري
وخلتني أعيش الحب
في دنيا ما عاشها يوم غيري
أشوف العمر فيك انت
وأشوف الدنيا دي في عينيك
في دنية حبك الحلوة
تناديني وتهمس همس
ونكتب للفرح غنوة
ونغزلها بخيوط الشمس
انا وانت لوحدينا
نعيش أجمل فصول العمر
وكل الدنيا حوالينا
تعوضنا سنين الصبر
ثم حملها ودار بها ثم ذهبا....
مر عام بعد عام وذات يوم الجميع مشغول في إعداد حفل عيد ميلاد ،إنه عيد ميلاد عز ابن وليد وشفق وقد تزامن مولده في نفس يوم ميلاد شفق أخته فيصبح عيد ميلادا واحداً.
ورغم قلة المدعويين إلا أن وليد كان حريص علي أن يكون كل شيء فيه رائع.
كم كان يوماً رائعاً سعد فيه الجميع مثل كل أيامهم معاً يقضونها بسعادة و رضا.
الرضا يجعلك تري للدنيا حلاوة وتنزع يأسك و إحباطك لأنك راضي عن اختيارات الله لك.
وعندما نتعب في حياتنا لوجود أو نقص أمر فذلك كله خير ربما ظهور نعم معينة في وقت غير مناسب تحولها لنقمة وفتنة لمجرد أنك غير مستعد إليها الآن ونحتاج لإعداد معين لإستقبال تلك النعم أو التخلص من تلك الإبتلاءات.
نحتاج الرضا بحالنا لأنه قطعاً أفضل حال الآن وصبر جميل نصبر به علي الشدائد.
نحتاج لتزود روحاني بذكر الله و دعاءه كثيراً ، ونحتاج لتزود نفسي لنفهم أنفسنا ومنحني صدماتنا.
وبعد الرضا والصبر يأتي قطعاً العوض الجميل فنجد حلو مذاقه لأنه إختيار الله الذي جاء في موعده الصحيح الذي نستطيع تقبله و التعامل معه بما يليق.
والتوبة سواء من الذنوب أو عن طريق بأكمله تزيدنا قرباً إلي الله فيزيد رضانا أكثر وأكثر.
ولنعود جميعاً لله بكل عيوبنا و تقصيرنا لأن من ينتظر إنتهاء عيوبه و إدعاءاته لن يصل أبداً لله.
وإن وجدت الطريق فأكمل فيه ولو حبواً المهم لا ترجع.
اتمني أن تكونوا قد استمتعتم ،
شكراً لحسن المتابعة ،
آراءكم تهمني،
وإلي اللقاء في المزيد ،
تحياتي،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق