رواية-حسن وست الحسن والجمال - الحلقات10:12-بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة العاشرة
(بقلم: نهال عبدالواحد)
و بعد فترة جاءت أمه طرقت الباب ثم دخلت تحية.
تحية:يلا يا حبيبي عشان تتغدي.
حسن:ماليش نفس يا أمي.
تحية:لأ بأه هتطلع و هتاكل ، ده انا محنطاهم برة وحالفة ما حد دايقه غير ما تيجي معانا.
حسن:ليه كده بس ؟ كنت سبتيهم.
تحية :هو كده بأه ! يلا.
حسن:حاضر أغير هدومي بس.
ثم نظرت تحية نحو السرير ثم قالت :إده انت غيرت فرش السرير ليه ؟ ده أنا لسه مغيراه إنهاردة.
حسن:هغير هدومي و أحصلك علي طول يا أمي.
و خرجت وهي شديدة الأسي علي حال إبنها فهي تعلم لأين ذهب ذلك الغطاء كما تعلم أين ذهب قميصه.
وخرج حسن و جلس علي المائدة و الجميع يأكل في صمت حتي هو بدأ يأكل فقد كان منذ قليل لا رغبة له في الأكل لكن الطعام اليوم مغري و قد فتح شهيته وقبيل أن ينهض.
حسن:تسلم إيديكي يا ست الكل ، الأكل طعم وحلاوته زايدة إنهاردة ، يا حلو انت يا حلو.
تحية:بس أنا ما مدتش إيدي ف الأكل.
حسن: يبقوا اخواتي حبايبي وهم تربية إيدك برضو ، تسلم الأيادي.
مني:لأ برضو ، دي جميلة.
فوقف فجأة وترك المائدة دون رد.
تحية:عجبك كده ؟! كان لازم تنسحبي من لسانك و تقولي جميلة ؟!
مني:في إيه ياتوحة ؟ ماانت عمالة تلفي و تدوري و بعدين ماهو ماسح الأطباق أدامك أهو ! عايزة ايه تاني ؟؟!!!
تحية:يا ختاااااي ، رد علي طول كده.
وقامت خلف ابنها.
فهمس فتحي لمني: ده أكل جميلة فعلاً؟!!!!
فهزت رأسها بأن نعم وضحكت.
سارة:بتضحكي و أخوكي متنكد؟؟!!!
مني:هعمله إيه يعني ؟! مش هو اللي محبكها حد كان قاله اتجوزها حالا ؟! كان مشي اليوم ، و بعدين ماهو ماسح الأطباق والله يا جماعة.
فضحك فتحي وهمس لزوجته:هحاول اقفل وآجي بدري إنهاردة هه ؟! نيمي البت بأه .
فضحكت مني بصوتها.
سارة:هقوم أغسل المواعين أحسن.
فقامت و أكملا ضحكهما ثم ألقي فتحي قبلة لزوجته في الهواء و انصرف.
دخلت تحية لابنها في حجرته وكان مستلقيا علي سريره.
حسن:خير في إيه يا أمي ؟ رايحة تعلميها الطبيخ ؟! إيه عشان توفري تمن الطباخ والسفرجي ؟! عشان دي المشكلة !
تحية:يا حبيبي هدي نفسك ، والله البت دي بت حلال وبتحبك أوي ، وعندها إستعداد تستناك لحد ما تقف علي رجلك.
حسن:و بعدين ؟ هتستني أد إيه ؟ هخللها جنبي ؟! ما ينفعش ، اللي زينا يا أمي مش من حقه يحب لأن الحب م الكماليات ، أنا بأه مش أروح أحب ، لا ده انا أبص لفوق و لفوق أوي ، و أديني وقعت علي جدور رقبتي ولسه مش عارف ألملم نفسي.
تحية:بس هي هتستناك.
حسن:تاني ؟!! الموضوع مطول أوي مش عشان بس أقف علي رجلي ، عشان اليق ، عموماً بعد اللي حصل إنهاردة عمرها ما هتيجي هنا ولا هترضي تبص ف وشي تاني.
تحية:ربنا يخفف عنك و يكتبلك الخير يا حبيبي.
ثم خرجت وتركته في همه.
مرت أسابيع و أسابيع و حسن في ورشته يعمل كثيراً ليل ونهار لينهض بحاله و حال ورشته و ربما من أجل أن ينسي لكنه لا ينسي فذكرياتها تلاحقه في البيت والورشة حتي في أحلامه وتمني أن ينساها و ود لو يدعو الله لكنه يخشي أن يستجيب له وينساها فعلاً.
فهو يتألم ويعشق ألمه ويفتح دولابه من حين لآخر و يفتح قميصه و غطاء السرير و يشتم رائحة عطرها فيجدها لا تزال فيها فيتلمسها كأنه يراها.
أما هي فمضت وقتاً طويلاً لا تخرج حتى من حجرتها و أقصي ما تذهب إليه هو النزول ليلاً إلي حديقة الفيلا.
وبقدر ما وجعها أسلوبه معها إلا أنها لم تستطيع أن تكرهه و تلتمس له العذر فهي تشعر بقلة حيلته تلك وتقدر و تتمني لو بدل الله الأحوال إلي خير حال.
بدأت بعد ذلك تخرج جميلة للعمل مع أبيها في شركته و كان صاحب لشركة سياحة وبدأت تتعلم و نفضت من حياتها أي أفكار أخري حول الزواج وخلافه فحسن قد دخل وسكن القلب و أغلقه و رمي بالمفتاح.
أنا وقلبي يا روحي حياري يا روحي حياري
سنين و لا بننسي يا عيني خسارة
دريتك دمعتي دريتك دمعتي خايفة ليشوفوها
و ذات يوم جاء عمها من السفر و زارهم في المنزل وكان عمها ممدوح يكبرها بأعوام قليلة فهو الأخ الأصغر لسراج أخوه من أبيه وكان مسافرا من فترة وكان قريباً من جميلة حتي في الطباع و لعله جاء في وقته فرغم انغماسها في العمل لكن لم تخرج من تلك الحلة أبداً.
وما أن علمت جميلة بمجيئه حتى نزلت مسرعة علي الفور تجري فيتعانقا و يحملها و يدور بها ثم جلس الجميع بعض الوقت يتحدثون في أمور شتي.
لاحظ ممدوح بسهولة ذلك التغير في شخصية و نفس إبنة أخيه فلم يعهدها بذلك الهدوء و الذبول.
سراج:هه ! وقاعد أد إيه المرة دي ؟
ممدوح:لا خلاص علي طول أنا اشتريت مصنع عربيات صغير ، هو مش مصنع أوي يعني ، حاجة صغيرة كده و ربنا يسهل.
ولاحظ فجأة تغييراً في وجه جميلة فلم يعلق.
سراج:مش فاهم وجع القلب بتاعك ده ليه؟ ما تيجي تشتغل معايا وتسكت ، ما كله ليك انت وجميلة ف الآخر.
ممدوح :يا خويا ربنا يديك طولة العمر ، كلام ايه اللي بتقوله ده ؟
سراج:طب مش ناوي تتجوز ونفرح بيك؟؟!!!
فنظر ممدوح لجميلة و قال بمزحة:طب وخطيبتي دي اعمل فيها إيه؟
فضحك سراج:يا بني بتكلم جد.
ممدوح:طب ما تشوفيلي عروسة يا جوجو ، واحدة صاحبتك تكون حلوة زيك.
جميلة :يا ريت ، إلا كلهم تافهين.
ممدوح:طب بقول إيه ، ما تقومي تلبسي كده و نخرج خروجة حلوة مع بعض ، وحشاني وعايزين نرغي.
جميلة:تمام.
وانصرفت.
ديدي:أخيراً هتخرج.
وبالفعل بعد قليل نزلت جميلة بعد أن بدلت ملابسها
لكن لم تكن تلك الهيئة التي يعهدها منها عمها في السابق.
و نكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الحادية عشر
(بقلم : نهال عبدالواحد)
خرج ممدوح مع جميلة و دار بالسيارة في الطرقات و الصمت سائد فقط يستمعان للموسيقي حتي وصلا لمكان هادئ و نزلا من السيارة فمسك يده في يدها كما اعتادا من قبل و دخلا و جلسا و مر بعض الوقت.
ممدوح:ما احنا مش نازلين عشان نفضل ساكتين كده ، فينك من زمان قطعتي فجأة ليه؟؟ بطلتي تكلميني ولا تردي علي؟؟ مالك دبلانة كده ليه؟؟ فين جوجو عايز اسمع اللي ماكانش ينفع تقوليه ف البيت.
جميلة:انت صحيح هتفتح مصنع عربيات؟؟
ممدوح :شوف باقول إيه و هي تقول إيه !!!
جميلة:جاوبني الأول.
ممدوح:أيوة يا ستي ، بس ده حاجة صغيرة لسه.
جميلة:مش مشكلة المهم محتاج مهندسين زيك ؟
ممدوح:ف الأول كفاية واحد أو اتنين لحد ما الدنيا تمشي ، هنزل إعلان وربنا يسهل ، جاوبيني انت بأه.
جميلة:أنا عندي ليك مهندس شاطر وهايل ، شغله نضيف جداً بس محتاج ياخد فرصته.
كاد أن يغضب لكنه تمهل قليلاً وأدرك أنها قد أجابتها و إن كانت الإجابة تحتاج لتفصيل.
ممدوح:مهندس ولا ميكانيكي ؟
جميلة:مهندس ميكانيكي زيك بالظبط ، زيك ف كل حاجة و والله شاطر جداً و أخلاق ، وأول ما تشوفه يدخل قلبك على طول.
ممدوح:يدخل قلبي أنا برضو ؟!!
واضح إنه مهم أوي.
فسكتت.
فأكمل:جوجو ، أفهم الحكاية من أولها.
فقصت له كل ماحدث منذ أن ركب معها متأففا وحتي عرف حقيقة أهلها و طردها من ورشته.
ممدوح:يعني طردك ولسه عايزاه؟؟؟
جميلة بإنفعال:يووووووه ، ماتفهمني بأه.
ممدوح:إهدي كده وبالراحة ، أنا بسأل.
جميلة:هو ما طردنيش زي ماانت فاهم ، ده غصب عنه ، حس بقلة حيلته فجأة ، حس إنه قليل علي و إنه مش أدي والمسافات كبرت أوي ، وفهم إنه بكده بيبعدني عنه وبيكرهني فيه ، مع إني عارفة وحاسة هو بيتعذب أد إيه ، هو عنده كرامة وعزة نفس.
ممدوح:عشان راجل بجد غير سوسو وميكي اللي أمك بتجبهملك ، طب يعني أعمل إيه ؟! أروح أقوله تعالي اشتغل عندي ، مش فاهم.
جميلة:لا طبعاً مش لازم يعرف إنك عمي و لا إنك تعرفني ، يعني كفاية إسمك الثلاثي مش لازم اسم العيلة.
ممدوح:وبعدين !!!!
جميلة:تروحله بعرببتك كأنها بايظة أو فيها مشكلة وكلمة ف حدوتة إعرض عليه الموضوع ، ولا أقولك اخبط عربيتك زي ما كنت بعمل و روحله بيها يصلحالك وجربه وشوف شغله.
ممدوح:إيه العته ده ؟! وهو صدق ؟؟
جميلة:لأ، لاقيته ف مرة بيقولي العربية دي ما تجيش تاني ، كأنه كشفني.
ممدوح:لازم طبعاً ، عشان لو صدقك يا يبقي أهبل يا نصاب ، بس...أنا عرفت هجربه إزاي ! عربية ماما لولا الله يرحمها.
جميلة:إييييييه ؟!! لا طبعاً دي خردة ، انت كده بتعجزه !
ممدوح:دي عايزة حد شاطر ، مش برضو واثقة ف شطارته ولسه كنتي بتحكي عليها من شوية ، ولا كان كلام وخلاص ؟! يبقي تسبيني أتعامل ، شغله هيثبتلي مستواه فعلاً ، ولا عايزاني أرمي فلوسي ؟!
فلم تستطيع الرد.
وفي اليوم التالي ذهب ممدوح بالفعل للورشة عند حسن وكان يتصل بجميلة من حين لآخر ليعرف الطريق تماماً حتي وصل بالفعل و نزل من سيارته أمام الورشة.
ممدوح:سلام عليكم.
حسن:وعليكم السلام ورحمة الله ، أي خدمة ، اتفضل حضرتك.
ممدوح:بصراحة عندي عربية بس محتاجة شغل كتير وبصراحة هي غالية و كنت محتاج حد شاطر أوي عشان يقدر يصلحها.
فتحي:ماركتها إيه يا باشا؟؟
ممدوح:أنا قصدي غالية عليّ ، بتاعة المرحومة أمي وكانت مركونة وكنت محتاج لحد عنده خبرة و أمانة لأنها من ريحة أمي ونفسي تشتغل.
حسن:بص يا فندم حضرتك تقطرها هنا وإن شاء الله ربنا يقدرني و أصلح اللي ينفع فيها ، وهكون صريح معاك ، بس لازم طبعاً أشوفها الأول.
ممدوح:تمام ، أجيبها امتي؟؟
حسن:أي وقت تحبه أنا فاتح كل يوم وتحت أمرك ، بس يعني ، حضرتك عرفت سكتي منين؟!
ممدوح:آه ، شوفت إعلان عن ورشتك أون لاين و بتشكر فيك و ف خبراتك فقلت أجرب ، بس أنا ارتاحتلك بصراحة وان شاء الله تتصلح علي إيدك.
شرد حسن قليلاً للحظة لاحظها ممدوح ثم قال:إن شاء الله أكون عند حسن ظنك ، شرفت يا باشا.
وغادر ممدوح وكان إنطباعه الأول نحو حسن جيد فهو يبدو مريحا و علي خلق.
وفي اليوم التالي سحب ممدوح السيارة وذهب بها إليه وفتحها حسن و فحصها جيداً وعلم ماتحتاجه لكنها تحتاج لعمل وجهد وأيضاً وقت فترك ممدوح السيارة و أعطي حسن بعض المال كجزء من الحساب.
وكان من حين لآخر يمر علي الورشة بحجة متابعة السيارة ثم يجلس بعض الوقت يتبادلون أطراف الحديث في موضوعات شتي حتي جاء ذات يوم وقد انتهي حسن من تصليح السيارة إلا جزء منها أخبره به لأنه يحتاج لقطع غيار خاصة باهظة الثمن وغير متوفرة وقد اعجب ممدوح بصراحته وأيضاً مهارته .
كانت خلال تلك الفترة السابقة قد نشأت نوع من الصداقة الخفيفة بين ممدوح وحسن وفتحي وقد وعدهم أن يجئ إليهم زائرا وليس زبوناً.
وبعد عدة أيام جاء ممدوح بالفعل للورشة كصديق وجلسوا معا يتجاذبون مختلف الأحاديث حتي قرر ممدوح فتح الموضوع.
ممدوح:في موضوع مهم كده يا حسن كنت عايزك فيه.
حسن:اتفضل خير!!
ممدوح:زي ما انت عارف أنا كنت عايش برة ولسه راجع وبصراحة قررت استقر هنا.
حسن:وماله.
ممدوح:اشتريت مصنع لتجميع العربيات ، طبعاً هو لسه حاجة صغيرة كده ، بس محتاجة وقت و مجهود و شغل كتير أوي عشان تكبر ،ويا مسهل يمكن ف يوم أقدر آخد توكيل مثلاً ، أنا أصلاً مهندس ميكانيكا وكنت محتاج حد معايا لحد ما الدنيا تقف على رجلها ، و بصراحة كنت هنزل إعلان ، لكن بعد ما اتعرفت عليك بصراحة اطمنتلك و عجبني شغلك و دماغك ، فإيه رأيك لو جيت تشتغل معايا وبقول معايا مش عندي.
حسن:والله حضرتك ، دي مفاجأة و بعدين بصراحة أنا ماقدرش أتصرف ف الورشة دي ولا أسيبها دي ورشة أبويا وكان حلمي أكبرها مش اقفلها ولا أبيعها .
ممدوح:وأنا لا قولت إقفلها ولا تبيعها ، سيبها وخليك هنا وهنا عجبك الشغل معايا يبقي يادار ما دخلك شر وإن شاء الله نكبر سوا ومش بعيد نخلي الورشة دي مركز صيانة تابع للمصنع ، ولو ما عجبكش تقدر ترجع ورشتك براحتك.
حسن:بصراحة موضوع زي ده محتاج تفكير خصوصاً إن معايا أمي و إخواتي ولازم طبعاً آخد رأيهم.
ممدوح:أكيد طبعاً ، خد وقتك ف التفكير ده حقك تماماً و رقمي معاك وأيا كان ردك بلغني بيه ، عل إذنك.
وانصرف ممدوح وكانت مفاجأة حسن كبيرة لذلك العرض وظل أياما يفكر ويفكر و رغم وجود فتحي وقت العرض إلا أنه لم يتحدث معه إطلاقاً وينتظر أن يفتح حسن معه الكلام.
وذات يوم جمع حسن أختيه و أمه وفتحي في بيت أمه.
حسن:بصراحة يا جماعة في موضوع مهم جامعكم عشانه مش عارف أقرر فيه ومحتاج أسمع رأيكم.
تحية:خير يا حبيبي ؟
فأخبرهم حسن عن ممدوح منذ أن جاء كزبون وكيف نشأت الصداقة بينهم وحتي ذلك العرض الذي عرضه عليهم.
فتحي:بص يا حسن انت مش هتقفل الورشة أنا موجود فيها مكانك ، و بصراحة أنا شايفها فرصة ليك ، ده كان حلمك ياحسن انت نسيت ، وتبقي قطعت نص الطريق لأن بصراحة كان أدامك مشوار أد إيه أصلاً عشان تجيب مصنع زي ده حتى لو مصنع صغير ، فدي فرصتك استغلها ، وزي ما قالك لو ما عجبكش تقدر ترجع و ورشتك ف الحفظ والصون ، و طبعاً الرأي الأول والأخير ليك.
مني:أنا موافقة يا حسن.
سارة:وانا كمان موافقة ، مش بس عشان حلمك ، عشان كمان أخيراً هتتعامل كمهندس مش مجرد ميكانيكي ودي شغلتك اللي بتحبها و ساعتها هتقدر تبتكر وتطلع أفكارك اللي ماكنتش عارف تنفذها ازاي.
تحية:وانا يابني معاك ف الصالح ، و طول ماانت بتشوف شغلك وتعمل اللي عليك هتوصل وتكبر ، و زي مافتحي قال أديك قطعت نص المشوار ، وبصراحة الجدع ده دخل قلبي من قبل ما اشوفه.
حسن: يا ما انت كل الناس بتخش قلبك قبل ما تشوفيها.
تحية:لا عينيا مش كلهم ، في ناس بتدخل و تربع جوة قلبي وناس تانية لما تعمل اللالي عمرها ماتعتبه ، اتوكل علي الله يابني و ربنا يفتحها ف وشك ويرزقك من أوسع الأبواب.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثانية عشر
(بقلم : نهال عبدالواحد)
وكان قد مر عدة أيام دون رد من حسن وكان كلما جاء ممدوح يجلس مع جميلة يجدها طبعاً قلقة ومتوترة وتقوم وتذهب وتروح وتجيء.
ممدوح: ارحميني ، مش كل ما اشوفك تخيليني رايحة جاية كده.
جميلة:إزاي مايردش عليك كل ده ؟!!! ده المشروع اللي كان بيحلم بيه !
ممدوح:لا إله إلا الله ! مش لازم يفكر و ياخد وقته ف التفكير.
جميلة:بس ده كتير أوي ، ما تكلمه وتشوفه إتأخر ف الرد ليه ؟!
ممدوح:لأ طبعاً إيه الهبل ده ؟! بصي يا جوجو انت طلبتي حاجة وأنا بحققهالك بس بطريقتي ، اطلعي منها انت بس.
و رن هاتف ممدوح إنه حسن.
جميلة :إيه هو؟ !!!!!
فهز رأسه بأن نعم.
جميلة:طب افتح الاسبيكر كده ، أصله واحشني أوي ونفسي اسمع صوته.
ممدوح:ما تتلمي يا بت.
جميلة:طب حتي أسمع أول آلو.
ممدوح:لا ده انت مجنونة رسمي.
جميلة:اعمل إيه بحبه و واحشني.
ممدوح:يا بت أنا عمك هتسوقي فيها ، اسكتي كده خليني ارد ع الراجل.
فسكا صوت الهاتف فاتصل به ممدوح وبدأ في التحدث إليه وكانت جميلة تقفز علي كتف ممدوح لتصل للهاتف و تلصق أذنها وهو يدفعها حتي انصرف من أمامها وأكمل حديثه من مكان آخر.
وافق حسن علي العمل مع ممدوح وكثرت اللقاءات بينهما للإتفاق علي تفاصيل العمل و بدءا العمل معاً بالفعل .
وكان فتحي هو من يدير الورشة وحسن يتابعه من حين لآخر و أحياناً يعمل معهم فتحي أيضاً وصار الثلاثة أصدقاء يعملون معاً بجد تام و يتسامرون معاً وأيضاً يتواجدون معاً في الورشة .
وعام بعد عام ويزداد العمل و التعب و الإجتهاد و بدأ المصنع يعمل بشكل أفضل و منتظم و لازالوا يجتهدون أكثر و أكثر ليحققوا الأفضل فالنجاح مرة يتابعه الكثير من النجاحات فالنجاح في حد ذاته هدف لا نهائي فلا راحة بل جهد وعمل متواصل.
و بدأ يكبر إسم المصنع و تزداد المبيعات و الربح و بالفعل بدأت تتحول الورشة لمركز صيانة تابع للمصنع.
كانت جميلة لازالت تعمل مع أبيها لكنها قد اكتسبت خبرة كبيرة علي مر تلك الأعوام لكن كان أكثر ما يحزن والديها عزوفها عن الزواج و الإرتباط خاصة مع كبر عمرها.
كانت جميلة تسأل دائماً عن أخبار المصنع من عمها و بالطبع كانت تقصد أخبار حسن و كلما سمعت بتقدم و توسع العمل ونجاحه سعدت للغاية فكل خطوة يخطوها المصنع للأمام هي خطوة تقرب حسن منها.
حسن الذي لم تنساه أبداً طوال تلك الأعوام ولم تعد تطيق بعاده.
أما حسن فرغم ضيق وقته بسبب العمل الشاق المستمر إلا أنه لا يزال يراها أمامه فهي دائماً هدفه حتي وان كان بعيد المنال.
حتي بعد انقطاع أخبارها لديه فلم يعد يعرف عنها أي شئ حتي إنه لا يعرف طريقها واستحيا كثيراً أن يطلب رقم هاتفها من أمه أو أخته فلم يقوي أصلاً علي سؤال إحداهما.
وكان يلوم نفسه علي ما فعله معها آخر مرة ، تري أين هي الآن ؟؟
كيف حالها ؟؟؟ هل تذكره؟؟؟؟
هل عاشت حياتها ؟؟؟هل تزوجت بآخر؟؟
و إن كانت قد نسيته وعاشت حياتها فكيف السبيل لأن يعيش حياته هو الآخر ؟!!
وصفولي الصبر........ لاقيته خيال..... وكلام ف الحب
كلام ف الحب........ يا دوب يتقال
أهرب من حبي أروح علي فين
ليالينا الحلوة ف كل مكان
مليناها حب إحنا الإتنين
ملينا الدنيا أمل
و بعد أعوام من العمل الشاق استأذنت تحية من ولدها أن يدعو ممدوح عندهم في المنزل فهي تود أن تعرف ذلك الشخص الذي فتح طاقة القدر لولدها من أوسع الأبواب.
وبالفعل دعاه علي العشاء ذات يوم و قد لبي ممدوح دعوته و ذهب معه بالفعل للمنزل وكان نفس المنزل فلن تقبل تحية أن تخرج منه وتذهب لمنزل جديد فلم تسمح سوي بالتجديد فقط.
فهو البيت الذي يحمل ذكرياتها فمن أين تأتي بها إن تركته فاحترم ذلك حسن لكن فتحي ومني قد ذهبا لمنزل جديد في مكان أرقي .
لكن لم تترك أمها فهي في زيارة دائمة لها و وصل ممدوح لمنزل أم حسن وما أن اقترب من الباب حتي اشتم أشهي الروائح ودخل ممدوح وكان يجلس مع حسن وفتحي ثم خرجت إليهم تحية مرحبة بهم وخاصة ممدوح.
تحية:يا أهلاً يا أهلاً ، منور يا بني.
ممدوح:أهلاً بحضرتك البيت منور بأهله والله.
تحية:كان نفسي أشوفك من زمان.
ممدوح:المهم إنه حصل.
تحية:لا بس إتأخرت أوي العزومة دي.
ممدوح:بالروايح اللي أنا شاممها دي تبقي إتأخرت جداً ، بس ملحوقة هبقي لاجئ عندكم علي طول.
فضحكوا.
تحية:يا حبيبي تآنس و تنور طب جرب و اعملها ، حسن قالي إنك عايش لوحدك.
وكان ممدوح لا يزال يتحدث إلي تحية وفي تلك اللحظة دخلت سارة تحمل صينية من أكواب العصير و وقعت عينه عليها فوجم فجأة وسكت و أخذ ينظر إليها بشكل واضح قد لاحظه الجميع خاصة تحية الذي أعجبها ذلك للغاية.
تحية:تعالي يا سارة ، سارة بنتي وأخت حسن الكبيرة.
ممدوح دون أن ينزل عينه من عليها :أهلاً وسهلاً يا فندم ، تسلم الأيادي.
وأخذ كوب من الصينية و وضعت سارة الصينية فقد شعرت ببعض الحرج من تلك النظرات رغم أنها لم تتبين ملامحه.
حسن:إيه يا سارة هتسدي نفسنا بالعصير ولا إيه ؟؟ فين الأكل ؟؟
سارة بإرتباك :حاضر... حاضر.
وانصرفت مسرعة و رغم وضوح الموقف للجميع إلا أنهم ظلوا يتحدثون في أي موضوعات حتي أعدت السفرة تماماً.
كانت وليمة حقاً وجلس الجميع ليتناول الطعام ورغم استمتاع ممدوح بذلك الطعام ومذاقه الشهي إلا أنه كان ينظر بعض النظرات الخاطفة نحو سارة.
وكانت سارة تشعر بتلك النظرات و تربكها بشدة رغم أنها لم ترفع عينها من الطبق الذي أمامها إلا أنها تشعر بعين تراقبها.
كانت سارة تستمع إلى أحاديثهم في صمت و دون مشاركة إلا إذا وجه إليها حديثاً مباشرا فكانت ترد بالكاد دون أن ترفع عينها ثم تعود من جديد لصمتها.
فذلك موقف جديد عليها ولم تتعرض إليه من قبل .
و كان حسن متابعا لممدوح و سارة لكنها كانت لحظات حتي شرد بعيداً في زمان ومكان آخر إنه معها الآن ، فجأة نظر وجد أمامه تلك العيون التي أسرته و أذابته و غرق في بحورها ، و تنهد يسأل نفسه هل لنا من لقاء يوماً ؟
وصار الجميع هم من يلاحظون حسن الآن في حزن بالغ فهم يدركون فيم شرد حسن لكن لاسبيل لذلك لقد أضاعها بسوء تصرفه و سد كل السبل.
وأيضاً فهم ممدوح فيم شرد واشفق عليه كثيراً كما يشفق علي إبنة أخيه التي لا تمل أبداً من السؤال عنه وعن أخباره.
انهوا طعامهم و جلسوا قليلاً ثم ذهب كل منهم إلي حال سبيله.
واعملك إيه باقول هنساك
وما بنساش ليه هواك لسه
أنا عايشة عليه ومش حاسة
إن انا هقدر أعيش غير بيه
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed
الحلقة العاشرة
(بقلم: نهال عبدالواحد)
و بعد فترة جاءت أمه طرقت الباب ثم دخلت تحية.
تحية:يلا يا حبيبي عشان تتغدي.
حسن:ماليش نفس يا أمي.
تحية:لأ بأه هتطلع و هتاكل ، ده انا محنطاهم برة وحالفة ما حد دايقه غير ما تيجي معانا.
حسن:ليه كده بس ؟ كنت سبتيهم.
تحية :هو كده بأه ! يلا.
حسن:حاضر أغير هدومي بس.
ثم نظرت تحية نحو السرير ثم قالت :إده انت غيرت فرش السرير ليه ؟ ده أنا لسه مغيراه إنهاردة.
حسن:هغير هدومي و أحصلك علي طول يا أمي.
و خرجت وهي شديدة الأسي علي حال إبنها فهي تعلم لأين ذهب ذلك الغطاء كما تعلم أين ذهب قميصه.
وخرج حسن و جلس علي المائدة و الجميع يأكل في صمت حتي هو بدأ يأكل فقد كان منذ قليل لا رغبة له في الأكل لكن الطعام اليوم مغري و قد فتح شهيته وقبيل أن ينهض.
حسن:تسلم إيديكي يا ست الكل ، الأكل طعم وحلاوته زايدة إنهاردة ، يا حلو انت يا حلو.
تحية:بس أنا ما مدتش إيدي ف الأكل.
حسن: يبقوا اخواتي حبايبي وهم تربية إيدك برضو ، تسلم الأيادي.
مني:لأ برضو ، دي جميلة.
فوقف فجأة وترك المائدة دون رد.
تحية:عجبك كده ؟! كان لازم تنسحبي من لسانك و تقولي جميلة ؟!
مني:في إيه ياتوحة ؟ ماانت عمالة تلفي و تدوري و بعدين ماهو ماسح الأطباق أدامك أهو ! عايزة ايه تاني ؟؟!!!
تحية:يا ختاااااي ، رد علي طول كده.
وقامت خلف ابنها.
فهمس فتحي لمني: ده أكل جميلة فعلاً؟!!!!
فهزت رأسها بأن نعم وضحكت.
سارة:بتضحكي و أخوكي متنكد؟؟!!!
مني:هعمله إيه يعني ؟! مش هو اللي محبكها حد كان قاله اتجوزها حالا ؟! كان مشي اليوم ، و بعدين ماهو ماسح الأطباق والله يا جماعة.
فضحك فتحي وهمس لزوجته:هحاول اقفل وآجي بدري إنهاردة هه ؟! نيمي البت بأه .
فضحكت مني بصوتها.
سارة:هقوم أغسل المواعين أحسن.
فقامت و أكملا ضحكهما ثم ألقي فتحي قبلة لزوجته في الهواء و انصرف.
دخلت تحية لابنها في حجرته وكان مستلقيا علي سريره.
حسن:خير في إيه يا أمي ؟ رايحة تعلميها الطبيخ ؟! إيه عشان توفري تمن الطباخ والسفرجي ؟! عشان دي المشكلة !
تحية:يا حبيبي هدي نفسك ، والله البت دي بت حلال وبتحبك أوي ، وعندها إستعداد تستناك لحد ما تقف علي رجلك.
حسن:و بعدين ؟ هتستني أد إيه ؟ هخللها جنبي ؟! ما ينفعش ، اللي زينا يا أمي مش من حقه يحب لأن الحب م الكماليات ، أنا بأه مش أروح أحب ، لا ده انا أبص لفوق و لفوق أوي ، و أديني وقعت علي جدور رقبتي ولسه مش عارف ألملم نفسي.
تحية:بس هي هتستناك.
حسن:تاني ؟!! الموضوع مطول أوي مش عشان بس أقف علي رجلي ، عشان اليق ، عموماً بعد اللي حصل إنهاردة عمرها ما هتيجي هنا ولا هترضي تبص ف وشي تاني.
تحية:ربنا يخفف عنك و يكتبلك الخير يا حبيبي.
ثم خرجت وتركته في همه.
مرت أسابيع و أسابيع و حسن في ورشته يعمل كثيراً ليل ونهار لينهض بحاله و حال ورشته و ربما من أجل أن ينسي لكنه لا ينسي فذكرياتها تلاحقه في البيت والورشة حتي في أحلامه وتمني أن ينساها و ود لو يدعو الله لكنه يخشي أن يستجيب له وينساها فعلاً.
فهو يتألم ويعشق ألمه ويفتح دولابه من حين لآخر و يفتح قميصه و غطاء السرير و يشتم رائحة عطرها فيجدها لا تزال فيها فيتلمسها كأنه يراها.
أما هي فمضت وقتاً طويلاً لا تخرج حتى من حجرتها و أقصي ما تذهب إليه هو النزول ليلاً إلي حديقة الفيلا.
وبقدر ما وجعها أسلوبه معها إلا أنها لم تستطيع أن تكرهه و تلتمس له العذر فهي تشعر بقلة حيلته تلك وتقدر و تتمني لو بدل الله الأحوال إلي خير حال.
بدأت بعد ذلك تخرج جميلة للعمل مع أبيها في شركته و كان صاحب لشركة سياحة وبدأت تتعلم و نفضت من حياتها أي أفكار أخري حول الزواج وخلافه فحسن قد دخل وسكن القلب و أغلقه و رمي بالمفتاح.
أنا وقلبي يا روحي حياري يا روحي حياري
سنين و لا بننسي يا عيني خسارة
دريتك دمعتي دريتك دمعتي خايفة ليشوفوها
و ذات يوم جاء عمها من السفر و زارهم في المنزل وكان عمها ممدوح يكبرها بأعوام قليلة فهو الأخ الأصغر لسراج أخوه من أبيه وكان مسافرا من فترة وكان قريباً من جميلة حتي في الطباع و لعله جاء في وقته فرغم انغماسها في العمل لكن لم تخرج من تلك الحلة أبداً.
وما أن علمت جميلة بمجيئه حتى نزلت مسرعة علي الفور تجري فيتعانقا و يحملها و يدور بها ثم جلس الجميع بعض الوقت يتحدثون في أمور شتي.
لاحظ ممدوح بسهولة ذلك التغير في شخصية و نفس إبنة أخيه فلم يعهدها بذلك الهدوء و الذبول.
سراج:هه ! وقاعد أد إيه المرة دي ؟
ممدوح:لا خلاص علي طول أنا اشتريت مصنع عربيات صغير ، هو مش مصنع أوي يعني ، حاجة صغيرة كده و ربنا يسهل.
ولاحظ فجأة تغييراً في وجه جميلة فلم يعلق.
سراج:مش فاهم وجع القلب بتاعك ده ليه؟ ما تيجي تشتغل معايا وتسكت ، ما كله ليك انت وجميلة ف الآخر.
ممدوح :يا خويا ربنا يديك طولة العمر ، كلام ايه اللي بتقوله ده ؟
سراج:طب مش ناوي تتجوز ونفرح بيك؟؟!!!
فنظر ممدوح لجميلة و قال بمزحة:طب وخطيبتي دي اعمل فيها إيه؟
فضحك سراج:يا بني بتكلم جد.
ممدوح:طب ما تشوفيلي عروسة يا جوجو ، واحدة صاحبتك تكون حلوة زيك.
جميلة :يا ريت ، إلا كلهم تافهين.
ممدوح:طب بقول إيه ، ما تقومي تلبسي كده و نخرج خروجة حلوة مع بعض ، وحشاني وعايزين نرغي.
جميلة:تمام.
وانصرفت.
ديدي:أخيراً هتخرج.
وبالفعل بعد قليل نزلت جميلة بعد أن بدلت ملابسها
لكن لم تكن تلك الهيئة التي يعهدها منها عمها في السابق.
و نكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الحادية عشر
(بقلم : نهال عبدالواحد)
خرج ممدوح مع جميلة و دار بالسيارة في الطرقات و الصمت سائد فقط يستمعان للموسيقي حتي وصلا لمكان هادئ و نزلا من السيارة فمسك يده في يدها كما اعتادا من قبل و دخلا و جلسا و مر بعض الوقت.
ممدوح:ما احنا مش نازلين عشان نفضل ساكتين كده ، فينك من زمان قطعتي فجأة ليه؟؟ بطلتي تكلميني ولا تردي علي؟؟ مالك دبلانة كده ليه؟؟ فين جوجو عايز اسمع اللي ماكانش ينفع تقوليه ف البيت.
جميلة:انت صحيح هتفتح مصنع عربيات؟؟
ممدوح :شوف باقول إيه و هي تقول إيه !!!
جميلة:جاوبني الأول.
ممدوح:أيوة يا ستي ، بس ده حاجة صغيرة لسه.
جميلة:مش مشكلة المهم محتاج مهندسين زيك ؟
ممدوح:ف الأول كفاية واحد أو اتنين لحد ما الدنيا تمشي ، هنزل إعلان وربنا يسهل ، جاوبيني انت بأه.
جميلة:أنا عندي ليك مهندس شاطر وهايل ، شغله نضيف جداً بس محتاج ياخد فرصته.
كاد أن يغضب لكنه تمهل قليلاً وأدرك أنها قد أجابتها و إن كانت الإجابة تحتاج لتفصيل.
ممدوح:مهندس ولا ميكانيكي ؟
جميلة:مهندس ميكانيكي زيك بالظبط ، زيك ف كل حاجة و والله شاطر جداً و أخلاق ، وأول ما تشوفه يدخل قلبك على طول.
ممدوح:يدخل قلبي أنا برضو ؟!!
واضح إنه مهم أوي.
فسكتت.
فأكمل:جوجو ، أفهم الحكاية من أولها.
فقصت له كل ماحدث منذ أن ركب معها متأففا وحتي عرف حقيقة أهلها و طردها من ورشته.
ممدوح:يعني طردك ولسه عايزاه؟؟؟
جميلة بإنفعال:يووووووه ، ماتفهمني بأه.
ممدوح:إهدي كده وبالراحة ، أنا بسأل.
جميلة:هو ما طردنيش زي ماانت فاهم ، ده غصب عنه ، حس بقلة حيلته فجأة ، حس إنه قليل علي و إنه مش أدي والمسافات كبرت أوي ، وفهم إنه بكده بيبعدني عنه وبيكرهني فيه ، مع إني عارفة وحاسة هو بيتعذب أد إيه ، هو عنده كرامة وعزة نفس.
ممدوح:عشان راجل بجد غير سوسو وميكي اللي أمك بتجبهملك ، طب يعني أعمل إيه ؟! أروح أقوله تعالي اشتغل عندي ، مش فاهم.
جميلة:لا طبعاً مش لازم يعرف إنك عمي و لا إنك تعرفني ، يعني كفاية إسمك الثلاثي مش لازم اسم العيلة.
ممدوح:وبعدين !!!!
جميلة:تروحله بعرببتك كأنها بايظة أو فيها مشكلة وكلمة ف حدوتة إعرض عليه الموضوع ، ولا أقولك اخبط عربيتك زي ما كنت بعمل و روحله بيها يصلحالك وجربه وشوف شغله.
ممدوح:إيه العته ده ؟! وهو صدق ؟؟
جميلة:لأ، لاقيته ف مرة بيقولي العربية دي ما تجيش تاني ، كأنه كشفني.
ممدوح:لازم طبعاً ، عشان لو صدقك يا يبقي أهبل يا نصاب ، بس...أنا عرفت هجربه إزاي ! عربية ماما لولا الله يرحمها.
جميلة:إييييييه ؟!! لا طبعاً دي خردة ، انت كده بتعجزه !
ممدوح:دي عايزة حد شاطر ، مش برضو واثقة ف شطارته ولسه كنتي بتحكي عليها من شوية ، ولا كان كلام وخلاص ؟! يبقي تسبيني أتعامل ، شغله هيثبتلي مستواه فعلاً ، ولا عايزاني أرمي فلوسي ؟!
فلم تستطيع الرد.
وفي اليوم التالي ذهب ممدوح بالفعل للورشة عند حسن وكان يتصل بجميلة من حين لآخر ليعرف الطريق تماماً حتي وصل بالفعل و نزل من سيارته أمام الورشة.
ممدوح:سلام عليكم.
حسن:وعليكم السلام ورحمة الله ، أي خدمة ، اتفضل حضرتك.
ممدوح:بصراحة عندي عربية بس محتاجة شغل كتير وبصراحة هي غالية و كنت محتاج حد شاطر أوي عشان يقدر يصلحها.
فتحي:ماركتها إيه يا باشا؟؟
ممدوح:أنا قصدي غالية عليّ ، بتاعة المرحومة أمي وكانت مركونة وكنت محتاج لحد عنده خبرة و أمانة لأنها من ريحة أمي ونفسي تشتغل.
حسن:بص يا فندم حضرتك تقطرها هنا وإن شاء الله ربنا يقدرني و أصلح اللي ينفع فيها ، وهكون صريح معاك ، بس لازم طبعاً أشوفها الأول.
ممدوح:تمام ، أجيبها امتي؟؟
حسن:أي وقت تحبه أنا فاتح كل يوم وتحت أمرك ، بس يعني ، حضرتك عرفت سكتي منين؟!
ممدوح:آه ، شوفت إعلان عن ورشتك أون لاين و بتشكر فيك و ف خبراتك فقلت أجرب ، بس أنا ارتاحتلك بصراحة وان شاء الله تتصلح علي إيدك.
شرد حسن قليلاً للحظة لاحظها ممدوح ثم قال:إن شاء الله أكون عند حسن ظنك ، شرفت يا باشا.
وغادر ممدوح وكان إنطباعه الأول نحو حسن جيد فهو يبدو مريحا و علي خلق.
وفي اليوم التالي سحب ممدوح السيارة وذهب بها إليه وفتحها حسن و فحصها جيداً وعلم ماتحتاجه لكنها تحتاج لعمل وجهد وأيضاً وقت فترك ممدوح السيارة و أعطي حسن بعض المال كجزء من الحساب.
وكان من حين لآخر يمر علي الورشة بحجة متابعة السيارة ثم يجلس بعض الوقت يتبادلون أطراف الحديث في موضوعات شتي حتي جاء ذات يوم وقد انتهي حسن من تصليح السيارة إلا جزء منها أخبره به لأنه يحتاج لقطع غيار خاصة باهظة الثمن وغير متوفرة وقد اعجب ممدوح بصراحته وأيضاً مهارته .
كانت خلال تلك الفترة السابقة قد نشأت نوع من الصداقة الخفيفة بين ممدوح وحسن وفتحي وقد وعدهم أن يجئ إليهم زائرا وليس زبوناً.
وبعد عدة أيام جاء ممدوح بالفعل للورشة كصديق وجلسوا معا يتجاذبون مختلف الأحاديث حتي قرر ممدوح فتح الموضوع.
ممدوح:في موضوع مهم كده يا حسن كنت عايزك فيه.
حسن:اتفضل خير!!
ممدوح:زي ما انت عارف أنا كنت عايش برة ولسه راجع وبصراحة قررت استقر هنا.
حسن:وماله.
ممدوح:اشتريت مصنع لتجميع العربيات ، طبعاً هو لسه حاجة صغيرة كده ، بس محتاجة وقت و مجهود و شغل كتير أوي عشان تكبر ،ويا مسهل يمكن ف يوم أقدر آخد توكيل مثلاً ، أنا أصلاً مهندس ميكانيكا وكنت محتاج حد معايا لحد ما الدنيا تقف على رجلها ، و بصراحة كنت هنزل إعلان ، لكن بعد ما اتعرفت عليك بصراحة اطمنتلك و عجبني شغلك و دماغك ، فإيه رأيك لو جيت تشتغل معايا وبقول معايا مش عندي.
حسن:والله حضرتك ، دي مفاجأة و بعدين بصراحة أنا ماقدرش أتصرف ف الورشة دي ولا أسيبها دي ورشة أبويا وكان حلمي أكبرها مش اقفلها ولا أبيعها .
ممدوح:وأنا لا قولت إقفلها ولا تبيعها ، سيبها وخليك هنا وهنا عجبك الشغل معايا يبقي يادار ما دخلك شر وإن شاء الله نكبر سوا ومش بعيد نخلي الورشة دي مركز صيانة تابع للمصنع ، ولو ما عجبكش تقدر ترجع ورشتك براحتك.
حسن:بصراحة موضوع زي ده محتاج تفكير خصوصاً إن معايا أمي و إخواتي ولازم طبعاً آخد رأيهم.
ممدوح:أكيد طبعاً ، خد وقتك ف التفكير ده حقك تماماً و رقمي معاك وأيا كان ردك بلغني بيه ، عل إذنك.
وانصرف ممدوح وكانت مفاجأة حسن كبيرة لذلك العرض وظل أياما يفكر ويفكر و رغم وجود فتحي وقت العرض إلا أنه لم يتحدث معه إطلاقاً وينتظر أن يفتح حسن معه الكلام.
وذات يوم جمع حسن أختيه و أمه وفتحي في بيت أمه.
حسن:بصراحة يا جماعة في موضوع مهم جامعكم عشانه مش عارف أقرر فيه ومحتاج أسمع رأيكم.
تحية:خير يا حبيبي ؟
فأخبرهم حسن عن ممدوح منذ أن جاء كزبون وكيف نشأت الصداقة بينهم وحتي ذلك العرض الذي عرضه عليهم.
فتحي:بص يا حسن انت مش هتقفل الورشة أنا موجود فيها مكانك ، و بصراحة أنا شايفها فرصة ليك ، ده كان حلمك ياحسن انت نسيت ، وتبقي قطعت نص الطريق لأن بصراحة كان أدامك مشوار أد إيه أصلاً عشان تجيب مصنع زي ده حتى لو مصنع صغير ، فدي فرصتك استغلها ، وزي ما قالك لو ما عجبكش تقدر ترجع و ورشتك ف الحفظ والصون ، و طبعاً الرأي الأول والأخير ليك.
مني:أنا موافقة يا حسن.
سارة:وانا كمان موافقة ، مش بس عشان حلمك ، عشان كمان أخيراً هتتعامل كمهندس مش مجرد ميكانيكي ودي شغلتك اللي بتحبها و ساعتها هتقدر تبتكر وتطلع أفكارك اللي ماكنتش عارف تنفذها ازاي.
تحية:وانا يابني معاك ف الصالح ، و طول ماانت بتشوف شغلك وتعمل اللي عليك هتوصل وتكبر ، و زي مافتحي قال أديك قطعت نص المشوار ، وبصراحة الجدع ده دخل قلبي من قبل ما اشوفه.
حسن: يا ما انت كل الناس بتخش قلبك قبل ما تشوفيها.
تحية:لا عينيا مش كلهم ، في ناس بتدخل و تربع جوة قلبي وناس تانية لما تعمل اللالي عمرها ماتعتبه ، اتوكل علي الله يابني و ربنا يفتحها ف وشك ويرزقك من أوسع الأبواب.
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed
(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثانية عشر
(بقلم : نهال عبدالواحد)
وكان قد مر عدة أيام دون رد من حسن وكان كلما جاء ممدوح يجلس مع جميلة يجدها طبعاً قلقة ومتوترة وتقوم وتذهب وتروح وتجيء.
ممدوح: ارحميني ، مش كل ما اشوفك تخيليني رايحة جاية كده.
جميلة:إزاي مايردش عليك كل ده ؟!!! ده المشروع اللي كان بيحلم بيه !
ممدوح:لا إله إلا الله ! مش لازم يفكر و ياخد وقته ف التفكير.
جميلة:بس ده كتير أوي ، ما تكلمه وتشوفه إتأخر ف الرد ليه ؟!
ممدوح:لأ طبعاً إيه الهبل ده ؟! بصي يا جوجو انت طلبتي حاجة وأنا بحققهالك بس بطريقتي ، اطلعي منها انت بس.
و رن هاتف ممدوح إنه حسن.
جميلة :إيه هو؟ !!!!!
فهز رأسه بأن نعم.
جميلة:طب افتح الاسبيكر كده ، أصله واحشني أوي ونفسي اسمع صوته.
ممدوح:ما تتلمي يا بت.
جميلة:طب حتي أسمع أول آلو.
ممدوح:لا ده انت مجنونة رسمي.
جميلة:اعمل إيه بحبه و واحشني.
ممدوح:يا بت أنا عمك هتسوقي فيها ، اسكتي كده خليني ارد ع الراجل.
فسكا صوت الهاتف فاتصل به ممدوح وبدأ في التحدث إليه وكانت جميلة تقفز علي كتف ممدوح لتصل للهاتف و تلصق أذنها وهو يدفعها حتي انصرف من أمامها وأكمل حديثه من مكان آخر.
وافق حسن علي العمل مع ممدوح وكثرت اللقاءات بينهما للإتفاق علي تفاصيل العمل و بدءا العمل معاً بالفعل .
وكان فتحي هو من يدير الورشة وحسن يتابعه من حين لآخر و أحياناً يعمل معهم فتحي أيضاً وصار الثلاثة أصدقاء يعملون معاً بجد تام و يتسامرون معاً وأيضاً يتواجدون معاً في الورشة .
وعام بعد عام ويزداد العمل و التعب و الإجتهاد و بدأ المصنع يعمل بشكل أفضل و منتظم و لازالوا يجتهدون أكثر و أكثر ليحققوا الأفضل فالنجاح مرة يتابعه الكثير من النجاحات فالنجاح في حد ذاته هدف لا نهائي فلا راحة بل جهد وعمل متواصل.
و بدأ يكبر إسم المصنع و تزداد المبيعات و الربح و بالفعل بدأت تتحول الورشة لمركز صيانة تابع للمصنع.
كانت جميلة لازالت تعمل مع أبيها لكنها قد اكتسبت خبرة كبيرة علي مر تلك الأعوام لكن كان أكثر ما يحزن والديها عزوفها عن الزواج و الإرتباط خاصة مع كبر عمرها.
كانت جميلة تسأل دائماً عن أخبار المصنع من عمها و بالطبع كانت تقصد أخبار حسن و كلما سمعت بتقدم و توسع العمل ونجاحه سعدت للغاية فكل خطوة يخطوها المصنع للأمام هي خطوة تقرب حسن منها.
حسن الذي لم تنساه أبداً طوال تلك الأعوام ولم تعد تطيق بعاده.
أما حسن فرغم ضيق وقته بسبب العمل الشاق المستمر إلا أنه لا يزال يراها أمامه فهي دائماً هدفه حتي وان كان بعيد المنال.
حتي بعد انقطاع أخبارها لديه فلم يعد يعرف عنها أي شئ حتي إنه لا يعرف طريقها واستحيا كثيراً أن يطلب رقم هاتفها من أمه أو أخته فلم يقوي أصلاً علي سؤال إحداهما.
وكان يلوم نفسه علي ما فعله معها آخر مرة ، تري أين هي الآن ؟؟
كيف حالها ؟؟؟ هل تذكره؟؟؟؟
هل عاشت حياتها ؟؟؟هل تزوجت بآخر؟؟
و إن كانت قد نسيته وعاشت حياتها فكيف السبيل لأن يعيش حياته هو الآخر ؟!!
وصفولي الصبر........ لاقيته خيال..... وكلام ف الحب
كلام ف الحب........ يا دوب يتقال
أهرب من حبي أروح علي فين
ليالينا الحلوة ف كل مكان
مليناها حب إحنا الإتنين
ملينا الدنيا أمل
و بعد أعوام من العمل الشاق استأذنت تحية من ولدها أن يدعو ممدوح عندهم في المنزل فهي تود أن تعرف ذلك الشخص الذي فتح طاقة القدر لولدها من أوسع الأبواب.
وبالفعل دعاه علي العشاء ذات يوم و قد لبي ممدوح دعوته و ذهب معه بالفعل للمنزل وكان نفس المنزل فلن تقبل تحية أن تخرج منه وتذهب لمنزل جديد فلم تسمح سوي بالتجديد فقط.
فهو البيت الذي يحمل ذكرياتها فمن أين تأتي بها إن تركته فاحترم ذلك حسن لكن فتحي ومني قد ذهبا لمنزل جديد في مكان أرقي .
لكن لم تترك أمها فهي في زيارة دائمة لها و وصل ممدوح لمنزل أم حسن وما أن اقترب من الباب حتي اشتم أشهي الروائح ودخل ممدوح وكان يجلس مع حسن وفتحي ثم خرجت إليهم تحية مرحبة بهم وخاصة ممدوح.
تحية:يا أهلاً يا أهلاً ، منور يا بني.
ممدوح:أهلاً بحضرتك البيت منور بأهله والله.
تحية:كان نفسي أشوفك من زمان.
ممدوح:المهم إنه حصل.
تحية:لا بس إتأخرت أوي العزومة دي.
ممدوح:بالروايح اللي أنا شاممها دي تبقي إتأخرت جداً ، بس ملحوقة هبقي لاجئ عندكم علي طول.
فضحكوا.
تحية:يا حبيبي تآنس و تنور طب جرب و اعملها ، حسن قالي إنك عايش لوحدك.
وكان ممدوح لا يزال يتحدث إلي تحية وفي تلك اللحظة دخلت سارة تحمل صينية من أكواب العصير و وقعت عينه عليها فوجم فجأة وسكت و أخذ ينظر إليها بشكل واضح قد لاحظه الجميع خاصة تحية الذي أعجبها ذلك للغاية.
تحية:تعالي يا سارة ، سارة بنتي وأخت حسن الكبيرة.
ممدوح دون أن ينزل عينه من عليها :أهلاً وسهلاً يا فندم ، تسلم الأيادي.
وأخذ كوب من الصينية و وضعت سارة الصينية فقد شعرت ببعض الحرج من تلك النظرات رغم أنها لم تتبين ملامحه.
حسن:إيه يا سارة هتسدي نفسنا بالعصير ولا إيه ؟؟ فين الأكل ؟؟
سارة بإرتباك :حاضر... حاضر.
وانصرفت مسرعة و رغم وضوح الموقف للجميع إلا أنهم ظلوا يتحدثون في أي موضوعات حتي أعدت السفرة تماماً.
كانت وليمة حقاً وجلس الجميع ليتناول الطعام ورغم استمتاع ممدوح بذلك الطعام ومذاقه الشهي إلا أنه كان ينظر بعض النظرات الخاطفة نحو سارة.
وكانت سارة تشعر بتلك النظرات و تربكها بشدة رغم أنها لم ترفع عينها من الطبق الذي أمامها إلا أنها تشعر بعين تراقبها.
كانت سارة تستمع إلى أحاديثهم في صمت و دون مشاركة إلا إذا وجه إليها حديثاً مباشرا فكانت ترد بالكاد دون أن ترفع عينها ثم تعود من جديد لصمتها.
فذلك موقف جديد عليها ولم تتعرض إليه من قبل .
و كان حسن متابعا لممدوح و سارة لكنها كانت لحظات حتي شرد بعيداً في زمان ومكان آخر إنه معها الآن ، فجأة نظر وجد أمامه تلك العيون التي أسرته و أذابته و غرق في بحورها ، و تنهد يسأل نفسه هل لنا من لقاء يوماً ؟
وصار الجميع هم من يلاحظون حسن الآن في حزن بالغ فهم يدركون فيم شرد حسن لكن لاسبيل لذلك لقد أضاعها بسوء تصرفه و سد كل السبل.
وأيضاً فهم ممدوح فيم شرد واشفق عليه كثيراً كما يشفق علي إبنة أخيه التي لا تمل أبداً من السؤال عنه وعن أخباره.
انهوا طعامهم و جلسوا قليلاً ثم ذهب كل منهم إلي حال سبيله.
واعملك إيه باقول هنساك
وما بنساش ليه هواك لسه
أنا عايشة عليه ومش حاسة
إن انا هقدر أعيش غير بيه
ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق