رواية-حسن وست الحسن والجمال - الحلقات 4:6- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات



( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الرابعة

            ( بقلم: نهال عبدالواحد)

مرت الأيام وصارت جميلة توصل السيارت بينه وبين الزبائن و أحياناً تقف معه كصبي يناوله بعض من الأدوات أو يقوم ببعض المهام البسيطة بل وإنها كانت أحياناً تصدم سيارتها عن عمد ثم تأتيه بها علي أنها سيارة لزبون.

استمر هذا الحال لعدة شهور و طوال تلك الفترة لم يكن بينهم أي أحاديث بعيدة عن العمل و الزبائن و توطدت العلاقة بينهما كما توطدت أيضاً مع فتحي. لكن ظل ما بداخل القلوب بداخلها لكن لم يسلم الأمر من بعض النظرات الخاطفة بين جميلة و حسن وتلك الدقات المتلاحقة التي يشعران أنها كالطبول يسمعها الآتي و الذاهب.

وكان فتحي يتابع كالعادة من بعيد ويذهب ويحكي لزوجته وهي بدورها تحكي للجميع ، و الجميع ينتظر الخطوة التالية خاصة وأن ظروف حسن المادية بدأت تنتعش لكنه الآن يركز في الورشة وينوي تطويرها شيئاً فشيئاً وإن كان ذلك الإنتعاش الذي حدث له قد حفذه أكثر علي الإستمرار في العمل والجد والتعب لكن مازال الطريق طويلاً.

  لكن ماذا عن لهيب ذلك الحب إلي متي ينتظر ؟
إلي متي يكتم إحساس ؟ و إن باح لها بما يحاك في قلبه فإلي متي ستنتظر وتصبر ؟ فالطريق حقاً طويل.

و ذات يوم وكان فتحي يعمل بسيارة بالخارج وحسن يعمل في سيارتها التي صارت تحضرها من حين لآخر وكانت جميلة بجانبه تناوله بعض الأدوات و هو ينظر لما يعمل حينا و ينظر نحوها حينا أخري وفتحي يتابعهما من بعيد كالعادة ربما يتجرأ حسن و يأخذ خطوة إليها.

حسن:مش ملاحظة إن العربية دي بتجيلي كتير؟!!

جميلة:إممممممممم.

حسن:هو أنا ليه حاسس إنها مخبوطة بالقصد؟!!

ونظر إليها وابتسم.

جميلة وتبدي عدم الفهم :يعني إيه؟ صحبتها هتخبطها قاصدة يعني؟!!

حسن:الله أعلم ، بس خبطاتها غبية ومفقوسة .
(و ود لو قال لها أنت الفاعلة لكن كيف لها أن تفعلها؟)
فردت بطريقة مختلفة عن تلك الحدة التي اعتادتها في شخصية السائقة فقالت:ما تخلص وتنجز يا ابو علي.

كان حسن أصلاً عندما تحدثه أو تنطق إسمه يذوب لكن تلك المرة تنطق إسمه بذلك الدلال و النعومة إنه يفوق كل تحمله فإلتفت نحوها و ترك ما في يده و اقترب منها و كأنه كان مغيب فشد النظارة من وجهها و تفاجأ بما رآه ! 

ما هذا الجمال ؟!

لقد أحببتك و عشقتك دون أن أراكي ومهما توقعت لم أتوقع هذا...
عشقتك بهيئتك العجيبة...
عشقت تلك الرائحة العطرة التي أشتمها عندما أقترب بجوارك...
ومهما حلمت بك لم أتخيل حتي في خيالي مثل ذلك الجمال...
هل انت حقيقة أم خيال؟
أود لو أتلمس وجهك وملامحك بيدي...
أود لو تصفعيني حتي أتأكد أني مستيقظ وحي...
أود لو ظللت أقف هكذا طوال عمري...
هل ندمت أني رأيتك فلن أستطيع تحمل غيابك بعد الآن ؟؟؟؟؟
أم ندمت إني لم أحاول رؤيتك طوال تلك الفترة ؟؟؟
هل أتركك تخفي عيونك ثانياً و تحرميني من النظر إليك ؟؟؟؟؟
أم أتركك تخفيها فلا يراكي غيري؟؟؟
لقد سافر حسن وغاب في ملامحها و غاص في زرقة بحور عيونها لكن لا يريد الخروج حتي لو غرق فيها.
تري هل يمكن أن تكوني لي يوماً ؟؟
هل يمكن لي يوماً أن ألمس جمالك هذا بيدي ؟ و ارتوي من شهد تلك الشفاه؟؟؟؟

مر بعض الوقت لم يشعرا به و لم يقدرا كم ظلا هكذا ثم عاد حسن من شروده وأخذت منه نظارتها و ارتدتها مرة أخرى.

حاول أن يكمل عمله لكن هيهات ثم قطع ذلك الصمت الطويل الذي لم يسمع فيه إلا أصوات أنفاس و دقات القلوب.

حسن:هو انت إسمك إيه؟

جميلة:هه!!!

حسن:إسمك؟؟

جميلة:جميلة.

حسن:لازم طبعاً ، ده إيه الغباء ده ؟! أنا بسأل عن إيه أصلاً؟؟!!!

فابتسمت وقالت:مالك يا حسن؟

حسن:يقطع حسن ، هو في كده ف الدنيا؟!!

جميلة:في إيه؟؟

حسن:في إييييييه ؟! عادي كده ! يعني ما عندكمش مراية ف بيتكم ؟!!

فابتسمت وقالت:طب خلص العربية يا حسن.

حسن:أول مرة أعرف إن إسمي حلو أوي كده.

جميلة :وبعدين!!!

حسن بتنهيدة:وبعدين دي عندك ،  آه صحيح ،  العربية دي ما تجيش هنا تاني ، كفاية إستهبال.

وهنا ضحكت بتلقائية فالتفت إليها كما التفت فتحي للصوت أيضاً بسعادة بالغة ثم وضعت يدها علي فمها ثم قالت:آسفة والله ، طلعت غصب عني.

حسن:ده مكان أكل عيش هه ، وكل الناس عارفين إنك جمال ولحد ما يعرفوا غير كده مش عايز حد يتكلم و لا حتي يكح عنك بينه وبين نفسه ، خلصت العربية.

جميلة:حاضر ، تسلم إيدك يا ابو علي.

حسن:تسلمي يا ست الحسن والجمال.

فكادت أن تضحك ثانياً لكن كتمتها و ذهبت و ركبت السيارة بعد أن أخرجها حسن لخارج الورشة وشاورت له وانصرفت و هو يتابعها بعينه حتي اختفت من الشارع و طبعاً فتحي المتابع لكل شيء جاء ليطمئن علي صاحبه.

فتحي:هه إيه النظام؟؟

حسن:نعم.

فتحي:لا قصدي يا تري أبو الهول نطق و لا إيه؟!!

حسن:إيه .

فتحي:كل ده وإيه ،  ده أنا كنت شايفك مقبل بالأوي ، حسيت إنك هتبوس خلاص.

فنظر له حسن دون رد.

فتحي:إحم ، بعك ف الكلام ، صح؟؟

حسن:كالعادة.

فتحي:طب ما تريحني كده ،  الدنيا إيه ؟!  طب حلوة يعني ؟ تستاهل دهولتك دي؟

حسن:ما تروح تعمل أي حاجة يا أخي.

فتحي:هو أنا مش صاحبك و أخوك ؟ ده أنا ياما حكيتلك.

حسن:عشان كانت أختي يا جزمة يا ابن ال...  ماتنساش بأه ، عايز أطلع ألاقيCNN شايفة شغلها كويس...هه.

فتحي:طب هجيب كوبايتين شاي بالنعناع كده ، و تحكيلي.

حسن:ييييييييييه ، اهج منك يا فتحي!!!!

ونكمل الحلقة الجاية،
وشكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed

( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الخامسة

                (بقلم: نهال عبدالواحد)

ذهبت جميلة وعادت للمنزل وهي تطير من السعادة فتلك المرة الأولى التي تشعر فيها بمشاعر هكذا ،   ويقترب منها هكذا ثم قالت لنفسها:آه منك يا ابو علي يا خفيف الدم.

فنادتها أمها من خلفها علي فجأة :هو مين أبو علي خفيف الدم ده؟

فتفاجئت بها جميلة:إيه يا مامي بغني ، يا ختي.

ديدي:كل مااتكلم معاكي بتفوري دمي ، إده إده ؟ إيه الهباب اللي ف وشك ده؟

جميلة:هباب إيه يا مامي ؟أنا مش حاطة مكياج.

ديدي:عارفة ، هو لو مكياج كنت اتكلمت !! تعالي كده... إده؟

فجذبتها و أوقفتها أمام المرآة فنظرت جميلة فوجدت آثار شحم في وجهها فضحكت وتذكرت لحظة حسن جذب النظارة من وجهها يبدو أن  يديه قد لامست وجهها وقتها و فعلت ذلك.

ديدي:انت بتضحكي؟؟!!! هتجننيني!!!

جميلة:بضحك إني مشيت و وشي مهبب كده.

ثم غنت وهي تغمز أمها لتضحكها :يومك فلالي.. فرفش وانجلي... روق روق روق وافرجها ياعم.

ثم تركتها و صعدت لحجرتها و دخلت وتنظر لوجهها و تضحك ضحكتها تلك و تتذكر ردة فعله و تنظر لوجهها ثانية و تتمني لو تتركه هكذا...

مر بعض الوقت ثم دخلت و تحممت وخرجت تلف نفسها ببشكير ومنشفة علي شعرها و تدندن:أنا قلبي ليه حاسس أوي بالشكل ده هو الهوي بيعلي إحساسنا كده... صدقني خلاص صدقت إني انا حبيت دلوقت...وما كنتش أعرف قلبي هيحبك كده.

ثم جلست علي سريرها وشردت فجأة :طب وبعدين لازم تعرف يا حسن أنا مين ، صحيح لسه ما ينفعش أقدمك ليهم دلوقتي بس لازم تعرف ، بس أقولهالك إزاي؟

وجلست تفكر هكذا حتي غلبها النعاس علي هيئتها تلك  .

أما حسن فعاد لمنزله و نظر نحو أمه و أخته فعلم من هيئتهما أن هناك أخبار قد نقلت وقد وصلت قبله فسلم ودخل حجرته دون حوار أخذ حمامه و تمدد في سريره يسترجع كل لحظة معها ويبتسم فاليوم هو أسعد أيام حياته ولسان حاله يقول:
ضحكت يعني قلبها مال وخلاص الفرق ما بينا اتشال
يلا يا قلبي روحلها يلا وقول اللي ممكن يتقال
مستني إيه بعد الضحكة دي الضحكة فتحالك سكة
مش هي دي اللي انت عشقها وبآلها ياما شاغلة البال.

و في الصباح استيقظت جميلة وقد أصيبت بنزلة برد وحمي وشديدة فأرقدتها في فراشها عدة أيام.

أما هو خلال تلك الأيام ينتظر وينتظر ولم تأتي ولم يعلم عنها أي خبر وكاد عقله أن يجن.
لماذا لم تأتي؟؟؟؟ماذا حدث لها؟؟
كيف لم أطلب منها يوماً رقم هاتفها المحمول؟؟
إهدأ يا حسن لعل السبب خيراً ، كيف ؟ كيف؟؟؟
كيف أهدأ وقد مضت علي عدة أيام دون رؤياها؟؟؟
وكالعادة فتحي يتابع من بعيد لكن لا يحاول الإقتراب الآن وتحسنت حالة جميلة و قررت النزول فقد توحشت حسن كثيراً واشتاقت إليه ومؤكد أنه ينتظر علي أحر من الجمر..... علي نار الشوق.

وفي الورشة كان حسن وفتحي يعملان و حسن طبعاً في قمة غضبه و الإقتراب منه حالياً يحتاج لمجازفة كبيرة وجاءتهم مني.

مني:السلام عليكم ورحمة الله.

فتحي:وعليكم السلام ورحمة الله ،  إيه اللي جابك؟

مني:والله ! دي كلمة تتقال؟؟!!

فتحي:مش قاصد يا روح الروح ، بس في إيه؟

مني:مش جايالك أصلاً ، يا حسن ، يا حسن .

فتحي:ما بلاش حسن الساعة دي.

مني:يا حسن.

حسن:ما قالك بلاش حسن.

مني:ماما بتتصل بيك م الصبح مش بترد عليها ليه؟

حسن:آه ماسمعتوش.

مني:طب بتقولك جبت المعاش؟

حسن:ما روحتش ف حتة يا مني ، هبقي اروح بكرة ولا بعده ، عايزة حاجة تانية؟؟

مني:خلاص خلاص.

فهمست لزوجها:هي لسه ما ظهرتش برضو؟؟

فتحي:لسه.

مني :مش كان خد رقمها وارتاح و ريحها.

حسن:في حاجة يا مني؟؟

مني:لا تسلم يا خويا.

حسن:طب عل البيت.

مني:أصلي بتحايل علي فتحي عشان بآله كتير ما خرجنيش.

فتحي:هي كده؟؟!!!

مني:آه.

حسن:طب ودي البت لأمي وجهزي نفسك و هو ساعة ولا اتنين و يبقي ياخدك يمشيكي ف أي حتة.

فتحي:وانا مال أهلي انا بتورطني ليه؟

حسن:بورطك يا جزمة قديمة؟!! مش كنت هتموت عليها زمان دي ؟!  والله كلمة زيادة لخليها تبات إنهاردة ف حضن توحة.

فتحي:لا وعلي إيه ،  الطيب أحسن.

مني:تعيش يا خويا يا أحلي ابو علي ، ربنا يريح بالك ويفرح قبك يا غالي.

حسن:آه دي هتشتغل لوك لوك ،  يبقي مفيش خروج وهبيته ف الورشة.

مني:خلاص خلاص. 
     وانصرفت.

فضحك حسن وقال:ربنا يسعدكم ، معلش يا فتوح استحملني شوية.

فتحي:وإيه الجديد ماانا مستحملك علي طول.

فرد عليه بمزحة:لا والله  ! أفرجك؟؟!

فضحكا ثم وصلت جميلة بالتاكسي ونزلت بهيئة السائقة فرآها حسن و تهللت أساريره ثم عاد وجلس و علي وجهه بعض الغضب.

جميلة:إزيك يا فتحي؟؟

فتحي:هل هلالك ،  إيه الغيبة دي؟

فقالت وهي تنظر لحسن :و الله كنت تغبانة وسخنه وراقدة ف السرير من يومها.

حسن:و هو ينفع يا جميلة مانعرفش عنك حاجة؟؟

فتحي:هي مين اللي جميلة؟!!!!!

جميلة:أنا ، اسمي كده ، في اعتراض؟؟

فتحي:إزاي ؟! قصدي سبحان الله ! قصدي وماله !!

فضحك حسن من فتحي ثم قال لها:طب إيه رأيك نروح ف أي حتة بعيد عن الورشةو بعيد عن فتحي...هه ؟

جميلة:طبعاً.

ثم قالت بدلال:المهم ما تبقاش زعلان.

فوجم فتحي وفرغ فاه ببلاهه.

حسن:ما قلنا بلاش كده ف الورشة ،  طب يلا بينا ،  فتوووووووح  ، ماتنساش ميعاد الجماعة أحسن انت عارف.

وغادر حسن وجميلة ولازال يقف فتحي فارغ فاه لا يفهم شيئاً وأعطت جميلة مفتاح التاكسي لحسن فقاد السيارة وسار بعض الوقت حتي وصل لمكان علي البحر وركن هناك و نزلا وجلسا.

حسن:هه ! إيه رأيك ؟ مبسوطة؟؟

جميلة:أوووووي ، المكان حلوووو أوووووي ،  و الأحلى إني معاك.

خسن:طب ما تعمليش كده تاني ولازم تديني رقمك ضروري ، كنت هتجنن عليكي وحشتيني... أوووووي.

جميلة:وانت أوي اوي ، حسن كنت عايزة أكلمك شوية عن أهلي.

حسن:انت وبس اللي تهميني...

ثم نزع نظارتها و نظر داخل عينها وأكمل:عمري ما حسيت بحد كده ،   ولا حتي المرة اللي فاتت ،  خطفتيني ، برجلتيني ،  حتي من قبل مااعرف شكلك ، ودلوقتي غرقتيني ف بحر عيونك الحلوين دول ، بس معلش استنيني شوية كمان اظبط حالي و ابقي ملو هدومي ،  أنا يادوب لسه بوقف الورشة علي رجلها ،  و عقبال مااقف علي رجلي وأقدر هاخد وقت يمكن سنين.

فمسكت يديه بشدة وقالت:وأنا جنبك ومعاك إيدي ف إيدك وكتفي ف كتفك ،  هفضل مستنياك مش مهم أد إيه ،  المهم نوصل ، نوصل سوا ، بس في حاجات لازم تعرفها عني.

فابتسم و رفع يديها وقبلها وهو ينظر في عينها ثم قال:ششششششش.....جميلة أنا ب....

و رن هاتفه فجأة ،

ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن المتابعة،
NehalAbdElWahed

( حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة السادسة

                 (بقلم : نهال عبدالواحد)

ورن هاتف حسن فجأة فابتسم إليها ثم نظر للهاتف متأففا و رد:أيوة يا سارة،  في إيه ؟ فتحة كبيرة يعني ؟! وأبوها و أمها ؟طب خلاص ، جاي جاي حاضر علي طول ، مع السلامة.

جميلة:في إيه؟؟

حسن:منة بنت مني وفتحي وقعت و اتفتحت دماغها ، معلش بأه ، لازم أروحلهم.

جميلة:ما يهمكش يلا نلحقها.

و أسرعا وركبا التاكسي حتي وصلا ونزل حسن لإحضار إبنة أخته أما جميلة فتولت كرسي القيادة وما أن نزل حسن بالطفلة حتي انطلقت جميلة بالسيارة و سارت بعض الوقت حتي وصلت إلي مستشفى فاخرة في حي راقي و ركنت.

حسن:في إيه ؟ إيه اللي هيجبنا هنا؟!!

جميلة:اطمن كله هيبقي تمام.

و خلعت نظارتها و فكت شعرها ونظرت تحت مقعدها فمسكت كيس فيه جاكت فخلعت القميص وارتدت الجاكت ثم فتحت تابلوه السيارة وأخذت حقيبة صغيرة و زجاجة العطر الخاصة بها فرشت لنفسها حتي أن قليلاً من العطر جاء في كم حسن ثم نظرت في المرآة مرة أخرى و هندمت هيئتها ثانية وحسن كل ذلك متابعا في دهشة و إعجاب معاً فقد فاق جمالها كل تصوراته فنزلت مسرعة و هي تشير إليه فنزل وهو لازال مغيبا و يحمل الطفلة ويشعر بقلق وغموض و نوعاً ما ببعض البلاهة حتي وصلت داخل إستقبال المستشفى فتحدثت بأسلوب راقي :مساء الخير من فضلك دكتور عزت موجود؟؟

الفتاة:أهلاً وسهلاً آنسة جميلة ، أيوة موجود.

جميلة:اطلبيه بليز.

فطلبته و أعطتها سماعة الهاتف فقالت جميلة :آلو ،  ايوة ياخالو ، أنا جميلة ، عايزاك حالاً ف الريسبشن  ناو بليز.

ثم أعطتها السماعة وإلتفتت إلي حسن وقالت:اطمن كله هيبقي تمام.

فنزل خالها و سلمت عليه و يبدو أنها تحدثه عن الطفلة وكانت تشير نحوها فجاء الطبيب و نظر في الجرح ثم تحدث بأسلوب متعجرف:ورايا ، فاضينلك احنا بأه يا ست جميلة وفاضين لحالاتك كل شوية.

جميلة :بسرعة ياخالو ، عايزة الخياطة تجميل بليز وماتنساش الكريم.

ودخلت معه جميلة وكانت تهدهد الطفلة أثناء تخييطها و تلاعبها حتي لا تبكي حتي انتهي الطبيب من كل شيء و أعطاها كيس فيه الدواء فحملت جميلة الطفلة وأعطت المفتاح لحسن ليقود هو وظلت تحمل الطفلة و تضمها إليها حتي هدأت و نامت .

ولاذ الصمت منذ أن خرجوا من المستشفي حتي وصلوا فنزلت و نزل حسن و أخذ منها الطفلة وقال دون أن ينظر لها :ألف شكر لحد كده روحي انت كفاية عليكي.

وانصرف حسن دون أن ينتظر أي رد من جميلة...

كانت هيئة حسن غامضة بالنسبة لجميلة فلا تفهم ما به وما سر تغيره هكذا ربما من مفاجأته لما حدث لإبنة أخته ، ستعود إليه من جديد في اليوم التالي سيكون حتماً أفضل.

و بالفعل جاءت في ظهيرة اليوم التالي لكن في هيئة جميلة العادية وسيارتها الخاصة التي كثيراً ما حيرت حسن صدماتها فلم يعد هناك داعي لهيئة السائقة.

وصلت ونزلت عند الورشة و ما أن رآها فتحي حتي أقبل مبتسماً قائلاً:أهلاً وسهلاً يا ست الكل ،  تحت أمرك يا فندم أي خدمة.

جميلة:إزيك يا فتحي ؟ بنتك عاملة إيه إنهاردة ؟

فتحي واجما:هه ! بنتي ؟! هو انت جمال ؟! قصدي جميلة؟؟!!!!

جميلة:حسن هنا؟

فتحي:ده لو مش موجود نوجده.

وكان حسن بالداخل فدخلت جميلة و خلفها فتحي في حالة من الوجوم و الإنبهار بشكل جميلة الحقيقي.

جميلة:إزيك إنهاردة يا ابو علي؟؟

حسن:أهلاً وسهلاً يا هانم ، خير ؟!  خبطتي عربيتك تاني وعايزة تتصلح ؟ ولا...ولا جاية تكملي تمثليتك؟؟

جميلة:مالك ياحسن ؟ دمك تقيل كده ليه ؟  بطل بواخة بأه.

حسن:معلش يا هانم استحمليني شوية ، عارف إني مش أد المقام ، بس مش انا اللي يتضحك علي.

فتحي:في إيه يا حسن ماتظبط الكلام .

حسن:بس انت دلوقتي ، بصي يا هانم معلش روحي اتسلي ف حتة تانية ،  ده مكان أكل عيش ،  و كفاية كدب وغش لحد كده.

جميلة:آااااااااه ! أنا ما كدبتش عليك يا حسن ولا غشيتك ، أنا حبيتك بجد ، وانت كمان.

حسن:من فضلك اتكلمي عن نفسك وبس.

جميلة:تمام ، أيوة أنا جميلة سراج التهامي بنت رجل أعمال كبير ، وطول عمري ف مدارس لغات و متخرجة م الجامعة الألمانية ،  لكن كل اللي حواليا ناس تافهه و بتاعة مصلحتها ما تعرفش لا تحب ولا تود ، زهقت م حياة النوادي و الدفليهات و كل التفاهات دي ، و اختارت لنفسي حياة تانية اتمردت بيها علي وسطي ،  اختارت أكون سواقة تاكسي ،  قربت م الناس ، ناس بعيدة عني أوووووي ، و دخلت حياتهم وعشت مشاكلهم ، مشاكل بجد ، واحد أمنية حياته يدخل ابنه مدرسة ومش عارف ، و واحد مش لاقي شغل ومسئول عن كوم لحم ، و يا ما ويا ما كنت بنغمس معاهم وافكر معاهم واحل مشاكلهم علي أد قدرتي وأحس أخيراً إني عملت حاجة مفيدة وبأه لي لازمة ف الحياة.

حسن:بصراحةانت ساعدتيني و وقفتي جنبي بزيادة تشكري و الله ، كتر خيرك اتفضلي بأه.

جميلة:انت ليه كده ؟ ليه مصمم تعيش دور الضحية طول الوقت ؟ المرة اللي فاتت انت اختارت غلط و سمحت لحد يلعب ف أفكارك و انت مشيت وراها مع إن الحل كان أدام عينيك طول الوقت ، كل اللي عملته إني شاورتلك عليه ، حسن انت فعلاً موهوب و تقدر تعمل حاجات كتير ، و قلتلك أنا معاك إيدي بإيدك و هستناك مهما طال الوقت وعمري ما هيأس المهم نوصل واحنا مع بعض ونبقي لبعض ف الآخر.

حسن:متشكر جداً لهدماتك بس مش أنا اللي أعيش عالة علي واحدة ست و استناها تصرف علي ولا تساعدني.

جميلة:ما تفهم صح بأه يا أخي.

حسن:خلص الكلام واتفضلي من هنا يا بت الناس...  اتفضلي ده لا مكانك ولا قيمتك.

جميلة بصدمة:حسن ، انت بتقول إيه؟؟؟

حسن بإنفعال شديد:اتفضلي من هنا.

وأعطاها ظهره فالموقف شديد للغتية ومؤلم له ولم يستطيع فقد بدأت دموعه تسيل ولا يحب أحد أن يري لحظة ضعفه خاصة هي.

بينما هي كانت دموعها تسيل بالفعل نظرت نحوه بعض الوقت ثم غادرت الورشة.

ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة ،
NehalAbdElWahed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي