رواية-العوض الجميل - الحلقات16:18- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
( العوض الجميل)
الحلقة السادسة عشر
بقلم :نهال عبد الواحد
لاحظ وليد اضطراب تنفسها كأنها تنهج بشدة ، لا إنها تمسك برقبتها و كأنها تختنق... ربما تري كابوس ؟!!
وبدأت في الصراخ.
اقترب منها وليد مسرعاً وجلست ولاتزال تصرخ وتبكي بهيستريا وفتحت عينها فوجدته أمامها فكانت تصرخ و تفتش فيه وهو لم يدري عم تفتش لكنه فجأة جذبها نحوه وضمها.
نعم ضمها أخيراً ، ربما تهدأ ظل هكذا لفترة ولازالت ترتجف بين يديه وتبكي حتي مر بعض الوقت وهدأت.
حقيقة هو من يحتاج لذلك القرب فلأول مرة يتمكن من ضمها إليه.
بدأت تهدأ شيئاً فشيئاً فأعطاها بعض الماء فشربت رشفات قليلة وعادت بظهرها للخلف تتلاقط أنفاسها و تتنفس بعمق وهي مغمضة العينين .
وفجأة فتحت عينيها كأنما عادت للواقع فجأة فوجدته جالساً أمامها وظلت تنظر إليه.
فمسك يدها وقال:هه !! هديتي شوية ؟؟
وفجأة انتبهت لحالتها وهيئتها فوضعت يديها علي كتفيها ثم جذبت الغطاء عليها وهي ترتجف من جديد.
وليد:اهدي من فضلك ،اهدي عشان نتفاهم.
شفق:نتفاهم علي إيه ؟؟ أخيراً هتقرر تعبرني!! ولا.. ولا قررت تنهي الحكاية كلها ؟!!
وليد:مش هلومك عشان جيت عليكي كتير ومش عارف ألاقي عذر ولا مبرر بس زي ماانت تعبانة أنا كمان تعبان ،كنت محتاج لوقت استوعب فيه ، بتخبط وعايش في صراعات جوايا ، عايز أقرب بس خفت من صدمة منك وعشان حبيتك أوووووي توقعت الوجع هيكون اوي.
شفق:فسبقت انت وقبل مااوجعك وجعتني !
فهز رأسه بأن نعم في إستحياء ثم قال:بس توهت وتعبت أكتر و وجعت نفسي أكتر وأكتر ، لحد امتي هنفضل كده ؟؟!!
شفق:للأسف ما عنديش إجابة ، ده انت حرمت علي حتي إني أحاول أقرب.
وليد :ندمان وغلطان وعرفت إني غبي ومتخلف كمان.
شفق:لا ما تقولش علي نفسك كده، ده انت أحسن راجل.
فابتسم وقال:لسه قادرة تدافعي عني ؟!!!
شفق:عشان عمري ما عرفت أشوف راجل غيرك بس انت اللي مش فاهم.
وليد:ما بقول غبي وحمار.
شفق:وانا باقول ما تقولش عن نفسك كده.
وليد:لسه قادرة تحبيني ؟؟!!!
شفق:وعمري ما بطلت ولا هبطل حتي لو كان آخر يوم بينا.
وليد:آخر يوم!!!! انت مش عايزة تكملي ؟!
شفق:أنااا !! أنا مش عايزة أفارقك غير يوم موتي.
فجذبها نحوه فجأة وضمها إليه وقال:ما تقوليش كده بعد الشر عنك ده انت لو جرالك حاجة..... مش عايز اتخيل ولا افكر.
شفق:طب بتعمل في كده ليه ؟؟اللي ما بيجربش حاجة بيكمل من غيرها وخلاص بيبقي راضي ، لكن...
وليد:خلاص بأه حقك علي.
ثم وجهها بيديه ونظر في عينها وقال:خلاص مش هزعلك تاني وده وعد.
شفق:خايفة أصدقك.
وليد:لا صدقي المرة دي ، هه! صافي يالبن ؟!!
فابتسمت إليه وهزت برأسها أن نعم فضمها إليه من جديد ثم شعر بشيء يبلله فنظر إليها فوجد دموعها تسيل فمسحها بيده و أخد يتأمل وجهها كثيراً حتي أن صوت أنفاسها يرتفع و ضربات قلبها تتلاحق.
ظل ناظرا إليها ثم مسك خدها برقة واقتطف أول قبلة فذابت فجأة وكادت تفقد وعيها......
وفي الصباح تحاول شفق أن تفتح عينها لكنها كغارقة في بئر عميق تشعر بشعور ما بين اليقظة والنوم فلا تدري هل نائمة أم مستيقظة تحاول جذب جفونها لتفتحها لكن يبدو أن الأمر صعباً.
تشعر بأذرع دافئة تطوق جسدها وبأنفاس قريبة منها للغاية، ثم صوت طفلة تنادي.
كانت شفق تطرق علي الباب وتناديها :مامي ! مامي ! الباص جه، كل ده لسه ماجهزتيش ؟!! يا ماااامي !!
وهنا انتبه وليد لصوتها فاستيقظ فوجد حبيبته تنام علي صدره العاري و يحتضنها بقوة كأنما يخشي فراقها فنظر نحوها وابتسم وهو يرفع شعرها من علي وجهها لكن طرق شفق وندائها يزيد.
وليد:إيه يا فوفا؟
شفق:صباح الخير يا بابي ! هي مامي لسه بتلبس ولا إيه ؟؟ الباص وصل.
وليد: صباح الفل يا عيوني، مامي نايمة.
شفق:إيييييه ؟؟؟
وقد تزامن ذلك مرور هالة فاستوعبت الموقف وابتسمت وقالت:خلاص يا فوفا انزلي انت عشان ما تتأخريش مامي تعبانة و نايمة ومش هتقدر تنزل يلا حبيبتي.
نزلت شفق مسرعة وابتسمت هالة بسعادة و تنهدت بفرحة ثم نزلت تتجه نحو المطبخ لتصدر أوامرها بأن يكونوا علي إستعداد لإعداد إفطار خاص .
وداخل الحجرة لازال وليد يعبث بشعرها وهي لازالت تقاوم النوم تود أن تستيقظ وتبدأ لتفتح عينها فتلمح بطرف عينها جسد رجالي يلتحف معها غطاءها فانتفضت فجأة وهي ترفع شعرها بيديها فوجدته هكذا بجوارها وهي تجذب الغطاء إليها و وجمت قليلاً ثم قالت بتردد:هو....هو ده انت بجد؟؟!!! آه دماغي !!
ومسكت برأسها و وليد ينظر إليها ويضحك بشدة ثم نظرت ناحية النافذة وانتفضت ثانيا وقالت:هي الساعة كام ؟؟؟ الباص !
وليد:ممكن تهدي ! الباص مشي ، إنهاردة أجازة.
شفق:بس أنا مااخدتش أجازة.
وليد:لا خدتي ، ثم غمز لها وقال:عمرك شوفتي واحدة تروح شغلها يوم صباحيتها ؟؟!!!
فتورد وجهها خجلا وهو لازال يضحك من هيئتها.
ثم قالت : وليد انت ؟؟
فضمها إليه وقال :مالك فيكي إيه بس ؟؟!!!
فأخذت نفساً عميقاً يم قالت:ممكن ما تحاولش تعاقبني ببعدك عني تاني !
فقال وهو يضمها أكثر :عمري يا عمري ،خلاص حرمت والله، ده حتي اللي بيرمي النعمة ربنا بيزيلها من وشه وانت بأه أحلي نعمة وأحلي وأجمل عوض ربنا بعتهولي ، هه!! لسه مصدعة ؟؟
شفق:مش عارفة مالي! مش مظبوطة كده.
وليد:يبقي نظبطك.
وجذب الغطاء نحوهما.
وقبيل الظهر كانت هالة قد أمرت بإعداد الإفطار وصعدت به الخادمة معها فطرقت هالة الباب ونادت علي وليد فانتبه لصوت أمه.
وليد:أيوة يا ماما !
هالة :الضهر قرب يا حبايبي ، الفطار جاهز و أدام الباب.
فضحك وليد بمليء فمه و قال:تسلميلي يا ست الكل.
هالة:أنا هسيبه برة وأطلع انت خده هه.!!
انصرفت هالة واستمر وليد في ضحكه وقام وارتدي ملابسه وفتح الباب وادخل الإفطار وأغلق الباب من جديد ونظر فوجد أصنافا عديدة.
ذهب وليد مجدداً بجانب زوجته لييقظها ، كان يتلمس وجهها ثم جذبها جذبة خفيفة من أنفها ففتحت عينها فابتسم لها وغني قائلاً:
أدام عينيا اللي حلمت بيه
هو اللي غير في عيني الحياة
أول ما قلبي شاورلي عليه
حسيت كأنه ما صدق لقاه
الله علي جماله في كده الله
أنا قلبي كان ف حاله شاف عيونه تاه
إن شا الله أعيش حياتي كلها معاااااه
فاتكأت وابتسمت وقالت:ده إيه الدلع ده كله ؟؟!!
وليد:تحت أمرك يا ملاكي !!
شفق:صوتك حلو علي فكرة.
وليد:آه ما أنا عارف.
فضحكت فأكمل :مش غرور والله أنا طول عمري كنت بغني وكنت عامل فرقة مع اصحابي كنت بغني وبلعب جيتار بس لما بابا اتوفي سيبت كل حاجة ومسكت الشركة.
شفق:اممممممم !!! يبقي فوفا طالعة لك!!
وليد:أييييييييوة !!
شفق:طب والزرع ؟؟
وليد:أنا أصلا بكالوريوس زراعة واشتغلت في المقاولات عشان شركة بابا ، بس ده ما يمنعش إني بحب الزرع و احب اعتني بيه بنفسي، جنايني بأه!!
فضحكت وقالت :لسه فاكر!!
وليد:يلا قومي عشان الفطار جاهز يا مولاتي.
وأشار ناحية الطعام.
شفق:إده هنفطر هنا ؟! طب وماما !!
وليد:إنهاردة مفيش غيري وبس ، وبعدين ماما هي اللي مطلعاه أصلا، إنسي إنك تخرجي من هنا إنهاردة.
شفق:معقول هنسيبها لوحدها اليوم كله ؟!!
وليد:ماما دلوقتي هتلاقيها في ذكرياتها مع الحاج، أفتكره الله يرحمه كان بتيجي عليه أيام يختفي هو وماما ويطلب الأكل يطلعله بالتليفون وهو يادوب يفتح ياخد الأكل وبعد كده يطلع الأطباق فاضية، وأنا أول مرة أجرب اعملها ، يلا قومي بأه.
شفق:طب ممكن أطلب طلب !
وليد:آااه ابتدينا!!
شفق:بجد بأه!
وليد:قول يا حبيبي.
شفق:عايزة ألبس جاكت بيجامتك !
فقال بخبث:اشمعني ! شكلك طمعانة فيه ، صح؟!!
شفق:نفسي البس هدومك وتكون دافية مكانك و فيها ريحتك فاحس إنك حاضني علي طول.
فاحتضنها وقبل جبهتها ثم خلع الجاكت وأعطاه لها فارتدته ثم أخذ بيدها وأجلسها وجلس بجوارها وبدءا يأكلان وهو يطعمها بيده وهي تفعل كذلك ويتحدثان ويتسامران ويمزحان و يضحكان.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة السابعة عشر
بقلم :نهال عبد الواحد
مرت أيام و أسابيع ولا يزداد وليد وشفق إلا قرباً و عشقاً وتفاهما وكل منهما يتفنن في إسعاد الآخر.
ورغم استمرار كلا منهما للذهاب لعمله إلا أن وليد قد أصبح يعود للبيت قبل مغادرة شفق وابنته للمدرسة الإفطار معهما كما أنه اعتاد المجيء للغداء معهم وأدمن إطعامها بيده كما تفعل هي معه لكنه يضطر لإطعام ابنته أيضاً.
لقد تغير وليد كثيراً بشكل هو نفسه لايصدقه فقد صار لعائلته وقت من حياته سواء خارج أو داخل البيت.
ولم يعد يتصور أن هناك أي شيء يبعده عن زوجته وحبيبته بشكل لم يتخيله من قبل فقد تأكد أنه لم يحب ولم يتزوج قبلها فلم يذق حباً ولا حناناً قبلها من تعطي بدون مقابل من تحبه هو وكل سعادتها في قربه هو و ليس أي شيء آخر.
وذات ليلة كانت شفق تنتظر وليد في الحديقة بجانب حوض الزهور الذي شهد بداية حبهما فوقفت تتنفس عبيرها بعمق و تشرد في ذكرياتها معه و بعد قليل جاء وليد فرآها فذهب إليها وسلم عليها بشوق شديد.
وليد:حبيبي واقف في البرد ليه ؟
شفق:بستني حبيبي.
فاحتضنها بشدة ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة فتحها فإذا بها خاتم وألبسه لها وقبل يدها.
وقال:كل سنة وانت حبيبي.
وقبلها.
شفق بسعادة بالغة :جميل أوووووي ، وكتير أوووووي.
وليد:بأه ده كتير أوووووي!! دي أول هدية أجبهالك من يوم مااتجوزنا.
شفق:انت هديتي يا حبيبي ، عارف! أنا حاسة إني بكرة هكمل أول سنة ف عمري مش 35 سنة.
ثم غنت بدلال : روح ربنا يخليك ليا
ويحلي صورتك ف عينيا
أنا فين ألاقي الحنية
اللي انت جيت و ادتهالي
روح ربنا ما يوم يبعدني
عنك يا من روحي واخدني
م الدنيا إيه هيعوضني
لو سبتني حتي ثواني
فابتسم وقال:اممممممم ! وبعدين ف المنافسين دول بأه !!!!
فضحكت فنظر لها وقال:أول مرة شوفت عنيكي فيها و خطفتني أوي و بآيت مدمن عنيكي ، بس انت وقتها بأه كنتي علي طول بتبصي للأرض، كنتي عايزة تهربي مني ؟!!!!
شفق:المهم دلوقتي مع مين وف حضن مين؟؟
وليد:ملاكي حبيبي ملكي أنا وبس ولا يمكن يتساب.
ثم دندن وهو يتمايل بها وهي بين ذراعيه :
ده لو اتساب لا ده انا يجيلي تعب أعصاب
ده لو اتساب ليلة ليلتين أنا أعيش في عذاااااب
طب واعمل إيه؟؟؟؟؟؟
في دقيقتين ده بيقتلني وياخد العين
عيني يا ليل لا كده جنان لا ده مش إعجااااااااب
طب و اعمل إيه ؟؟؟؟؟؟
أنا عمري ما حد خطفني كده ده أخدني حبه حبه
في حاجات مش ممكن تستخبي ما بين اتنين احبه
في دلع متشال لحبيبي وحنية من غير حساااااااب
طب واعمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟
الليلة فوق عدي قمر من كتر الشوق
شدني ليه كل مااقرب منه برووووق
طب واعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟
فضحكت فنظر نحوها رافعا حاجبيه ثم حملها علي فجأة و ذهب بها.. وصوت ضحكاتهما يعلو يشق سكون الليل.
وفي الصباح استيقظت وذهبت لعملها ومعها الطفلة وحصة بعد حصة ذهبت تجلس شفق إستراحة في حجرة المدرسين فجاءها مرسالا من المديرة وكانت تحبها وتكن لها كل تقدير وما أن وصلت للمكتب وطرقت الباب و دخلت فوجدت وليد جالساً ينتظرها فارتبكت قليلاً.
المديرة:تعالي يا شفق ، مالك ؟
كان وليد ينظر لها مبتسماً بنظرات يغازلها بها وهي تحاول تجنبها فذلك ليس وقته ولا مكانه.
المديرة:انت انهاردة خلصتي جدولك مش كده ؟؟
شفق:أيوة فعلا، بس في حصص لبعض الزملا هيدخلها مكانهم ، أصل عندهم ظروف خاصة.
المديرة:لا معلش ما تخشيش مكان حد ، انت معانا هنا من سنين وعمرك ما غيبتي و دايما بتخشي حصصهم ، يوم ماغبتي ما حدش دخل مكانك ، يبقي خلاص يا شفق حصصك وبس.
شفق:حاضر هحاول يا فندم.
المديرة:المهم دلوقتي البشمهندس استأذن وعايزك ف مشوار تقدري تتفضلي معاه.
كانت شفق واجمة لكن وليد أسرع وجذبها من يدها وهو يقول للمديرة :ألف شكر ، بعد إذن حضرتك يافندم.
وخرج وليد ولازال يمسك يدها فتلفت حوله قليلا ثم قبلها فجأة علي خدها.
فتفاجئت وشهقت :هه! وليييييد!! إحنا ف المدرسة!
وليد:وأنا جوزك ، لما تشوفيني بعد كده تسلمي علي مش تبلمي.
شفق:أدام المديرة يعني!!
وليد:ولو أدام الوزير.
فضحكت ضحكة تكتمها بيدها وسارا الإثنان معا و ركبا السيارة وغادرا.
شفق:بس إيه اللي طلعها ف دماغك وسيبت شغلك وجيتلي ؟!!
وليد:وحشتيني يا ملاكي وبعدين عيد ميلادك إنهاردة ولازم احتفل بيكي.
فقالت بدلال:طب ماانت احتفلت إمبارح.
وليد :وعايز احتفل تاني و عاشر ،الأول نخرج خروجة سوا سوا أنا وانت ولا حد تالتنا.
شفق:هنخرج من غير شفق.
وليد:احنا صحيح بنخرج كلنا مع بعض عادي ، بس فوفا لازم تفهم إن من حقنا في خروجة لوحدنا كل فترة وتتعود علي كده.
شفق:أخاف تزعل ، البنات بتتعلق بباها أوي.
وليد:ما تخافيش.
شفق:خلاص تبقي خروجة صغيرة عشان تعرف إن الخروجة الحلوة بتكون معاها وبس.
وليد:انت ما بتعرفيش تفكري ف نفسك أبداً !!! وبعدين بالمناسبة ما تاخديش حصص زيادة من حد كفاية عليكي شغلك وبس وماتقوليش زمايلك وماعرفش إيه ، انت ما تعرفيش دول قالوا عليكي إيه وهم معزومين ف فرحك.
شفق:سمعتهم.
وليد:وعادي كده!! عامليهم زي ما بيعملوكي.
شفق:لو عملت كده هبقي أسوأ منهم، لو كذبت علي اللي بيكذب وغشيت اللي بيغشني و خدعت اللي بيخدعني ، هيبقي فيّ كل الوحش اللي فيهم كلهم.
فتنهد وقال:عارف إني مش هغلبك ف الكلام ولا ف عقلك وطيبة قلبك ، وعارف إن عمرك ما هتكوني كده ، بس حتي حاولي تتصرفي ببرستيج ده انت مرات وليد عوني يعني مش تشتغلي ف مدرسة لا ده أنا اشتريلك المدرسة.
شفق:تسلملي يا غالي.
وليد:بتكلم جد ، فكري واطلبي بس وشوفي انا هعمل إيه.
شفق:وانا كفاية علي إني معاك وجنبك ، ده عندي بالدنيا كلها.
وليد:طب اعمل إيه وأنا سايق كده ؟!!!
فضحكت
ثم قال :بصي بأه يا ملاكي دلوقتي انسي شفق وانسي المدرسة وانسي كل حاجة وماتفكريش غير غير في وما تقوليش غير وليد وليد وليد وليد!!
فضحكت وقالت:وليد وليد وليد وليد!!!!
فجذبها نحوه وشبك يده في يدها وهو يقود سيارته.
مرت وقتاً رائعاً وهما معاً في مكان رائع حتي عادا للبيت متشابكي اليدين و وليد ولازال يدندن فوجدا هالة تنتظرهما لكن بوجه مختلف يشوبه الغضب والقلق.
وليد:في ايه ياماما ؟؟ احنا كنا ف مشوار.
فلم ترد بل التفتت تنظر بعينيها وهما يتابعاها بعينهما هو وشفق حتي توقفوا جميعا عند نفس المشهد...
وليد:إنت.......!!!!!
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل )
الحلقة الثامنة عشر
بقلم :نهال عبد الواحد
عادا للمنزل بيدين متشابكتين و وليد لازال يدندن فوجدا هالة تقابلهما بوجه مختلف يشوبه الغضب والقلق.
وليد:في إيه يا ماما !! كنا ف مشوار.
فلم ترد بل التفتت بعينها فتابعها هو وشفق بعينيهما لحيث تنظر هالة حتي توقفوا جميعاً عند نفس المشهد.
وليد:انت.....؟؟؟!!!!
كانت تجلس امرأة جميلة قمحية البشرة وشعرها طويل مموج وبه بعض الخصل الملونة ووجها تكثر به مساحيق التجميل.
كانت هيئتها عموماً مبتذلة خاصة ذلك الثياب الملتصق فيها فلا يعلم إن كانت مرتدية أم لا.
كانت تجلس تنفخ في دخان سيجارتها وما أن رأته حتي وقفت تنظر إليه وإلي شفق ولتلك الأيدي المتشابكة.
فقالت:إيه يا وليد أنا مستنياك من بدري!!
وليد:خير يا مدام سها ؟؟!
سها:ممكن كلمتين علي انفراد.
وكانت تنظر ناحية شفق تتفحصها أما عن شفق فقد علمت من تكون ، لكنها تشعر بوليد وبدقات قلبه المتضاربة تلك فلا تعلم إن كانت من أثر المفاجأة أم ماذا ؟!!!
في تلك الأثناء نزلت شفق الطفلة مسرعة من حجرتها لتستقبل وليد وشفق.
الطفلة:بابي ! مامي !
فالتفت نحوها الجميع وانحنت شفق نحوها لتحتضنها و تقبلها وفعل مثلها وليد.
الطفلة:ينفع كده تسبيني وتمشي يا مامي؟؟؟
فالتفت نحوها بوليد بفجأة فوجدها تنظر لشفق فتنفس بعمق.
شفق:معلش يا قلبي كنت ف مشوار مع بابي.
الطفلة :كنت بحسبكم بتتفسحوا من غيري.
شفق:يا خبر!! هو ينفع نتفسح من غيرك برضو ؟!! تعالي يلا قوليلي عملتي إيه.
وصعدتا معاً بينما دخل وليد لحجرة المكتب و تبعته سها وجلست هالة مكانها في ترقب وقلق.
وداخل حجرة المكتب.
وليد:خير !!!
فاقتربت سها وتلف بذراعيها حول رقبته وقالت:بأه دي مقابلتك لي يا ديدو بعد الغيبة دي كلها!!!
فنزع يديها بقوة وقال بجدية :من فضلك ،ياريت تنجزي.
سها:مش كفاية روحت واتجوزت علي !!!
وليد:إيييه ؟!! اتجوزت علي مين ؟؟!!انت مصدقة نفسك ؟! انت طليقتي ومن سنين ، ياتري إيه اللي فكرك بي ؟!!
سها:مالك بأه دمك تقيل كده ليه ؟
وليد :ياريت تقولي عايزة إيه.
سها:إده ! شكلك لسه زعلان مني !
وليد بتأفف:اللهم طولك يا روح ! علي أساس إنك دوستي علي صباعي وانت معدية!! انت نسيتي عمايلك ولا إيه ؟ نسيتي عملتي في إيه ، ف أمي ، ف بنتك اللي استهتارك كان سبب مرضها ، وختمتيها بخيانة، إحمدي ربنا إنك لسه عايشة وما سيحتش دمك وما كنتش هاخد فيكي ساعة واحدة سجن.
فقالت وعي تحاول الإقتراب بدلال:ده انت قلبك اسود أوووووي!!
وليد:إيدك من فضلك، وياريت تقولي جاية ليه م الآخر ، وإيه شنطك اللي جيباها معاكي دي ، وياريت بسرعة عشان صبري ليه حدود.
سها:بصراحة حصلتلي مشاكل كتير واضطريت ابيع الشقة والعربية وكل حاجتي و بآيت لوحدي وزي مانت عارف مامي عايشة برة ولسه ماردتش علي.
وليد:يعني عايزة إيه ؟؟؟
سها:افضل هنا لحد ما ترد علي وتبعتلي أنا ماليش حد تاني وكل صحابي ومعارفي اتخلوا عني، وبعدين هو مش من حقي أشوف بنتي ؟؟؟
وليد:تشوفي مين ؟؟؟ بنتك!!!! بنتك اللي كتبتي علي نفسك تنازل عنها مقابل شوية ملاليم، بنتك اللي أذتيها و كان الود ودك ماتشوفش الدنيا لأن سيادتك مش عايزة دور الأم اللي هيعطل معاليكي عن خروجاتك وسهرك و صحابك ، ده انت حتي لما جت أدامك دلوقتي عينك ما اطرفتش ناحيتها ، أمومة إيه بأه ؟؟!!!!
سها:يعني هتحرمني منها ؟؟؟
وليد:قانونا أقدر لكن إنسانيا هسمحلك تشوفيها لكن مش لوحدك طبعاً ، أنا أخاف علي بنتي من أمثالك ، غلطة عمري إني خليت أمها واحدة زيك ، بس الحمد لله ربنا عوضني وعوضها بالخير كله.
سها:بس ذوقك بأه ف النازل أوي، بأه بعد ما تتجوزني أنا وتعيش معايا أنا تروح وتتجوز دي ؟!!!
وليد:إياك تنطقي إسمها علي لسانك ، واسمعي!!! انت هنا مجرد ضيفة، يعني مالكيش لا دور ولا كلمة ولا أي حاجة ، وإياك تحاولي تتعرضي لماما ولا للشفق ولا لشفق بنتي ، أظن الكلام مفهوم ؟
فضحكت باستفزاز وقالت:إده !! ده انتوا واخدين توكيل الإسم بأه ، تلاقي مامتك اختارتهالك مخصوص عشان إسمها علي اسم المرحومة بنتها ، بأه وليد عوني يتجوز دي ؟!!!!
وليد:قولت إنك ضيفة والضيف لا بيقول ولا بيعيد ولا له رأي أصلاً، تقدري تروحي الاوضة اللي جنب السلم عشان تقعدي فيها.
فذهبت وحملت حقائبه ومرت من أمام هالة تنظر إليها ثم صعدت وتابعتها هالة بنظرها في غضب شديد حتي خرج إليها وليد.
هالة:انت إزاي تسيب الحية دي هنا ؟؟؟!!!
وليد:عندها مشكلة ومحتاجة مساعدتي.
هالة:يا حنين!! انت إيه نسيت عمايلها بالبساطة دي ؟!
وليد:أنا قلت هتقعد ضيفة ما قولتش هردها.
هالة:وانت بأه خال عليك الحركات دي ؟ ما تحطش البنزين جنب النار.
وليد:ومن فضلك يا ماما ما تكبريش الفكرة ف دماغي.
هالة:والله !! شكلك مش هتجيبها البر ، بس أحب أقولك إنك لو ضيعت مراتك منك عمرك ما هتلاقي ضفرها.
وليد:أنا مش فاهم إيه لازمة الكلام ده !! عل إذنك أنا طالع أغير هدومي ، خليهم يجهزوا الغدا.
انصرف وليد وترك أمه في همها وقلقها.
أما سها عقب دخول حجرتها وقفت أمام المرآة تتطلع إلي نفسها وهيئتها ثم ابتسمت وتحدثت بسخرية : بأه دي اللي روحت تتجوزها يا وليد.. هههههههههههه ، دي ولا حاجة جنبي ، والله لفكر بكل ليلة معايا و اخليك تلف حوالين نفسك وتتمني ترجع ولو للحظة معايا، وساعتها بأه هوريك... هههههههههههه.
والله ما هاتاخدوا ف إيدي غلوتين خصوصاً أم خيمة اللي جايبها دي..... هههههههههههه.
دخل وليد حجرته فوجد شفق تجلس علي حافة السرير شاردة ولم تبدل ملابسها بعد.
وليد:إيه القاعدة دي ؟!!
شفق:هه !! لا عادي، كانت عايزة إيه طليقتك ؟؟
وليد:لا عندها شوية ظروف فهتقعد هنا لحد ما ربنا يفرجها.
شفق:ولو ما فرجهاش؟!!!
وليد:هو انتوا ا إيه حكايتكم إنهاردة معايا ؟؟!!!!!
شفق:طب الحمد لله ، مش لوحدي يعني.
وليد:باقولك ايه ، أنا ما بحبش الطريقة دي و السكة دي ما بتمشيش معايا وعمر دراعي ما بيتلوي، تمام ؟؟ حصليني بأه عشان الغدا.
فبدل ملابسه وانصرف وبدأت في البكاء ، تصادف نزول وليد نزول سها في نفس الوقت والتي يبدو أن علاقتها بالملابس علاقة سطحية فنزلا معاً يحكيان وبدأ صوت ضحكاتها يعلو.
ذهبت هالة لشفق في حجرتها و دخلت فوجدت آثار البكاء في عينها.
هالة:حلو أوي ده ! قاعدة بتعيطي حضرتك ؟؟
شفق:مش قادرة ياماما ، من ساعة ما شوفتها وأنا بتحرق من جوة ، وكمان وافق تقعد هنا!!
هالة:بأه بتتحرقي لما شوفتيها وبس ؟!! أمال لو شوفتيهم دلوقتي و هم منسجمين مع بعض وهاتك يا ضحك ولا لبسها اللي مش لبساه!! كنتي عملتي إيه ولعتي ف نفسك بأه!!! انت شايفة إن الحل إنك تغضبي و تعيطي وتنكدي علي نفسك و تفضلي قاعدة هنا؟؟!!!
شفق:أمال أعمل إيه يعني ؟؟
هالة:يا خايبة ! انت بتقدميهولها علي طبق من دهب ، دي حية و هتفضل تتدحلب لحد ما تنول غرضها و وليد عنيد و ممكن يتصرف أي تصرف غبي عشان يعند وبس.
شفق:انت كده بتخوفيني أكتر، بس بس وليد بيحبني.
هالة :فعلاً وليد بيحبك وبيحبك أوي كمان ، عمري ما شوفت ابني ف حالته دي أبداً ولا حتي أيام ما كان متجوزها ، بس ما ينفعش تبعدي كده لازم تفضلي ف النص بينهم عشان ما ينساش وجودك مش تقفلي علي نفسك وهاتك ياعياط ، عمره ما هيجي بالضغط و هيعمل العكس عندا فيكي لو حس إنك بتقيديه ولا بتلوي دراعه، لازم تبقي واثقة ف نفسك، ده مفيش أي وجه مقارنة بينكم ده انت تمسحيها مسح.
شفق:يعني وليد ممكن ينسي كل حبنا ده ويرجعلها من تاني ؟!!
هالة:ظهورها ده بصرف النظر وراه إيه أكيد صحي ف وليد ذكريات معينة ممكن كان نساها فعلا ماهو برضو أكيد كان في حياتهم أوقات سعيدة و هو ده اللي هتلعب عليه وما ينفعش تسبيها تلعب لوحدها لازم تفضلي معاه عشان ما يعرفش يحن تاني ، ونصيحة من أم مفيش واحدة تآمن لراجل مية ف المية أبداً، بس لازم تعرفي تلعبيها صح وانت كده كده ف قلبه و قلبي وقلب بنته يعني تكسبي فكري بعقلك وهدي الغيرة شوية عشان مش وقتها ، هحاول اعطل الغدا و اتمني الاقيكي معانا.
وقبلتها وتركتها.
ظلت شفق في حيرة وتردد هل يمكن لوليد العودة لطليقته مرة أخرى ؟؟؟
هل كان حبه لها أقوي من كل المشاكل التي حدثت فسيحن ويعود إليها ؟؟!!
أم أن حبه لها هو الأقوى و الأعمق وسيلجم وليد ؟؟
تكاثرت الأفكار و لازالت تفكر في ماذا تفعل ؟؟؟؟
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق