رواية-العوض الجميل - الحلقات13:15- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات
( العوض الجميل)
الحلقة الثالثة عشر
بقلم :نهال عبد الواحد
نزلت شفق من السيارة و تشعر بدوار شديد من وقع ذلك الكلام المهين عليها ولا تدري كيف تتصرف ؟؟
هل تهرب منه ؟؟؟
لكن ما مصير شفق إبنته ؟؟إنها متعلقة بها.
كيف لها أن تصمد بين كل هذا ؟؟
هل وليد فعلا بتلك البشاعة ؟؟؟
هل يمكن لمحب أن يتحول هكذا ؟؟؟
ماذا جنيت وما ذنبي لم أعاقب علي ما لم أقترف ؟؟
أستغفرك ربي وأتوب إليك اللهم لا إعتراض علي قضاءك لكني بشر ضغيف ، ربي تولني وكل أموري واكتبلي الخير وقويني يا الله، قويني يا الله.
كانت لاتزال واقفة بجوار السيارة شاردة أو تحاول إستعادة توازنها لكنه ناداها وصعدت معه بالفعل وتكتم دمعها وترسم إبتسامة مزيفة علي وجهها و يمسكها وليد من يدها التي ترتعش بشدة و يتصنع الإبتسامة هو الآخر ويشعر بذلك الإرتعاش ولا يعرف إن كان من وقع كلامه أم لازال له تأثير عليها.
كانت شفق فاشلة فشل ذريع في التمثيل فما أن دخلت وسلمت علي هالة حتي إستطاعت هالة قراءة الحقيقة بسهولة.
وليد:خلاص يا مامز إتصالحنا و الفرح هيكون ف ميعاده وكله تمام.
هالة وهي تتصنع أنها صدقت :الحمد لله ألف مبروك يا حبايبي ، ربنا يتمم بخير و يؤلف بينكم دايما.
مر بعض الوقت وبدأت شفق تستيقظ وما أن رأت شفق حتي قامت فرحة و تعلقت في رقبتها.
شفق الطفلة :ما تسبينيش تاني يا مامي، كنت عايزة تمشي وتسيبيني!!!
شفق:أنا لأ خالص ، أنا بس كان عندي مشوار.
شفق الطفلة :بس بابي......
شفق:بابي كان بيهزر معاكي بس هزاره تقيل شوية ،إوعي تكوني زعلتي منه.
شفق الطفلة :بس ده زعقلي جامد أوي و خوفت منه.
شفق:يا خبر!! حد يخاف من بابي ، زي ما قولتلك هو بس كان بيهزر معاكي ، والدكتور قاله ما تهزرش كده تاني عشان فوفا القمر تفضل تحبك ، صح يا بابي ؟!!
وليد:آه طبعاً !!
شفق الطفلة :يعني انتو مش متخانقين ؟!!
وليد:لأ خالص.
شفق الطفلة :طب بوسها دلوقتي .
وليد بصدمة :نعععععععم!!!!!
شفق الطفلة :مش هي حبيبتك و هتتجوزها يبقي بوسها.
كان وليد وشفق ينظران لبعضهما البعض في حرج شديد.
وليد:ده كلام كبار ما ينفعش تتكلمي فيه.
شفق الطفلة :بوسها.
شفق:حبيبتي ده ما ينفعش أبداً أنا لسه مش مراته ولا عايزة ربنا يزعل من بابي ؟؟!!!
شفق الطفلة :طب خلاص ، أنا عايزة أروح طيب.
تنفس وليد بتنهيدة عقب اقناع شفق لإبنته ثم خرج متأففا.
كان يفكر دائماً في ذلك المأزق الذي ورط نفسه فيه ، لكن لا يهم هي تتولي أمور ابنته وبذلك يحافظ علي ابنته و يرضي أمه أما عن قلبه فله مخرج معه و سيستطيع إخراجها منه فلن يعجز عن ذلك.
كانت هالة تلاحظ و تدرك كل شيء و تتابع بصمت ودون تعليق لا تشعر أي منهما أنها قد كشفتهما.
وجاءت تلك الليلة التي تسبق يوم الفرح وكانت شفق معها خبيرة التجميل طوال اليوم أحضرتها إليها هالة وكان فستان الزفاف قد أحضر و صار كل شيء علي أتم استعداد.
وبعد يوم طويل و عقب مغادرة خبيرة التجميل أخذت شفق حماما دافئاً و خرجت تلف نفسها ببشكير ومنشفة علي شعرها من الحمام الداخلي لحجرتها فإذا بطرق علي باب حجرتها فاجأها ثم طمأنها صوت هالة ففتحت الباب قليلاً واختبأت خلفه وكانت المرة الأولى لهالة أن تراها بدون حجاب فدخلت وأغلقت الباب خلفها وهي تبتسم سعيدة بها .
هالة:بسم الله ما شاء الله يا حبيبتي.
شفق:ما اتحرمش منك والله يا ماما !!
هالة:أنا اتفقت معاها تجيلك كل شهر ، ولا مش عجباكي ؟؟؟ أغيرهالك.
شفق:لا يا حبيبتي تمام.
هالة:ما هو ابني برضو.
وضحكت.
ثم قالت:يا ريته لما يشوف القمر ده يعقل ويفكه م الهبل اللي ف راسه ده.
شفق بصدمة:هه !!
هالة:انتو فاهمين إني عيلة صغيرة ، دي حتي العيلة ما كانتش مصدقاكم.
فابتلعت ريقها ثم قالت :حضرتك بتتكلمي عن إيه ؟؟
هالة: عن الإتفاق المهبب بتاعكم ، انت فاشلة جداً ف التمثيل بس هقول إيه مش ذنبك.
فتنهدت شفق وسكتت.
هالة:لا خليكي معايا كده وما تسلميش ، وليد وعرفاه كبرياءه وجعه شوية بس ف الآخر بيحبك وأوي كمان وهيتجنن من عمايله معاكي ، بس مش لازم تديله الفرصة ، ما تخليهوش يمسك عليكي أي غلطة لأنه أكيد هيتلكك وهو هياخد وقته ويرجعلك ،انت مش لسه بتحبيه برضو ؟؟؟
شفق:بكل سنين عمري اللي كنت مانعة نفسي من أي حد يدخل قلبي علي أد حبيته أوي ، وياريتني ما حبيته.
فنظرت لها بفجأة و إستفهام.
فأكملت شفق:وليد لسه أدامه وقت عبال ما يرجع ويصفالي بس هيفضل معاقبني ومش عارفة هتحمل لحد امتي ، ده وجعني وهانني أوي.
هالة:إيه الكلام ده ؟؟!!!!!
شفق:أنا إنسانة ، صحيح بقدر اتحمل بس الوجع م الحبيب قاسي جداً.
هالة:ولا وجع ولا حاجة بيتهيألك ، المهم فكري وبس ف كونك عروسة ودي ليلتك وده فرحك وانسي أي حاجة تانية، حاولي تفرحي وهو كمان هيبقي شكله فرحان ، واللي بيمثل الفرح بيفرح بجد ، أسيبك تنامي و ترتاحي عشان تبقي قمراية بكرة إن شاء الله.
وقبلتها في جبهتها وهي تتألم من أجلها و خرجت وتركتها تجلس مكانها وتنظر لفستانها المعلق أمامها.
خرجت هالة وما كادت تغلق الباب حتي وجدت وليد أمامها.
وليد بإنفعال:كنتي بتعملي إيه عندها ؟
فضحكت وقالت: مالك يا واد هتغير عليها مني!!! دي عروسة و دخلتها بكرة ومحتاجة لأم معاها.
فقال بتهكم:وبتعملي إيه يا سيادة الأم ؟؟
هالة:وانت مالك دي حاجات حريمي ، يعني عشان العروسة تعجبك.
فنظر إليها وتركها متجها لحجرته فضحكت بصوت عالي.
فقال في نفسه :مسكينة يا أمي فاهمة إن الموضوع بجد.
بينما قالت هالة في نفسها:والله غلبان لو كنت شوفتها كنت نسيت كل حاجة.
وجاء اليوم التالي والجميع مشغول ، هالة وشفق الطفلة مع العروس في حجرتها حتي جاءت خبيرة التجميل وظلوا معها.
بينما وليد مع بعض العمال يعد الحديقة ويشرف علي كل شيء للاستعداد للحفل ثم جاء الحلاق الخاص به وانشغل معه في تجهيزه.
وانتهت العروس من تزيينها ومانت رائعة حقا و ودت أن تنزل لها طبقة من الطرحة كما هو المتعارف عليه فيرفعها العريس وينظر في وجه عروسه ويقبلها لكن شفق قد رفضت ذلك.
وبدأت الزفة ومسك وليد يد شفق كأي عريس و عروس بإبتسامات مزيفة لكن شفق بعد ما وضعت يدها في يده وبدأت الزفة والطبول شعرت بسعادة حقيقية لم تفهمها فتحولت إبتسامتها لإبتسامة حقيقية من القلب و قررت أن تسعد تلك السويعات علي الأقل و تكون ذكري جميلة.
كانت شفق قد دعت عدد من زملاءها من المدرسة صحيح أنهم ليسوا بأصدقاء لكن هالة قد طلبت منها ذلك ليكون لها مدعويين من طرفها.
لكن اكتشفت شفق ذلك اليوم حقدا وغلا دفينا في نفوسهم عليها قد رأته في عيونهم بل وسمعت بعض الكلمات أيضاً.
-شايفة ، أهي وقعت واقفة خدت المال والجمال و الجاه.
=قال إيه حبت البت زي بنتها ، دي بترسم علي تقيل يا ماما.
*شايفة بأه العانس دي تعيش ف العز ده كله ؟؟!!!
سمعت شفق كلماتهم وابتسمت بهدوء وتقول في نفسها:آه يا كل اللي حسدوني عيشوا مكاني ولو ثانية.
لم تكن شفق وحدها من سمعتهم بل وليد وهالة أيضاً فنظرا إليهم شرزا و بإشمئزاز.
كانت هالة قريبة منهما هي وشفق طوال الفرح لضمان استمرار تصرف وليد كعريس فهو لن يقدر أن يظهر الحقيقة أمامهم فاضطر للاستمرار في تجسيد دور العريس السعيد و ظل يرقص مع عروسه وابنته وكان من حين لآخر يلقي بنظره علي شفق التي تفاجأ بجمالها لكنه قرر ألا ينتبه إليها لأنه حتماً سيضعف.
وانتهي الفرح وطلب وليد من أمه و ابنته أن يذهبا لحجرتيهما ويتركانه مع عروسه وحدهما ففعلت الأم.
وبعد ذلك بفترة طلب وليد دون أن ينظر لشفق أن تصعد لغرفتهما بمفردها وتركها وخرج للحديقة فكانت طعنة شديدة قد أنهت كل فرحتها.
وقفت قليلاً ونظرت إلي حيث خرج وتلتمع عيونها بدموع تهدد بالنزول ثم صعدت حتي وصلت وفتحت الباب و دخلت وأغلقته خلفها بظهرها و أغمضت خلفها بظهرها و أغمضت عيونها فهبطت دموعا حارا منها تبكي بصمت.
وبعد فترة هدأت وغسلت وجهها وسارت ناحية النافذة ونظرت فوجدته في الحديقة في ذلك المكان ناحية حوض الورد فابتسمت ثم وضعت يدها علي قلبها وقالت في نفسها:إذن لازلت أسكن قلبك.
كما رأته أمه أيضاً من نافذتها فتأففت و دخلت لتنام.
ذهبت شفق لتبدل فستانها و وقفت كثيراً تنظر ماذا تختار حتي اختارت وارتدت بيجامة نوم ستان بكم ومسحت مساحيق التجميل وكل ما علي وجهها من زينة ثم أخذت كتابا و جلست إلي جانب السرير تقرأ كعادتها ربما يغلبها النعاس.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الرابعة عشر
بقلم: نهال عبد الواحد
ظلت شفق جالسة في السرير تقرأ في كتابها حتي سمعت صوت أقدام تصعد ثم تقترب فأدركت أنه وليد فأغلقت الكتاب ووضعته مسرعة ثم نامت علي وسادتها.
دخل وليد فوجدها نائمة أو ربما شك في ذلك فاقترب ناحيتها وأمسك بالكتاب وتصفح فيه ثم وضعه مكانه بجانب السرير علي الكوميدون ثم نظر نحوها.
لاحظ وليد اضطراب تنفسها فتأكد أنها ليست بنائمة فذهب لتبديل ملابسه ثم جلس علي أريكة مقابلة للسرير وظل متجها بناظريه إليها لفترة ثم أخذ نفسا عميقا وقام وأغلق النور وأخذ فراشا و وسادة و دثر نفسه ونام علي الأريكة .
لم تكن شفق قد نامت بالفعل بل ظلت تنظر نحوه عبر ذلك الضوء الخافت المتسلل من زجاج الشرفة حتي غلبها النعاس.
استيقظت شفق وتنظر في الساعة لتجده وقت صلاة الفجر وكانت تلك المرة الأولى التي تنام فيها من سنوات طويلة بدون قلق ولا فزع فقامت لتصلي فوجدت فراش وليد فارغا فتأكدت أنه قد ذهب للصلاة.
توضأت وصلت ثم جلست في الشرفة وتقرأ وردها القرآني وأمامها ذلك المنظر البديع و رائحة الندي والزهور يبعثها الهواء إليها حتي انتهت ووضعت مصحفها جانباً و رفعت رجلها علي الكرسي المقابل و أغمضت عينها تستنشق النسيم العليل لكنها سقطت في سنة من نوم ولم تشعر إلا بدفء أشعة الشمس فانتبهت لحالها ونظرت كم يكون الوقت إنها العاشرة.
قامت لتصلي الضحي فوجدت أن وليد ليس بها لكن يبدو أنه قد جاء بعد صلاة الفجر دون أن تشعر به لأن (بيجامته ) موضوعة بجانب فراشه فرتبت الغرفة و رتبت الفراش ثم أخذت ملابسه لتعلقها لكنها قربتها تشتمها، فيها رائحة عطره فاحتضنتها وابتسمت ولم تفهم بعد لماذا هي سعيدة الآن ؟!!
خرجت شفق من الحجرة ولاتزال مرتدية حجابها بشكل تلقائي فوجدت وليد يجلس مع أمه لتناول الإفطار وكان وليد يبدو من هيئته أنه خارج.
شفق مبتسمة:صباح الخير.
هالة بنفس الإبتسامة و وليد بإضطرار:صباح النور.
ودت شفق لو تسأل وليد لأين سيذهب لكن قد سبقتها هالة.
هالة:رايح فين يا وليد لوحدك وبدري كده ؟؟
وليد:ورايا مشاوير.
هالة:مشاوير إيه لعريس لوحده يوم صباحيته، ما تقولي حاجة لجوزك يا شفق !
شفق:هه ! هو.. هو أدري بمصلحته يا ماما.
هالة:إيه الكلام ده ؟!! الناس تقول إيه ؟!!
وليد:يقوله اللي يقولوه ما يهمونيش.
هالة:طب مسافرين إمتي عشان الهني مول ؟؟؟
وليد:بعدين يا ماما مش فاضي.
هالة:الدراسة هتبدأ ومراتك هترجع شغلها.
وليد:ربنا يسهل.
هالة:كويس إنك وافقت إنها تشتغل.
وليد:عادي براحتها ، ثم قال بلهجة أمر:بس المدرسة وبس ، حكاية الدروس طول اليوم دي فكرة مرفوضة تماماً ، ما تنسيش إنك حرم وليد عوني.
شفق:حاضر تمام.
كان وليد ينظر إلى الطبق الذي أمامه رغم أنه كان لا يأكل يقلب فيه فقط.
هالة:خدي راحتك ياشفق ده بيتك حبيبتي لابسة الحجاب كده ليه مفيش رجالة هنا ولا حد غريب.
فقال وليد بصوت خافت :غبية!!
ثم أكمل بصوت واضح:تقدري تاخدي راحتك عادي ، الحرس اللي برة ما يقدروش يقربوا حتي م التراث اللي برة من غير ما يتصلوا أو حد يطلبهم.
ثم هب واقفاً وقال:أنا ماشي.
هالة:إيه يا وليد من أولها كده !! مش تسلم علي مراتك قبل ما تخرج !! هي صحيح ف حضنك طول الليل بس أكيد مازهقتش منها.
فقال بصدمة:نععععععم !!
هالة بضحك:مالك يا واد !! هو أنا غريبة ؟!! شكلك عايز بنتك تستلمك ، سلم علي مراتك وبوسها قبل ماتنزل وبطل بواخة.
فاضطرب كلا من وليد وشفق من طلب هالة فصارت وجه شفق شديد الحمرة وبصرها يزوغ في كل إتجاه بينما وليد يفرك تارة في رأسه وتارة في يديه فلم يحسب لتلك الورطة في حسبانه.
فاضطر في النهاية لتنفيذ طلب أمه حتي لا تكثر في حديثها وهم بفعل ما طلبت أمه من باب أداء الواجب لكنه تفاجأ بنفسه ما أن انحني نحوها ليقبلها إذ شعر بشوق ولهفة شديدة وإحساس جارف يجذبه فأغمضت عينها وأغمض عينه وأنفاس عميقة لم يعلم كم مضي من الوقت وهو يقبل خدها لكنه ابتعد فجأة ولملم نفسه ومسح علي شعره بيديه كأنه لم يحدث شيء وانصرف وهو يقرر بداخله ألا يعيدها مجدداً ولا يحتك بها علي الإطلاق ، فلن يقوي علي تحمل ذلك.
وبعد أن انصرف.
هالة:طمنيني عليكي حبيبتي.
شفق:الحمد لله ،اطمني يا ماما.
هالة:أنا كده مش فاهمة حاجة ، هو......
فهزت برأسها أن لا.
هالة:أمال أنا حاسة إن وشك رايق كده ، حتي إمبارح الفرحة كانت باينة علي وشكم وكأن الضحكة خارجة م القلب.
شفق:مش قولتي اللي بيمثل الفرحة بيفرح بجد ، أنا أول ما لبست الفستان الأبيض وشوفت نفسي بيه وحطيت إيدي ف إيده و بدأت الزفة أنا فعلاً كنت سعيدة ، حتي هو رغم إنه كان ف الأول بيمثل دور العريس بس حسيت بعد كده إنه إندمج ف الفرح.
هالة:بس أنا شوفته بليل ف الجنينة لوحده.
فهزت رأسها بأن نعم ثم قالت :بس لأول مرة أعرف أنام كام ساعة من غير ما أقلق ولا أبقي مرعوبة ولا مفزوعة ، وجوده معايا ف نفس المكان يا ماما ده لوحده إحساس رائع.
هالة:آه وبعدين.
شفق:ربنا يسهل ، لسه ما آنش الأوان يا ماما.
هالة:مش فاهمة إزاي شافك وسكت عادي كده ، انت كنتي لابسة إيه ؟؟
شفق:عادي يا ماما، بيجامة بكم.
هالة:بيجامة بكم!!! لا لا ما ينفعش الكلام ده ، طب إلبسي حاجة عدلة تبين جمالك ، عايزاه لما يجي عل غدا يتفاجيء.
شفق:مش هيجي عل غدا يا حبيبتي ، يعني تفتكري العريس اللي ينزل ويسيب عروسته ف الصباحية ممكن يرجع يتغدي معاها ؟؟!!!
هالة:علي رأيك ،ده إيه الراجل ده!! عموما ما تزعليش نفسك يا حبيبتي.
مرت الأيام ولم يتغير الحال وصار يتلاشي لقاءها تماماً خاصة وقد بدأ العام الدراسي ولم تعد مواعيدهما تتقابل إطلاقاً.
فهو يذهب لصلاة الفجر ولا يعود إلى المنزل إلا بعد موعد خروجها إلي المدرسة هي وشفق فيعود للبيت وينام حتي قبيل الظهر يستيقظ و يخرج ولا يعود إلا ليلاً بعد تأكده أنها قد نامت أم متصنعة النوم.
مر شهر بعد شهر والحال هو الحال وقد نفذت كل حجج هالة التي تصبر بها شفق حتي صارت لا تجد ما تقوله متحرجة منها ولا تملك إلا الدعاء لهما في سرها.
ورغم رضا وقبول شفق بتلك الحياة إلا أن طاقتها بدأت تنفذ وأحياناً كثيرة تنهار وحدها من البكاء.
و وليد أيضاً صار لا يطيق ذلك الوضع ولا يعرف كيف يتصرف فهو يتعمد تجاهلها وتعنته بأوامره حيث يترك لها ورقة مكتوب فيها كل أوامره ربما كان ينتظر منها خطأ ما ليقنع نفسه بسوءها وأنها تستحق ظلمه لها أو ليريح قلبه بذلك.
لكن ما كان يحدث أنها تنفذ كل شيء ويجد نفسه يعشقها أكثر وأكثر ومهما ابتعد حتي لا يضعف أمامها كما يحدث نفسه أصبح لا يشعر بأي راحة و قلبه يصرخ فيه أن كفي.
وأكثر ما زاد غضبه أنها نفذت كل أوامره بالحرف فلم تحاول إطلاقاً الإقتراب منه بأي طريقة وذلك جعله لا يفهم هل تلك طاعة أم أنها قد ملت وأكتفت منه.
وذات يوم عادت شفق والطفلة من المدرسة وجلستا معا لكتابة الواجبات والمذاكرة كما هو المعتاد يومياً ثم المفترض أن تجلس مع هالة قبل أن تذهب لحجرتها لتعد ملابسها وتحضر بعض الدروس أو تكتب بعض التقارير حتي تنتهي من عملها وتذهب لفراشها.
لكن لم تكن تلك الليلة علي ما يرام فكانت تشعر بضيق كبير وكانت في أسوأ أحوالها فاعتذرت لهالة بحجة أنها تعاني بصداع في رأسها فلم تعترض هالة فهي تعذرها وتشفق عليها من جفاء إبنها وتجاهله لها بتلك الطريقة فلم تتصور أبداً أن يستمر في معاقبته لها لكل تلك الشهور.
دخلت شفق حجرتها و أخذت حماما دافئاً ربما تهدأ وتستطيع النوم وكانت تعتاد علي وليد ألا يعود إلا متأخراً فخرجت من الحمام تلف نفسها ببشكير فوق ركبتها وشعرها المبتل منسدل علي ظهرها وكان شعر طويل لكنها كانت دائماً تلمه للخلف أو ترفعه لأعلي .
وتذكرت الكثير من الخواطر التي تود كتابتها في مذكراتها فجلست لتكتبها قبل أن تنساها وبذلك تنفس عن نفسها وتستطيع النوم.
وما أن جلست و بدأت في الكتابة حتي أجهشت في البكاء كثيراً و دموعها تتساقط وهي لا تزال تكتب.
وبينما هالة لا تزال جالسة تشاهد التلفاز حتي وجدت وليد قد جاء.
وليد:السلام عليكم ورحمة الله.
هالة:وعليكم السلام ورحمة الله ، تتحسد إنهاردة !! جاي بدري يعني ؟؟!!
وليد:مصدع شوية.
هالة:ارحم نفسك م الهدة اللي انت فيها ، وارحم مراتك ولا عشان ما بتتكلمش سايق فيها.
فقال وهو يتلفت حوله ويبحث بعينه عنها:أنا جاي بدري أهو كنت لاقيتها مستنياني يعني!!! أهي نامت ولا علي بالها.
هالة :يا أخي حرام عليك ، هي كمان هلكانة ف شغلها وبتصحي م النجمة يادوب بتطلع تكتب شوية شغل وتحضيرات وتنام يا قلبي، وانت عارف كده ومع ذلك لا عمرك جيت اتغديت ولا عمرك جيت بدري ، قولي كده آخر مرة شوفت مراتك فيها ولا كلمتها، وأنا اللي كنت معشمة نفسي إني هشوفلك عيال .
وليد بفجأة :عيااااال!!!
هالة:باقول كلام غريب طبعاً عيال إيه!! مش لما تشوف مراتك أصلاً ولا تتقابل معاها.
وليد:مامااااا !!
هالة:يا أخي لا ماما ولا بابا، مش ناقصة فقع مرارة ، أنا طالعة أنام تصبح على خير.
وتركته و انصرفت وهي تدعو له من داخلها أن يهديه الله و يسعده مع زوجته وينعم عليهما بالذرية الصالحة.
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
( العوض الجميل)
الحلقة الخامسة عشر
بقلم:نهال عبد الواحد
تركته هالة وانصرفت وهي تدعو له من داخلها أن يهديه الله و يسعده و ينعم عليهما بالذرية الصالحة.
جلس ولد مكانه لازال يفكر ويتصارع مع نفسه وكبرياءه الذي لا يخضع أبداً رغم ما يسببه من أوجاع له هو قبلها.
إلي متي سيتجاهلها و يحملها ما لا ذنب لها فيه ؟؟
فهو متيقن من مقدار حبها له الذي لا حدود له فمهما تعنت عليها طوال تلك الفترة لم ترد له أمر إطلاقاً.
فماذا يريد أن يثبت لنفسه إذن؟!!!
ماذا فعلت بحبك لها سوي أنك أذللتها وآلمتها!!
جلس هكذا الفترة ثم تحرك وصعد لغرفته لا يدري ماذا يفعل وهل ستقبله بعد كل فعلاته تلك ؟؟
فتح الباب ودخل الحجرة وهو يبحث بعينه عنها فهي ليست في فراشها ثم وجدها ساندة برأسها علي المكتب و ملفوفة ببشكير وشعرها منسدل للخلف.
وجم وليد قليلاً وحدث نفسه:و ده إسمه إيه بأه إن شاء الله ؟؟إحنا فينا م الحركات دي؟!!!
فتنحنح بصوته فلم يجد أي حركة منها يبدو وأنه قد غلبها النعاس وقف قليلاً مكانه ثم ذهب يبدل ملابسه ثم نام علي أريكته كأنه لا يري أحد وتركها هكذا ولتتحمل نتيجة فعلتها.
مر بعض الوقت ولم تتحرك من مكانها ثم بدأ يقنع نفسه إنه لاشيء إن حملها و وضعها في فراشها وغطاها فإن أصبح عليها الصباح وهي بهيئتها تلك فحتماً ستمرض ، إنه من باب الشفقة و مجرد إنسانيات هكذا يقنع نفسه.
فقام وحملها و وضعها في فراشها وغطاها لكنه وجد نفسه ينظر نحوها ويدقق النظر فيها ،إنها حقاً جميلة.
فقال في نفسه:هو الحجاب بيداري كتير أوي كده ؟؟!!
وتعجب من نفسه كيف تكون زوجته منذ أشهر ولم يحاول طوال تلك الفترة أن ينظر إليها بدون حجاب حتي لا يخضع إليها كبرياءه إنه غباء وخلل عقلي.
تلمس شعرها ونعومته وانتبه لهيئة عينها المتورمة من أثر البكاء تري ماذا كانت تفعل هكذا عند المكتب.
فذهب نحو المكتب لينظر ماذا كانت تفعل ويصفح ورقات تلك الأجندة ، إنها تبدو خواطر ومذكرات خاصة فدفعه فضوله لأن يجلس ويقرأ.
في يوم....... الموافق.......
أفتقدك كثيراً يا أبتي ويا أمي ليتني أستطيع أن أنفذ كلامك وأتركه و أرحل لكني أتمنى هدايته رغم رعبي في غيابه و في وجوده أكثر.
تصور أني أخشي علي نفسي منه عندما يفقد وعيه ، حتي إني لأدثر تفسي واختبيء منه تحت السرير حتي يطلع الفجر .
يا رب احميني و قويني.
فامتعق وجه وليد وانخلع فجأة ثم أكمل
يوم........الموافق..........
ما أجمل تلك الطفلة الرائعة واسمها شفق مثلي ، كم أحببتها تشبهني كثيراً في وحدتي وعزلتي ، هي حقاً عوض الله لي فأكون كأم لها و كإبنة لي ، فأنا أعلم أني لن أتزوج يوماً أو أصير أم.
يوم...... الموافق........
تصور يا أبي وصل جبروت ابنك من ضربه لي يكسر ذراعي ولولا تلك السيدة الجميلة هالة التي أشعر أنها أمي لقد مرضتني و اذاقتني حناناً كنت أفتقده منذ أعوام.
يوم..... الموافق......
ما هذا الكائن الذي يقتحم حياتي ؟؟
كيف يتسرب بداخلي بتلك السرعة أنا حتي لا أعلم إسمه حتي الآن!!!!
أين ذهب قلبي المحصن لم تخور حصونه الآن ؟!!
فابتسم وليد وأكمل
يوم...... الموافق......
إنك حقاً لمغرور ، ما تلك الثقة التي تخبرك أني سأقع فيك متيمة؟!!!
لكني قد تيمت فيك بالفعل ولا أدري كيف أخرج وكيف أعود ؟ وأخشي علي نفسي كثيراً مما وصلت إليه.
كيف تجرأ ونظر في عيني هكذا لقد خطف قلبي و خلع روحي ؟
لازال وليد مبتسما ويكمل
يوم...... الموافق......
يالك من جريء... !!!
لكن لديك حزن دفين يسيطر عليك نبشت فيه من دون قصد ليتني أستطيع دواء جروحك.
يوم..... الموافق.....
بعد طول إختفاء ظهرت من جديد يا وليد وكنت أكثر رقة ، رقتك تلك أذابتني.
اتمني نجاحي في هدايتك من أجلك انت حتي ولو لم تكن لي يوماً.
لكن تكفيني ذكري اليوم أعيش بها وتكفيني تلك الزهرة التي أهديتني إياها.
ويتلمس وليد الزهرة الجافة ويتنهد ثم يكمل
يوم..... الموافق........
وبعد هدوء العاصفة بعد أن تحررت من سجنك يا مصطفي أتحدث عن تلك الليلة الآن رغم كل ما آلمني فيها لكني حتي لا أحن لك يوماً أو أفكر في العودة إليك سأكتب ما حدث............
وروت أحداث تلك الليلة المؤلمة فازداد وجه وليد حمرة غضبا ثم ذلت دمعة من عينه والتفت نحوها وهي نائمة ليدرك حجم ما قاسته ثم أتي هو بدل أن يعوضها أكمل عليها و زاد.
ثم عاود القراءة.
يوم....... الموافق......
يوم فاصل ، اكتشفت حقيقتك ومن تكون لتموت كل أحلامي و آمالي لأقتل حبك في قلبي بيدي.
فمن أكون أنا بجوارك ؟؟
الآن فقط أدركت سبب كبرياءك و غرورك الزائد يا حضرة رجل الأعمال.
يوم...... الموافق........
هل أحلم ؟؟ مؤكد هو حلم!!!
لقد اعترف لي بحبه ، عينيه صادقتين كلامه لامس القلب، ولم أستطع المرواغة أو الرفض.
كاد قلبي أن ينخلع عندما مسك يدي وقبلها ، قلبي لا يقوي علي كل تلك السعادة .
هل فعلاً سأصير زوجتك وتكون زوجي وحبيبي إنه حدث لم يخطر لي علي بال يوماً.
يارب اشفي شفق ابنتي و زيدها شفاءً أولاً.
وعاد وليد يبتسم وأكمل.
يوم........ الموافق.......
اكتب اليوم فمن زمن لم اكتب،
كنت مشغولة بشفق وعمليتها ومرضها ثم استعدادات الزواج.
أنا سعيدة للغاية فقد اقترب موعد لقاء الحبيب دون فراق.
فأنت إنسان رائع حتي وإن رآك الآخرون غير ذلك حتي وإن لم تتمكن أنت من رؤية نفسك.
لكن كل ما أخشاه عندما تعلم بحقيقة أخي هل ستفهمني أم ينتهي أحلي حلم ؟؟؟؟
يجب أن تعرف قريباً وقبل زواجنا لكن كيف ؟؟
وفي صفحةبها آثار بلل.
يوم....... الموافق.............
لقد انتهي كل شيء بحذافيره.
لقد كرهني ، مقتني ،اتهمني، رماني علي طول يده.
كنت اعلم أنه حلم ولن يدوم، كنت أتوقع ردة فعلك لكن قد أوجعتني كثيراً عندما عيشتها.
هل حقاً حرمت من حبك ؟؟؟
ما الجديد ؟؟؟؟؟
لهذا السبب منعت نفسي من الحب منذ سنوات ليتني أموت و أرتاح.
يوم....... الموافق........
لقد تزوجنا ،نعم تزوجنا لكن مع إيقاف التنفيذ هكذا اشترط من أجل سلامة إبنته وهكذا قبلت، لكن لا يهم ألن يكفيني أن أراه عشية وضحاها!!
ألن يكفيني أني أستطيع النوم بعد سنوات من اضطرابات و رعب وقلق ؟!!
ألن يكفيني أني أشتم رائحته في حجرته تنعش روحي ؟!!
ألن يكفيني أني احتضن ملابسه فأشعر به فيها ؟!
عندما أفتح عيني ليلاً أنظر نحوه وأراه و أقوم لأغطيه فهو دائماً يلقي بغطاءه فانتهز الفرصة و أتأمله بعيني ربما أشبع منه.
كم وددت أن أضمك إلي لكن أخشي ردة فعلك تلك.
إحمدي الله يا شفق ولا تطمعي.
تنهد وليد طويلاً وألقي بنظره نحوها ثم أكمل إنها تلك الصفحة ةانت تكتب فيها منذ قليل انها سفحة مبللة.
تعبت.... تعبت.... تعبت
ولم أعد هذا الفراق!
شهور وشهور و أنا أصمد لكن إلي متي؟؟
كيف لقلب عرف الحب أن يقسو هكذا ؟؟؟
متي ينتهي عقابي قل بالله عليك ؟!!
نفذ صبري ياااااااااااالله...صبرني قويني.
لم أعد أتحمل ولن أستطيع الرحيل حتي إني لا أجد ما يعبر عما أنا فيه سوي تعبت.. تعبت...
ثم خطوط عشوائية يبدو وأنها قد نامت وقتها.
أغلق وليد مذكراتها و التفت نحوها ولايدري كيف يبدأ وماذا يفعل ؟؟؟؟
لكن فجأة ،
ونكمل الحلقة الجاية ،
NoonaAbdElWahed
تعليقات
إرسال تعليق