رواية-حسن وست الحسن والجمال - الحلقات16:18-بقلم نهال عبد الواحد -مجلة سحر الروايات


(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة السادسة عشر

          (بقلم : نهال عبدالواحد)

انصرف ممدوح حزيناً ومكسور الخاطر و نظرت جميلة نحوهم و صعدت لحجرتها و هي بنفس إحساس عمها ، لقد علمت الآن سر ترددك يا حسن ولا زالت تعذرك .

ظلت جميلة في حجرتها لا تفارقها يوماً بعد يوم لا تريد الاحتكاك بوالديها إطلاقاً.

و ممدوح الآخر وحده ومشغول في تجهيزاته الخاصة بالزفاف وهيئته المتغيرة تلك يقرأها حسن بدون تعليق.

وجاء يوم الزفاف واستيقظت جميلة باكراً وابدلت ملابسها و أخرجت فستانا جديداً و معه كل متعلقاته من حذاء و اكسسوار وخرجت واتجهت نحو فيلا عمها و عندما وصلت وجدت فيها بعض إعدادات حفل الزفاف لكن لازال ينقصها بعض الأشياء فدخلت و صعدت لأعلي فوجدت عمها لايزال نائماً فتركت أشياءها و خرجت للحديقة تجلس علي أرجوحة تنظر نحو تلك الأنوار و الزينات و الكراسي و هيئتها و الكوشة و شكلها و ظلت عينها متمركزة عليها حتي غلبها النعاس وهي مكانها.

عندما استيقظ ممدوح و رأي أشياءها علم بوجودها فابتهل فرحاً و نزل مسرعاً يبحث عنها فوجدها نائمة علي الارجوحة في الحديقة فأيقظها وفتحت عينها وقالت مبتسمة :صباح الفل يا عريس.

ممدوح :نايمة هنا ليه ؟ كنتي نمتي جوة.

جميلة :عادي مش مهم.

ممدوح :انت كويسة ؟؟؟!!!

جميلة :آااه عادي.

ممدوح :يووووه ، طب جيتي إزاي ؟

فقالت وهي تجسد بيدها :قمت لبست وفتحت الدولاب و خت هدومي وجيت.

ممدوح :هدوم إيه اللي ختيها وجيتي.

جميلة :ما تتحمقش أوي كده ، اللي هلبسها ف الفرح.

ممدوح :واللي ف البيت يعرفوا ؟!

جميلة :زمانهم عرفوا ، بص أنا إنهاردة عايزة أعيش اللحظة مش عايزة أفكر نهائي ، أعمل أي حاجة ومش مهم عواقبها.

ممدوح :إيه ، هتعملي دماغ ؟!!

جميلة :تصدق فكرة.

ممدوح :عشان أتاويكي أنا وحسن.

جميلة بتنهيدة :تبقي أحلي موتة.

ممدوح :باقولك إيه ، مش طالبة أم النكد ده ، تعالي أفرجك عل أوضة الجديدة والبدلة وكل حاجة ،  سبتيني بطولي يا ندلة ،  بس معلش يلا.

وجذبها من يدها و ذهبت معه تشاهد كل شيء و هو يمزح معها ويداعبها بقصد ترويحها فهو يراها ليست علي ما يرام.

وجاء الحلاق الخاص به وانشغل معه وهي كانت طلبت الكوافيرة تجيئها في بيت عمها و قد جاءت و انشغلت معها.

وبعد عدة ساعات ظهر ممدوح عريس رائع و جميلة أيضاً بهيئتها الرائعة كعادتها لكنها اليوم قد رفعت شعرها ولمته لأعلي وارتدت فستان ضيق أسود وله ذيل بطول الفستان من الخلف ومفرغ من الذراعين و الظهر والصدر .

ورغم روعتها تلك لكنها تحمل عيونا شاجنة حزينة ليست بمرح الحفل السابق.

نزلت مع عمها متأبطان و ذهبا لإحضار عروسه التي طلت أيضاً جميلة وذهب الجميع للفيلا وبدأ الفرح و الجميع سعيد يرقص ويصفق ثم وقف حسن مع جميلة فمنذ بداية الفرح وهو لا يعرف محادثتها لإنشغالها مع عمها.

حسن :أهلا ، أخيراً إتلايمت عليكي.

جميلة :شكلهم حلو أوي ، ربنا يسعدهم.

ثم نظرت نحوه نظرة طويلة وأخذت نفساً بعمق ثم استدارت بوجهها تنظر إليهم.

حسن :شكلك يجنن إنهاردة ، بس الفستان يعني...

جميلة :ماله ماهو بكم ومقفول أهو.

حسن :هو بكم ومش بكم.

جميلة :باقولك إيه ؟؟

حسن :قول يا وحش.

جميلة :ماتيجي نرقص ،  نفسي أرقص معاك.

حسن :هه ! بس أنا عمري ما عملتها.

جميلة :طب اعملها.

حسن :بس أنا غشيم جداً ومش زي ممدوح خالص.

جميلة :عاجبني ، نفسي أبقي قريبة منك.

وكان ممدوح وسارة يرقصان و أيضاً مني وفتحي والآن جميلة وحسن ، بدءا يرقصان دون أي حديث لكن عيونهما معلقة ببعض كأنما هي تتحدث نيابة عنهم ،  حقاً تتحدث إنها لغة العيون.

ثم اقتربت جميلة أكثر وعانقته بشدة وهي ترقص معه وتضع رأسها علي كتفه تسمع دقات قلبه المتلاحقة  ، فقد فاجئته وصار مرتبكا للغاية ربكة ظاهرة و يتلفت حوله لا يدري ماذا يفعل !!!!!
إنه يذوب عندما يراها أو ينطر إليها أو تضحك أمامه لكن الآن هي بين يديه هكذا وبشعر بأنفاسها بدقات قلبها ، إن ذلك فوق احتماله ، حتي في أحلامه.

وكان ممدوح منسجما في رقصه مع سارة يتحدثان قليلاً و يضحكان حينا ثم وجد سارة تتلفت بعينها عنه فاستدار ليري لأين يذهب بصرها ثم وجم.

ممدوح :خبر أسود !  معلش حبيبتي هعمل تبديلة صغيرة كده مع حسن ،  لما أشوف اللي عملاه بت الجزمة دي ، بتضحكي ؟!  طب اعملي زيها طيب.

فاقترب ممدوح نحوهما وهو يرقص وقال بهدوء :انت يا ست الحسن والجمال ، صحي اللي علي كتفك دي ياعم.

فانتبهت جميلة فأكمل ممدوح :تعالي ارقصي معايا شوية ، معلش ياابو علي.

وكأنهم بدلوا ليرقصوا وذهب بجميلة بعيداً.

ممدوح :إيه الهباب اللي كنتي بتهببيه ده ؟؟

جميلة :كنت برقص.

ممدوح : وده رقص ده ! هتخليني أقول ألفاظ دلوقتي ، ده الراجل نفسه مكسوف ! الرحمة حلوة برضو ، ماينفعش ترقصي بالشكل ده معاه أبداً ، لما يبقي في حاجة رسمية عل أقل.

فقالت باستهتار :حاجة رسمية ؟!!! تفتكر ؟! ده أنا حاسة إني بشوفه لآخر مرة.

ودمعت عينها.

ممدوح :طب إهدي ولما ارجع م الهني مول هتصرف إن شاء الله ،  إلحقي أبوكي و أمك جم كان هيبقي إزي الحال دلوقتي لو كانوا جم و شافوا الأحضان الساخنة و جو العشق الممنوع ده.

وانتهت الرقصة وسلم ممدوح و عروسه علي سراج و ديدي و كان سعيدان للغاية بحضورهما زيجتهما ،
جلست جميلة علي أحد الكراسي ولم تتحرك من مكانها ثانياً حتي نهاية الفرح.

ثم جاءتها أمها تطلب منها الإنصراف معهم فصعدت لأعلي لتحضر أشياءها و لازالت صامتة و نزلت فوجدت ممدوح  وعروسه سيصعدان وحولهم مني و فتحي و تحية وحسن.

فسلمت علي سارة ومني وازدادت حرارتها مع تحية المشفقة عليها وأيضاً ممدوح حتى مرت من أمام حسن بهيئتها البائسة تلك و مدت يدها تودعه فنظر نحوها نظرة طويلة ثم جذب يدها نحوه وعانقها هو تلك المرة عناقا شديداً طويلاً فكأنما التصقت به فلا يقويا علي التباعد من جديد .

وبعد فترة مسك وجهها بيده و نظر في عينها وكان لأول مرة يكون قريباً منها للغاية لدرجة تتخالط أنفاسهما وقال هامسا :اطمني مش هسيبك ، هعمل أي حاجة عشانك ، هعمل كل اللي هقدر عليه ، هعمل يا حبيبي كتير ،  المهم نكون لبعض ف الآخر .







لقيتك زي مااتمنيت
وصلي لما بيك حسيت
عرفت إن الحياة بدأت كده
لمس من نظرة قلبي هواك
وقولت انا لازم ابقي معاك
سنيني وعمري ملك الحب ده
عشانك مستعد اعمل حبيبي كتير
عشانك أي حاجة تهون
مكانك جوة قلبي مليني فرحة وخير
حنانك عندي يسوي الكون
ف حبك مرت الأوقات
بجد ده مش كلام حكايات
تملي عينيا بيك متشوقة
مادام إحساسي ليه هداريه
وأنا جمبك هخاف من إيه
م الدنيا مليش غيرك بأه
عشانك مستعد اعمل حبيبي كتير
عشانك أي حاج تهون
مكانك جوة قلبي مليني فرحة وخير
حنانك عندي يسوي الكون








وقبلها في جبهتها قبلة طويلة و انصرفت مسرعة و هو يشعر بنفس شعورها.....
شعور الفراق.

ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم،
توقعاتكم ؟؟؟؟؟
NehalAbdElWahed

(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة السابعة عشر

                 (بقلم :  نهال عبدالواحد)

ذهبت جميلة لمنزلها و تشعر بريبة تجاه والديها فلم تتحدث لأيهما و اكتفت بالجلوس وحدها من يومها حتي أهملت عملها ولا تري إلا وقت الطعام وتأكل في صمت تام بضع لقيمات وتنصرف لا تريد المناقشة و ربما ليس لديها أي طاقة.

أما حسن فمنذ يوم الفرح وهو يفكر في تلك الخطوة التي لابد منها رغم صعوبتها و إرتفاع نسبة فشلها فكر أن ينتظر عودة ممدوح من رحلة شهر العسل ليكون سندا له ، لكنه عندما أمعن التفكير رأي أن عليه الإعتماد على نفسه دون انتظار من يسنده فليقدم علي تلك الخطوة و ليكن مايكون.

وبالفعل ذهب حسن ذات يوم لبيت جميلة متهيئا لمفاتحة والدها في أمر خطبتها  ذهب وجلس كثيراً وحده حتي كاد أن يمل لكنه رأي أن بصبر و يطيل باله ،  إنها جميلة ،  إنها ست الحسن والجمال ،  إنها النجم العالي الذي يريد الوصول إليه ، إذن فليصبر و أخيراً نزل سراج و ديدي فسلما عليه و جلسا بعد فترة أخرى في صمت.

حسن :أنا بعتذر إني جيت من غير ميعاد بس بصراحة في موضوع مهم لو تسمحلي اتكلم فيه.

سراج :اتفضل.

حسن :بصراحة أنا يسعدني ويشرفني أطلب إيد بنت حضرتك.

سراج :امممممم ، عايز تخطب بنتي يا سطا حسن ،  مش حسن برضو ؟

حسن :أيوة يا فندم ، عارف إنكم مش قادرين تشوفوني غير الاسطي الميكانيكي اللي كله شحم ، ومش هنكر ده ، بس أنا أصلاً مهندس وهو ده مجالي ،  يمكن أكون بدأت بسيط جداً ، لكن الحمد لله ، الدنيا اتحسنت معايا كتير دلوقتي وإن شاء الله هتتحسن أحسن وأحسن ،  أنا سقف أحلامي بيعلي و بيعلي وإن شاء الله أقدر أحقق.

كان يتحدث حسن و يوجه حديثه بالكامل لسراج ولم ينظر نحو ديدي إطلاقاً لكنها تدخلت.

ديدي:مش شايف إن الفرق كبير أوي ؟!!

حسن :بس ده ماكانش رأي حضرتك أول ما شوفتيني واتكلمتي معايا.

ديدي:ماكنتش أعرف حقيقتك.

حسن :لا يافندم ، اللي وقفتي معاه وكلمتيه و عجبك هو أنا سواء لابس بدلة أو عفريته مشحمة.

سراج :المشروع اللي انت فرحان بيه ده ممكن عادي يفشل ،  بالنسبة لممدوح هو بيتسلي ومعاه اللي يغنيه ومش هيفرق معاه ، لكن انت بأه هتعمل إيه ساعتها ؟؟!!

حسن :هقوم أقف على حيلي وابدأ من أول و جديد ،  اللي عمل مرة يقدر يعمل مرات ومرات و الراجل هو اللي بيعمل الفلوس مش العكس ، وأي مشروع ممكن يقع ف أي لحظة.

سراج :ما تخليك دغري وهات م الآخر.

حسن :مش فاهم.

سراج :انت عارف كويس إني ما خلفتش غير جميلة يعني بنت يعني بعد عمر طول ولا قصر هتورث هي و ممدوح فحطيت أختك ف سكة ممدوح وانت جيت ف سكة بنتي واستغليت سذاجتها بشوية إسطوانات مشروخة حب وهيام.

كاد حسن ينفجر غضباًلكنه تمالك نفسه ثم قال بهدوء:طبعاً العمر الطويل لحضرتك ، بس كلام حضرتك مالوش أي أساس من الصحة أنا أختي ما بتروحش ف أي حتة و ممدوح شافها بالصدفة عندنا ف البيت من غير ما نعرف إنه عم جميلة ،  أما جميلة فيوم ما حبيتها حبيت جميلة البسيطة سواقة التاكس الشقيانة الجدعة ، وعمر ما خطر علي بالي تكون غير كده ،   ويوم ماعرفت هي تبقي مين طردتها من حياتي وطردتها بمعني طردتها قولتلها مش عايز أشوفك تاني واخرجي من حياتي لأن ساعتها شوفت نفسي صفير أد إيه أدامها رغم كل الوجع والألم اللي جوايا بس عملت كده ،  ورعدت سنين وسنين مانعرفش حاجة عن بعض ولا بنشوف بعض إلا ف الأحلام لحد ما قابلتها من جديد الحفلة إياها و إتفاجئت إنها لسه مستنياني وقدرت موقفي ساعتها ،  بنتك مش ساذجة وحضرتك عارف ده كويس ،  إحنا حبينا بعض وأنا تعبت وشقيت وكبرت عشان أبقي جدير بيها و جاي لحضرتك م الباب و أوعدك إنها تكون ف عيني هحفطها و أصونها وأراعي ربنا فيها و أكيد ده اللي يهمك  ، أما المستوي و الإمكانيات فعمري ماهبخل عليها بحاجة طول ماهي ف حدود إمكانياتي و إن شاء الله ربنا هيفتح علي و يرزقني إن شاء الله ، بس حضرتك تقول آه.

كان سراج يستمع إليه وبدأ الإعجاب به يتملكه و قد شعر حسن بذلك فزاد من حماسه في الحديث حتي قاطعتهم ديدي.

قالت :انت بتسمع ف إيه ؟؟!!! ده إسمه تضييع وقت ،  حضرتك ما عندناش بنات للجواز ،  جوجو اتخطبت خلاص لدكتور رامي ابن خالها والفرح قريب.
ووقفت وقالت :شرفت.

وما أن قالت حتي وقفا حسن وسراج في فجأة  و دهشة وصدمة.

و في تلك اللحظة كانت جميلة تنزل من أعلي و لم تكن تعلم بوجود حسن حتي إنها بلبس المنزل.

وما أن رأت حسن فرحت بشدة و تهللت أساريرها فقد فهمت سبب مجيئه ، وما سيكون سوي خطبتها!!
فأسرعت الخطي نحوه و جريت وتعلقت في وقبته تعانقه بشدة من سعادتها لكن حسن كان واجما لا يتحرك حتي أن يديه بجانبه فابتعدت قليلاً ولازالت تتعلق في رقبته.

نظر نحوها حسن نطرة طويلة حزينة ثم نزع يديها برفق وانصرف فأدركت جميلة وقتها أنه قد رفض فجريت خلفه تنادي عليه بكل صوتها :ارجع يا حسن  ، مش هكون لغيرك يا حسن ،  يا حسسسسن.

و عادت تنهج بشدة تتلاقط أنفاسها بصعوبة و تنظر بينهما.

ثم قالت :رفضتوه ليه ؟؟؟ عشان كان ميكانيكي ؟  بس هو أصلاً مهندس و دلوقتي مهندس ،  انت نفسك شوفتيه وعجبك يا مامي ، ليه عايزة واحد حسب و نسب وخلاص ؟ و لا العرسان عندك تيمو وميدو و كوكي ولاد صحابك اللي بتعرفيني عليهم ؟! لا حسن راجل ، إزاي ما تعرفيش يعني إيه راجل وانت متجوزه بابا ؟!   الرجولة عندي يعني حسن ،  و قلبي ما دقش و لا هيدق إلا لحسن.

ديدي:مفيش داعي لكل ده ، رامي ابن خالك خطبك و أنا وافقت وخلاص.

جميلة :راااااامي ؟!  ده أنا ما بقبلهوش أصلاً أتجوزه ؟!!! أقولك ده حتي ما بقبلش أخوكي ده كمان ،  طالع فيها علي طول وبيتعوج علي خلق الله ، أنا مش هتجوزه ، مش هتجوزه ، مش هتجوزه.

و ظلت تكرر تلك الكلمة كثيراً بصراخ ثم صعدت جريا نحو حجرتها تبكي بشدة.

ونكمل الحلقة الجاية ،
شكراً لحسن متابعتكم،
NehalAbdElWahed

(حسن و ست الحسن والجمال)
الحلقة الثامنة عشر

                   ( بقلم : نهال عبدالواحد)

جرت جميلة باكية لحجرتها فنظر سراج لزوجته .

ديدي:مالك بتبصلي كده ليه ؟؟إوعي تصدق إني مش بحبك واتجوزتك عشان فلوسك زي ما قالوا.

سراج:هو فعلاً رامي ابن أخوكي خطب جميلة ؟؟

ديدي:أيوة.

سراج:أيوة كده مع نفسك من غير ما تاخدي رأيي ولا حتي رأي بنتك اللي هي صاحبة الشأن ونعرف بالصدفة!!!

ديدي:في إيه ده ابن خالها ؟! يعني أولي بيها م الغريب ،  هتلاقي حد أحسن منه لبنتك ؟!!!

سراج :هلاقي كتير ،  لا أنا ولا هي موافقين ولا بنبلعه لا هو ولا أبوه ، مش معني إني سايبك تشغليه ف المستشفى وتمسكيه كل حاجة إنه حبيبي ،  ده يادوب بقبل اسلم عليه عشان خاطرك وبس ،  وما تعمليش إنك متفاجأة لأن ده موضوع قديم ومفروغ منه.

ديدي:انت عايز إيه دلوقتي يا سراج ؟

سراج:مش بنتي اللي تتجوز غصب عنها وأنا عايش علي وش الدنيا.

ديدي:احنا اتفقنا علي كل حاجة خلاص.

سراج :انت ليه عايزة تكسري قلب بنتك ؟؟؟إيه شكلها ما وجعكيش ؟! عايزاها تنقهر ولا تعمل ف نفسها حاجة ؟!!

ديدي:دي عيلة صغيرة ماتعرفش مصلحتها.

سراج :انت عارفة كويس إنها لا عيلة ولا صغيرة.

ديدي: وعشان مش صغيرة يبقي تتجوز الموجود دي عدت التلاتين ،  ولا انت كنت عايزها تتجوز الميكانيكي  ؟!!!

سراج :راجل وبيحبها وهيشيلها جوة عينيه ،  صحيح كنت زنئه وبعصر فيه  بس ده عشان أجيب آخره ماهي بنتي الوحيدة برضو ،  لكن الحقيقة هو هايل.

ديدي:وانا عمري ما هسمح بالمهزلة دي كفاية متحملة عملة أخوك كمان البنت!!

سراج :إلزمي أدبك يا درية واعرفي كويس إني عمري ما هغامر بحياة بنتي وسعادتها.

وتركها وانصرف فجلست مكانها مضطربة تفكر.

مرت أيام وأيام وجميلة لا تخرج من حجرتها ولا تتحدث إلي أحد ،  أما سراج فكاد يجن من تصرفات زوجته الغريبة ويخشي بشدة علي ابنته ، لكنه ينتظر عودة أخيه من شهر العسل.

وذات يوم مرت دريه بجوار حجرة ابنتها و سمعتها تتحدث في الهاتف :الأحوال منيلة بنيلة بس مش عايزة انكد عليك  وانت عريس جديد .
 أكملت وبدأت في البكاء :تصور حسن يجي لحد هنا يخطبني وهم يرفضوه ،  أيوة كنا عارفين ، بس وضعه دلوقتي اختلف كتير ولسه كمان ،  لا وكمان قال إيه رامي هباب خطبني والست مامي وافقت واتفقت معاه علي كل حاجة ، يعني هتجوز غيره وغصب عني وكمان سي زفت ده ،   اكتر اتنين ما بقبلهمش ياأخي ،  خلاص اتكتمت ،  هموت يا ممدوح تعبت مش عارفة اعمل إيه ، قاطعتهم كلهم والله ، ماأنا لا يمكن أتجوز غير حسن ، مش انت عمي برضو ما ينفعش تبقي وكيلي ،  اسيبهم واجيلك و تجوزهولي واحطهم كلهم أدام الأمر الواقع ،  تبقي تبل اخوها وابن اخوها ده وتشرب ميتهم ، وتوريني هتعمل إيه ؟!!

وهنا دخلت أمها وهجمت علي ابنتها و شدت منها الهاتف وهي تقول :هوريكي هعمل إيه ؟؟!!

وفتحته وكسرت شريحته و أخذته ووضعته في جيبها.

جميلة :ليييييييه؟؟عملتلك إيه ؟ بتعذبيني ليه؟؟ برضو مش هتجوزه.

ديدي:عايزة تهربي وتفضحينا ؟؟!!

جميلة :برضو مش هتجوزه ، ومش هتجوزه يعني مش هتجوزه واللي عندك اعمليه.

فصفعتها أمها علي وجهها وخرجت وأغلقت الباب عليها بالمفتاح وانصرفت وظلت جميلة تضرب الباب بقوة و تصرخ وبعد فترة سكتت فلا فائدة وأصبحت تتمني لوتموت لترتاح مما هي فيه.

كانت أمها تخرج يومياً لشراء لوازم الزواج والعروس  حتي فستان زفافها و الكوافير كل ذلك ولا تزال تحبسها داخل الحجرة وسراج لايعلم أي شيء فلا يعلم سوي أنها لا تريد لقاءهما ولا الحديث معهما ، فقد وضعت أبيها مع أمها في قفص الإتهام و أنهما المسئولان.

لكن ذات يوم وكانت ديدي بالخارج وأراد سراج الدخول لإبنته للتحدث معها خاصة ما ينتظره قد حدث فقد عاد ممدوح وعروسه من شهر العسل ،
لكنه عندما حاول فتح الباب وجده مغلقاً فظن أنه جميلة هي من تحبس نفسها.

وبعد أن طرق كثيراً سأل أحد الخدم فأخبروه بما أقرت ديدي من عدم فتح الباب هدا إلا في وجودها ومن أجل إدخال الطعام فقط رغم أن صينية الطعام تخرج كما تدخل.

جن جنون سراج واتصل بزوجته مراراً دون فائدة فهاتفها مغلق فنزل وركب سيارته يقصد بيت أخيه.
وصل سراج لبيت أخيه ودخل وبعد قليل جاءته سارة مرحبة به أشد الترحيب.

سارة :يا أهلاً  يا أهلاً ،  البيت نور.

سراج :أهلاً بيكي ، حمد الله علي السلامة.

سارة :الله يسلمك  ! ده ممدوح هيفرح أوي والله ، ثواني أصحيهولك.

سراج:آسف جداً عل إزعاج ، وجيت من غير ميعاد .

سارة :آسف ده إيه !  ده بيت أخوك يعني تآنس وتشرف ف أي وقت.

وأشارت لأحد  الخدم ثم أتي بصينية بها كوب من العصير فأخذتها منه وسارت نحو سراج تقدمه إليه.

سراج :متشكر أوي وبنفسك كمان  !!

سارة:طبعاً ، ده انت الغالي أخو الغالي.

سراج :مش انت أخت حسن ؟ لو ممكن تكلميه يجي دلوقتي.

سارة :آه أنا أخته فعلاً ، هو أصلاً زمانه علي وصول.

وتركته و اتجهت نحو المطبخ ثم صعدت لأعلي ودخلت حجرتها وكان ممدوح نائماً فأوقدت النور وجلست جواره لتيقظه في دلال.

سارة :قوم ياحبيبي ،  قوم أوام.

فتح ممدوح عينه وقال :يا صباح الهنا.

سارة:صباحك فل با قلبي مع إننا بعد الضهر.   فضحكا.
وأكملت :اتفضل قوم أوام ، حزر فزر مين مستنيك تحت  ؟؟

فجلس وقال :مش هحتاج أحزر ولا افزر أكيد حين وفتحي ، باقولك إيه خليهم مستنيين وتعالي جنبي أقولك كلمة سر.

فضحكت وقالت :لا مش حسن ولا فتحي ، ده أخوك سراج.

فقال في دهشة :سراج أخويا ؟!! انت متأكدة ؟ يعني جميلة معاه ؟؟

سارة :لا جميلة مش معاه ، ومتأكده إنه هو.

ممدوح :قلقان عليها أوي ،  غطسانة من مدة وتليفونها مقفول.

سارة :واضح إن في حاجة لأنع عايزك ضروري .

ممدوح :إده انت رايحة فين ؟

سارة :يادوب عبال ماتقعدوا مع بعض أكون جهزت الغدا ، ده الغالي أخو الغالي.

ممدوح :بنفسك ؟!!!

سارة :إيه هتعترض من أولها ؟

أنا ست البيت ولازم أدخل المطبخ.

ممدوح :أحلى ست بيت ، تسلم إيديكي مقدماً.
وقبل يدها.

فقامت وقام هو واتجه نحو الحمام وخرجت ونزلت هي نحو المطبخ ودق الباب فذهبت وفتحت وكان حسن وفتحي فسلمت عليهما فنظرت ناحية أخيها وإلي الداخل فلم يفهم .

حسن :إيه مش علي بعضك ليه ؟ جينا ف وقت مش مناسب ؟ وبعدين إيه الحلاوة دي كلها ؟!!

فوجد سراج أمامه فوجم قليلاً وبدأ يتراجع و هم بالإنصراف فأوقفته سارة قائلة :استني ده جه وطالبك بالإسم.

فرد حسن باستخفاف :وده من إيه ؟!

سراج :من فضلك يا حسن محتاج اتكلم و تكون حاضر كلامي.

فتحي :طب هبقي اعدي  وقت تاني.

سراج :لا خليك.

وهنا نزل ممدوح و ينظر بين الجميع ويلمح التوتر السائد فاتجه مرحباً بأخيه أفضل ترحاب ثم سلم علي فتحي وحسن.

ممدوح :اتفضلوا يا جماعة واقفين ليه ؟

فجلس الجميع خاصة حسن الذي جلس متكدرا فربتت عليه أخته وذهبت.

حسن :خير ياباشا عرفت إنك عايزني.

سراج :أنا عارف إنك واخد موثف مني ،  بس والله ماليش ذنب ،  والله كنت زيي زيك بسمع لأول مرة بموضوع الخطوبة ده.

حسن :ليبييه مش أبوها برضو ؟!!

ممدوح :بالراحة ياحسن ،  في إيه يا سراج وفين جميلة ؟ ما جاتش ليه ؟!

سراج:أنا فوجئت بموضوع الخطوبة ده ، وعمري ما كنت هوافق علي ابن عزت ده.

ممدوح :سبحان الله ماحدش بيقبله أصلاً !

سراج :طول عمر ديدي بتجيب عرسان لجميلة وهي بترفضهم و يفضلوا يخبطوا ف بعض ، اشمعني المرة دي وافقت من برة برة ، مارامي طول عمره موجود إيه اللي جد ؟!  البت مقطعاني مع أمها وحطاني ف كفة واحدة معاها ، واللي زاد وغطا إني اعرف إنها حبساها ف أوضتها يادوب تدخللها الأكل.

ممدوح :كده يبقي في حاجة غلط ، ديدي طول عمرها بتحب تترسم لكن مش سودا كده.

سراج :ما ده اللي بقوله.

فتحي:تسمحلي بكلمة ياباشا .

سراج:اتفضل.

فتحي:من زمان لما جميلة خدت منه بنتي المستشفي كانت واقعة واتعورت ف وشها ومحتاجة خياطة نضيفة ، ويوم ما كانت بتفك الخياطة مني مراتي راحت معاها وساعتها خالها ده قابلهم وحش وفضل يرمي بالكلام عل أشكال دي و مش عارف إيه وجميلة ردت عليه تمام وغسلته ، وقالتله ف وشه إن المستشفي باسم الست والدتها وهو يادوب بيديرها.

ممدوح :عايز تقول إيه ؟!!

فتحي:كأنه تار بايت ! بس ياتري المستشفى لسه بإسمها ؟

سراج :من زمان أول مااتخرج بسلامته طلبت مني أفتحله عيادة يعني أخته وعايزة تقف جنبه ، فجبت المستشفى دي وكاتبتها باسمها وقلتلها خليه يشتغل فيها طبعاً ده عشان خاطرها وقلت برضو ده هيبقي خال ولادي يبقي حاجة تشرف ، ومن يومها وهو ماسكها وبيديرها وبصراحة عمل شغل وتوسعات كتير فيها ويادوب بيدي لديدي نصيبها وبس  .

ممدوح :طب يعني كان عايزها تكتبهاله ولما رفضت فكر يناسبكم ويضمن كل حاجة؟؟!!!

سراج :في حاجة غلط ، حاجة ف سر قلبتها علي بنتها الوحيدة ، وبعدين رامي ده يجي إيه ف اللي كانت بتجيبهم لها قبل كده.

حسن :متهيألي في حاجة تخص المستشفي حاجة لازم تبقي قوية عشان تضغط عليها كده .

سراج:أنا جاي أفكر معاكم بصوت عالي حاسس إن في حلقة مفقودة ، حاسس إن في مصيبة هتحصل.

وهنا جاءت سارة وقالت :كفاية كلام بأه ، اتفضلوا الأكل جاهز.

ممدوح:اتفضل يا سراج ، أحلي أكل هتدوقوا دلوقتي ، ناكل الأول وبعد كده ربنا يفرجها ، اتفضلوا يا جماعة.

وجلس الجميع علي السفرة وسارة تجلس بجوار زوجها سراج ينظر نحوهما وأدرك سر إعجاب ممدوح بسارة.

إنها تلك الطيبة والعفوية و الشخصية الحنونة وهو ما كان يحتاجه ممدوح منذ توفي والديه.


ونكمل الحلقة الجاية ،
وشكراً لحسن المتابعة،
NehalAbdElWahed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي