رواية-العوض الجميل - الحلقات 19:21- بقلم نهال عبد الواحد - مجلة سحر الروايات



( العوض الجميل)
الحلقة التاسعة عشر

بقلم:نهال عبد الواحد
جلست شفق تفكر وتتزاحم الأفكار برأسها وتفكر في كلام هالة ثم فجأة وقفت وكأنما قررت أمراً ما.

اتجهت شفق تقف أمام ملابسها و كانت حتي بعد أن صارت زوجته إلا أنها لازالت متحفظة في ملبسها إستحياءا فلا تخرج من حجرتها أبداً إلا بلبس متحفظ.

لكن يبدو أنه قد حان الآن موعد التغيير وقفت تنظر وتختار بعينها حتي قررت ما سترتديه و أبدلت ملابسها بالفعل.

كان فستان حمالة وقصير للركبة ضيق من أعلي وحتي الخصر وينزل بإتساع وعاري من الظهر والصدر وأسدلت شعرها البني الطويل وتركته بشكل مموج و وضعت بعض مساحيق التجميل ثم وضعت طلاء شفاه أحمر ناري و رشت عطرها فواحا وارتدت صندلا ذات كعب عالي خلخال ونظرت لنفسها في المرآة واكتشفت أنها جميلة حقاً وتمتلك جسداً أنثويا.

وقفت عند باب حجرتها خلف الباب مترددة أن تخرج هكذا و تشعر بخجل شديد من هيئتها المثيرة تلك هو الحل الأمثل للحفاظ على زوجها ممن لا تعرف الحياء.

كانت شفق قد تأخرت فاضطرت هالة لوضع الغداء بعد إلحاحات من وليد وهي حزينة من داخلها متغيرة شفق تلك ليس وقتها.

كان وليد يجلس على رأس السفرة وعلي يمينه جلست سها وعلي يسار ترك الكرسي الأول فارغ وبعده جلست الطفلة ثم هالة.

كانوا يأكلون ويتسامرون بمعني أوضح سها و وليد هما المتسامران وكأن سها قد ضمنت وليد و ضمنت رجوعه لكنها مسألة وقت والغريب أنه لم يسأل عن شفق حتي الآن.

وبينما الجميع يأكل إذا بصوت لكعب حذاء مع صوت خلخال مع كل خطوة ثم رائحة عطر تفوح في المكان استنشقها وليد وهو يأكل فأغمض عينه بإبتسامة دون أن يلتفت بينما تنظر هالة والطفلة نحو شفق بإنبهار وسعادة من هيئتها تلك فهي تهبط الدرج كالسلطانات التي تجيء آخر المدعويين.

لكن سها وجمت وسقطت الشوكة من يدها وظلت جاحظة العين وفارغة فاها فلم تتوقع أن ذلك الحجاب يخفي الكثير لقد صارت المنافسة هكذا أصعب ما يكون.

لكن وليد لم يلتفت بعد لكن لا يزال يستنشق ذلك العطر الرائع و ينصت لصوت تلك الخطوات بإبتسامة لازالت علي وجهه لكن علي أية حال ذلك لم يتوقع تلك الهيئة إطلاقاً.

وصلت شفق للسفرة وانحنت ناحية وليد تقبله علي خده فنزل معها شعرها فغطي وجهه.
شفق:سوري اتأخرت.

فتفاجأ من فعلتها الجريئة التي لم يعهدها من قبل ففتح عينه إليها ولم يصدق مايري وفجأته تلك أشد من الأولى فجذبها من يدها نحوه فاقتربت للغاية فهمس لها بأذنها بطريقة مغرية :وقعتك سودا بأه مدارية كل ده عني!!

فابتسمت متحرجة وتورد خديها فجذبها نحوه ثانياً و همس في أذنها :اللوك ده ما ينفعش معاه كسوف.

فلازالت مبتسمة وهمت بالجلوس مرة أخرى بجذبها نحوه مجدداً وهمس من جديد :قربي كرسيكي!

ففعلت وجلست فلم ينزل عينه من عليها.

الطفلة:شكلك حلو أوي يا مامي إنهاردة.

شفق:أصل إنهاردة عيد ميلادي.

الطفلة:Happy birthday mum

شفق: Thank you my pretty princess

سها:إده !! إزاي عيد ميلادك إنهاردة ومفيش أي بارتي ولا هتعمليها آخر الأسبوع ؟؟!!!

شفق:بارتي !! ليه ؟!!

سها:لييييييه ؟!!!!

هالة:احنا بطلنا البارتيهات اللي عمال علي بطال والحمد لله.

سها:امممممممم !!!

فهمست الطفلة لشفق وقالت:مين الست الرذلة دي ؟؟

شفق بهمس:ششششششش..عييييييب!!!

سها:وانت عادي كده موافقة انه ما يتعملكيش عيد ميلاد ؟؟

شفق:دي شكليات ما لهاش لازمة وماتفرقش معايا ، وجود وليد جنبي بالدنيا وما فيها و بعدين هو جاب لي هدية.... شوفي يا ماما وليد جابلي إيه عشان عيد ميلادي.

ومدت بيدها لتريها الخاتم الجديد.

هالة:عقبال ميت سنة يا قلبي ويعيش ويجيبلك يا حبيبتي.

فنظرت شفق لوليد وقالت بسعادة:تعيش وتجيبلي حبيبي.

فمسك يدها وقبلها ثم بدأ يطعمها بيده وهو ينظر نحوها وكان يقصد إطعامها بيده ليتلمس شفتيها وهو يطعمها.

ظل وليد ناظرا إليها وكأنهما معاً ولا أحد ثالثهما فلم يعد وليد للإلتفات حتي إنه ليحارب عينه أن تطرف حتي لا تغيب عن ناظريه بتلك الهفوة.

مسك وليد هاتفه واتصل وقال : آلو!  خد الرجالة واطلعوا كلكم برة الجنينة والفيلا كلها وما حدش يدخل لأي سبب غير لما يتصل هو أو اتصل أنا، أدامكم عشر دقايق وبعدها اللي هلاقيه هقلعله عينه من مكانها.

وأغلق الخط وأكمل طعامه وإطعام زوجته ومداعبتها بغمزة من عينه حينا أو بخبطة من قدمه لرجلها حينا  أخري.

وكانت سها تتابعهما بحقد شديد فكأن ذلك وليد جديد لا تعرفه أبداً.

انتهيا من الطعام ثم أخذ وليد شفق و خرج بها للحديقة ومشيا معاً بأيد متشابكة.

شفق:امممممم!! عشان كده كلمت رجالتك يخرجوا برة ؟؟!!!

وليد:اممممم!!! الإحساس بالتملك ده إحساس لذيذ أوي ، كوني أحس إن حبيبتي ملكي ، بتاعتي ، و مش من حق أي حد حتي إنه يشوف جمالها ولا يلمحها غيري .

فابتسمت وسحبت عينها من عينه فرفع وجهها إليه من جديد وهو مقترب منها وينظر بداخل عينها.

وليد:بس سوري أنا اتعودت عل لوك ده ، ماليش دعوة بأه.

فضحكت. فأكمل:إوعي تشكي تاني ف حبي ليكي ، مش هنكر إني إتفاجئت بيها و اتهزيت جامد وما بطلتش مقارانات من جوايا ، بس عشان أأكد لنفسي إني كنت أكبر مغفل يوم ما وهمت نفسي إني حبيتها بس الحقيقة إني ما حبتش غيرك وما اتحبتش إلا منك.. هي عمرها ما حبتني وكنت بالنسبة لها منظر إجتماعي ، الإكسيسوريز اللي بتتزوء بيها أدام صحابها زوج مال وجاه و شكلي برضو يعني  !!!

شفق:قمر يا حبيبي!

فضحكا وتعانقا بشدة ثم ابتعد قليلاً وغني وهو يتمايل بها وهي بين ذراعيه :
يا محلي الدنيا وأنا جنبك
يا كل أملي محتاجلك
حبيبي يا عمري ما تسبنيش
  وحياة أغلي حاجة عندك
وما يحرمنيش منك وما يبعدنيش عنك

فاحتضنها وحملها و دار بها وظلا يتحدثان ويتسامران وانتهي الوقت بأن حملها وصعد بها لغرفتهما.

و سها تتابعهما من بعد بغيظ شديد وتتأكد أن ذلك لا تعرفه فهو شخص آخر.

وفي المساء وجدت هالة تجلس أمام التلفاز فجلست عندها فرأتها هالة بطرف عينها ولم تكترث لها واستمرت في  في المشاهدة و أكل اللب.

سها:أمال وليد فين ، هم خرجوا ولا إيه ؟؟!!

هالة:لا ف أوضتهم.

سها:لييييييه ؟؟؟؟!!!!!

فنظرت هالة نحوها دون تعليق وأكملت مشاهدتها.

سها:قصدي ليه يقعدوا لوحدهم كل ده ؟

هالة:واحد ومراته ، وإحنا مالنا ، الوقت إتأخر.

سها:وانتو بتفضلو قعدين كده ؟؟؟!!!

هالة:ما قولت الوقت إتأخر ، يعني الناس بتخش تنام ، تصبحي علي....

وتركتها فجلست سها تتأفف غيظاً منها ومن الجميع.

مرت أيام وأيام وسها لازالت معهم ولا يأبه إليها أحد فشفق تأخذ كل باله وكيانه وبمجرد اقتراب مجيء وليد من عمله تتبدل شفق لهيئتها الرائعة و المثيرة تلك.

وطوال وجوده في البيت لا يري ولا يجلس ولا يتحدث إلا معها وذلك يزيد من غيظ سها فهي تحولت لكائن مهمل لا قيمة لوجوده ، ومع ذلك لم تجلس أبداً مع ابنتها ولم تنتبه إليها أصلاً وبدأت تخرج من المنزل وذلك أقلق وليد وتكاثرت الأسئلة بشأن السبب لوجودها وتري ماذا تدبر ؟؟؟؟

ونكمل الحلقة الجاية ،

NoonaAbdElWahed



( العوض الجميل)
الحلقة العشرون

بقلم:نهال عبد الواحد
وذات يوم قد تأخر وليد كثيراً ولم يعد إلا في المساء وكان متعب للغاية وكانت هالة وشفق تجلسان أمام التلفاز بينما سها تجلس عن بعد و يبدو أنها تتحدث شات مع شخص ما.

دخل وليد متهالكا فسلم علي أمه وشفق وارتمي علي إحدي الكراسي.

شفق:إتأخرت كده ليه ؟؟

وليد:الشغل كان كتير إنهاردة وهلكت ،آاااه !!

هالة:الله يقويك يا حبيبي أخليهم بأه يحضروا الأكل شفق ما رضيتش تاكل ومستنياك ، وشكلك انت كمان ما كلتش حاجة.

وليد:لا لا أنا مش قادر ، عايز أنااااااام ! عايز حد يشيلني ، كان إيه اللي قعدني ، آه مش قادر أمشي أصلاً.

فقامت شفق واتجهت ناحية المطبخ.

فقال وليد:ما تجهزيش حاجة مش هاكل ، كلي انت و ما تستننيش بعد كده.

فابتسمت وأكملت سيرها دون رد فتعجب منها وليد وبعد قليل عادت تحمل طبق كبير به ماء دافيء و ملح و وضعته علي الأرض أمام وليد ثم وضعت وسادة علي الأرض وجلست عليها ثم همت بخلع حذاء وليد فجذب قدمه نحوه وقال:لا لا هتعملي إيه ؟

شفق:استني بس هريحك.

وليد:لا ما يصحش اللي بتعمليه ده!!

شفق:لا ، يصح سيبلي نفسك انت بس وما لكش دعوة هريحك.

فاضطر لمجاراتها فخلع حذاءه وجوربه بنفسه فقد أبي عليها أن تفعل ذلك ورفعت له شفق أرجل بنطاله فوضع قدماه في الماء و بدأت شفق تدلك قدماه برفق وبدأ بالفعل يشعر بالراحة وهو ينظر نحوها بإبتسامة.

كانت سها تتابعهما من بعد بغيظ شديد لكنها كانت تبتسم بشيطنة تري ماذا تدبر سها ؟؟؟؟؟

وبعد أن انتهت شفق و جففت قدماه بمنشفة فهمت تقف وتحمل ذلك الطبق لكن بمجرد انحناءها لأسفل شعرت بدوار فجائي وكادت أن تسقط فلاحظها وليد فهب مسرعاً نحوها يسندها.

فقالت هالة:شوفتي قلة الأكل هقولهم يعملولكم سندوتشات خفيفة.

وليد:بعد كده كلي وبلاش تقعدي كده من غير أكل.

وبالفعل أكلا ثم تسندا بعضهما لبعض وذهبا للنوم.

وفي الصباح بينما كان وليد يتناول الإفطار مع أمه وابنته و شفق قبل ذهابهما إلي المدرسة  وكانت شفق تبدو مرهقة وشاحبة الوجه.

وليد:ما تأجزي إنهاردة شكلك تعبان.

شفق:لا يا حبيبي أنا حاسة إني أحسن.

هالة :طب كلي كويس وتتغدي معانا ولما وليد يرجع ابقي كلي تاني معاه ، عشان ما تقعيش حبيبتي.

وليد:اسمعي الكلام  !

فهزت برأسها أن نعم وابتسمت إليهم فقبل وليد يدها وأطعمها بضع لقيمات في فمها ثم جاءت سيارة المدرسة فسلمت عليهما هي والطفلة وانصرفتا.

وبمجرد أن ركبت شفق السيارة بدأت تشعر بالدوار أكثر وأكثر لكنها تحاملت علي نفسها وصمدت لتكمل اليوم لكن بمجرد وصولها للمدرسة أسرعت نحو إحدي الحمامات و تقيأت .

بدأت شفق في تدريس حصصها ولازالت تجاهد مع نفسها حتي سقطت مغشياً عليها أثناء شرحها في أحد الفصول.

وبعد أن أفيقت قررت العودة للمنزل فهي حقاً متعبة للغاية وطلبت سيارة وطلبت منها مديرة المدرسة أن ترتاح في المنزل حتي تستعيد صحتها وركبت السيارة واتجهت للمنزل.

بعد خروج شفق صباحاً كان يعتاد وليد النوم كل يوم لكن بعد فترة من الوقت خرجت سها من غرفتها متسللة تتلفت فيما حولها حتي وصلت ودخلت وليد وتسللت بهدوء داخل الغرفة وأخرجت شيئاً ما ولزقته علي الحائط المقابل للسرير وتبدو ككاميرا صغيرة.

كان وليد نائماً ومعطيها ظهره فخلعت ملابسها و رشت من عطر زوجته و دخلت بجواره والتحفت بغطائه و احتضنته من ظهره وقد شعر بها فابسم وقبل يدها ثم قال وهو مغمض عينيه:ما قلت ما تروحيش وخليكي ،كان لازم المشورة يعني !!

فلم ترد لكنها قبلته في رقبته و زحفت بيدها علي جسده وابتسم وتقلب نحوها وقال ولازال مغمضا لعينيه :كده يبقي الهوي اللي رماك.

فاحتضنها ثم دفعها فجأة بقوة كادت تسقطها أرضاً وفتح عينه وجلس من فوره و رآها إنها سها!!!

فصاح فيها:انت اتهبلتي ف عقلك ولا اتجنيتي ؟!! امشي برة... يلا برررررة !!!

فقالت ولا تزال تقترب منه :بحبك يا وليد ومش قادرة على بعدك... إديني فرصة!

وليد:وانا ما بقبلكيش يلا استري نفسك وغوري من هنا !!

ولازالت تعرض نفسها عليه وكلما تلمسته دفعها حتي صفعها بقوة علي وجهها لدرجة قد أصابتها بالدوار فظلت واجمة في مكانها لفترة لكنها فجأة شعرت بصوت أرجل وخطوات تقترب فظلت منصتة إليها حتي بدأ الباب يفتح فألقت بنفسها في حضنه وقبلته.

وبالطبع لم يكن فاتح الباب سوي شفق وقد رأت ذلك المشهد فظلت تفرك في عينها ظناً منها أنها تتوهم لكنها للأسف حقيقة.

وما كانت سوي لحظات حتي انطلقت جريا وهي تبكي بينما وليد قام مزعورا يدفع سها بقوة حتي اسقطها أرضا وظنت أنها هالكة لا محالة فهربت من أمامه نحو حجرتها وانطلق هو ليلحق بشفق التي تجري بدون هدف فلا تعلم لأين تذهب ؟!!!

و بمجرد أن خرج وليد للحديقة حتي وجد رجاله يأتونه ويلهثون جريا.

وليد:في إيه مالكم ؟ المدام خرجت أدامكم ؟!!

رجل 1 : المدام... المدام !!

فصرخ فيه :في إيه ؟؟ ما تنطق!!

رجل 2: المدام اتخطفت.

رجل 3:حد شدها ف عربية وجريت بيها.

وجم وليد للحظات ألجمت لسانه وكأنه قد أصيب بدوار فجائي ثم قال وكأنه قد شك في حاسة سمعه :إييييييه ؟!!

رجل4: المدام حد خطفها شدها ف عربية وجريت بيها.

فقال بصوت مختنق: وانتو كنتو فين ؟؟!!
ثم صاح فيهم :ولا انتو كمالة عدد!!!

رجل 3:يا فندم المدام كانت خارجة بتجري وشكلها غريب ويادوب خرجت ولاقينا العربية ف لحظة نزل واحد شدها وركب وف أقل من ثانية كانت جرت.

وليد:شكله إيه الواحد ده ؟؟ شكلها إيه العربية ؟؟ انطقوووووووا  !

فأخبره رجاله بمواصفات الرجل والسيارة وسار وليد يجر قدميه وارتمي علي أقرب كرسي ويشعر بدوار شديد وكل أطرافه متجمدة عن الحركة وعقله قد شل عن التفكير.

وجاءت هالة مهرولة والتي قد سمعت كل ما دار.

فقالت بفزع:إيه يا وليد اللي بسمعه ده ؟؟؟؟!!!!

فهز برأسه أن نعم بصدمة ويفرك جبهته ثم يمسح رأسه بقوة ويشد شعره.

هالة:اهدي يا حبيبي عشان تعرف تفكر صح .

وفجأة وقف وليد ونادي رجاله مجدداً وقال :شفق بنتي ، روحوا المدرسة بسرعة وهاتوها دلوقتي.

فانطلق الرجال.

هالة:مالها شفق كمان ؟؟ناوي علي إيه ؟

وليد:مش عارف ،بس يمكن حد يقصدني أنا و عايز شفق تفضل هنا ف البيت تحت عيني عشان ما اتشتتش ، عايز أفكر ، عايز أفكر  !

وهو يضرب جبهته بيده ثم سقطت دموعه فجأة ويقول بخيبة أمل :شفق كده ضاعت ولا إيه ؟ماما أنا ماقدرش أعيش من غيرها ، دي هي الحاجة الحلوة اللي ف حياتي ، دي حبيبة عمري ، دي أجمل وأحن و أطيب قلب ، هي النور اللي نورلي طريق التوبة وقربني لربنا ، هي عوض ربنا الجميل لي وليكي ولفوفا ، هي ملاكي، أعمل إيه ؟ اعمل إيه ؟عايز أفكر ! عايز أفكر  !مخي مشلول.

ولازال يضرب علي جبهته ويفرك وجهه.

فقالت هالة وهي تربت عليه :اهدي طيب ، إهدي حبيبي عشان تقدر تفكر.

فضمته إليها و وضعت رأسه علي رجليها وهو يغمض عينه ولازالت دموعه تتساقط وأمه تربت عليه.

مر بعض الوقت ثم نزلت سها متبخترة وجلست أمامهم تضع ساقا فوق الأخري وتهزها بإستفزاز ثم قالت ببرود:إيه الدوشة دي هو في إيه ؟؟

فنظرت إليها هالة وتنهدت واستدارت بوجهها عنها.

سها :ما تردوا!!

فهب وليد واقفا أمامها بهيئة أفزعتها فلا تزال تلك الصفعة تؤلمها فقال بصوت أشبه بالصياح :شفق اتخطفت.

ولا تزال تهز بإحدي ساقيها فوق الأخري وتشعل سيجارتها ثم تنفخ دخانها بهدوء ثم قالت بنفس البرود :معلش بكرة تلاقيها.

فرد بصرامة وتوعد:إن شاء الله ، ومش هرحم اللي اتجرأ وعملها.

فردت :هو مفيش حد يعملي قهوة ؟

فصرخت فيها هالة :هي البعيدة جبلة للدرجة دي!!  مش كفاية متحملينك كل ده وانت لازقة بغرة!!  يا شيخة إرحلي واعتقينا بأه.

فقالت ببرود:أنا قاعدة ف بيت بنتي.

هالة :بنتك ؟!!!!!

سها:انكري دي كمان ! أنا غلطانة إني جيت أشوف مالكم.

ثم صعدت لتلك الحجرة التي تسكن فيها ولازال يتابعها بعينه بنظرة حنق و توعد حتي ذهبت وأغلقت الباب خلفها.

فصرخت فيه أمه:وأخرة الحية دي إيه ؟؟ انت ليه مخليها معانا ؟؟ انت مصدق إن عندها مشكلة بجد ولا مصدق إنها قاعدة عشان بنتها ؟؟!!!

اقترب وليد من أمه ومسك بيدها وخرج بها للحديقة في مكان بعيد عن شرفة الحجرة التي تسكنها سها ثم رد بصوت هاديء :لا طبعا مش مصدق كل ده ، زي ما عارف ومتأكد إن وراها سر وراجعة لسبب ف دماغها ، لكن حكاية بنتها دي أنا عارف من زمان إن عمرها ما خطرت في بالها ، تنكري إنها سبب مرضها ؟ تنكري إنها رميتها وهي مولودة و اتنازلت عنها قصاد شوية فلوس ؟وآهي قاعدة هنا من إمتي ؟!!  عمرها قعدت معاها ولا بصيت ف وشها حتي من ساعة ما جت هنا ؟؟ دي ما حصلتش حتي الحيوانات... دي....

وفجأة وجد ابنته أمامه.....

ونكمل الحلقة الجاية ،

NoonaAbdElWahed


( العوض الجميل)
الحلقة الحادية و العشرون

بقلم :نهال عبد الواحد
وفجأة وجد ابنته أمامه فارتبك كثيراً هو وهالة وأخذا يتبادلان النظرات ويبحثان عما يقولونه لها.

الطفلة:يعني الست دي تبقي مامي ؟! يعني مامي مش عند ربنا زي ما قولتولي ؟!!

سكتا إثنانتهما قليلاً ثم قال وليد:أيوة هي مامتك ، بس هي ولدتك ومشت اختفت ماعرفتش طريقها وانقطعت كل أخبارها فقلت أكيد ماتت.

الطفلة:وليه ما قولتوليش أول ما جت؟ وهي ليه ما قالتليش ؟!!!

وليد:خفنا عليكي حبيبتي أحسن تتعبي تاني.

الطفلة:بس أنا مش بحبها وبخاف منها ، بشوفها ف الحلم ماسكة نار وبتولع ف البيت.

هالة:صدقتي يا بنتي.

الطفلة:إيه ؟؟

هالة:قصدي يعني ده حلم ما تحطيش ف بالك.

الطفلة:بس إزاي تبقي مامتي ومش بحبها ؟!!!

وليد:انت بس عشان ما تعرفيهاش، فوفا يا فوفا استني!!

وتركتهم الطفلة وصعدت جريا.

هالة:كان لازم تقولها يعني ؟

وليد:هي كده كده سمعتنا، وبعدين بصراحة كويس إنها سمعت وعرفت ، الواحد كان شايل همها وحاسس انه شايل ذنب كبير.

هالة:حبيبتي ! شايف بتحلم بإيه ؟؟ زي اللي قلبها حاسس، شفق اللي كانت هتعرف تتصرف كويس ف الحكاية دي.

وليد وهو يفرك وجهه:آاااااااااه ياااااااااالله!

هالة:مالك بس ؟

وليد:كل ده ومالي!!

هالة:هو أكيد أخوها اللي عمل العملة دي ، كانت دايما بتقولي يوم ما يعرف طريقي هيقتلني.

وليد:بس الأوقع إنه يبتزها ويجي يكبش مني.

هالة:قصدك إيه ؟؟

وليد:إحساسي ماشي ف إتجاه كده اتمني يكون صح ، دلوقتي هروح لواحد صاحبي ظابط يدبرني اعمل إيه مش هضيع وقت أكتر من كده ، بس ما تحكيش ولا حتي أدام نفسك.

هالة:يعني إيه ؟!!

وليد:يعني الإحتياط واجب.

وتركها وذهب لغرفته يبدل ملابسه وفجأة لاحظ تلك الكاميرا الصغيرة فنظر وابتسم وهز برأسه أن نعم فتأكد الآن أن لسها دور في خطف شفق لكن كيف ؟؟ وماذا تدبر؟؟؟

وبينما كانت سها في غرفتهاإذ بباب الغرفة يطرق ففتحت فوجدت الطفلة أمامها فتنهدت بتأفف.

سها:نعم ! خير ! هي التانية تغور من هنا و انت هتلزقيلي ؟؟ أنا لا لي ف مذاكرة ولا حكاوي ولا كل الهبل ده.

الطفلة:وأنا ماقولتش إن حضرتك تعمليلي كده ، مامي شفق بتعملي كل حاجة.

سها:وهي غارت وإن شاء الله ما ترجعش تاني.

فصرخت الطفلة :ما تقوليش عليها كده.

فجاء وليد علي اثر صوت ابنته واحتضنها مسرعاً وقال:إيه يا حبيبتي مالك في إيه ؟

الطفلة:بتقول علي مامي شفق إنها غارت.

وليد وهو يلتفت لسها تكاد تخرج من عينه شرر تحرقها:إلزمي حدودك وإياكي تجيبي سيرتها علي لسانك.

سها:وانا مالي !  انتو واقفين عندي وعايزين تتخانقوا وخلاص !!

الطفلة:هو انت يا بابي زعلت مامي شفق وخليتها تمشي.

فسكتت قليلاً وشرد وتذكر ذلك الموقف الذي رأته شفق و ظنت به ظن السوء كما ترآي لها.

فصرخت الطفلة: يبقي عملت كده عشان تتجوز مامي دي .

وليد:لا طبعاً.

سها:وأنا اللي بحسبك هتغير رأيك !

وليد:لا ما تحسبيش، ده بعدك.

الطفلة:أنا كنت جاية أسألك هو انت فعلاً مامتي ، بس انت فعلاً شريرة.

سها:أنا برضو اللي شريرة ولا هي ؟!! هي سرقت باباكي اللي هو جوزي وسرقتك انت يا بنتي.

الطفلة:لا انت بتكذبي ، مامي شفق حبتني من قبل ما تعرف بابي وانت أصلاً ما كنتيش موجودة من زمان ،أنا عمري ما شوفتك ولا حتي شوفت صورة ليكي ، أنا ما بحبكيش ما بحبكييييييش.

و انصرفت جريا تبكي و تصرخ بين الغرف تبحث عن شفق ووليد يحاول تهدئتها حتي أخبرها بأنها قد اختطفت فوجمت وسكتت تماماً فحملها وذهب بها لسريرها وضمها إليه يحتضنها ويهدهد فيها حتي هدأت ونامت فانسحب بهدوء من جوارها وخرج بخفة وسار ينوي الخروج لمقابلة صديقه الضابط وقد أخبره أنه يريد لقاءه دون إخباره بأي تفاصيل.

لكنه ما أن اقترب من باب الغرفة التي فيها سها والتي هي قريبة من السلم حتي سمع صوت ضحكاتها يعلو فوقف ينصت خلف الباب.

سها:ده أحسن يوم ف عمري كله ولسه... أظن صاحبك ارتاح وهدي كده... المهم بأه عايزينها تبقي ملعوبة صح ، هه هتطلب كام ؟؟.... إيه بس ! انت عبيط و لا إيه ؟؟.....اضرب الرقم ده ف تلاتة علي أدنا... وحياة رميتك لي يا وليد لدفعك التمن غالي... وحياة القلم اللي ضربتهولي ده لأردهولك أضعاف... المهم هتقول إيه ؟...تمام... بس حتي بعد ما يبعت الفلوس مش عايزاها ترجعله عايزة أقهره... صح كده... موتها ولزقها لصاحبك الاهبل ده واهو يغور ونقسم الفلوس علي اتنين بدل تلاتة و وليد يعيش مقهور طول عمره هو وأمه الحيزبون دي ما بقبلهاش أبداً الست دي... ولا أقولك عندي فكرة أحلي وأحلي وهتيجي علي هواك.... بالظبط هههههههههههه.... غيرة إيه يا بني ده بيزنس... وخلي بالك الخيمة اللي عندك دي مخبيةتحتها كتير أوووووي .......جداً و هتعجبك مووووووت.... المهم لازم الفيديو ده يتسجل لقطة بلقطة عشان يفضل طول عمره مذلول و موجوع وسواء ماتت ولا عاشت هتبقي خلصت بالنسبة له.. وليد ما بياخدش فضلة حد.. هههههههههه.... إده انت مش هناك ؟...أمال فين ؟...طيب طيب ممكن ابعتلك تصبيرة ، صورة صورتهالها من كام يوم عشان تصدق بس باقولك ايه ....باقولك... عايزاها ما تنفعش لأي حاجة تاني.... ماشي سلام.

أغلقت الخط وضحكت بشر وقالت:واخلص منك انت كمان وآخد أنا كل حاجة وألاعبك بأه يا سي وليد ، ماهيكون ساعتها ضهرك اتكسر هههههههههههه.

ولم تكن تعلم أن وليد قد سمع كل شيءوكان في قمة غضبه بل أكثر بكثير كان موج بحر هائج لا بل إعصار مدمر حارق.

أخذ نفساً عميقاً ليستطيع التصرف بحكمة وحتي لا يقتلها فوراً .

وفجأة وجدته أمامها فحاولت التصرف بتجاهل ولا مبالاة كأن شيئاً لم يحدث وابتسمت له لكنها وجدت صفعات متتالية علي وجهها حتي نزف فمها وأنفها  فجذبها من شعرها و شل حركتها بيده الأخري.

وقال بغضب شديد :والله كنت عارف إن لا عندك مصايب ولا حاجة ولاحتي جاية عشان بنتك، بس المصايب مقدور عليها وهجيبهالك لحد عندك وبالمستعجل، وبنتك والحمد لله لا طايقاكي ولا عايزاكي ، أد إيه الوطاية والقذارة مأصلة فيكي ، وهتقري بكل حاجة يا إما هدفنك مكانك.

وجذب منها هاتفها وأخذه وأخذ منها أي شيء أو جهاز يمكنها التواصل به وقال قبل أن يخرج وهو ينظر لها بإشمئزاز :إنسي إنك تخرجي حية من هنا لحد ماشفق ترجع وسليمة مافيهاش شكة الشوكة ، ولحد ما ده يحصل هتترمي هنا زي الكلبة ، وديني لا ندمك عل اليوم اللي رجعتيلي فيه هنا لا لندمك عل يوم اللي اتولدتي فيه، غوري ربنا ياهدك ويريحنا من شرك.

وتركها وخرج وأغلق الباب و وصده بالمفتاح.

ونكمل الحلقة الجاية ،

NoonaAbdElWahed

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي