رواية( حلمي العاصي) - الفصلين الخامس والسادس- بقلم ندا فرج سعد - مجلة سحر الروايات

حلمي العاصي-البارت الخامس

14/3/2020

لست كا من عاش الدهر ذليلاا
لست كسولاا أو شريرا

بل كما الصخر قاسي لست مطيعا أنا عاصي

لست مطيعا للواقع لست عبدا للماضي
أتحدي رياحي العاصفة ﻻحقق حلمي العاصي

سأمشي الطريق بعثراته مهما كان طويلاا
سأروض ذاك الواقع سأكون اليوم لئيماا

أحلم...أحقق
أنهض...وأحطم

لست رحيماا أو بأحلامي رقيقا
ليس الواقع جميلا بل أمسي مريرا

ولست هشاا أو ضعيفا بل كما الصخر قاسي أنا عاصي

-عاصي-

-بقلمي-

______________________

في مول....حيث يعمل وحيث بدايته الجديدة

يقف بمكانه حيث قسم التغليف بابتسامة بشوشة

يقوم بتغليف بضعة أشياء إشترتها سيدة شابة في منتصف العشرينات

لينتهي منها ويناولها إياه بابتسامة راضية

عاصي بابتسامة: اتفضلي

السيدة بابتسامة: شكراا ياجميل تصدق المول اول مرة يشغل ناس حلوة كدا

عاصي بضحك: ههههه طب ابقي شرفينا دايماا

السيدة باابتسامة: أكيد..انت اسمك اي

عاصي: عاصي

السيدة: عاصي! اسمك حلو أووي

عاصي: شكراا

السيدة: وانا أروي وياريت تقولي يااروي

عاصي بحرج: احم مايصحش

اروي: ليه..لتكون شايفني كبيرة في السنة اممم قول

عاصي: لا لا والله بس

أروي: مش بس إحنا خلاص صحاب

عاصي باابتسامة: ااا أكيد

اروي بابتسامة: تمام أنا ماشية أحسن لو اتاخرت عن كدا جوزي هيأكلني ههههه

عاصي: ههههه مع السلامة

ليستدير بضحك فهي سيدة في غاية اللطف ليسمع صوتا مناديا اياه
يلتفت ليتفاجاء

عاصي بدهشة: رائف

رائف بخبث: عصووو اي الأخبار

عاصي بضحك: اهو يااخويا زي ماانت شايف اي جايلي زيارة؟

رائف: هههههههه ايوا قولت أجي أبص عليك أول يوم وكدا اي الشغل عامل اي؟

عاصي: الحمدلله مش وحش

رائف: اممم ربنا معاك ياصاحبي شكلك فاضي

عاصي بملل: ااها حاجة زي كدا أصل القسم دا مفيهوش شغل كتير يعني خف....

يلتفت علي أثر شخصا يناديه

عاااااصي

عاصي: نعم

تعالي محتاجك

عاصي: جاي ثواني

ليلتفت الي رائف: معلش يارائف دا عصام شغال هنا في قسم المبيعات هروح اشوفه عايز اي وأرجع خليك هنا ثواني وخلي بالك

رائف بخبث: ولا يهمك روح

ليتجه حيث قسم المبيعات...

_____________________

طب ليه يامامي بتعملي كدا عاصي عملك اي وطنط عيشة عمرها ماعملت حاجة وحشة ليكي ليه مش بتحبيهم؟؟

ميرفت بغضب: بنت! إنت لسانك طول أووي وبقا لازم يتقص وأنا شكلي هربيكي

لتنزل فوقها ضرباا عنيف بكل قوتها نسيت أن صغيرتها لا تتحمل هذا العنف مع مشكله النحافة والضعف الذي تعاني منهما منذ صغرها

مني بسعال وبكاء: كح كح خلاا..خلاص يامامي كح..اه..اها

لتفقد وعيها أثر الضرب المبرح علي ظهرها وذراعيها ورأسها بيد أمها

ميرفت ومازالت تضربها: أنا هوريكي ازاي تقلي أدبك أنا هربيكي من أول وجديد أنا.......

لتهتف بقلق: م..مني مابترديش ليه؟

تمسك بذراعه لترفع وجهها مقابلا لوجهها لتشهق بخوف

كان وجهها أصفر جداا ولا يوجد لملامح وجهها أثر

ميرفت بخوف: مني مني مني فوقي مني قومي انتي كويسة ياربي أعمل إي

لتتجه نحو هاتفها بسرعة
تلتقطه لتتصل بزوجها علي عجل

ميرفت بتوتر: رد ياكمال رد أبوس ايدك

كمال مجيباا: ألو

ميرفت بسرعة: ألو كمال الحقني ابوس ايدك

كمال بخضة: في اي ياميرفت؟؟

ميرفت: م..مني أغمي عليها ووشها أصفر ومش عارفة أعمل فيها اي

كمال ببرود: ياشيخة خضيتيني وفيها اي يعني اغمي عليها صحيها بشوية ماية ولا قلمين علي وشها

ميرفت بعصبية: ياكمال بقولك وشها أصفر و...

كمال مقاطعا بغضب: بقولك اي ياميرفت أنا مش فاضيلك انتي والبت اللي كل يوم والتاني تعييا دي انا عندي شغل عايز أخلصه سلام

ليغلق الخط

ميرفت: كمال..كمال

لتتجه للمطبخ تحضر كوبا من الماء لتعود لتلك الفاقدة للوعي أثر ضرب أمها الوحشي
ترمي بالكوب علي وجهها ولكن لا رد

ميرفت ببعض الصفعات الخفيفة علي وجهها الأصفر: مني موني فوقي ياحبيبتي من...

يقاطعها جرس الباب
تتجه نحو وهي تدعي: يارب يكون دا رائف

تفتح الباب لتتفاجأ بأخر أمامها

إحم أنا أسف بس رائف كان قال إن مني تعبت امبارح فجيت أشوفها

ميرفت: تعالي ياادم جيت في وقتك الحقني

ادم بقلق وهو يدلف: خير يا....

لم يكمل حتي تفاجاأ بها فاقدة الوعي علي إحدي الآرائك شاحبة بشدة وكأنما أصبحت جثة هامدة لاحول لها ولا قوة

ميرفت بخوف: والنبي ياادم تعالي نوديها المس..

لم تكمل حتي أسرع اليها ليحملها

كانت ترتدي منامة منزلية كات ليخلع معطفه ليلبسه لها ثم يحملها بوضعية العروس لينزل بها الدرجات راكضا وتلك خلفه

آدم بصرآخ: وقفي تاكسي بسرعة جسمها متلج

ميرفت عند خروجهم للشارع الرئيسي تمد يدها لتهتف: تاكسي تاكسي

يقف لتفتح له الباب الخلفي ليضعه به ويركب بجانبها
لتركب ميرفت بجانب السائق والقلق مازال يعتريها

______________________

أووف اي دا؟

هتف بتلك الكلمات بتعب

ليرد عليه وهو يعبث بجواله: اي كان عايزك ليه عصام دا؟

عاصي: كنت بناوله شوية حاجات بس بجد كانوا صعبين أووي

رائف: معلش اشرب شوية ماية وخود نفسك أنا ماشي بقا

عاصي: ليه يارائف خليك

رائف بتوتر: ايه! ااا لا معلش خليها بعدين

عاصي بابتسامة: طيب سلام

رائف: سلام

عاصي باستغراب: ماله الواد دا مش علي بعضه ليه؟!
______________________________

في المستشفي
أمام إحدي الغرف

تقف والخوف مازال يعتريها
والآخر أيضا علي هيئته برعب شديد يدعو الله في سره أن يحفظها وتكون بخير

يخرج الطبيب ليسرع كليهما نحوه

ميرفت: خير يادكتور هي كويسة؟

الطبيب بعصبية: ممكن أعرف مين اللي عمل فيها كدا؟

آدم باستغراب: عمل اي يادكتور؟

الطبيب: عمل اي؟! البنت واضح انها اتعرضت لإعتداء بالضرب المبرح وهي ضعيفة وجسمها مااتحملش مما أدي انها فقدت وعيها بالشكل دا ومش بس كدا دي كان ممكن تموت فيها لأنها قطعت النفس بسبب المجهود والضغط النفسي اللي اتعرضتله

لتتجه أنظار آدم الي والدتها بشك ليسألها: مين اللي عمل فيها كدا ياطنط؟

ميرفت بتوتر: ااااا ه هي ااا يعني هو

وقد فهم كلا من الطبيب وآدم أنها الفاعلة

الطبيب بغضب: أنا أقدر أقدم بلاغ دلوقتي لكن مش هعمل كدا ثم أنا مش فاهم ازاي في أمهات كدا بيضربوا أولادهم بالطريقة الوحشية دي؟!!

ميرفت بدفاع عن نفسها: مش بربيها يادكتور!

الطبيب: بتربيها!

قولي بتموتيها بتعذبيها لكن دي مش تربية أبدا التربية مش بالوحشية والعنف دا بكرا ولادك يتملوو عقد من أعمالك وبدل ماتصلحيهم تخربي أعصابهم ونفسيتهم
كدا مش بتربيهم كدا بتجبريهم علي المشي في طريق غلط زي المخدرات والإدمان عشان يهربوا من الواقع البشع اللي عايشين فيه
ربي ولادك مش دمريهم وذليهم
عن إذنك دا بقا واقع مريض!9

ليتركهما مغادرا المكان بعصبية شديدة

تتجه أنظاره مرة أخري لها وهذه المرة محملة بالاتهام والتأنيب لتدير وجهها بعيدا عنه متحاشية نظرات التأنيب حتي تريح ضميرها وتبقيه مريضا دون عافية

______________________

بغضب: عاااااصي

عاصي باستغراب: خير يافندم في اي

المدير: افتحلي درج الأدوات

عاصي بااستغراب: حاضر بس في اي؟

المدير: جالي شكوة من عميل انه شافك وانت بتاخد حاجات من الدرج وتحطها في شنطتك

عاصي بصدمة واستهزاء: انا مستحييل أعمل حاجة زي كدا واتفضل حضرتك فتش بنفسك

ليتجه المدير نحو الأدراج يفتحها ليتفاجأ كل الواقفين بنقص في الأدوات "بلاستر ، ورق مكتب ، ورق هدايا...إلخ"

المدير: في اي ياعاصي

عاصي بصدمة: انا اااا

ليتجه حيث حقيبته تحت أنظار المدير الغاضبة يفتحها داعيا الله ألا يكون صحيحاا
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن

المدير: عاااااصي

تتجه أنظار الموجودين عاملين وعملاء إلي قسم التغليف والذي خرج منه الصوت

عاصي بصدمة ألجمت لسانه: اااااا

المدير بغضب وصراخ مشيراا بيده للباب الرئيسي آخر الصالة: براااااااااا

ليفيق من صدمته علي صوت صراخه..علي موقفه المخزي للعيان
يترك كل شئ ويخلع قبعته ويتجه للخارج تحت أنظار الوجود والتي كانت مشبعة بالشماتة

______________________

ينفع أدخلها دلوقت؟

نطق متسائلا بتلك الكلمات للممرضة المسؤولة عن حالتها

الممرضة: آيوا مفيش مشكلة بس ياريت من غير كلام كتيير لأنها تعبانة جدا

آدم: تمام

يدلف للداخل لتقع أنظاره في مواجهة أنظارها بمجرد دلوفه

لينطق بصوت دافئ: ازيك دلوقتي يامني؟

مني بتعب وبعض الخجل بعد ان علمت من الممرضة أنها من حملهت إلي هنا: كويسة

لينطق وهو يجلس علي كرسي بجانب سريرها: الدكتور قال انك تبعدي عن أي ضغط فحاولي علي قد ماتقدري تتجنبي الزعل

مني: حاضر بس

ادم: بس اي سامعك

مني بتردد: عايزة أقولك حاجة مهمة

آدم: قولي

مني: اوعدني الأول ان محدش يعرف اللي هقولهولك

آدم:ماتخافيش قولي

مني بحزن: بابا امبارح هو ورائف كان بيتفقوا علي عاصي

آدم باستغراب: بيتفقوا عليه! ازاي يعني؟

مني ببكاء: رائف قال لبابا انه هيدبس عاصي في تهمة سرقة حاجات من شغله الجديد عشان يطردوه وهو هيعمل كدا انهاردة

آدم بصدمة: انتي بتقول اي؟!

مني: دا اللي حصل الحقه ياادم لو سمحت عاصي مايستاهلش كدا

آدم: ياالله أنا عارف ان عمو كمال مابيحبش أخوه بس توصل للدرجة دي أنا هقوم أتصل بعاصي فوراا

ليخرج من العرفة سريعاا عله يطفئ النيران قبل أن تشب ولا يمكن إطفائها

————————————

حلمي العاصي-البارت السادس

14/3/2020

يسير بانكسار وخزي
ضاع عنوانه من رأسه آثر الصدمة
تاهت الشوارع وتاهت معالم وجهه الذي تلون بالبؤس واليأس

لم أفعل شئ..انا برئ
برئ من تلك الحياة التي لم أرغبها يوما
برئ من تلك الرياح التي بلا رحمة تقذفني أرضا

أين عنواني..أين بيتي؟
هل ضاع من رأسي أما طاحت به أمواج شطي؟

اين حلمي الذي سجلته بدفتري؟
مسحته ممحاتي؟ اما ضاع بين سطوري؟

أعطوا لحلمي حريته
أعطوه وأعطوني بدايتي

هل خانتني كلماتي لأطالب بحريتي؟
أما سجلت أقلامكم نهايتي؟

أين طريقي تبحث عنه عيني؟
أين النهاية التي رسمها قلمي؟

أما تشوه رسمي أمام خطة قدري؟
لم يعجبني نصيبي يوما أين فيه فرحي؟

أين عنواني...أين بيتي
أين أرضي...أين عزفي

       وأين حلمي

أين....؟

-بقلمي-

   

يرن هاتفه مخرجا إياه من جحيم أفكاره وشرارة أعصابه التي ستحرق محيطه وتسطر نهاية طريقه...وربما بدايته

ليمد يده لجيبه باإنكسار ودموع أبت أن تتحرر

-آلو..

آدم بسرعة: عاصي خلي بالك من رائف هيحاول يوقعك مع المدير هو ناوي علي كدا هي...عاصي رد عليا حصل اي؟؟

وكأن كلماته كانت الإجابة لأسئلته
فرغم وضوح الفاعل الا انه ماكان له أن يفكر بأن صديق طفولته ومراهقته وابن عمه من دمه قد يرتكب ذنبا كهذا بحقه

لتنتعش ذاكرته وهو يتذكر انه الوحيد الذي له أن يفعل هذا
والآن علم بسبب توتره هناك

اهااااة متألمة خرجت من فمه فهو كثيرا ماكان يلمح نظرات الغيرة في عيناه وكان يحاول جاهدا التغاضي عنها والتقرب منه ولكن..لم يتخيل أن يصل به الأمر لهذا الفعل الدانئ

ليجز أسنانه بغضب ناطقاا: رااااااائف

____________________

في منزل عزالدين....

تقف بالمطبخ بسعادة ومزاجها فوق السحاب
حتي الشمس التي ملأ نورها المطبخ كانت مختلفة اليوم

 تتمايل بخفة كما تتمايل أمواج البحر برشاقة علي صوت المذياع لمحطة تهتف بأغنية للشحرورة التي يعيدها صوتها لطفولتها وصباها

" قابلت كتييير وشوفت كتييير ولا شوفتش زي حبيبي أمير
قابلت كتيير فرشولي عشاني الأرض حرير

قابلت كتييير وشوفت كتييير ولا شوفتش زي حبيبي أمير
قابلت كتيير فرشولي عشاني الأرض حرير

ماانيش ريدااااه مانيش رايدااااااه
مانيش رايداه إلا هوو ماانيش رايداه"

يطالعها بحب فرغم مرور السنوات وتقدمها بالعمر إلي أن قلبها مازال شابا كما يقولون وروحها التي مذ أن عرفها وهي حلوة مشبعة بالرضا والبهجة ونفسها المحبة مازالت كما هي شابة بريعان خضرتها

ليهتف بنبرة هادئه حتي لا يفزعها: مش عارف مزاجك رايق علطول كدا ازاي؟ من يوم ماعرفتك لحد النهاردة وانتي كدا مفيش حاجة بتعكرك علطول صافية

عيشة بخجل: احم احم مفيش بس مبسوطة انهاردة عشان عاصي اول مرة ينزل شغل بالساعات دي واا  فخورة..فخورة بيه

لتكمل بفرحة: ماتتخيلش فرحتي وانا شايفاه بيكبر كدا وبقا راجل قدام عنيا بحس اني طايرة بيه فوق السمااا

كل مانبرت صوته بتزيد غلاظة
كل مابيطول سنتي عن اللي قبله
بحس اني بصغر قدام كبره

عزالدين بغيرة مصتنعة: احم احم أنا كدا هزعل لا حقيقي هزعل الواد دا بينافسني في مكاني دا لو لسه ليا مكان آصلا!

لتضحك بشدة: ههههههه لا يازيزو انت اللي في القلب بس عاصي واخد حتة صغننة قد كد...

يقاطعهم طرقات الباب

عزالدين متوجها للباب: أنا هفتح

يفتح ليتفاجأ وهو يراه أمامه بهيئة منكسرة يغمرها الحزن وسواد الملامح

ليتقدم ويدلف بصمت
دب الرعب بااوصالها عندما لمحته وهي بالمطبخ والذي علي يمين الباب
لتخرج وتتقدم منه بخطي متوجسة

عزالدين بقلق: مالك ياعاصي في حاجة حصلت في الشغل ياابني؟

تقترب منه وهي تراه واقفا باحباط وإنكسار والدموع عالقة بمقلتيه
تضع يداها بحنان علي كلا من وجنتيه وقد التمعت عيناه بحزن خفي

 لتهتف بقلق: ع..عاصي خير ياحبيبي حصل اي مالك قول ياابني حد زعلك ساككت ليه ياحبيبي مالك ياضنايا انت...

لم تكمل حتي ارتمي بأحضانها وجهش بالبكاء المرير شاهقاا بقوة واستسلام

وضعت يداها ممسدة علي ظهره بحنان

لم تتحمل لتبكي هي الأخري ويصدح صوتها بقلق وخوف: عاصي حصل اي ياحبيبي قولي

عزالدين بصدمة وقد بدأت بعض نغزات قلبه في العمل لينطق محاولا التماسك: مالك ياعاصي فيك اي اهدي ياابني مش كدا

لا------رد

فقط يبكي
يبكي الدموع التي عاشت حبيسة بعينيه
ينفث الألم الذي بات ساكنا بصدره
فقط يبك------ي

________________________

في المستشفي...

بعد أن اتصلت به لإخباره أنهم بالمستشفي حتي قلق عليها فهي بالنهاية ابنته
ذهب اليهم واطمئن منها علي صغيرتها ليعاتبها علي ضربها العنيف لها والتي ردت عليه بسخرية باانها من لايرحمهم بضربه لا يحق له معاتبتها

ليقاطع حديثهم دلوف رائف والسعادة تغمره ناسيا أين هو وأن أخته مريضة وبالمستشفي ليهتف بسعادة: عملتها يابابا عاصي اتطرد من شغله انهاردة

ميرفت بفرحة: احلف!

رائف: اه والله والمدير مسح بكرامته الأرض قدام المول كله

كمال بابتسامة خبث: أحسن خليه يشرب هو وأهله

رائف: انا مستني الحلاوة اللي وعد....

يقطع كلماته نظرات ذاك الواقف هناك أمام الغرفة والتي كانت محملة بالغضب والخذلان والتقزز

ليهتف باستهزاء وهو يصفق بيديه: لا برافو يا رائف حقيقي عملت انجاز انك طلعت ابن عمك اللي من دمك حرامي قدام الناس حقيقي مش لاقي كلمة توصف قد اي انت وس..

رائف بغضب: آدم!

آدم بغضب أكبر: اخرس! اسمي مايجيش علي لسانك بعد النهاردة وماالمحكش قدامي...سلام يا..يافيرو

ليغادر المستشفي بغضب عامي عينيه حتي لم يدرك وجهته الصحيح وانما أخطأ..أخطأ وبعض الأخطاء لاتغتفر

اتجه إلي بيت صديقه راغبا في مواسته والتخفيف عنه

وصل إلي البيت ليدق الباب....

عزالدين: خليكي معاه ياعيشة أنا هفتح

عيشة بنبرة حزن ممسحة دموعها: ماشي

يتجه حيث الباب ليفتحه...

عزالدين: آدم

آدم: جاي أطمن علي عاصي ياعمو هو عامل اي

عزالدين باستغراب: ادخل كدا

دلف لتواجهه انظار التساؤل من عزالدين ليهتف بهدوء: هو اي اللي حصل عاصي من ساعة ماجه مابينطقش

لتخرج عيشة لتري من

عيشة: آدم..انت تعرف عاصي ماله

ادم مطأطأا رأسه: معلش ياطنط طالما عاصي ماقلش يمكن مش عايزكوا تعرفوا

ليكمل بحزن: اللي حصل مايتصدقش

عيشة بقلق: قول ياادم وحياة نجاة عندك قلقتني

آدم: ارجوكي ياطنط هشوف عاصي وامش..

عزالدين مقاطعا بحزن: وغلاوة عاصي عندك قول

ادم بتوتر: ياعمو..

عزالدين: قول ياادم ابوس ايدك

ادم بقلة حيلة روي ماحدث ولم يدرك عواقب فعلته...!

عزالدين بعصبية: انت بتقول اي رائف دا اخوه طوال عمره ماتربي معاه ازاي يعمل فيه كدا

ليفيق ذاك الذي غليه النعاس كمهرب من الحياة البائسة
لينهض سريعاا متجها حيث الباب مصدر أصواتهم

عاصي مقاطعاا: بابا!...آدم!

عزالدين بغضب: اللي بيقوله ادم دا صحيح ياعاصي؟ انطق رائف عمل كدا

عاصي بخزي: ايوا هو

ليهب عزالدين تاركاا المنزل وعاصي وآدم خلف

قد فاض الأمر وزاد عن حده تحمل الكثير وفوق الكثير من أخيه ولكن أن يمس هو إبنه شعرة من رأس ولده لن يجعلها تمر مرور الكرام يجب أن يضع حدا لسهامهم الذي يبدو قد غيرت هدفه وهذا مالن يسمح به

ليهتف بكرارة ذاته: إلا ولدي..إلا ولدي
لن تمسوه مادمت حياا..إلا ولدي ياجحر الأفاعي
______________________

فتح الباب لتدلف زوجته وهي تسند ابنته التي أذن الطبيب بإخراجها ولكن مع العناية والراحة الجسدية والنفسية والإهتمام بصحتها جيداا فالنحافة مرض خطير تماثل السمنة في مخاطرها فهي تعني ضعف القلب وهشاشة العظام وصعوبة التنفس

ليدلف أربعتهم للداخل وهم يتمازحون حول ماحدث لعاصي الا تلك المسكينة التي سائت نفسيتها وهي تستمع لفعلة أهلها ومثله الأعلي

دعت الله من قلبها أن يهديهم ويرجعهم لصوابهم وأن يهون علي عاصي وأهله مافعلوه أهله

لم يكادوا يجلسوا حتي سمعوا صوت صراخ عالي علي السلم حتي دق بابهم بعنف

ليفتح كمال ومعالم الدهشة والتوتر تعتليه

لم يشعر بشئ الا بصفعة مدوية علي وجهه ليهتف بغضب: عززززز انت اتجننت

عزالدين بغضب مماثل: قول عقلت ياراجل!
انت اي يااخي مابتشبعش أذي اومال لو ماكنتش أخوك ومن دمك
ازاي؟!! ازاي أكلنا وشربنا وعشنا 24 سنة مع بعض وفي الاخر تعمل كدا؟!!
دا احنا كنا بنام في اوضة واحدة
كنا بنتحمي في بعض من بطش أبونا

بس أنا فاكر..فاكر ازاي كنت بداري عليك وانت ماتصدق أغلط وتروح تقول لابوك
لما كنت بشوف شماتة في عينيك لو زعقلي او ضربني
فاكر المشاكل اللي ياما دبستني فيها
من واحنا صغيرين وانت طوال عمرك حقود ووس..
وبعد العمر دا كله جاي تأذيني في ابني
إبني اللي يوم ماجتلي محل السمك اللي بتقرف منه جيت عشان تشمت فيا عشان ربنا ماقدرنيش ان اداخله الكلية اللي عايزاه
ابني اللي الدنيا مادتنيش غيره وبعد ذل وسنين طويلة في الآخر جاي تأذيني فيه مااستكتروا عليا انت وابنك اللي من صغره كنت اطبطب عليه واخدوا في حضني لو عرفت انك ضربته
ابنك اللي ياما قربته من عاصي عشان مايطلعش بالشر اللي فيك
لكن هنقول اي؟! هذا الوس.. من ذاك الكلب
عملتلك اي؟ اذيتك في اي عشان تبقي بالدناسة دي معايا؟

كمال بغضب مماثل: أذيتني في اي؟! مش عارف أذيتني في اي
اقولك انا أذيتني في اي

من واحنا صغيرين كنت انت كل حاجة انت تتحب ويتمدح فيك وانا اتذم زي مااكون نكرة
كنت ابات صاحي ع الكتاب وفي الآخر تجيب أعلي مني
كنت أعمل كل حاجة عشان ولاد الحارة يحبوني ويلعبوا معايا لكن لو في يوم ضيقتك يخصموني ويحتقروني

كنت واخد كل حاجة علطول
كنت كل حاجة وانا..انا اي انا ولا حاجة جنب البيه عز

عشان كدا حلفت لأذلك وادوس عليك وأخود منك كل حاجة وابنك دا لو طولت أقتله هقتله
هقتله ياعز وهفضل أذلك لآخر يوم في عمرك
هندمك علي كل حاجة خدتها مني واحنا صغيرين
ولو وصلت اني اموتك هموتك ياعززز هموتت......

لم يكمل حتي سقط الرجل فاقداا للوعي.......أو الحياة!

_______________________

فجر 15/3/2020

الطبيب بأسف: البقاء لله

عيشة: عزززززززززززززززز لااااااااااا

كريم: طنط عيشة قومي طنط عيشة دكتور مفيش نبض دكتوررررر

آدم: عااااااصي عاااااصي قوم عاااااااااصي....

يتبع....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: أين أنس؟ للكاتبة سارة عصام

سحر الروايات تكتب: قتيلة قاع المدنية للكاتب جمال حلمي

حصريات سحر الروايات: أرض كرچبلاتك للكاتبة فرح عمرو حسن