رواية(حلمي العاصي) - الفصول 22:24- بقلم ندا فرج سعد - مجلة سحر الروايات

_

# حلمي العاصي-البارت الثاني والعشرون

"حقا إن الإنسان مسكين...تتشاجر مع رئيسك في العمل فتفصل
تتشاجر مع مار في الشارع فيحطم أنفك
تتشاجر مع هيئة حكومية فتسجن
عندها تشعر بحاجة الي ان تخرج بعض عصبيتك في دارك بعيدا عن بعض العيون
لكنك تصتدم بشريك حياة غير مستعد لسماع شئ

عرفت صديقا لي كان يقود سيارته بأقصي سرعة في طريق مهجور ويخرج رأسه من النافذة ويصرخ ويسب بأعلي صوته
كان  هذا  يريحه ~ وأظنني  أفهمه"

سفاري-حكاية ثقب
♡أحمد خالد توفيق♡

***____________________

داخل مكان جملته الألوان الزاهية واللوح المرسومة بفنية رائعة ليبدو في غاية الصفاء والراحة علي عكس المتواجدين به والذي تحمل نفوسهم الكثير من محن الحياة وعثراتها التي مازالت تقذف بها واحدة تلو الأخري بشكل ناعم زينه الخبث والعبث

قرر اصطحبها معه فهي تحتاج للتعارف علي العالم وأشكاله
بحاجة ماسة ان تري من هم في ذات سنها وكيف عقولهم وتصرفاتهم ، هذا هو مانصحه به الطبيب النفسي "شريف حافظ" ذو الخامسة والثلاثون من عمره

طلب منها انتظره في الردهة الواسعة للمكان حتي ينهي بعض الأعمال ويعود سريعا اليها
بينما اتجه حيث قادته زاد الي غرفة واسعة الي حد ما تتوسطها طاولة كانوا يجتمعون بها عند التخطيط لأمر ما

دلف للداخل ليلقي التحية وقد بادرت زاد بتقديمهما الي بعضهما بمهنية ليبدوء بتبادل الأحاديث

معين بنظرة متفحصة: زاد كتيير حكت عنك وانا استبشرت خير بتمني تكون قد الشغل الجاي

عاصي بتريث: واي هو الشغل دا

معين: امم متل ماقالت زاد بتحب المواضيع باختصار وانا كمان هيك

تنحنح قليلا قبل ان يتابع بجدية: في عندي الك شغل مابدو اي شروط غير انك تكون رجال وجاد واهم شئ وفي وكرمال فوت بالموضع بااختصار انا راح اخدك ع شركتي هون لتكون رئيس الموظفين بشركتي

عاصي بذهول: رئيس موظفين...بتعرض عليا شغلانة زي دي ببساطة

معين بثقة: لأني واثق منك وكتيير

شدد علي كلمته الأخير بحذر

عاصي: بس اظن انت تقدر تجيب حد عنده خبرة وكمان شغلانة زي دي محتاجة حد يكون كبير في السن الي حد ما

معين بنفي: لا لا هاي مواضيع وتقاليد قديمة ولأكون صريح انا مابدي حد مجوز وعنده ولاد ومسؤليات

عاصي بتساؤل: لييه؟

معين بتوتر: ااآ لأنه في سفرية كل فترة

عاصي: انا متجوز و..

معين: بعرف بعرف بس انت ماراح تطول بتستلم اشياأ وبترجع بخلال ايام

عاصي بتفكير: محتاج افكر انااا....

ليقاطعه معين مائلا باتجاهه بهمس مغري: ماراح تاخد متل يااللي بتاخده هون او حتي بااشغالك التانية راح يكون الك أضعافها صدقني دولارات ياحبيبي دولارات

عاصي بثبات: صدقني انت الفلوس مش كل حاجة في الشغل في حاجات محتاجها اكتر من الدولارات

معين: كل شئ راح يكون موفر الك

عاصي:وحاجات اي اللي هستلمها بعدين دي مش مهمة رئيس موظفين علي مااعتقد ولا اي

معين بتريث وجمود: ياعمي طول بالك لنفوت بالشغل وانت بتكتشف كل شئ لحالك بعدين شو بدو يكون اكيد ادوية مانحنا شركة ادوية شو هتستلم عجول؟!!

عاصي: اممم طب والسفريات دي فين ؟

معين بتوتر حاول اخفاء: يعني هو نحنا عنا فرعين واحد بتركيا والتاني هون بمصر بس للاسف كل طلبية بنوصل لهون لمصر بيكون في معها طلبية لدول تانية منهن الأردن وفلسطين بالماضي الله كان ميسر وكانت تفوت لهون عن طريق الجمارك بالأردن بس بعدين صارت تفوت من فلسطين توصل لسيناء ونحنا بنبعت ....

عقدت الدهشة حاجبيه مقاطعا: سيناء؟!

معين بجمود: ايااه شركتي التانية هونيك

عاصي باستغراب: حد يعمل يستلم بيزنيس في سينا خصوصا في الظروف اللي البلد فيها مع اسرائيل الأيام دي

معين بتوتر:شو داخلنا باسرائيل ياخيي بعدين شيل هالفكر من راسك نحنا بمكان كتير آمن بنستلم بضاعتنا

عاصي وقد راوده الشك: هفكر

لاحظ معين خيوط الشك التي انسابت له ليمد يده له: اتفضل هاي فلاشة عليها كل شئ عن شركاتنا وتصاريحها مابدي تكون قلقان ابدا

عاصي ولم تقل حدة افكاره وتخبطها: تمام..تمام

***________________

بقيت مكانها حيث آمرها بالجلوس دون حرآك او مشاكسات طفوليه
كانت تطالع المكان بذهول تام وعينان لامعة باعجاب فأقل مايقال عنه هو خلااب
كان جدرانه كله زجاجية ومن خلفه صورة ساحرة لاشجار وزهور بالاضافة الي السماء الصافية التي تطل علي المكان بالداخل من خلال السقف الزجاجي جعلت المكان كقطعة من السماء

استفاقت من تأملها علي صوت عرآك يبدو ناشبا بين بعض أطفال
استدراكت الصوت لتصل بها قدماها الي غرفة واسعة مليئة بمعدات الرسم وطاولات صغيرة ملونة

وفي منتصف الغرفة فتاة وفتي يتشاجرآن بحدة وغضب طفولي ساخط
كان كل منهما يمسك تلابيب الأخر وكلاهما يطالعان بعضهما بحاجبان معقودان وعينان يتطاير منهم الشرر بشكل طفولي مضحك مما جعلها لاتتمالك نفسها لتضحك بمرح شديد وقد ادمعت عيناها من شدة الضحك

طالعها الطفلان والباقية بنظرات متعجبة منها والبعض الاخر بتذمر

توقفت عندما رأت نظراتهم لها لتنطق بمرح: هااي انا سلا انتو بتتخانقوا ليه؟

بقيت النظرات ثابتة وكأنهم لم يسمعوها

عقدت حاجبيه بتذمر: في اي مالكوا انا سلا قولت

احد الاطفال: انتي عايزة اي

غضبت بطفولية من اسلوبه لترد: سمعت خناقتكوا قولت اشوف في اي انتوا بتتخانقوا ليه

فتاة الشجار: الواد دا خد لون من بتاعي ومش عايز يرجعه

الفتي: قولتلها هلون وارجعه بس هي مش راضية اعملها اي

سلا: لون اي

الفتي ظاهرا اياه: اهو

سلا: سهلة اديها القلم وانا اجبلك قلم جديد

الفتي: بتضحكي عليا

سلا بتذمر: قصدك اني كذابة عموما الله يسامحك

تركته متجهة للخارج فظن كل الاطفال انها غضبت ورحلت ليتفاجؤ بها عائدة ومعها لون جديدة

سلا بغضب طفيف: خد اهوو

الفتي بفرحة: الله لون جديد

سلا بمرح وقد تناست غضبها: عجبك

الفتي: ايوا

الفتاة: هات اللون بقا

اعطها اللون خاصتها لتهتف "سلا" بمرح طفولي: ممكن ارسم معاكوا انا بحب الرسم اووي بس مش بعرف

اندمج معها الاطفال بسهولة لطفولتها
جلست علي ركبتيها لتبدء بمشاركتهم الاجواء بعد ان اجتمع حولها كل الاطفال ليعلمونها فن الرسم وسط ضحكاتهم المشبعة بالطفولة والمرح

***____________

نزل السلم بخطي سريعة وعيون باحثة عنها ليفتحهما بصدمة عندما لم يجد له اثرا
التفت برأسه هنا وهناك باحثا عنها حتي التقطت اذناه صوت ضحكات مدللة عالية ولم تكن سوي لها

اتجه ناحية الصوت عازما علي توبيخها علي عدم انصياعها له وضحكاتها التي حذرها مرارا منها
ولكن اختفت عبارات التوبيخ من عقله وكلمات الوعيد جفت بحلقه عندما رأها تجلس راكعة علي الأرض وتستند بمرفقيها علي الطاولة الصغيرة التي زاحمتها الالوان والألواح والأطفال ملتفون حولها بمرح

كانت تحاول رسم شئ ما ولكن استعصي عليها الأمر ولم تدري بأنها بهيئتها تلك جسدت أجمل لوحة بعينيه التي امتلئت بمشاعر متخالطة وقلبه يدق بمتعة وعذوبة لم تساوره من قبل

لفت رأسها علي حين غرة لتلتقي عيناها المحملة بالفرحة بعيناه التي بثتها بأحسايس ومشاعر لم تراودها سابقا عندما انتقلت دقات قلبه الي قلبها الذي اعلن انصياعه له~~~~~~

### >  ***وفي هذه اللحظة وقعا كلاهما بالحب!***
***_________________

"لأنني أحببتكي عن سابق اصرار وترصد سماني القانون مجرم حب!
وانا أقر بذنبي عساني أستحق عليه سجنا مؤبدا في عينيكي"

أضغاث_أقلام

مر يومان علي انتقالها للاقامة مع والدته ووالده والذي رعياها واعتبرانها واحدة من بناتهما والتي اعتبرانها اختهما وحاولا التودد لها لكن بلا حصاد

كانت لتكون سعيدة لو انها بغير حالة
ولكن ماوصلت اليه هو انتكاسها بحالة فوضوية روحها قد ارتشفت مايكفي من بئر ظالم فلم تعد تشعر بأي شئ سوء بحريق نشب داخلها

لاحظ هذا بين الفنية والأخري فعيناها المتوهجة بشرر لم يراه من قبل بهما انبأه بقدوم عاصفة لكن لم يستطع النطق بكلمة لادراكه جيدا عدم استجابته له ففضل تركها بمفردها علاها تعيد ترتيب افكارها المبعثرة

وقت العشية.....
كانوا يلتفون حول المائدة يتناولون طعامهم بصمت حتي قاطعته بمرح: كريم كريم شفت الفستان بتاعي مامي جابتهولي عشان فرح همسة

كريم بابتسامة: مبروك يانغم ابقي وريهوني

نغم: دا هيعجبك اووي انا وريته لمني عجبها كمان

التفت برأسه لها ليجدها فقط تتلاعب بمحتويات طبقها وذهنها شارد

جرب سحبها من دوامة افكارها: بحد يامني فستان نغم عجبك

لا رد

ليلتفت الجميع نحوها

حمحمت نغم: احم منننني

مني بشرود: ااآ بتقولي حاجة يانغم

نغم: كريم كان بيكلمك

حولت نظراتها له بصمت

كريم: شكلك مش معانا خالص

مني: لا معاكوا بس سرحت شوية

تنهدت بعمق قبل ان تنهض بهدوء: انا شبعت عن اذنكوا

غادرت الغرفة ليعم الصمت

البت دي كئيبة اووي انا زهقت منها

كريم بحدة طفيفة: فيرووووز بس

فيروز: ياكريم انت مش شايف احنا بنحول نطلعها مااللي هي في وهي ولا هنا

الوالدة بحزن: اللي حصل مش سهل ياحبة عيني ابوها يتسجن وامها الله يجزيها تمشي وماحدش يعرف سكتها واخوه كمان غار في داهية وسابوا البنية لوحدها

شرد كريم قليلا قبل ان ينهض بجمود: انا شبعت

تركهم ليتوجها الي غرفتها عله يستشف من صمتها شيئا يحذره

اما هي فكانت علي حالتها من الشرود بالاضافة للقسوة التي لمعت بها عيناها
تسند ظهرهها للخلف وركبتيها الي صدرها بوضع الجنين

لم تشعر به حينما طرق عدة طرقات علي الباب ليفتحه بحذر ويطل برأسه ليراها بتلك الوضعية كما لم يغفل عن تلك النظرة

"مني"

هتف به بهدوء ونبرة حانية ولكن لم ترد
ليقترب بضع خطوات ويميل امام وجهها ملوحا بيده لتستفيق من شرودها

نطقت ببرود: كريم

كريم: ممكن نتكلم

مني: ماعنديش حاجة اقولها

كريم: بس انا عندي

صمت قليلا ليتابع بتدقيق بملامحها الجامدة: مني...انتي بتفكري في اي علطول سرحانة

نظرت له بسخرية: بفكر في الطريقة

كريم باستغراب: طريقة اي

مني: الطريقة اللي هرجع بيها كل حاجة كان المفروض تبقي بتاعتي ليا

كريم بنبرة مهزوزة: قصدك عاصي

لم ترد

شعر بالغضب يتملكه الي حدا كبير ولم يجد من الكلمات مايسعفه لرضخها لذا قرر الانسحاب ببساطة!

"عندما تشم الحريق ولا تنذر من حولك فأنت بشكل ما ساهمت في اشعال الحريق"

يوتوبيا
أحمد خالد توفيق

__حلمي العاصي-البارت الثالث والعشرون

"الحياة قد حطمتني عدة مرات
رأيت أمورا لم أكن أريد أن أراها
عشت الحزن والفشل ، ولكن الشئ المؤكد دائما
أنني أنهض"

نلسون مانديلاا...

____________

في إحدي عيادات الطب النفسي....

هتفت بطفولة أصبحت تأسره مؤخرا: هو إحنا بنعمل اي هنا؟ ،  هو دا دكتور؟

عاصي بابتسامة ساحرة: ايوا ياسلا دا دكتور

ردت بحزن وهي تمد يدها بحنان تتلمس وجنته كرد فعل عفوي: ليه انت عيان؟

عاصي وقد اتسعت ابتسامته اكثر ولمعت عيناه من رد فعلها الحاني فهي قد يكون ليس لديها مايكفي من العقل ولكن لديها حنان كافي لاغداق العالم: لا ياحبيبتي انا كويسة احنا هنا عش....

حبيبتي!!

صمت قليلاا محاولا استيعاب الأمر ليس ماقاله بل شعوره بالكلمة بأنها حقا حبيبته ونصفه الثاني

نظر لها مطولا بينما كانت تتابع نظراته لها باستغراب

سلا باستغراب وهمس: مالك ياعاصي

عاصي بشرود: اسمي طالع حلو اووي منك

عقدت حاجبيها في البداية دليلاا علي دهشتها ومالبثت ان تحولت نظراتها الي اخري خجولة عندما استطاعت استيعاب كلماته

عاصي: سلا مش احنا صحاب

سلا بابتسامة: ايوا

عاصي: وبنحكي لبعض كل حاجة وبنشارك بعض كمان كل حاجة

سلا وقد ارتسمت ابتسامة صغيرة زينت فمها الصغير: ايوا

عاصي: طيب اي رايك يبقي عندك صاحب تاني

سلا بحدة طفيفة: لاء مش عاوزة

عاصي بمراوغة: ليه بس ياسلول دا دكتور شريف طيب خالص وعايز يبقي صاحبك

سلا: لا سلا مش عايزة صحاب تاني

عاصي: هيبقي صاحبي انا وانتي ولولا

سلا بتفكير: اممم لاء لولا مش عايزة صحاب وسلا برضو

عاصي بحنو ونظرة راجية: عشان خاطري ياسلول دكتور شريف نفسه يبقي صاحبك

حدقت به بدهشة وبرائة لتؤمي رأسها بانصياع له فهي كطفلة تماما مفتاحها الرفق والحنان

ابتسم بانتصار ولم يبعد عيناه عنها فقد سحرته ببرأتها وعفويتها

"عين تري ،،، والأخري #تشعر""

بيل كيل...

"أجي بالحنية أنا أنا✋😂😂"
أغنية
________________________

ها هو يجول الشوارع سيرا علي الأقدام يؤنبه جزء صغير مازال مضئ بداخله عما اقترفه من خطيئة
حتي انه شعر بالتقزز من نفسه وجسده وحتي روحه التي لوثهها وشوهها الحقد فكان بداية طريقه لمستنقع من القذارة

هل كان عليه ان يرفض دعوتها؟
هل أصبح الآن مرتكب للكبائر و ..... زاني؟؟؟

تخبطت أفكاره برأسه حتي هذا الحد من الأفكار فلم يقاوم أكثر مايشعر به من تأنيب وذنب وماكان منه الا ان انهار ارضا يستغيث بالمولي ان ينقذه مما اغرق نفسه فيه

ركع علي ركبتيه الاثنتان ارضا ورأسه منحني لا يجرؤ علي رفعه حتي في مواجهة الحياة

أخذت تنساب أول دمعاته علي وجنته علها تغسل القليل من ذنوبه

بقي علي وضعه لفترة قصيرة حتي أخذ يضرب الارض بيداه المسنودتان عليها
هاتفا بغضب وانكسار لم يخليا من الندم: لييييه لييييه عملت كدا لييييه بوسخ نفسي اكتر ماهي متوسخة لييييه؟ هفضل اغرق في الوحل دا لإمتي؟ هبقي نسخة تانية أوسخ من كمال؟؟

رفع رأسه فجاءة وكأنه استفاق من أفكاره ليهتف برجاء وعينان دامعتان ونبرة منكسرة: لاء لاءءء لاء يارب مش عايز ابقي زيه مش عايز ابقي كمال يارب

ليصمت حين شعر بخطوات ثقيلة خلفه
مد يده يجفف دموعه علي عجل ليحاول استعادة رابطة جأشه
نهض بعدها ليستدير فوجد قابلته أربعة من الصبيان لا يزيد عمر اكبرهم عن 18 عاما ولكن بحوذاتهم أسلاح بيضاء

تقدم أكبرهم من "رائف" والذي كان يتوسطهم عدة خطوات

رائف بتساؤل: انتوا مين وعايزين اي؟

ليرد الآخر: احنا مين دي مش شغلانتك احنا جايين ليه فعشان نوصلك أمانة وماشيين علطول

رائف وقد عقدت الدهشة حاجبيه: أمانة؟! أمانة اي

تقدم الآخر بضعة خطوات أخري حتي لم يفصله عن "رائف" الا عدة سنتيمرات بسيطة

ليمد يده علي حين غرة هاتفا بسخرية: سعيد بيسلم عليك وبعتلك التحية دي

تلقي طعنة مفاجاءة بنصل سكين أصابت جانبه لتخرج آهه متألمة من فمه وهو يمد يده ليتحسسها ولم يلبث طويلا حتي سقط أرضا يأن بألم كفريسة تمكن منها صياده

بينما فر الآخرين هرباا وقد أوصلوا الأمانة التي جاءوا لأجله!

"لا بَأسَ أنْ نَبكِي قَليلًا .. أو رُبَّمَا كَثِيرًا
 فبَعضُ الدُّروس لا نستَوعِبهَا إلاَّ وَجَعًا"

_________________

دلف ودلفت خلفه بنظرات فاحصة للمكان
لتلتفت علي صوت أحدهم الذي هتف بترحيب: أهلااا عصووو

ليرد الآخر التحية

ثم توجهت أنظار الطبيب اليها والذي بدا في منتصف الثلاثيين من عمره ذو وجه مرح ليهتف مرحبا بها بتأمل: آاااهلاااا أكييد انتي سلا ، صح؟

لم ترد وإنما واجهت عيناها ل"عاصي" الذي تعتبره ولي أمرها المسؤول عنها وصديقها المقرب وكأنها تستأذنه أ ترد أما لا

راوده شعور لطيف آثر نظراتها المستأذنة لتشعره وكأنه والده وولي أمرها وهي مسئولة منه
ليؤمي برفق سامحا لها وابتسامة حانية لطالما عشقتها هي قبل ان تعشقه!

وعندما أؤمي برأسه سامحا لها بالرد عادت بأنظارها الي الطبيب الذي لم يغب عن انظاره هذا المشهد القصير وكأنه لإحدي الروايات الرومانسية!

لترد "سلا" بهدوء وهي تؤمي برأسها: آها أنا سلاا

ابتسم شريف ابتسامة متراثية وهو يقول: واوو بالظبط زي ماوصفك عاصي

ماان نطق حتي ناظرت "عاصي" باستغراب فلم قد يصفها له؟!

لكن قاطع تفكيرها رد الطبيب الممازح والذي فهم مايدور بذهنها: انا وعاصي اصحاب اووي وهو قالي ان عنده صحبته بنوتة جميلة جدا وظريفة اووي اللي هي انتي وانا ساعتها قولتله بليززز ياعاصي ارجوك خليني ابقي اصحاب انا وهي وفضلت ازن ازن عليه لحد ماوافق اننا نبقي صحاب

ارتسمت ابتسامة رضا علي شفتيها وهي تستمع لكلماته والتي كان به نوعا من المدح والرثاء لها

شريف: انا نفسي اتكلم معاكي شوية

لاحظ خيوط القلق التي امتدت بعينيها ليهتف بمرح وقد مد يده الي اسفل مكتبه: بصي بصي انا معايا اي

لوح به بيده وهو ممسكا هذا الشئ الذي جعل عيناها تفتح عن آخرهما بانبهار وقد خرجت شهقة مندهشة من بين شفتاها علي تلك الدمي التي هي أكبر من حجم الطبيب نفسه وعلي هيئة دب

شريف بضحكة بعد ان لاحظ نظرات الانبهار والاندهاش التي اعتريها: اي رأيك دا صحابي المقرب بس يعني هو طخين حبتين

وضعت يده علي فمها بسعادة هاتفة: اااالله دا كيوت خالص بس كبير هو اسمه اي

فجاءته بسؤلها فرد وتفكير: آااا اسمه بوب

اقتربت منه بفرحة: بوب! اسمه حلو اووي

رد: ايوا هاا اي رأيك نبقي صحاب انا وانتي ولولا مش دي اسمها لولا برضو؟

سلا بفرحة: موافقة موافقة طبعاا

شريف: طيب ممكن نتكلم بقا

سلا: اوكي

شريف باقتراح: اي رأيك نقعد هناك ع السجادة احنا الأربعة

سلا بابتسامة: ماشي يلاا
ليتجه "شريف" تتابعه سلا ليجلسوا اربعتهم "سلا ، شريف ، لولا ، بوب"

وأخيرا انتبه "شريف" للقابع مكانه وقد اشتعلت عيناه بمحادقته لهم وللتقرب شريف منه وهذا ماراده ان يجعل عاصي يكتشف حبه ل "سلا" كما سيكتشف هو اسرارها

اراد اشعال غيرته اكثر فنطق بلامبالاة مصتنع: معلش ياعاصي ممكن تسيبني مع سلا شوية

فتح عيناه بدهشة وغضب طفيف..ماذا يقول؟!

ليرد بحدة طفيفة: ازاي يعني اسيبكوا لوحدكوا

شريف: معلش ياعاصي دا لازم
انهي كلامه بغمزة له

بينما اتجهت انظار "عاصي" الي "سلا" التي لم تعترض كما توقع مما اثار حنقه و اشعره بقلبه يحترق من عدم تمسكها به كالعادة

هل ندم علي الآن علي استشارت طبيب نفسي؟!

لم يجد خيار الا ان يستسلم ويتركهما معا فغادر محاولا التمسك عدا عن الباب الذي لم يستطع الا صفعه بعنف خلفه لتتابعه نظرات شريف الخبيثة!

عاد بنظراته ل "سلا" ليهتف بمرح: اول حاجة الصحاب بيعملوها انهم يحكوا كل حاااااجة لبعض وكل اسرارهم

سلا بمرح: اوك

شريف: يلا بقا قوليلي اي اكتر حاجة بتحبيها؟

سلا بتفكير: امممم لولاتي

شريف: اشمعانة؟ ليه بتحبي لولا بس

سلا: عشان هي صحبتي الوحيدة

شريف: طب ليه سلا مش عندها اصحاب كتيير رغم ان هي جميلة وعسولة

نظرت له ببلاهة..

شريف: يعني انا قصدي ليه سلا مش بتتعرف ع الناس وتصاحبهم

سلا بغضب: عشان كل الناس وحوش مش بيعملوا حاجة غير انهم يضربوا يشتموا يعملوا الحاجات الوحشة بس

شريف: ليه هو انتي في حد ضربك وشتمك

سلا بحزن: ايوا طبعا

شريف بحزن مصتنع: وانا كمان في حد بيضربني وبيشتمني كتير

سلا بشفقة: مين دا

شريف: قوليلي انتي الاول مين بيضرب سلا

سلا: دا من زمان اووي

شريف: وانا كمان بس احنا اتفقنا هنحكي لبعض كل حاجة

صمتت قليلا وقد تلون وجهه بالحزن لتنطق بنبرة باكية اقرب للهمس: ه..هو...زمان يعني..ل..لما سلا كانت صغيرة مرة في ليلة هو......

اخذت دمعة من عيناها طريقها علي وجنتها لتصمت..

شريف بفضول: مش عايز اضغط عليكي ياسلا بس انا عايز اعرف كل حاجة عن صحباتي ودا هيبقي سر ، اي اللي حصل في الليل دي؟

اخذت نفسا عميق لتنظر له بتعمق قبل ان تنطق: حريقة

شريف باستغراب: حريقة!!

ها أنا أصبحت الآن هاربة
من الماضي والزمان والدفاتر

مثل السفينة وهو كاالبحر لم أعبره دون جمارك
أهرب من ماضيي..من حياتي إلي حياتك
ولا أطلب الكثير فقط واسيني بكلماتك

أنسني مالا أقدر علي نسيه وامحي لي مالا يمحي بيداك
لا أرغب في المزيد فقط استقبلني باأحضانك!؟

-بقلمي-
______________________

باإحدي الشركات......

دلفت سريعا لمكتب سيدها وعلامات الذعر ترتسم علي ملامحها
لتهتف مطأطأءة رأسها: خخ خير يافندم اي اللي حصل؟

ليرد الآخر بغضب عمي يشوبه الهلع: مييين اللي جابه؟

السكرتيرة: جاب اي يافندم

بغضب: الزززفت الخطاب داا مين اللي جااابوه

ردت بتوتر: وو والله يافندم سئلته عن اسمه مارضيش يقول بس قاا قالي انه

رد بغضب: قالك اي ماتنطقي

ردت: قالي ان الخطاب دا لما تقرأؤه حضرتك هتعمل كل حاجة عشان تعرف هو مين ومش بعيد تضور بنفسك

زاد توتره: بقا كدا ماشي ، جابر في ثانية يكون قدامي فاهمة

السكرتيرة: تحت امرك يافندم

غادرت سريعا لتتركه يتأكله القلق
هل ماعمل علي اخفاؤه سنوات سينكشف الآن بعد ان وصل لكل ماأراد؟؟ لا والأدهي هل فاز بالانتخابات ليغدو النائب العام الشهر الماضي والان يفضح؟!!

"الأيام لا تغير أحد بل تظهر الناس علي حقيقتهم
فمنهم من يزداد جمالاا ومنهم من ينكشف زيفه!"

غسان كنفاني ...

=======================
=========== ============حلمي العاصي-البارت الرابع والعشرون

فلاش_باك

كانت ليلة عاصفة برياح قوية تحمل الكثير
بينما كان يسحبها خلفه صارخا بغضب: مااااشي يابنت فاطمة اما اشوف ازاي كل اللي يقولك تعالي معايا تروحي انا عارف عااااااارف ان مفيش غيرك هيركبني العار بس بمووتك اهااا اي رايك

بينما هتفت الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها السبع سنوات: والله يابابا مش عملت حاجة والله

فتح الباب ليقذفها بعنف صارخا: اخرسي واقفلي بوقك خالص وانتي هتجيبي الوس... دي منين ما اكيد من اختك اللي هربت ولبستني عار اعيش بيه باقي عمرررري بس لا انا مش هسكت مش هخليكي زيها مش هعملك نسخة منهااااااا

لتنطق والدتها اخييرا وقد اعتراها القلق: هتعمل اي ياسليم دي لسه صغيرة وغلطت معلش عديها

سليم بعضب: ابداااااا مش هعدي حاااجة وهتتحاسب وبالقوووي كمان

ليفتح احدي الادلف الخاصة باحدي الخزائن المتهالكة ويخرج منها سوطاا أسود بشكلاا غليظ قبض قلبها من شكله لما هي مقبلة عليه

كانت ماتزال علي الارض عندما رأته يقترب منها بهذا الشئ لتحبي عند قدماي والدتها راجية ببكاء: ماماااا ماتخليش بابا يضربني والنبي ياماما

فاطمة بشفقة: معلش ياسلا اللي انتي عملتيه دا غلط ازاي تروحي مع الراجل دا لوحدك

سلا ببكاء: والله هو قالي هوديكي عند بابا والل....اهاااااا

قاطع كلماتها نزول السوط بقوة علي جسدها الصغير لتصرخ بعنف متألم

سليم بغضب: وهو اي حد يقولك تعالي معايا تروحي عايزة الناس تقول اي الكبيرة اتخطفت والصغيرة اغتصبت؟

لينزل السوط مرة ثانية اشد

سلا بصراخ: اعاااااااا خلاص يابابا مش هعمل كدا تاتي اهاا خلاص

رمي السوط جانبا ليجذبها من يدها بعنف: لا مش خلاص مش خلاااااص شايفة الاوضة المعفنة دي هتتحبسي فيها لحد بكرااا عشان تتربي

سلا ببكاء: لاء يابابا والنبي لاء فيها حاجات وحشة خلاص والنبي

قذف بها داخلها: يلاااا عشان تبقي تروحي مع اي واحد يقولك تعالي ياوس....

اغلق الباب بعنف لترد الأخري: ليه بس كدا ياسليم دي عيلة

سليم: مابنتك الكبيرة يااختي كانت عيلة وحطت راسي في الطين بعينيها الا ماعرفتش اكسرها بس البت دي مش هخليها تبقي زيها

فاطمة: سلا مش زي سبا ياسليم

سليم: مش عايز كلام البت دي هتفضل جوا لحد بكرا وحسك عينك تفتحي الباب هيبقي فيها طلاقك

فاطمة بخووف مقبلة يده: لا لا يااخويا احب علي ايدك دا احنا مالناش غيرك ، بس يعني افتحلها النور بدل مايجري للبت حاجة في الضلمة

سليم بحدة: فاطمممممة

فاطمة: خلاص اللي تشوفه

لم يخلو الحوار من الطرقات خلف باب الغرفة بالطفلة التي بالداخل تستنجد بوالديها لاخراجها

ببكاء وانفاس منقطعة: يابابااا والنبي يابابا كفاية ياماما طلعيني انا خايفة ياماما

لا_رد

اختارت ركن بعيد جانب الشباك قررت المكوث به حتي الصباح فقد يأست من المحاولة

حاولت اغماض عيناها في محاولة فاشلة لاستدعاء النوم ولكن كلما اغمضتها حتي روادتها خيالات مرعبة لتفتحهما مذعورة

مرت الدقائق بطئ حتي شعرت بضوضاء خفيفة حولها مما اربكها واشعرها بالخوف لتنكمش علي نفسها برعب

عندما تكرر الصوت حاولت ايجاد مصدر للضوء فالغرفة مليئة باشياء قديمة وخردوات

اخذت تتحسس بيداها الصغيرتان حتي تلمست شيئا ما ولم يكن سوي احدي الادراج
لتفتحها محاولة التدقيق بنظرها بما يحتويه حتي ارتسمت علي شفتيها ابتسامة شاكرة سعيدة عندما وجدت احدي الشموع وقداحة

التقطهما سريعا لتشعل الشمعة وبقيت ممسكة بها حتي شعرت بالنعاس فما كان الا ان ثبتت الشمعة ارضا وغفت

______________________

ساعتان وأكثر وهما يتجولان بالسيارة حتي دلف بها الي شارع منقطع من العالم

لتهمس بقلق وعينان متفحصة: ه هو احنا يعني رايحيين فين؟

رد ببرود اغاظها: اهدي ياحبيبتي انتي مش واثقة فيا كل شوية تسألي بعدين احنا اتفقنا نقضي اليوم مع بعض ولا اي

ردت بهدوء: ايوا بس خايفة اتاخر يعني

رد بخبث: انا كلمت والدتك اثتأذنتها وهي قالتلي انك ملكي النهاردة

بحدة: يعني اي ملكك دي انتوا كلكوا بتتعاملوا علي اني سلعة ليييه؟ انا عايزة اروح

رد بخبث: ماينفعش ياحبيبتي هو دخول الحمام زي خروجه بعدين انا دافع فيكي كتيير

عقدت بين حاجبيها لترد بحدة: افندم؟! دافع في اي ياعنيا؟!!

رد بتلعثم: اآا اقصد دافع في المفاجأة اللي عاملهالك كتير
ليهتف بمرح مصتنع: هاااا وصلنا

ردت باستغراب فاحصة للمكان: اي دا؟!

ليرد الاخر: هتعرفي ياحبيبتي بس انزلي يلااا

لتلبي طلبه وقد أنبأها حدثه بعبث ما..

______________________

فتح عيناه بتعب جالي ووجه شاحب
حاول التذكر اين هو لكن لم تسعفه ذاكرته ليهمس بتعب: أنا آا في فين؟

رد عليه صوت أنثوي بمهنية: حمدلله علي سلامتك يافندم انت في المستشفي في انسة اسعفتك علي هنا هي وشاب واحنا عملنا اللازم بس خليك مستريح

اؤمي برأسه وأخر مايتذكره هو ذاك المراهق الذي طعنه بجانبه ومن ثم فر هاربا

رد بتعب: اقدر اخرج امتي

الممرضة: اول ماتقدر تقف علي رجليك تقدر تمشي حضرتك دلوقتي ياريت ترتاح

رائف بتساؤل: طط طب مين اللي جابني هنا

الممرضة: اول ماالدكتور يسمح بزيارة هخليها تدخل لحضرتك لكن دلوقتي هي مش موجودة وممنوع الزيارة ياريت ماتتعبش نفسك وحاول تنام جرحك لسه مالمش

اؤمي بتعب مرة اخري ليغمض عيناه مستغرقا في النوم

_________________

يعني انت قاعد قدامي بكل بجاحة بتقولي وفي وشي طالب ايد اختك؟!

رد الاخر بسخرية ودهشة: انت محسسني اني جاي اخطبها تخليص حق في اي يايوسف

يوسف هامسا نحو اذنه بصوت مسموع: ياابني انت صاحبي دي انا يوم مااجوزها اجوزها لعدو تخلص عليها وانا خايف عليك ياعلاء دي زومبي علي هيئة بشر ياابني

ليرد صوت انثوي بغضب وصراخ: والله عااااال ياسي يوسف بدل ماتقول احنا بنتنا زينة البنات بتقول علي اختك زومبي اسمعي يا اروووووي جوزززك

يوسف بنفاذ صبر مشيرا باصبعه نحوها وعيناه علي "علاء": جالك كلامي

علاء بتفاخر معدلا من ياقة قميصه: ياابني اختك دي ماينفعلهاش راجل غيري عشان يعرف يشكمها اهااا

شدد علي كلماته الأخيرة لتنظر له بصدمة ثم عقدت حاجبيه بغضب واخذت تقترب منه بخطي بطئ كأسد مقبل بتريث علي فريسته وعيناها مركزة عليه بقوة

لينطق علاء بقلق: هاا مفكراني هخاف منها لاااا ياماامااا لسه ماتعرفنييش احنا رجالة اووووي

لم ترد بل بقيت علي حالها تقترب منه بخطي بطي وعينان غاضبتان حتي هتف الاخر بخوف مصتنع: هي هتعمل اي؟ لاء انا خوفت بجد دي مش ناوية علي خيير ..

لم يفصل بينهم سوي خطوة واحدة لتنطق جزا علي اسنانها: قولت اي ياعنيا تشكم مين؟

علاء وقد الصق ظهره بالكرسي خلفه: اشكم مين؟!! والنبي دا انتي اللي هتشكميني

عقدت ذراعيها امام صدرها هاتفة: مش موافقة

رفع حاجبه بسخرية: نعم يااختي؟!

هنا: بقوووول مش مواااافقة

نهض بغضب: لا ياماما انتي هتتجوزني بمزاجك او غصب عنك هتتجوزيني انتي ناسية رحرحت عشانك قد اي

هنا بغضب: لاء انا لا يمكن اتجوز واحد عينه زايغة وحيوان ومش متربي زيك

نظر بغضب وحنق ل "يوسف" والذي كان يتابع المشهد بصمت ونظرات ضاحكة : عاجبك كدا بعد اذنك بقا يا يوسف

ليعود باانظاره اليها صافعا وجنته بكفه بغضب

صفعها بقوة مديرا وجهه ناحية اخيها لتنطق بابتسامة بلهاء: موافقة!

_____________________

مني انتي رايحة فييين؟؟

زفرت بحنق: رايحة اشم هواا

كريم بحدة: هاجي معاكي

مني: تيجي معايا فين انا مخنوقة وعايزة اشم هواا

كريم بعصبية: مفيش خرووج لوحدك

مني بعصبية: هو اي اللي مفيش خروج انت فاكر نفسك مين انت ماسمحلكش تتحكم فيا انت مالكش اصلا كلمة عليا فاهم

كريم بحزن: فاهم وعارف اني ماليش حق عليكي بس ياريت انتي تفهمي اني بخاف عليكي من النسمة واني طوال ماانتي برا انا مش هطمن

مني: معلش ياكريم محتاجة ابقي لوحدي ساعة بس وهرجع هتمشي ع البحر شوية اشم هوا واراجع نفسي عشان خاطري

كريم: عارف انك لو روحتي مش هترجعي

حدقت به قليلا لترد بثبات: هرجع ياكريم

لم تنتظر ردا منه بل فتحت الباب تاركة اياه بجحيم افكاره وشكوكه

"سلاماا علي أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه ولم يفكروا ان يتاخذوا عليه أجراا"

جلال الدين الرومي...

_____________________

اخذت منها العزلة والعذاب مايكفي من ايام عمرها وعليها تخطي ماسبق والسعي في اجتيازه علها تستعيد ذاتها القديمة بمرحها وطفولتها وحيويتها

جلست بشرفة غرفتها وأخذت تتاأمل الحديقة ببطئ وكأنها تدرسها لتعود للداخل تأخذ ماتحتاج من ادوات للرسم وخرجت لتجلس علي كرسييها لتخطو باأول خط في رسمتها

وبعد العديد والعديد والعديد من المحاولات شعرت باليأس لتقذف بما في يدها بغضب حانقة: مش عارفة مش عارفة ارسم خلاص واضح اووي ان نجمة القديمةة ماتت بكل حاجة

هدئت قليلا لتسترخي بتنهد علي الكرسي متطلع بيأس للسماء وقد شرعت في تأمل النجمات

تسللت احدي دمعاتها علي وجنتها باأسي هامسة: انا ليه حصلي كدا؟ انا ماأذتش حد يارب لييه انا كنت لسه طفلة! طب انا كدا خلاص شفت كفاية من الدنيا ولا لسه ماشفتش حاجة انا خايفة اووي يارب انا مش حمل وجع تاني ممكن تخليك معايا دايما

قالت كلماتها الأخيرة بشجن وعينان باكيتان فما مرت به لم يكن معها فيه اختها او اخيها او اي شخص لحمايتها وفي تلك المحنة تعلمت ان ربها هو ملجاءها الاول...والأخير

===== ====== =====

اما اسفل شرفتها فقد كان هناك من يراقبها بكل تقلباتها هدوءها في تأمل الحديقة وابتسامتها عند اول محاولاتها في الرسم وانهيارها الآن

وقد كانت جميلة بكل حالاتها!

"أشهد أن لا إمراءة
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنتي
والعقل والجنون إلا أنتي
والملل السريع
والتعلق السريع

إلا أنتي

أشهد أن لا إمراءة
أخذت من إهتمامي
نصف ماأخذتي
واستعمرتني مثلما فعلتي
وحررتني مثلما فعلتي"

نزار قباني..

_________________

كانت تغفو بهدوء وإرهاق بادي علي وجهها متمسكة بدمياتها وفي عالم آخر بعد أن أشعلت الشمعة لتكون مصدر ضوء لها يبثها بعض الشعور بالامان
وضعتها علي بداية السجادة بمحازاة قدمها ثم غلبها النعاس لتغفو ودون ان تشعر ضربت الشمعة بقدمها

: : : : : : :

أصوات غريبة وصرآخ وحركات عنيفة أحدثت ضجيجا برأسها لتفتح عينيها بنعاس وشرود

النيران أحرقت كل ماحولها وصوت صرآخ والدتها واستغاثتها بعنف و عويل

لم تترك النيران شيئا الا والتهمته بألسانتها مما جعل الخوف يسيطر عليها لتنكمش علي نفسهاا أكثر عند زاوية الغرفة وقد أخذ جسدها الصغير يرتجف بعنف

أخذت تبكي وتشهق بقوة حتي فتح الباب فجاءة ليطل وجه أمها المذعورة هاتفة ببكاء: سلا يابنتي تعالي ياماما ماتخافيش تعالي هاتي ايدك يلا ياسلا

لم تجد رد غير أن الصغيرة حركت رأسها نافية بذعر تملكها

ليصرخ سليم: سلا اجري يابت هاتي ايدك تعالي بدل ماتموتي جوا يلااا البيت كله هيولع

بقيت علي حالها منكمشة بخوف عند احدي زوايا الغرفة فلم يجد حل الا انتشالها بنفسه من لهيب النيران والذي اخذ ينتشر بسرعة في البيت

دلف متفاديا الأجزاء التي تحترق حوله محاولا الوصول اليها وماساعده مساحة الغرفة الصغيرة
ليلتقط يدها بسرعة جاذبا اياها خلفه ليعود راكضا نحو الباب دون ان ينتبه لاحدي الدلف التي شبت فيها النار حتي حركتها من مكانها
 ليكون مكان سقوطها رأس الصغيرة!

_______________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حصريات سحر الروايات: مجنونة أحتلت قلبي للكاتبة فاطمة مصطفي