رواية(حلمي العاصي) - الفصلين السادس والسابع- بقلم ندا فرج سعد - مجلة سحر الروايات
بعد مرور أسبوع..
تحديداا 22/3/2020
___________
بمنزل عاصي عزالدين المطل علي شاطئ الأسكندرية بمنطقة العجمي
وبغرفة المعيشة التي تميزت بالبساطة ب آريكتان وكرسيين من اللون الفوشيا وتزينها بضعة قطع صغيرة من القماش المطرزة باللون الأبيض
هناك علي الكرسي بجانب الشباك المطل علي البحر..جالس بشرود ومعالم وجهه جحيمية بسواد ليلي
عادت به ذاكرته لذكريات طفولته بأحضان والده كيف كان حنوناا عطوفاا
وكيف الآن ابتعد للنهاية دون وداع لتنهار والدته تلك الليلة فاقدة للوعي أثر إنهيار عصبي حاد
حينها لم يتحمل لينهار ويقع فاقدا وعيه هو الآخر
دمعة وحيدة سقطت من عينيه معبرة عن الألم الذي عاشه ومازال يعيشه
ليقترب منه آدم الذي لم يفارقه لحظة هو وكريم أصدقاء طفولته وأولاد حيه
يضع يده علي كتفه مشددا عليه لينطق بهدوء: شد حيلك ياعاصي ماتقعش قوم اقف علي رجلك عشان خاطر والدتك انت أكتر واحد هيخفف عنها
كريم مقترباا من كرسيه واضعا يده علي كتفه الآخر مشددا: وإحنا جنبك وأي حاجة احنا معاك المهم ماتتكسرش عشان في ناس مستنية كسرتك
لتنتعش ذاكرته أثر كلماته
هم..نعم هم السبب
هم قتلوا والده ولم تكن المرة الاولي التي يقتلونه فيها
قتلوه مئات المرات وهو علي قيد الحياة
سيثأر لوالده مهما كان الثمن
يثأر لكرامته الذي هدره إبن عمه بدم بارد
لآلآم والدته التي لا يعلم كيف سينسيها ماحدث
يدق الباب...
آدم: أنا هفتح
يتجه للباب فاتحا ايه ليعقد حاجبيه باستغراب
امراءة صغيرة بالعمر في غاية الجمال ببنطلون من الجينيز الابيض وجاكيت باللون الأصفر وأسفلها قطعة بيضاء
آدم باستغراب: آفندم؟
-احم هو..اا.دا بيت عاصي
آدم: أيوا هو
-انا عرفت اللي حصل في الطريق بس انا وصلت العنوان بصعوبة وعايزة اشوفه ضروري
آدم: اتفضلي
-إحم معلش أخويا في العربية هيدخل معايا
آدم وقد تفهم سبب حرجها: تمام
لتذهب وتآتي في بضعة ثواني بشاب في بداية الثلاثينات ويبدو اكبر منها
ينطق وهو يمد يده مصافحا
-السلام عليكم أنا طارق
آدم مصافحا:وعليكم السلام أنا ادم اتفضل
ليدلف ثلاثتهم يقودهم آدم حيث غرفة المعيشة
تدلف وتراه علي تلك الحالة لتشعر بغصة في قلبها فلقد مرت بموقف مماثل
آدم لعاصي الناظر حيث البحر ولم ينتبه لدلوفهم: إحم عاصي جايلك ضيوف
يلتفت برأسه ليرآها أمامه
ينهض بدهشة ليهتف بصدمة:أ..أ..أروي!
________________________
عز.........مات.....
آيوا ياكمال مات ماخلاص في اي انت هتعمل فيها زعلان
نطقت ميرفت بتلك الكلمات بعجرفة وسخرية
كمال ببرود: الله يرحمه
رائف: انت زعلان يابابا عشان هو أخوك وكدا
لينظر له كمال ببرود تام ونظرات ثابتة
هههههههههههههههههههههههههههه
ضحك..ضحك كثير وطويل ليهتف باستنكار: انت عبيط يارأئف أنا ماصدقت خلصت منه لو كان بايدي كنت عملتها من زمان وخلصت من ال...ولا بلاش الميت مالوش غير الرحمة ربنا يرحمك ياعز ههههههههه
رائف باستغراب: حضرتك بتضحك ان أخوك مات؟!
كمال: شوف يارائف هي جملة واحدة تحطها حلقة في ودنك
اللي يأخد منك حاجة تاخد منه روحه
ميرفت بضحك: ههههه كل اللي شافك قال زعلان علي أخوه إلا أنا هههههه قولت دا مش مصدق من الفرحة
لتتجه بانظارها وحديثها الدنيس لرائف: شوف أبوك ياواض يارأئف خلي مثلك الأعلي قلبك جامد وتدوس علي اللي حواليك بالجزمة
ليؤمي رائف مجيباا وعلامات الدهشة ترتسم علي وجههه ليهتف لنفسه: دول مش ممكن يكونوا بشر دول شياطين!
_______________
روحت المول ولاقيت شاب غيرك في قسم التغليف افتكرت انهم نقلوك قسم تاني لكن اتفاجأت لما عرفت اللي حصل
فضلت أفكر كتير لحد ماحسيت ان لاء انت مستحيل تعمل كدا ابن ناس ومتربي وشفتك وانا طالعة السلم لما كنت بتصلي عشان كدا قولتلك اني حبيتك من اول ماشوفتك
فقررت أعرف عنوانك فين روحت المول وسئلت هناك وعرفت عنوانك امبارح لكن ماعرفتش بوفاة باباك غير وانا علي وصول
صام-----ت
لتكمل مواسية اياه: عارف انا من يوم ماجيت الدنيا وماما متوافية ماتت وهي بتولدني عشان حصلها مضاعفات كتير وقت الولادة وبابا هو اللي رباني كان كل حاجة في دنيتي
لينظر له بتساؤل: كان!!
أروي: اممم كان ياعاصي كان
توفي من سنتين وكان أصعب وقت مريت بيه في حياتي كلها هو وقت وفاته وقدام عنيا
عاصي: ازاي؟!
أروي: حادثة عربية وكنت معاه في نفس العربية لكن ربنا كتبلي اني أعيش
وعايزاك تعتبر مجيتي ليك فرصة جديدة عشان تبدء
عاصي باستغراب: ممكن توضحي
أروي: أنا عندي مرسام يعني ورشة رسم صغننة كدا خريجة فنون جميلة وبعد ماخلصت عملنا جروب أنا وأصحابي وحطينا فلوسنا علي بعض وكبرنا الورشة لحد مابقيت حاجة كدا يعني زي مؤسسة صغننة وقررت من فترة إني أبدء بخطوة جديدة وهي إننا نتبني مواهب من الشارع الأطفال والمراهقين ونشتغل علي مواهبهم وكدا
و....عايزاك معايا
عاصي: عايزاني في اي انا مش...
أروي مقاطعة: لاء لاء مش رسام تؤ تؤ انا عايزاك معايا نعمل جروب أنا وانت وننزل الشوارع نلم الأطفال دي حاجة كدا كنوع من السببورت ومش في المغامرة دي بس لا في المكتب كمان لأني مش هكون موجودة كل الأيام عشان في عقد بيني وبين مؤسسة تانية لسه مانتهاش فاانت هتمسكلي شغل المكنب
عاصي:ب...
أروي مقاطعة بسرعة: قبل ماتقول أي حاجة أنا عايزاك تعرف اني هديك ضعف المبلغ اللي كنت بتاخده في المول
آدم واضعا كلتا يداه علي كتفاه: وافق ياعاصي انت محتاج الشغل جدا
عاصي: ادم ان....
كريم: مفيش كلام ياعاصي غير انك موافق دي فرصة وجاتلك ع الطبطاب
عاصي بتنهيدة: موافق...هنبدء امتي
أروي: ااا يعني عشان ظروفك وك...
عاصي باصرار غريب: انا جاهز من بكرا
لتتوجه أنظار الجميع ناحيته باندهاش....
_________________________
ليه يارائف كدا مش عاصي دا طوال عمره صاحبك
نطقت بتلك الكلمات ببكاء مرير وحسرة مازالت صغيرة عليها
ليرد بعصبية: مني! بقولك اي اطلعي من دماغي مش فاضيلك
مني: انت مش وحش يارائف ليه بتسمع كلام بابا وماما
رائف: اومال عايزاهم يضربوني؟!
مني بغضب وبكاء: أشرفلك
رائف بغضب وهمس: قسمابالله يامني كلمة كمان واطلع اقول لبابا انك بتحبي عاصي لا وجاي تدافعي عنه دلوقت
مني بشهقة: اي
رائف: اي! لا والله مفكراني مش عارف انك بتحبيه لا واي هو ولا معبرك أنا رايح أشرب وراجع لو نطقت كلمة معايا لأكون قايل كل حاجة
_______________
غادرت أروي وطارق وبعدهما بقليل كريم ليبقي آدم بصحبة عاصي كما والدته نجاة بصحبة عيشة
ادم: مالك ياعاصي؟ متوتر ومش علي بعضك ليه؟
عاصي بتوتر: اا يعني انت عارف اني هنزل الشغل وماما صحتها تعبانة فكنت يعني عايز طنط....
لم يكمل لتقاطعه بكلماتها الحنونة دالفة للداخل: من غير ماتقول لآدم ياعاصي انا دا قراري آصلا أنا مش هسيب عيشة غير لما تقف علي رجليها
عاصي: شكراا ياطنط نجاة بجد م..
آدم: بس ياعم عيب الكلام دا
نجاة: هات آدم ياعاصي وتعالوا اتعشوا انا عملتلكوا لقمة خفيفة
آدم: يلا ي....
عاصي: لا ياادم معلش ماليش نفس
آدم: عاصي أروي دي اديتك اسبوع عشان تريح فيه وتقف علي رجلك وانا مبسوط انها مامشيتش ورا كلامك الاهبل انك تشتغل بكرا انت لو نزلت ع الحالة دي هتبقي زي المكنة الخربانة ودي فرصة جاتلك امسك فيها
يلاا يلا قوم ناكل
لينهض عاصي معه فهو محق فقد خسر وزن هذا الاسبوع وشحب وجهه بشدة وبحاجة لتغذية جيدة
__________________
نائم...لا ليس نائم بل متسطح فقد وكيف يآتيه النوم بعد ما ارتكبه بحق صديق طفولته
أفكار متخبطة أسئلة بلا إجابات
يتذكر كلمات أمه وأبيه..مني وآدم...كريم وعمه
كلماتهم تدور برأسه بهياج أصابه بالصداع
-اللي ياخد منك حاجة خود روحه
-قد اي انت وس..
-ليه سمعت كلام بابا
-انت مش وحش
-مش عايز اعرفك تاني يااحقر بني ادم
-خليك زي أبوك دوس بجزمتك من غير رحمة
-لكن هقول اي ذاك الوس.. من ذاك الكل..
ليضع يداه علي راسه بتشنج واضح
رائف: بس بس كفاية بقا مش عارف مش عايز بس اسكتوا كلكوا اهااااا ارحموني بقااااا
________________
ليس وحده فذاك الآخر اشتعلت بصدره رغبة الثأر الحارقة
سيفعل كل شئ ليدفعوا ثمن جريمتهم الشنعاء
سيصل لكل الأحلام حتي يصل بعدها لرقابهم
آدم بدهشة: انت غريب اووي ياعاصي مالك؟؟
عاصي بشرود: مالي؟!
آدم: في في عينيك نظرة غريبة مش فاهمها عاصي انت ناوي علي اي؟
عاصي بشرود: اوصل
ادم: اي!؟
يرد مواجها عيناه له بعد ان كانت في اللاشئ: أوصل لكل الأحلام اللي دفنتها زمان
الروح رجعتلها بموت أبويا
ادم باستغراب: مش فاهمك !! حد غيرك كان زمانه محطم مش هواجسه اشتغلت كدا علطول
عاصي: ماهو دا أنا
ادم: انت اي؟؟
عاصي: أنا مش زي الناس في حاجة عمري ماكنت زيهم هما الحياة بتكسرهم فبيستسلمولها
لكن أنا لاء أنا كل ماالحياة بتكسرني عندي معاها إني أوصل بيزيد
كل مابتكسرني وبكرهها عندي بيزيد اني ماسبهاش تغلبني
أنا عاصي ياآدم...
_______________________
تحاربني بجيش من آلاف الجنود
وتظن بي الإنسحاب أو الهروب
لم تعلم أني لم أكن يوما جبان
لم تعلم أني لكسوري لحام
عانديني وإكسريني لن تغلبيني
ساأقع وساأنهض ولن تذليني
أريني وجودك كثري جنودك
سأكون لشمالك حاكم وجنوبك
وحاربيني بجيشا من آلاف الجنود
لم يكن يوما طريقي الهروب
لن تري الذل بعيني
لن يكون الشوك بوردي
لم تنالي مرادك يوما
ولن يكون ردي لوما
وحاربيني بجيشاا من آلاف الجنود
فلن ولم أختار يوماا الهروب
-لم ولن-
-بقلمي-حلمي العاصي-البارت الثامن
23/3/2020
---------
7:00AM
في سيارة بوند آب من اللون النبيذي
تجلس بكرسي القيادة وهو جانبها
تقود بتريس وتربص تأكل الطريق بعينيها وهو كذالك ليهتف فجاءة
عاصي: واقفي واقفي
أروي: فيين؟
عاصي:هناك في الزاوية
اروي وهي تفك حزامها: طب يلاا بينا
ينزلان من السيارة ليعبرا الطريق نحو الزاوية
مايقارب ال8 أطفال في الزاوية وخلفها يلعبون معاا
ليقترب منهم بحذر فهو يعلم جيدا أنهم لو ظنوه معتدي فسيلوذون بالفرار
عاصي علي بعد 5 خطوات: ماتخافوش أنا إسمي عاصي وعايز أساعدكم
طفل: مين انت وتساعدنا ليه؟
عاصي: في حد فيكم بيعرف يرسم
ليشير بيده موضحا: يرررسم
عدة أطفال بصوت واحد: رنا..رناا..فين رنا
طفل: و نعمة بترسم حلوو أووي نادولها
لتظهر طفلة بشعر أسود مشعث وبشرة حليبية موسخة بالطين وملابس مبعثرة
عاصي وهو ينحني قابلتها: انتي رنا ولا نعمة
الطفلة بصوت عالي: رنااا
عاصي: طيب
ليعتدل بوقفته قائلاا: وفين نعمة
طفل يظهر وهو يلهث: ن..نعمة اهي يابيه
نعمة: نعم
عاصي: بتعرفوا ترسموا
رنا ونعمة: اها
لتتدخل أروي عند هذه اللحظة: طب اي رأيكوا تيجوا ترسموا في مكان مليان ألوان وورق وحاجات حلوة
نعمة: أمي مش هترضي
رنا: وانا كمان أمي مش هتوافق أروح حتة لوحدي
أروي: هي فين مامتك ياحبيبتي انتي وهي
ليخرج صوت غليظ لإمراءة: خير ياست أنا أم نعمة وعمة رنا
عاصي: إحم آهلا ياام نعمة إحنا كنا عايزين نعمة ورنا ندخلهم في منظمة للرسم عشان يتحسنوا
ام نعمة بخوف: منظمة..منظمة اي؟ انتوا حكومة!؟!
أروي بابتسامة: حكومة اي بس ياام نعمة لا احنا عندنا مكان كدا بنجمع في الأطفال اللي عندهم موهوبة ومش معاهم الدعم اللي ينمي الموهبة دي
ام نعمة: ودي بفلوس
أروي: أبداا دي مجانية 100%
ام نعمة بشك: طب وانتوا هتستفادوا اي يااختي؟
اروي: أكيد بنستفاد...المنظمة دي بتاعتي انا وصحابي وبنرسم لوح وبنبيعها لمعارض صغيرة وكبيرة والأطفال دول بنساعدهم انهم ينتجوا لوح وباسمهم وبنبيعها وهما بياخدوا 30% من حق اللوحة
ام نعمة: طب لامؤاخذة يااختي يعني انا اضمن منين هو آهاا معدش فيها حرامية عيال والبلد اتطورت بس برضوا أضمن منين
أروي باابتسامة: تقدري تيجي تشوف بنفسك نعمة ورنا مش هيكونوا الأطفال الوحيدين هناك وكمان احنا عندنا سجل وتراخيص تقدري تسألي علينا إحنا مؤسسة ألوان الطفولة
تمد يداها لحقيبتها تخرج بعض الأورق المقسمة الي نسختين لتكمل: ودول إستمارتين لرنا ولنعمة اسألي علينا ولو اطمنتي امليهم وهاجي بكرا أشوفك هتدخليهم معانا ولا لا وأتمني توافقي
لتمسك بذراع عاصي: يلا بينا يا عاصي
__________________
ياعيشة ماينفعش كدا لازم تأكلي
نطقت بتلك الكلمات بحزن لتكمل برجاء: عشاني كلي..طب عشان عاصي
لتنظر لها عيشة بتساؤل
نجاة: ماتخافيش عاصي لاقي شغل هايل في منظمة رسم صغيرة وبمرتب حلو ونزل انهاردة
لتكمل: كلي بقا عشانه عاصي لو شافك كدا هيزعل
لتمد لها بالملعقة
فتحت فمها لتهتف نجاة بفرحة: أخيراا ياعيشة رضيتي تأكلي يلا ياحبيبتي كلي كدا عشان تقفي علي رجلك من جديد وتكيدي الأعادي
_______________
1:00ظهراا
-------
هااا أخيرا كدا عملنا شغل هايل في 3 أطفال وافقوا ومضوا الإستمارة وطفلين لسه مش قراروا بس أنا واثقة إنهم هيوافقوا
هتفت بتلك الكلمات بسعادة
عاصي: بس أنا عندي اقتراح
أروي: قول
عاصي: احنا بدل مابننزل نسأل مين الأطفال اللي بيرسموا واللي أكيد في منهم كتير عندهم موهبة ومايعرفوش ممكن ننزل بأدوات رسم بدائية ونديهم يجربوا كااختبار كدا واللي عنده موهبة في بدايتها او شغف بالرسم ناخده كدا هنكسب اعداد اكتر
اروي بتصفيق: برافووو والله فكرة ازاي ماجاش في بالي تمام من بكرا نعمل كدا
المهم
عاصي: نعم
اروي: اي رأيك تيجي معايا المرسم تشوفه وتشوف المكان وتتعرف ع الناس اللي هتشتغل معاهم
عاصي:أوكيه
______________
يابابا أنا لو دخلت آلسون هضيع دي صعبة جداا
هتدخلها يعني هتدخلها
ماتسيبوا ياكمال يدخل اي حاجة ماعز خلاص مات
كمال بشر: لسه الواد وأمه وأنا هجيب أجلهم زي عز
رائف بااستغراب: طب عمو عز وقولت عشان خد منك حاجات كتير وانت صغير طنط عيشة وعاصي مالهم
كمال: هتفضل طول عمرك عجبي زي أمك الواد دا مش سهل وبكرا يشتغل عشان يكبر ويبقي حاجة وانا مش هسمحله بكدا
ميرفت بحقد: وعيشة؟
كمال بنظرة استهزاء: ماانتي عارفة انها حبي الأول واللي رفضتني لما قولتلها بحبك ولما عز اتقدملها وافقت ومن ساعتها وهي في دماغي لازم آحسرها وآندمها
ميرفت بصدمة وغضب: انت لسه بتفكر فيها بعد كل السنين دا؟
كمال: أنا صابر السنين دي كلها عشان لحظة موت عز
ميرفت: ومش مكسوف وانت بتقول كدا قدام ولادك يقولوا عليك اي
كمال ببرود: مش انتي اللي سألتي
ليتبادل كلاا من رائف ومني نظرات الصدمة والإحتقار
__________________
بوابة زجاجية تفتحها لتهتف بمرح: نورت ياسي عاصي مرسمنا البسيط
عاصي باابتسامة صغيرة: بسيط اي دا ماشاء الله قد حارتنا كلنا
أروي بضحك:هههههههه طب استناني هطلع الاسكتشات دي واجي افرجك المكان
عاصي متأملا المكان: تمام
لتصعد درجات السلم ويدها محملة
أما هو فأخذ يتأمل المكان كان حقاا باهر
مصنوع من الزجاج من بدايته وحتي نهايته وفي الخارج حديقة ملتفة حول المرسام والذي علي هيئة دائرة هو الآخر
ملئ بالالوان والاوراق واللوح
التي شرد فيها فقد كانت مرسوم بحرافية وفنية عالية
ليخرج من شروده علي صوت...
هيي انت
عاصي مستديرا للصوت خلفه
فتاة في بداية العشرينات بشعر أسود مجعد وبشرة قمحية وقصيرة القامة
عاصي بتساؤل: أنا؟
امم انت شايف غيرك انت مين
عاصي: انا عاصي بشتغل مع أروي هنا وفي جمع الأطفال
اها اها هي قالتلي عنك
لتمد يدها مصافحة باابتسامة: أنا شيزاد شريكة أروي في المرسام
عاصي مصافحا: آهلاا..شي..زاد
شيزاد: غريب شوية...ممكن تقولي زاد كله بيقولي كدا
عاصي: اوكيه
انت مابتسبيش حد في حاله لحقتي تتعرفي علي عاصي
هتفت أروي مازحة بهذه الكلمات وهي تنزل الدرج
شيزاد: قولت لازم أتعرف عليه بالذات وهو وسيم كدا
لتغمز له بمرح
أروي بضحك: الله يكون في عونك ياابني مع البت دي فظييعة
لتكمل: وبما انك اتعرفت علي زاد أعرفك علي باقي الشلة
لتنادي: آسر هنا جني سمير ياجماعة تعالوا كلكوا
اي يااروي؟
أروي: تعالي يا اياد فين باقي الشباب
احنا اهوو اهو اهوو اهوو
اروي: يخربيتك بطل تقل دمك بقا
تعالوا ياشباب دا عاصي شريكي في شغلي في المكتب ومع الولاد
لتكمل موجهة حديثها لعاصي: بصي ياعاصي دي جني ودي أختها توأمها لمي
ودي إياد والطويل دا آسر واللي مابيبطلش آكل دا سمير ودي هنا أصغر واحدة فينا
ليصافحهم جميعاا واحدا تلو الآخري وقد بدأو برمي النكات والمزاح معاا حتي هو شعر بشعاع من السعادة بدأ بالتسرب لروحه
فأيقن أنها بداية جديدة وعليه ملئ سطورها بكلماته...
___________________________
5:00BM
------
يدق الباب برفق فوالدتها دائما ماتكون نائمة هذه الفترة
وكأنها تهرب من واقع فقدانها لزوجها وحبيبها الأول والأخير
نعم ،، تهرب فهو لم يكن مجرد زوج كان حبيبا وصديقا وملاذا لقلبها من كل همومه
صحيح عاشت معه سنوات طويلة لزواج دام 28 ليختمه الموت بأخذه لزوجه الذي لم تشبع روحها من وجوده بعد
والتي تعلم جيداا أنها منذ الآن أصبحت هي وابنها لقمة بين براثين من لا يرحمون
يفتح الباب ليرفع عينيه بتعب ناظرا للفاتح
يفتح عينيه عن آخرهما وهو يري فتاة تبدو في الخامسة او السادسة عشر من عمرها
قصيرة القامة ذات شعر بني وعينان عسليتان يخالطهما بعض الخضر
وتمسك بيدهاا....دمية!
عاصي فاركاا بعيناه: ه..هو.مش..د..دا بيت عزالدي...
نورت بيتك ياحبيب خالك واسعي لابن عمتك يابت اومال
عاصي بصدمة: خ...خالي!!؟
_________________
تعليقات
إرسال تعليق