رواية( حلمي العاصي) - الفصلين 29،30 والأخيرة-بقلم ندا فرج سعد - مجلة سحر الروايات
حلمي العاصي-29 ماقبل الأخيرة
تسارع في الأحداث....بعد مرور أسبوع آخر..
أخذت حالته تسوء وتدهورت صحته الجسمانية الي جانب نفسيته المهشمة
لازم غرفته طوال الفترة الماضية ولم يعد ذاك صاحب النكات والشخصية الساخرة المرحة
أصبح شخصا آخر مكتئب وحزين ذا هيئة مثيرة للشفقة بعد ان ارتسمت الهالات السوداء علي محيط عيناه وأخذ جسده في التراخي والضعف وكأنه أحد المدمنين
دقت الباب طرقتان صغيرتان لتفتحه تطالعه بعينان دامعتان فقلب ولدها قد كسر!
اقتربت منه بهدوء لتجلس قابلته
قالت برجاء: عشان خاطري كفاية تعمل في نفسك كدا ، هي خلاص ربنا اختارها عنده بعدين ماهي طول عمرها كانت بعيدة عنك وعمرها ماوعدتك بحاجة ولا قالتلك كلمة حلوة اي اللي علقك بيها كدا؟
لم تجد رد ولا أي ردة فعل وكأنه لم يسمعها
لتعاود القول: طب انت هتستفاد اي بقعدتك كدا؟ هي هترجع مثلاا؟!
لا__رد
نهضت بغضب لتخرج من غرفته صافقة الباب بعنف
: : :
في الخارج..
عندما رأها تخرج من غرفته غاضبه علم بما حدث ككل يوم تدلف لتلقي علي مسمعه كلمتان وعندما لا تجد رد تخرج غاضبة
قال بحزن: ماردش عليكي مش كدا يامنال؟
منال: اها ماردش بس المرادي بقا انا لقيت الحل ومش هسكت ع الوضع دا لحد ما ابني يضيع مني وانت لازم توافق يا ناصف
ناصف بتساؤل: اي هو؟
مناال: نجوزه
ناصف بصدمة: ن ايه؟؟ انتي اتجننتي يامنال؟ الولد منهار علي موت البنت اللي حابها ومش عارفيين نخرجه من حالته وجاي تقولي نجوزه؟ انتي اكيد اتجننتي!
منال: لاء انا عقلت ابنك طول ماهو مش شايف غيرها عمره ماهينساها
ناصف بتنهيدة: اعقلي يامنال وبلاش جنان ابنك مش ناقص صدمات
منال بتصميم: في صدمات الواحد مابيطلعش منها غير بصدمة تانية ياناصف!
_______________________
وصلت بهم السيارة الي المطار ليأخذ كل منهما حقائبه متوجها للداخل
بينما أخرج هو هاتفه بحزن ليضغط بعد الأرقام
بعد عدة ثواني آتاه صوت والدته: الو ياعاصي
عاصي: عملتي اي مع سلا
تنهدت بيأس: والله مش عارفة اقولك اي لسه ياحبة عيني مفطور من العياط ومابتردش عليا
عاصي بحزن ورجاء: خليها تكلمني كدا
عيشة: بلاش ياعاصي كلمها لما تهدي
صمت قليلا ليقول برجاء: ماشي ، خلي بالك منها ياماما ماتخليهاش تخرج م البيت
عيشة: ماتخافش ياحبيبي
عاصي: وأكلها أكليها حتي لو غصب بس ماتسيبيهاش من غير أكل
ابتسمت لتقول: انت لو أمها مش هتواصيني عليها كدا بعدين حاضر هترجع تلاقيني مزغطهالك زي البطة
عاصي بابتسامة: ماشي ، سلام ياحبيبتي
عيشة بقلق: لا اله الا الله
عاصي: سيدنا محمد رسول الله
اغلق الخط ليتذكر آخر لقاء بينهما ليلة أمس..
فلاش_بااك..
كانت تجلس عاقدة قدميها علي كرسي بغرفته وتلاعب دميتها بمرح
اقترب منها ليقول بابتسامة: سلا
رفعت رأسها لتطالعه بعينان زائغتان: نعم؟
امسك يدها ليجعلها تنهض لتقف امامه بينما سحب الدمية منها تاركا اياه علي ذات الكرسي
ليعود وينظر لها بحب: تعالي
امسك يدها ليتجه بها نحو الفراش تمدد وجذبها لتكون رأسها علي صدره ويداه حاوطت خصرها بتملك
سلا: اي؟
عاصي: عاملك مفاجأة
سلا بسعادة: اي هي؟
عاصي: هجبلك لعب كتيررررر زي لولا كدا بس عشان اجبها لازم اسافر كام يوم بس وارجع
ابتسمت في البداية ولكن تحولت ابتسامتها لأخري غاضبة: لاء مش عايزة لو هتروح مكان خدني معاك
عاصي: مش هينفع ياحبيبتي عشان دا شغل برضوا ولازم اسافر
سلا: خدني معاك طيب
عاصي: هناك انا هشتغل ياحبيبتي ومحدش هياخد باله منك
سلا بغضب: لاء ماتروحش خليك معايا
عاصي: معلش ياسلول دول 10 ايام بس بس
سلا بصدمة: 10 ايام!! لا مستحييل
عاصي برجاء:سلا
سلا ببكاء: لاء ماتروحش لو سمحت ماتسبنيش
عاصي بحنان:مش هسيبك ياحبيبتي هما كام يوم وراجع علطول و...
ابتعدت عنه بعنف لتهتف بغضب وبكاء: لاء لاء ماتروحش هناك اهي اهي ماتسبنيش لوحدي لو سمحت
شعر بغصة في قلبه ليقول بهدوء: عشان خاطري ياسلا ماتزعلنيش هما بس كم ....
سلا ببكاء: بقولك ماتروحش وماتسبنيش
عاصي: مش هينفع ياسلا دا شغل
لم ترد بل تركته وغادرت الغرفة بااكملها وهي تبكي...
فاق من شروده عندما غمز له "ادم" صائحا: والله ووقعت يابرنس اي دا ياروميو انت خلفتها ونسيتها
عاصي بغضب مصتنع: خليك في نفسك يلاا وبعدين انت هتفضل كدا مفيش واحدة تلمك بقا
ادم بتنهيدة: اهاا ياعاصي في بس هي ترضي عني
عاصي بسخرية: لا دا انت اللي روميو بقا ، ومين ست هانم جولييت سعيدة الحظ؟
آدم بهيام: نجمة
عاصي: ماشي ياسيدي نجمة وشاكيرا كمان مين بقا
آدم: نجمة اخت اروي
عاصي بصدمة: نعم؟!
_____________________
رن هاتفها ليظهر علي شاشة الهاتف اسما جعل الابتسام ترتسم علي شفتيها
نظرت حولها بتفحص فاخواتها ثلاثتهم حولها
هتفت احداهن: في اي ياجنة ماتردي
جنة: اهاا اها هرد اهوو ياصابرين
لتهتف الاخري بشك: هو مين اللي بيرن عليكي دلوقتي
حنة بتوتر: دي سمية صحبتي آا هروح ارد عليها برا عشان هنا في دوشة
لفت حجابها بسرعة لتفتح الباب وتنزل الدرج علي عجل بينما ضغطت زر الرد: الو ياأمجد
أمجد بهمس: ألو ياحبيبتي ماقدرتش انام قبل مااسمع صوتك
ابتسمت بخجل: بجد؟ وانا مبسوطة اني سمعت صوتك قبل ماانام
أمجد: انتي وحشتيني اووي مش قادر استني بكرا عشان اشوفك
جنة بخجل: ولا أنا بس معلش كلها كام يوم وتيجي تتقدملي ونبقي براحتنا
امجد: اها ياحبيبتي انا مستني اللحظة دي بفارغ الصبر بس ماتكلميش باباكي في حاجة غير بعد مااعرفك علي والدتي واخواتي
جنة: ياحبيبي انت ليه مش راضي تصدقني انا بحبك انت واختارتك انت واهلك هحبيهم كدا كدا
امجد: معلش ياحبيبتي عشان ارضي ضميري انتي عارفة اني بحب الوضوح وعايزك تكوني عارفة كل حاجة عني وعن عيلتي
جنة بابتسامة: انت كل يوم بتكبر في نظري
امجد بحب: وانتي كل يوك حبك بيزيد في قلبي
جنة: تصبح علي خير
امجد: وانتي من أهلي ياحبيبتي
اغلقت الهاتف بابتسامة واسعة لتقفز بفرحة بينما استدارت لتشهق فجاءة عندما رأته يقف امامها ويطالعها بشك
جنة بتوتر: اي في اي؟ انت كنت بتتنصت عليا
رائف بشك: لا ابدا انا شفتك بالصدفة وانتي بتتنططي كدا ، خير؟
جنة بحنق: وانت مالك انت
تجاوزته بضع خطوات تاركة اياه تتأكله الشكوك والظنون بينما عادت لابتسامتها تتشوق لرؤيته والتعرف الي اهله كما وعدها
______________
في مكان منقطع عن العالم...
أبعد عصبة عيناها ليجذب أحد الكراسي ليجلس قابلتها وعيناه تقذف شررا وتوعد
هتفت "ميرفت" بخوف ورجاء: ارجوك ياكمال ارجوك انا ماكنتش اقصد اي حاجة دي كانت وازة شيطان
كمال باستنكار: وازة شيطان!؟ دا انتي الشيطان بعينه
رميتي عيالك وسرقتي فلوس جوزك ورحتي تتسرمحي في الكباريهات
ميرفت بخوف: والله مش هعمل كدا تاني بس خليني امشي والنبي
لتنخرط في البكاء
كمال: ماانتي هتمشي
رفعت راسها اتجاهه بنظرات زائغة ليكمل بخبث: عارفة هتروحي فين؟ هتروحي جهنم
ميرفت ببكاء: لاء والنبي ياكمال ارحمني انا عارفة اني غلطت بس ماتموتنيش والنبي اعمل اي حاجة بس ماتموتنيش مش عايزة امووت
نهض عن كرسيه يطالعها بقسوة: خلاص لازم تدفعي تمن افعالك انتي كنتي شطان اتجوزته كفرني عن كل حاجة وماشاني في سكك كتير غلط عارف اني ماليش توبة بعد كل ذنوبي بس لو اخر حاجة هعملها في حياتي لازم تكون موتك
اقترب منها ليضع العصبة علي عينيها مجددا بينما قال بفحيح: جاهزي نفسك ل اللي داخلة عليها يا...ياميرفت
تركها ليغادر بينما شرعت هي في البكاء والارتجاف بخوف لما هي مقبلة عليه
______________________
فتحت الباب بغضب لتتجه ناحيته تمد يدها لتمسك بذراعه جابرة اياه علي النهوض بينما نظر اليها ببرود وبعض الدهشة
هتفت بتصميم وغضب: كريم قوووم كدا وفوق
كريم ببرود: خير؟
منال بصياح وهستيرية: فوووووق مش هخليك تضيع نفسك مش هخليكي تقضي عمرك مكسور بعد بكرا هنروح عشان نخطب ياسمين بنت خالتك...ليك
قالت اخر كلمة موجهة اصبعهاا اتجاهه تأكيدا علي كلامه
نظر لها ببرود تام وكأنه لم يسمعها ليقول بجمود: مش جاي ومش هخطب حد
منال بغضب: كدا؟!
خرجت لتعود بعدها بانفعال ومعها سكين لتضعها علي رقبتها وبنبرة صوت صارمة: لو فضلت علي حالتك دي هتكون نهايتك الموت..هتموت بحسرتك وانا مش هخليك تموت قبلي
توسعت عيناه بصدمة: ماما!...ماما سيبي السكين
منال بجدية: هتتجوز ياسمين بنت خالتك كتب كتابك الخميس الجاي
كريم: انا مابحبها....
منال بغضب: يبقي همووت نفسي
ضغطت علي السكين بحدة ليلاحظ جرح صغير علي عنقها
كريم بهلع: ماما! ماما ابعدي السكينة
منال: كتب كتابك الخميس الجاي..
_______________________
هبطت الطائرة في مطار بيروت الدولي والذي أصابت الدهشة كل ركاب الطائرة عند رؤيته بعد التطورات الهائلة التي قام بها المسؤولين لتطويره بعد كم الشكاوي والمصائب الهائل الذي كان مطار بيروت مكان حدوثها حتي عام 2021
آدم: يلا ياعاصي العربية اهي
عاصي: معلش ياآدم استناني شوية
ابتعد عدة خطوات ليخرج هاتفه طالبا رقما ما
فتح الخط ليهتف "عاصي": الوو
لم يسمع رد علي الجانب الآخر فعلم أنها هي طفلته من علي الخط
قال بحنان: سلا
لا__رد
فقال بحنو: سلا وحشتيني
ليسمع صوت شهاقاتها بعد ان انفطرت في البكاء
شعر بوخز يؤلم قلبه لسامع بكاؤها ليقول بحنان: ماتعيطيش ياسلا برضوا هتزعليني منك وتعيطي
-فقط بكاء
عاصي: بصي انا كنت ناوي اقعد 10 ايام بس لكن انتي كدا هتخليني اقعد شهر
لترد بسرعة ورجاء بصوت باكي: لاء لاء خلاص مش هعيط بس انا زعلانة منك انت قولتيلي انك مش هتسيبني لوحدي
عاصي: ياحبيبتي مش انا رايح شغل عشان اجيب فلوس واجبلك كل اللي نفسك فيه
سلا: انا مش عايزة حاجة انت كفاية عليا
زادت دقات قلبه ليضرب صدره بعنف
شعر بأنه يود لو يترك كل شئ..العالم بما فيه ويركض اليها
ود لو يضمها بقوة تلك اللحظة فقط
سلا:عاصي!
عاصي بحب: ايوا يا سلا بس انا لو قعدت جنبك هنفلس ونشحت
سلا:مش مشكلة طالما هنشحت سوا
ابتسم ولمعت عيناه بدفئ: سلا
سلا:نعم؟
عاصي: بحبك!
__________
"كل اللذين يكتمون عواطفهم بااتقان ، ينهمرون كالسيل اذا باحوا💔!"
-غادة السمانحلمي العاصي-الأخيرة(1)
- 8:00 "توقيت لبنان"
بعد أن استقليا السيارة التي نقلتهما إلي فندق اقامتهما قضيا ليلتهما الأولي دون أن يزور النوم جفن أحدهما او يمن عليه بقيلولة صغيرة بعد عناء السفر
-فكر "آدم" هل عند عودته سيجد "نجمة" في انتظاره بعد أن تقنعها "أروي" بأنه حقا يحبها وليس كزوجها السابق "مروان"؟
أو هل ستحتفظ بأمر حبه لها سرا كما طلب منها وسيعود ليبدأ في عمل المحاولات في سبيل إرضائها وكسب حبها لصالحه؟
جالت أفكاره وذهبت وعادت وأبت أن تتركه ليتهنئ بنومه
-أما "عاصي" فلم يكن غير طفلته هي من تشغل باله وتؤرقه نومه هو علي يقين أنها الآن تحتضن دميتها وتحظي بنومتها هانئة بينما احتالت علي تفكيره وسرقت النوم من عيناه
ليبتسم بعينان لامعتان بحب عندما جسدت صورتها تحت جفونه وهي نائمة
هو لم يخطئ لما سماها سارقة ؛ هي كذالك سرقت روحه وعقله وفؤاده ودقاته
شعر بالكثير من كلمات الغزل والعشق تتقاذف علي رأسه لتزداد دقات قلبه متمنيا لو كانت نصب عينيه الآن ليغدقها بها ويحظي بحمرة وجنتاها التي في لحظات خجلها الكثير تتحول لحبتان من الفراولة الطازجة التي لا تصلح الا للالتهام
تنهد بعمق ليهمس بين شفاهه: فينك ياسلا؟ أنا شايفك بقلبي وعيني
بس نفسي أخدك في حضني...بقيتي إدمان!
__________________________
__________________
_______________________
- 7:00pm "توقيت مصر"
فيلاا الحديدي...
هتف باإستهجان: نعم ياأخويا؟! فرح اي دا اللي نعمله الخميس الجاي دا انتوا معداش علي خطوبتك شهر!
رد الأخر في محاولة لاقناعه: عشان خاطر صاحبك بقا يا أبو نسب نفسي أفرح وألبس البدلة يا يوسف يابيه
يوسف بسخرية: ابقي البسها في سبوع "خديجة"
عقد "علاء" حاجبيه بتعجب ليقول ب إستنكار: خديجة؟! خديجة مين دي؟
ابتسم "يوسف" ابتسامة حالمة قائلا بهيام: بنتي المستقبلية ، أروي حامل!
صاح الأخر مهللا: ياألف مبرووك ياأبو خديجة هانم اللي هتنور ، شفت اهي جت من عند ربنا واحدة تروح والتانية تيجي عشان ماتحسش بفراغ كبير بعد ما هنا تتجوزني
يوسف بجدية: لا بقولك اي إطلعلي من دور عمرو دياب دا
جواز مفيش
علاء بحزن مصطنع: ليه يايوسف؟ اشحال لو ماكوناش دفعة واحدة وبعدين مش كنت عايز تفرح بيا وتخلص مني جوزني بقا
يوسف بصرامة: جواز...مفيش
صمت "علاء" عدة ثواني قبل أن يقول في محاولة يأسة أخيرة: طب نعمل كتب كتاب
ليرد الأخر باستهزاء: دا الا كتب الكتاب دا هخليه ليلة الفرح
علاء بسخرية: انت بتنتقم مني ولا اي؟
يوسف بأسف مصتنع: ماتقولش كدا ياأبو الصحاب أنا بس عايزك تتربي شوية وتكفر عن ذنوبك
علاء بصرامة مصتنعة: أخر كلام جوازنا الخميس الجاي
يوسف بتحدي: أنا قولت مفيش جواز
علاء: يبقي نكتب الكتاب ونرضي جميع الأطراف
يوسف: لاء
علاء: خلاص ناخد رأي العروسة
يوسف بسخرية: علي أساس انها هتموت عليك مثلا ، عموما ماشي ياسيدي
قال جملته ليهتف بعدها مناديا: زينات...يازينات
أتت "زينات" تقول بأدب: أيوا يا يوسف بيه
يوسف: ناديلي هنا
زينات: حاضر يابيه
لتستدير "زينات" تصعد الدرج نحو غرفتها
_________________________
_________________
______________________
- 7:00pm "توقيت مصر"
<داخل إحدي المقاهي>
أمسك يدها بحنان هامسا بحب: أنا مش مصدق إنك جيتي أنا كل أحلامي بتتحقق بسببك إنتي يا جنة ربنا مايحرمني منك
جنة بخجل: ما أنا كنت معاك إمبارح يا أمجد إنت أوفر
أمجد بحب: مش أوفر ياحبيبتي بس إنتي حاجة مايتشبعش منها وكل يوم بشوفك فيه بيبقي كأني بشوفك لأول مرة
دمعت عيناها ولمعت بوميض التأثر لكلماته لتقول بصوت متحشرج: أنا عمري ماتخيلت ان الكلام الحلو دا ممكن يتقالي ، إنت حاجة حلوة أووي ربنا بعتهالي ، إنت بكل اللي في حياتي
أمجد بحب: ولسه ياحبيبتي لما نبقي سوا هخليكي أسعد إنسانة في الدنيا
جنة بابتسامة: أنا متحمسة أوي أتعرف علي مامتك أكيد ست جميلة وعظيمة عشان خلفت وربت راجل زيك
أمجد بابتسامة: حبيبتي أنا متحمس أكتر منك
جنة بحماس: طب ما يلاا نروح دلوقتي؟
أمجد بهدوء: لا ياحبيبتي أكيد مش هخليكي تمشي قبل مانشرب حاجة وإسمحيلي المرة دي تشربي علي ذوقي أنا
جنة بابتسامة: براحتك ياحبيبي
قبلا يدها لينهض عن كرسيه قائلا بابتسامة وغمزة بعينه: استنيني دقيقتين وجاي هشربك حاجة عمرك ماهتنسيها
_________________________
_________________
______________________
تقدمت منهما بخطوات هادئة ووجه بلا تعابير لتقول بجدية مصتنعة: نعم يا يوسف زينات قالتلي إنك عايزني؟
علاء بابتسامة: أهلاا ياحبيبتي تعالي دا موضوع عشانا
يوسف مشيرا لها لتجلس بجانبه: تعالي يا هنا خلينا نتكلم
اقتربت منه بخطوات هادئة حتي جلست قربه بينما تجاهلت الآخر مما أغضبه إلي حدا ما
هنا: خير يا يوسف؟
زفر يوسف ليقول بيأس: البيه دا عايز فرحكوا الخميس الجاي أو تكتبوا كتابكوا
هنا بغضب: فرح اي دا اللي الخميس الجاي؟! لاء طبعا لا فرح ولا كتب كتاب
علاء بهدوء: ممكن أعرف ليه؟
هنا بحدة أغاظته: هو اي اللي ليه؟! في مية ألف سبب وبعدين إحنا مابقالناش شهر مخطوبين وانا لسه مش عارفاك كويس
علاء: معنديش حاجة تاني تعرفيها أنا أهو قدامك زي ما أنا علاء عندي 29 سنة عايش في بيت لوحدي و أهلي عايشين في الشرقية ، ها تقبلي تتجوزيني؟
هنا بسخرية: في حاجات ياحضرة الظابط غير اسمك وسنك لازم أعرفها ، بعدين انت مستعجل كدا ليه؟ أنا بدأت أقلق منك
علاء بحدة: مستعجل؟ بقالي أربع سنين بطلب ايدك من أخوكي وهو يقولي لاء لسه صغيرة لاء إصبر شوية وفضلت صابر ومستني وكل ماأهلي يزنوا عليا ولا يفتحوا موضوع الجواز أقولهم مش هتجوز غيرها ، من وإنتي عيلة في ثانوي وأنا عيني هتطلع مني عليكي كل مابشوفك وصبرت بدل السنة أربعة وخمسة وستة ومستعجل؟!
أخوكي قدي في السن وإتجوز من أربع سنين والنهاردة مراته حامل وأنا لسه مستنيكي
بقالي سنتين بتابعك وحافي وراكي عارف مكان مكان بتروحيه وبتحبي ايه وبتكرهي ايه وصحابك مين
ومستعجل!؟
أقولك علي حاجة ... بلاها جواز خالص وأدي الدبلة
مد يده بالدبلة ليرمي بها علي الطاولة تاركا كلاهما في صدمته
نظر لها "يوسف" قائلا بحزن: هاتسيبيه يمشي بعد كل اللي عمله عشانك؟
حدقت به قليلا لتوجه أنظارها الي باب الفيلا الذي تركه مفتوحا بسبب انفعاله
نهضت ومدت يدها لتلتقط دبلته لاحقة به فقد لاحق بها ستة سنوات ولن تبخل عليه ببضع خطوات
خرجت إلي الحديقة لتراه يسير بغضب صافعا كل مايقابله بقدمه
نادته علي بعد عدة خطوات ليقف ويستدير بوجهه فقط
إقتربت منه أكثر لتقول بنبرة حانية: هتمشي وتسيبني؟
عاد بوجهه للأمام دون أن يرد لتقول بحزن: أنا أسفة عارفة انك استنيتني كتيرر وعارفه انه مش بس من أربع سنين لاء دا من أيام ماكنت في الكلية وانا في ثانوية وانت معجب بيا
استدار لها ليهتف بتهكم: دا انتي عارفة كتيير بقا وواخدة بالك من زمان
تحولت نبرته لأخري غاضبة ليهتف بانفعال: اومال بتعملي معايا كدا ليه وتعارف اي اللي لسه عايزة تتعرفيه بتعملي معايا كدا ليه غير لو انتي مش حباني ومش عايزاني
هنا ببكاء: بالعكس أنا كنت بعمل كدا عشان بحبك وخايفة تسيبني وصحابي قالولي اني لو عملت كدا انت هتتمسك بيا
علاء بسخرية: دا انتي لو عايزة تتطفشي عريس مش هتعملي معاه كدا
هنا ببكاء: سوري يا علاء انا عارفة اني ظلمتك كتيير بس ... بس ماتسبنيش
علاء بنبرة جادة لاخفاء سعادته بما تفوهت به: طب خلاص ماتعيطيش
-زاد بكائها أكثر..
علاء: خلاص ماتعيطيش بدل ما أجي أسكتك بطريقتي وأخوكي يشوفنا وتبقي فضيخة وياسلام بقا لو يقولي تصلح غلطتك
-بكاء..
علاء: طب أنا ماشي
هنا ببكاء: لاء ماتمشيش
علاء: طب امسحي دموعك وماتعيطيش
مسحت دموعها سريعا بظهر يدها كالأطفاال ليبتسم لبرائتها
ولكن مالبث أن أخفاها بتعابير جدية
قال بجدية مصتنعة: أظن حرام اني أصبر أكتر من كدا .. فرحنا الخميس الجاي يامفيش فرح خالص
هنا باندفاع: لاء خلاص فرحنا الخميس الجاي
لم يستطع السيطرة علي سعادته أكثر ليهتف: الله أكبر أخيرا هتجوزز لولولولولو زغرطي ياما إفراج!
______________________
______________
___________________
-نفس التوقيت..
دق الباب بطرقات عنيفة إلي حد ما بينما كانت كلا من "عيشة" و "سلا" تشاهدان إحدي الأفلام الكوميدية
هتفت "عيشة" بقلق: مين اللي بيخبط كدا دا؟
سلا: أروح أشوف مين؟
نهضت عن كرسيها قائلة: لاء خليكي انتي يابنتي أما أشوف مين
وصلت عند الباب لتمد يدها تفتحه بينما عقدت حاجبيها بتدقيق متسائلة: انتي مين يابنتي وبتخبطي كدا ليه؟
أخذت أنفاسها المنقطعة بقوة وعندما همت بالحديث قاطعتها "سلا" وقد أخذ جسدها يرتجف بخوف وسقطت دميتها أثر إنفعالاتها
قالت بصدمة وعينان متسعة: سبا!؟
ما أن سمعت الإسم حتي هتفت باإستغراب: سبا! ، أنا سمعت الإسم دا فين؟
تجاوزتها "سبا" عدة خطوات حتي وصلت إلي هذه من أخذت ترتجف رعبا
أمسكت ذراعيها بكفيها لتهزها بقوة هامسة قرب وجهها بملامح قلقة: سلا ما تخافيش ياحبيبتي أنا مش جاي أخدك تاني ولا هخليكي تعملي حاجة مش عايزاها بس قوليلي بسرعة رقم عاصي
عقدت الأخري حاجبيها بينما استفاقت من نوبة فزعها عند ذكر اسمه ، لتقول متسائلة باستغراب: عاصي! ، بتسئلي عن عاصي ليه؟
سبا بتوتر: مش وقته ياسلا
استدارت بوجهها لتطالع "عيشة" بحذر ألا تستمع لحديثهما لتجذب "سلا" من ذراعها نحو ركن أبعد حتي تتأكد من عدم وصول حديثهما لمسمعها
عادت بنظرها إلي "سلا" لتهمس بحدة طفيفة: لو عايزة عاصي يرجعلك يا سلا ساعديني عاصي في كارثة
اتسعت حدقتها بذعر حقيقي لتهتف: عاصي!
همست الأخري بسرعة وغضب: هششششش مش عايزة مامتو تعرف حاجة واطي صوتك
لتهتف "عيشة" بقلق بعد أن وصل لمسمعها إسم ولدها: ماله عاصي يا سلا؟ ، ومين دي؟
إبتلعت ريقها بتوتر لتقول بصوت محشرج: ممم مفيش ياعمتو
سبا بابتسامة مصتنعة: مفيش حاجة ياطنط أنا زميلة عاصي في الشغل وهو كان مخليلي حاجة مع سلا هاخدها وأمشي
نظرت إليها لتقول بتحذير جاذبة إياها بخفة: مش كدا ياسلا ، يلا تعالي هاتيلي الحاجة بتاعتي
مالت عليها هامسة: فين غرفتك؟
أشارت لها بضعف نحو غرفتهما لتدلفان للداخل بينما أغلقت "سبا" باب الغرفة بخفة
نظرت لها "سلا" بغضب لتهتف بغضب: انتي اللي عملتي مشكلة لعاصي صح؟ ، انتي بتعملي مشاكل لكل الناس انا مش بحبك جيتي تاني ليه
طالعتها بحزن دفين لتقول بجدية ظاهرية: سلا ،، المرادي بجد أنا جاي عشان أنقذلك عاصي عشان أنا عارفة إنه بيحبك ومش عايزاكي تخسري حد بيحبك إنتي محظوظة عشان لقيت حد زيه
إقتربت منها لتقول بنبرة هادئة: إنتي بتحبي عاصي ولا لاء؟
رفعت "سلا" رأسها لتحداقها بعينان باكيتان لتهمس بصوت محشرج: كتير
لتجهش في بكاء مرير عقب تلك الكلمة لتمد الأخري يداها تضمها لها وتربت علي ظهرها
أبعدت عنها لتنظر لها بجدية: لو بتحبيه بجد بقا ساعدني عشان نرجعه
مدت كفيها لتمسح دموعها تقول ببكاء: ططط طب ممكن تفهميني حص حصل اي؟
سبا: مش وقته دلوقتي هاتيلي رقم عاصي الأول
سلا بدموع: هو قالي مانتصلش عليها انهاردة خالص لحد بكرا ماهو يكلمنا عشان هيجيب شريحة جديدة يكلمنا منها
تأففت بضيق: يعني اي؟ لازم أستني لبكرا؟
سلا بقلق: هو..هو في اي؟
سبا بكذب: ها آاا مفيش ياسلا دا دا شوية مشاكل كدا كنت عايزة عاصي فيها
سلا ببكاء: لاء انتي بتضحكي عليا
سبا بكذب: لا خالص أصل المشاكل دي ضروري تتحل او ممكن عاصي يترفض بس كدا
صمتت عدة ثواني قبل أن تقول محذرة: ماتقوليش حاجة لطنط مامت عاصي عشان ماتخافيش يا سلا وتقلق
سلا: حاضر ، انتي هتمشي؟
سبا بابتسامة: عايزاني أمشي؟
حدقت بها قليلا لتحرك رأسها يمينا ويسارا نافية
اتسعت ابتسمتها لتقول بحنو: طيب ياحبيبتي بس أنا لازم أمش عشان عندي شغل ، ممكن تجيبيلي ورقة وقلم
أؤمت برأسها ايجاب لتتجه لاحدي الأدراج تفتحه لتخرج منها نوتة صغيرة وقلم
عادت بهما اليها لتمد يدها تلتقطهما الأخري لتدون بها شيئا ما وتعيدها لها: دا رقمي أول ما عاصي يكلمك تقوليله اني عايزاه ضروري وتعطيه رقمي ، فاهمة ياسلا؟
أؤمت برأسها تقول: فاهمة
______________________
______________
___________________
- 7:30pm "توقيت مصر"
مد يده ليمسك بكفها بحب هامسا: ها ياجنتي اي رأيك نمشي دلوقتي؟
أؤمت لترد بحب مماثل: يلا
نهض كلا منهما عن كرسيه ليتوجهوا ناحيه الباب الذي بمجرد أن وصلت إليه شعرت برأسها يثقل لتستند بجزعها عليه بينما رفعت يدها لتمسك برأسها
هامسة بضعف: آهاا رأسي بتلف بيا
أمجد بقلق: خير ياحبيبتي شكلك تعبانة
جنة بضعف: مش عارفة دوخت فجاءة
أمجد: طب تعالي ولو نوصل البيت هخلي حد من اخواتي يعملك عصير ليمون عشان تفوقي
جنة برفض: لاء لاء يا أمجد خليها مرة تانية مش قادرة أروح
أمجد بحزن: لا ياجنة عشان خاطري أنا استنيت اليوم دا كتير واتفقت مع ماما انك جاية انهاردة
جنة بضعف أكبر: مم معلش...قولها اني تعبت و..وهبقي أجيلها تاني
أمجد بحدة لأول مرة: لا ياجنة لازم تيجي
أمسك كفها مشددا عليه ليجرها خلفه بينما ساورها احساسه من القلق والشك
خارج المقهي...
كانت تمطر بغزارة مما أدي لقلة المواصلات وانتظرهم أكثر من 10 دقائق تحت المطر أدي لانعاش حواسها بعد الشئ
بتعب وتحامل مدت يدها داخل حقيبتها لتخرج هاتفها لتضغط رقم أحدهم عندما كان الآخر ملتهي في إيقاف "تاكسي"
_____________________
_____________
_____________________
-ذات التوقيت
مازال هناك مايؤرقه راحته ويعذب ضميره ليتخبط بالأفكار الذي أخذت تساوره
أخذ يتسائل داخله بحزن وقلق كيف له أن يكفر عن ذنبه ويتوب الي الله التوبة الصحيحة
تذكر تلك الليلة التي ارتكب فيها ذنب من الكبائر لتكون ذاتها الليلة التي يفيق فيها من شراداته والسواد الذي حال علي قلبه
سبحان الله ماأخرجه من ذنوبه ذنب!
صدح صوت المؤذن وكأنه جاء ردا لسؤاله "حي علي الصلاة..حي علي الفلاح"
نهض ليتوضأ ويقف باعتدال ليؤدي الفرض بحزن وتوسل الي الله أكثر منه خشوع
أنهي صلاته ولم ينهض عن سجادته حتي حادث الله بضع دقائق بصمت بما في صدره من ندم و هم
أدمعت عيناه ليغمض حفنيه بألم ولا يدري لماذا ظهرت له صورتها تحتهما وكأنها نسخت بهما
فتح عيناه عاقدا حاجبيه باستغراب ليستفيق علي رنين هاتفه
مد يده يلتقطه بخفة ليعقد حاجباه باستغراب عندما رأهت رقم غير مسجل
طالعه قليلا قبل أن تتوسع حدقتيه باإستدراك وتخمين
"هل تكون هي من تتصل؟" سأل نفسه!
فتح الخط سريعا ليهتف بقلق: الو
اتاه صوتها بهمس بعيد باكي ومرهق: الحقني!
نهض يلتقط جاكيته ليخرج راكضا بينما هتف بتوتر: انتي فين جنة انتي فين
-لا رد
فقط صوت تساقط الأمطار
عاد ليهتف بخوف تسرب لأوصاله: جنة .. جنة انتي فين ردي عل...
صمت عندما سمع صوت أحدهم يهتف بها بحدة: يلاا قومي بسرعة
زاد خوفه وقلقه مما تنبئ به حدثه ليسرع في خطاه أكثر داعيا الله بالستر واللطف
_____________________
_____________
_____________________
أمسك ذراعها بعنف هاتفا بحدة: يلا قومي بسرعة
نهضت استجابة له باعياء ليفتح باب سيارة الأجري ليدخلها برفق مصتنع ليصعد بجانبها بينما هتف السائق بشك: خير ياباشا هي المدام تعبانة ولا حاجة
أمجد بتوتر:آاا اها أصلها حامل وكدا هههه
أرادت أن تصرخ لكن لم يخرج صوتها
تسائل السائق بهمنية: علي فين ياباشا؟
أمجد: اطلع علي..........
شعرت بحركة السيارة علامة توجهها للعنوان الذي أملاه "أمجد" علي السائق
مد "أمجد" يده ليمسك يدها بقوة ضاغطا عليها ليهتف بهمس وابتسامة ساخرة: أخيرا وقعتي ياحلوة دا انا مستني اللحظة دي بقالي سنتين
الآن تأكدت مما هي مقبلة عليه لتنحدر دمعة ساخنة علي وجنتها
ليهمس الأخر بينما مد اصبعه ليمسحها بتحسس: لاء لاء أجليلي العياط دا لبعدين يا...ياجنتي
همس كلماته ببذائة وخبث ليسمعها "رائف" الذي مازال قيد المكالمة ويدرك غايته المنحطة ليهتف بالسائق بغضب: بسرعة يااسطا في مصيبة هتحصل!
_______________________حلمي العاصي-الأخيرة!(2)
توقفت سيارة الأجرة داخل احدي المناطق العشوائية المنقطعة الي حد ما عن العالم
فتح الباب لينزل من السيارة ويجذبها ناحيته يحملها بين ذراعيه بعد ان فقدت الوعي من أثر المشروب المخدر
طالعه السائق بريبة قائلا: مش عايز اي مساعدة ياباشا
رد "أمجد" بابتسامة مصتنعة: لا متشكر يااسطا عادي مش اول مرة يحصلها كدا هي معوداني منها ع الحركات دي ، عن اذنك
السائق بقلق: اذنك معاك ياباشا
استدار حاملا اياه بين ذراعيه ليتوجه داخل بوابة سوداء صغيرة بينما تابعتها نظرات السائق القلقة والذي بقي مكانه قليلا لا يدري هل "امجد" صادق او كاذب
______________________
______________
______________________
ملأ صياحه المكان صارخا بعنف بعد ان قيدته مكانها بذات الكرسي بعد ان فلحت في فك قيدها لتختبئ خلف احدي الجدران ممسكة بصخرة قاسية بيدها وعندما رأته ضربته علي رأسه ليسقط فاقدا الوعي
: : :
اقتربت منه بنظرات تشع كراهية وخبث لتهتف بصراخ: كنت عايز تعمل اي؟
كنت فاكر انك هتموتني بالساهل ، لا ياكمال عمر الشقي بقا
صفعته بعنف هاتفة: انطق هربت ازاي ووصلتلي ازاي اكيد في حد ساعدك
-لا___رد
ميرفت: كدا ماشي انا هخليك تنطق
استدارت مبتعدة عدة خطوات لتميل ملتقطة كمية ليست قليلة من البنزين
ليصيح الآخر بخوف: هه هتعملي اي؟ هتعملي اي ياميرفت؟
ميرفت بصياح: هموووووتك هحرقك زي ماكنت هتحرقني ، انطق بقولك مين اللي ساعدك
كمال بتوتر: ظا ظابط صغير هناك كان معرفة قديمة خدمني وخد الحلاوة
ميرفت: اسمه اي؟
كمال: محمود...محمود عبد المنعم
ابعدت وجهها وجه: اممم محمود عبدالمنعم
عادت بنظرها اليه لترفع يدها مغرقة اياه بالبنزين
اخذ يصرخ بذعر طالبا الرأفة والرحمة لكن لا حياة لمن تنادي
هتفت به: انا بقا هضمن انك تموووت الليلة دي
اتجهت لجدران المكان لترشه بالبنزين بعنف
ابتعدت حتي التصقت بالباب لتخرج علبة من الكبريت وتشعل احدي اعواد الثقاب
كمال ببكاء وتوسل: لا والنبي ياميرفت ماتموتنيش ابوس ايدك
ميرفت بضحكة عالية: شكلك حلو اووي وانت مذلول...باي ياكيمو
ألقت بعود الثقاب ليشتعل البنزين حتي يصل اليه لتشب به النيران بينما اخذ الآخر يصرخ بتألم واستنجاد
اخذت تركض مبتعدة عن المكان لتسير بخوف فالمكان منقطعة الي حد كبير عن العالم والناس
سارت بخطوات سريعة قلقة ليرتجف جسدها خوفا ورعب عندما وصل لمسامعها صوت كلمات بذيئة من بعض الشبان بسيارة سوداء
أخذت تركض بجنون ولكن اتبعتها السيارة وضحكات الشبان حتي طالوها لتبدء بالصراخ والمقاومة
هتف أحدهم ضاربا رأسها بقبضته: ماتتهدي بقا ياولية
ليرد الاخر ساخرا: هنعمل بيها اي دي ياعم دي قد امك
يرد بسكر: فد امي اي بس دي موزا
______________________
______________
______________________
قاطع تفكيره توقف سيارة أجرة أخري والتي كانت مسرعة الي حدا خطر لينزل منها "رائف" وعلامات القلق تشوب وجهه
أخذ يركض نحو كل مبني في ذلك الشارع العشوائي الفقير يتلفت يمني ويسري
نزل السائق من سيارته ليتجه ناحية "رائف" هاتفا بتساؤل: انت بتدور علي حد ياباشا يلزم مساعدة؟
رائف بلهث: ماشوفتش بنت لابسة خمار وجيبة ومعاه ش...
هتف السائق بتوتر: يعني احساسي كان صح
رائف بصراخ: انت شوفتها؟؟؟
السائق بتلعثم: آاا ايوا يابيه شوفتها كان معاها شاب وهي كان مغمي عليها باين والله اعلم دخل العمارة اللي في الوش دي
قالها مشيرا باصبعه باتجاه البوابة السوداء الصغيرة ليركض "رائف" ناحيتها قبل أن يتم السائق جملته
كانت البناية عبارة عن طابقين اثنان بكل طابق شقة واحدة في مقابلتها محل مبيعات
طرق الشقة السفلية بغضب لتفتح له سيدة مسنة وابنتها يطالعانه باستغراب ليدرك أنها الشقة الخطأ
صعد الطابق الآخر ركضا ليضرب الباب بعنف دون رد
أخذ يضربه بكتفه حتي كسر
: : :
بعد العنوان والمسافة الطويلة الي حد ما ساعداها لتستعيد وعيها....بعد فوات الأوان
فتحت عينيها لتستند علي مرفقيها
شهقت بصدمة وبكاء عندما رأت نغسها مجردة من ثيابها حينها استطعت استيعاب ما أوقعت نفسها فيه
لفت نفسها بالفراش الذي تبين لها انها لم تكن الأولي فيه
اخذت تضرب فخذيها وتلطم وجنتاها بالصراخ ووليل لتشد الملائة أكثر علي جسدها عندما ظهر فجاءة أمامها يطالعها بصدمة وصلتها كاحتقار
: : : :
كسر الباب ليتجه حيث اتاه صوتها
فتح الباب ليصدم بهيئته توسعت حدقتها واحمرت عيناه من الغضب
استفاق من شروده علي صوت بكائها وشهاقتها ليستدير بجسده تاركا لها مساحة لستر نفسها
قال بنبرة مظلمة: البسي هدومك عشان نمشي
مد يده دون ان يستدير بوجهه ليغلق الباب
استمع لبكائها وشهقاتها العالية ليعقبه صوت لطمها لوجنتاها وفخذيها
اغمض عيناه بقوة محاولا السيطرة علي انفعاله بينما شدد قبضته متوعدا بالانتقام لها
لا يدري لماذا ذكرته دموعها وهيئتها المنكسر بأخته الصغري لتدمع عينه وتتحرك بؤبؤتاه بقلق عندما صور له عقله بأنها بمفردها وقد تقع في ماوقعت فيه "جنة" رغم وجود والديها واخواتها بجانبها
____________________
___________
_________________
في اليوم التالي
9:00AM "توقيت مصر"
توقفت سيارة الأجري عند أول الشارع الذي ولد وأقام وعاش فيها أجمل ذكرياته كما عاش اسوءها
راوده حنين غريب عندما اخذ يتقدم بخطوات ثابتة يتأمل كل انش فيه
وصل لبنايته ليرفع رأسه يطالع شرفة بيتهم بنظرات جامدة
شعر بشوق غريب لأخته ليصعد الدرجات ركضا
وصل للباب ليطرقه برفق حتي لم يأتيه رد أهذ يزيد قوة طرقاته لكن لا رد
ساوره القلق عندما تيقن ان لا احد بالداخل
نزل الدرج ركضا لخرج من البناية متجها الي احد البيوت
طرقها بقلق وتأني حتي فتحت له امراءة في منتصف الستون من عمرها هتفت عند رؤيته: رائف ، انت كنت فين وجيت امتي
رائف بقلق: كنت في شغل وجيت دلوقتي ماتعرفيش مني راحت فين
وبالحظة اجهشت المرأة في البكاء
رائف بتلعثم وتوتر: فف في اي هي حص حصلها حاجة؟
السيدة ببكاء: ياحبة عيني من كم اسبوع لقوا جثتها في البحر
لتجهش مرة اخري في البكاء بينما تصلب الاخر مكانه كالتمثال دون حركة
_____________________
_____________
______________________
7:00PM "توقيت مصر"
جلس بملل وتصنم دون حراك
اختار ابعد ركن عن الجميع ليجلس به يستفرد بذاته واحزانه
ارتفع صوت الزغاريد والاغاني اكثر ليشعر بالحنق والغضب والتمرد علي كل ماحوله
شعر بأحدهم يجلس جانبه ليلتفت براسه بينما هتفت "ياسمين" ابنة خالته بدلال: كيمو قاعد لوحدك ليه كدا؟
كريم بجمود: معلش سيبيني لوحدي دلوقتي
مدت يدها تتحسس صدره بكفها بوقاحة: معقول يا كريم في راجل يصدر التكشيرة دي يوم كتب كتابه ، وبعدين اسيبك ازاي انا خلاص بقيت مراتك ومكان ماتكون هكون
نظر لها ببرود بعد ان امسك بكفها ينفضه عنه بقسوة: ياسمين
ياسمين بهدوء: نعم
كريم: ماتستنيش مني حاجة مش هقدر اديهالك!
________________________
________________
________________________
في اليوم التالي
9:00AM "توقيت لبنان"
مرت اكثر من عشر سعات حتي عاد ل البيت الذي يقتن به وعلامات الانكسار تزين وجهه بالاضافة لجسده المتراخي بعد ما مر به
فلاش_بااك
بعد ان علم منه بموت اخته صعد الدرجات ليصل لباب منزلهم
كسر الباب بعنف وغضب ليدلف للداخل
بدأ بتحطيم كل ماطالته يداه وهو يصرخ بغضب وكره
لينهار بعدها ارضا يبكي بقوة وشهقاته تعلو بعنف هاتفا من بين بكائه: انا السبب ، انا سبب كل حاجة انا اللي قتلتها ماتت بسببي اهااا
تمدد علي بطنه ارضا لتزيد نوبة وبكائه متجاهلا رنين هاتفه المتكرر
استند علي مرفقيه بتخاذل ويأس ليلتقط هاتفه مجيبا بنبرة ضعيفة: الو
-انت حد مم عيلة ميرفت سالم مرات كمال عاصي
رد "رائف" باستغراب: ايو انا ابنها
-يؤسفني اقولك اننا لقينا جثتها في منطقة....بعد تعرضها للاغتصاب ياريت حد يجي يستلمها
اغلق الخط فورا ليسقط الهاتف من يده بينما سقط هو ايضا فاقدا الوعي
ليفيق بعدها بعدة ساعات قليلة
باا_اك..
جلس بيأس علي وسادته الموضوع بالحديقة بينما تراخي جسده اكثر لتستفيق حواسه علي صوتها المنخفض ونبرة صوتها المنكسرة: انت وعدتني امبارح انك مش هتجيب سيرة لحد ، ارجوك خليك عند كلمتك ماما لو عرفت هيجرالها حاجة
قالت جملتها ببكاء ليرفع رأسه لها تأملها قليلا بيأس قبل ان يقول بنبرة خالية من اي شعور: جنة تتجوزيني؟
_____________________
_____________
_____________________
صدح هاتفه معلنا عن تلقيها مكالمة هاتفية لتلتقطه بخفة بينما ضغطت زر الرد سريعا عندما رأت رقم غير مسجل لديها لتتيقن انه هو "عاصي"
ردت بانفعال واضح: الو عاصي
عاصي بهدوء وفضول: ايوا انا انتي عايزة تقوليلي اي؟ وعرفتي عنوان بيتي منين؟
سبا بتحذير: مش وقت اسئلة عاصي اعملي اي حاجة عشان تهرب منهم ارجع بسرعة قبل ماتتورط اكتر
عاصي بدهشة: انتي بتقولي اي؟! اتورط في اي؟
سبا بتنهيدة يأس: الشركة اللي اشتغلت فيها انت وصاحبك مش شركة ادوية ولا مواد غذائية ولا حتي قنوات اخبارية
عاصي بجمود وقلق: اومال اي؟
سبا: مؤسسة ارهابية عايزين يدخلوا مفاعلات نووية لمصر وانت وكل الشباب اللي معاك واخدينكوا عشان يجندوكوا!
ألجمت الصدمة لسانه بينما سقط الهاتف من يده عندما شعر بفوهة مسدس توضع علي رأسه من الخلف ليهتف احدهم بما معناه
-اذا كشفت اللعبة لذلك يجب ان تموت حالاا
..|تظلم الشاشة دون صوت لنسمع بعدها صوت اطلاق رصاص!|..
______________________
#يتبع الجزء الثاني..#
ندا فرج سعد|NADA FARAG SAD
تسارع في الأحداث....بعد مرور أسبوع آخر..
أخذت حالته تسوء وتدهورت صحته الجسمانية الي جانب نفسيته المهشمة
لازم غرفته طوال الفترة الماضية ولم يعد ذاك صاحب النكات والشخصية الساخرة المرحة
أصبح شخصا آخر مكتئب وحزين ذا هيئة مثيرة للشفقة بعد ان ارتسمت الهالات السوداء علي محيط عيناه وأخذ جسده في التراخي والضعف وكأنه أحد المدمنين
دقت الباب طرقتان صغيرتان لتفتحه تطالعه بعينان دامعتان فقلب ولدها قد كسر!
اقتربت منه بهدوء لتجلس قابلته
قالت برجاء: عشان خاطري كفاية تعمل في نفسك كدا ، هي خلاص ربنا اختارها عنده بعدين ماهي طول عمرها كانت بعيدة عنك وعمرها ماوعدتك بحاجة ولا قالتلك كلمة حلوة اي اللي علقك بيها كدا؟
لم تجد رد ولا أي ردة فعل وكأنه لم يسمعها
لتعاود القول: طب انت هتستفاد اي بقعدتك كدا؟ هي هترجع مثلاا؟!
لا__رد
نهضت بغضب لتخرج من غرفته صافقة الباب بعنف
: : :
في الخارج..
عندما رأها تخرج من غرفته غاضبه علم بما حدث ككل يوم تدلف لتلقي علي مسمعه كلمتان وعندما لا تجد رد تخرج غاضبة
قال بحزن: ماردش عليكي مش كدا يامنال؟
منال: اها ماردش بس المرادي بقا انا لقيت الحل ومش هسكت ع الوضع دا لحد ما ابني يضيع مني وانت لازم توافق يا ناصف
ناصف بتساؤل: اي هو؟
مناال: نجوزه
ناصف بصدمة: ن ايه؟؟ انتي اتجننتي يامنال؟ الولد منهار علي موت البنت اللي حابها ومش عارفيين نخرجه من حالته وجاي تقولي نجوزه؟ انتي اكيد اتجننتي!
منال: لاء انا عقلت ابنك طول ماهو مش شايف غيرها عمره ماهينساها
ناصف بتنهيدة: اعقلي يامنال وبلاش جنان ابنك مش ناقص صدمات
منال بتصميم: في صدمات الواحد مابيطلعش منها غير بصدمة تانية ياناصف!
_______________________
وصلت بهم السيارة الي المطار ليأخذ كل منهما حقائبه متوجها للداخل
بينما أخرج هو هاتفه بحزن ليضغط بعد الأرقام
بعد عدة ثواني آتاه صوت والدته: الو ياعاصي
عاصي: عملتي اي مع سلا
تنهدت بيأس: والله مش عارفة اقولك اي لسه ياحبة عيني مفطور من العياط ومابتردش عليا
عاصي بحزن ورجاء: خليها تكلمني كدا
عيشة: بلاش ياعاصي كلمها لما تهدي
صمت قليلا ليقول برجاء: ماشي ، خلي بالك منها ياماما ماتخليهاش تخرج م البيت
عيشة: ماتخافش ياحبيبي
عاصي: وأكلها أكليها حتي لو غصب بس ماتسيبيهاش من غير أكل
ابتسمت لتقول: انت لو أمها مش هتواصيني عليها كدا بعدين حاضر هترجع تلاقيني مزغطهالك زي البطة
عاصي بابتسامة: ماشي ، سلام ياحبيبتي
عيشة بقلق: لا اله الا الله
عاصي: سيدنا محمد رسول الله
اغلق الخط ليتذكر آخر لقاء بينهما ليلة أمس..
فلاش_بااك..
كانت تجلس عاقدة قدميها علي كرسي بغرفته وتلاعب دميتها بمرح
اقترب منها ليقول بابتسامة: سلا
رفعت رأسها لتطالعه بعينان زائغتان: نعم؟
امسك يدها ليجعلها تنهض لتقف امامه بينما سحب الدمية منها تاركا اياه علي ذات الكرسي
ليعود وينظر لها بحب: تعالي
امسك يدها ليتجه بها نحو الفراش تمدد وجذبها لتكون رأسها علي صدره ويداه حاوطت خصرها بتملك
سلا: اي؟
عاصي: عاملك مفاجأة
سلا بسعادة: اي هي؟
عاصي: هجبلك لعب كتيررررر زي لولا كدا بس عشان اجبها لازم اسافر كام يوم بس وارجع
ابتسمت في البداية ولكن تحولت ابتسامتها لأخري غاضبة: لاء مش عايزة لو هتروح مكان خدني معاك
عاصي: مش هينفع ياحبيبتي عشان دا شغل برضوا ولازم اسافر
سلا: خدني معاك طيب
عاصي: هناك انا هشتغل ياحبيبتي ومحدش هياخد باله منك
سلا بغضب: لاء ماتروحش خليك معايا
عاصي: معلش ياسلول دول 10 ايام بس بس
سلا بصدمة: 10 ايام!! لا مستحييل
عاصي برجاء:سلا
سلا ببكاء: لاء ماتروحش لو سمحت ماتسبنيش
عاصي بحنان:مش هسيبك ياحبيبتي هما كام يوم وراجع علطول و...
ابتعدت عنه بعنف لتهتف بغضب وبكاء: لاء لاء ماتروحش هناك اهي اهي ماتسبنيش لوحدي لو سمحت
شعر بغصة في قلبه ليقول بهدوء: عشان خاطري ياسلا ماتزعلنيش هما بس كم ....
سلا ببكاء: بقولك ماتروحش وماتسبنيش
عاصي: مش هينفع ياسلا دا شغل
لم ترد بل تركته وغادرت الغرفة بااكملها وهي تبكي...
فاق من شروده عندما غمز له "ادم" صائحا: والله ووقعت يابرنس اي دا ياروميو انت خلفتها ونسيتها
عاصي بغضب مصتنع: خليك في نفسك يلاا وبعدين انت هتفضل كدا مفيش واحدة تلمك بقا
ادم بتنهيدة: اهاا ياعاصي في بس هي ترضي عني
عاصي بسخرية: لا دا انت اللي روميو بقا ، ومين ست هانم جولييت سعيدة الحظ؟
آدم بهيام: نجمة
عاصي: ماشي ياسيدي نجمة وشاكيرا كمان مين بقا
آدم: نجمة اخت اروي
عاصي بصدمة: نعم؟!
_____________________
رن هاتفها ليظهر علي شاشة الهاتف اسما جعل الابتسام ترتسم علي شفتيها
نظرت حولها بتفحص فاخواتها ثلاثتهم حولها
هتفت احداهن: في اي ياجنة ماتردي
جنة: اهاا اها هرد اهوو ياصابرين
لتهتف الاخري بشك: هو مين اللي بيرن عليكي دلوقتي
حنة بتوتر: دي سمية صحبتي آا هروح ارد عليها برا عشان هنا في دوشة
لفت حجابها بسرعة لتفتح الباب وتنزل الدرج علي عجل بينما ضغطت زر الرد: الو ياأمجد
أمجد بهمس: ألو ياحبيبتي ماقدرتش انام قبل مااسمع صوتك
ابتسمت بخجل: بجد؟ وانا مبسوطة اني سمعت صوتك قبل ماانام
أمجد: انتي وحشتيني اووي مش قادر استني بكرا عشان اشوفك
جنة بخجل: ولا أنا بس معلش كلها كام يوم وتيجي تتقدملي ونبقي براحتنا
امجد: اها ياحبيبتي انا مستني اللحظة دي بفارغ الصبر بس ماتكلميش باباكي في حاجة غير بعد مااعرفك علي والدتي واخواتي
جنة: ياحبيبي انت ليه مش راضي تصدقني انا بحبك انت واختارتك انت واهلك هحبيهم كدا كدا
امجد: معلش ياحبيبتي عشان ارضي ضميري انتي عارفة اني بحب الوضوح وعايزك تكوني عارفة كل حاجة عني وعن عيلتي
جنة بابتسامة: انت كل يوم بتكبر في نظري
امجد بحب: وانتي كل يوك حبك بيزيد في قلبي
جنة: تصبح علي خير
امجد: وانتي من أهلي ياحبيبتي
اغلقت الهاتف بابتسامة واسعة لتقفز بفرحة بينما استدارت لتشهق فجاءة عندما رأته يقف امامها ويطالعها بشك
جنة بتوتر: اي في اي؟ انت كنت بتتنصت عليا
رائف بشك: لا ابدا انا شفتك بالصدفة وانتي بتتنططي كدا ، خير؟
جنة بحنق: وانت مالك انت
تجاوزته بضع خطوات تاركة اياه تتأكله الشكوك والظنون بينما عادت لابتسامتها تتشوق لرؤيته والتعرف الي اهله كما وعدها
______________
في مكان منقطع عن العالم...
أبعد عصبة عيناها ليجذب أحد الكراسي ليجلس قابلتها وعيناه تقذف شررا وتوعد
هتفت "ميرفت" بخوف ورجاء: ارجوك ياكمال ارجوك انا ماكنتش اقصد اي حاجة دي كانت وازة شيطان
كمال باستنكار: وازة شيطان!؟ دا انتي الشيطان بعينه
رميتي عيالك وسرقتي فلوس جوزك ورحتي تتسرمحي في الكباريهات
ميرفت بخوف: والله مش هعمل كدا تاني بس خليني امشي والنبي
لتنخرط في البكاء
كمال: ماانتي هتمشي
رفعت راسها اتجاهه بنظرات زائغة ليكمل بخبث: عارفة هتروحي فين؟ هتروحي جهنم
ميرفت ببكاء: لاء والنبي ياكمال ارحمني انا عارفة اني غلطت بس ماتموتنيش والنبي اعمل اي حاجة بس ماتموتنيش مش عايزة امووت
نهض عن كرسيه يطالعها بقسوة: خلاص لازم تدفعي تمن افعالك انتي كنتي شطان اتجوزته كفرني عن كل حاجة وماشاني في سكك كتير غلط عارف اني ماليش توبة بعد كل ذنوبي بس لو اخر حاجة هعملها في حياتي لازم تكون موتك
اقترب منها ليضع العصبة علي عينيها مجددا بينما قال بفحيح: جاهزي نفسك ل اللي داخلة عليها يا...ياميرفت
تركها ليغادر بينما شرعت هي في البكاء والارتجاف بخوف لما هي مقبلة عليه
______________________
فتحت الباب بغضب لتتجه ناحيته تمد يدها لتمسك بذراعه جابرة اياه علي النهوض بينما نظر اليها ببرود وبعض الدهشة
هتفت بتصميم وغضب: كريم قوووم كدا وفوق
كريم ببرود: خير؟
منال بصياح وهستيرية: فوووووق مش هخليك تضيع نفسك مش هخليكي تقضي عمرك مكسور بعد بكرا هنروح عشان نخطب ياسمين بنت خالتك...ليك
قالت اخر كلمة موجهة اصبعهاا اتجاهه تأكيدا علي كلامه
نظر لها ببرود تام وكأنه لم يسمعها ليقول بجمود: مش جاي ومش هخطب حد
منال بغضب: كدا؟!
خرجت لتعود بعدها بانفعال ومعها سكين لتضعها علي رقبتها وبنبرة صوت صارمة: لو فضلت علي حالتك دي هتكون نهايتك الموت..هتموت بحسرتك وانا مش هخليك تموت قبلي
توسعت عيناه بصدمة: ماما!...ماما سيبي السكين
منال بجدية: هتتجوز ياسمين بنت خالتك كتب كتابك الخميس الجاي
كريم: انا مابحبها....
منال بغضب: يبقي همووت نفسي
ضغطت علي السكين بحدة ليلاحظ جرح صغير علي عنقها
كريم بهلع: ماما! ماما ابعدي السكينة
منال: كتب كتابك الخميس الجاي..
_______________________
هبطت الطائرة في مطار بيروت الدولي والذي أصابت الدهشة كل ركاب الطائرة عند رؤيته بعد التطورات الهائلة التي قام بها المسؤولين لتطويره بعد كم الشكاوي والمصائب الهائل الذي كان مطار بيروت مكان حدوثها حتي عام 2021
آدم: يلا ياعاصي العربية اهي
عاصي: معلش ياآدم استناني شوية
ابتعد عدة خطوات ليخرج هاتفه طالبا رقما ما
فتح الخط ليهتف "عاصي": الوو
لم يسمع رد علي الجانب الآخر فعلم أنها هي طفلته من علي الخط
قال بحنان: سلا
لا__رد
فقال بحنو: سلا وحشتيني
ليسمع صوت شهاقاتها بعد ان انفطرت في البكاء
شعر بوخز يؤلم قلبه لسامع بكاؤها ليقول بحنان: ماتعيطيش ياسلا برضوا هتزعليني منك وتعيطي
-فقط بكاء
عاصي: بصي انا كنت ناوي اقعد 10 ايام بس لكن انتي كدا هتخليني اقعد شهر
لترد بسرعة ورجاء بصوت باكي: لاء لاء خلاص مش هعيط بس انا زعلانة منك انت قولتيلي انك مش هتسيبني لوحدي
عاصي: ياحبيبتي مش انا رايح شغل عشان اجيب فلوس واجبلك كل اللي نفسك فيه
سلا: انا مش عايزة حاجة انت كفاية عليا
زادت دقات قلبه ليضرب صدره بعنف
شعر بأنه يود لو يترك كل شئ..العالم بما فيه ويركض اليها
ود لو يضمها بقوة تلك اللحظة فقط
سلا:عاصي!
عاصي بحب: ايوا يا سلا بس انا لو قعدت جنبك هنفلس ونشحت
سلا:مش مشكلة طالما هنشحت سوا
ابتسم ولمعت عيناه بدفئ: سلا
سلا:نعم؟
عاصي: بحبك!
__________
"كل اللذين يكتمون عواطفهم بااتقان ، ينهمرون كالسيل اذا باحوا💔!"
-غادة السمانحلمي العاصي-الأخيرة(1)
- 8:00 "توقيت لبنان"
بعد أن استقليا السيارة التي نقلتهما إلي فندق اقامتهما قضيا ليلتهما الأولي دون أن يزور النوم جفن أحدهما او يمن عليه بقيلولة صغيرة بعد عناء السفر
-فكر "آدم" هل عند عودته سيجد "نجمة" في انتظاره بعد أن تقنعها "أروي" بأنه حقا يحبها وليس كزوجها السابق "مروان"؟
أو هل ستحتفظ بأمر حبه لها سرا كما طلب منها وسيعود ليبدأ في عمل المحاولات في سبيل إرضائها وكسب حبها لصالحه؟
جالت أفكاره وذهبت وعادت وأبت أن تتركه ليتهنئ بنومه
-أما "عاصي" فلم يكن غير طفلته هي من تشغل باله وتؤرقه نومه هو علي يقين أنها الآن تحتضن دميتها وتحظي بنومتها هانئة بينما احتالت علي تفكيره وسرقت النوم من عيناه
ليبتسم بعينان لامعتان بحب عندما جسدت صورتها تحت جفونه وهي نائمة
هو لم يخطئ لما سماها سارقة ؛ هي كذالك سرقت روحه وعقله وفؤاده ودقاته
شعر بالكثير من كلمات الغزل والعشق تتقاذف علي رأسه لتزداد دقات قلبه متمنيا لو كانت نصب عينيه الآن ليغدقها بها ويحظي بحمرة وجنتاها التي في لحظات خجلها الكثير تتحول لحبتان من الفراولة الطازجة التي لا تصلح الا للالتهام
تنهد بعمق ليهمس بين شفاهه: فينك ياسلا؟ أنا شايفك بقلبي وعيني
بس نفسي أخدك في حضني...بقيتي إدمان!
__________________________
__________________
_______________________
- 7:00pm "توقيت مصر"
فيلاا الحديدي...
هتف باإستهجان: نعم ياأخويا؟! فرح اي دا اللي نعمله الخميس الجاي دا انتوا معداش علي خطوبتك شهر!
رد الأخر في محاولة لاقناعه: عشان خاطر صاحبك بقا يا أبو نسب نفسي أفرح وألبس البدلة يا يوسف يابيه
يوسف بسخرية: ابقي البسها في سبوع "خديجة"
عقد "علاء" حاجبيه بتعجب ليقول ب إستنكار: خديجة؟! خديجة مين دي؟
ابتسم "يوسف" ابتسامة حالمة قائلا بهيام: بنتي المستقبلية ، أروي حامل!
صاح الأخر مهللا: ياألف مبرووك ياأبو خديجة هانم اللي هتنور ، شفت اهي جت من عند ربنا واحدة تروح والتانية تيجي عشان ماتحسش بفراغ كبير بعد ما هنا تتجوزني
يوسف بجدية: لا بقولك اي إطلعلي من دور عمرو دياب دا
جواز مفيش
علاء بحزن مصطنع: ليه يايوسف؟ اشحال لو ماكوناش دفعة واحدة وبعدين مش كنت عايز تفرح بيا وتخلص مني جوزني بقا
يوسف بصرامة: جواز...مفيش
صمت "علاء" عدة ثواني قبل أن يقول في محاولة يأسة أخيرة: طب نعمل كتب كتاب
ليرد الأخر باستهزاء: دا الا كتب الكتاب دا هخليه ليلة الفرح
علاء بسخرية: انت بتنتقم مني ولا اي؟
يوسف بأسف مصتنع: ماتقولش كدا ياأبو الصحاب أنا بس عايزك تتربي شوية وتكفر عن ذنوبك
علاء بصرامة مصتنعة: أخر كلام جوازنا الخميس الجاي
يوسف بتحدي: أنا قولت مفيش جواز
علاء: يبقي نكتب الكتاب ونرضي جميع الأطراف
يوسف: لاء
علاء: خلاص ناخد رأي العروسة
يوسف بسخرية: علي أساس انها هتموت عليك مثلا ، عموما ماشي ياسيدي
قال جملته ليهتف بعدها مناديا: زينات...يازينات
أتت "زينات" تقول بأدب: أيوا يا يوسف بيه
يوسف: ناديلي هنا
زينات: حاضر يابيه
لتستدير "زينات" تصعد الدرج نحو غرفتها
_________________________
_________________
______________________
- 7:00pm "توقيت مصر"
<داخل إحدي المقاهي>
أمسك يدها بحنان هامسا بحب: أنا مش مصدق إنك جيتي أنا كل أحلامي بتتحقق بسببك إنتي يا جنة ربنا مايحرمني منك
جنة بخجل: ما أنا كنت معاك إمبارح يا أمجد إنت أوفر
أمجد بحب: مش أوفر ياحبيبتي بس إنتي حاجة مايتشبعش منها وكل يوم بشوفك فيه بيبقي كأني بشوفك لأول مرة
دمعت عيناها ولمعت بوميض التأثر لكلماته لتقول بصوت متحشرج: أنا عمري ماتخيلت ان الكلام الحلو دا ممكن يتقالي ، إنت حاجة حلوة أووي ربنا بعتهالي ، إنت بكل اللي في حياتي
أمجد بحب: ولسه ياحبيبتي لما نبقي سوا هخليكي أسعد إنسانة في الدنيا
جنة بابتسامة: أنا متحمسة أوي أتعرف علي مامتك أكيد ست جميلة وعظيمة عشان خلفت وربت راجل زيك
أمجد بابتسامة: حبيبتي أنا متحمس أكتر منك
جنة بحماس: طب ما يلاا نروح دلوقتي؟
أمجد بهدوء: لا ياحبيبتي أكيد مش هخليكي تمشي قبل مانشرب حاجة وإسمحيلي المرة دي تشربي علي ذوقي أنا
جنة بابتسامة: براحتك ياحبيبي
قبلا يدها لينهض عن كرسيه قائلا بابتسامة وغمزة بعينه: استنيني دقيقتين وجاي هشربك حاجة عمرك ماهتنسيها
_________________________
_________________
______________________
تقدمت منهما بخطوات هادئة ووجه بلا تعابير لتقول بجدية مصتنعة: نعم يا يوسف زينات قالتلي إنك عايزني؟
علاء بابتسامة: أهلاا ياحبيبتي تعالي دا موضوع عشانا
يوسف مشيرا لها لتجلس بجانبه: تعالي يا هنا خلينا نتكلم
اقتربت منه بخطوات هادئة حتي جلست قربه بينما تجاهلت الآخر مما أغضبه إلي حدا ما
هنا: خير يا يوسف؟
زفر يوسف ليقول بيأس: البيه دا عايز فرحكوا الخميس الجاي أو تكتبوا كتابكوا
هنا بغضب: فرح اي دا اللي الخميس الجاي؟! لاء طبعا لا فرح ولا كتب كتاب
علاء بهدوء: ممكن أعرف ليه؟
هنا بحدة أغاظته: هو اي اللي ليه؟! في مية ألف سبب وبعدين إحنا مابقالناش شهر مخطوبين وانا لسه مش عارفاك كويس
علاء: معنديش حاجة تاني تعرفيها أنا أهو قدامك زي ما أنا علاء عندي 29 سنة عايش في بيت لوحدي و أهلي عايشين في الشرقية ، ها تقبلي تتجوزيني؟
هنا بسخرية: في حاجات ياحضرة الظابط غير اسمك وسنك لازم أعرفها ، بعدين انت مستعجل كدا ليه؟ أنا بدأت أقلق منك
علاء بحدة: مستعجل؟ بقالي أربع سنين بطلب ايدك من أخوكي وهو يقولي لاء لسه صغيرة لاء إصبر شوية وفضلت صابر ومستني وكل ماأهلي يزنوا عليا ولا يفتحوا موضوع الجواز أقولهم مش هتجوز غيرها ، من وإنتي عيلة في ثانوي وأنا عيني هتطلع مني عليكي كل مابشوفك وصبرت بدل السنة أربعة وخمسة وستة ومستعجل؟!
أخوكي قدي في السن وإتجوز من أربع سنين والنهاردة مراته حامل وأنا لسه مستنيكي
بقالي سنتين بتابعك وحافي وراكي عارف مكان مكان بتروحيه وبتحبي ايه وبتكرهي ايه وصحابك مين
ومستعجل!؟
أقولك علي حاجة ... بلاها جواز خالص وأدي الدبلة
مد يده بالدبلة ليرمي بها علي الطاولة تاركا كلاهما في صدمته
نظر لها "يوسف" قائلا بحزن: هاتسيبيه يمشي بعد كل اللي عمله عشانك؟
حدقت به قليلا لتوجه أنظارها الي باب الفيلا الذي تركه مفتوحا بسبب انفعاله
نهضت ومدت يدها لتلتقط دبلته لاحقة به فقد لاحق بها ستة سنوات ولن تبخل عليه ببضع خطوات
خرجت إلي الحديقة لتراه يسير بغضب صافعا كل مايقابله بقدمه
نادته علي بعد عدة خطوات ليقف ويستدير بوجهه فقط
إقتربت منه أكثر لتقول بنبرة حانية: هتمشي وتسيبني؟
عاد بوجهه للأمام دون أن يرد لتقول بحزن: أنا أسفة عارفة انك استنيتني كتيرر وعارفه انه مش بس من أربع سنين لاء دا من أيام ماكنت في الكلية وانا في ثانوية وانت معجب بيا
استدار لها ليهتف بتهكم: دا انتي عارفة كتيير بقا وواخدة بالك من زمان
تحولت نبرته لأخري غاضبة ليهتف بانفعال: اومال بتعملي معايا كدا ليه وتعارف اي اللي لسه عايزة تتعرفيه بتعملي معايا كدا ليه غير لو انتي مش حباني ومش عايزاني
هنا ببكاء: بالعكس أنا كنت بعمل كدا عشان بحبك وخايفة تسيبني وصحابي قالولي اني لو عملت كدا انت هتتمسك بيا
علاء بسخرية: دا انتي لو عايزة تتطفشي عريس مش هتعملي معاه كدا
هنا ببكاء: سوري يا علاء انا عارفة اني ظلمتك كتيير بس ... بس ماتسبنيش
علاء بنبرة جادة لاخفاء سعادته بما تفوهت به: طب خلاص ماتعيطيش
-زاد بكائها أكثر..
علاء: خلاص ماتعيطيش بدل ما أجي أسكتك بطريقتي وأخوكي يشوفنا وتبقي فضيخة وياسلام بقا لو يقولي تصلح غلطتك
-بكاء..
علاء: طب أنا ماشي
هنا ببكاء: لاء ماتمشيش
علاء: طب امسحي دموعك وماتعيطيش
مسحت دموعها سريعا بظهر يدها كالأطفاال ليبتسم لبرائتها
ولكن مالبث أن أخفاها بتعابير جدية
قال بجدية مصتنعة: أظن حرام اني أصبر أكتر من كدا .. فرحنا الخميس الجاي يامفيش فرح خالص
هنا باندفاع: لاء خلاص فرحنا الخميس الجاي
لم يستطع السيطرة علي سعادته أكثر ليهتف: الله أكبر أخيرا هتجوزز لولولولولو زغرطي ياما إفراج!
______________________
______________
___________________
-نفس التوقيت..
دق الباب بطرقات عنيفة إلي حد ما بينما كانت كلا من "عيشة" و "سلا" تشاهدان إحدي الأفلام الكوميدية
هتفت "عيشة" بقلق: مين اللي بيخبط كدا دا؟
سلا: أروح أشوف مين؟
نهضت عن كرسيها قائلة: لاء خليكي انتي يابنتي أما أشوف مين
وصلت عند الباب لتمد يدها تفتحه بينما عقدت حاجبيها بتدقيق متسائلة: انتي مين يابنتي وبتخبطي كدا ليه؟
أخذت أنفاسها المنقطعة بقوة وعندما همت بالحديث قاطعتها "سلا" وقد أخذ جسدها يرتجف بخوف وسقطت دميتها أثر إنفعالاتها
قالت بصدمة وعينان متسعة: سبا!؟
ما أن سمعت الإسم حتي هتفت باإستغراب: سبا! ، أنا سمعت الإسم دا فين؟
تجاوزتها "سبا" عدة خطوات حتي وصلت إلي هذه من أخذت ترتجف رعبا
أمسكت ذراعيها بكفيها لتهزها بقوة هامسة قرب وجهها بملامح قلقة: سلا ما تخافيش ياحبيبتي أنا مش جاي أخدك تاني ولا هخليكي تعملي حاجة مش عايزاها بس قوليلي بسرعة رقم عاصي
عقدت الأخري حاجبيها بينما استفاقت من نوبة فزعها عند ذكر اسمه ، لتقول متسائلة باستغراب: عاصي! ، بتسئلي عن عاصي ليه؟
سبا بتوتر: مش وقته ياسلا
استدارت بوجهها لتطالع "عيشة" بحذر ألا تستمع لحديثهما لتجذب "سلا" من ذراعها نحو ركن أبعد حتي تتأكد من عدم وصول حديثهما لمسمعها
عادت بنظرها إلي "سلا" لتهمس بحدة طفيفة: لو عايزة عاصي يرجعلك يا سلا ساعديني عاصي في كارثة
اتسعت حدقتها بذعر حقيقي لتهتف: عاصي!
همست الأخري بسرعة وغضب: هششششش مش عايزة مامتو تعرف حاجة واطي صوتك
لتهتف "عيشة" بقلق بعد أن وصل لمسمعها إسم ولدها: ماله عاصي يا سلا؟ ، ومين دي؟
إبتلعت ريقها بتوتر لتقول بصوت محشرج: ممم مفيش ياعمتو
سبا بابتسامة مصتنعة: مفيش حاجة ياطنط أنا زميلة عاصي في الشغل وهو كان مخليلي حاجة مع سلا هاخدها وأمشي
نظرت إليها لتقول بتحذير جاذبة إياها بخفة: مش كدا ياسلا ، يلا تعالي هاتيلي الحاجة بتاعتي
مالت عليها هامسة: فين غرفتك؟
أشارت لها بضعف نحو غرفتهما لتدلفان للداخل بينما أغلقت "سبا" باب الغرفة بخفة
نظرت لها "سلا" بغضب لتهتف بغضب: انتي اللي عملتي مشكلة لعاصي صح؟ ، انتي بتعملي مشاكل لكل الناس انا مش بحبك جيتي تاني ليه
طالعتها بحزن دفين لتقول بجدية ظاهرية: سلا ،، المرادي بجد أنا جاي عشان أنقذلك عاصي عشان أنا عارفة إنه بيحبك ومش عايزاكي تخسري حد بيحبك إنتي محظوظة عشان لقيت حد زيه
إقتربت منها لتقول بنبرة هادئة: إنتي بتحبي عاصي ولا لاء؟
رفعت "سلا" رأسها لتحداقها بعينان باكيتان لتهمس بصوت محشرج: كتير
لتجهش في بكاء مرير عقب تلك الكلمة لتمد الأخري يداها تضمها لها وتربت علي ظهرها
أبعدت عنها لتنظر لها بجدية: لو بتحبيه بجد بقا ساعدني عشان نرجعه
مدت كفيها لتمسح دموعها تقول ببكاء: ططط طب ممكن تفهميني حص حصل اي؟
سبا: مش وقته دلوقتي هاتيلي رقم عاصي الأول
سلا بدموع: هو قالي مانتصلش عليها انهاردة خالص لحد بكرا ماهو يكلمنا عشان هيجيب شريحة جديدة يكلمنا منها
تأففت بضيق: يعني اي؟ لازم أستني لبكرا؟
سلا بقلق: هو..هو في اي؟
سبا بكذب: ها آاا مفيش ياسلا دا دا شوية مشاكل كدا كنت عايزة عاصي فيها
سلا ببكاء: لاء انتي بتضحكي عليا
سبا بكذب: لا خالص أصل المشاكل دي ضروري تتحل او ممكن عاصي يترفض بس كدا
صمتت عدة ثواني قبل أن تقول محذرة: ماتقوليش حاجة لطنط مامت عاصي عشان ماتخافيش يا سلا وتقلق
سلا: حاضر ، انتي هتمشي؟
سبا بابتسامة: عايزاني أمشي؟
حدقت بها قليلا لتحرك رأسها يمينا ويسارا نافية
اتسعت ابتسمتها لتقول بحنو: طيب ياحبيبتي بس أنا لازم أمش عشان عندي شغل ، ممكن تجيبيلي ورقة وقلم
أؤمت برأسها ايجاب لتتجه لاحدي الأدراج تفتحه لتخرج منها نوتة صغيرة وقلم
عادت بهما اليها لتمد يدها تلتقطهما الأخري لتدون بها شيئا ما وتعيدها لها: دا رقمي أول ما عاصي يكلمك تقوليله اني عايزاه ضروري وتعطيه رقمي ، فاهمة ياسلا؟
أؤمت برأسها تقول: فاهمة
______________________
______________
___________________
- 7:30pm "توقيت مصر"
مد يده ليمسك بكفها بحب هامسا: ها ياجنتي اي رأيك نمشي دلوقتي؟
أؤمت لترد بحب مماثل: يلا
نهض كلا منهما عن كرسيه ليتوجهوا ناحيه الباب الذي بمجرد أن وصلت إليه شعرت برأسها يثقل لتستند بجزعها عليه بينما رفعت يدها لتمسك برأسها
هامسة بضعف: آهاا رأسي بتلف بيا
أمجد بقلق: خير ياحبيبتي شكلك تعبانة
جنة بضعف: مش عارفة دوخت فجاءة
أمجد: طب تعالي ولو نوصل البيت هخلي حد من اخواتي يعملك عصير ليمون عشان تفوقي
جنة برفض: لاء لاء يا أمجد خليها مرة تانية مش قادرة أروح
أمجد بحزن: لا ياجنة عشان خاطري أنا استنيت اليوم دا كتير واتفقت مع ماما انك جاية انهاردة
جنة بضعف أكبر: مم معلش...قولها اني تعبت و..وهبقي أجيلها تاني
أمجد بحدة لأول مرة: لا ياجنة لازم تيجي
أمسك كفها مشددا عليه ليجرها خلفه بينما ساورها احساسه من القلق والشك
خارج المقهي...
كانت تمطر بغزارة مما أدي لقلة المواصلات وانتظرهم أكثر من 10 دقائق تحت المطر أدي لانعاش حواسها بعد الشئ
بتعب وتحامل مدت يدها داخل حقيبتها لتخرج هاتفها لتضغط رقم أحدهم عندما كان الآخر ملتهي في إيقاف "تاكسي"
_____________________
_____________
_____________________
-ذات التوقيت
مازال هناك مايؤرقه راحته ويعذب ضميره ليتخبط بالأفكار الذي أخذت تساوره
أخذ يتسائل داخله بحزن وقلق كيف له أن يكفر عن ذنبه ويتوب الي الله التوبة الصحيحة
تذكر تلك الليلة التي ارتكب فيها ذنب من الكبائر لتكون ذاتها الليلة التي يفيق فيها من شراداته والسواد الذي حال علي قلبه
سبحان الله ماأخرجه من ذنوبه ذنب!
صدح صوت المؤذن وكأنه جاء ردا لسؤاله "حي علي الصلاة..حي علي الفلاح"
نهض ليتوضأ ويقف باعتدال ليؤدي الفرض بحزن وتوسل الي الله أكثر منه خشوع
أنهي صلاته ولم ينهض عن سجادته حتي حادث الله بضع دقائق بصمت بما في صدره من ندم و هم
أدمعت عيناه ليغمض حفنيه بألم ولا يدري لماذا ظهرت له صورتها تحتهما وكأنها نسخت بهما
فتح عيناه عاقدا حاجبيه باستغراب ليستفيق علي رنين هاتفه
مد يده يلتقطه بخفة ليعقد حاجباه باستغراب عندما رأهت رقم غير مسجل
طالعه قليلا قبل أن تتوسع حدقتيه باإستدراك وتخمين
"هل تكون هي من تتصل؟" سأل نفسه!
فتح الخط سريعا ليهتف بقلق: الو
اتاه صوتها بهمس بعيد باكي ومرهق: الحقني!
نهض يلتقط جاكيته ليخرج راكضا بينما هتف بتوتر: انتي فين جنة انتي فين
-لا رد
فقط صوت تساقط الأمطار
عاد ليهتف بخوف تسرب لأوصاله: جنة .. جنة انتي فين ردي عل...
صمت عندما سمع صوت أحدهم يهتف بها بحدة: يلاا قومي بسرعة
زاد خوفه وقلقه مما تنبئ به حدثه ليسرع في خطاه أكثر داعيا الله بالستر واللطف
_____________________
_____________
_____________________
أمسك ذراعها بعنف هاتفا بحدة: يلا قومي بسرعة
نهضت استجابة له باعياء ليفتح باب سيارة الأجري ليدخلها برفق مصتنع ليصعد بجانبها بينما هتف السائق بشك: خير ياباشا هي المدام تعبانة ولا حاجة
أمجد بتوتر:آاا اها أصلها حامل وكدا هههه
أرادت أن تصرخ لكن لم يخرج صوتها
تسائل السائق بهمنية: علي فين ياباشا؟
أمجد: اطلع علي..........
شعرت بحركة السيارة علامة توجهها للعنوان الذي أملاه "أمجد" علي السائق
مد "أمجد" يده ليمسك يدها بقوة ضاغطا عليها ليهتف بهمس وابتسامة ساخرة: أخيرا وقعتي ياحلوة دا انا مستني اللحظة دي بقالي سنتين
الآن تأكدت مما هي مقبلة عليه لتنحدر دمعة ساخنة علي وجنتها
ليهمس الأخر بينما مد اصبعه ليمسحها بتحسس: لاء لاء أجليلي العياط دا لبعدين يا...ياجنتي
همس كلماته ببذائة وخبث ليسمعها "رائف" الذي مازال قيد المكالمة ويدرك غايته المنحطة ليهتف بالسائق بغضب: بسرعة يااسطا في مصيبة هتحصل!
_______________________حلمي العاصي-الأخيرة!(2)
توقفت سيارة الأجرة داخل احدي المناطق العشوائية المنقطعة الي حد ما عن العالم
فتح الباب لينزل من السيارة ويجذبها ناحيته يحملها بين ذراعيه بعد ان فقدت الوعي من أثر المشروب المخدر
طالعه السائق بريبة قائلا: مش عايز اي مساعدة ياباشا
رد "أمجد" بابتسامة مصتنعة: لا متشكر يااسطا عادي مش اول مرة يحصلها كدا هي معوداني منها ع الحركات دي ، عن اذنك
السائق بقلق: اذنك معاك ياباشا
استدار حاملا اياه بين ذراعيه ليتوجه داخل بوابة سوداء صغيرة بينما تابعتها نظرات السائق القلقة والذي بقي مكانه قليلا لا يدري هل "امجد" صادق او كاذب
______________________
______________
______________________
ملأ صياحه المكان صارخا بعنف بعد ان قيدته مكانها بذات الكرسي بعد ان فلحت في فك قيدها لتختبئ خلف احدي الجدران ممسكة بصخرة قاسية بيدها وعندما رأته ضربته علي رأسه ليسقط فاقدا الوعي
: : :
اقتربت منه بنظرات تشع كراهية وخبث لتهتف بصراخ: كنت عايز تعمل اي؟
كنت فاكر انك هتموتني بالساهل ، لا ياكمال عمر الشقي بقا
صفعته بعنف هاتفة: انطق هربت ازاي ووصلتلي ازاي اكيد في حد ساعدك
-لا___رد
ميرفت: كدا ماشي انا هخليك تنطق
استدارت مبتعدة عدة خطوات لتميل ملتقطة كمية ليست قليلة من البنزين
ليصيح الآخر بخوف: هه هتعملي اي؟ هتعملي اي ياميرفت؟
ميرفت بصياح: هموووووتك هحرقك زي ماكنت هتحرقني ، انطق بقولك مين اللي ساعدك
كمال بتوتر: ظا ظابط صغير هناك كان معرفة قديمة خدمني وخد الحلاوة
ميرفت: اسمه اي؟
كمال: محمود...محمود عبد المنعم
ابعدت وجهها وجه: اممم محمود عبدالمنعم
عادت بنظرها اليه لترفع يدها مغرقة اياه بالبنزين
اخذ يصرخ بذعر طالبا الرأفة والرحمة لكن لا حياة لمن تنادي
هتفت به: انا بقا هضمن انك تموووت الليلة دي
اتجهت لجدران المكان لترشه بالبنزين بعنف
ابتعدت حتي التصقت بالباب لتخرج علبة من الكبريت وتشعل احدي اعواد الثقاب
كمال ببكاء وتوسل: لا والنبي ياميرفت ماتموتنيش ابوس ايدك
ميرفت بضحكة عالية: شكلك حلو اووي وانت مذلول...باي ياكيمو
ألقت بعود الثقاب ليشتعل البنزين حتي يصل اليه لتشب به النيران بينما اخذ الآخر يصرخ بتألم واستنجاد
اخذت تركض مبتعدة عن المكان لتسير بخوف فالمكان منقطعة الي حد كبير عن العالم والناس
سارت بخطوات سريعة قلقة ليرتجف جسدها خوفا ورعب عندما وصل لمسامعها صوت كلمات بذيئة من بعض الشبان بسيارة سوداء
أخذت تركض بجنون ولكن اتبعتها السيارة وضحكات الشبان حتي طالوها لتبدء بالصراخ والمقاومة
هتف أحدهم ضاربا رأسها بقبضته: ماتتهدي بقا ياولية
ليرد الاخر ساخرا: هنعمل بيها اي دي ياعم دي قد امك
يرد بسكر: فد امي اي بس دي موزا
______________________
______________
______________________
قاطع تفكيره توقف سيارة أجرة أخري والتي كانت مسرعة الي حدا خطر لينزل منها "رائف" وعلامات القلق تشوب وجهه
أخذ يركض نحو كل مبني في ذلك الشارع العشوائي الفقير يتلفت يمني ويسري
نزل السائق من سيارته ليتجه ناحية "رائف" هاتفا بتساؤل: انت بتدور علي حد ياباشا يلزم مساعدة؟
رائف بلهث: ماشوفتش بنت لابسة خمار وجيبة ومعاه ش...
هتف السائق بتوتر: يعني احساسي كان صح
رائف بصراخ: انت شوفتها؟؟؟
السائق بتلعثم: آاا ايوا يابيه شوفتها كان معاها شاب وهي كان مغمي عليها باين والله اعلم دخل العمارة اللي في الوش دي
قالها مشيرا باصبعه باتجاه البوابة السوداء الصغيرة ليركض "رائف" ناحيتها قبل أن يتم السائق جملته
كانت البناية عبارة عن طابقين اثنان بكل طابق شقة واحدة في مقابلتها محل مبيعات
طرق الشقة السفلية بغضب لتفتح له سيدة مسنة وابنتها يطالعانه باستغراب ليدرك أنها الشقة الخطأ
صعد الطابق الآخر ركضا ليضرب الباب بعنف دون رد
أخذ يضربه بكتفه حتي كسر
: : :
بعد العنوان والمسافة الطويلة الي حد ما ساعداها لتستعيد وعيها....بعد فوات الأوان
فتحت عينيها لتستند علي مرفقيها
شهقت بصدمة وبكاء عندما رأت نغسها مجردة من ثيابها حينها استطعت استيعاب ما أوقعت نفسها فيه
لفت نفسها بالفراش الذي تبين لها انها لم تكن الأولي فيه
اخذت تضرب فخذيها وتلطم وجنتاها بالصراخ ووليل لتشد الملائة أكثر علي جسدها عندما ظهر فجاءة أمامها يطالعها بصدمة وصلتها كاحتقار
: : : :
كسر الباب ليتجه حيث اتاه صوتها
فتح الباب ليصدم بهيئته توسعت حدقتها واحمرت عيناه من الغضب
استفاق من شروده علي صوت بكائها وشهاقتها ليستدير بجسده تاركا لها مساحة لستر نفسها
قال بنبرة مظلمة: البسي هدومك عشان نمشي
مد يده دون ان يستدير بوجهه ليغلق الباب
استمع لبكائها وشهقاتها العالية ليعقبه صوت لطمها لوجنتاها وفخذيها
اغمض عيناه بقوة محاولا السيطرة علي انفعاله بينما شدد قبضته متوعدا بالانتقام لها
لا يدري لماذا ذكرته دموعها وهيئتها المنكسر بأخته الصغري لتدمع عينه وتتحرك بؤبؤتاه بقلق عندما صور له عقله بأنها بمفردها وقد تقع في ماوقعت فيه "جنة" رغم وجود والديها واخواتها بجانبها
____________________
___________
_________________
في اليوم التالي
9:00AM "توقيت مصر"
توقفت سيارة الأجري عند أول الشارع الذي ولد وأقام وعاش فيها أجمل ذكرياته كما عاش اسوءها
راوده حنين غريب عندما اخذ يتقدم بخطوات ثابتة يتأمل كل انش فيه
وصل لبنايته ليرفع رأسه يطالع شرفة بيتهم بنظرات جامدة
شعر بشوق غريب لأخته ليصعد الدرجات ركضا
وصل للباب ليطرقه برفق حتي لم يأتيه رد أهذ يزيد قوة طرقاته لكن لا رد
ساوره القلق عندما تيقن ان لا احد بالداخل
نزل الدرج ركضا لخرج من البناية متجها الي احد البيوت
طرقها بقلق وتأني حتي فتحت له امراءة في منتصف الستون من عمرها هتفت عند رؤيته: رائف ، انت كنت فين وجيت امتي
رائف بقلق: كنت في شغل وجيت دلوقتي ماتعرفيش مني راحت فين
وبالحظة اجهشت المرأة في البكاء
رائف بتلعثم وتوتر: فف في اي هي حص حصلها حاجة؟
السيدة ببكاء: ياحبة عيني من كم اسبوع لقوا جثتها في البحر
لتجهش مرة اخري في البكاء بينما تصلب الاخر مكانه كالتمثال دون حركة
_____________________
_____________
______________________
7:00PM "توقيت مصر"
جلس بملل وتصنم دون حراك
اختار ابعد ركن عن الجميع ليجلس به يستفرد بذاته واحزانه
ارتفع صوت الزغاريد والاغاني اكثر ليشعر بالحنق والغضب والتمرد علي كل ماحوله
شعر بأحدهم يجلس جانبه ليلتفت براسه بينما هتفت "ياسمين" ابنة خالته بدلال: كيمو قاعد لوحدك ليه كدا؟
كريم بجمود: معلش سيبيني لوحدي دلوقتي
مدت يدها تتحسس صدره بكفها بوقاحة: معقول يا كريم في راجل يصدر التكشيرة دي يوم كتب كتابه ، وبعدين اسيبك ازاي انا خلاص بقيت مراتك ومكان ماتكون هكون
نظر لها ببرود بعد ان امسك بكفها ينفضه عنه بقسوة: ياسمين
ياسمين بهدوء: نعم
كريم: ماتستنيش مني حاجة مش هقدر اديهالك!
________________________
________________
________________________
في اليوم التالي
9:00AM "توقيت لبنان"
مرت اكثر من عشر سعات حتي عاد ل البيت الذي يقتن به وعلامات الانكسار تزين وجهه بالاضافة لجسده المتراخي بعد ما مر به
فلاش_بااك
بعد ان علم منه بموت اخته صعد الدرجات ليصل لباب منزلهم
كسر الباب بعنف وغضب ليدلف للداخل
بدأ بتحطيم كل ماطالته يداه وهو يصرخ بغضب وكره
لينهار بعدها ارضا يبكي بقوة وشهقاته تعلو بعنف هاتفا من بين بكائه: انا السبب ، انا سبب كل حاجة انا اللي قتلتها ماتت بسببي اهااا
تمدد علي بطنه ارضا لتزيد نوبة وبكائه متجاهلا رنين هاتفه المتكرر
استند علي مرفقيه بتخاذل ويأس ليلتقط هاتفه مجيبا بنبرة ضعيفة: الو
-انت حد مم عيلة ميرفت سالم مرات كمال عاصي
رد "رائف" باستغراب: ايو انا ابنها
-يؤسفني اقولك اننا لقينا جثتها في منطقة....بعد تعرضها للاغتصاب ياريت حد يجي يستلمها
اغلق الخط فورا ليسقط الهاتف من يده بينما سقط هو ايضا فاقدا الوعي
ليفيق بعدها بعدة ساعات قليلة
باا_اك..
جلس بيأس علي وسادته الموضوع بالحديقة بينما تراخي جسده اكثر لتستفيق حواسه علي صوتها المنخفض ونبرة صوتها المنكسرة: انت وعدتني امبارح انك مش هتجيب سيرة لحد ، ارجوك خليك عند كلمتك ماما لو عرفت هيجرالها حاجة
قالت جملتها ببكاء ليرفع رأسه لها تأملها قليلا بيأس قبل ان يقول بنبرة خالية من اي شعور: جنة تتجوزيني؟
_____________________
_____________
_____________________
صدح هاتفه معلنا عن تلقيها مكالمة هاتفية لتلتقطه بخفة بينما ضغطت زر الرد سريعا عندما رأت رقم غير مسجل لديها لتتيقن انه هو "عاصي"
ردت بانفعال واضح: الو عاصي
عاصي بهدوء وفضول: ايوا انا انتي عايزة تقوليلي اي؟ وعرفتي عنوان بيتي منين؟
سبا بتحذير: مش وقت اسئلة عاصي اعملي اي حاجة عشان تهرب منهم ارجع بسرعة قبل ماتتورط اكتر
عاصي بدهشة: انتي بتقولي اي؟! اتورط في اي؟
سبا بتنهيدة يأس: الشركة اللي اشتغلت فيها انت وصاحبك مش شركة ادوية ولا مواد غذائية ولا حتي قنوات اخبارية
عاصي بجمود وقلق: اومال اي؟
سبا: مؤسسة ارهابية عايزين يدخلوا مفاعلات نووية لمصر وانت وكل الشباب اللي معاك واخدينكوا عشان يجندوكوا!
ألجمت الصدمة لسانه بينما سقط الهاتف من يده عندما شعر بفوهة مسدس توضع علي رأسه من الخلف ليهتف احدهم بما معناه
-اذا كشفت اللعبة لذلك يجب ان تموت حالاا
..|تظلم الشاشة دون صوت لنسمع بعدها صوت اطلاق رصاص!|..
______________________
#يتبع الجزء الثاني..#
ندا فرج سعد|NADA FARAG SAD
تعليقات
إرسال تعليق