سحر الروايات تكتب: إقرأ خواطرى -يقين-للكاتبة سلمى عادل- مجلة سحر الروايات
أنا لا أستحى من قلمي ..
إن كتب خيرا كتب ،و إن كتب شرا فقد كتب ..
أدرب ممحاتي تارة ،و تارة مبراتي ..
يأخذني عنفوان الكلمات ..
فأكتب بريشة و مداد أزرق ..
ثم يتملكني جبروت الكتاب لأكتب تحت ضوء شمعه ..
فأسمع الكلمات تهمس ،و أرى بعضها يرقص على يدي و على رأس قلمي .. أراني أبتسم و أراها تتمايل يمينا و يسارا .. تمسك بقلمي و تكتب كلمة من أربع أحرف إثنان أفقيان و إثنان رأسيان .. بشكل أو بآخر أراها تكتب " أحبك " ..
تفر من عيني دمعة ،و بنفسي الحار أطفأ الشمعه ..
ثم أظل وحدي و العتمه .. نبكي ظلامنا !
يصعد حرف الألف و قد تسلق كتفي بصعوبة الى أذني يصل .. فيخبرني برفق أن أشعل الشمعه فقد خافت الكلمات، فأضيئها ..
فأراني بغير حول مني .. أمسك الورقه و أحرقها
و أردد أنا و هي .. " فلتحترق الكلمات في صمت سيأتي غيرها ! " ..
تتزاحم الكلمات في رأسي .. فبعضها يترادف مع غيره فيتنافر .. و البعض بالطباق يتجاذب .. و ينقر كل بمنقاره بقلبي .. و ارى يداي ترقص بريشتي على الورق .. تتلوى على محبرتي ثم أراها تتلحف بسواد مدادي .. فأضحك انا من كل هذا .. كيف لريشة مسكينة من جناح طائر او من فخذه أن تكتب كل تلك الكلمات التي تعجز روحي عن حملها داخلي !!
#سلمى_عادل
-يقين-
في داخلي بوح كثير .. لكن حروفي لا تسعفني .. و دموعي أبت إلا أن تخونني أبدا ..
لا أعرف طريقة لأعبر عما بداخلي سوى بالكتابة ..
فضغطت على قلمي و صرت أعصر الكلمات حتى نزفن ..
أيها البعيد القريب .. أيها الغائب الحاضر ..
إليك أنت ..
كيف حالك ؟ ..
لا أشعر أنك بخير .. لأني -ربما- لست كذلك ..
مالت عليا الشمس صباحا و همست .. القمر سيصبح بدرا اليوم .. !
أخبرتها أنني أشتاق إليك .. قالت أما تعبت ؟
و لما جاء قمري .. صحت فيه .. أشتاق إليه !
فلم يجبني ..
نظرت للنجوم لأخبرها .. إشتقت إليه ..
لكنها الأخرى إتبعت أمر سيدها و لم تعرني إهتماما ..
ناديت للطير .. أخبره أرجوك .. أنني إشتقت إليه ..
لكنه لم يسمعني ..
طأطأت رأسي و طأطأ معه قلبي ..
رحت أبث الارض نجواي .. إشتقت إليه و الله !
شكوت ل-صديقتي- الريح .. إشتياقي إليك ..
فلم يجبني أحد .. على غير عادة الجميع لم أسمع او أرى أي إجابة ..
لا أخفي عليك .. كان الأمل قد نضب و جفت بحاره ..
مرت السنين ..
و بالأمس فقط .. كان اللقاء !
لك أن تتخيل كم الدمار الذي عشته .. و كم السعادة التي خانتني دموعها لتغشى دموع الحزن بدلا منها قلبي .. و لأجده يعتصر ألما ..
و سمعت صوت الريح وقتها جيدا .. تعصف بأفكاري .. إلا أن الشمس كانت فاضحة آثار البكاء في جفوني .. و رأيت الأرض تضحك و تنادي على النجوم ليلا و سيدها.. أن إضحكوا حميعا ..
على من ظنت ان الحب منقذها و أن من الذي قد دق بالمطراق بابها يوما سيصلحه !
لا تجرعن مرارة حب أنت لست بقادره و غالبه .. !
و السلام
-يقين-
#سلمى_عادل
و ماذا اكتب عنك يا وطن ..
أأهجوك .. ام امدحك ام يا تراه ارثيك ..
يا ايها الغارق في الملذات حد النخاع ..
يا ايها الضائع .. يا ابها الفقيد و المفقود ..
ايا وطني ..
عزائي فيك و اليك . ..
كنت اتسلم جثمان الضحايا و الشهداء و ابكي ..
لكن اليوم تسلمت جثمانك .. .!
سرت في جسدي قشعريرة و في حلقي مرارة كالعلقم .. احرقته !
لا اخفي عليك اني كنت اتوقع يوما ما ان احملك على اكتافي الى مدافن التاريخ قبل ان تحملني ..
كنت اتوقع ان ياتي اليوم الذي اصلي فيه عليك .. قبل ان تصلي علي .. و ان اغسلك و القي على وجهك التراب بيداي ..
كان الشعور ليكونن عظيما بحق .. لو انني شيعتك شهيدا .. و لبكيتك دهرا و الله !
لكنك .. و يا اسفاه يا وطني .. و كيف اقولها ..
و الله يعجز لساني عن التعبير عن التعليل ..
كيف لوطن ان يموت شهيدا و هو القاتل و الجاني ..
كيف لوطن ان يدفن تحت الثرى قبل ابنائه !
اتراني وهنت ؟!
لا و الله .. ابتسم ... و في الحشا الم ثقيل ..
الم لو وزع على جل بقاع العالم .. ما كفاها و لا وسعها .. بل فاض ليوزع على سكانها بالتساوي من جديد !
و عن اي سكان اتحدث انا !
اظن اني قد جننت !!
فالكل اصبحوا بلا مأوى يا ايها المفقود من متن الكتاب !
لم يعد هناك مسكن ليسموا بالسكان ..
و لم يعد هناك وطن ليلقبوا بالمواطنين ..
حتى لو بقت اوطان العالم اجمع حية ..
فوحدك كنت الوطن الاوحد يا وطني .. كنت الوحيد الذي يمد قلبه فداءا لكل من رفع راية بيضاء و سلم و استسلم ..
مت و ماتت تضحياتك .. مت مخضبا بدماء الحرب ضد الحرب !
لكنني لم امت .. مازال في الحلق رمق .. مازال في السما قمر ... مازل في العينين بصر ..
رسالتي اليك ايها المفقود ..
نم هانئا مطمئنا .. ناضلت دهورا لاجلنا .. و جاء اليوم الذي نرد الدين اضعافا ..
نم هانئا مطمئنا يا وطني.. فعيوننا تحرسك !
يقين
الغربه ...
قديما قالوا او ربما حديثا ..
لا يستطيع الكتابة عن وحشة الغربة الا غريب
لا اعلم حقا من قال تلك العباره او متى ..
لكن ما استوقفني حقا ..
هو .. هل قصد القائل غربة الوطن .. ام غربة النفس !
لن اتعمق في مكنونات نفس الكاتب ..
و لا احبذ ان اتطرف للحديث عن غربة .. يحل بها وطن غير وطن .. و اشخاص غير اشخاص ..
فلقد اخذت افكر ..
ترى هل قصد بها حين كتبها على مضض منه في ورقة عابره لم يعبأ لها .. ثم مضى و تركها .. و ذهب حيث يذهب الراحلون .. ليأتي صديقة الوفي ليقرأها صدفه .. فيبكي .. لحال صديقه الغريب .. الذي لم يستطع ان يكمل الحكايه .. لم يستطع ان ينثر بضع سطور اخرى بعدها .. فكانت تلك اخر كلماته ..
لتعز عليه تلك الكلمات القلال كلمات صديقه الراحل ..
فيحفظها و يرددها و يحاول ان يصنع خاطرة منها .. ربما تعبر عما دار ذلك الوقت في ذهن صديقه الراحل !
و هذا ليس ما اود الحديث عنه ..
ان ما اود قوله هو ..
ان اردا قائلها ان يعبر لنا عن موطنه اللاموطنه .. لربما كتب و كان الكلام حينئذ بيسير .. و لم يكن ليختنق من مشاعره الجياشه و لا من دموعه المنهمره .. حين كتبها على مضض ..
لكن ما اعتقده ..
هو انه قصد بها .. غربة النفس !!
و الى هنا اصل ..
الوطن ان كان غريبا .. فربما هو اهون من ان تكون نفسك هي الغريب في الوطن ..
فضياع نفسك عن نفسك و شتات روحك عن روحك و انتزاع قلبك من قلبك .. لهو الامر الاشد ألما هنا !!
و كلنا نعاني ..
كلنا نتخبط ... كلنا نود ان نشعر ببعض الامن ..
و ان نسلم من بعض الشتات !
قضيتنا اليوم .. عنك و عني ..
قضيتنا اليوم .. قضية انسانيه ..
قضيتنا اليوم .. هي قضية العصر ..
هي اخطر من كونك مدمن او سارق او قاتل او ربما عاق !
ان تكون غريبا عن ذاتك ..
لست انت انت .. و لا تعرف من هو انت ..!
الامر فوضوي .. اجل ..
لابد من اعادة الترتيب .. اعادة التفكير ف الامور .. اعادة النظر و اعادة السمع و اعادة كل شئ حيثما كان و كيفما يجب ان يكون !
الغريبون عن انفسهم .. اولئك الموجودون معنا .. الغير موجودون مع انفسهم .. الذين لم يدركوا لم هم هنا .. اولئك الذين يعانون من تخبط مع الذات ... من الشتات المستمر و من الضياع المهلك ..
اولئك الذين انهكم السفر في البحث عن انفسهم اكثر من البحث عن اوطان تهحميهم !
اليهم .. اليك انت .. يا من تجلس امامي الان او ربما تستمع لكلماتي في غير اكتراث ..
هل شعرت يوما انك غريب .. انك ضال الى ابعد حد ..
ان يشعر الجميع انك بخير .. و لسان حالك يقول .. لا و الله انا اظهر عكس ما اخفي .. انا لست بخير .. !
ان تشعر بالضياع حد النخاع ..
يا من اثقلته الحياة .. يا من صفع مرارا من الحياة ..
انت ايها الغريب استمع .. !
قم لله .. فمن لنا بعد الله سوى الله ..!
قم و صلي للإله .. قم معي هيا تعال ..!
الله هو الوحيد .. الذي مهما كانت غربتك ..
فهو المألوف .. هو المعروف ... هو ملجأنا الذي يعرفنا من نحن .. !
ان غربتك عن ذاتك تلك ليست الا .. افتقارك يا مسكين .. من رحمة الله و كنفه .. فهلا اسرعت !
فلإن عرفت الله حق المعرفه .. فصدقني او لا تصدق ..
فمهما اشتدت غربتك .. فلن تحس ذاتك غريبا .. لانك مع الله و فيه و به و اليه .. !
و الا لما قال حبيبنا ... طوبى للغرباء !!
يقين
و كان عزائي الوحيد .. أن مداد قلمي لن يجف .. و أن اسطر ورقي لن تزول ..
كان الصبر كله على كلمات أكتم بعضها في صدري .. ليقيني أن أوراقي أحق بها من البعض ..
ليس سهلا يا عزيزي ..
أن تتعود على الوحده !!
من يعتقد أن الأمر بيدي فهو مخطئ ..
من يظن .. أني معكم و فيكم و بكم فهو مخطأ..
أنا أبدا كنت وحدي .!
و ما زلت .. وحدي
رغم قسوة الكلمه إلا أنها ما تزال صانعتي ..
لا يأخدك الظن ذات ساعة .. أن هواك في .. أحياني !
و لا يعتريك التيه لتتفاخر بحبك لي .. فما عاد حبك يهمني ..
الأمر أشبه بمن يبتلع الهواء و يتقئ غيمه !!
الأمر فوضوي الى حد الجنون ..
لا تحسب أني سعيد بوحدتي ..
لكن أنا سعيد بأنها على الأقل وحدتي !
سلمى عادل
ابتهج يا صغيري ..
فكل حزن حتما يعقبه سعاده ..
لن يدم الحزن .. و كذا لن تدم لك السعاده ..!
فابتهج و عش و قاوم و تغافل و جاهد و ثابر و استمر ..
الغد افضل ..و اليوم افضل و افضل ..
تذكر دائما .. عش في حدود يومك .. !
و لا تنظر للغد المشرق و لا التعيس ..
بل انطلق .. في يومك .. و كأنه اليوم الاخير و كأنها الساعة الوحيده .. احذف من قاموسك كلمتي ..
"الامس ،و الغد "!... فقط ضع .. "اليوم" . و تحتها الف خط احمر !..
دقق في ملامح الناس حولك و كأنك تودعهم .. ابتسم و كأن شيئا لم يكن ... اضحك كما لو لم يزر الحزن يوما قلبك .. ابتهج كما لو لم تطأ الذكريات يوما ارض سعادتك فدمرتها ..
كن كالسماء يا صغيري .. بالليل او النهار حضنها يسع الكل .. كن كالليل هادئ و جميل ..
و كلما عصفت بك الحياة -وحتما ستعصف - اهرب بجلدك نحو النجوم ..علق قلبك بمن في السماء.. تأمل النجوم يا صغيري .. اسبح في ضوء القمر ستجد روحك من جديد .. ستجد طريقك الذي ضللت عنه .. ستسترد اشياء سلبت منك .. دونا عنك ستشعر ان السماء هي موطنك !.. هي ملجأك ..
-يقين-
كلما سنحت لي الفرصه لأخلو بنفسي .. تسري في جسدي قشعريرة لاذعه.. أخاف أن أظل حبيسة ذكرياتي و أفكاري .. مؤلم جدا هذا الشعور .. أن تتعود على الوحده !.. و الاصعب هو الخوف منها ! .. تعود لي ذكرياتي .. تستيقظ كلها في عقلي .. و تحيط بقلبي .. فتأسرني بوحشية في قفصها المظلم .. فتلوح لي أشباح أكتوبر الحزين و ذكريات ربيع بات خريفا بين ليلة و ضحاها .. و خيالات يناير البارد .. و سودا شمس الصيف السابق للسابق .. و العهد القديم .. و اشباح ذكريات ضاحكه و أخرى عابسه .. و صوت من الماضي السحيق .. اصل بتفكيري الى عمق الذاكره .. إلى ما دون القاع أظل أغرق .. لا أستطيع النجاة .. و لا يد تقوى أن تنتشلني .. أخاف كثيرا من ذكرياتي التي صارت مرقعة باليه كثيابي .. و كلما تعتقت الذكرى و قدمت .. ننسى .. لولا أنها في عقل فولاذي كعقلي .. فلا تقوى على الرحيل .. مؤلم حقا هذا الشعور .. فلا أصاب أحدكم أبدا.. و لا أذاقكم الله علقم الوحده قط.. 💔-يقين- #سلمى_عادل
عبرنا الدرب يا أمي.
على أرض بلا أرض.
على ممشى بلا ممشى.
عبرنا الدرب يا أمي.
بخطوات حفظناها .. على عجل نرددها ،
و نرسم بعضها قدسا و نرسم بعضها زهرا ..
قتلنا الحلم يا أمي ..و بدماه تبرجنا !..
سقينا السم يا أمي ..
نسقي الجرح بسقياه !.
..
مللنا الدرب الذي ما يوما عبرناه !!..
و صرنا نحلم بقتل الدرب أياما ..
شهورا مرت .. على مضض تحملناها ..
سنونا مرت على الدرب ..
فقدنا بعضنا .. لكن الدرب لم يفقد !..
مات البعض يا أمي و ظلت روحهم حيه !..
تقودهم رغم البعد يا أمي ..
الى الدرب الذي اليوم ..
قد فقد !.
-يقين-
#سلمى_عادل
هل أحلامنا بعيدة الى هذا الحد يا ترى .. أمن المستحيل أن ننعم بحياة كالحياة .. كأبسط الآمال !.. حقيقة حقيقتها أسوأ من واقعها الحقيقي ..! إن جاز التعبير .. فنحن يا صديقي .. نتألم .. نعيش في عالم فوضوي .. حتى النفوس فوضويه .. المشاعرة ضاله و مضلله !!.. لا تدري أتتبع عقلك فتجن .. أم تتبع قلبك فتضل ..!! قديما قالوا .. الحيرة هي قلب يريد و عقل لا يريد .. ! حسنا .. ماذا نسمي .. إذا كان كلا الفؤادين لا يريد !!.. أو بالأحرى .. ترى ماذا نفعل حينها ؟؟.. في الختام .. أحييكم بتحية الإسلام .. فالسلام عليكم ..أحباب الله .. أيها الصامدون من أجل حياة أشبه بالحياه .. من أجل لقمة عيش ليست الأفضل و لا هي بالأسوء .. أيها الراضون الحامدون .. أهنئكم .. و أخيرا إجتزتهم الحياة بسلام .. يكفي فقط .. أنكم صارعتم للبقاء .. و آمنتم بحياة أشبه بالحياه !.. -يقين- #سلمى_عادل
تعليقات
إرسال تعليق